زوم
«الجزائر
تحيي سينماها وتتطلع إلى الانتاجات الجادّة...
بقلم محمد حجازي
بمجرد ذكر السينما في الدول المغاربية نحنُّ سريعاً إلى أعمال علقت
في أذهاننا من نتاج مخرجين كبار من التونسي نوري بوزيد (بزناس)
والجزائري محمد لخضر حامينا (وقائع سنوات الجمر - وأول سعفة ذهبية
للعرب من كان أواسط السبعينات) والمغربي جيلالي فرحاتي (شاطئ
الأطفال الضائعين) إضافة إلى آخرين استطاعوا أن يحفروا عميقاً في
قلوبنا وعقولنا، ويجعلوننا من جمهورهم المتميّز.
لكن الواقع الذي نعيشه اليوم لا ينبئ بالكثير من هذه المنطقة
العربية الثرية بالمواهب والطاقات، فهناك مشروع لـ بوزيد عن جهاد
النكاح أو العكس، وآخر لـ حامينا: بعنوان: شفق الضلال، إضافة إلى
ما يقدّمه مرزاق علواش عاماً بعد عام، بعدما كانت المشاريع الكبيرة
التي تخرج من استوديوهات هذه الدول مفخرة للسينما العربية، ولطالما
واكبناها في كان والقاهرة وقرطاج ودمشق وغيرها، لكن ما الذي أصابها
هذه الأيام.. لا أحد يدري، لأن الأوضاع السائدة منذ ثلاث سنوات
ليست سبباً وحيداً فالأمور تعود إلى أكثر من عشرين عاماً خلت،
فحامينا مثلاً حامل سعفة كان أمضى 28 عاماً تقريباً حتى أعلن عن
تصوير عمل لاحق. وهذا طبعاً حرام، لأن موهبة على هذا المستوى
قدْرها العالم لا يجوز تركها لمصيرها هكذا من دون دعم.
والذي حصل مؤخراً أن حامينا نفسه، برمزية حضوره فتح النار على
الواقع هذا بحضور وزيرة الثقافة نادية العبيدي، التي فرح الفنانون
جداً لتعيينها في هذا المنصب، واتهم الوكالة الجزائرية للاشعاع
الثقافي بأنها مؤسسة اختلاس الأموال وتمارس البيروقراطية على حد
قوله، رغم أن الوكالة دعمت فيلمه الجديد، لكنه قال: إنها إنحرفت عن
طريقها فيما خص الإنتاج السينمائي.
وشارك في الهجوم المخرج العربي لكحل الذي عرضت الوكالة فيلمه:
المنطقة الثامنة، في مهرجان كان وانتقد بشدة طريقة تسييرها للإنتاج
الجزائري مع تهميش لجنوب البلاد، وكان تساؤل عن مصير زيادة إنتاج
الوكالة من 10 ملايين دينار إلى 30 مليوناً، وجاء الجواب، لقد ذهب
المبلغ بكامله إلى خزينة الوكالة، وجرى تنويه بأن الجمهور لم يعد
يهتم بالمهرجانات وضيوفها وأفلامها.
4
ساعات دام لقاء السينمائيين بالوزيرة التي أشارت إلى: أن المنتجين
السينمائيين أصبح من حقهم اليوم الإختيار بالنسبة لمسألة التعامل
مع الوكالة أو تجميد التعامل معها. ودعا البعض إلى الاهتمام أكثر
بصناعة الأفلام المتحركة، فيما كشف سيد علي مازيف إلى وجود 300
صالة سينمائية مقفلة لعدم وجود رواد فلماذا لا تفتح ويجري تنشيط
برمجتها لجذب الرواد إليها؟!
اللقاء ركز أيضاً على الأفلام الجادة المطلوب تصويرها، وكشفت
الوزيرة عن تنظيم الوزارة ملتقى وطني حول مستقبل وواقع السينما
الجزائرية واعتبرت أن مشكلة قطاع السينما هي ذاتها مشاكل باقي
القطاعات التي تحاورت معها، وهي اقترحت عرض فيلم جزائري على شاشة
التلفزيون ولو مرة واحدة في الأسبوع لجعل الجمهور المحلي يطّلع
بشكل واضح وجلّي وعميق على ابداعات بلده بما يعزز الصورة المطلوبة
للوصول بعدها إلى العالم الذي استقبل: وقائع سنوات الجمر، لـ
حامينا.
