الطفل … حضور سينمائي
لماذا هذه الجاذبية الشديدة للأطفال فى السينما؟
محمود قاسم
الإجابة التقليدية والتى لا يمكن قبول غيرها, أن داخل كل منا, طفل
يسكنه, من خلال ماضيه, وأن هذا الطفل لا يغادرنا أبداً طيلة
حياتنا, بل أن المرء كلما صار أكبر سناً, شعر بحنين أقوى إلى
الطفولة, وتلعب السينما دوراً أساسياً فى تجسيد هذا الحنين.
جميعنا, أطفال كبار..
وقد أثبتت التجارب السينمائية المتعددة صدق هذه المقولة, لذا, فإن
لوجود الأطفال فى الأفلام مذاق خاص, يساعد فى خلق عالم خاص, ونحن
نشاهد هذه الأفلام.
وفى تاريخ السينما المصرية, الذى بلغ الثمانين سنة, فإن وجود
الأطفال فى الأفلام يتمثل فى صور عديدة, ابتداء من الاعتماد الكامل
على الأطفال فى البطولة, بما يعنى أنه رغم وجود نجوم كبار فى هذه
الأفلام, فإن المحور الرئيسى فى الكثير من هذه الأفلام هو الطفل,
والغريب أن هذه الأعمال موجهة فى المقام الأول للمتفرج البالغ,
فالسينما حتى الآن لم يكن فى خطتها أن تصنع أفلاماً للصغار, وقد
لعبت المصادفة وحدها أن أفلاماً بعينها جذبت المشاهد الصغير,
والغريب فى هذه السينما هو أن أفلاماً كثيرة لم يكن فى خطتها أن
تكون للأطفال, صارت أعمالاً إبداعية محببة للصغار, أكثر من غيرها.
وبشكل عام, يمكن أن نتناول السينما المصرية والطفل من خلال عدة
أوجه, لكننا سوف نتوقف فى حديثنا عند النجوم الأطفال. وذلك من خلال
مجموعة من النقاط:
- الطفولة تعنى البراءة فى المقام الأول,
والتفسير الأوضح, هو قلة التجربة, أى أن الصغار أقل خبرة, وتجربة
من الكبار, وبالتالى, فإنهم يتميزون بأن لهم مفرداتهم اللغوية, دون
الكبار, خاصة فيما يتعلق بعوالم البالغين. كما أن الطفل ذو بنية
جسمانية ضعيفة, تجعله فى حالة اعتماد دائم على الكبار ولعل مسألة
البراءة هى الأكثر وضوحاً فى الاعجاب بالصغير, وهو يمثل, فالكبار
يندهشون حين ينطق الصغير بمفردات لغوية تخص الكبار, والدهشة تقوم
فى الأساس باعتبار أن الممثل الصغير, أو الطفل غير العادى بشكل
عام, قد صار أكبر سناً قبل الأوان, أى أنه يتكلم بما يقوم به
الكبار, بما يعنى أنه “يعى”, و”يفهم”, و”يستوعب”, ثم “يفعل”,
فالإعجاب بالممثلة الصغيرة فيروز هى تؤدى رقصات كل من سامية جمال,
وبديعة مصابنى, وتحية كاريوكا فى فيلم “دهب” لأنور وجدى عام 1953,
يعنى أن ما فعلته الطفلة هنا, هو من شأن الكبار فى المقام الأول,
فالرقص الشرقى هنا, قائم على الحسية, وهز الجسم, وهو رقص غريزى فى
المقام الأول, ورغم ضآلة جسم الطفلة, إلا أنها قامت بفعل ما يمارسه
الكبار.
وأذكر أننى كنت أشاهد فيلماً مصرياً, ذات يوم, ومعى بعض الأطفال,
وجاء على لسان أبطال الفيلم أن الزوج غير قادر على الإنجاب,
فسألتنى طفلة, صارت الآن صيدلية تقترب من الثلاثين, هل الزوج
ينجب..؟
ببراءة الطفلة, وسذاجتها, وقلة تجربتها, وخبرتها, كان السؤال.
ولو أن الطفلة كانت أكثر تجربة, ما سألت, ولعل أطفالاً كثيرين
يعرفون ما لم تعرفه “رشا” هذه, وذلك يعنى أن الدهشة تتمثل فى
الفارق الواضح بين عالم الصغار, وعالم الكبار, فلو أن الطفل ظل
داخل مساحة براءته, ما حقق هذا الاعجاب, وما ترك وراءه هذه الدهشة.
وهناك فارق واضح بين الطفلة التى صارت أكثر تجربة, وهى مازالت دون
البلوغ, فقلدت الكبار, وبين الطفلة التى تحتفظ دوماً ببراءتها, أو
فلنقل إن هناك فارقاً واضحاً بين فيروز, وضحى أمير, فالأول تتصرف
كالكبار, وتفعل مثلهم, أما الثانية, فى فيلم “حياة أو موت”, فهى لم
تتجاوز سنها, رغم التجربة التى مرت بها, ولم تكن بالوعى أو الخبرة,
التى تتيح لها أن تتصرف بسهولة.
