ميرنا المهندس:
الصحافيون شبهوني بسيدة الشاشة فاتن حمامة
محمد عاطف - القاهرة – «القدس العربي»
قالت الفنانة المصرية الشابة ميرنا المهندس إن فيلم «زجزاج» من
أعمالها المهمة. وكشفت أنها عملت تدريبات على الصوت والأداء لتطوير
أدواتها التمثيلية. وترى أن أي شيء قيمته في رونقه والفن بالكيف
وليس بالكم.
وأضافت أنها لا تستطيع مشاهدة فيلمها «زجزاج» إلا في الصف الأول مع
بقية الأبطال بسبب الإزدحام الشديد من الجمهور وهذا مرده الى أن
المخرج أسامة عمر له تفكيره ومدرسته وتؤيده في أسلوبه هذا.
وتقول: هذه أول مرة أخاف جدا من الدور، والحمد لله ربنا وفقني في
الأداء والجميع تحدث عن شخصية رباب و»الملازمة»، التي التصقت بها
جاءت بالصدفة.
وتضيف: الصحافيون قالوا لي إن هذا الدور مثل بدايات سيدة الشاشة
العربية فاتن حمامة، وهذا زاد من الرعب بداخلي.
وعن اختفائها مؤخرا تقول: عملت منذ الصغر وكل رمضان وكل موسم كنت
موجودة وشاركت كبار النجوم في التمثيل والتأليف والإخراج.
وتردف: وقفت وقفة مع نفسي لشعوري بالظلم سينمائيا وتواجدي الأكبر
كان في الدراما، وعملت تدريبات مكثفة لنفسي على الصوت والأداء
لتطوير أدواتي التمثيلية، ولا أتحمل الإزدحام عند الخروج للشارع،
ولذا دائما معي سائق. وتقول: سيناريوهات عديدة عرضت علي وجدتها
مكررة لأدوار قدمتها من قبل واعتذرت عن الكثير منها.
وتوضح أن أي شيء قيمته في رونقه والفن ليس بالكم ولكن بالكيف،
ومثلا في مسلسل «محمود المصري» كنت ضيفة شرف ولم يشعر الجمهور
بذلك، وشعروا بأنني من أبطال العمل وأسعدتني مساندة النجم محمود
عبد العزيز لي.
وتقول: أغلب أعمالي حققت النجاح، ولهذا كان لا بد من وقفة لي مع
النفس لدراسة ما يمكنني تحقيقه من أدوار تكون جديدة في مشواري ألى
أن جاءت فرصة فيلم «زجزاج»، الذي نال هذا الاهتمام، سواء من
الجمهور أو النقاد.
وتشير إلى حبها للشخصية البعيدة عنها، أما القريبة منها فلا تتفاعل
معها، وممكن أن تعملها في برنامج وليس في عمل سينمائي أو درامي،
أما البعيدة فهي تجتهد جدا فيها وتبحث عن تفاصيل لتجسدها. وترى
مسلسل «عابد كرمان» مرحلة أخرى في مشوارها وأدوارها الصعبة.
وتعتبر ميرنا المهندس الفن ارتقاء للمجتمع، ولذا فالأدوار الفنية
شخصيات نعرضها للمشاهد في مصر والعالم العربي والأجنبي، وهذا يتطلب
وصول رسالة فنية واضحة لكل دور في العمل، ولأن فيلم «زجزاج» خرج من
قلب فريق العمل من المخرج والممثلين والفنيين فوصل إلى إحساس
المتفرج.
ولدى سؤالها عن أن شخصية فتاة الليل نراها في السينما المبالغة في
الملابس والماكياج، بينما هي قدمتها بشكل مختلف؟ ترد: «ريهام
الاستايلست» ساهمت معي في رسم شكل الشخصية واتفقنا على ما أظهر به
والأهم عندي ماذا سأقدم في كل مشهد.
وتصور ميرنا المهندس مسلسل « أريد رجلا» مع المخرجة بتول عرفة، وهي
نفس دفعتها في الدراسة وتقول: رشحت لدور في البداية قريب من شخصيتي
ثم قررت المخرجة ترشيحي لدور «أميرة» التي عندها ولد وفي شخصيته شر
وخير. وتختتم: أسعدتني شخصية «أميرة» جدا وأراها مفاجأة للجمهور،
وخاصة أن المسلسل 60 حلقة سيذاع جزء منه في مايو/آيار المقبل وجزء
أخر في شهر رمضان.
مخرج فرنسي: أفلامي تمنعها الرقابة لأنها ضد توجه فرنسا
الأقصر ( مصر) -د ب أ:
أقام مهرجان الأقصر للسينما المصرية والأوروبية في أخر أيام دورته
الثالثة مؤتمرًا صحافيًا للمخرج الفرنسي إيف بواسيه رئيس لجنة
تحكيم المسابقة الرسمية في المهرجان، وأدار الندوة الناقد الفني
يوسف شريف رزق الله.
