متى يظهر النجوم على الشاشة ومتى يحتجبون؟
تشهد الساحة الفنية من وقت إلى آخر احتجاب نجوم وعودة آخرين بعد
طول غياب، وفي كلتا الحالتين ثمة إيجابيات وسلبيات على الفنانين
إدراكها ومراعاتها، لتكون خطواتهم موفقة وناجحة وليست ضرباً في
المجهول.
تتعدد أسباب الاحتجاب من بينها رغبة الفنان في إعطاء وقت لنفسه
ليراجع حساباته، أو لعدم عثوره على دور يليق به، وهنا يؤدي الجمهور
دوراً مهماً، إذ يكون محور أي قرار يتخذه الفنان لأنه هو من يصنع
النجومية وهو من يحجبها.
{الجريدة}
استطلعت آراء النجوم حول فكرة الابتعاد عن الشاشة، وتأثيرها على
صورتهم لدى الجمهور، وحصدت الانطباعات التالية:
مراعاة الظرف والتوقيت
أحمد عبدالمحسن
إبراهيم بوطيان
«أعتقد
أن هذه الأمور تُعتمد وفقاً لكل فنان، فعلى مستوى النجومية ثمة من
يخشون الغياب بصورة غريبة»، يؤكد الفنان ابراهيم بوطيبان، موضحاً
أن حديث النجومية لا يُمكن أن ينتهي وهو مستمر في الوسط الفني.
يضيف أن النجوم، غالباً، يميلون إلى الالتزام الموسمي في الوسط
الفني، وهذا خطأ فادح قد يوقعهم في دائرة التكرار، ويرى أن الغياب
لأكثر من موسم قد يصيب الفنان بالذعر من فقدان الجمهور، كونه
يعتمد، بدرجة كبيرة، على تكوين قاعدة جماهيرية واسعة، ويرفض التخلي
عنها أو خسارتها بأي شكل، «لكني أرى أن الغياب لمدة مدروسة والعودة
بالأفضل، هو ما يفضله الجمهور الواعي والمدرك للواقع الفني
الذي نعيشه راهناً».
ويتابع: {أن أغيب وأعود بعمل جبار، خير لي من البقاء والعيش في
ظل نجاح من الموسم السابق، وهذه قاعدتي منذ بدايتي الفنية، وما
أجمل التجديد إن كان في عمل رائع يعشقه الجمهور، إذ يدل على حسن
تدبير الفنان وعلى دهائه».
في المقابل يلاحظ أن ثمة فنانين قد يُجددون لكن نحو الأسوأ، على
غرار ما حصل مع فنانين كثر في السابق، «لغاية اللحظة نشاهد فنانين
يعودون بشكل غريب وبتصرفات وأدوار لا تُناسب أعمارهم ولا تليق
بمكانتهم الفنية، فيبدأون بالانحدار من دون أن يشعروا بذلك».
فيصل الزايد
«أفضل
الغياب لفترات متفاوتة والظهور بعد ذلك في دور يستحق الظهور»، يوضح
الفنان فيصل الزايد، لافتاً إلى أن ابتعاد الفنان عن الوسط الفني
يجب أن يكون لسبب ما وألا يختار أوقات ابتعاده عشوائياً.
يضيف فيصل الزايد: «في السابق ظهرت في التلفزيون من ثم ابتعدت
لبعض الظروف، وأعتقد أن ذلك كان أفضل بالنسبة إلي، لأنني رجعت
بشكل أقوى، والدليل أن منتجين كثراً اختاروني للمشاركة في أعمال
درامية وهذا أمر أسعدني، لذلك أنصح زملائي الفنانين، إذا أرادوا
الابتعاد عن الوسط الفني، باختيار الوقت المناسب للابتعاد والوقت
المناسب للعودة».
يرى الزايد أن الفنان يجب أن يعمل جاهداً حتى لا يخسر الجمهور
التائق لمتابعة أخباره، ويتابع: «بعض الفنانين يتجاهلون أحاسيس
المتابعين من حولهم، ويتناسون أن لولا هذه القاعدة الجماهيرية لما
كان الفنان نفسه في المكان الذي يحبه، لذا يجب أن يراعي شعور
الجمهور قبل أن يبتعد عن الوسط الفني وهذا أمر ضروري لاستمراريته».
إسماعيل الراشد
«على
الفنان أن يفطن أن الابتعاد عن الوسط الفني خطير ولا يمكن أن يحقق
عودة قوية بعد ذلك»، يوضح الفنان اسماعيل الراشد مشيراً إلى أن
خطوات الفنان يجب أن تكون مدروسة قبل أن يقدم على أي أمر يتعلق
بحياته الفنية، ولافتاً إلى صعوبة حياة الفنان، نظراً إلى التضحيات
التي يتطلبها الوسط الفني لبلوغ مراتب عليا.
