فجر يوم جديد: قط وفار
كتب الخبر: مجدي
الطيب
يبدو الصراع بين «القط»و«الفار» ملمحاً رئيساً في الأفلام التي
يكتبها المؤلف الكبير وحيد حامد، وإن اتخذ الصراع بينهما أشكالاً
متعددة تختلف باختلاف الثنائية الجدلية التي يتناولها، كالظلم
والعدل في فيلم «الغول»، السلطة والشعب في «اللعب مع الكبار»،
القهر والحرية في «المنسي» والبراءة والبطش في «الوعد». لكنه لا
يكتفي في فيلمه الجديد «قط وفار» بالإسقاط على الصراع، بل يُحدده
بدقة، ومباشرة، في إطلاق لقب «القط» على الضابط «عباس» (محمود
حميدة) و»الفأر» على الشاب «حمادة» (محمد فراج) الذي يعاني مشاكل
نفسية بسبب شكه في أن أمه «ألطاف» (سوسن بدر) تُعد مطمعاً لأهل
الحارة فضلاً عن مشاكله العاطفية المتمثلة في البحث عن الفتاة التي
توافق على الارتباط به!
على صعيد الشكل، أيضاً، يبدو «حمادة» أقرب إلى «الفأر» بأسنانه
البارزة، وملامح وجهه، بينما يبدو الضابط «عباس»، بميله الدائم إلى
العنف، ومهارته الواضحة في القنص والافتراس، أشبه بـ «القط»، الذي
يصقل مخالبه لنهش ضحاياه. بل إن الفيلم يكاد يبدو مغامرة جديدة من
مغامرات «توم وجيري»، سواء في إيقاعه وتصويره أو مواقفه وشخصياته.
يمثل
فيلم «قط وفار» واحدة من التجارب النادرة التي اعتمد فيها الكاتب
الكبير وحيد حامد على قصة لم يكتبها، كما فعل سابقاً في فيلم
«عمارة يعقوبيان» (2006) المأخوذ عن قصة من تأليف علاء الأسواني.
لكنه يستلهم، هذه المرة، أحداث فيلمه الجديد من مجموعة قصصية
للكاتب عبد الرحمن فهمي انتهى الفيلم من دون تسميتها، واكتفى
بكتابة السيناريو والحوار، الذي اتسم كعادة الأعمال التي يكتبها
بطزاجة، وجدة، وطرافة، واكتشاف الجديد المتمثل هنا في دعم المخرج
الشاب تامر محسن، الذي تعاون معه في المسلسل الدرامي «بدون ذكر
أسماء»، والثقة في موهبة الوجه الشاب محمد فراج، وتغيير شكل وأداء
النجم محمود حميدة!
يبدأ فيلم «قط وفار» بلقطات تقسم الإطار على الشاشة، وقطعات
متوازية (مونتاج وائل فرج) بين الحارة الشعبية بأهلها البسطاء
الذين يسكن بينهم «حمادة» وأمه، والحياة الفارهة التي يعيشها
«عباس»، والهيبة التي يتمتع بها، قبل أن نرى موكبه، وهو يجتاز
بوابات وزارة الداخلية، ولحظتها نُدرك أنه «وزير الداخلية» الذي لا
تُرد له كلمة، ويهاب الجميع قراراته. لكن «حامد» يلجأ، كعادته، إلى
تقديم شخصية «وزير الداخلية» بصورة كاريكاتورية ساخرة؛ إذ يؤكد أن
«الأسد» في عرين وزارته ليس سوى «نعامة» في بيته؛ حيث تملك زوجته
(النجمة السورية سوزان نجم الدين) مقاليد الأمور، وتسيطر على
شخصيته، لدرجة أنها تُحرم عليه أن يناديها باسمها الأصلي «ميرفت»،
وتؤكد عليه أن يدعوها «مافي»!
لا أدري السر وراء اقتباس المخرج تامر محسن مشهد هيفاء وهبي في
دعاية فيلم «حلاوة روح»، ومن قبلها الإيطالية مونيكا بيلوتشي في
الفيلم الإيطالي
Malena،
والرجال يتحلقون حولهما بغية الفوز بنظرة أو ابتسامة، ليوحي بأن
{ألطاف} تؤرق مضجع رجال الحارة، وكان بمقدوره أن يُبدع تصوراً
جديداً بدلاً من التكرار الذي يعكس قلة حيلته. كذلك الحال بالنسبة
إلى الموسيقى (محمد مدحت) التي لم تخل من ضجيج وزعيق، على عكس
الكاميرا (فيكتور كريدي) التي أدَّت دوراً درامياً كبيراً في فضح
المشاعر الداخلية، عبر الاعتماد على اللقطات الكبيرة المقربة،
وإظهار التناقض بين حياة البسطاء في الحارة، وحياة البذخ والترف
التي تتمرغ فيها عائلة {وزير الداخلية}، رغم الأصل الوضيع لـ
{عباس} و}مافي}، حسبما كشفت عنه الأحداث، والمواقف، والحوارات.
