أنتونى هوبكنز هو واحد من أشهر ممثلى السينما العالمية. برزت
موهبتة وإمكانياته الهائلة وقدرته على أداء الشخصيات المخيفة.
اشتهر بالتحضير الجيد لأدواره، وبرع وتميز دائماً بتقديم أفلام
الرعب التي تحقق صدى ونجاحاً نقدياً وجماهيرياً واسعاً، وهي التي
افتتحها بفيلم مغمور نسبياً هو «ماجيك».
وعن سر تميزه في أفلام الرعب التي يلقب بأنه سيدها، قال هوبكنز: «إن
كل عمل يقوم به يتطلب منه إعداداً جيداً ليس على مستوى التمثيل
فحسب، بل على مستوى دراسة الشخصية وخلفيتهاوالبحث وراء لغتها
وموطنها ليلم بتفاصيل كل شيء».
بدأ النجم الشهير حياته السينمائية في عام 1968، وحصل على فرصته
في فيلم «أسد
في الشتاء» حين
أدى دور ريتشارد الأول ملك إنجلترا، مع بيتر أوتول، كاثرين هيبورن
وبعدها قام بالعديد من الأدوار فى أفلام غير مشهورة وبإدوار مساندة
.
الا أن موهبتة الحقيقية كممثل ثقيل ظهرت فى عدد من الأفلام جعلته
نجما له اسمه وكانته فى عالم هوليوود الساحر، منها الفيلم الأميركي
المثير «صمت
الحملان» عام1991،
والذى فاز بـ 4 جوائز أوسكار، واستعرض أبعادا جديدة للجريمة «السيكوباتية» المذهلة،
فمعظم ابطال الفيلم مرتبطون بوثاق العقد النفسية المتراكمة،
فالمحققة الشابة تعاني من طفولة كئيبة مليئة بالكوابيس.
أما الممثل البارع انتوني هوبكنز فقد تألق فى دور الطبيب هانيبال
ليكتر وقدم أسلوبا مختلفا، واستطاع من خلال ادائه أن يجعل لشخصية
ليكتر الطاغية كاريزما خاصة من خلال نظرة عينيه ولغه جسده وصوته
وهمسه المخيف مع المحققة الشابة، ما جعلنا فى انتظار دائم لظهوره
على الشاشة. فقد ابهرنا بشخصية الطبيب النفسي المجنون والمخيف
المتخصص في أكل«المخ
والكبد» واللحم
البشري، والذي هو نفسه مجرم مرعب، حيث انعكست شخصيات مرضاه على
نفسيته الشاذة بشكل تراكمي- فحولته لمجرم نفسي بالغ الخطر. وقد نال
هوبكنز جائزة الأوسكار كأحسن ممثل بالرغم من أن ظهوره على الشاشة
لم يتجاوز ست عشرة دقيقة.
وكتب أحد النقاد عن الفيلم أن أفلام «الجريمة
المنظمة» قد
أصبحت وسيلة تجارية مربحه جدا في شباك التذاكر، كما أصبحت وسيلة
للتنفيس عن الإعجاب الكامن بشخصيات المجرمين الشريرة والكاريزمية،
كأفلام آل كابوني والعراب والمافيا بأنواعها، وكذلك فإن أفلام
الرعب والجريمة النفسية هي التي تتصدر شباك التذاكر وتحقق
الإيرادات والجوائز وتنال أحيانا إعجاب النقاد. فيلم «صمت
الحملان» بلغت
تكاليف انتاجه 19 مليون جنيه فى الوقت الى وصلت ايراداته فى البوكس
اوفس الى 272 مليون دولار.
وقال أنتونى معلقا على فيلمه «صمت
الحملان» انه
بلا جدال من أهم أفلامي بما أنه نجح على المستوى العالمي وسمح لي
بتحقيق شهرة دولية لم أعرفها من قبل. وغير ذلك فهو في حد ذاته
يتميز بصفات في الاخراج تجعله من الأعمال التي تؤخذ في الحسبان عند
التعرض للافلام التي تترك بصمات فوق صفحات تاريخ السينما في العالم.