يضيف: «يعمد بعض الفنانين، إذا أرادوا الابتعاد عن الوسط الفني،
إلى شطب كل ما يتعلق بهم، ويعتقدون أنهم إذا عادوا سينسى الجمهور
الشخصية السابقة التي ظهروا فيها، وهذا أمر خاطئ، فيما يبتعد البعض
الآخر عن الإعلام فحسب، ويبقى في أعماله الفنية، وهذا ضروري حتى لا
يمل المشاهد من تصريحاته كل يوم».
يتابع أن عودة الفنانين بعد توقفهم لفترة قد تصيبهم بالصدمة بسبب
الفشل الذي يواجهونه، ويرجع ذلك، من وجهة نظره، إلى الطريقة
الخاطئة التي ابتعدوا بها عن الوسط الفني، «من هنا ضرورة أن يراعوا
توقيت إبتعادهم وموعد عودتهم بالضبط».
من يزرع يحصد
بيروت - ربيع عواد
مادلين مطر
{تقديم
جديد ضروري لكن حين تعاكس الظروف، يتفهم الجمهور احتجابنا} تقول
مادلين مطر مشيرة إلى أن ما من فنان يهوى الابتعاد بإرادته، لأن
من يعشق الفن يعمل دائماً على تقديم جديد ويبحث عن المختلف.
تضيف: {لا شك في أن الاختفاء لفترة قصيرة بين الحين والآخر ضرورية
للفنان كما للجمهور، لكن الغياب الطويل غير محبب، واليوم، في ظل
الأجواء المتردية في المنطقة العربية، من ضمنها لبنان، وحدوث
مفاجآت سواء أمنية أو سياسية أو من أي نوع آخر، يصعب على الفنان
التخطيط للحاضر والمستقبل، فنحن نعيش في فوضى وأي طارئ قد يعرقل
المشاريع الفنية}.
توضح أن الأعمال التي قدمتها منذ انطلاقتها في مجال الفن والصدق
والشفافية اللذان ربطاها مع الجمهور، إضافة إلى مواقع التواصل
الاجتماعي، كلها أمور تجعلها لا تخشى الغياب.
تتابع:
{الفنان الحقيقي الذي رسم هويّة خاصّة واجتهد في عمله وركز على
النوعية وليس على الكميّة، يبقى حاضراً في ذهن الجمهور، ألمس ذلك
من خلال احتكاكي اليومي بالناس في الأماكن العامة، وسؤالهم عن
جديدي وسبب غيابي وتحضيراتي المستقبلية... أشعر بمكانتي في القلوب،
وهي لم تأتِ من عبث، فقد خططت لها منذ دخولي الفن. لم أحترف الغناء
للشهرة والأضواء بل للموهبة في داخلي ولتحقيق استمرارية ناجحة».
نقولا الأسطا
«أغيب
بين الحين والآخر لكني أعود دائماً بانطلاقة فنية مختلفة، وملتزم
بالأعمال اللائقة، ولو جاء ذلك على حساب تحقيق ثروة مادية أو حضور
مستمر تحت الأضواء»، يوضح نقولا الأسطا الذي يعتبر أن الفنان بحاجة
إلى الابتعاد بين الحين والآخر وأخذ إجازة، ليتعطش الجمهور إلى
إطلالته وأعماله.
يضيف: «إلا أن الغياب الطويل، عادة، يكون بغير إرادة الفنان نفسه،
نظراً إلى الأوضاع الأمنية والسياسية والإنتاجية، كذلك سياسيات
وسائل الإعلام».
يتابع: «تحتّم طبيعة العمل الفني «النظيف» عليّ الغياب لفترات ومن
ثم الحضور، لأنني عندما لا أجد أغنية ملائمة لطرحها في السوق، لا
افتعل مشكلة أو أطلق إشاعة ليتم التداول باسمي في الإعلام. فضلا عن
أنني لا أنتمي إلى شركة إنتاج معينة، لذلك لا أخضع لعملية بيع
وشراء كأنني منتج يحتاج إلى تسويق».
يوضح أنه يعبّر عن الوجه الفني الجميل والمحترم، لكن تغييب بعض
الأسماء، أحياناً، تتحمل مسؤوليته مؤسسات إعلامية تزن برامجها
الفنية بمقدار الإعلانات التي تؤمنها لها، {لذلك أدعو هذه المؤسسات
الخاصة إلى رقابة ذاتية بهدف تقديم الأفضل والتنافس على الصورة
الأجمل، والتميز ليس من منطق الاختلاف لمجرد الاختلاف، بل من منطق
التميّز بالمضمون النوعي}.