وتأكد ذلك بالفعل في مشهد ظهور {عباس القط} في الحارة ليقبض على
{حمادة الفار}، والفضيحة التي طاردته على يد العجوز (القديرة ثريا
إبراهيم) التي ربته في طفولته، وعايرته بما أصبح عليه من جحود
ونكران، بسبب الجذور التي تخلى عنها، والأصل الذي تجاهله، وكان
سبباً في ويلاته، ومتاعبه!
بالطبع لم يكتف وحيد حامد بمناهضة ممارسات {وزير الداخلية}، وإنما
وجه انتقادات عنيفة إلى تغييب القانون، وطبقة المحامين، وتهافت
المؤسسات الصحافية، وطغيان الوساطة. لكن تملكني شعور وأنا أتابع
أحداث فيلم {قط وفار} بأنني حيال النسخة الحديثة من فيلم {أي أي}،
الذي أنجزه المخرج الراحل سعيد مرزوق عام (1992)، واختار لبطولته:
ليلى علوي، محمد عوض، كمال الشناوي وأشرف عبد الباقي. فالحديث عن
الجثة التي يجري استغلالها، والمتاجرة بها، هي نفسها فكرة فيلم {أي
أي} المأخوذ عن فكرة كتبها حمدي حسن وصاغ لها السيناريو والحوار
بسيوني عثمان. لكن يُحسب لفيلم {قط وفار} أنه أعاد للسينما قلم
الكاتب الكبير وحيد حامد، بعدما غاب عن الساحة عقب عرض فيلم {احكي
يا شهر زاد} (2009)، وانشغل بالكتابة للتلفزيون، وهو القادر دائماً
على تحريك المياه الراكدة.
«دراما
اليوم الواحد» في صدارة «نصف العام السينمائي»
كتب الخبر: أمين
خيرالله
تشهد السينما المصرية أفلام «اليوم الواحد» في فترات متقطعة، إذ
يقدم الصانعون فيلماً أو اثنين في أحد المواسم ثم يغيب هذا النوع
من الأفلام ليعود في موسم آخر. ولكن موسم نصف العام السينمائي تطغى
عليه «دراما اليوم الواحد» بثلاثة أفلام.
يأتي فيلم «بتوقيت القاهرة» في مقدمة أفلام اليوم الواحد في موسم
نصف العام السينمائي في مصر. كتبه أمير رمسيس وأخرجه، ويتولى
بطولته كل من نور الشريف وميرفت أمين وسمير صبري.
يتضمن الفيلم عدداً من القصص، يدور كل واحدة منها في يوم واحد، على
أن تتشابك معاً في آخر العمل. أما فيلم «يوم مالوش لازمة» فكتب
قصته عمر طاهر وأخرجه أحمد الجندي، فيما يتولى بطولته كل من محمد
هنيدي وهالة فاخر وروبي وريهام حجاج. تدور أحداثه خلال يوم واحد
أيضاً وفيه تتنافس ريهام وروبي على قلب هنيدي.
محمد أبو سيف كتب فيلم «هز وسط البلد» وأخرجه، وهو من بطولة كل من
إلهام شاهين وحورية فرغلي وزينة وفتحي عبدالوهاب وأمير شاهين. تدور
القصة خلال ثماني ساعات في منطقة وسط البلد، مُستعرضةً الشخصيات
المختلفة فيها، ومشاكل المجتمع من بينها: البطالة وغلاء المعيشة
المتزايد والباعة المتجولون.
سألنا إلهام شاهين عن ميزة أفلام اليوم الواحد وسبب كثرتها في
الموسم الجاري، فأجابت أن هذا النوع يتطلب مواضيع معينة ومعالجات
درامية مختلفة، موضحةً أن تايخ السينما المصرية يحوي الكثير من هذه
الأعمال وأبرزها «بين السما والأرض» الذي يعود إنتاجه إلى عشرات
السنين، قائلة: «السينما المصرية صاحبة تاريخ كبير، وهذه الأعمال
ليست جديدة علينا. أما وجود هذا الكم منها اليوم فبسبب توارد
الخواطر والصدفة».
تتابع شاهين: «عندما قرأت السيناريو، أعجبت به جداً وتحمست له»،
مشيرة إلى أن بعض الفنانات يتخوف من هذه النوعية بسبب ظهورهن في
شكل واحد وبالملابس نفسها، لكنها لا تضع هذه الأمور في بالها،
خصوصاً أنها ظهرت طوال الفيلم من دون ماكياج كي يشعر الجمهور
بمعاناة أبناء العشوائيات والباعة المتجولين.
