أشهر 5 أفلام رومانسية
كتبت سارة الباز
فى زحام الحياة وصخب أزمات البشر واحتدام تطلعاتهم التى تقتل
أفراحهم وإحساسهم بمشاعر الحب، تأتى الأفلام الرومانسية لتستثير
تلك النزعة القابعة فى أعماق الإنسان، والباحثة عن الحب والسكينة
والمشاعر رغم جفاف الحياة وحدّة إيقاعها، تلك اللحظة الإنسانية
الصادقة التى يجنح فيها الإنسان إلى الحب والرحمة والحنان، يطلبها
ويتطلبها، ليعود إلى حالة التوازن النفسى والروحى التى أفسدتها
وقائع وحوادث دنيانا وماديتها الساحقة.
عندما تشعر بذلك الفراغ داخلك، وتجد نفسك تدفعك – دون أن تنتبه –
إلى البحث عن أفلام رومانسية تشبع بها فراغ روحك وتداوى بها شرخًا
صنعته الحياة فى النفس، فهناك قائمة من الأفلام ستتداعى إلى ذهنك
مباشرة، تطول القائمة على الحصر، ولكننا فى عيد الحب لا يمكن أن
ننفق الوقت فى حصر القائمة ولا نحتفل معكم بالحب وعيده وبإسهامات
السينما المصرية برومانسيتها الناعمة فى الحنوّ على أرواحنا، لذا
نورد لكم 5 أفلام رومانسية مهمة – من مراحل مختلفة ولنجوم مهمين –
أثرت فى الجمهور بشكل غير عادى.
فيلم حبيبى دائما
رومانسية وعذاب وحرمان، ثم لقاء مقرون بالفراق الأبدى، صورة وأحداث
يدفعانك جبرًا إلى البكاء وأنت تتابع فيلم “حبيبى دائمًا”، الذى
يرتبط فيه الحبيبان، ولكن بسبب الفوارق الاقتصادية والاجتماعية
يرفض أهل الفتاة زواجها من زميلها الطبيب، تحاول الفتاة الهروب
منهم إليه، ولكن كرامته تأبى عليه قبول زواجها رغمًا عن أهلها،
فتشعر بالخذلان وخيبة الأمل، وتستسلم للزواج من الدبلوماسى الباحث
عن زوجة مصرية يستأمنها على تربية أبنائه، ويرغب فى تطبيعها على
تقبّل حياته وثقافته الغربية، ويحدث التنافر المحتوم بين فكر الشرق
والغرب، وتعود الفتاة وتسهم الجدة فى عودة الحبيبين لبعضهما،
ويتزوجان بالفعل، ولكن السعادة لا تكتمل، فالحبيبة فى طريقها إلى
الموت بسبب إصابتها بورم خطير فى المخ، وتتوالى الأحداث التى يحاول
فيها الحبيبان تسجيل ذكرياتهما الأخيرة فى العقل والوجدان، وتموت
البطلة على ذراع البطل – فى المشهد الأخير – تاركة له الذكريات
والدموع.
عرض فيلم “حبيبى دائمًا” فى 11 أغسطس 1981، فى سينما كايرو،
والفيلم من إخراج حسين كمال، وسيناريو الدكتور رفيق الصبان، وحوار
كوثر هيكل، وبطولة: نور الشريف، وبوسى، وماجدة الخطيب، وسعيد عبد
الغنى.
بين الأطلال
فيلم “بين الأطلال” عمل سينمائى مهم، يروى تفاصيل حب يبدو
مستحيلاً؛ وذلك لأن البطل والبطلة التقيا فى زمان ومكان وظروف
اجتماعية غير مناسبة، فالبطل رجل متزوج يكبر الفتاة الجميلة
المُحبِّة كثيرًا، تجمعهما المشاعر والانبهار بالكاتب الذى أحبته
البطلة على صفحات رواياته، قبل أن تلتقيه على أرض الواقع، يواجه
الحبيبان تحديات طبيعية متوقعة، تجعل حبهما يبدو مستحيلاً، فتتزوج
الفتاة من رجل آخر، ويتعرض البطل لحادث سير، يجعله أسير الكرسى
المتحرك بعد إصابته بالشلل، ويموت بعد فترة، تتوالى الأحداث وتساعد
البطلة زوجة حبيبها فى الولادة، لتبقى فى منزله تربى ولده وتعيش
بين الأطلال، حيث عاش الحبيب وتزوج وأنجب أثره فى الحياة.