وهناك فارق واضح بين “دهب”, و”ياسمين” اللتان كانتا فى صحبة رجل
يعمل فى مجال الاستعراض, وبين ابنة موظف, أجبرتها الظروف أن تنزل
لشراء دواء لأبيها فى يوم عيد.
وهذا النوع من الأفلام, الاستعراضى, يحتاج إلى طفلة, قد لا تستطيع
أن تؤدى النوع الآخر, أو لعلها تتفوق فيه, لكن الناس لن تندهش
كثيراً, فالطفلة فيروز كانت لامعة فى أدوارها التراجيدية فى “صورة
الزفاف”, و”الحرمان”, و”عصافير الجنة”, لكن الناس كانت تنتطر أن
تؤدى الاستعراض, بينما اختلف الأمر بالنسبة لضحى أمير, أو سيد
فخرى, أو سليمان الجندى.
- الصغير, فى المقام الأول, هو من لم يصل إلى سن البلوغ
الجنسى, وهو الشخص الذى تدور حوله هذه الدراسة, سواء كان ذكراً أم
أنثى, ولكنه فى أغلب الأحيان, صغير متميز, له مواهب خاصة, فى
التعبير, والأداء, وإذا كان الطفل أحمد فرحات قد لمع فى شخصية بندق
فى البرنامج الفكاهى الإذاعى “ساعة لقلبك”, فإنه لم يكن باللمعان
نفسه فى الأفلام, ربما أن الكاتب الذى كتب له فقرات ساعة لقلبك لم
يكن موجوداً فى الأفلام, لذا لم يلمع, حتى وإن لعب أدواره فى أفلام
كوميدية مثل “إسماعيل يس فى السجن” لحسن الصيفى 1960, أما الممثل
الصغير الذى أراه الأفضل دوماً, والذى لم يأخذ ما يستحق من موهبة,
سليمان الجندى, فقد بدا ثقيل الظل للغاية, عندما شب قليلاً عن
الطوق فى “أم العروسة” لعاطف سالم 1963, و”هى والرجال” لحسن الإمام
1965, و”النصف الآخر” لأحمد بدرخان 1967, مما يعنى أن للصغر رونقاً
خاصاً, وأن زحف السنوات يأتى ضد الموهوب الصغير, ليس فقط فى
السينما المصرية, بل هناك أمثلة عديدة منها شيرلى تمبل, وهيلى
مايلز ومكاى كالكن فى السينما الأمريكية, وحالة سليمان الجندى فى
السينما المصرية.
وتعنى كلمة الصغر هنا أن صاحبها ليس فقط قليل التجربة, وبرئ, بل
إنه قليل الحيلة, ضعيف البنية يحتاج إلى من يستند إليه, كى يطعمه,
ويسقيه, ويعلمه, ويدبر له المال, ومن هنا تولدت عشرات القصص التى
تتمركز حول ما يعانيه الأطفال من الكبار وسلوكهم, سواء الخلافات
العائلية, والاستغلال الجسدى, والعمالة, والدفع بهم إلى ممارسة
الجرائم التى تصلح لهم, مثل السرقة, والنشل, وقد تطلب هذا دوماً
اكتشاف أطفال جدد, فى سن صغيرة, يقومون بأداء هذه الشخصيات, أى
لابد من وجود طفل موهوب فى التمثيل.
- الأطفال الذين عملوا فى السينما المصرية تتباين موهبة كل
منهم, وأيضاً وجودهم, من طفل لآخر, وهناك فى هذا المضمار عدة أنواع
من الأطفال الممثلين, أولهم الطفل, أو الطفلة, التى أتيحت له فرصة
التمثيل لمرة واحدة, ولم تتكرر التجربة معه بعد ذلك لأسباب متباينة
ومتعددة, ولم تتم الاستعانة به مرة أخرى, ربما لأنه لم يكن على
مستوى الأداء, مثل الطفلة منة الله التى أدت دور نسمة فى فيلم “آخر
الرجال المحترمين” لسمير سيف عام 1984, أو الطفلة مريم مخيون التى
أدت دور الابنة فى فيلم “سوبر ماركت” لمحمد خان 1990, وهناك أطفال
عملوا مرة واحدة, وكان هناك توقع بلمعانهم مثل طارق إسماعيل الذى
كان الركيزة الأساسية فى فيلم “آخر فرصة” لنيازى مصطفى 1962, لدرجة
أن الدعاية الخاصة بالفيلم ذكرت أنه “الطفل المعجزة” ولم نسمع عنه
بعد ذلك. ولاشك أن الحضور الطاغ لإيمان ذو الفقار فى فيلم “ملاك
وشيطان” لكمال الشيخ عام 1960 كان يؤهلها للعمل بالقوة نفسها فى
أفلام أخرى, لكن عودتها عام 1970 فى فيلم “حرامى الحب”, وقد كبرت
فى السن, وازدادت بدانة, أكدت أنها طفلة الدور الواحد فقط كطفلة.