مؤلف فيلم «يوم مالوش لازمة» عمر طاهر قال بدوره إن العمل في هذا
النوع من الأفلام يكون صعباً جداً بسبب التزام المؤلف بوقت معين
وأحداث تدور في أماكن محددة في زمن قصير جداً، ما يجعل كتابة
السيناريو صعبة على عكس ما يتوقع البعض، مؤكداً أن المصادفة هي
التي جمعت ثلاثة أفلام من هذا النمط خلال موسم واحد.
يوضح طاهر أنه يعلم تماماً موهبة أحمد الجندي الإخراجية التي حسمت
أموراً كثيرة لصالح الفيلم، وهو ما ظهر على الشاشة، لا سيما أن
دراما اليوم الواحد ترهق فريق العمل. ويؤكد أن المخرج يبذل جهداً
كبيراً ومضاعفاً بغية إبعاد عنصر الملل، لأن الجمهور ينفر من
الديكورات المتكررة في محيط التصوير الذي يدور في أماكن قليلة
جداً غالباً.
مصادفة
الناقد السينمائي محمود قاسم يرى أن عرض ثلاثة أعمال من «دراما
اليوم الواحد» جاء بالمصادفة البحتة، موضحاً أن هذا النوع من
الأفلام يتطلب مهارة خاصة في الكتابة والإخراج والتنفيذ، ضارباً
المثل بفيلم «ساعة ونصف»، أحد أفضل أعمال «اليوم الواحد» لكثرة
أبطاله وتداخل مشاهده وقصصه.
وينفي قاسم أن تكون «دراما اليوم الواحد» موفرة للمنتج، ويتابع:
«صلاح أبو سيف هو صاحب الامتياز والحق في نقل هذه الأعمال إلى
السينما العربية عموماً والمصرية خصوصاً، بكل حرفية ووضوح من خلال
فيلم «بين السما والأرض». كان الأخير أول الأعمال البارزة في هذا
المجال، علماً أنها تأتي جيدة عادة لأن من يتصدون لكتابتها يكونون
أصحاب خبرة ومهارة غالباً، كذلك المخرج الذي يتجرأ على إخراجها
يتمتع بثقة كبيرة بموهبته».
ويشير قاسم إلى أن تكثيف العلاقات الإنسانية في زمن محدد يصبّ في
صالح العمل الفني، موضحاً أن اليونان ابتكروا الدراما التي تدور
أحداثها خلال يوم واحد، وتحتاج من السيناريست والمخرج استغلال كل
لحظة في وقت الفيلم.
يوافقه الناقد الفني كمال القاضي الرأي في أن المصادفة هي التي
جمعت ثلاثة أعمال من نوعية «اليوم الواحد» خلال موسم نصف العام،
مشيراً إلى أن فرص نجاح هذه الأعمال كبيرة جداً نظراً إلى تكثيف
الأحداث وسرعتها، ما يجعل المشاهد بعيداً من الملل أو تشتت التركيز
في مشاهد طويلة ومملة.
القاضي يرى تطوراً في خروج المؤلفين من أنماط السينما التقليدية،
مؤكداً أن ارتفاع معدلات أفلام «اليوم الواحد» يصب في مصلحة
السينما المصرية، لا سيما أن ميزانيتها قد تكون أقل من ميزانية
الأفلام العادية بسبب التصوير في مكان واحد. ويذكر أن السيناريو
الجيد يعوِّض المشاهد عن قلة عدد الديكورات المتاحة.
ويتوقع القاضي زيادة عدد هذه الأعمال خلال الفترة المقبلة في حال
حصدت الأفلام المعروضة راهناً إيرادات كبيرة. أما إذا أخفقت في
شباك التذاكر فسيتجاهل الصانعون محاسنها وجودتها، قائلاً: «للأسف،
أصبح التقييم بالإيرادات لا الجودة أو الإبداع أو حداثة الفكرة
وجرأتها».
أحمد ماهر: «سكيب هوم» تدعم صناعة السينما
كتب الخبر: هيثم
عسران
«سكيب
هوم» مؤسسة جديدة هدفها دعم صناعة السينما، كما يؤكد مؤسسها المخرج
أحمد ماهر، وتخريج شباب متخصصين في التقنيات السينمائية المختلفة،
بالإضافة إلى تدريب الممثلين المحترفين ومراجعة السيناريوهات قبل
تقديمها.
في حواره مع «الجريدة»، تحدَّث ماهر عن افتتاح المؤسسة، وسعيه إلى
التواصل مع الغرب وإخراج السينما المصرية من محيطها الإقليمي الضيق.