المطمئن هنا أن المغاربيين على اختلافهم موقنون أن عليهم استرجاع
مكانتهم السينمائية، فلطالما كان لهم مكان ومكانة في المهرجانات
العالمية، وكانت المؤسسات الرسمية عادة حاضنة لكل مشاريعهم وهو ما
كنا نعرفه مباشرة من أصحاب العلاقة وهم يشاركون في تظاهرات محترمة
في مجال الفن السابع.
السينمائيون في دنيا العرب يعرفون كم تستطيع السينما أن تخدم في كل
معارك العرب لكن السياسيين، والكثير من الذين يتبوأون مراكز
ثقافية، لا يفقهون شيئاً من فوائد السينما في هذا الاطار، ويعترفون
مجاملة أنها تخدم القضايا العربية لكنهم حين يكون المجال متاحاً
للتصويت لا يمنحون الصوت للتنفيذ والتمويل.
هذه حالنا، وعلى السينمائيين أن يظلوا بكامل الجهوزية مع كاميراتهم
وكل العاملين من أجل خوض الإمتحان تلو الآخر أملاً في الفور بعد
طول انتظار وتنفيذ ما يجدونه مناسباً ومفيداً.
ما زالت السينما بخير.
رغم كل ما نسيء إليها في عالمنا العربي ولا نتعلم من الغرب أبداً
كيف نتعامل معها حتى ترد لنا الفضل بمثله وأكثر.
قراءة
«المتحوّلون»
في الجزء الأحدث.. صورة طبق الأصل عن «إي تي» سبليبرغ
في الحالين مخلوق فضائي يعلق فوق الأرض فيعاند ويقاتل لكي يعود
حياً إلى كوكبه...
بين 27 حزيران/ يونيو و21 تموز/ يوليو 2014 إسترد منتجو الجزء
الجديد من فيلم:
(Transformers)
بعنوان:
(Age of Extinction)
الميزانية التي صرفت عليه وهي 210 ملايين دولار مع زيادة 18
مليوناً فقط من الصالات الأميركية، ومع نموذج من الأفلام يحترم
جداً لأنه يوضح كم تستطيع الأفلام المكلفة الوصول إلى أوسع جمهور
مع مخرج كبير هو مايكل باي، اشتغل على سيناريو لـ إيهرين كروغر -
تولى الصرف عليه: إيان برايس، توم دوسانتو- لورنزو دي بونافنتورا،
ودون ميرفي، وتولى إدارة التصوير الاميركي من أصل إيراني أمير
موكري، واشتغل ثلاثة في غرفة المونتاج: روجيه بارتون، ويليام
غولدنبرغ، وبول روبال، وكان لافتاً مع ستيفن سبيلبرغ بين فريق
المنتجين المنفذين للفيلم، وهو نوع من التكريم للمخرج باي.
ستيف جايلوسكي واكب المشاهد بكثير من الضربات الموسيقية المعبّرة
جداً، وتولى جون فرازييه (مؤثرات خاصة) ونيغيل دانتون هوس (مؤثرات
مشهدية) مع فريقين كبيرين من الخبراء، وجاءت النتيجة فيلماً جميلاً
رائعاً لا يحس بوقته، 165 دقيقة، أحد، بل هو شريط دسم مشهدياً وإن
تكن قصته قريبة من عمل سبيلبرغ المعروف «إي تي»:
E.T. the Extra-Terrestrial،
الذي كان أطلقه في الثمانينات وعرف نجاحاً مدوياً، لأنه تناول فكرة
جميلة، عن نسيان مركبة فضائية وافدة من كوكب آخر مخلوقاً صغيراً
على الأرض في منطقة أميركية حيث تولى عدد من الأطفال رعايته
وتدفئته، وحمايته من رغبة الكبار في القبض عليه ووضعه في مختبر.