فى المقابل, فقد امتلأت الأفلام المصرية, بأطفال نجوم كصغار, تكرر
ظهورهم أكثر من مرة, وأثبتوا موهبتهم المتجددة, سواء عملوا فيما
بعد, عندما صاروا كباراً, أو وهم لا يزالوا فى هذه السن الصغيرة.
وينقسم الأطفال الممثلون إلى ثلاثة أنواع فى هذا المضمار, كما
أوجزنا, النوع الأول هم النجوم الذين ظلوا يعملون فقط فى أعمارهم
الصغيرة, حتى إذا صاروا كباراً اختفوا تماماً من الأفلام وعلى
رأسهم سهير فخرى, التى كانت المحور الرئيسى فى أفلام عديدة فى
بداية الخمسينات, مثل “حكم القوى, لحسن الإمام 1951, “أنا بنت مين”
للمخرج نفسه عام 1953, و”نافذة على الجنة” لأحمد ضياء الدين 1953,
والتى رأيناها فيما بعد فى دور صغير, لكنها ذات أنوثة ملحوظة فى
“أجازة صيف” لسعد عرفة 1967, ومن هذا النوع أيضاً الطفلة “هديل”
التى شاهدناها فى التسعينات فى أفلام مثل “العفاريت” لحسام الدين
مصطفى 1990, “مسجل خطر” لسمير سيف عام 1991, وأيضاً الطفلة “ليزا”
التى برعت فى المسلسل التليفزيونى “هند والدكتور نعمان” عام 1985,
مما دفع بالسينمائيين إلى الاستعانة بها, لكنها لم تلمع بالدرجة
نفسها, فى الأفلام التى شاهدناها لها, ومنها “كراكون فى الشارع”
لأحمد يحيى 1986, أما الطفلة الأبرز فى هذا المجال فهى “اكرام عزو”
بطلة أفلام “عائلة زيزى”, والتى شاركت فى “السبع بنات”, و”لا
تذكرينى” لمحمود ذو الفقار 1961, ثم هناك أيضاً يس إسماعيل يس.
أما النوع الثانى, فهم الأطفال الذين لمعوا بدرجة خارقة وهم صغار,
وحاولوا أن يجربوا حظهم بعد أن صاروا بالغين, لكنهم لم يكونوا
باللمعان نفسه, بل بدوا صوراً باهتة, أو أن الظروف لم تساعدهم,
وأنا شخصياً لا أعرف لماذا لم تستمر فيروز, بعد أن بدت مقبولة, على
الأقل, فى أدوارها كفتاة, وعاشقة فى أفلام مثل “أيامى السعيدة”
لأحمد ضياء الدين 1958, و”بافكر فى اللى ناسينى” لحسام الدين مصطفى
1959, و”اسماعيل يس طرزان” اخراج نيازى مصطفى عام 1958, وأقل ما
يمكن أن نقول عنها, إن أختها نيللى صارت صورة منها, فى الافلام
التى شاهدنا فيها نيللى وهى فى العمر نفسه, بل ان المتأمل لفيروز
فى “عصافير الجنة” سيرى أن نيللى منسوخة منها.
ومن هذه الأسماء أيضاً وجدى العربى, وسليمان الجندى, ونادية ذو
الفقار, وايمان ذو الفقار ومحمد يحيى, وايناس عبدالله وهويدا,
وسمير لاما.
وجدى العربى الذى لمع فى “نهر الحب” لعز الدين ذو الفقار 1960,
واستطاع أن يستدر عطف المشاهدين, وأمه تنادى عليه دون أن يعرف, ثم
هو يبدو صبياً مليئاً بالمودة والحب والذكاء فى دور كمال فى “بين
القصرين” لحسن الإمام 1964, لكنه ما إن شب عن الطوق, حتى بدا شاباً
عادياً, مثل الآخرين, أقرب إلى الظل الباهت فى أفلام مثل “مدرسة
المراهقين” لأحمد فؤاد عام 1973, والذى لمع فيه نجوم شباب آخرين
كانوا أطفالاً معه, لكنهم لم يكونوا باللمعان نفسه, مثل حمدى حافظ,
ولم يحس أحد بوجدى, وهو يقوم بدور الشاب فيما بعد فى أفلام منها
“الاخوة الغرباء” لحسن الصيفى 1980, لذا قرر أن يوجه نشاطه إلى
التليفزيون والمسرح, خاصة الأعمال الدينية فى الفترة الأخيرة.