وفي عام 1993 شارك هوبكنز فيلم «بقية
اليوم ـ The
Remains of the Day» مع
ايما ثمبسون، والذى رشح لثمانى جوائز أوسكار منها أفضل ممثل
لهوبكنز، وفى استعراض لصحيفة الواشنطن بوست قالت ان هناك اشادة
نقديه كبيرة وصلت الى تصنيفه بأنه الأفضل بنسبة 97٪ على الموقع
الشهير «الطماطم
الفاسدة».
وقال فنسنت كنبي من صحيفة نيويورك تايمز ان الممثل الغول انتوني
هوبكنز استطاع بمهارة تدل على موهبته الكبيرة ان يكشف لنا كل
المشاعر الايجابية والسلبية لشخصيته فى الفيلم، وقدرته على اظهار
إمكانياته لقمع الألم، وان الفيلم ماهو الا تجربة سينمائية لا تزال
تثير العاطفة والحذر، مع سيناريو اثارنا بكلماتة وحوراتة فى كل
مشهد.
ومن الأفلام الهامه التى لمع فيها الممثل هوبكنز مشاركته عام 1994 «برام
ستوكر: دراكولا»مع
المخرج الكبير فرانسيس فورد كوبولا، والذي قام فيه بأداء شخصية «فان
هيلسنج» الطبيب
المعالج الروحاني الذي يتصدى لمسخ الظلام الكونت دراكولا.
كذلك أصبح مخرجا لأول مره في فيلم «August» المأخوذ
من مسرحيه «Uncle
Vanya».
وقام أيضا بدور البطولة واشترك مع اليك بالدوين في فيلم «The
Edge» عام
1997، وايضا فى نفس العام رشح انتونى هوبكنز لجائزة الأوسكار كأفضل
ممثل مساعد عن دوره في فيلم«Amistad» للمخرج
الكبير ستيفن سبيلبيرج وشاركه البطوله مورجان فريمان وماثيو
ماكونهى.
وتدور احداثه حول أميستاد هو اسم سفينة الرقيق التي تسافر من كوبا
إلى الولايات المتحدة في 1839 ويحكي قصة مجموعة من الأفارقة الذين
يبدأون ثورة ضد طاقم السفينة والسير على غير هدى لعدة أسابيع بعد
هذا الحدث الرهيب. ثم يتم اكتشافها من قبل بعض ضباط البحرية
الأميركي.
وحاز انتونى نجاحا كبيرا فى الفيلم المتميز «The
Mask of Zorro» مع
انطونيو بانديراس وكاثرين زيتا جونز في عام 1998.
وفى عام 2011 أكد النقاد ان النجم المخضرم هوبكنز رجع من جديد
لافلام الرعب القوية التى كانت فاتحه خير ونجومية له .. وخاصه بعد
ابهارنا بأدائه بموهبته الفنية المتجددة فى فيلمه«The
Rite» 2011وهو
يعد من «الأكثر
إثارة» للنجم
الشهير منذ العام 1991، وأبرز انتونى في الفيلم أنه لم يواجه صعوبة
في تقمص الدور قائلا «كان
الأمر يستلزم دقيقتين»،
مشيرا إلى أن وجود مخرج رائع مثل ميكائيل هافستروم ساعده على أن
يعيش داخل الشخصية.
وقام انتونى بتجسيد شخصية ملك أفلام الإثارة والرعب العبقرى الراحل
ألفريد هيتشكوك في فيلم من إخراج ساشا جرفازي «هيتشكوك» عام
2012 وشاركتة البطولة كل من سكارليت جوهانسون وجيسيكا بيل، وكتب عن
الفيلم ان الممثل انتونى هوبكنز خضع لساعات طويلة من المكياج قبل
بدء جلسات تصوير الفيلم حتى تبدو ملامحه أقرب ما يمكن إلى ألفريد
هيتشكوك البدين. إضافة إلى اتخاذه ببراعه اللكنة المميزة التي صارت
مع مرور الزمن من الصفات التي اشتهر بها السينمائي البريطاني الفذ.
