قال: نريد رئيساً "يطبطب" على مصر
صبري عبدالمنعم: بروموهات الأفلام كالمرأة الرخيصة
حوار: دينا دياب
صبري عبد المنعم فنان ذو عقلية مختلفة، لا يهتم كثيراً بالنجومية
ويرى أن النجاح سره في قوة الدور، لا يشغل كثيراً بتقديم فيلم
باسمه أو أن يصبح نجم شباك لكن اعتقاده في أن البقاء للأفضل هو
معياره الأوحد لاختياره لأعماله الفنية.
رغم معاناته مع المرض طوال 12 عاما لكنه قاوم وشارك في عدد من
الأعمال، وقدم خلالها ادواراً مهمة تجبرنا على احترامه هذه الأيام
يعيش حالة نشاط فني، ينتظر عرض فيلم «بنت من دار السلام» ومشغول
بتصوير مسلسلي «عد تنازلي» و«السيدة الأولى» وبمتابعة ردود الأفعال
حول فيلمي «الملحد» و«المهرجان» ومسلسل «مكان في القصر».. حاورناه
فقال:
·
في البداية سألته.. ما سر هذا النشاط الفني؟
-
عندما أقف أمام الكاميرا انسى نفسي ومرضي وحياتي، التمثيل بالنسبة
لي هواء أتنفسه، وكلما عرض على عمل جيد شعرت أنها المرة الأولى
التي أمثل فيها، بل وفي كل مرة أقف أمام الكاميرا أمسك السيناريو
ويسيطر على الخوف لأقدم عملاً جيداً، فالنجومية بالنسبة لي ليست
وضع اسمي على أفيش أو اختياري كنجم أوحد لعمل فني لكنه عمل فني
متكامل من مخرج ومؤلف ومنتج، ولذلك عندما يعرض على أي عمل أرى نفسي
فيه أوافق لذا أشارك في أكثر من عمل في وقت واحد رغم أن هذا مهلك
للغاية.
·
ماذا عن دورك في فيلم «بنت من دار السلام»؟
-
الفيلم رسالة اعتراض على الواقع الاجتماعي الذي نعيشه، وشاركت فيه
عندما شعرت أن المخرج طوني نبيه يريد أن يقدم سينما جيدة للناس
تشاهدها، سينما «بجد» والجميل في العمل أننا نراهن على الشباب وهذا
لا يخسر، خاصة شباب مصر لأن الشباب هو القادم وهو من سيقدم سينما
جديدة، وسنري هؤلاء الشباب سيقدمون الكثير والشباب «محوشين» لحظات
الابداع.
·
الانتقادات الموجهة لم
تكن فقط في «بنت من دار السلام» لكن في فيلم «الملحد» أيضاً لماذا؟
-
لا أرى سبباً لهذا الهجوم، وإذا كل فيلم قوبل بهجوم وانتقادات،
السينما لن تنهض من جديد، الفيلم يناقش فكرة الإلحاد والتدين معا
من خلال الأب وابنه، والكفر لا يواجه الا بالايمان والفن، فعندما
انتج كتاب لماذا أنا ملحد؟ كانت الاجابة عليه لماذا أنا مؤمن وليس
منع الكتاب من السوق، فهذا هو قمة الإيمان من وجهة نظري، ولا يمكن
أن نضع رؤوسنا في الرمال ونقول إن هذا خطأ وهذا صحيح نحن نعيش في
مجتمع واقعي وهناك عمل محترم وآخر مبتذل هذا ما أعرفه في تصنيف
الأعمال، لكن دائما ما قدمنا أعمالاً سياسية رفضتها الرقابة ووافق
بها الجمهور، وقدمنا أعمالاً تحتوي على أفكار أكثر قوة وجرأة تستحق
المغامرة وحققت نجاحاً لأنها تقنياً وفنياً أعمال جيدة.
·
أيضاً قدمت فيلم «المهرجان» مع شباب يقفون أمام الكاميرا للمرة
الأولى.. ألم تتخوف من المغامرة؟
-
بالعكس الفرقة أعجبتني وهناك تجارب في السينما العالمية تقوم على
الاستعانة بشباب يتعاملون مع الكاميرا للمرة الأولى وبكارة اللحظة
عندهم تحدد مدى نجاح العمل، وهؤلاء الشباب يعطونني طاقة جديدة
وأداء مختلفا، حتى أنني أكون خائفا أمامهم وأنا أجسد دوري رغم أنني
لي باع في التمثيل، وفي رأيي أن هؤلاء الشباب لابد أن يحصلوا على
حقوقهم.
·
هناك موجات حديثة من الأفلام سيطرت علي السوق السينمائي، كيف تري
انتشارها؟
-
أفلام الـ «باك ستريت» أخذت وقتا طويلا في عرضها في السينمات
العالمية، ولم يكن هناك طرح لدى الجمهور أن يناقشوا أي موضوعات
مختلفة في ظل الغياب الثقافي الذي غابته مصر في الفترة الماضية
لأنه كان نتيجة غياب الدور السياسي، أما وأن الناس ابتدوا أن
ينتجوا سياستهم بأيديهم وبمرور الوقت ستتغير الحياة، وستكون
السينما مختلفة تقدم رسائل للجميع.