أما سليمان الجندى, فهو الطفل الأكثر تواجداً فى السينما المصرية
على الإطلاق, من “الايمان” لأحمد بدرخان 1951, ثم ظهر فى أغلب
أفلام قام ببطولتها كل من فريد شوقى, وأنوروجدى مثل “الاسطى حسن”
1952, و”ريا وسكينة” 1953, و”الوحش” 1954, لصلاح أبو سيف,
و”حميدو”, و”رصيف نمرة خمسة”, و”فتوات الحسينية” لنيازى مصطفى ثم
“جعلونى مجرماً” لعاطف سالم 1955, وقد أبدى صلاح أبو سيف اعجاباً
خاصاً به, فأشركه فى أفلام عديدة منها “شباب امرأة” عام 1956, حتى
إذا جاء عاطف سالم ومنحه دور الأخ الكبير فى “أم العروسة” 1963,
بدا مختلف المذاق, فهو لم يعد طفلاً, ورغم خفة ظله وهو يحاول تضييق
الخناق على خطيب أخته, أو الشاب الذى يعاكس أخته الثانية, فإن قوة
حضوره كطفل, فى مشهد واحد من “رصيف نمرة خمسة” يبدو أقوى بكثير من
دوره بالكامل فى “أم العروسة”.
ينطبق الأمر نفسه على نادية ذو الفقار, التى احتفت الصحافة الفنية
بها فى عام 1953, قبل أن تعمل بالسينما, ليس فقط باعتبارها ابنة عز
الدين ذو الفقار, وفاتن حمامة, ولكن باعتبار حضورها القوى كطفلة,
وقد خصصت مجلة الكواكب فى أحد أعدادها فى نوفمبر 1953 صفحتين
امتلأتا بالصور لطفلة بالغة التوقد, ثم رأيناها فى عام 1954 فى دور
الابنة فى فيلم “موعد مع السعادة” اخراج أبيها, وتمثيل أمها, والحق
أن الدور لم يخدمها, أو لم يقدمها كما يجب, وأعتقد أن الصور التى
نشرت فى الكواكب, كانت تؤهلها لدور كوميدى, أو استعراضى, لكنها
قامت فى الفيلم بدور الابنة التى لا تعرف أباها, وقد اختفت نادية
أكثر من عشرين عاماً, لتعود مرة أخرى, كشابة جميلة, فى إحدى حلقات
الفيلم التليفزيونى “حكاية وراء كل باب” اخراج سعيد مرزوق, الذى
عرض عام 1979 كفيلم سينمائى,وبدت مقبولة وجذابة, وعصرية, مما دفع
حسام الدين مصطفى أن يسند إليها البطولة المطلقة فى فيلمه “أنا لا
عاقلة ولا مجنونة” 1977, وكانت التجربة سلبية تماماً, فابتعدت
تماماً عن السينما.
ينطبق الكلام نفسه على أطفال آخرين ذكرناهم آنفاً, مثل سهير فخرى,
ومحمد يحيى.
- أما النوع الثالث, وهو الأكثر شيوعاً, وإن لم يكن الأكثر عدداً,
فهو يخص الأطفال الممثلين الذين تجاوزوا النفق الضيق, البالغ
الحساسية, الذى يمثل قبول الممثل فى كافة مراحل حياته, خاصة فى
السينما, أى أنه موجود كنجم, وهوطفل, ثم وهو صبى, أو شاب, إلى أن
يمر به الزمن مما يعكس أصالة الموهبة, وتجددها, وبقاءها دوماً..
ونقول إن هذا النوع هو الأكثر شيوعاً, لأن النوع الأول يضم الكثير
من الأطفال الذين ظهروا واختفوا, باعتبار أن دائرة النسيان تجعل من
الصعب التذكر, أو حصر الأسماء, فكم شاهدنا من أطفال فى أفلام لا
نعرف أسمائهم, وكم من أسماء ذكرت أمامنا لأطفال, دون أن نلتفت إلى
أهميتهم.
الأطفال الذين صاروا نجوماً فى كافة مراحلهم, على رأسهم فاتن حمامة
بالطبع, منهم لبلبة, ونيللى, وبوسى, ونزهة يونس, وزيزى البدراوى,
ودينا عبدالله, ومحسن محيى الدين, وخالد أبو النجا, وهانى شاكر,
ونورا, وشريهان, وصابرين, وهالة فؤاد, وميمى جمال, وعلا رامى, وقد
قيل عنهم, أو عنهن, فى أفيشات الأفلام وإعلاناتها دوماً ” الطفل
“ة” المعجزة”. وهذه الأسماء فى السينما كأطفال, لكن هذا لا يمنع أن
الكثير من الأطفال مارسوا التمثيل فى الإذاعة, فى برامج الأطفال,
أو عملوا فى المسلسلات التليفزيونية, ثم رأيناهم فى السينما لأول
مرة كشباب, أى أن المتفرج على الأفلام, لم يشاهدهم أطفالاً, وعلى
رأسهم ليلى علوى, وممدوح عبدالعليم.
