«لا
تزال أليس» في أداء استثنائي لجوليان مور…
معنى أن تكون الذاكرةُ «حياة وسط الفراغ»
سليم البيك - باريس ـ «القدس العربي»:
نحن هنا أمام فيلم تدور حكايته وأدوار الشخصيّات فيه حول شخصيّة
واحدة، لا أحداث في الفيلم، لا تفاعل أساسي بين شخصيّاته وبين عالم
خارجي، خارج البيت العائلي للشخصيّات، وهم هنا أفراد أسرة صغيرة.
الفيلم كلّه إذن يدور حول أليس هولاند (جوليان مور)، والحاصل مع
أليس ليس عاملا خارجيا، بل داخلي، مرض الزهايمر الذي يصيبها، على
هذا الأساس تتطوّر حكاية الفيلم، تبعاً لتطوّر حكاية أليس ذاتها،
وعلى هذا الأساس كذلك تتصرّف باقي الشخصيّات الأساسية في الفيلم،
وهي في معظمها ردود أفعال تخصّ بشكل مباشر مرض أليس في ذاكرتها.
كما أن حكاية الفيلم تدور حول شخصيّة أليس، فالفيلم ذاته يُبنى
نجاحه على أداء جوليان مور لدور أليس، لباقي الممثلين أدوار مساندة
لمور، قد تنحصر في ردود الأفعال تجاه ما تقوله أو تفعله أليس،
وكوننا كما سبق وذكرت لسنا أمام حبكة دراميّة هنا، بل أمام سرد
لتطوّر المرض لدى أليس، فالفيلم هو بطلتُه، وقد نالت مور عن دورها
هذا جوائز الأوسكار والغولدن غلوب الأمريكيّتين عن أفضل ممثلة،
وجائزة البافتا البريطانية عن الفئة ذاتها. وأخذاً بعين الاعتبار
أن المتعة الممتدة على طول الفيلم يعود فضلها لأداء مور، وتحديداً
في ما يخصّ تطوّر المرض وانعاكسه على صاحبته، لن يكون مستغرباً
نيلها جوائز كهذه.
تبدو أليس في بداية الفيلم امرأة تعيش حياة مثالية على كافة الصعد،
إنها أم لثلاثة أبناء وزوجة لرجل ناجح مهنياً ومخلص عائلياً (أليك
بالدوين)، مكرّسة كأستاذة لغويّات في جامعة كولومبيا، مؤلفة لكتاب
دخل المناهج الجامعية هو «من الخلايا العصبيّة إلى الأسماء»، في
الخمسين من عمرها، جميلة وأنيقة، تنام وتأكل وتمارس الرياضة بشكل
منتظم. في بداية الفيلم تعرف من الطبيب أنّها مصابة بنوع خاص من
مرض الزهايمر يصيب الإنسان في عمر مبكّر، وهو كذلك وراثي أتاها من
والدها وقد تمرّره لأبنائها، وهو في حالة المرضى أصحاب المستوى
التعليمي العالي يتطوّر بشكل أسرع.
نلمس هذه السرعة من خلال حياة أليس التي تبدأ بنسيان كلمات أساسية
في محاضراتها، ستنسى كلمة في أساس علم اللغويات الذي تدرّسه وهي
كلمة معجم (lexicon)
في محاضرة لها، لاحقاً ستبدأ بنسيان أسماء أبنائها وتفاصيل عدّة
تحتل الحياة اليوميّة تخص الأمكنة والأسماء والأرقام والأحداث. في
النصف الثاني من الفيلم تصير الحالة أكثر تدهوراً، تنقلب الشخصيّة
الواثقة لأستاذة الجامعة إلى امرأة ما تزال تحتفظ بجمالها إنّما
بتصرّفات سيّدة في التسعين من عمرها، بما يتطلّبه ذلك من رعاية
عائلية ومراعاة لما يصدر عنها من سلوك وأحاديث.
ولأنّ «الكمال» في حياة أليس كان مبعثه قبل مرضها الأسرة والعمل،
وكانا أساس حياتها، فقد سجّلت في المراحل الأولى من مرضها فيديو
تخاطب فيه نفسها بأنّها أليس وأنّها في حال نسيت إجابات الأسئلة
التي ستمارس رياضة الإجابة عليها كلّ صباح، أسئلة تخص عنوان البيت
وتاريخ ميلادها وغيرها، إنّها إن نسيتها عليها أن تذهب إلى حيث
يرشدها الفيديو، ستتناول جرعات زائدة من حبوب تودي بحياتها.
