زوم
المرأة عنوان متجدِّد يُبحث على أرفع المستويات
بقلم محمد حجازي
لم ينتبه المصريون متأخّرين إلى أهمية الفنون المرئية في صورتهم
المحلية والعربية.
إنّهم يتحدّثون في الموضوع مع كل مناسبة تُذكر فيها الثورة،
الأوضاع، الإنتاج المشترك، صعود درامات عربية على حسب المصرية،
وصولاً إلى القول بأنّ العون الذي قدّمه الإنتاج العربي سنوياً هو
الذي أوقف عملية الانهيار في البنيان الإنتاجي المصري، وإنْ كان
رقم مليار جنيه مصري هو مجموع الميزانيات المرصودة لإنتاج ثلاثين
عملاً في مصر لزوم رمضان 2014، هذا من ناحية، وفي الناحية الأخرى
توجد 19 مليون دولار فواتير ديون على التلفزيون الرسمي لصالح «النايل
سات».
إزاء كل هذا بادر المجلس القومي للمرأة إلى تنظيم مائدة مستديرة
أُقيمت يوم الأربعاء الماضي في 7 الجاري نوقشت فيها «أسباب تقديم
المرأة بصورة سلبية في الدراما، وتأثيرها على الصورة الذهنية لدى
الرأي العام، وعلى انتشار مظاهر الفن ضدّها، والصعوبات التي تواجه
عملية الإنتاج وكيفية التغلّب عليها، فضلاً عن مناقشة مستقبل
الدراما المصرية الخاصة بالمرأة».
هذه الموضوعات على أهميتها نوقشت بحضور وزيرَيْ الثقافة والإعلام
ونقباء الممثلين، والسينمائيين والكتّاب والنقّاد والمخرجين
والمنتجين، ومن الحضور: يسرا، ليلى طاهر، آثار الحكيم، فردوس عبد
الحميد، دلال عبد العزيز، محمود ياسين، محمد صبحي، ومن الكتّاب
الدراميين: مصطفى محرم، محفوظ عبد الرحمن، مجدي صابر، لميس جابر،
نادية رشاد، عاطف بشاي، وتامر حبيب.
والواضح أنّ الخيارات موفّقة، فالذين اختيروا للنقاش يستأهلون
الاحترام والتقدير والاستماع إلى آرائهم وشهاداتهم، والأخذ بها
أيضاً، وربما كان هذا الاجتماع واحداً من اللقاءات النادرة المهمة
في مسيرة معالجة الخلل الحاصل في الواقع الإنتاجي الدرامي من جهة،
وفي تصويب البوصلة حول المرأة باتجاه احترامها أكثر، وإعطائها
المدى الكافي من الفهم لدورها في المجتمع منعاً لأخذها دون أنْ
تدري إلى مواقع ليست تليق بها ولا تقدم لها شيئاً يخدم قضايا
حمايتها من جهة أخرى.
الدعوة من المجلس القومي للمرأة.. يعني أنّ الموضوع الجاد يحتاج
إلى أرفع سلطة كي ترفع القضايا إلى أهم المنابر تمهيداً للعلاج،
نعم إنّ ما يُقدَّم عن هذا المخلوق الجميل لا يخدمها في شيء، أو هو
على الأقل لا يحترمها بالقدر الذي يجعل الشارع يكون في مجال عدم
الاحترام نفسه، وعلينا أنْ نعترف مئة في المئة بأنّ وسائل التوصيل
من تلفزيون وصالات سينما لا تقدّم أفضل الإنتاج الذي نستند إليه
ونثق بأنّ «الدنيا بامبي» بالمفهوم المصري السائد.
ما قُدِّمَ لا يعدو كونه مجالاً للتسلية وتمضية الوقت ليس إلا،
والذي نواكبه نعم في مجمله «عملية رغي»، وBLA
,BLA
لا معنى له، هنا تدخل مسألة ما يُطرَح من موضوعات متشابهة لا تضيف
شيئاً بل تنقص من جماهيرية الأعمال الفنية التي غالباً ما يتم
العمل عليها والادّعاء على أنّها تخدم قضايا المرأة، والمرأة منها
كلها براء.