وقد رأينا أطفال هذا النوع, ينضجون, ويجسدون البراءة, ثم هم يعيشون
تجارباً عاطفية, وقد يؤدون أدوار الإغراء, عندما يشب بهم الطوق,
وفى بعض الأحيان منهن جسدن أدوار الأمهات, مثل فاتن حمامة, ولبلبة,
وزيزى البدراوى, أى أن النجومية هنا مستمرة لسنوات طويلة, ومن الحق
أن نقول إن هذه الظاهرة حدثت فى مصر, بتركيز واضح, ربما أكثر من أى
سينما أخرى فى العالم, فأغلب أطفال السينما الأمريكية, اختفوا
عندما صاروا كباراً, وكما سبقت الاشارة, فإن شيلى تمبل وهايلى
مايلز, لم تنجحا فى أدوار الفتاة الناضجة بينما اختفى أطفال
موهوبون حقاً, عندما صاروا كبار, وعلى رأسهم ماكلاى كالكين بطل
أفلام “وحدى فى المنزل” وجويل اوسمونت بطل أفلام “الحاسة السادسة”,
و”الذكاء الصناعى”.
- بعض هؤلاء الأطفال, لم يرث التمثيل من أسرته, وصار هو نجماً
بموهبته, والبعض الآخر تربى فى أسرة فنية, فدخل عالم الفن, بشكل
مؤقت, أو دائم, والنوع الأول من هؤلاء الأطفال, الذين دخلوا الفن
دون وساطة, حاول الكثير منهم ادخال أبنائهم الأطفال فى تجربة تمثيل
فيما بعد.. ونقصد هنا الأبناء الصغار فقط, لأن هناك أبناء نجوم أو
ممثلين دخلوا عالم الفن بعد أن صاروا شباباً, مثل ابنة ماجدة,
وأبناء عبدالحليم القلعاوى, ومحمد الطوخى, وسعيد عبدالغنى, وغيرهم
بالنسبة للسينما.
إنها الموهبة فى المقام الأول التى فرضت نفسها على محمد عبدالوهاب,
ثم أنور وجدى, الذى منحها البطولة المطلقة فى أفلام من إنتاجه
واخراجه, وأحياناً تمثيله, لم ترث فيروز موهبة التمثيل فى أسرتها,
والأمر نفسه بالنسبة لفاتن حمامة, وأيضاً أغلب الأسماء التى
نعرفها, وفى بعض الأحيان لعب الآباء دوراً سلبياً ضد دخول أبنائهم
فى عالم التمثيل السينمائى, وفى أحيان أخرى لعب الوالدان دوراً
ايجابياً للغاية, وقد رأيت بعينى أولياء أمور يقفون بقوة مع
أبنائهم الذين صاروا نجوماً, وهم يصحبونهم إلى الاستوديوهات, ومبنى
الإذاعة والتليفزيون , والمسرح.
والغريب أن أكثر أبناء النجوم, لم ينجحوا فى التجربة, ولم يكررزها,
وإن كانت التجربة فى أحيان أخرى بدت جيدة, لكنها لم تتكرر بالنسبة
لبعض الأطفال, أما أبناء النجوم من الأطفال الذين لمعوا بعد ذلك فى
أكثر من تجربة, فإن أسماءهم أقل بكثير من أقرانهم, وأبناء النجوم
هنا لا يعنى فقط الممثل, بل أيضاً المخرج, وأحياناً كاتب السيناريو
أو المنتج, أى أن الطفل هنا تربى فى وسط فنى, ووجد نفسه يعمل فى
السينما, باعتبارها ليست عالماً غريباً عليه, ومثلما أشرنا فإن
عائلة ذو الفقار, دفعت بأبنائها الأطفال, خاصة البنات, للعمل فى
السينما, لتجربة واحدة أو أكثر, مثل نادية, أو ابنة عمها ايمان ذو
الفقار, ابنة مريم فخر الدين، ومحمود ذو الفقار, كما أن عبدالبديع
العربى, دفع ابنه وجدى وهو لايزال طفلاً للعمل فى السينما, ولعل
التجربة شجعت الابن الآخر محمد للعمل وهو شاب, كما أن أحمد مظهر
استعان بطفلتيه التوأم فى فيلمه الذى أخرجه, وأنتجه ومثله “نفوس
حائرة” عام 1968, لتظهر بشكل عابر, أما إسماعيل يس, فبدا كأنه
يراهن على ابنه يس فى فيلم “إسماعيل يس بوليس حربى” ليقوم فى
الفيلم بدور ابنه, ويقلده فى رم “شفاتيره”, لتكون تجربته الأخيرة
فى التمثيل, وهو الذى سيتحول لاخراج الأفلام البوليسية, دون أن
يفكر بتاتاً فى إعادة تجربة التمثيل.