عُرض فيلم “بين الأطلال” فى عام 1959، من إخراج عز الدين ذو
الفقار، وقصة يوسف السباعى، وسيناريو وحوار عز الدين ذو الفقار
ومحمد عثمان، وإنتاج عز الدين ذو الفقار، وفيلم بين الأطلال من
بطولة: فاتن حمامة، وعماد حمدى، وحسين رياض، وصلاح ذو الفقار،
وسميحة أيوب، وصلاح نظمى.
فيلم نهر الحب
نجح فيلم “نهر الحب” فى إقناع المشاهد بقلب المبادئ الأخلاقية،
وتقبل حب غير مشروع من زوجة تعانى قسوة وصلف وبرودة مشاعر زوجها،
الذى تزوجها رغمًا عنها وعن أخيها، بطريق الابتزاز، وذلك بعد
اكتشاف الباشا الكبير فى السن اختلاس أخيها لمبلغ مالى من عهدته،
فتضطر البطلة لقبول الزواج منه لتنقذ أخاها وأسرته من الضياع،
وتعيش حياة تعيسة مع رجل لا يعرف للحب والمشاعر سبيلاً، حتى يمنّ
الله عليها بابتسامة مشرقة فى ظلام حياتها المُرّة، على الرغم من
تيسر المال وسبل الحياة، ويرزقها بطفل جميل، يخفف ألم معاشرة
قسرية لرجل مغرور لا تحبه، وبلا مقدمات تقابل شابًا فى إحدى
الحفلات، وتقع فى غرامه، كما سقط هو أيضًا فى غرامها، تطلب الطلاق،
ولكن الزوج يرفض ويتعسف فى منحها الحرية، لتعيش مع من أحبت، يبعث
وراءها من يلتقط لها صورًا مع حبيبها، ليسلبها حق حضانة طفلها،
ويموت حبيبها فى حرب 1949، وتحاول الرجوع لتربى ولدها، ولكن الزوج
يطلقها، لتجد نفسها فى النهاية ضائعة بلا حبيب أو زوج أو ولد،
فتفضل الموت، وتسلم نفسها لعجلات القطار، لتنهى حياتها باختيارها.
عُرض فيلم “نهر الحب” على شاشات السينما فى عام 1960، من إخراج عز
الدين ذو الفقار، عن قصة الأديب الروسى الكبير ليو تولستوى “أنا
كارنينا”، وسيناريو وحوار يوسف عيسى وعز الدين ذو الفقار، وإنتاج
حلمى رفلة، وبطولة فاتن
حمامة،
وعمر الشريف، وزكى رستم، وعمر الحريرى، وفؤاد المهندس.
فيلم أيامنا الحلوة
يتناول فيلم “أيامنا الحلوة” قصة الحب الذى يخطفه المرض والموت،
بين فتاة جميلة فقيرة، تسكن فى غرفة على السطوح بجوار سيدة، و3
شباب أصدقاء يقعون فى غرامها جميعًا، ولكن قلبها يختار واحدًا
منهم، ويكتشفون جميعًا إصابتها بالمرض، فيتهافتون على مساعدتها
بشتى الطرق، إلى درجة زواج أحدهم بفتاة غنيّة لا يحبّها من أجل
توفير المال اللازم للعملية الجراحية اللازمة لإنقاذ حياتها، ويدخل
الآخر رهانًا على مباراة ملاكمة من أجل مكافأة الفوز، وبالفعل تجرى
العملية للبطلة بنجاح، ولكن الطبيب يصارحها بأنها لن تستطيع
الزواج، ويجب أن تظل فى راحة دون حراك لشهور، لخطورة ذلك على
حياتها، فتشعر أن حياتها بلا بمعنى وبلا هدف، فهى لا تستطيع أن
تتزوج حبيبها، وستحرم من الأمومة، ولن تستطيع العمل، فلماذا تعيش،
فتقرر الاستسلام للموت، وتخالف تعليمات الطبيب، وتقوم من سريرها
لوداع حبيبها وأصدقائها الوداع الأخير من نافذة غرفتها بالمستشفى،
لتسقط ويُسدل الستار على قصة حب كتب الموت نهايتها.
تم عرض فيلم “أيامنا الحلوة” فى دور السينما فى عام 1955، وهو من
قصة وإخراج حلمى حليم، وسيناريو وحوار على الزرقانى – عن رواية
البوهيمية لهنرى ميرجيه – وبطولة فاتن حمامة، وعمر الشريف، وعبد
الحليم حافظ، وأحمد رمزى، وزينات
صدقى.