·
ما سبب اتجاهك إلى إنشاء مدرسة لتعليم السينما؟
المخرج العالمي يوسف شاهين كان أول من بادر بإنشاء مثل هذه المدارس
في مصر، ولكن ما زال لدينا نقص في هذا النوع من المدارس. من واقع
دراستي في الخارج، وجدت أن الفرصة متاحة لتقديم خبرتي لصانعي
السينما والمهتمين بها عبر مشروعي الجديد، الذي يهدف إلى تحسين
الأجواء المحيطة بالصناعة، وتشجيع الشباب وزيادة خبرة المحترفين.
·
لماذا اخترت اسم «سكيب هوم»؟
لأنه الاسم البريطاني لدار السينما التي كانت تعتبر السينما بمثابة
لحظة الهروب من الواقع، وقصدت أن يكون سينمائياً ليعبر عن مضمون
المؤسسة ورسالتها.
·
حدثنا عن فكرة المشروع.
رغبت في تأسيس مؤسسة سينمائية مستقلة تؤهل الشباب بالتخصصات
القليلة وتطوّر مهاراتهم للحد من الاستعانة بالأجانب في التخصصات
السينمائية، أو تحصل على منح من الخارج. نجحت في ذلك، وأتمنى أن
تكون محطة مهمة لتخريج أجيال سينمائية جديدة.
·
لماذا اخترت الانطلاق بأكثر من قسم في المدرسة؟
المشروع بمثابة مؤسسة كما ذكرت سلفاً، ويضم تخصصات عدة. لن يقتصر
التدريس فيه على وجودي، بل سنستعين بخبراء في صناعة السينما من
الخارج. وأتمنى أن تتوافر تحركات مماثلة سواء على المستوى الرسمي
من خلال وزارة الثقافة والجهات المختصة أو بشكل مستقل من المنتجين.
·
كيف ستوفر فرص عمل للمنضمين إلى المؤسسة؟
تعمل المؤسسة وفق نظام الإنتاج الحر، وهو خارج إطار السوق العام
لصناعة السينما، ومن خلال علاقاتي بالقيمين على المهرجانات
السينمائية في الخارج وصانعي السينما العالميين سأتواصل معهم وأعرض
عليهم أفلام الموهوبين لتقديمها، من ثم نعمل على إخراج صناعة
السينما من الدائرة الإقليمية الضيقة ونفتح قنوات اتصال مع صانعي
السينما الأوربية.
·
هل يكفي التواصل مع الخارج؟
أنا مخرج مصري ولدي علاقات مع شركات الإنتاج المصرية أيضاً. لا
أملك الأموال اللازمة لتنفيذ المشاريع السينمائية المقترحة كافة،
لكني أنتج أشخاصاً لديهم القدرة على تنفيذ المشاريع.
·
هل تعتمد على المنح التي تقدم للمؤسسات السينمائية المستقلة؟
مشروعي حتى الآن قائم على الاجتهاد الذاتي الخاص، ولم أتلق أي منح
بعد. ولكن لا أمانع فيها إذ كانت جيدة ومتوافقة مع طبيعة العمل
الذي أقوم به.
·
ماذا عن قسم المحترفين؟
اعتمد فيه على الممثلين الذين لديهم تجارب تمثيلية سابقة ويرغبون
في تحسين قدراتهم التمثيلية لتطوير مهاراتهم التمثيلية المختلفة،
وهو أمر متعارف عليه مع النجوم العالميين الذين يحرصون على
الالتحاق بهذه الدورات باستمرار، ليكونوا على علم بأحدث التقنيات
التي تصل إليها صناعة السينما، وهو ما أنقله إليهم من خبرتي
بالدراسة في إيطاليا.
·
من أبرز الفنانين الذين تعاونوا معك؟
داليا البحيري، راندا البحيري، عمر خورشيد وغيرهم. اخترت 16 ممثلاً
محترفاً لديهم رغبة في الدراسة، وهي المرة الأولى التي يجتمع فيها
ممثلون محترفون في ورش تدريب على التقنيات الحديثة.
·
هل طلبت منهم الانضمام؟
على العكس، هم من بادروا بالتقدم والتواصل معي. وثمة فنانون تقدموا
ولم أتحمس لهم رغم أنهم نجوم، ذلك بسبب معرفتي بقدراتهم التمثيلية
وشعوري أنني لن أستطيع أن أخرج منهم المزيد، ففضلت قبول الشخصيات
التي لديها قدرة على التطور.
سبق أن دربت عدداً كبيراً من الممثلين على أداء شخصيات محددة قبل
بدء تصوير أعمالهم من بينهم أحمد عز، نور، وبسمة. ولكن للمرة
الأولى يكون التدريب بشكل عام وليس مرتبطاً بعمل محدد.
·
يهدف عدد من المشاريع السينمائية إلى الربح، ماذا عن مشروعك؟
هدف المشروع خدمة السينما لا الربح. الرسوم التي تحصل المؤسسة
عليها تصب في شراء الأدوات وتجهيز مكان التدريب، ودفع مخصصات
المدربين الأجانب.