هذا إذا أخذنا فى الاعتبار أن نسبة من الممثلين لم يرزقهم الله
بأبناء, ولعلنا لا نعرف ماذا لو حدث أن أنجبوا, أو إذا أخذنا فى
الاعتبار أبناء النجوم الذين اتجهوا للتمثيل فى سن ما بعد الطفولة
فى الوقت نفسه, فإن ظاهرة الممثل الطفل, شهدت ما يسمى بالموهبة
العائلية أو الجماعية, ابتداء من الشقيقتين فيروز ونيللى, ثم ميرفت
التى ظهرت معهما فى فيلم “عصافير الجنة” لسيف الدين شوكت عام 1955,
ثم ابنة العائلة لبلبة, وهناك أيضاً صارفيناز وفكرية قدرى, اللتان
اكتسبتا اسمى شهرة هما “بوسى” و”نوراِ, ثم هناك دينا وايناس
عبدالله, ونزهة وهيام يونس, كانت هيام شابة فى فيلم “قلبى على
ولدى” لبركات عام 1953, كما حدث ذلك أيضاً بالنسبة للشقيقتين اكرام
وأختها.
- هناك أطفال لم يلمعوا كنجوم, عندما صاروا كباراً, ولكنهم
اتجهوا للعمل فى مجالات سينمائية أخرى, أو إعلامية, فاستطاعوا أن
يغيروا من مسيرتهم, وكان على رأس هذه القائمة الممثل الطفل أحمد
يحيى, الذى رأيناه كشقيق لعبدالحليم حافظ فى فيلم “حكاية حب” لحلمى
حليم 1958, ثم قام بدور جاره الودود فى القصة الثالثة من “البنات
والصيف” عام 1960. واختفى فجأة ليظهر كمخرج متميز عام 1977, فى
فيلم “العذاب امرأة”, وقد حدث الشئ نفسه ليس إسماعيل يس, وأيضاً
محسن محيى الدين الذى اتجه للاخراج بالاضافة للتمثيل قبل أن يعتزل
الفن تماماً.. وقد كانت بدايات هانى شاكر كمطرب فى “سيد درويش” عام
1966 اخراج أحمد بدرخان, لكنه لم يغن فى فيلم “من أجل حفنة أولاد
عام 1969, وما إن يلمع كمطرب شاب, حتى تتهافت عليه السينما بشكل
مؤقت, ليتفرغ بعد ذلك تماماً للغناء وحده. فى الوقت الذى تفرغت فيه
ايناس عبدالله للعمل كمذيعة, بينما استمرت أختها دينا كممثلة.
- ينظر السينمائيون فى الكثير من الأحيان إلى الأطفال, على
أنهم ممثلين صغار, ليس فقط فى السن, بل أيضاً فى القيمة, فقليلة هى
الأسماء التى نراها فى العناوين تتصدر القائمة إلى جوار النجوم, بل
ان المراهنة كانت تأتى بوجود أى طفل, أياً كانت قيمته, إلى جوار
نجوم آخرين من طراز أنور وجدى, أو فريد شوقى, حتى فيروز نفسها,
كانت أسماء الأطفال تأتى فى ذيل القائمة, مع الاشارة إلى “مع الطفل
“ة”.. بما يعنى أن الكبار نظروا دائماً إلى الأطفال, أو من يتعامل
مع ثقافاتهم على أنه ضئيل القامة, ولعل النكتة الشهيرة أن طبيب
الأطفال سوف يترقى يوماً ليصبح طبيباً للكبار تعكس المنظور العام
لكل ما هو صغير السن, ولا شك أن هناك استثناءات قليلة, ونادراً ما
سنرى اسم طفل “ة” يتصدر الأفيشات, وقد حدث ذلك فى فيلم “فيروز
هانم” على سبيل المثال, وكما نرى, فإن المنتج أنور وجدى قد راهن
على اسم الممثلة, وقام بتسمية الفيلم باسمها باعتبارها هانم.. وقد
ظلت أسماء أطفال لهم أهميتهم دوماً فى ذيل قائمة الأسماء, مثل
سليمان الجندى, ونادية الشناوى, ومنة الله, وعادل عباس, وميمى
جمال, وصابرين وهالة فؤاد, وزيزى البدراوى.