·
في أغلب التجارب الأخيرة التي شاركت فيها تنتقد البروموهات الخاصة
بالأفلام لماذا؟
-
أنا أيضاً اعترض على هذه البروموهات رغم أنها رؤية مخرج ومونتير،
ولكن أنا مع أن الابداع هو أن «أشق بطن البطيخة لأعرف ما بداخلها»،
بصرف النظر إذا كنت سأستغل ذلك في الدعاية أو لا، ولكن عرضه بشكل
مثير في الدعاية مثل السيدة الرخيصة التي تعرض نفسها في الشارع
وهذا لا يجوز أعتقد أن كل شىء من الأفضل أن يظهر في مكانه الطبيعي
وبتحليله الاجتماعي العلمي والنفسي حتي أقدم أعمالا بشكل مثير
وبذلك فأنا أزيد الأزمة على أصحاب هذه القضية الحقيقيين و«أعريهم»
أمام الناس فأنا متعاطف معهم ولذلك قدمت العمل،وهناك شعرة بسيطة
بين تقديم القضية وتقديم العمل المبتذل وهذا دور الفن.
·
كيف ترى عرض مسلسل «القصر» في موسم غير رمضان؟
-
العمل الجيد يفرض نفسه في أي وقت وهذا العام للمرة الأولى منذ أكثر
من 15 عاماً تسمح الفرصة أن تعرض أعمال خارج السياق الرمضاني وتحقق
نجاحاً، وبالفعل هذا ما حدث مع مسلسل «مكان في القصر» فحظى بنسبة
نجاح أعلى بكثير من أي نجاح كان متوقعاً له رمضانياً.
·
تشارك في رمضان القادم بمسلسل «عد تنازلي»؟
-
أعجبني في العمل أن قصته متميزة فهو يناقش عالم الجريمة من خلال
شاب تتعرض حياته لمشاكل يتورط في عدد من الجرائم، وأجسد خلاله دور
والد سليم بطل العمل، وأنا متفائل بهذا العمل أولاً لمؤلفه تامر
ابراهيم صاحب تجربة فيلم «على جثتي» وهو شاب فكره متجدد، أيضاً
المخرج حسين المنياوي الذي تفاجأت به فأنا سعيد بهذا المستوى الذي
وصلنا إليه، شباب يمتلكون فنا جيدا وعلما وتقنية حديثة.
·
تناقش الانتخابات الرئاسية في رمضان القادم من خلال السيدة الأولى؟
-
أجسد خلال العمل شخصية مرشح لرئاسة الجمهورية، ورئيس للحزب وأنا
المرشح الوحيد الذي أحمل ميولاً سياسية ضد كل المرشحين الآخرين،
حيث إن الشخصية تقدم صورة سيئة للمرشح.
·
هل تتناولون شخصيات المشير السيسي وحمدين صباحي في العمل؟
-
لا نتناول شخصيات لكن الانتخابات الرئاسية فيها اسقاط على كل
الانتخابات التي تعيشها مصر، وفي الحلقة الأولى تخرج السيدة الأولى
التي تجسد دورها غادة عبد الرازق من القصر وأمامها السيد رئيس
الجمهورية لحضور مؤتمر جماهيري والسيد رئيس الجمهورية يصاب في رأسه
أثناء محاولة اغتيال وتبدأ الاحداث فنرصد القصر وما يحدث فيه
والانتخابات وكل الخلفيات السياسية التي تحدث في المجتمع حول القصر.
·
على الصعيد السياسي.. كيف ترى الانتخابات الرئاسية القادمة؟
-
عاصرت الملك فاروق ومحمد نجيب وجمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات
ومبارك ومرسي ومنتظر أن أرى رئيساً يكون أفضل من كل هؤلاء، لا
أتمنى أن يكون رئيساً مثل الرؤساء الماضين أتمناه ألا يكون له
أخطاء، أنا انتظر طفرة حقيقية خلال هذه الانتخابات، وأتمنى من
المرشح الذي لا يفوز أن يساعد الفائز ويطبقا البرنامجين معا، هذه
البرامج من المفترض ألا تدخل لسلة المهملات، مصر تحتاج الى أحد
يبنيها لأن كل انسان لو فكر في نفسه لن تنهض مصر ولن يكون لها
مستقبل وسط الغابات التي تعيش فيها الآن، فاذا قدم مرشح برنامجاً
عن التعليم والصحة وآخر عن الاسكان لماذا لا يتم ضم البرنامجين،
إذا شعر المسئولون أن مصر لنا جميعاً والرئيس لنا جميعاً.
·
ما تمنياتك من الرئيس القادم؟
-
أن يحب مصر وأن يرى ماذا تحتاج ويعطيها ما تحتاجه، نريد رئيساً يحب
مصر ويطبطب عليها لأنها عذبت كثيراً، حتى الآن دموعنا لم تجف من
الأحداث السياسية التي عاصرناها، لكنني متفائل وهناك فرح قادم
سيأتي للجميع ولذلك أطالب الناس بالتفاؤل فمصر فوق الجميع. |