·
ماذا عن الهواة؟
أستقبلهم وأدربهم على تقنيات التمثيل، والتي تساعدهم على معرفة
تفاصيل الوقوف أمام الكاميرا. ويخضع المقبولون لاختبارات أولية،
خصوصاً أن ثمة أعداداً كبيرة تقدمت ولكن تم الاستقرار على 16 شخصاً
فقط، وهم الأكثر موهبة وتميزاً.
·
هل ثمة مساحة للسيناريو؟
تضم المؤسسة «سكريبت دكتور»، وهي بمثابة عيادة للسيناريو حيث يطلع
عدد من الكتاب المحترفين على السيناريو، فيحددون نقاط ضعفه وقوته
لمعالجتها قبل تقديمه على الشاشة. وهي نموذج لورش موجودة في الخارج
منذ فترة طويلة.
«المضحكون
الجدد» يغزون الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي
كتب الخبر: أحمد
بركات
ظاهرة جديدة يشهدها الوسط الفني وهي صعود نجوم الكوميديا الشباب
الذين يحصدون مزيداً من الضحكات بأعمالهم المنتشرة في وسائل
الإعلام وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، ما يرسم علامات استفهام حول
رؤيتهم للكوميديا ونوعية العروض المسرحية التي يقدمونها، والأدوات
التي يمتلكونها وتميزهم عن نجوم الكوميديا المعروفين.
يرى أشرف عبد الباقي أن الفن، على غرار أي مجال في الحياة، تتسلم
فيه الأجيال الراية من الأجيال الأخرى، مشيراً إلى أن النجاحات
التي حققها في الفترة الأخيرة مع وجوه شابة جديدة تعود إلى
امتلاكها كما هائلا من {الطاقة والإخلاص} تكفل استمرار صعود نجمها،
مؤكداً أن هذا الجيل مكسب لأي عمل
.
يضيف: {الموهبة هي الأرضية المشتركة بين الأجيال، بالإضافة إلى
{عامل مساعد} قد يكون فناناً يكتشف الشباب أو يرشدهم أو يشاركهم
أعمالهم، ولكن الفرق الملموس هو تأثير التكنولوجيا على الفن، ذلك
أن الوجوه الحالية برزت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتم تدشين
قناة رسمية على {يوتيوب}، لشرح الشروط المطلوبة وطريقة التقديم
للمواهب الجديدة، الراغبة في المشاركة، وهي تسهيلات تقنية لم
تتوافر للأجيال السابقة .
ينصح هؤلاء الشباب بعدم الغرور أو الخوف، مذكراً إياهم بأنهم
تسببوا في انتعاشة الفن، {فأعدنا المسرح إلى الواجهة بعد توقف،
والعروض السينمائية التي تطلب ظهوركم عديدة، والمسلسلات كذلك}.
كوميديا الموقف
يوضح علي ربيع (ممثل شاب وعضو فريق «تياترو مصر»)، أن بزوغ نجمه في
الفترة الأخيرة لم يكن وليد المصادفة، بل خاض تجارب على مدار
السنوات السابقة استفاد منها على المستوى الشخصي، وساهمت في تطور
قدراته.
يضيف في تصريح لـ «الجريدة»: «أقول لمن يتهموننا بالوصول السريع
والنجاح السهل إنني، شخصياً، قدمت 25 عرضاً مسرحياً في مهرجانات
الجامعات خلال دراستي في كلية التجارة بجامعة القاهرة، قبل أن
التحق بمركز الإبداع في دار الأوبرا المصرية، والاشتراك في مسرحية
«أين أشباحي» مع المخرج خالد جلال».
يتابع: {النوعية التي نقدمها حالياً تأخذ طابع الاسكتشات المنفصلة،
ويعتمد ظهورنا الدرامي أو السينمائي على {كوميديا الموقف}، لذا
توجه إلينا انتقادات بأننا لا نقدم عملا متكاملا ذات معنى مترابط
من بداية العرض حتى نهايته، أتفهم ذلك جيداً، وأعتبره {مرحلياً} من
ناحية، ومطلوب لذاته من ناحية أخرى، لجهة رسم الضحكة على وجوه
المشاهدين كـ {غاية} من دون أهداف أخرى، فبعضنا يقف على خشبة
المسرح للمرة الأولى، وبمرور الوقت سنترك بصمات مؤثرة في الكوميديا
.
حول ما أضافه جيله أكثر من جيل هنيدي ومحمد سعد وأشرف عبد الباقي
نفسه، يوضح: {لكل جيل سمات معينة تميزه، وأعتبر الموهبة هي
{الأرضية المشتركة} التي يقف عليها الجميع ولا تتأثر بفكرة
الأجيال، لكن يكمن الاختلاف في الألفاظ والأفيهات السريعة الطابع
التي نستخدمها، علاوة على {ظهورنا الجماعي} وقدرتنا على إضحاك
المشاهدين، من خلال اشتراك 23 ممثلا في مشهد واحد، في حين يعتمد
هنيدي أو سعد على الظهور {الفردي}، وسنحافظ على فكرة الأداء
الجماعي وتجنب البطولات المطلقة.