- هناك مخرجون بأعينهم تحمسوا للعمل مع الأطفال, واكتشافهم,
وتقديمهم فىأحسن صورة, واسناد البطولة لهم, أووضعهم فى أحسن
حالاتهم, وتكرار التعامل معهم, وإذا كان محمد كريم هو أول من اكتشف
الطفلة فاتن حمامة فى “يوم سعيد” عام 1940, فإنه عاد وقدمها, وهى
حبيبة فى أفلام أخرى مثل “رصاصة فى القلب” 1944, أما المخرج الأكثر
اكتشافاً لموهبة أطفال, فهو أنور وجدى, ولا شك أن تكرار تجربته مع
فيروز كمنتج أيضاً, سوف يحسب له, فقدمها فى “ياسمين” 1950، و”فيروز
هانم” 1951, اخراج عباس كامل, ثم “دهب” 1953, وهو أيضاً الذى تحمس
للبلبة, وقدمها فى أحد أفلامه الأخيرة “4 بنات وضابط”, أما صلاح
أبو سيف فقد تحمس دوماً لسليمان الجندى, كما تحمس له أيضاً نيازى
مصطفى بقوة, وهناك أيضاً محمد عبدالعزيز صاحب فيلم “عالم عيال
عيال”, وأيضاً فطين عبدالوهاب, أما عاطف سالم فهو صاحب الرصيد
الأهم فى هذه الأفلام ابتداء من “الحرمان” 1953, و”جعلونى مجرماً”
1955, و”السبع بنات” 1962, و”أم العروسة” 1963, و”الحفيد” 1974,
وفى النوع الأول من الأفلام, فإنه رغم وجود الطفل فى تجمعات فإن
التركيز يتوقف عند نماذج منهم بينما يتجدد بقية الجماعة فى الخلفية
كديكور. ومن هذه الأفلام “الأبرياء” لأحمد بدرخان 1944, الذى يتحدث
عن “أطفال الشوارع” وهو الاسم الذى أخرج به يوسف وهبى فيلما عام
1951, كما رأينا هذه الظاهرة فى أفلام أخرى منها “جعلونى مجرماً”
لعاطف سالم 1955, و”العفاريت” لعاطف سالم 1991, و”بص شوف سكر بتعمل
ايه” لأشرف فهمى 1977, و”حب أحلى من الحب” لحلمى رفلة 1975,
و”أفواه وأرانب” لبركات.
ففى فيلم “جعلونى مجرماًِ على سبيل المثال, فإن الشخصية الأساسية
من بين الأطفال المشردين هو ذلك الصغير الذى هرب من أخته المغنية,
ووجد نفسه فى معاناة أخرى, فأصيب, ودخل المستشفى وجاءت زعيمة
العصابة لاستلامه من المستشفى, بحجة أنها جدته التركية الأصل, أما
بقية الأطفال فقد ظهروا فى الخلفية مما يوحى أن وراء كل طفل منهم
حكاية مماثلة, أو أشد فتكاً..
وينطبق هذا أيضاً على الأطفال فى فيلم عاطفى كوميدى غنائى, هو “حب
أحلى من الحب”.. فرغم أننا أمام عدد من الأشقاء والشقيقات اللائى
يسعين لطرد كل مربية جديدة, فإن المربية التىكرست وقتها لاسعاد
الأطفال قد وجدت نفسها تنقذ الابنة الكبرى من براثن شاب كاد أن
يعبث بها ونحن هنا أمام نوع مختلف, فالأطفال ليسوا فى الخلفية
تماماً, بل ان لكل حكايته وتواجده, لكن هناك تركيز على حكاية
بعينها أكثر من بقية الأطفال.. وذلك مثلما حدث أيضاً فى فيلم “عالم
عيال عيال” حين يقوم ابن الأسرة, بانقاذ ابنة زوجة أبيه, من
معاكسات بعض الشباب فى المعادى, ويكون ذلك سبباً لإحداث التقارب
بين أبناء الزوج وأبناء الزوجة وعددهم أربعة عشر طفلاً, وذلك
بالإضافة إلى الطفل الجديد الوافد إلى الأسرة.
وقد يختلف الأمر قليلاً فى فيلم مثل “أفواه وأرانب” الذى يحذر من
مسألة الانجاب الكثير, فهناك قرابة عشرة أطفال فى أسرة فقيرة,
يعانى الأب من تدبير المعيشة, وأيضاً الخالة نعمت, ومن الصعب
التركيز على الأطفال, فنحن أمام قصة الخالة التى تترك هذا العالم
كى تعمل فى مزرعة أخرى.
وكذلك فى فيلم “السبع بنات” لعاطف سالم 1962, فالصغيرات يشاكسن
الخال الذى يسكن فى شقة مجاورة, أما اهتمام الفيلم بحكايات البنات
الكبيرات, وقصصهن العاطفية فقد بدا منطقياً, أى أن الصغيرات هنا
ملأن القسم الأول من الفيلم بالشقاوة, وخفة الظل, بينما تم تخصيص
بقية الفيلم لحكايات الفتيات.
وهناك أفلام فيها أكثر من طفل, لكن أحدهم بلا شك يضغى على وجود
الآخر, تبعاً لموهبته, حتى وإن كانت مساحة الدور كبيرة, مثل الطفل
عادل عباس الذى قام بدور البطولة فى فيلم “فيروز هانم” 1951, كما
أن المساحة الدرامية, والاهتمام بدا أكبر بدور الطفلة نيللى فى
فيلم “عصافير الجنة” لسيف الدين شوكت 1955, فنيللى, هى الطفلة
الوحيدة من بين الشقيقات الثلاث, أما الأخريتان فقد بديتا فى سن
الأنوثة, وهما فيروز, وميرفت.