فبتدهور حالتها المرضيّة إلى درجة تنسى فيها تاريخ ولادتها، لا ترى
الزوجة/الأم/المدرّسة المتميّزة أي لزوم لبقائها من دون أسرتها
وعملها. وفي حديث مع زوجها جون ستصرّح أليس بتمنّيها بأن لو كان
المرض سرطاناً لا الزهايمر، فلا يجرّ معه أي شعور بالخجل أو الحرج
وفقدان للحياة الاجتماعية.
أتى عنوان الفيلم (Still
Alice)
من كلمة لأليس ألقتها أمام مرضى آخرين بالزهايمر، قالت فيها بأنها
«ما تزال حيّة»، في مزج بين
Still Alice
و
Still Alive
بفارق حرف بين العبارتيْن، وما سبق ووُرد في هذه الأسطر يشير لمدى
العلاقة بين الزهايمر كمرض يقضي على ذاكرة الإنسان، وجدوى حياة
أليس بعد فقدانها لذاكرتها وما يجرّه ذلك عليها من فقدان لعملها
وعائلتها وشخصيّتها ومعرفتها.
حاولت أليس جاهدة إتقان «فن الفقدان» كما قالت في إشارة لما كتبته
الشاعرة الأمريكيّة إليزابيث بيشوب عن النسيان، لكن الاجتياح
السريع لهذا الفقدان حال دون إتقانه أو التحكّم به أو إبطائه،
ستستسلم أخيراً من دون أن تملك خياراً آخر، وهو استسلام يحمل
تفسيرات عدّة أتركها للقارئ/المُشاهد.
الفيلم المأخوذ عن رواية بالاسم ذاته كتب السيناريو له وأخرجه كل
من ريتشارد غلاتزر ووش ويستمورلاند، من دون أن يحقّقا فيه،
ككاتبيْن ومخرجيْن، امتيازاً يُذكر، وكان العرض الأوّل له في دورة
العام السابق من مهرجان تورونتو السينمائي. أمّا جوليان مور، التي
شاهدناها العام الماضي في فيلم ممتاز هو «خرائط إلى النجوم» ونالت
عنه جائزة أفضل ممثلة في مهرجان كان السينمائي، فيكفي أداؤها
مبرّرا للمُشاهدة.
وزارة
الثقافة المصرية تعلق أزمة السينما في رقبة السبكي
كمال القاضي - القاهرة ـ «القدس العربي»:
جاء تصريح وزير الثقافة عبد الواحد النبوي بشأن استعداد الوزارة
للتعاون مع مؤسسة السبكي في دورات الإنتاج المقبلة لإنقاذ صناعة
السينما، صادما لبعض النقاد، حيث رأوا ذلك متناقضا مع صيحات الرفض
للأفلام التجارية التي يتهم السبكي بالترويج لها، ويبدو أن الوزير
اطلع على ملف أزمة السينما، الذي وضع على مكتبه ضمن الملفات
الثقافية العاجلة، ورأى أن الخروج من هذه الأزمة لا يتم إلا
بالاندماج الاقتصادي مع مؤسسة إنتاجية ناجحة، ولم يأخذ حذره لتجنب
ردود الأفعال.
في اعتقادي أن الشق المتعلق بإنقاذ الصناعة في قرار عبد الواحد مهم
إلى حد كبير، حيث التفكير الموضوعي لحل الأزمة يحتم النظر في هذا
الاتجاه، لا سيما إذا كانت من بين أفلام السبكي نوعيات غير مختلف
عليها، شكلا وموضوعا، مثل «كبارية» و»الفرح» و»ساعة ونص»، أما الشق
الأدبي من القرار، وهو مصدر الاحتجاج لأسباب تتعلق بمنهجية السبكي
في إنتاج أفلام تجارية، دون المستوى، فهذه هي القضية التي يجب أن
تكون محل دراسة قبل أن يتم تنفيذ أي مشروع مشترك بين الطرفين.