بدأ المخرج الفرنسي كلمته معبرًا عن سعادته بتواجده في هذه الدورة
من المهرجان، بالإضافة إلى كونه عضو لجنة تحكيمه، مشيرًا أنه
بالرغم من أن الأفلام المتواجدة على مستوى جيد إلا أن ما أحزنه هو
عزوف الجمهور في الأقصر على مشاهدتها، واقتصار الإقبال على عدد من
الأفلام المصرية مثل «الفيل الأزرق» و»بتوقيت القاهرة» و»ديكور».
كما تطرق بواسيه، خلال المؤتمر الى التطرف والاحداث الارهابية التي
تحدث في العالم والتي كان أخرها حادث «شارلي ابدو» ، قائلا «الفن
لا يستطيع أن يغير وجهة نظر شعب كامل تجاه قضية معينة، كما أن
الدول العربية هي الأولى بهذا الدور في أن تقوم بإنتاج تلك الأفلام
التي تحارب الإرهاب وتنقل وجهة نظر صحيحة عنهم للغرب».
وأكد رئيس لجنة التحكيم على أن أعماله تهدف بشكل رئيسي إلى معالجة
أمور حساسة بالنسبة للدولة والمؤسسات، مشيرًا إلى أنه دائمًا ما
يجد العراقيل التي تضعها فرنسا أمام أعماله، حيث يعتبر نفسه من
أكثر المخرجين المفروض عليهم قيود، لما يواجهه من مشاكل كثيرة مع
الرقابة وذلك بسبب تبنيه وجهة مخالفة لتوجهات الحكومة، وذلك يرجع
إلى أن الدولة تمول الأفلام بشكل أو بآخر وهو ما يجعلها متحكمة
بشكل ليس بقليل في عملية صناعة السينما.
وضرب بواسيه مثالًا على كلامه بأنه كان هناك فيلم يدور حول
العنصرية ضد العرب، فقامت الرقابة بمنعه لمن هم أقل من 18 عامًا،
وهو ما يعتبر خسارة فادحة لمنتج الفيلم لوضع في تلك القائمة، وفي
محاولة لتدارك الموقف تم منع الفيلم لمن هم أقل من 12 عامًا. أما
عن علاقته بالسينما المصرية فقال إن تواجد السينما المصرية في
فرنسا قليل نوعًا ما، ولكن يعرف بعضا من الأفلام المصرية وعلى
رأسها أفلام الراحل يوسف شاهين.
وردا على سؤال حول إمكانية اتجاهه لعمل أفلام تجمع الثقافة المصرية
والفرنسية، أوضح «أنه بدأ كتابة فيلم عن شامبليون معتبرًا أن ذلك
العمل يعتبر جسرًا للتواصل ما بين البلدين، حيث أن شامبليون ارتبط
بصداقة مع المصريين عندما نجح في فك رموز حجر رشيد، متوقعا ان يكون
الفيلم من اقوي الافلام القادمة».
رواد مهرجان «صندانس» للأفلام التسجيلية يشاهدون حرب سوريا من خلال
«تكنولوجيا الواقع الافتراضي»
حسام عاصي - لوس أنجليس – «القدس العربي»
حضرت الثورة السورية مهرجان «صندانس» 2014 من خلال عرض «العودة الى
حمص» الذي فاز بجائزة المهرجان لافضل فيلم تسجيلي. أما هذا العام،
فبدلا من مشاهدة فيلم عن حرب سوريا، تمكن رواد المهرجان من
الإنتقال الى حارة في مدينة حلب وتجربة ما يواجهه السوريون من
ويلات في حياتهم اليومية من خلال تكنولوجيا الواقع الافتراضي.
مهرجان «صندانس» معروف بعرض أفلام مستقلة وإكتشاف مواهب جديدة من
صانعي أفلام، ولكن هذا العام توجهت أنظار رواد المهرجان الى معرض
«نيو فرونتير» أو أقصى ما وصل اليه العلم الذي كشف عن تكنولوجيا
السينما الحديثة وهي الواقع الافتراضي.
فبدلا من مشاهدة الأفلام على شاشة عن بعد، تكنولوجيا الواقع
الافتراضي تمكن المتلقي من الانغماس في الفيلم ذهنيا وجسديا
والتفاعل مع شخصياته وكأنه واحد منهم.
كل ما يحتاجه المتلقي هو تركيب جهاز الأوكيلس (نظارات وسماعات
خاصة) على رأسه الذي ينقله الى واقع آخر يشاهده من الجوانب كلها بـ
360 درجة. فكان بإمكاني أن أواجه الوحش في فيلم «غودزيلا»
والإنضمام الى سكان نيويورك، الذين كانوا يهربون. كما أنني اشتركت
في حفل عرس من خلال مشاهدة فيلم زواج، وجلست على مائدة طعام مع
عائلة منغولية، وتمشيت على شاطىء البحر مع المستجمين، وشاركْت
الممثلة ريس ويذيرسبون في مسيرتها في فيلم «بري».