جوليا قصار
{عندما
أتلقى نصّاً يعجبني، وتتوافر المكونات التي أطمح إليها في
التلفزيون على صعد الكتابة والإخراج والإنتاج وفريق العمل، عندها
لا أغيب}، تؤكد جوليا قصّار مشيرة إلى أنها لم تطمح يوماً إلى
تحقيق حضور دائم على الشاشة، لأن ذلك لا يفيد الفنان وخياراته، بل
طالما فضلت أن تكون متروية من دون خطوات ناقصة.
تضيف: {يسألني البعض عن سبب غيابي عن التلفزيون وحضوري أكثر في
المسرح والسينما، يعود ذلك إلى كوني لم أتلقَّ، منذ سنوات، دوراً
تلفزيونياً جاذباً لأؤديه، يرضيني فنياً ويحمّسني للمشاركة فيه، مع
أنني أحب الإطلالة على الشاشة الصغيرة لاستمرار التواصل مع الناس،
خصوصاً أن هؤلاء يظنون بأنني بعيدة عن المهنة لغيابي عن الشاشة}.
حول بقائها في ذاكرة المشاهدين رغم غيابها عن التلفزيون توضح:
{فوجئت بردود فعل الجمهور الإيجابية، لدى مشاركتي في مسلسل
{الشحرورة}، إلا أنني لم أشارك في أي عمل بعده. مع أن ذاكرة
الجمهور قصيرة في ما يخصّ التلفزيون، إلا أنه يدرك أنني لا أختار
إلا الأدوار الجيدة، وهذا ما يعبّر عنه الناس عندما التقيهم في
الأماكن العامة}.
تدقيق في الخيارات
القاهرة – بهاء عمر
يؤكد محمود ياسين الذي ابتعد سنوات عن الشاشة، أن حسابات الفنانين
مختلفة، وترتبط بقيمتهم ونظرتهم إلى تاريخهم، معتبراً أن تلك
المعادلة قد تختلف بالنسبة إلى الشباب الذين يبحثون عن الانتشار،
وقد يتورطون في كل ما يعرض عليهم من أعمال.
يضيف
أنه رفض أعمالا كثيرة على مدى سنوات، لاعتقاده بأنها تخصم من رصيده
الفني وقيمته، وفضل التأني والبحث عن شكل جديد ودور متميز يطل بهما
على الجمهور، وقد تحقق ذلك في فيلمي «الجزيرة» و{الوعد» اللذين
كانا بمثابة عودة جيدة بعد سنوات من الغياب.
يرى ياسين أن الأزمة في السينما، تحديداً، بدأت في تسعينيات القرن
الماضي، عندما اتجه معظم المؤلفين إلى صناعة أفلام تقوم على الشاب
البطل، من دون وجود مساحة محترمة ومقبولة فنياً لفئات عمرية أخرى،
ما دفع النجوم الذي ينتمون إلى أجيال سابقة إلى الاحتجاب، لأنهم لم
يجدوا ما يعبر عنهم ويناسبهم، لافتاً، في الوقت عينه، الى أن فترات
الابتعاد كان يوازيها ظهور شبه منتظم في الدراما التلفزيونية،
لتعويض الغياب السينمائي، نظراً إلى قدرة الدراما على استيعاب
حكايات تناسب أعمار الفنانين والتغيرات التي طرأت في شخصيتهم
.
احترام الجمهور
لا تجد دينا فؤاد مانعاً من إعطاء نفسها إجازة لسببين: شخصي عندما
تشعر بألا طاقة لديها للعمل وترغب في الراحة الجسدية والنفسية،
ومهني عندما لا تجد جديداً تقدمه لجمهورها، مؤكدة أن الأخير يحترم
الفنان الذي يؤثر الابتعاد عن الشاشة بدلا من الظهور الممل
والمكرر، ما سيساهم في بناء تاريخ من الثقة بين الممثل والجمهور
الذي يضع الفنان الحريص على التدقيق في خياراته، في قائمة الثقة
ويتابع أعماله التي يختارها بعناية.
تضيف أنها كثيراً ما ترفض نصوصاً فنية، لأنها تحترم ثقة الجمهور،
فضلاً عن أنها تعمل بهدف الاستمتاع بعملها وليس مجرد تحقيق مكسب
لنفسها، وتتابع: {قد تكون المخاوف من نسيان الجمهور للفنان الذي
يبتعد عن العمل صحيحة، في حال كان ذلك نوعاً من الكسل}، مشيرة إلى
أنها عندما ترفض فكرة لا يهدأ بالها قبل أن تجد أخرى جديدة تناسبها
وتدرسها من الأوجه كافة، لتقدم إلى الجمهور ما يليق به.
بدوره يرفض محمد رياض عروضاً سينمائية لأنها لا تناسبه، ويشرح
فلسفته في الابتعاد عن الشاشة بأن الدور الجيد يفرض نفسه على
الممثل والجمهور، لأن كلا منهما يبحث عن دور ملائم يشاهده ويمثله.