الطريف أن تصريح الوزير لم يزد عن كونه فكرة فتح الملفات القديمة
بكل تفاصيلها، وإعادتنا مرة أخرى لطرح قضية العري وحدود المسموع
والممنوع في حرية الإبداع، حتى بعد القرار الأخير، الذي رفع الحظر
عن أي فيلم بدور العرض والاكتفاء بوضع لافتة للكبار فقط، لو رأت
الرقابة أنه غير ملائم لجمهور الشباب تحت سن 18 سنة.
فالجرأة التي ترد في بعض الأفلام من تصوير مشاهد تحمل بعض الإثارة،
يراها كثيرون من جمهور السينما المحافظ خروجا عن النسق الاجتماعي،
وتكريسا لظاهرة غير أخلاقية تفرض وجودها بالتساهل والتفريط، كان
آخر ما شهدته الساحة الفنية من خلافات في هذا الصدد ما أثير حول
فيلم «حلاوة روح» وما نسبب إليه من انتهاكات لبراءة الأطفال
باستغلالهم في القيام بأدوار أكبر من أعمارهم وإدراكهم، وعلى أثر
هذه الأزمة عرض الفيلم بقرار رئيس الوزراء تجاوبا مع موجة الرفض،
ومن ثم تقلصت فرصته في حصد الأرباح المأمولة من شباك التذاكر حتى
بعد استئناف عرضه للمرة الثانية، قبل بيعه للقنوات الفضائية ونشره
على أوسع نطاق.
فيلم «حلاوة روح» لا يمثل ظاهرة جديدة، فعلى مدى تاريخ السينما
المصرية تكررت الحالات نفسها، فكثيرا ما سمحت الرقابة بعرض أفلام
اعترض عليها الجمهور وقليل ما تم منع أفلام أيدها محبو السينما
والمثقفون وحدث فيها العكس.
القضية إذن لا تتصل فقط بالقرار الرقابي أو السيادية، وإنما الذوق
العام هو ما يحسم المعارك بين صناع السينما والمشاهدين، وقد تصدر
قرارات رسمية تعيق التواصل الطبيعي بينهما، ولكن ليس هذا هو
الموضوع والأمثلة كثيرة في المضمار ذاته، فهناك أفلام مثل «حمام
الملاطيلي» و»المذنبون» و»درب الهوى» و»خمسة باب» و»أرجوك أعطني
هذا الدواء»، عرضت في مراحل الزخم السينمائي وفترات الرواج الفني
وجرت لها محاكمات جماهيرية بعيدا عن التقييم الرقابي.
ورغم ان الجو العام كان مشجعا على الإبداع وداعما للسينما على وجه
الخصوص، إلا أن ذلك لم يمنع بعض الناس من الاحتجاج والرفض، وبالفعل
كان لهذه الآراء تأثيرها الجمعي، ما أدى إلى منع الأفلام محل
الخلاف ومن أشهرها، «درب الهوى» و»خمسة باب». وهذان الفيلمان عرضا
لعدة أيام فقط ومنعا في موسم واحد، إذ تعرضا لموجات الرفض التي
قادتها بعض الصحف حفاظا على السلامة الأخلاقية للمجتمع.
بالمنطق نفسه لم تنج السينما من المسؤولية فقد واجهتها في السنوات
الأخيرة تهمة الترويج للإباحية في أفلام مثل، «حين ميسرة» و»دكان
شحاتة» و»كلمني كشرا»، والثلاثة لمخرج واحد هو خالد يوسف الذي
ناصبه البعض العداء لأنه خرج عن النسق المحافظ وعرض بصراحة الصورة
الواقعية للمجتمع، كما تصورها، ولهذا لم يسلم من ألسنة الهجائين
وما زال رهن التشكيك والمزايدة هو مع آخرين رفضوا فكرة أن يكون
الفن مثاليا إلى الحد الذي يخالف الواقع والحقيقة.