وتدور احداث فيلم «هيتشكوك» فى
مطلع الستينيات من القرن العشرين، التي كان المخرج الفريد يحضر
فيها لفيلمه «سايكو» بمساعدة
زوجتة، وللصعوبات التي عانى منها بسبب رفض العديد من المنتجين
تمويل الفيلم لاعتقادهم بأن السيناريو لم يكن على مستوى الافلام
السابقة لهتشكوك. ثم كيف صار فيلمه في النهاية أهم نجاح حققه
هيتشكوك في حياته الفنية.
وقال هوبكنز ان من أهم أسباب موافقتى على هذا الفيلم اننى بالفعل
من المعجبين بهتشكوك وببعض أفلامه، وليس كلها لأنني مؤمن بأن
أفلامه غير متكافئة. ولكنه المخرج الذي ناضل بهدف فرض أفكاره
التقدمية على المهنة السينمائية، فهو أول من جرب طريقة الأبعاد
الثلاثية مثلاً في زمن لم يشهد اقتناع أي منتج سينمائي بهذا
الأسلوب في تصوير الأفلام وعرضها. وهو فعل ذلك في فيلمه «اضغط
على حرف الميم كي تحدث الجريمة».
لقد دخل هيتشكوك إلى تاريخ السينما العالمية وهذا أمر أدركه كلياً.
ذكر هوبكنز أن دور بيرت مونرو، الذي أداه في فيلم «أسرع
هندي في العالم» عام
2005، وهو دوره المفضل، بالاضافه الى انه كان أسهل دور قام به لأن
كلا منهما لديه وجهة نظر مماثلة في الحياة.
في عام 2006، تلقى هوبكنز جائزة سيسيل بي. ديميل جولدن جلوب عن
مجمل أعماله. وفي عام 2008، حصل على جائزة زمالة الأكاديمية
البريطانية لفنون الفيلم والتلفزيون.
ولقد كرم الممثل انتونى هوبكنز من قبل الملكة اليزابيث الثانية
عندما منحته لقب فارس عام 1993. ويعيش هوبكنز في الولايات المتحدة
الأميركية منذ منتصف السبعينيات وأصبح مواطنا أميركيا في عام 2000.
وفى عام 1997 صنف هوبكنز من خلال مجلة امبيير البريطانية بأنه
رقم 57 من بين أفضل مائة ممثل.
وفى عام 1993 منح وسام الفروسية في ولاية ويلز الأمريكية.
وذكر انتونى فى احد حوارته قائلا
:«كنت
تلميذا خائبا، وكان المدرسون يعتقدون أني ساذج، لأني لم أكن أفهم
عن أي شيء يتناوله الناس من حولي، كما لم أكن أبدي مهارة في ممارسة
أي رياضة»،
مضيفا «في
النهاية أدركت أن التمثيل هو موهبتي الحقيقية، ولا بد وأن أصبح
ممثلا، لانني لم أكن اصلح لأي شيء آخر».
وعندما تم سؤاله كيف يحقق هذا النجاح الكبير، أجاب بابتسامة كبيرة «استطيع
الاستحواذ على انتباه الناس، وأعرف جيداً كيف أقوم بهذه الأدوار،
وهذا ليس لأني مخيف، ولكن لأني أعرف كيف أخيف الناس. إنها خبرة في
أن تكون هادئاً وأن توتر أعصاب من حولك في نفس الوقت. أعتقد إنها
هبة، وبالطبع يساعدني في هذا حينما أعمل على سيناريو قوي، ومخرج
متمكن».
ندوة جزائرية تطالب بمساعدات لعائلة فوتييه
«سينماتوغراف»
: وردة ربيع ـ الجزائر
طالب المخرج أحمد راشدي الدولة الجزائرية بتقديم مساعدة رمزية
لعائلة المخرج الفرنسي الراحل روني فوتييه، نظير تكريس حياته
للدفاع عن الشعب الجزائري خلال نضاله ضد الاستعمار. واعتبر راشدي
أن فوتييه كان مساندا للثورة الجزائرية، حيث لم يبخل بإمكاناته
المادية الخاصة التي كانت قليلة لإنجاز أفلام عن الثورة الجزائرية
في قلب المعركة بالأوراس. من جهته، اعتبر أحمد بجاوي أن تلك الصور
ساهمت إلى حد بعيد في كسب الدعم الأميركي.