رغم قلة أعماله الفنية، إلا أنه راضٍ عن خياراته، ويكون في كامل
سعادته عندما يلتقي جمهوره الذي يرحب به، مع أنه لم يقدم أعمالا
منذ سنوات، ما يبيّن صحة رهانه بأن الابتعاد عن الشاشة في حال عدم
وجود نص مناسب هو الأفضل، مشيراً إلى أن الأعمال المميزة لا تنسى.
شجاعة الابتعاد
تعدد القنوات التلفزيونية وتنوعها لم يترك فرصة للفنان في أن يتورط
في عمل لا يرضى عنه، برأي نسرين أمين، خلافاً لما كان يحدث في
السابق بسبب محدودية المواسم الفنية وحصرها في قنوات معينة.
تضيف:
{على الفنان أن يكون شجاعاً في قراره بالابتعاد، لأنه وحده يصنع
تاريخه ويضع اسمه عليه، وهو الذي يتلقى ردود الفعل من الجمهور،
وإذا كان الانتشار وقبول الأدوار كافة من دون تدقيقها جيداً في
بدايته، فسيتحول إلى حالة ملل لدى الجمهور بعد فترة}.
تشير إلى أنها لا يمكنها تصور نفسها أمام جمهور يمتعض من ظهورها
المتكرر، {لذا الاختفاء بحثاً عن دور رغم تأثيره السلبي مؤقتاً وقد
يمثل ضيقاً للفنان، لكنه الأبقى والأهم} بحسب رأيها.
«ذكريات
واعترافات» دي أوليفيرا تعرضه مكتبة السينما البرتغالية الشهر
الجاري
المصدر : AFP
تعتزم مكتبة السينما البرتغالية تقديم عرض أول عالمي في أبريل
الجاري لفيلم السينمائي مانويل دي أوليفيرا الذي توفي الخميس
الماضي عن 106 اعوام، وكان اعد برمجة خاصة لعرضه بعد رحيله.
وسيعرض "فيزيتا أو ميمورياس ايه كونفيسويس" (الزيارة أو ذكريات
واعترافات)، وهو فيلم طويل يروي السيرة الذاتية للسينمائي الراحل،
للمرة الاولى للجمهور في مكتبة السينما البرتغالية في لشبونة،
وأوضحت المتحدثة باسم هذه الهيئة ان الفيلم سلم للمكتبة مختوما
بعيد تصويره سنة 1982، من دون كشف موعد عرضه المحدد.
وأشارت الى ان هذا الفيلم يحمل نظرة مانويل دي اوليفيرا "إلى حياته
والسينما الخاصة به" اذ كان السينمائي الراحل يتحدث عنه بوصفه
"اعترافات" شخصية له.
وأثارت وفاة مانويل دي اوليفيرا، عميد السينمائيين في العالم، موجة
تأثر في البرتغال التي اعلنت يومي حداد وطني للمناسبة. ودفن
اوليفيرا ظهر أمس في مسقط رأسه مدينة بورتو شمال البرتغال.
وقال الرئيس البرتغالي انيبال كافاكو سيلفا بتأثر ان السينمائي
الراحل كان "شاهدا لا مثيل له عن الثقافة البرتغالية".
كذلك قام مهرجان كان السينمائي بلفتة تكريمية للسينمائي مانويل دي
أوليفيرا واصفا اياه بـ"السينمائي الاستثنائي" و"الفنان الكامل"
و"منارة الثقافة الأوروبية والعالمية".
وكان المهرجان قد منح مانويل دي أوليفيرا جائزة السعفة الذهبية
تكريما لمسيرته سنة 2008 لمناسبة بلوغه عامه المئة.
يذكر أن مانويل دي أوليفيرا ولد في مدينة بورتو شمال البرتغال في
11 ديسمبر 1908، وهو ابن صناعي مولع بالسينما. بدأ مسيرته ممثلا في
دور ثانوي في سن العشرين في فيلم صامت بعنوان "فاتيما العجائبية"،
قبل الانتقال الى الاخراج سنة 1931.
وبعد مسيرة حافلة استمرت اكثر من 80 عاما، ترك السينمائي الراحل
وراءه حوالي خمسين فيلما صور أكثرها بعد سن الستين.
وفي نهاية 2014، حرص السينمائي البرتغالي لمناسبة احتفاله بعيد
ميلاده السادس بعد المئة على لقاء جمهوره مجددا تزامنا مع بدء عرض
فيلمه الاخير في البرتغال "او فيليو دي ريستيلو"، وهو فيلم قصير
صوره قبل اشهر قليلة رغم وضعه الصحي المتدهور.
(أ
ف ب) |