يبدي محمد أسامة (ممثل شاب وعضو {تياترو مصر}) رضاه عن المستوى
الذي حققه زملاؤه في الأعمال المختلفة على الشاشة، مؤكدا لـ
{الجريدة} أنه اشترك في أعمال عدة أهمها: الجزء الرابع من مسلسل
{الكبير} مع الفنان أحمد مكي، وعروض {تياترو مصر} مع أشرف عبد
الباقي، ومعتبراً أن المهمة الملقاة على {المضحكين الجدد} أثقل من
تلك التي ألقيت على الأجيال السابقة، نظراً إلى الظروف السائدة في
البلاد حاليا وانعكاسها على نفسية المشاهد.
يضيف أن اختيار الطابع الكوميدي في غالبية الأعمال لا ينفي القدرة
على تقديم أدوار أخرى وشخصيات مختلفة، معتبراً أن أهم ما يميز جيله
عن سابقيه من نجوم الكوميديا هو {الشمولية} في تقديم ألوان متنوعة
في التمثيل، سواء المسرحي أو السينمائي، وما ساعد على ذلك العروض
التي قدموها في دار الأوبرا المصرية، فضلا عن موهبة أعضاء {تياترو
مصر} في الرسم وإلقاء الشعر والغناء إلى جانب الكوميديا.
يسعى أسامة وأصدقاؤه إلى أن تدخل الكوميديا مرحلة {الوعي} ليس
بمعناه الفني، بل السياسي والاجتماعي، {فيلمس المشاهدون اهتمامنا
بمشكلاتهم وليس تركيب المفارقات فحسب}، مشيراً إلى أنه يطمح يوماً
ما إلى بلوغ مستوى {ثلاثي أضواء المسرح}، وليس ترك بصمة فقط،
كأجيال الكوميديا المعاصرة رغم تقديره الشديد لها.
تجربة إيجابية
يرى الناقد المسرحي عبد الغني داود ثمة إيجابية في تجربة الشباب في
{تياترو مصر}، ومن الممكن أن تفرز أجيالا جديدة من راسمي البهجة
على وجوه المشاهدين، محذراً، في الوقت ذاته، من تحول الموضوع إلى
مصدر ربح مادي وأن يصاب الجيل الجديد بعدوى الاحتكار من المنتجين،
وأن تغلب التجارة على عروضهم المسرحية.
يتمنى عدم اقتصار الأمر على اعتماد جيل جديد من {المضحكين} بقدر ما
يفرز مواهب أخرى، على صعد التأليف والإخراج والغناء والديكور،
مؤكداً لـ {الجريدة}: {لا تجد بلادنا مشكلة في إيجاد من يضحك
الناس، لكن نريد أن يكون لعودة العروض المسرحية وصعود نجم الشباب
صدى في مستويات فنية أخرى، تشكل نقلة نوعية في عالم الفن}.
جوليا قصّار: «يلا عقبالكن» فيلم واقعي من صلب مجتمعنا
كتب الخبر: مايا
الخوري
ممثلة مخضرمة اقتصرت إطلالاتها الفنية الأخيرة على خشبة المسرح وفي
السينما،
في حين تغيب قسراً عن التلفزيون، لأن أياً من الأدوار التي عُرضت
عليها بعد {الشحرورة} لم تحمّسها للمشاركة فيها.
جوليا قصّار، تجسّد شخصية أمٍ تعاني فوبيا عنوسة ابنتها
الثلاثينية، وذلك في الفيلم السينمائي اللبناني {يلا عقبالكن}
(كتابة نيبال عرقجي، إخراج ايلي خليفة).
عن شخصيتها الفكاهية في الفيلم وواقع السينما والدراما تحدثت إلى
{الجريدة}.
·
حصد «يلا عقبالكن» نسبة مشاهدين مرتفعة، إلام تعزين ذلك؟
هو فيلم حقيقي وواقعي، يشبه الجمهور سواء على صعيد الشخصيات التي
يمكن أن نلتقي بها في حياتنا اليومية، أو أمكنة التصوير المألوفة
لدينا، لذا يمكن لأي مشاهد التماهي مع إحدى الشخصيات التي ترجمت ما
يفكّر فيه في قرارة نفسه، فرأى أمامه مواضيع تعنيه، لذا تفاعل معها
بشكل تلقائي.