الدائرة الخطرة هي ذاتها التي دخلها فيلم «حلاوة روح» فاحدث زلزالا
بين فريق يرفض الوصاية على الإبداع ويرى في قرار رئيس الوزراء
عدوانا على الحريات العامة ويجرم المبادرة التي قام بها المجلس
الأعلى للطفولة والأمومة، أو على الذي يراها خطوة رجعية في إطار
التذرع بالأسباب الواهية لتقييد حرية الفن لمجرد أن طفلا لعب دورا
في الفيلم لم تتجاوب مع ذائقة أعضاء المجلس. الفريق الثاني وهو
فريق المدافعين عن مبادئ الفكر والإبداع والابتكار، يعتبر أن صدور
قرار من هذا النوع وبهذه الآلية من غير جهة الاختصاص المباشرة، يعد
مقتلا لمفهوم الديمقراطية وحرية التعبير، استنادا لوجود جهاز رقابي
يتصل عمله بهذه القضية، كان ينبغي ان يتم الرجوع إليه أولا قبل
صدور قرار وقف الفيلم، خاصة أن الرقابة هي من أجازت عرضه بوصفه
مصنفا فنيا ومرخصا ويحمل توقيعات لجنة المشاهدة والمدير العام، وهي
الملابسات نفسها التي دفعت المدير العام أحمد عواض لتقديم استقالته
احتجاجا على ما حدث.
القراءة المنطقية لكل ما جرى وفق السياقات العامة، أن الحكومة لجأت
إلى استخدام سلطاتها لوقف عرض الفيلم، بعد بلاغ المجلس الأعلى
للطفولة والأمومة لدرء الشبهات وتجنب الاتهام بأنها تمنح الحرية
الإبداعية لمن لا يحسن استخدامها، وبذلك تفتح مجالا لنقدها في هذا
الخصوص، وهي في غنى عنه.
وفي تقديري الشخصي ومن وجهه نظري المتواضعة أن ثمة خطأ وقعت فيه
الحكومة باتخاذها القرار، حيث الإبقاء على الفيلم في دور العرض تحت
لافتة للكبار فقط، لم يكن يسفر إلا عن المقاطعة لو كان حقا مسفا
وغير أخلاقي، وهو العقاب الاعتيادي الذي واجهته أفلام كثيرة قبل
ذلك، رأى الجمهور بإحساسه الفطري النقي أنها تؤذي مشاعره ولا تضيف
إليه شيئا على المستوى الذهني والوجداني.
القليل جدا من الأفلام التي تمتعت بقدر من الحرية التعبيرية هو
الذي نجا من العقوبة الجماعية بهجرة شباك التذاكر، ولعل الأشهر من
بين هذه الأفلام «خلي بالك من زوزو» و»أبي فوق الشجرة» والشفاعة
هنا لم تكن للفيلمين وإنما كانت للنجمين الكبيرين عبد الحليم حافظ
وسعاد حسني لما يتمتعان به من مكانة خاصة جدا لا يباريهما فيها
أحد، وإن كان حليم ونادية لطفي قد نالهما جانبا من السخرية لزيادة
عدد القبلات في الفيلم، التي بنيت عليها الدعاية من باب زيادة
الإيرادات.
يظل البعد الأخر الفارق في عملية المقارنة بين مرحلتين مختلفتين من
عمر السينما المصرية، وهو البعد الديني للمرحلة الحالية، الذي خلق
هاجسا عاما من أن تترتب بعض المخاطر من إطلاق الحرية الإبداعية
وانفراج زاويتها بشكل يفهم أنه انهيار لمنظومة القيم والأخلاق
وانحدار بالمجتمع إلى حافة الهاوية فمن سوء الطالع أن الفن وما
يقدمه من انعكاسات اجتماعية يرتبط في أذهان المعادين له بالفسق
والفجور وهي أحكام لو صحت تستلزم الجلد أو الرجم.
هذا ما أدى إلى تحويل الخلاف على فيلم، أيا كان مستواه الفني،
لقضية رأي عام تستوجب تدخل السلطة السياسية بجلالة قدرها، لفض
الاشتباك، فترضي فريقا وتغضب آخر، ويظل الأمر معلقا من دون حسم
حقيقي بين المسموح والممنوع، طالما تعددت في الإبداع وجهات النظر.
ياسمين
رئيس تحصد جائزة أحسن ممثلة في مهرجان طريق الحرير السينمائي
القاهرة – «القدس العربي» :
أعلن مهرجان طريق الحرير السينمائي والذي يقام في مدينة في دبلن
عاصمة أيرلندا، جوائزه لتفوز الفنانة ياسمين رئيس بجائزة أفضل
ممثلة عن أدائها لشخصية هيام في فيلم «فتاة المصنع»، وهي الجائزة
الخامسة التي تحصل عليها لهذا الدور.