بامكانك أيضا أن تختار أي دور تلعبه في فيلم. ففي فيلم عرض هناك،
قمت بلعب دور شاب في حفلة جامعية، يتعرف على فتاة سكرانة ويستغلها
جنسيا. وعندما لعبت دور الفتاة السكرانة شعرت بدوخانها واجهادها.
في كلا الدورين تفاعلت تماما في ذلك الواقع وكأني قمت بالعمل
بنفسي. وفي عرض آخر، امتطيت ماكنة ذات جناحين وطرت فوق مدينة سان
فرانسيسكو متحديا الرياح بينما كانت الطيور تسابقني.
واضح اذا أن هذه التكنولوجيا جعلتني جزءا من تجربة تلاوة الرواية
بدلا ان أكون مشاهدا غير فعال. وبينما تعزز أفلام الأبعاد الثلاثة
تجربة المشاهد وتزيد من واقعية الحدث، فإن الواقع الافترضي يمنح
التفاعل مع الشخصيات وتغيير مسار الأحداث، فضلا عن الشعور بإحساس
جسدي يسجله الدماغ على أنه واقع حقيقي، بدون الحاجة للذهاب الى
صالة السينما، اذ أن رأسك هو الصالة.
تكنولوجيا الواقع الافتراضي لفتت انتباه الصحافية ناني ديلابينا،
التي قررت أن تستخدمها في تقاريرها الإخبارية لكي تنقل المتلقي الى
صلب الحدث أينما كان لكي يعيشه بنفسه مما يؤدي الى مشاركة وجدانية
وتعاطف مع الشخصيات هناك. «أنا أُسَمي الواقع الافتراضي مُوَلد
العواطف». تقول لي عندما ألتقي بها في المعرض: «أنا أندهش من رد
فعل الناس وارتباطهم المفاجئ بالشخصيات وهذا عادة لا يحدث عندما
يشاهدونهم على شاشات التلفزيون او يقرأون عنهم في الصحف».
ولهذا شرعت ديلابينا بمشروع سوريا وبعثت مجموعة من طلاب جامعة جنوب
كاليفورنيا الى مخيمات لاجئين سوريين لتصوير لقاءات مع قاطنيها
ونزّلت أفلام عن الثورة السورية من موقع «يوتوب»، ومن خلال هذه
الصور قامت ببناء حي من أحياء حلب ومخيم لاجئين سوري في الحاسوب.
فعندما وَضَعْتُ أداة الأوكيلس على رأسي شعرت فجأة أنني في شارع من
شوارع حلب ومحاط بأهلها. شاهدت شخصا يبيع الخضار، سيارة تمر
بجانبي، مجموعة من الشباب يدخنون الشيشة ويلعبون الطاولة، فتاة
صغيرة تغني لأطفال. ثم مشيت وراء مجموعة من الناس وفجأة وقع انفجار
مدو أمامي، أذهلني. الحارة تندثر تحت الغبار الأبيض، الجرحى في برك
دمائهم من حولي يصرخون ويتوسلون المساعدة، الفتاة التي كانت تغني
مستلقية على الأرض، لا حياة فيها. أينما نظرت شاهدت موتا ودمارا
وحطاما. إنه منظر مروع.
«ما جربته كان قذيفة هاون من نظام بشار الأسد،» تقول لي ديلابينا
عندما أعود من واقع حلب. الأصوات التي سمعتها والصور التي شاهدتها
تم التقاطها من أفلام الـ»يوتوب» السورية. وفي تجربة أخرى، انتقلت
الى مخيم لاجئين سوري في الأردن في فصل الشتاء. جلست مع مجموعة من
اللاجئين حول نار يتدفأون بها. ثم انتقلت الى خيمة حيث يعيش ثلاثة
أجيال من عائلة واحدة، وجوههم مصبوغة بالبؤس واليأس. الأطفال
يرجفون من البرد.
إحدى الطالبات التي اشتركت في هذا المشروع قالت لي «أنا سمعت عن
الحرب في سوريا، ولكن لم أتعاطف مع الناس هناك حتى شاهدتهم في
الواقع الافتراضي».
وهذا ما أرادت أن تحققه ديلابينا التي تريد أن يشاهد الأمريكيون
السوريين عن قرب ويعيشوا الويلات التي يواجهونها. «في أمريكا، نحن
متورطون في سوريا، ولكن لا نعرف شيئا عنها. ما هذا المكان؟ من هم
هؤلاء الناس؟ لماذا يهمني أمرهم؟ لماذا نحن هناك؟» تتساءل ديلابينا.
ما يميز تكنولوجيا الواقع عن التقنيات السالفة مثل الايماكس ودولبي
وثلاثية الأبعاد هو أنها ضئيلة التكلفة ولا تحتاج صالات سينما أو
أجهزة تلفزيون متقدمة، وإنما نظارات يمكن أن تحصل عليها من شركات
مثل «غوغل»، التي عرضت في المهرجان نظارات كرتونية تكلف 20 دولارا
فقط. ويمكن بث الفيلم من الجوال الى النظارات. |