وأوضح المخرج أحمد راشدي، مشاركته في ندوة حول «السينما
والثورة»،
بأن عبان رمضان كان قد استدعى قبل اغتياله في ديسمبر سنة 1957،
المخرج روني فوتييه للقائه في تونس، من أجل الخوض في مسألة تمكين
جبهة التحرير الوطني من استراتيجية للقطاع السمعي البصري الذي كان
يعتبر مهما في تحقيق تدويل القضية الجزائرية. وقال راشدي إن اللقاء
بين فوتييه وعبان لم يجر، لكن أحد المناضلين أخبر المخرج الفرنسي
بأن عبان كان يريد لقاءه من أجل التباحث في مسألة تأسيس مدرسة يكون
مسؤولا عنها لتكوين مختصين في السمعي البصري.
وكشف راشدي، أن الفيلم الذي أنجزه مع المخرج روني فوتييه حول الصور
الأولى عن دخول جيش التحرير الوطني إلى الجزائر بعد وقف إطلاق
النار في مارس 1962 قد ضاع. وأضاف أن فوتييه قام بدور فعال أثناء
الثورة التحريرية وبقي مساندا للجزائر حتى بعد الاستقلال، وهذا ما
جعل المخرج الفرنسي، حسب راشدي، محل تقدير وإعجاب لدى الجزائريين.
وعليه، اقترح صاحب فيلم«الأفيون
والعصا» أن
تقدم الدولة الجزائرية مساعدة رمزية لعائلته نظير الخدمة التي
أسداها للجزائر.
وقال أحمد بجاوي، الذي أصدر مؤخرا عن منشورات كتابا بعنوان «السينما
وحرب التحرير»،
عن قوة التلفزيون الأميركي الذي كانت الثورة تزوده بصور حية عن
المعارك، من خلال المدرسة السينمائية التي أسسها عبان رمضان وكان
على رأسها الرائد محمود قنز، موضحا بأن تلك الصور أثرت إلى حد بعيد
في المجتمع الأميركي وخاصة الديمقراطيين المحسوبين على تيار الرئيس
الأميركي جون كينيدي. وأضاف: «لقد
أكد شارل ديغول أن فرنسا استعملت جميع الوسائل لإبقاء الجزائري تحت
سيطرتها، لكنها فشلت في مجال الإعلام والصورة».
أما الكاتب مراد وزناجي، فأكد من جهته أن السينما الجزائرية منذ
1957 وإلى غاية 2007 غيبت دور السياسي، وكأن الثورة لم يقم بها سوى
العسكري، بينما دعا محمد عباد، رئيس جمعية«مشعل
الشهيد»،
إلى التفكير في إطلاق اسم «روني
فوتييه» على
قاعة «السينماتيك» بشارع
العربي بن مهيدي، وعلى إحدى المؤسسات في منطقة الأوراس.
«الأقصر
الأوروبي» يعرض 5 أفلام عربية
«سينماتوغراف»
ـ رغدة
صفوت
يحتفي مهرجان «الأقصر للسينما المصرية والأوروبية»، بالسينما
العربية ضمن برنامج خاص من فعاليات دورته الثالثة التى تقام بين 24
و31 من يناير الحالى.
وأكدت د. ماجدة واصف رئيس المهرجان على أهمية أن يفتح لمواطنى
الأقصر نافذة على الأفلام العربية الجديدة من خلال خمسة أفلام تم
اختيارها بعناية من السينما العربية، وجاءت من المغرب والجزائر
والأردن والإمارات ولبنان.