السلم والثعبان
فى صورة حديثة ومختلفة للحب وإيقاعه فى القرن الحادى والعشرين، يطل
علينا فيلم “السلم والثعبان”، حاملاً قصة حب بين شاب توفيت زوجته
ولديه ابنة، ويعيش حياته بنمط متحرر ومنطلق، حيث يُعرف بتعدّد
علاقاته النسائية هو وصديقه، بينما يعانى أزمة مالية ومشكلات فى
الشركة التى يعمل فيها، فيدبر القدر لقاء بين الفتاة الجميلة
والشاب فى إحدى الحفلات.
تتطور العلاقة سريعًا بينهما، ويطلب منها إقامة علاقة حميمة،
فترفض، فيعاقبها بالابتعاد عنها، ثم يندم ويشعر أنه أحبها بصدق،
ويحاول العودة إليها مرارًا، ولكنها ترفض، ويبذل محاولاته حتى تقبل
الزواج منه.
فيلم “السلم والثعبان” من إنتاج عام 2001، بطولة هانى سلامة، وحلا
شيحة، وأحمد حلمى، ومن إخراج طارق العريان.
107
أعوام على رحيله.. وعرض بعد ثورة يوليو بخمسة أشهر!
ناصر عراق يكتب: مصطفى كامل.. أول فيلم روائى عن زعيم سياسى مصرى
*
المصريون يكتتبون لعمل تمثال للزعيم عام 1909، فأين نحن الآن؟
* الكاتب
الصحفى أنور أحمد يمثل للمرة الأولى شخصية الزعيم ويهجر التمثيل
بعدها نهائيًّا
*
الملك فاروق يرفع الستار عن التمثال الذى صنعه فنان فرنسى فى عام
1940
فى 10 فبراير من عام 1908 مات مصطفى كامل أول زعيم سياسي مصرى فى
القرن العشرين، فانخلع قلب الأمة حزنًا عليه، وتصدى أمير الشعراء
أحمد شوقى لغراب الموت، ورثا الزعيم بقصيدة ظلت خالدة من قرن إلى
الآخر، وفى عام 1952 – وبالتحديد فى 14 ديسمبر – عرض فيلم يحمل اسم
“مصطفى كامل”، فما حكاية هذا الفيلم؟ وهل عرض قبل هذا التاريخ؟
ولماذا حذفت السلطات من المقدمة اسم مؤلف قصة الفيلم؟ وكيف اتفق
المصريون واكتتبوا لإنشاء تمثال تخليدًا لذكرى الرجل عام 1909، أى
بعد رحيله بعام واحد، لكن الناس لم تر التمثال إلا فى عام 1940!
السطور التالية ستحمل الكثير من المفاجآت عن الزعيم والفيلم
والقصيدة والتمثال!
المحامى والسياسى فتحى رضوان.. واضع القصة
أولى المفاجآت تلوح لك عندما تشاهد فيلم “مصطفى كامل” الآن، لأن
الشركة المنتجة واسمها “المصرى” – لصاحبها المخرج أحمد بدرخان –
كتبت فى المقدمة ما يلى بالنص: “تعلن أفلام المصرى أن الظروف حالت
فى العهد الماضى دون تسجيل اسم واضع قصة هذا الفيلم، ويسرنا أن
نعلن فى عهد التحرير أن فكرة القصة من وضع الأستاذ فتحى رضوان”،
وفتحى رضوان محام وسياسى مصرى شريف، ناضل ضد بطش النظام الملكى،
فتلقى العقاب وذاق العذاب!
من هذه المقدمة نعرف أن الفيلم كان معروضًا فى العهد
الملكي،
لأن ناقدنا الكبير الأستاذ محمود قاسم قال فى كتابه “دليل الأفلام
المصرية فى القرن العشرين”، إن الفيلم عرض فى 14 ديسمبر 1952، أى
بعد اندلاع ثورة يوليو بخمسة أشهر تقريبًا، كما أنه لم يذكر اسم
فتحى رضوان بوصفه مؤلف القصة! وما يؤكد أن الفيلم عرض قبل ثورة
يوليو أن فتحى رضوان (1911/ 1988) كان مسجونًا منذ حريق القاهرة فى
26 يناير، حتى جاء الضباط الأحرار وأفرجوا عنه، وعليه فقد حذفت
الرقابة فى عهد الملك اسمه من المقدمة.
أنور أحمد.. التمثيل لأول وآخر مرة
المفاجأة الثانية فى هذا الفيلم تتمثل فى أن بطله – أى من تقمص
شخصية مصطفى كامل – لم يمثل من قبل ومن بعد، واسمه أنور أحمد،
ووفقًا لصفحة “السينما دوت كوم”، فالرجل من مواليد القاهرة عام
1913، وقد مارس الكتابة الصحفية فى الأدب والسياسة، كما أنه أشرف
على باب مشاكل المرأة على الشاشة، الذى كانت تنشره مجلة “حواء”،
وقد رحل عن دنيانا فى عام 1984.