ويسعى مهرجان طريق الحرير السينمائي إلى جذب التجارب السينمائية من
الدول التي كان يمر بها طريق الحرير القديم ليربط تجارياً وثقافياً
بين آسيا، الشرق الأوسط، إفريقيا، البحر المتوسط وأوروبا.
وفي فتاة المصنع، قام بقيادة العمل المخرج الكبير محمد خان، من
خلال سيناريو ألفته وسام سليمان، وببطولة ياسمين رئيس، هاني عادل،
سلوى خطاب، سلوى محمد علي وابتهال الصريطي، مع مجموعة كبيرة من
الوجوه الجديدة، ومن إنتاج شركة داي دريم للإنتاج الفني التي أسسها
المخرج والمنتج محمد سمير، وقامت بتوزيعه في العالم العربي شركة
MAD Solutions
التي تولت أيضاً مهام التسويق بأنحاء العالم.
وتدور أحداث الفيلم حول هيام، وهي فتاة في الواحد والعشرين ربيعاً،
تعمل كغيرها من بنات حيها الفقير في مصنع ملابس، تتفتح روحها
ومشاعرها بانجذابها لتجربة حب تعيشها كرحلة ومغامرة بدون أن تدري
أنها تقف وحيدة أمام مجتمع يخاف من الحب ويخبئ رأسه في رمال
تقاليده البالية والقاسية.
وإضافة إلى ترشيح «فتاة المصنع» لتمثيل السينما المصرية في النسخة
الـ 87 من جوائز الأوسكار ضمن فئة أفضل فيلم ناطق بلغة أجنبية، فقد
جمع الفيلم 15 جائزة سينمائية من أنحاء العالم، بداية من مهرجان
دبي السينمائي الدولي في ديسمبر / كانون الأول 2013 الذي شهد عرضه
العالمي الأول ضمن مسابقة المهر العربي للأفلام الروائية الطويلة،
حيث نال الفيلم جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما (فيبريسكي)
للأفلام العربية الروائية الطويلة، بالإضافة إلى فوز بطلته ياسمين
رئيس بـجائزة أفضل ممثلة. ثم حصل الفيلم في يوليو / تموز 2014 على
شهادة تقدير خاصة من مهرجان «ميد فيلم» في روما، حيث كان «فتاة
المصنع» هو فيلم افتتاح المهرجان.
كما فازت بطلة الفيلم ياسمين رئيس بـجائزة أفضل ممثلة في مهرجان
مالمو للسينما العربية في السويد، وحصلت مؤلفته وسام سليمان على
جائزة أفضل سيناريو من المهرجان الدولي لفيلم المرأة في سلا في
المغرب.
أشرف
عبد الباقي: خلال العشر سنوات الأخيرة شاهدت من يخرب المجتمع بالفن
اعتبر الحنين إلى الماضي جميلا «لكن ليس علي حساب الواقع»
محمد عاطف - القاهرة – «القدس العربي»:
أكد النجم أشرف عبد الباقي ان زيارته الأخيرة لدولة الكويت بفـرقة
مسـرحية « تيـاترو مصـر» هي أول تواجد لهم بالخـارج وهي الزيارة
الثانية لأشرف إلى دولة الكويت منذ سفـره أول مرة عـندما شـارك
كوجـه جديد بمسرحية «خشب الورد» في موسم 88/ 1989.
عن الزيارة قال أشرف: عرضنا 4 أيام هناك والجالية المصرية لديها
تعطش للمسرح المصري بشكل كبير ولديهم استعداد قوي للضحك.
أضاف: نجاح عروضنا بالكويت شجعنا على التفكير في السفر للخارج
ولدينا عرض من الجالية العربية في أمريكا. أوضح أشرف أن حبه الشديد
للمسرح وراء حماسه لفرقة تياترو مصر رغم المخاطرة التي يتعرض لها
الفنان وهو يحب التجريب دائما.
ويقول: هذا التوقيت نري هدم من البعض وفكرت في عمل البديل وهو
البناء من خلال عملي لأن كل شخص يستطيع حب عمله والبناء من خلاله.
سألنا أشرف: كيف ترى الفن بعد الثورة وهل يسير في اتجاه السطحية أم
القوة والنضوج، فرد: التعميم يظلم لكن قبل 25 يناير كانت هناك
أعمال كانت تمهد للهدم اعتمادا على التراكمات لدي المتفرج.
