ملحمة "تحضير" ذئاب منغوليا
زكي بيضون
كيف تُمكن قراءة تكليف الحكومة الصينية مخرج "سبعة أعوام في
التيبت"، الفرنسي جان جاك أنّو، بإخراج فيلم ملحمي مستوحى من كتاب
صيني يعدّ الأكثر مبيعاً عن الصدمة الحضارية "المُهلوَدة" (نسبةً
إلى هوليوود) بين "الرجل الأبيض" الصيني وذئاب منغوليا، وذلك
بميزانية خيالية تقارب الأربعين مليون دولار؟
صار بوسع المرء أن يتساءل ما إذا كانت الخطوة التالية ستتمثل في
إقدام الحكومة الصينية بنفسها على تمويل الفيلم المقبل عن التيبت
المُهلوَد، فيفتتح ذلك فصلاً هزلياً جديداً في العلاقة المعقدة بين
الدالاي لاما، الذي عرف كيف يسوّق لنفسه ولمحافظته الانفصالية
بنجاح منقطع النظير في سوق الروحانيات الهوليوودي والغربي؛
والحكومة الصينية البراغماتية التي عرفت كيف تحجز حصتها في البيزنس
الروحاني الناشئ وتستثمر في السياحة الغربية المتدفقة إلى التيبت
المقموع.
نعود إلى فيلم جان جاك أنّو "الذئب الأخير"، المستوحى من كتاب
جيانغ رونغ "طوطم الذئب". تدور أحداث العمل في خضم الأزمة الشاملة
التي طبعت التاريخ الصيني الحديث وأُطلق عليها الاسم الإشكالي
"الثورة الثقافية". تقوم السلطات الثورية بإرسال مجموعة من الشباب
المتعلمين من بكين إلى مقاطعة منغوليا لتعليم البدو الرعاة المغول
لغة الماندرين وأساليب العيش "المتحضر". ويظهر لاحقاً أنهم البعثة
الأولى في حملة لاستيطان المقاطعة.
توكل إلى الطالب البكيني شين تسين وصديقه مهمة تلقين التحضّر إلى
قبيلة مغولية بدائية تتخذ من الذئب طوطماً. إلا أن العكس هو الذي
يحصل. يقع شين تسين في سحر الزعيم العجوز والحكيم الذي يتبنّاه
كابن له ويلقنه تقاليد ومعتقدات القبيلة التي تعيش منذ آلاف السنين
مع الذئاب والطبيعة في سلام ووئام طوباويين، وتتماهى معهما في
علاقة صوفية طوطمية. يتضح أن العلاقة الروحية التي تربط قبيلة
الرعاة بقبيلة الذئاب هي في الآن نفسه علاقة عضوية.
"لوهلة
يخال لنا أننا نرى الصينيين شقراً بعيون زرقاء"
يتعلم الرعاة من الذئاب فنون الصيد والحرب. وفي الشتاء، تدفع هذه
الأخيرة طرائدها إلى بحيرة متجلدة هي أشبه ببراد طبيعي يحفظ لحمها
من الفساد. يتقاسم الرعاة مخزون البحيرة مع الذئاب، لكن من دون أن
يأخذوا أكثر مما يلبي حاجتهم ويفيض عن حاجة الذئاب، ما يسمح لهم
بالصمود حتى الربيع.
يبدو الرعاة كذلك مهتمين بالتوازن البيئي، فهم لا يريدون أن تتكاثر
الغزلان بحيث تلتهم كل العشب في البرية ولا تترك شيئاً للقطيع، ولا
أن تتكاثر الذئاب بحيث تجوع وتهاجم القطيع. وفي النهاية، تكتمل
علاقة التصوف العضوي بين القبيلة والطبيعة عند الموت، فهم لا
يُدفنون، بل يمنحون لحمهم للبرية عرفاناً منهم بجميلها عليهم.