الغريب أن الرجل لم يخض تجربة التمثيل بعدها على الإطلاق، رغم أنه
حقق نجاحًا لافتا فى تجسيده لشخصية مصطفى كامل، ومن عجب أيضًا أنه
شارك فى كتابة سيناريو الفيلم، وقد كتب اسمه قبل الاثنين اللذين
شاركاه فى الكتابة، وهما: يوسف جوهر والمخرج أحمد بدرخان، ومع ذلك
فقد أقلع تمامًا عن الكتابة للسينما، لكنه عاد فى سنة 1979 وشارك
أمينة الصاوى فى كتابة سيناريو وحوار مسلسل “الأيام”، الذى تناول
حياة عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، ولعب بطولته أحمد زكى.
صمويل هنرى.. لمسات فرنسا على وجه الزعيم
أما المفاجأة الثالثة فيكشفها تمثال مصطفى كامل، الذى يزين الميدان
الذى يحمل اسمه فى وسط القاهرة الآن، فهذا التمثال له قصة بالغة
الغرابة، تتلخص فى أنه بعد وفاة مصطفى كامل – وبالمناسبة فقد كان
رئيس الحزب الوطنى ورئيس تحرير جريدة اللواء – أقول، بعد وفاته
اجتمعت لجنة مكونة من كبار الشخصيات السياسية والثقافية – أحد
أعضائها أحمد لطفى السيد – للبحث فى كيفية تخليده، وتوصلت إلى
الدعوة إلى الاكتتاب العام من أجل عمل تمثال لهذا الزعيم الشاب
الذى ولد فى 1874.
بالفعل نشرت جريدة الأهرام – فى 20 أكتوبر 1909 – أن المصريين
جمعوا 3500 جنيه وبعض الكنوز، وهى موجودة فى خزينة البنك الألمانى
الشرقى، وفى 15 يناير 1914 نشرت الأهرام خبرًا عن وصول تمثال مصطفى
كامل من باريس، وعلى الفور طالبت اللجنة الحكومة بأن تضع التمثال
فى أحد الميادين. (جريدة الأهرام/ 7 فبراير 2015).
المهم لم يتم رفع الستار عن التمثال إلا فى 15 مايو من سنة 1940،
حين تقدم الملك فاروق حاشيته ووزراءه ليزيح الستار عن تمثال أول
زعيم مصرى فى القرن العشرين، رغم مطالبة على بك كامل – شقيق مصطفى
– جريدة الأهرام بتبنّى أمر وضع التمثال فى ميدان عام فى عام 1927،
وأظنك تعلم أن الإنجليز كانوا يحتلون مصر فى ذلك الزمن، ولا ريب فى
أنهم تدخلوا وعطلوا رفع الستار عن التمثال طوال هذه السنوات كلها.
قصة هذا التمثال توضح لك بعض الأمور المهمة، مثل: أن المصريين قبل
107 سنوات كانوا يعشقون الفنون، ويعتبرون فن النحت هو الأهم فى
تخليد العظماء، لذا أسهموا بأموالهم لجمع المبلغ المذكور للإنفاق
على صناعة التمثال، ولك أن تتحسر الآن على الأفكار البائسة التى
انتشرت لتحريم الفنون ولعن النحت والتماثيل، ولعل ذلك يفسر لك
لماذا لا تحتوى ميادين القاهرة على تماثيل لجمال عبد الناصر، إذ أن
كل التماثيل التى نراها الآن مصنوعة وموضوعة فى العهد الملكى، وهى
لإبراهيم باشا وسعد زغلول ومحمد فريد وطلعت حرب ولاظوغلى باشا،
ومؤخرًا وضعوا تماثيل لطه حسين ونجيب محفوظ وعبد المنعم رياض، لكن
فوضى القاهرة وزحامها وتكدسها حرموا الناس من التطلع إلى هذه
التماثيل والتمتع بها!
الأمر الثانى الذى يلفت نظرنا إليه هذا التمثال، هو أن مصر لم يكن
بها نحات مهم فى ذلك الزمن، ما جعل اللجنة المصرية تكلف فنانًا
فرنسيًّا بنحت تمثال لمصطفى كامل، أو “فتى مصر الأول” كما أسمته
جريدة الأهرام آنذاك، مع الأخذ فى الاعتبار أن مدرسة الفنون
الجميلة كانت قد أنشئت عام 1908، وكان النحات الرائد محمود مختار –
صاحب نهضة مصر – ضمن طلابها الأوائل.