رائع هذا اللقاء الفني القيّم.. نعم صورة المرأة يجب أنْ تكون أفضل
على الشاشتين، خصوصاً أنّنا في عصر الفضائيات وأكبر نكتة تُروى
هنا، هي عندما يُقال لفيلم أو مسلسل بأنّه ممنوع من العرض أو البث،
بينما كل الطُرُق مُتاحة لمشاهدة هذه الممنوعات، ومن دون جهد كبير
إطلاقاً.
المرأة في كل تلاوينها وصورها وميادين حضورها لم تطل بعد عبر
الشاشتين، مع إنّ الإمكانات المتاحة من كل الجهات تفتح الباب
رحباً لقول كل شيء والدلالة على كل تفصيلة.
هذا الواقع يفترض خطة كالتي كانت تُعتمد أيام كانت السينما ذهبية،
وحين كان المنتجون يجمعون الكتّاب المحترمين ويبلغونهم «نريد
سيناريوهات هادفة، عودوا إلى الآيات الكريمة، خذوا عبرة كل آية
وقوموا بصياغة درامية اجتماعية حولها، ومن ثم فلتكن الخاتمة الآية
نفسها»، وها هي أفلام الأمس عاشت، أثّرت، ولم تستطع السنون محو
أثرها أو إنهاءها.
خطوة المجلس القومي للمرأة نموذجية، ودليل تحمل مسؤولية رفيعة لها
مدى المجتمع كله، فالمرأة التي يقولون بأنّها نصف المجتمع، هي
أيضاً أنجبت النصف الآخر، يعني هي كل المجتمع.
حدث
«كان
67» يُفتتح بعد غد بـ «غريس دو موناكو» والعرب تمثّلهم موريتانيا
صوفيا لورين تُعطي درساً في السينما.. والنساء أكثرية أمام وخلف
الكاميرا
بعد غدٍ الأربعاء تُفتتح الدورة 67 من مهرجان كان السينمائي الدولي
بفيلم «غريس دو موناكو» (عرضتُ له مفصّلاً منذ أيام) ويستمر حتى 25
من أيار/ مايو الجاري، ويترأس لجنة تحكيمه المخرجة النيوزيلندية
جين كامبيون، وفي عضويتها كارول بوكيه، صوفيا كوبولا، ليلى حاتمي،
جون دو بون (ممثلة - كوريا الجنوبية)، ويليام دافو، غايل غارسيا
بيرنال (المكسيك) جيازهانغ كي «مخرج - الصين) نيكولاس ويندنغ ريغن
(الدانمارك).
صوفيا لورين النجمة الخالدة تحضر في كان 2014، وتُلقي درساً في
السينما حيث تستعرض تجربتها والمصاعب التي جرت بها في حياتها
المهنية، وتترأس المخرجة نيكول غارسيا لجنة تحكيم الكاميرا
الذهبية، ويترأس تظاهرة «نظرة ما» المخرج بابلو تيرابيرو.
ملصق الدورة لـ مارسيللو ماستروياني من مشهد في فيلم «الثامنة
والنصف» لـ فيلليني،
الذي ظهر عام 1963.
المهرجان رمّم عدداً من الأفلام التي ستُعرض في هذه الدورة من
الدورة من ضمن كلاسيكيات السينما:
-
من أجل حفنة من الدولارات، لـ سيرجيو
ليوني.
-
المترو الأخير، لـ فرنسوا
تروفو
-
الفيلم التسجيلي: الحياة نفسها عن سيرة حياة الناقد الأميركي روجر
آيبرت.
-
باريس تكساس، لـ فيمر فانورز
-
قصة شبان قاسية لـ ناغيزا أوشما.
-
صدفة بحتة، لـ كريستوفر كيزلاوسكي.
العالم العربي يتمثّل في المسابقة الرسمية بالمخرج الموريتاني
سيساكو بينما لم تحضر أفلام العالم العربي مشرقاً ومغرباً، إلا من
خلال المخرج السوري أسامة محمد (ماء الفضة) والمصري عمر الزهيري
(ماذا حدث في افتتاح دورة مياه في الكيلو 375؟!)