إلا أن هذا الوئام الطوباوي ينكسر حين تدفع السلطات إلى المقاطعة
بمستوطنين جدد مع آلات زراعية حديثة، يرافقهم ضابط شيوعي مكلّف
بالقضاء على الذئاب، "أعداء الثورة". هنا تبدأ حرب استنزاف طويلة
بين الفريقين.
يقوم الضابط باستنفاد مخزون البحيرة لتجويع الذئاب ويقتل أطفالها
وينشر الفخاخ للقضاء عليها، فترد هذه الأخيرة بعنف من خلال مهاجمة
قطعان المغول والمستوطنين. مع بدء عملية التطهير العرقي، يقبض شين
تسين على ذئب رضيع ويتبناه. حين تفهم السلطات أنها أساءت تقدير قوة
الذئاب، ترسل مليشيا مسلحة للقضاء عليها.
يجوب الصينيون البرية بالجيبات والكلاشنكوفات، يصطادون الذئاب
ويشعلون الحرائق لمحاصرتها في مشهدية ملحمية "أبوكاليبتية"، وحين
لا يبقى سوى زعيم الذئاب الكاريزماتي ذي العينين الخضراوين
والساحرتين، يقول الضابط لرجاله إنه يريده حياً، فتطارده الجيبات
لساعات طوال.
"مشهدية
ملحمية "أبوكاليبتية" لحملات قتل الذئاب وحرقها"
في النهاية، يتوقف الزعيم المنهك، يحدق في خصومه بنبل وعنفوان، ثم
يسقط ميتاً من شدة الإعياء. بالتوازي مع موت الزعيم الذئب، يموت
زعيم المغول بعد أن يقع في فخ نصبه المستوطنون للذئاب، في رمزية لا
يمكن للمرء أن يخطئ دلالتها. الذئب الأخير في الفيلم له ثلاثة
وجوه: زعيم الذئاب وزعيم المغول والذئب المدجّن الذي رباه شين تسين.
الأول والثاني يموتان معاً بعد أن عاشا متحدين بالعقد الطوطمي، ولا
يبقى سوى الثالث.
من المؤسف أن المحللين الفرنسيين اكتفوا بالنقل الببغائي عن الحملة
التسويقية للفيلم والحملة التسويقية للرواية التي سبقتها في
الإعلام الغربي، ولم تستوقفهم كثيراً واقعة أن الحكومة الصينية هي
التي موّلت هذا الفيلم الثوري! الفيلم لا ينتصر للمغول ولا يدين
الصينيين بالمطلق.
في مواضع عدة، يتم الثناء على إيجابيات التقنيات الحديثة، ومن حين
إلى آخر يسخر شين تسين المُتمَغوِل من خرافات المغول. موت الذئب
المغولي يظهر بالأحرى كقدر محتوم، وهذا الأخير يعرف أن زمانه ولّى،
بعد أن يقاتل حتى آخر نفس، هو يقبل مصيره بشجاعة وعنفوان، وينحني
الصينيون أمامه احتراماً.
من وقت إلى آخر، ثمة لقطات فلاش باك من أفلام رعاة البقر والهنود
الحمر، ولوهلة يخال لنا أننا نرى الصينيين شقراً بعيون زرقاء. لكن
المخيلة الهوليوودية هنا مؤطرة جيداً بالكادر الصيني.
يظهر الفيلم أن السلطات الصينية لا تريد إبادة البدو المغول بل
تدجينهم، وسور الصين العظيم، الذي لا ينفك يظهر في خلفية فيلم جان
جاك أنّو، يذكّر بفارق جوهري بين الحضارة الصينية والحضارة الغربية
التي لم تبن أسواراً بينها وبين العالم، كما لم تستطع أي أسوار أن
تقف في وجه جيوشها وغزواتها. لكن الفيلم يرينا أيضاً بوضوح أن
الصينيين "تغرّبوا" ولم يعودوا يختبئون خلف الأسوار.