بقي أن نشير إلى أن الفنان الفرنسى الذى صمم ونفذ تمثال الزعيم
مصطفى كامل اسمه هنرى صمويل، كما كُتِب فى مقدمة الفيلم، حيث أحسن
المخرج صنعًا عندما جعل أسماء العاملين فى الفيلم تظهر على خلفية
للتمثال.
أحمد شوقى.. الأمير يرثى الزعيم
عندما مات مصطفى كامل بكته مصر كلها، ولعل من أبرز ما كتب عنه يوم
جنازته فى 11 فبراير 1908 ما كتبه مرقس حنا باشا الذى قال: “إن
العظمة والمهابة اللتين أحاطتا بنعش المرحوم مصطفى كامل دلّتا
دلالة صادقة أكيدة أنه لم يكن صديقًا لفريق من المصريين، بل كان
صديقًا لجميع الوطنيين على السواء”.
لكن تظل قصيدة
أمير الشعراء هي
الحدث الأدبي الأهم في هذا المصاب الجلل الذي ألم بالمصريين، ويقال
إن أمير الشعراء كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالزعيم. طالع معي
بعض الأبيات الرائعة التي كتبها شوقي في رثاء مصطفى كامل:
المشرقان عليك ينتحبـــــــان قاصيهما فى مأتــــم والدانــــى
لمّا نعيت إلى الحجاز مشى الأسى فى الزائرين وروّع الحرمان
يا ليت مكة والمدينة فازتا فى المحفلين بصوتك الرنـــــــــــــان
فارفع لنفسك بعد موتك ذكرها فالذكر للإنسان عمـــر ثـــــــــان
فاصبر على نعمى الحياة وبؤسها نعمى الحياة وبؤسها سيـــــان
انتهى الاقتباس من قصيدة شوقى فى رثاء مصطفى كامل، ولنتوقف هنا..
إذ من الصعب أن نكتب شيئا بعد أمير الشعراء!
43
سنة على الرحيل
زكى رستم.. ارستقراطية الحياة وفتوّة التمثيل وخزانة الحكايات
والوجوه
كتب حازم حسين
منذورون لمآلات تعرفنا قبل أن نعرفها، ولسكك تتشكّل فى خلجات
أقدامنا ودواخلها، لا نحتاج إلى هندسة لما فوق الوعى، ولا ترتيب
لما دون العين، تأتى الرياح بما يليق بالسفن، وما يحب المستقر فى
وعى الألواح والدُّسر ويرضى، فتُبدّلنا الأيام على موائد الدراما
وحوادثها، تصفّى عجينة الروح من مائها العارض، وتبثّ فيها حصة من
خبز الوسائل وملح الغايات، فيعكف الفاسق على كؤوس الزهد، وينطلق
العابد فى مروج اللذة، ويترك زكى رستم قصور وضياع العائلة، قاصدًا
هيكل المسرح وكنيسته، وحانات السينما ومواخيرها، ومقتفيًا مآل
المنذور للسفر البعيد، والموقوف على متاهة لا عاصم منها، والميسور
لصنعة لا يُحسنها عاديّو العبور، ولا يليق لها المهندمون وأبناء
الإيقاعات المتماثلة، وهكذا كان الباشا والصعلوك محمد زكى محرّم
محمود رستم.
غُرّة على مفرق الطفل
المنسوب للواء وباشا من
وجهاء أول القرن، ولأب من كوادر الحزب الوطنى وأصدقاء مصطفى كامل ومحمد
فريد،
كانت تلوح كهلال وليد على هامة شهر عربى، يبشّر بتواتر منتظم
الإيقاع للأيام والليالى، ونهاية على ظلام البداية، تُخربش وجه
الساعة لتنسج شهرًا لا يشذّ عن عائلة القمر وأسلاف مواقيته، ولكن
تشكُّل الغيب فى رحم المعلوم، واختلاج السرّ بمادة المُعلَن،
وتداخل العابر والمقيم، كانوا مفاتيح نورانية لولوج لعنة مقدّسة
تليق بالزكىّ الأرستقراطىّ ويليق بها، من بدء التكوّن على عين
الأُبّهة، وفى رُدهات القصور، مفردة منمّقة فى سهرات البرجوازيين
التى تقتات على عصير أرواح المشخصاتية ومادة حياتهم، كان اجتباء
آلهة الفن وربّات الجمال لروح زكى رستم، ترسيمًا حادّ الوقع
والمعنى للحدود بين تمايزات الطين وتفاخر الناس، وقَصَاصًا للفُرجة
وإعجازها من المتفرّجين وعجزهم، فأخذت أسرة الباشاوات متعة رخيصة
السعر فارهة المضمون، ومنحت قطعة من طينها – غير راضية ولا مُقِرّة
– لتساهم على غير هوى منها فى إكمال معمار الفن، وابتداع وتهذيب
وصَفّ اللَبِنَة الناقصة.