المسابقة الرسمية
18
فيلماً تتبارى على السعفة:
-
وداعاً للغة (جان لوك غودار).
-
سان لوران (برتران بنيولي).
-
سيليس ماريا (أوليفيه أساياسد).
-
خرائط نحو النجوم (ديفيد كرونبزغ كيندا).
-
يومان ليلة واحدة (الأخوان داردين بلجيكا).
-
ردهة جيمي (كن لوتس) (بريطانيا).
-
فوكسكاتشر (بنيت ميلر).
-
هوميسمان (تومي لي جونز).
-
قيلولة شتاء (نوي بيجي جيلان - تركيا).
-
مومي (كزافييه دولان - كندا).
-
رهائن (آتوم أغوين - كندا).
-
البحث (ميشال هازانافسيوس).
-
نافذتان (ناومي كادازي - اليابان).
-
السيد تورنر (مايك لايغ - بريطانيا).
-
الأعجوبة (أليس روهرا ولمشد (ايطاليا).
-
تيمبكتو لـ عبد
الرحمن سيساكو - موريتانيا) (له عنوان آخر: غضب الطيور).
-
ايلاتوس سالفاريس (داميان شافرون - الأرجنتين).
-
ليفياتان (أندريه زخياجنتسيف - روسيا).
إدارة مهرجان كان 67 تلقّت 3450 شريطاً قصيراً اختارت منها تسعة
أفلام:
- (The administration of glory)
للصيني ران هوانغ.
- (Ukhilavi sivrtseebi)
للجيورجي وفي كولومبيجاهفيلي.
- (Hippo - in) (اليابان).
- (lei di)
للكولومبي سيمون ميساسوتوا.
- (Som cu)
للأذربيجاني سيريجي بيكالوف.
- (AISSA)
للفرنسي كليمان تريهين لالانب.
- (A kive gzes).
- (Les corps étrangers)
لـ لورا وانديل.
- (Ja vi elsker)
لـ هلفار ويتز.
مهرجان
«تيسّة
7» للأفلام الآسيوية والمغربية القصيرة
220 فيلماً من 58 بلداً بين 27 و31 الجاري...
في الفترة من 27 وحتى 31 أيار/ مايو الجاري ستقام الدورة السابعة
لمهرجان الأفلام الآسيوية والمغربية القصيرة في تيسّة - إقليم
تاونات (المغرب) وشعارها: السينما وحقوق الطفل، من تنظيم «جمعية
نادي السينما والثقافة في المدينة»، ويرأسه عبد الرحيم بقلول
يعاونه صلاح سرميني، وماغي أنور، الأول كمستشار والثانية كمنسقة
عامة للمهرجان.
يعرض 220 فيلماً قصيراً من 58 بلداً.. ويتم تكريم الممثل والمخرج
المغربي محمد مفتاح، والإعلامية مليكة الملياني، والناشط عبد
الحميد الجناتي، وتقام ندوة بعنوان: السينما وحقوق الطفل.. ويتبارى
في المسابقة:
-
الأخوة لـ يوسف بريطل (المغرب).
-
ستوديو بيروت لـ مختار بيروت (لبنان).
-
سكراب لـ بدر الحمود (السعودية).
-
ثلاثة سعداء لـ ايفان أوستينوف (روسيا).
-
آغري والجبل لـ حسن سيرين (تركيا).
- (A City Fallen Asleep)
لـ باباك غايم (إيران).
-
مسودات لـ عبد الله شحادة (سوريا).
- (Nation Estate) -
لاريسا منصور (فلسطين).
- (Boon rerm)
لـ سواريوسبر أبابان (جورجيا).
- (Chok haunée)
لـ كمال بهاتا (نيبال).
- (Puja Nights)
لـ دانيال مارك جينز، وتانجيل شيد (بنغلادش - بريطانيا).
- (Mother)
لـ نيرانجا نكومار كوجور (تايوان).
-
قطن - لؤي فاضل (الإمارات - العراق).
- (Inside the third ring) -
كينيث فانيستاين (الصين - سنغافورة).
-
كليوباترا يالالا - هشام حاجي (المغرب).