"وهران للفيلم العربي": دورة على عجل
الجزائر ــ عبد الرزاق بوكبة
حين قررت وزيرة الثقافة الجزائرية الجديدة، نادية العبيدي، إلغاء
دورة العام الماضي من "مهرجان وهران للفيلم العربي"، خضع قرارها
لتأويلات مختلفة، منها أن الوزيرة، التي هي مخرجة أصلاً، خضعت
لضغوطات ثلّة من المثقفين المترفعين عن وجود منبر للسينما العربية،
في مشهد هواه فرنسي؛ منبر استطاع أن يُعيد الارتباط القوي بين
المشاهد الجزائري ومفردات الفيلم القادم من المشرق، خصوصاً في
الفترة التي تولّى حمراوي حبيب شوقي فيها إدارة المهرجان.
العبيدي قالت يومها إنها هدفت بقرار إلغاء الدورة إلى تخليص
المهرجان من "الأذرع المكسورة"، وإعادته إلى السكة التي رُسمت له
منذ تأسيسه عام 2007، أي تثمين الإبداع السينمائي العربي، وخلق
مناخ صحي لعمل عربي مشترك في هذا الإطار.
يقول محمد علال، عضو اللجنة الفنية في الإدارة الجديدة، إن ثمة
هدفين سيتحققان في دورة حزيران/ يونيو المقبلة، من خلال جملة من
الإجراءات: تثبيت المهرجان في هذا التوقيت الذي يتزامن مع نهاية
"مهرجان كان"، والانفتاح على الكفاءات الشابة التي تملك اطلاعاً
مباشراً على جديد الفيلم العربي.
إدارة المهرجان فتحت باب الترشح أمام السينمائيين العرب، في ظل
مخاوف من عزوفهم عن ذلك، نظراً إلى العودة المفاجئة للمهرجان وضيق
الوقت المتبقي لانعقاده بعد أن كان موعده في شهر أكتوبر/ تشرين
الأول. ولعل هذا ما يفسّر رفع القيمة المالية للجوائز كإحدى
الإغراءات للمشاركة في دورته المقبلة.
كما تراهن الإدارة الجديدة على مصداقية لجنة التحكيم التي أثار
تعيين بعض وجوهها جدلاً إعلامياً في الدورات السابقة، وهو المعطى
الذي يتم التكتم عليه بشدة، غير أن بعض التسريبات تشير إلى أن
اللجنة ستضم، إلى جانب سينمائيين جزائريين وعرب، وجوهاً من أوروبا،
مع الإبقاء على مجالات المنافسة نفسها، أي "جائزة الفيلم الطويل"
و"جائزة الفيلم القصير" و"جائزة الفيلم الوثائقي" و"جائزة الإعلام
السينمائي".
وعلمت "العربي الجديد" بأن الدورة ستكرّم كلاً من سيدة الشاشة
العربية، فاتن حمامة، التي رحلت في منتصف كانون الثاني/ يناير
الماضي، نظراً إلى حضورها المتميّز في المخيال السينمائي العربي
عبر أفلامها التي رافقت أحلام عدة أجيال عربية، والكاتبة الراحلة
آسيا جبار، التي أخرجت عدة أفلام احتفت فيها بنضالات المرأة
الجزائرية، منها "نوبة نساء جبل شنوة"، (1978)، كما سيُكرَّم
المخرج الأخضر حامينة عن فيلمه "وقائع سنين الجمر"، تزامناً مع عيد
ميلاده الخامس والثمانين.
من جديد الدورة أيضاً ملتقى الرواية والسينما، إذ سيقارب باحثون
جزائريون وعرب الأسئلة المتعلقة بعلاقة السينما بفن الرواية،
والسياقات الموضوعية التي جعلت الرواية العربية بعيدة عن الشاشة،
كما سيتم الاستماع إلى تجارب روائية اندرجت في هذا الإطار، مثل
جمال الغيطاني من مصر، ورشيد بوجدرة، من الجزائر.