عوّدنا التنميط على قوالب اعتمدها النحَّات لصياغة عيال آدم وفق
أدوارهم وموفور حظّهم من العطايا والمنح، وعلى هذا الإيقاع شكّل
الغيب مادة ومنظور ابن الافتتان، إغداقًا وتنويعًا لموارد وطاقات
صناع الفتنة، فأتى زكى رستم بمعمار أرستقراطى فاره: قوام فارع
ممشوق، وكتفين عريضتين تملأن العين وتشبعان نهم السترة الفاخرة،
تعلوهما رأس كبيرة وموفورة السبك والتشكيل، تستطيل دون تطويل،
وتتشرّب حصّة من قداسة الدائرة، ومن أزلية بيضاوية الأرض وفتنتها،
وعلى سطحها تتوزّع ملامح تمُتّ للعلية والاستثنائيين، ولا تتعالى
على المتواضعين والعاديين، بأنف طويل وحاد الخطوط والانحدار،
وعينين واسعتين كبحيرتين صناعيتين فى حديقة قصر ملكى شاسع، على
سطحيهما يتجمّع سِربان من البط الأسود، فى كتلة كنقطة الدائرة،
يدفئون الماء وينفخون فى نصاعته، ومن شاطئى البحيرتين تنطلق ردهتان
طويلتان وفسيحتان، مكسيّتان برخام ناعم ولامع، ينتهيان إلى فم كأنه
بئر مهجور، ألقى حمل روحه فى البحيرتين والتأم طَوفُه على العمق
والظلام والظمأ، يكلّله شارب محكم الدوران، كأنه هلال معتم ابْيَضّ
الليل من حوله فجأة، فظلّ متوهّجًا فى المركز ومحطّ النظر، يشاكسه
حاجبان عريضان ومعقوفان بحدّة، كمنجلين فى موسم حصاد، أو شَصّى صيد
فى المسافة بين تحرير خيطيهما وانغماسهما فى ماء البحيرتين وتيههما
فى تجمّعى البط الأسود، وهى الملامح التى وفّرت له فى مجملها، وفى
مسلك تجميعها ورصفها، إلى جانب الصوت الأجش المنتمى إلى المطلق
والميتافيزيقيا أكثر من انتمائه لأسماع الناس ومعهوداتها، صورة
غنيّة بالدلالات ومكتنزة بالوجوه والتعبيرات، لا تنتمى إلى السادة
بقدر زائد عن انتمائها للعبيد، ولا تثير الخوف إلا بحجم وطاقة
إثارتها للشفقة والأسى.
تسع وستون سنة تقريبًا تقلب زكى رستم على جمر أيامها ولياليها –
بين المبتدأ فى مارس 1903 والمُنتَهى فى فبراير 1972 – عاش أُبّهة
القصور والباشوات، وحياة المشخصاتية والممثلين، وذاق علقم الوحدة
والمرض وتبدّد العافية، طعن عائلته فى سويداء فخرها
وأرستقراطيّتها، مارس الرياضة وحاز بطولة فى رفع الأثقال، أصاب أمه
بالشلل، تتلمذ على أيدى جورج أبيض وعبد الوارث عسر، أحب وحاول
الزواج، صُدِم وقاطع النساء لفشل الزيجة ولعقدة ما أصاب الأم –
فكان تجسيدًا عصريًّا لعقدة أوديب
– مثّل
وأبدع 240 فيلمًا،
ملأ الدنيا بحضوره وصيته وسيرته، فقال عنه الفرنسيون والبريطانيون
أنه رائد مدرسة الاندماج، ومكافئ مصرى لأورسن ويلز وتشارلز لوتون،
واختارته مجلة “بارى ماتش” واحدًا من أهم عشرة ممثلين فى العالم،
وفقد السمع واعتزل التمثيل وكَلّ قلبه وتلقّفته أسرّة المستشفيات،
إلى أن مات وحيدًا، كما خرج من قافلة العائلة وحيدًا، وكما عاش
وحيدًا بين طينين: مادة سَبْكِه ومبتدأ صنعه، ورفاق جنونه وأهل
صنعته.