·
تجسدين شخصية الأم التي تعاني «فوبيا» عنوسة ابنتها، كيف تقيّمين
تركيبة هذه الشخصية؟
تنتاب هذه الهواجس كل أم من دون أن تظهرها بالضرورة إلى العلن،
فثمة أمهات يطالبن بناتهنّ بالارتباط علناً، فيما أخريات يبقينه في
سرّهن، لذا ما عبّرت عنه، عبر الشاشة من خلال هذه الشخصية، هو
حقيقي، والتعابير التي استخدمتها مألوفة في مجتمعنا ونسمعها على
لسان أمهّات كثيرات.
·
برأيك هل تتماهى هذه الأم مع طبيعة المجتمع العربي؟
طبعاً، تفضّل الأم العربية أن ترى ابنتها متزوجة وأماً أولاً، قبل
أن تراها صاحبة شهادات علمية عالية، لأن العلم والعمل ثانويان
مقارنة مع الزواج والإنجاب بالنسبة إليها. لذا لا مبالغة في شخصيتي
السينمائية بل هي نابعة من صلب المجتمع، والدليل على ذلك، عندما
ألتقي الناس في الشارع يرددون الجملة التي أقولها في إعلان الفيلم.
·
ألم يسهم أداؤك الحقيقي في جعل هذه الشخصية حقيقية إلى هذه الدرجة؟
قالت نيبال عرقجي، كاتبة الفيلم، إنها لم تخترع شيئاً، بل نقلت ما
رأته في محيطها وعايشته فأحبّت الحديث عنه. أمّا بالنسبة إلى طريقة
الأداء، فلم أفتعل مواقف مضحكة، لأن المبالغة في هذه الشخصية غير
مقبولة، خصوصاً أن المواقف الواردة في سياق العمل كافية ووافية،
لذا جسّدت هذه الشخصية بصدق.
·
هل قصص بطلات الفيلم الأربع شائعة في مجتمعنا العربي؟
طبعاً، تخطّت فتيات كثيرات سنّ الثلاثين من دون زواج وذلك لأسباب
عدّة، منها سعيهنّ إلى الدراسة والعمل قبل إيجاد الشخص المناسب
لمستواهنّ العلمي والثقافي والمهني، لكننا نلاحظ، أيضاً، أن الشباب
المثقفين، في غالبيتهم، يهاجرون بهدف العمل وتأمين المستقبل، وهذه
أزمة يعانيها مجتمعنا، لذا تعاطف الجمهور مع ما طرحه الفيلم كونه
يعكس واقعاً.
·
تضمّن الفيلم جرأة في بعض المشاهد والكلمات، هل يمكن تحديد الجرأة
الفنية؟
يضحكني الحديث عن الجرأة! لأن الجرأة في أفلامنا المحلية في
ستينيات القرن الماضي وسبعينياته تخطّت ما نراه راهناً. تعكس
السينما الحقيقة، وواقع المجتمع ولا يمكن الاختفاء وراء إصبعنا
فيها، والأهمّ أسلوبها الفنّي، فإمّا يكون ناجحاً أو فاشلا. ثم
لماذا ربط الجرأة بالتلميحات الجنسية فحسب؟
تكمن الجرأة في طريقة طرح الفكرة ومعالجة موضوعٍ يُعتبر «تابو» في
المجتمع مثل العنوسة، واستحالة بعض العلاقات بين الرجل والمرأة
التي عالجها الفيلم بصدق من دون أن يحوي ألفاظاً مبتذلة أو غريبة
عن مجتمعنا، لذا تقبّله الجمهور ولم ينفر منه. أمّا المشاهد التي
اعتبرها البعض جريئة فأتت في السياق الطبيعي للفيلم، وأعطته
مصداقية ولم تكن مبتذلة. من جهة أخرى، وقبل الإشارة إلى الجرأة في
الأفلام اللبنانية، لماذا لا يرونها في الأفلام المصرية مثلا!
·
بينما تغيبين عن الشاشة الصغيرة تطلين في السينما، ما سبب ابتعادك
عن الدراما التلفزيونية؟
عندما أتلقى نصّاً يعجبني، وتتوافر المكونات التي أطمح إليها في
التلفزيون على صعد الكتابة والإخراج والإنتاج وفريق العمل، عندها
لا أغيب!
·
هل تقدّم لك السينما والمسرح ما لم يقدّمه التلفزيون؟
أستمتع بما يُعرض عليّ على صعيدي السينما والمسرح، فيما لم أتلقَّ،
منذ سنوات، دوراً تلفزيونياً جاذباً لأؤديه، يرضيني فنياً ويحمّسني
للمشاركة فيه. أحب الإطلالة عبر التلفزيون لاستمرار التواصل مع
الناس الذين يظنون أنني بعيدة عن المهنة كوني غائبة عن الشاشة
الصغيرة.