موضوع: «المتحوّلون» جاء في سياق واحد تقريباً حيث المواطن
الأميركي كاد ييغر (مارك والبرغ) يبتاع شاحنة جذبته، ليكتشف سريعاً
أن فيها مواصفات غير مألوفة، لتجدها بعد قليل تتحرك، ولها صوت
تتحدث من خلاله، ثم فجأة حصلت حركة سريعة انقلبت الأمور رأساً على
عقب عندما تحوّلت الشاحنة إلى إنسان آلي عملاق، أو مخلوق معدني
إسمه أوبتيموس برايم (صوت بيتر كولن)، لكنه كان أليفاً مسالماً لم
يتصرف بوحشية، لذا أمكن السيطرة عليه، لكن الـ «سي آي إي» عرفت
بالأمر سريعاً من خلال اتصال وصلها من المكان، لكن عملاءها لم
يتمكنوا من العثور عليه إلا عندما صحا لوحده ودمر أجواء عديدة من
المنزل من حوله. وهنا تبدأ عملية مطاردة لـ أوبتيموس في حماية من
ييغر وإبنته تيسا (نيكولا بيلتز - 19 عاماً) بينما يكون مع شوا
جويس (ستانلي توكشي) ناشطاً في أخذ نموذج أوبتيموس وجعله صناعياً
في أحد المختبرات الرسمية.
ولأسر أوبتيموس الأصلي تم إطلاق العشرات من المخلوقات المعدنية
المصنوعة مثله شكلاً ومفهوماً في مواجهة لقهره وأخذه من أجل
الإستفادة من طاقاته حين إعتقاله وأخذه ليكون جزءاً من عمل الحلفاء
الذين يريدون تفادي مخاطر أي هجوم فضائي همّه دحر وفناء الجنس
البشري.
مطاردات لا تتوقف، ومواجهات لا استقرار لها، كانت فيها دائماً
حاضرة الشابة تيسا إبنة «ييغر» وخطيبها شاين ديسون (جاك رينور) وهو
وجه له مستقبل أمام الكاميرا، فيما الوجه المخابراتي الناطق
بالقسوة واللؤم والرهبة فهو لـ تيتوس ويليفر في شخصية العميل جيمس
سافوي.
سيارات وبشر وأبنية وجسور، وناطحات سحاب، ومناخات، رعب في كل
اتجاه، وآليات سرعان ما تتحوّل إلى دمى وهي تتحطم أو تدمر أو تعجن
تحت أبنية عملاقة هوَتْ فجأة كما هو جسر عملاق قريب منها.
المؤثرات الخاصة والمشهدية هي عماد الشريط.
والشبه بـ «إي تي» واضح أيضاً من خلال تأمين الظروف الأمنية لـ
أوبتيموس، كي يطير صعوداً إلى السماء عائداً إلى كوكبه الذي جاء
منه، تماماً مثلما حطت مركبة مع سبيلبرغ وإستعادت المخلوق الفضائي
الصغير في «إي تي» وحملته مجدداً إلى كوكبه.
نعم الفكرة واحدة.. «إي تي» صبر وعانى كي يبقى حياً مع الأطفال من
حوله. وأوبتيموس قاتل حتى لا يتم أسره، وعاد من حيث أتى.
عروض
تنويعة أشرطة للعيد متوسّطة المستوى
رقص من لاس فيغاس وعربيان من القاهرة..
للعيد دائماً رهجة خاصة في صالاتنا مهما كانت الصورة غالباً ميّالة
إلى الانقباض أمنياً وسياسياً. هذا العيد حضر الكبار بأشرطة منها
«المتحوّلون، و(Step
up)،
وأعطى لمحبي الأشرطة العربية خصوصاً الوافدة من مصر حصة مع أحمد
حلمي وياسمين عبد العزيز في عملين يعرضان في وقت واحد في القاهرة.
{ (Step up: All in):
تولت إنجاز هذه النسخة مخرجة.. إنها تريش سي عن نص لـ جون سويتنام
وراسم لمعالم الشخصيات لـ روان آدلر، فكان شريطاً مدته 112 دقيقة
صوّر في فندق سيزار بالاس بـ لاس فيغاس حيث تدور الأحداث فعلاً
وبولفار ساوث في المدينة نفسها، وفيما باشرت بيروت عرضه في 24
تموز/ يوليو الجاري فان الصالات الأميركية تستقبله بدءاً من 8 آب/
أغسطس.
آندرو كار تولى إدارة فريق المؤثرات المشهدية، بالتعاون مع مدير
التصوير برايان بيرسون، والمناخ الذي فزنا به لا يختلف كثيراً عن
أشرطة الرقص، عن مجموعة من الشباب والصبايا محبي الرقص في الشوارع
يجربون حظهم هذه المرة في عاصمة المال والقمار والأوقات المفتوحة
على كل الاحتمالات لاس فيغاس - نيفادا، هناك تتوفر كل معالم
الأبّهة، وبالتالي فان الرقص قاسم مشترك والشباب يعرضون مواهبهم،
وكالعادة هناك الأخيار والأشرار، ومع حل بعض المشاكل المراهقية بين
الصبايا والشباب يصل الفريق المتميّز إلى الصدارة بعرض ختامي مبهر.