الأحد 21 - 9 - 2014 21:00
حكاية ثروة زكى رستم وجمال عبد الناصر ترويها المذيعة ليلى رستم
كتبت مها البدينى
كان الفنان
زكى رستم أرستقراطيا
صاحب أملاك وأطيان، غير أنه ترك كل متاع الدنيا وثرواتها من أجل
نعيم الفن وشوق الوقوف أمام الكاميرات، ولأنه عم مذيعة الستينات
الشهيرة ليلى
رستمفقد
حكت عنه حكاية تستحق القراءة.
زكى رستم والرئيس عبد الناصر
تحكى ليلى
رستم ابنة
أخ الفنان الكبيرزكى
رستم فى
حوار مع الإعلامى مفيد فوزى عن عمها قائلة: “الفنان زكى
رستمكان
إنسانا غير عادى وهو فنان حقيقى بمعنى الكلمة، ولكن الرئيس جمال
عبد الناصر أخذ
نصف ثروته بعد وفاته وبعد أن تخلى زكى
رستم عن
النصف الآخر من أجل الفن”.
عبد الناصر يحترم الأدباء والمفكرين
ووفقا لحديث المذيعة ليلى
رستم، فقد
كان الرئيس جمال عبد الناصر يحترم الأدباء والمثقفين وقد دشن لهم
يوما فى السنة للعلم والثقافة والفن، وأن عمها زكى رستم لم يكن له
أصدقاء، وعاش فى عمارة يعقوبيان وحده
بعد أن رفضت أمه أن يعيش معها لأنه كان يأتى إلى المنزل يوميا فى
الفجر، مما يؤثر ذلك على سمعة أخواته الفتيات.
البلياردو فى حياة زكى رستم
وبحسب شهادة ليلى
رستم،
فقد كان زكى
رستم يجد
حياته فى الفن والبلياردو ولم يتزوج.
لمشاهدة تصريحات ليلى رستم من هنا..
https://www.youtube.com/watch?v=6ZES9JqhAJc
الأربعاء 17 - 9 - 2014 00:00
قصة الجمهور الذى خلد زكى رستم وإستيفان روستى فى بورتريه
كتبت مها البدينى
تظل صورة الفنان متعلقة بعقول وقلوب الجماهير حتى بعد وفاته وتظل
طُرق ابتكار صور لهم دائمة من قِبل مُحبيهم، ولذلك فقد أبدع عدد من
جمهور ومحبى النجمين الكبيرين زكى رستم وإستيفان روستى فى رسم
برورتريه لكل منهما عبر القلم الرصاص باستخدام برامج الحاسب
الحديثة.
زكى رستم وإستيفان رستى
يُعرف الفنانان زكى
رستم وإستيفان
رستى بأشرار
السينما، وللشر ملامح وتقاسيم وأدوار وأداء تختلف من ممثل للآخر،
الممثل إستيفان
رستى الذى
ولد 7 إبريل عام 1891 ويُعرف بالشرير الأرستقراطى، أما زكى
رستم وهو
من مواليد 25 مارس عام 1903 فقد قام بأداء أدوار الشر وأتقن لحد
مدهش دور التاجر والباشا والأب البرجوازى والموظف البسيط أبو
البنات وهو رمز مهم من رموز السينما المصرية.
الثلاثاء 17 - 6 - 2014 15:30
شاهد “زكى رستم” فى ريعان شبابه بالبذلة الكاملة والمنديل!
كتب أحمد علوى
يعد الفنان القدير زكى رستم من أشهر نجوم الزمن الجميل، ويرى عدد
كبير من النقاد أنه أهم من وقف أمام الكاميرا العربية على الإطلاق،
وهو الأكثر موهبة بين قرنائه على امتداد عصور السينما.
رستم اشتهر بأدواره المختلفة التى يظهر من خلالها فى شخصية مفعمة
بالشر والحقد والكراهية وأخرى يبرز فيها طيبة شخصيته، وبذلك استطاع
الجمع بين كل المتناقضات أمام كاميرات المخرجين الذين فتنوا به قبل
أن يفتن بأدائه عامة الجمهور.
ومن أندر الصور للفنان الراحل زكى رستم تلك التى ظهر بها وهو فى
ريعان شبابه، حيث كان يرتدى “بذلته” الكاملة مع المنديل الأنيق، فى
مظهر يعطى انطباعا بأصوله الأرستقراطية.
ولد زكى رستم عام 1903م، وتوفى عام 1972 عن عمر يناهز 68 عاما. ومن
أبرز الأعمال التى قدمها فيلم “زينب” عام 1930 و”الضحايا” عام
1932م، أما آخر أفلامه فهو “أجازة صيف” عام 1967.
السبت 24 - 5 - 2014 18:30
مجلة “لايف” الأمريكية تمجد زكى رستم.. فما السبب؟!