أضاف: مثلا الأخلاق هل هدمها يفيدنا بالطبع لا وعدم احترام الكبير
أيضا يضر ولا يفيد وعندما أرى في عمل فني طريقة حوار الابن مع
الآباء سوف تدخل عقل المشاهد مرة وراء مرة أخرى ووصل الأمر إلى
إطلاق حوارات بذيئة عن الآداب العامة وهناك نساء يدافعن عن هذا
الأسلوب للأسف الشديد.
شاهد أشرف عبد الباقي على مدار عشرة سنوات أعمال تهدف إلى هدم
أشياء مهمة داخل مجتمعنا وهو مقصود بهذا التخريب عن فريق أعمال
فنية.
قال: احد المخرجين يتعمد إظهار السلبيات فقط بأعماله ويقدم الشوارع
المليئة بالقمامة ومياه المجاري ويبتعد تماما عن الشوارع النظيفة
لإيهام الناس أن مصر هكذا غير نظيفة.
أضاف: عملت مع المخرج السوداني في مصر سعيد حامد ثلاثة أفلام وجدته
يرش الشوارع بالمياه لنظافتها قبل التصوير ويرفض أي تلوث للصورة
السينمائية.
أشار إلي أن بلدا مثل أمريكا تصدر إلينا القوة الأمريكية بأفلامها.
يؤكد أشرف أن تعمد البعض لإظهار صورة سيئة عن حياتنا بأفلامنا أدي
إلى زيادة حنين المشاهد للأفلام القديمة خاصة الأبيض والأسود.
ويقول: جميل الحنين للماضي وكن لا يكون على حساب الواقع وأحيانا
تصبح ظاهرة مرضية.
حول ظهور الكوميديا مصاحبة بالإسفاف والابتذال لدي البعض يعلق أشرف
قائلا: هذا أعجز من الفنان الذي يعمل على الإضحاك بإسفاف ولهذا
فرقتي تبتعد عن الدين والجنس في الإضحاك.
معدات
سينمائية عالمية «صُنعت في فلسطين»
الخليل (رام الله) – من قيس أبو سمرة:
في ورشة متواضعة لا تتعدى مساحته الثلاثين متر مربعا، ينتج الشاب
الفلسطيني نضال الكرنز معدات سينمائية يقول إنها تنافس العالمية من
حيث الدقة، طامحا أن تصل منتجاته إلى كل صناع السينما في العالم،
تحت اسم «Made
in Palestine»
(صنع في فلسطين).
الكرنز (35 عاما)، المولع بالتصوير، افتتح ورشته بجهود ذاتية، دون
أي دعم حكومي أو غير حكومي، قبل خمس سنوات في أحد أزقة مخيم العروب
للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية.
الشاب، الذي درس الإعلام في جامعة الخليل (غير حكومية) وأنتج عدة
أفلام وثائقية، يقول إنه «من بين بيوت الصفيح وأزقة المخيم
والمعاناة نصنع الإبداع».
وعن فكرة ورشته يوضح: «جائتني الفكرة قبل خمس سنوات عند إنتاجي أول
فيلم وثائقي (اسمه «العقدة» ويحكي عن معاناة اللاجئين
الفلسطينيين).. لم أجد في فلسطين معدات سينمائية ضمن المواصفات
المطلوبة، واقتنائها أو استئجارها من الشركات الإسرائيلية باهظ
الثمن».
ويمضي قائلا: «من هنا كانت البداية، حيث بدأت في صناعة أول جهاز
ويسمى (ستدي كام)، واستمر العمل في إنتاجه نحو أربعة شهور، وحاز
على الجودة بعد فحصه من قبل خبراء».
والـ«ستدي كام» هو حامل كاميرا يتم تثبيته على جسد المصور ويستخدم
للتصوير المتحرك.
ويقول الشاب الفلسطيني: «أزعم أن مشروعي المتواضع أحد أهم المشاريع
في الشرق الأوسط، حيث إن صناعة السينما والإنتاج التلفزيوني
والسينمائي من أهم الصناعات العالمية، وهي صناعة تخترق عالم
السياسة والاقتصاد».