الجمعة الأخيرة
الفيلم الأول في البرنامج العربي هو «الجمعة الأخيرة» من الأردن
بانتاج مشترك مع الامارت العربية المتحدة، وهو للمخرج يحيى العبد
الله، ومن بطولة على سليمان وياسمين المصري، ويدور حول الأب المطلق
الذي يكتشف أنه لابد وأن يجري عملية جراحية خطيرة خلال أربعة أيام،
ولا يقوى على دفع تكاليفها، فيضطر خلال سعيه لتأمين مبلغ التكاليف
المطلوبة إلى فتح دفاتره القديمة، فيكتشف أشياء لم تخطر على باله
من قبل، من بينها ابنه الذي لا يزال ينتظر عودة والده إليه رغم
سنوات الفراق والحياة بعيدا مع أمه.
النهاية
الفيلم الثاني هو المغربي «النهاية» إخراج هشام العسري، وبطولة
اسماعيل أبو القناطر، سام قناطر، صلاح بن صلاح، حنان زهدي ويعتبر
فيلم العسري واحدا من أهم التجارب المغاربية الجديدة على مستوى
الواقعية الشعرية أو الواقعية الرمزية، حيث توظيف الرمز «الواقعي»
الخشن لتفجير الدلالات وليس مجرد استخلاصها بنعومة، فما يريده هشام
أن يؤذي ذهن المتلقي الخامل صاحب النظرة المسبقة والمشاركة السلبية
في عملية المشاهدة داخل الظلمة الآمنة لدار العرض.
الوهرانى
أما فيلم «الوهراني» الجزائري، فتشترك فرنسا في انتاجه وهو من
اخراج الياس سالم، ويدور حول الدول التي لا تحصل على استقلالها
إلا حين يغادرها الفساد وتصب الأطماع في الصالح العام وليس في جيوب
من وقع في هوى المال والسلطة، وفي «الوهراني» يطرح الياس سالم سؤال
الأستقلال بلا خجل أو حياد، يحاكم جيلا بأكمله من الثوار الذين
حققوا الأستقلال عن فرنسا ولكنهم انقلبوا إلى نموذج المحتل الوطني
الذي يقيم في منزل المحتل الأجنبي ويعيد بناء منزلته التي دمرها
الأستقلال.
ظل البحر
ويأتي فيلم «ظل البحر» من الامارت العربية المتحدة للمخرج نواف
الجناحي، ليناقش قصة منصور وكلثم الذين يسكنان حي صغير«فريج» على
ضفاف البحر، ونتابع رحلتهما نحو اكتشاف الذات والواقع من حولهما
تلك الرحلة التي يشوبها مزيج من العلاقات الانسانية والقيم
العائلية والصراع ما بين القديم والحديث في سبيل التحلي بالشجاعة
اللازمة لاتخاذ القرارت المصيرية.
يذكر أن «ظل البحر» هو ثاني أفلام نواف الجناحي بعد تجربته الأولى
«الدائرة» الذي عرض في مهرجان الخليج السينمائي عام 2009، واعتبر
نقطة تحول في السينما الاماراتية والخليجية حيث كان أول فيلم تنتجه
مجموعة
MBC
وتم تصويره في مدينتي دبي وأبو ظبي.
قصة ثوانى
الفيلم الأخير في برنامج السينما العربية هو «قصة ثواني» الذي يأتي
من لبنان بانتاج مشترك مع الامارات العربية المتحدة، ومن إخراج
لارا سابا، وتمثيل شادي حداد وغيدا نوري. ويستعرض الفيلم شرائح
انسانية متعددة منها البطلة نور التي تفقد والديها في حادث سيارة،
بينما مروان الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره يرزخ تحت عنف أمه
مدمنة الكحول في الوقت الذي تمتلك أنديا كل ما تحلم به امرأة ماعدا
طفل من لحمها ودمها. إنهم يعيشون في نفس المدينة دون أن يلتقوا إلى
أن يقع حادث يغير من حياتهم جميعا.
وكانت المخرجة لارا سابا قد أخرجت عام 1997 فيلمها الروائي الطويل
الأول «مرور» بعد أن عملت في الفترة ما بين 1994 و1998 مساعدة
إخراج في عدد من المسلسلات والأعلانات التليفزيونية والأفلام. ثم
اتجهت لاخراج الأفلام الوثائقية لتقدم تجارب مثل «عودة معلقة»
و«حقول الموت» و«سيني كرافان». ومن أهم أفلامها «ذكريات محطمة»
(2009) و«بيروت».