- إذن, فهناك, فى هذا التقسيم, فيلم يدور فى المقام الأول حول
“طفل “ة” واحد هو النجم, وهو الشخصية المحورية, بل ان بعض الأفلام
تسمى باسم الطفل, أوالشخصية التى تجسدها, ابتداء من “دهب”,
و”ياسمين” ثم “فيروز هانم” الذى حمل الاسم الجماهيرى للممثلة,
وأيضاً هناك “بص شوف سكر بتعمل ايه” الذى قامت ببطولته الفنانة
ميرفت على, التى رأينا باسمها الحقيقى فى “الحفيد” لعاطف سالم.
الطفل “ة” موجود فى أغلب أحداث الأفلام, أى أنه الشخصية المحورية,
ومن الصعب حصر هذه الأفلام, من الممكن اعطاء أمثلة لكل طفل, مثل
ضحى أمير فى “حياة أو موت” لكمال الشيخ 1954, ووسام حمدى فى
“امرأتان ورجل” لعبداللطيف زكى 1980, ومها عمار فى “حرامية فى كى
جى تو” لساندرا نشأت 2002, وخالد أبو النجا فى “جنون الحب” لنادر
جلال 1977, وبوسى فى فيلم “الأحضان الدافئة” لحسن رمزى 1991, ودينا
فى فيلم “صراع الزوجات” لنعمات رشدى 1992, وسهير فخرى فى “أنا بنت
مين” لحسن الإمام 1952, وايمان ذو الفقار فى “ملاك وشيطان” لكمال
الشيخ 1960, وطارق إسماعيل فى “آخر فرصة” لنيازى مصطفى 1962, ومحمد
يحيى فى “الشيطان الصغير” لكمال الشيخ عام 1963, والطفلة نور احسان
فى فيلم “فرح” لأكرم فريد 2004, ويوسف عثمان فى “باحب السيما”
لأسامة فوزى 2004, ثم فى “سيب وأنا سيب” لوائل شركس 2004.
- الطفل فى هؤه الأفلام أداة اجتماعية, يتم استخدامه غالباً
للضغط على أحد أفراد الأسرة خاصة الأم, وقد برغت سهير فخرى فى هذا
الدور فى أفلام عديدة.
وأغلب أطفال السينما من الفقراء, أوالمشردين, الذين يعانون من ظروف
اجتماعية ما, لكن الحكاية السينمائية لن تلبث أن تنصفهم, وتكتشف
معنا أن هؤلاء الأطفال من أسرة ميسورة, مثلما رأينا فى أفلام “دهب,
و”ياسمين”, وهناك أطفال كثيرون يعيشون فى الحارات, وسط أسرة بسيطة,
فقيرة, وقد أجاد هذه الأدوار سلميان الجندى فى الكثير من أدواره,
مثل “الايمان” لأحمد بدرخان 1051, و”الاسطى حسن” 1952, و”ريا
وسكينة” لصلاح أبو سيف 1953, بينما رأينا الغالبية من الأطفال
ينتمون إلى طبقة متوسطة , فهم أبناء الموظفين فى “الشيطان الصغير”
لكمال الشيخ 1953, وأيضاً فى “توبة” لمحمود ذو الفقار 1959, وفى
“السبع بنات” لعاطف سالم 1962, و”باحب السيما” لأسامة فوزى 2004.
أما أبناء الطبقة الميسورة, فهم أقل عدداً من الأطفال الآخرين,
لكنهم من الكثرة بحيث أن تعبير أقل عدداً تدينهم خطئاً, وقد جسدت
بوسى شخصية الطفلة المولودة فى أسرة موسرة فى أفلام عديدة مثل
“الليالى الدافئة” لحسن رمزى 1961, و”عودى يا أمى” لعبدالرحمن
الشريف فى العام نفسه, وكذلك أيضاً فى أفلام مثل “جنون الحب”, و”عيلة
زيزى” لفطين عبدالوهاب و”نهر الحب” لعز الدين ذو الفقار 1961,
وأيضاً الفنانة شريهان فى فيلم “قطة على نار”.
تلك كانت بعض السمات العامة التى يمكن أن نلاحظها من خلال متابعة
وجود الطفل “ة” فى السينما المصرية, ولاشك أن الكاتب يمكن أن يرصد
غيرها, فالموضوع أغزر من أن يرصد فى مثل هذه المساحة, باعتبار أن
تواجد الأطفال بلغ درجة مكثفة يستحق بالفعل رصده فى كتاب ضخم.
محمود قاسم
ناقد وروائي من مصر، رائد في أدب الأطفال، تولى مسئوليات صحفية
عديدة في مؤسسة دار الهلال، كتب عشرات الموسوعات السينمائية
والأدبية، فضلا عن ترجمته لعدد من روائع الأدب الفرنسي. |