وفي ورشة بدائية لما تفتقر إليه من أجهزة وآلات تصنيع تطورة، تمكن
الكرنز، كما يقول، من إنتاج نحو 22 نوعا من المعدات السينمائية،
وهو يرى أن «هذه المنتجات أهم من ألف سفير لفلسطين».
ومن الأجهزة التي صنعها «ستدي كام، ودولي صغيرة وأخرى كبيرة،
وكرين، وكرين يدوي، وأتو كرين، وتركات كهربائي».
والـ«كرين» هو ذراع طويل يحمل كاميرا، ويصور من مناطق مرتفعة يصعب
على المصور بلوغها، ويتم التحكم به يدويا، ويكون موصول بشاشة أمام
المصور. والـ«تركات كهربائي» هي سكة حديدية تسير عليها عربة ذات
عجلات يجلس عليها مصورين بكاميرا يتم استخدامها لالتقاط مشاهد
جمالية ولالتقاط مشاهد للأجسام المتحركة.
ويسوق الشاب الفلسطيني، الذي شارك في معارض دولية بجانب شركات
عالمية، منتجاته لمحطات فضائية فلسطينية، وأخرى عربية غير
فلسطينية، ويقول إنه يرفض بيع مشروعه لشركات عالمية، مضيفا: «تلقيت
العديد من العروض من شركات ومستثمرين في دول أجنبية للعمل لفتح
مصنع أديره لهم، لكنني مصر على البقاء هنا في فلسطين وتطوير هذا
المنتج بختم (صنع في فلسطين)».
ولا شيء في مخيم العروب جنوب مدينة بيت لحم، الذي يقطنه حوالي تسعة
آلاف فلسطيني منذ احتلال عصابات صهيونية لأراضي فلسطينية عام 1948،
يوحي بصناعة سينمائية، ورشة الكرنز عبارة عن بيت من صفيح تتناثر
فيه قطع الألومنيوم والحديد والنحاس والقماش والجلد وغيرها، وهو
أشبه ما يكون بورشة خراطة وحدادة بسيطة.
ويستخدم هذا الشاب في صناعة السينما، حسب قوله، «أدوات بسيطة ومواد
خام يستوردها من إسرائيل وأخرى من الخردة (قديمة)».
ويقول محمود أبو هشش، وهو مدير برنامج الثقافة والفنون في مؤسسة
عبد المحسن قطان (غير حكومية)، إن «مؤسستنا فحصت عددا من معدات
الكرنز، ووجدناها لا تقل عن نظيرتها العالمية من حيث الدقة والجودة
والمتانة، وقد اشرتينا منه منتجات، وننتظر تسلم أخرى خلال الفترة
القادمة».
ومؤسسة القطان هي مؤسسة تنموية تأسست عام 1993 في بريطانيا كمؤسسة
خيرية، وباشرت العمل في فلسطين عام 1998.
أبو هشش يمضي قائلا: «عند إنشاء المؤسسة تم تجهيزها بمعدات صنعت في
بلجيكيا، وهي باهظة الثمن، واليوم بتنا نستعين بمعدات يصنعها
الكرنز لنشجعه ونشجع المنتج المحلي».
وبحسب ضياء الجعبي، وهو مختص بالدعم الفني في مؤسسة القطان، في
حديث مع الأناضول، فإن «معدات الكرنز تباع بنصف سعر نظيرتها
العالمية».
الكرنز، الذي حصل على شهادات مواصفات ومعايير دولية للكثير من
منتجاته، يقول إنه باع منتجات من نحو 20 نوعا وبأسعار تصل إلى نصف
الأسعار العالمية.
ويشكو من عدم اهتمام الحكومة بمشروعه، الذي يقوله إنه الوحيد من
نوعه في منطقة الشرق الأوسط.
ويناشد وزارة الاقتصاد الوطني دعمه ليتمكن من تسويق منتجاته داخليا
وخارجيا تحت شعار «صنع في فلسطين»، مضيفا: «أحتاج إلى دعم وتطوير..
منتجاتي تنافس العالمية من حيث الدقة والمتانة وتباع بأسعار زهيدة
مقارنة بالعالمية».
وعن اتجاه إلى هذه الصناعة، التي تعلمها بالبحث والتجربة، يقول
الشاب الفلسطيني لوكالة الأناضول إنها «موهية نمت معي منذ الصغر،
حيث كنت أعشق الفن والرسم والمشاريع».
(الأناضول) |