3
وجوه لإلهام شاهين في عام 2015
«سينماتوغراف»
ـ هشام
لاشين
3
شخصيات شديدة التباين تظهر بها الفنانة الهام شاهين خلال هذا
العام، وهي اختيارات تكشف عن اجتهاد وبحث دائم عن التجديد لفنانة
قدمت 92 فيلما علي مدار حياتها السينمائية، وتضيف للقائمة ثلاثة
أخري لم يسبق لها تقديمها من قبل.
الشخصية الأولي هي شخصية «روحية» المتسولة
الجاهلة في فيلم «هز
وسط البلد» للمخرج
محمد ابو سيف، والتي تفتقر لأي إمكانيات فلا مال ولا تعليم ولاحتي
شكل يساعدها لكي تتكسب وتربي أربعة أطفال يعوقون حركتها بعد أن
هجرها زوجها، وشخصية روحية كما تقول عنها الهام مثل شخصيات كثيرة
في مجتمعنا حيث ينتشر الجهل ويصبح التسول هو الحرفة الأسهل لبعض
هذه النماذج.
الشخصية الثانية هي شخصية «صباح»
في فيلم «ريجاتا» للمخرج
محمد سامي، حيث تقدم دور إمرأة طاعنة في السن تتعرض للإصابة
بالسرطان، وصباح كسر الزمن نفسها، أو هي كما تقول الهام عنها تشبه
مصر بل هي رمز لها، حيث المعاناة والبؤس والمرض وتكالب الجميع
عليها لكنها تقاوم رغم كل شيئ، والطريف ان الهام خضعت لماكياج مكثف
لتظهر أكبر من سنها، وتعلق علي ذلك قائلة: لايهمني أن اظهر كبيرة
أو حتي قبيحة بل لايهمني حجم الدور وكل مايعنيني أن أقدم شيئا
جديدا وصعبا كممثلة.
أما الشخصية الثالثة التي تقدمها إلهام شاهين في فيلم «يوم
للستات» اخراج
كاملة ابو ذكري، فهي فتاة عانس تخرج من الحارة لتمارس بإحتراف
الظهور أمام الرسامين مقابل المال، وهي بالنسبة لأهل الحارة منحرفة
وتفشل بالتالي في الزواج بسبب نظرة المجتمع لها.
ثلاث شخصيات تقول عنها الهام انها مختلفة تماما، وان كان يجمعها
انها من قاع المجتمع المنهك الذي يمثل قطاعا عريضا من الواقع.
وعن حكاية ظهورها صلعاء بعد حلق شعرها علي الزيرو كما تردد في
شخصية «صباح» بفيلم«ريجاتا» قالت:
ليس صحيحا انني حلقت شعري خصوصا وأنني مرتبطة بتصوير الأعمال
الثلاثة في وقت واحد، ولكني خضعت لمتخصص مصري في المؤثرات هو طارق
مصطفي وأرتديت باروكة تغطي شعري بشكل كامل وكانت تحتاج لوقت ومجهود
حتي تبدو طبيعية وأظهر بها في مشهد واحد فقط من الفيلم.
«أفلام
علي الكسار» الوثيقة التي حفظت فنه
ولد فقيرا ومات معدما رغم إضحاكه الملايين
«سينماتوغراف»
ـ محمود درويش
ما أحوجنا جميعاً اليوم إلى الابتسامة والفكاهة، في سنوات عز فيها
الضحك، وساد الحزن، وباتت الكآبة سمة الحياة العربية. لذا عدنا
نفتش في أوراق وذكريات نجوم الضحك وأبطال الأعمال الفكاهية، التي
أسعدت من شاهدها ومازالت رغم اختلاف الأجيال. عالم الكوميديا متشعب
وواسع وكما شكلت مجلات الـكوميكس وأبطال القصص المصورة حافزاً
أساسياً للخيال. جاءت الأعمال الكوميدية من زمن مضى لتلون حياتنا
بالبهجة والفرحة والضحك بلا حدود، عبر قصص ترصد مختلف العوالم
والأزمان، ومواقف ومفارقات تدمع معها العيون من فرط الضحك بمعية
نجوم باتوا «أيقونات» حتى وان كانت حياتهم لا تخلو من الصدمات
والأحزان، واليوم 15 يناير تمر الذكرى 59 لوفاة علي الكسار، حيث
توفي في مثل هذا اليوم عام 1956.