كتبت بسنت جميل
“إنه
أعظم ممثل فى الشرق الأوسط”.. هكذا قالت مجلة “لايف” الأمريكية،
فترى ما السبب فى ذلك؟ وما الذى فعله الفنان العظيم زكى رستم ليدخل
بؤرة اهتمام الصحافة الأمريكية بهذا الشكل؟!
المؤرخ السينمائى العالمى المشهور، جورج سادول، شبه زكى رستم
بـ”أرسون ويلز” السينما المصرية، كما أكد أنه واحد من عظماء
التمثيل فى الشرق والغرب.
نال رستم شهرة ومجدا فوق العادة فى تاريخ السينما العربية، ووفقا
لكتاب “أبيض وأسود” للكاتب أشرف بيدس، فإن هذا بالتأكيد يرجع إلى
أنه لم يقبل العمل فى أدوار بغرض التواجد أو العيش.
بيدس اعتقد فى كتابه أن زكى رستم كانت حالته المادية على أحسن ما
يكون، بل إنه عمل فى بداياته دون أجر فقد كان يمارس الفن من باب
الهواية ليس إلا، ولم يصادف مرة أنه جسد شخصية غير مقتنع بها.
كان زكى رستم يقول دائما: “لا أمثل إلا الدور الذى يقنعنى، فأنا
وحدى أتحمل مسئولية أدوارى”.
ومن أشهر أعماله السينمائية “السوق السوداء” 1945 و”صراع فى
الوادى” عام 1954 و”أين عمرى” عام 1956 و”أنا وبناتى” عام 1961.
السبت 17 - 5 - 2014 15:30
زكى رستم.. اختار “العزوبية” فقتلته الوحدة
كتبت يمنى سعيد
الوحدة التى فرضها على نفسه منذ البداية كان لها تأثير كبير عليه
بعد ابتعاده عن الفن والتمثيل، فعانى كثيرًا حتى رحيله.
الفنان زكى رستم عاش وحيدًا على مدار حياته، ولم يتزوج على
الإطلاق. وقال عن ذلك، إنه كان كلما ذهب لخطبة فتاة جميلة، ومن
عائلة محترمة، يكتشف أن غيره سبقه وطلب يدها، وظل على هذه الحالة
لسنوات عديدة، ولم ينجح فى الفوز بإحدى الجميلات.
وبعد أن تقدم به العمر، بدأ يخشى من الزواج بسبب عدم لحاقه بتربية
أولاده، وأن يتركهم قبل الوصول لبر الأمان، ولكن الوحدة أثرت عليه
بالسلب، حتى بدأت حاسة السمع لديه تتراجع.
وعندما قدم آخر أفلامه “أجازة صيف” قام أحد الممثلين بالفيلم
بتعلية صوته كثيرًا حتى يسمعه رستم، وجاءت فنانة شابة أخرى سخرت
منه، ومن هنا قرر أن يبتعد عن الفن ويجلس فى بيته حفاظًا على
كرامته، خاصة أنه كان عزيز النفس، ومستقر ماديًا ولا يحتاج إلى
أموال التمثيل.
لكن الوحدة التى فرضها زكى رستم على نفسه منذ البداية، أثرت فيه
كثيرًا بعد الابتعاد عن الفن، فأصيب بكآبة الوحدة، وظل كذا حتى
رحيله يوم 15 فبراير 1972 عن عمر يناهز 68 عامًا.
الخميس 8 - 5 - 2014 20:10
سر رفض زكى رستم بطولة فيلم عالمى
!
كتبت بسنت جميل
عرضت شركة كولومبيا العالمية للإنتاج السينمائى على الفنان الراحل
زكى رستم (25 مارس 1903 – 15 فبراير 1972) بطولة فيلم عالمى لكنه
رفضه بشدة، فما سبب الرفض وما السر فى ذلك؟!
أجرت إحدى المجلات الفنية حوارا مع الفنان زكى رستم وسألته عن سر
رفضه لبطولة الفيلم العالمى الذى عرض عليه، فقال فى غضب شديد: “إن
من غير المعقول أن أشتغل فى فيلم يعادى العرب”.
برع زكى رستم فى تجسيد أدوار الشر فى السينما، وكان من أشهر أعماله
التى حققت له شهرة واسعة: “السوق السوداء” 1946، و”ياسمين” عام
1950، و”أولادى” عام 1951، و”بائعة الخبز” عام 1953، و”أين عمرى”
عام 1956، و”رصيف نمرة خمسة” عام 1956، و”امرأة فى الطريق” عام
1958، و”أنا وبناتى” عام 1962م. |