·
كيف تقيّمين العجلة السينمائية اللبنانية؟
ثمة أعمال جميلة إنما نحتاج إلى الاستقرار لتتحرك عجلة الإنتاج
أكثر. برأيي، نحن متجهون إلى أعمال أجمل مما عُرض حتى الآن، خصوصاً
أن صالات السينما تعي راهناً أهمية الفيلم اللبناني، وبات جمهورنا
يعطي أولوية للفيلم المحلي على حساب الفيلم الأجنبي، شرط أن يكون
ناجحاً وجميلا، لأنه يرى فيه قصصه ومجتمعه. أفرح لنجاح أي فيلم
سينمائي محلّي، لأنه يستردّ تكاليف إنتاجه المرتفعة والنابعة من
مبادرات فردية. من هنا أحيي نيبال عرقجي لشجاعتها بإنتاج فيلم ثانٍ
بعد «قصة ثواني».
·
والخلطات العربية في المسلسلات الدرامية؟
أؤيدها شرط أن يستوجب الموضوع ذلك فنصدّق ما نراه، فأحياناً يحصل
افتعال غير واقعي. إطلالتنا عبر الفضائيات العربية من خلال هذه
الأعمال جيّدة، لكنني أفضّل أن نطلّ عبر أعمال محلية صرف، أيضاً،
وهذا ما يحصل أحياناً.
·
ما انعكاس هذه الأعمال على الدراما المحلية؟
لا تؤدي إلى المنافسة بحدّ ذاتها إنما تحثّ على تقديم أعمال محلية
بمستوى الأعمال العربية المشتركة، وعدم التهاون للحفاظ على الموقع
والتطوّر. من جهة أخرى، ليست الأعمال العربية المشتركة كافة جيّدة
فثمة أعمال سيئة أيضاً.
·
هل ترين تطوراً في مستوى الدراما المحلية؟
طبعاً، وثمة جمهور لبناني يتابع العمل المحلي ويدعمه ويتعاطف مع
الممثلين اللبنانيين، ويفضّله على المسلسلات التركية والسورية، ما
أدى إلى سعي المؤسسات المرئية إلى إنتاج هذه الأعمال وعرضها. في
النهاية، عندما يوضع الشخص المناسب في الموقع المناسب، ويتوافر
فريق تقني جيّد، يتحسّن الإنتاج ويتقدّم، خصوصاً مع انطلاق مؤسسات
إنتاجية جديدة، ما يفعّل المنافسة الإيجابية وينعكس على نوعية
الإنتاج والأعمال.
دراما تلفزيونية
·
هل من مشروع درامي تلفزيوني قريب؟
لا شيء في الأفق القريب على صعيد التلفزيون، إنما ثمة أعمال
سينمائية قيد التحضير.
·
هل تختلف انطلاقة جيل جديد من الممثلين عن إنطلاقتكم؟
طبعاً، بسبب اختلاف الظروف، فنحن انطلقنا في زمن الحرب، وفي ظل
ظروف إنتاجية صعبة. لكن، في الماضي، عندما كانت تُسلّط الأضواء على
ممثل ما، كان الجميع يحيطه إعلامياً ومهنياً ويلفت النظر بأدائه،
أمّا راهناً وبسبب المزاحمة في الوسط الفني، يضطر الممثل إلى
الخضوع لـ{كاستينغ» والاجتهاد لإثبات وجوده عبر وسائل عدّة.
·
لكننا لم نعد نميّز بين الممثل المتخصص وبين الدخيل إلى المهنة؟
هذه إحدى المشاكل التي يعانيها الجيل الجديد أيضاً، بسبب الدخلاء
الذين ليسوا جميعهم بالضرورة سيئين، إنما أصبحت الأولوية للظهور
أكثر من الأداء، ما صعّب على الأشخاص الجديّين شق طريقهم المهنية.
من جهة أخرى، عندما يُفسح في المجال أمام دخلاء لإظهار قدراتهم لا
يعني ذلك نجاحهم، بالضرورة، لأنهم عندما يقفون إلى جانب ممثل جيّد،
عندها سيظهر الفرق. نلاحظ أنه مع تقدّم الإنتاجات المحلية، أصبح
المنتجون يبحثون عن العمل المتقن وعن الجودة، لذا نرى في الأعمال
الأخيرة طغيان خريجي المسرح على الممثلين الآخرين.
·
رغم غيابك عن التلفزيون، لا تزالين ماثلة في ذاكرة الجمهور، كيف
تفسّرين ذلك؟
فوجئت بردود فعل الجمهور الإيجابية، مع أنني لم أشارك في أي دراما
بعد مسلسل «الشحرورة»، منذ أربع سنوات، رغم أن ذاكرته قصيرة في ما
يخصّ التلفزيون، إلا أنه يدرك أنني لا أختار إلا الأدوار الجيدة،
وهذا ما يعبّر عنه عندما ألتقيه في الأماكن العامة. |