أفنى الأسمر الأمي البسيط، صاحب لقب بربري مصر الوحيد، عمره من أجل
الفن على مدى نصف قرن من الزمان من دون أن يجني شيئا، بل حصد مرارة
القسوة والنكران. إنه الفنان القدير صاحب الابتسامة المميزة
والضحكة العفوية والفن الجميل، والذي نجح في أن يصبح ندا لعملاق
المسرح الفكاهي في مصر نجيب الريحاني، خصوصاً بعد أن ابتدع عام
1917 شخصية «عثمان عبد الباسط» الخادم النوبي صاحب البشرة السمراء
لتنافس شخصية الريحانى «كشكش بك»، ونقلها من خشبة المسرح إلي شاشة
السينما.
كان المشوار السينمائي لعلي الكسار مبكرا جدا، وربما قبل البداية
الفعلية للسينما المصرية وهذا عكس ما يعتقده الكثيرين من أنه لم
يقف أمام كاميرات السينما إلا في منتصف الثلاثينات، كان أول مرة
يقف فيها الكسار أمام كاميرا السينما في عام 1920 عندما شارك مع
أمين صدقي شريكه في فرقته المسرحية في فيلم قصير حمل اسم «الخالة
الأميركانية» أخرجه الإيطالي بونفيللي وكان هذا الفيلم القصير
مأخوذا عن رواية إنكليزية كانت ذائعة الصيت اسمها «العمة تشالي»
وبطبيعة الحال كان الفيلم صامتا وهذا لم يكن يرضي طموح الكسار الذي
يعتمد في أدائه على المسرح على الحوار واللغة المباشرة بينه وبين
جمهوره.
من هنا انقطع الكسار عن السينما التي كانت في بدايتها في هذا الوقت
المبكر من عشرينيات القرن الماضي ولم يبد حماسا لهذا الفن الجديد،
لكن مع ازدياد الحركة السينمائية ومع دخول زملاء ورفقاء جيله فيها
واحدا بعد الآخر نجيب الريحاني وفؤاد الجزايرلي وجورج أبيض، ومع
إضافة شريط الصوت للفيلم السينمائي بحيث أصبح الفيلم ناطقا في
السنوات الأولى من الثلاثينيات، بدأ الكسار يعيد تفكيره في السينما
ويراجع حساباته تجاهها بعد أن أدرك أن السينما هي الوثيقة الوحيدة
التي ستحفظ فنه للأجيال القادمة وليس المسرح الذي لن يشاهد عروضه
إلا المعاصرون لها، وعاد إلى السينما في عام 1935 مع المخرج
الكسندر فاركاش من خلال فيلم «بواب العمارة»، ومع النجاح الذي
حققه، انطلق علي الكسار سينمائيا وتوالت أفلامه مع المخرج توغو
مزراحي الذي كان قدمه بشكل كبير بالإمكانيات الكوميدية الهائلة
لعلي الكسار والتي يمكن استغلالها سينمائيا وخصوصا أن مزراحي كان
ميالا أكثر لتقديم الكوميديا السينمائية وبالفعل قدم هذا الثنائي
معا «الكسار ومزراحي» أروع أفلام الكوميديا في السينما المصرية
والتي لا يزال يقبل عليها الجمهور على مشاهدتها ويضحك عندما
يشاهدوها على قنوات التلفزيون. وأول أفلام هذا الثنائي كان فيلم
«غفير الدرك» عام 1936 ثم توالت أفلامهما معا مثل «سلفني 3 جنيه»،
«عثمان وعلي»، «100 ألف جنيه»، «التلغراف»، «نور الدين والبحارة
الثلاثة»، «علي بابا والأربعين حرامي» و«الساعة سبعة».