مع آليسون ستونر، بريانا إفيغان، ريان غوزمان، ايزابيلا ميكو، آدم
ستيفاني، ومارتن لومبارد.
{
صنع في مصر:
جديد الفنان أحمد حلمي، مع ياسمين رئيس (فتاة المصنع)، دلال عبد
العزيز، الطفلة نور، عن نص لـ مصطفى حلمي، إخراج عمرو سلامة، عن
أهمية العمل واحترامه والتفاني في إنجازه، وستعرضه أكثر من مئة
صالة في مصر، إضافة إلى عروض متزامنة في لبنان والخليج.
{ (جوازة
ميري):
-
كان عنوان هذا الفيلم: مطلوب عريس، رهان جديد للمنتج أحمد السبكي
عن نص لـ خالد جلال، اخراج وائل إحسان يدير: ياسمين عبد العزيز،
حسن الرداد، كريم محمود عبد العزيز، مي سليم، بيومي فؤاد، وياسر
الطوبجي.
وستكون لنا محطة نقدية مع الشريطين المصريين.
نجم
«هانكس»
أمضى 60 ساعة في مصر...
يوم الأحد في العشرين من تموز/ يوليو الجاري وصل النجم العالمي توم
هانكس إلى مصر لمباشرة تصوير فيلمه الجديد:
(A Hologram for the King)
للمخرج الألماني توم تيكوير، والتحق فوراً بفريق العمل في الغردقة
التي كان زارها قبلاً، وسحرته جزر سيول الشهيرة بشعبها المرجانية
وتم منح الفريق جميع الموافقات المطلوبة للتصوير، وهم يقيمون داخل
مركب فخم في البحر الأحمر.
أن يتم حساب مصر في مشروع سينمائي لنجم من وزن هانكس، إنما يعتبر
دلالة أميركية على ثقة بالوضع في مصر رغم بعض الحوادث المتفرقة
التي تقع.
المفاجأة كانت أن هانكس وفريق الفيلم غادروا مصر بعد 48 ساعة من
وصولهم معتبرين أنهم صوّروا ما يريدون عكس ما كان أعلن سابقاً عن 3
أسابيع تصوير.
وفي هذا الإطار تجدر الإشارة إلى أن الأعمال التي سبق وصوّرت في
مصر كانت عديدة لكنها تضاءلت بفعل البيروقراطية المعتمدة في
التعامل مع فرق التصوير الوافدة لجهة الأذونات والإجراءات
القانونية للعمل... ومنها:
- (Fair Game)
شارك فيه خالد النبوي مع نعومي واتس وشون بن.
- (Transformers: Revange of The
Fallen)
مع ميغان فوكس وشيا لابوف.
- (Cairo Time)
شريط كندي مع باتريسيا كلاركسون.
- (Jumper)
مع هايدن كريستنسن (شاركت فيه المصرية منى هلال).
- (Syriana)
شارك فيه من مصر عمرو واكد، وصهر لبنان جورج كلوني.
- (Gallipoli)
مع ميل غيبسون.
- (Death on The Nile)
مع بيتر أوستينوف وميا فاراو.
- (The spy who loved me)
مع روجر مور في أحد أجزاء سلسلة بوند.
- (Valley of The King)
ظهرت فيه سامية جمال، مع روبرت تايلور وإلينور باركر.
الفيلم الجديد يجسّد أدواره الأخرى إلى جانب هانكس: توم سكيريت،
ترايسي فايرواي، ساريتا تشودري، رولف ساكسون، جانيس آهيرن، جين
بيري، لويس راينر، وديفيد مينكين، ويشارك عدد من الممثلين العرب
بينهم التونسي ظافر عابدين ووليد الجايدي، والسوري جهاد عبدو،
والبحريني خالد ليث.
الشريط يفترض أن يكون جاهزاً للعرض في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر
2015، سبق أن التقطت مشاهد له في المغرب (الرباط، كازابلانكا،
ورزازات). |