"سيماتك": السينما المستقلّة تتنفّس
أحمد ندا
ظلت السينما المستقلة أو البديلة في مصر، طوال الخمسة عشر عاماً
الماضية، شوكة في حلق المنتجين. كثيرٌ منهم تعاملوا معها باعتبارها
ابناً غير شرعي للسينما، لمجرد أنها خرجت بعيداً عن عباءتهم.
وطوال تلك الفترة، كانت هناك مجموعة من السينمائيين الشباب، أصرّوا
على السباحة ضد التيار، بحثاً عن شكل مغاير للسينما المعتادة، رغم
أن ظهور أفلام بميزانيات ضئيلة جدّاً لم يكن أمراً هيناً، وسط
حيتان السينما ودور العرض.
كانت السينما المستقلة مجرّد مصطلح ومعلومة غامضة لا تؤثر في
الواقع السينمائي المصري. في المقابل، كانت هناك أشبه بمعركة باردة
بين مؤسسة الدولة المتمثلة في وزارة الثقافة وكيانات الإنتاج
السينمائي الكبرى.
لذلك، في وسط العاصمة، حيث مركز النشاطات الثقافية والفنية، يطلّ "سيماتك"
أو "مركز الفيلم البديل"، المكان الذي يحاول أن يدعم السينما
البديلة أو المستقلة، ويساعدها لكي تصل لمساحة أكبر من الجمهور.
السينما المستقلة ذلك النوع من السينما لا يشاهده إلا فئة قليلة
ممن يهتمون بها، وبالتالي تكون بعيدة عن الجمهور العادي، كما صرّح
المصور والمخرج ماجد نادر أحد العاملين في المركز.. مشروع سيماتك
يسعى إلى خلق مساحة جديدة للسينما المستقلة، يأتي الهدف منها في
تربية الجمهور على كيفية مشاهدة هذه النوعية من الأفلام.
المكان به صالة عرض صغيرة وقاعتين متعددين الأغراض، تستخدم هذه
المساحة لعمل ورش - آخرها ورشة النقد السينمائي المقامة في الوقت
الحالي- أو لعمل بروفات أو مقابلات مع فريق العمل بأجر رمزي.
وهناك أيضاً كافيتريا للسينمائيين يلتقون بها، ويتحدثون فيها عن
السينما، ومكتبة للأفلام والكتب، ومعمل لتحميض أفلام 16 و18 مللي.
أسس هذه المساحة للسينما المستقلة المخرج تامر السعيد والممثل خالد
عبد الله، لمحاولة خلق بنية تحتية ومساحة لتنفس الفيلم المستقل
خارج دهاليز الدولة وكهنوتها، وبعيداً كذلك عن طاحونة القطاع الخاص
التي تحتفي بنوعية محددة من الأفلام ذات الإيرادات العالية، دونما
اعتبار للجودة الفنية.
ما زالت أليس: عندما تصبح الذاكرة آلة الفقدان
سليمان الحقيوي
رُشّحت جوليان مور لجائزة الأوسكار عن أربعة أعمال سابقة شاركت
فيها بين عامَي 1997 و2002، من دون أن تنال هذه الجائزة. وقد
حصدتها أخيراً عن دورها الجديد في فيلم "ما زالت أليس" أو "ستيل
أليس"، علماً أنها لم ترتح لهذا العمل عندما اطّلعت على السيناريو
في البداية.
ثمة سؤال يتكرر طوال مدة الشريط ويخالف دلالة عنوانه: هل ما تزال
أليس موجودة؟ إذ يروي العمل قصة أليس هولاند، الأستاذة الجامعية
وإحدى أهم علماء اللغويات في العالم، التي ستلاحظ في البداية عدم
قدرتها على تذكّر بعض الكلمات في موضوع تخصّصها، أثناء إلقاء
محاضرة، قبل أن تنسى طريق عودتها إلى منزلها بعد ممارستها للركض.