وقدم الكسار للسينما أفلاما أخرى مع مخرجين آخرين مثل «يوم المنى»
مع ألفيزي اورفانيللي و«محطة الأنس» مع المخرج عبدالفتاح حسن،
و«يوم في العالي»، و«ألف ليلة وليلة» مع المخرج حسين فوزي.
ومع نهاية الأربعينيات تراجعت مكانة الكسار السينمائية وقلت أفلامه
وبدأ يقبل الأدوار الثانوية أو المساعدة في بعض الأفلام وهو الذي
كان صاحب البطولة المطلقة أو الكاملة في أفلامه، ولعل أهم أسباب
هذا التراجع أن المخرج توغو مزراحي الذي أخرج له معظم أفلامه
المهمة والناجحة قد توقف عن السينما في عام 1946، وأيضا دخول
السينما في نوعية مختلفة من أفلام الكوميديا بعد الحرب العالمية
الثانية وافرزت هذه النوعية من الأفلام أفرزت نجوما جددا يقدمون
الكوميديا بشكل مختلف أمثال إسماعيل ياسين وعبدالفتاح القصري
ومحمود شكوكو وزينات صدقي وماري منيب وحسن فايق وغيرهم.
ويشير العديد من نقاد وباحثي السينما إلى سبب آخر مهم جدا كان له
تأثير كبير في تراجع مكانة الكسار السينمائية وهو أنه لم يجدد في
مشواره ومسيرته السينمائية فقد ظل ثابتا على نمط واحد في كل أفلامه
وهي شخصية «عثمان عبدالباسط» الرجل النوبي البسيط التي أتى بها من
المسرح إلى السينما وهي الشخصية التي أشرنا إليها سابقا، وحققت هذه
الشخصية كما ذكرنا نجاحا سينمائيا كبيرا له وكانت سببا في نجوميته
إلا أنه مع تكرارها ونمطيتها سئمها الجمهور. وفي بدايات الخمسينات
لم يقدم الكسار الكثير بل إنه لم يستفد من الفراغ الذي تركه
الريحاني بوفاته وبدأ يظهر في الأدوار السينمائية المساعدة التي
أثرت بالطبع على مكانته كرائد من رواد ونجوم الكوميديا بل وفن
التمثيل، وشاهده الجمهور في أدوار صغيرة مثل «آخر كدبة» مع فريد
الأطرش، و«أمير الانتقام» مع أنور وجدي، و«صاحبة العمارة» مع محمد
فوزي، و«قدم الخير» مع شادية وإسماعيل ياسين ومحمود المليجي ومحمد
سليمان وعمر الحريري والمخرج حلمي رفله وقدم الكسار دورا صغيرا
ربما لا يليق باسمه ومكانته وتاريخه وكان هذا الفيلم عام 1952 ويعد
آخر أفلامه السينمائية على وجه التقريب.
وفي عام 1953 توقف تماما عن السينما وكان قبلها قد توقف عن المسرح
وأغلق فرقته المسرحية وبدا الكسار كأنه دخل مرحلة النهاية فقد بدأ
المخرجون يتجاهلونه ولا يرشحونه لأعمالهم سواء مسرحيا أو سينمائيا
وأثر هذا كثيرا على حالته النفسية.
وضمت قائمة أهم 100 فيلم في السينما المصرية فيلم «عثمان وعلي»
الذي جسد فيه دورين لرجلين متشابهين تماماً، ولكن الفارق الاجتماعي
بينهما كبير جداً، الأول «عثمان عبد الباسط» العامل البسيط المرح،
والثاني «علي بك» المدير الثري الجاد الأنيق. وكان الكسار قد عانى
في أواخر أيامه من التجاهل والنكران والجحود، وأصابه المرض حتى
لقي ربه في عام 1957، عن 70 عاماً بعد صراع مع السرطان لم يجد من
ينقذه منه بعد أن عانى من نقص المال في آواخر أيامه.
ولم يكن يملك من الدنيا شيئاً يورثه لزوجته وأبنائه، ومنهم ابنه
«ماجد» الذي ألف عنه كتاباً عنوانه «بربري مصر الوحيد» وهو اللقب
الذي أطلقه عليه النقاد في مصر. |