-
الرئيس الأخير - محمد جميل جالا (أفغانستان).
-
إخوة 2- فوروفو تلاكشاي (تايلاند).
- (Departures) -
وسيم طانيوس (لبنان).
- (A dream I saw) -
ماسايوكي إنوي (اليابان).
-
كاتا تونيا - كارين خوسروفيان (أرمينيا).
-
بروكن - آميتدوبيبي (كمبوديا).
-
طريق العودة - اهالا كيم (كوريا الجنوبية).
-
لا تخليني - خالد المحمود (الإمارات).
-
إسماعيل - نورا الشريف (الأردن/ بريطانيا).
- (Chidiyaudh)
برانغال دوَّا (الهند).
نقد
خدمة متبادلة بين أخوين ضابط بوليس ومجرم
على مدى ساعة وسبع دقائق لا تهدأ الكاميرا، ولا يهدأ عدد من
الممثلين الذين يجسّدون أدواراً هي لهم فقط لشدة مطابقتها
لشخصياتهم، عشنا لحظات ممتعة في التمثيل، والنص، وطريقة التصوير،
والخاتمة الجميلة.
(Blood ties)
شريط من العام المنصرم 2013 عرض لأول مرة في تشرين الأول/ أكتوبر
المنصرم، رد ميزانيته ويزيد مليوناً في آذار الماضي خلال أسبوع عرض
واحد فقط، أحداثه تدور في نيويورك عام 1970، وتحديداً في بروكلين،
في اخراج لـ غيوم كانيه الذي كتب السيناريو مع جيمس غراي، جاك
مايو، بيار شوسون، ايريك فينيارد استناداً الى رواية لـ برونو
وميشال بابيت، عن شقيقين أحدهما ضابط بوليس ويدعى فرانك (بيلي
غرودوب) وخارج على القانون يدعى كريس (كليف أوين)، وكلاهما يلعبان
الدور بشكل رائع، وخصوصاً أن معهما ثلاث ممثلات مختارات خصوصا هنا:
ماريون كوتيار (مونيكا)، ميلا كونيس (ناتالي) وزو سالدانا (فانيسا).
القاتل ومفتعل المشاكل أمضى حياته متنقلاً من سجن الى آخر، وعندما
عاهد صديقته بأنه سيوقف كل ممارساته السابقة سعدت به، ووافقت على
الارتباط به رسمياً، لكنه احتاج الى المال فسارع الى ترتيب عملية
سرقة كبيرة وجنى مبلغاً جيداً من المال، لكن صودف أن شقيقه الضابط
علم بالعملية وداهم المكان وأصاب كريس الذي كان مقنْعاً، وحاول
جعله يستسلم فلم يمتثل، وهرب مع إصابة برصاصة في كتفه، استأصلتها
له زوجته.
بالمقابل، فإن الضابط فرانك أحب زوجة أحد المجرمين، وتدعى فانيسا،
ووقع في سحرها، وعمل على سجن زوجها وتفرّغ للعلاقة معها، وقد عرف
بها الزوج عندما جاءت فانيسا تبلغه أنها ستتركه، فرفض رفضاً قاطعاً
وهددها، وعندما يخرج الزوج من السجن يلتقي بالصدفة في أحد المرابع
بـ كريس، وما أن يأتي على سيرة شقيقه حتى اندفع نحوه وأسقطه أرضاً
بعدما ضرب وجهه عدة مرات بالحائط.
المشهد الأخير والمعبّر، وبعدما أوحى فرانك لـ كريس أن هناك من
يريد القبض عليه، دهمت قوة منزله فلم تجده، وعرفوا الى أين توجّه،
وسرعان ما أوصل كريس حقيبة نقود لـ ناتالي وغادر يتعقبه رجال
البوليس، وصودف عندما وصل الى محطة القطار أن شقيقه مارك مسافر مع
فانيسا، ووراءهما زوج فانيسا يحمل مسدساً ويريد قتلهما، لكن كريس
عاجله برصاصتين قاتلتين وأنقذه.
نظرة معبّرة تبادلها الأخوان في آخر مشاهد الشريط الجميل والصادق. |