وبعد مقابلة الطبيب وإجراء فحوصات كثيرة، يؤكّد لها الأخير أنها
مصابة بنوعٍ نادر من الزهايمر المبكر، فينقلب عالم أليس، السيدة
التي كان يشار إليها بالعالمة الذكية، وتصبح مهددة بفقدان كل شيء
تحتفظ به في ذاكرتها، بما في ذلك أسرتها وعملها.
وبسرعة، تحاول أليس أن تثبت لنفسها أنها لا تزال موجودة من خلال
تنشيط قدرتها على التذكّر، فتكتب لائحة أسئلة على هاتفها، وتحاول
أن تجيب عنها بشكل يومي، مهددةً نفسها، في حال الفشل في الإجابة عن
أحدها، بأخذ جرعة كبيرة وقاتلة من الأقراص الطبية تنهي بها حياتها،
فما معنى الحياة من دون تذكّر تفاصيلها.
على أي حال، هذا ما سيذكّرها به الفيديو الذي صورته بنفسها ودأبت
على مشاهدته؛ إذ ستفشل أليس في الإجابة عن أسئلتها المعتادة، بل
ستفشل في التعرّف إلى إحدى بناتها. وفي أحد المشاهد المؤثرة في
الفيلم، ستنسى حتى طريق الحمام! ومع ذلك، ستخوض حرباً مع هذا
المرض، وتجد دعماً كبيراً من أسرتها، خصوصاً من زوجها جون هولاند
(أليك بالدوين).
"يختلف
عن أفلام الأمراض الجسدية أو النفسية المعتادة "
حياة المصاب بالزهايمر داخل مجتمعه، هي الجوانب التي يعمل الفيلم
على التدقيق في تفاصيلها، وكذلك نظرة الناس إليه. فأليس لن تطيق أن
ينظر إليها الناس نظرة الشفقة بعد أن يتمكّن منها المرض. وستختزل
علاقتها بالمرض في كلمتها الأخيرة التي ستلقيها في لقاء حول مرض
الزهايمر، وتشكّل اللحظة أو المشهد الذي سيبكي حتماً كل من يشاهد
الفيلم، وربما هو المشهد الذي جلب النجاح لـ"ستيل أليس"، وجائزة
الأوسكار لمور.
الأكيد هو أن مور قدّمت في هذا العمل أحد أهم أدوارها، إذ يختلف
الفيلم عن قصص الأمراض الجسدية أو النفسية المعتادة، لأن أحداثه
تدور عن مصابة بالزهايمر تروي قصتها بنفسها، وبالتالي فهي ليست
شخصية جانبية بل مركزية، لا تغيب عن أي مشهد من مشاهد الفيلم
تقريباً، وبالتالي، تبقى في مواجهة الكاميرا طوال مئة دقيقة،
وترتبط جميع الأحداث بما تقوم به أو بما تقوله.
ولأداء دورها، لم تعتمد مور على موهبتها فقط، بل تواصلت مع العديد
من المصابين بهذا المرض وتقرّبت منهم، الأمر الذي سمح لها بملاحظة
أن أغلب المرضى يحتفظون بملامح شخصيتهم، على الرغم من عدم قدرتهم
على التذكّر، وهو ما ساعدها على تقديم دورٍ مخالفٍ لما يعرفه الناس
عن هذا المرض بأنه فقدان كلّي للذاكرة فقط.
"ستيل أليس" هو فيلم مستقل لكل من واش ويستمورلاند وريتشارد غلاتزر
(توفي قبل عشرة أيام بعد صراعه مع مرض ضمور الأعصاب) اللذين
اقتبساه عن رواية تحمل العنوان نفسه للكاتبة ليزا جينوفا وصدرت عام
2007، وقد واجه مصاعب كثيرة لدى انطلاقته، إذا عُرض محلياً في
"مهرجان تورنتو السينمائي الدولي"، ولم يكن أحد يعرف مصير تسويقه،
قبل أن تشتري شركة "سوني بيكتشر" حقوق توزيعه ويكرّس بعد ذلك
كرائعة سينماتوغرافية. |