إذن انتهى
الموسم السينمائي لعام 2008 بإعلان الأكاديمية
الأمريكية للفنون (الأوسكار) ترشيحاتها للأفلام المتميزة للعام المنصرم
والتي
تضاربت الأقوال والآراء حولها بين من يرى أنها تستحق الترشيح
بسبب ضعف مستوى
الأفلام هذه السنة إجمالاً، وبين من يرى أن هنالك أفلاماً كانت أحق
بالترشح، على
الأقل بدلاً من فيلمين أو ثلاثة ترشحت في فئات أفضل فيلم
وإخراج، ولعل أبرز اسم
يطالعنا هو (فارس الظلام
- The Dark Knight)
للمخرج كريستوفر نولان، والذي كان بحق
أحد أهم أفلام الموسم، وأكثرها شعبية، ومن الأفلام القليلة
التي لقيت ذات الصدى
المرحب من قبل النقاد والجمهور على حد سواء، لكن وبسبب نوعيته كفيلم كوميكس،
يبدو
لنا هذا هو العامل الذي أثر وساهم في عدم ترشحه للفئات الكبرى، واكتفائه
بترشيح
يتيم للممثل الراحل هيث ليدجر في فئة أفضل ممثل مساعد، على
الرغم من ترشحه لسبع
جوائز ثانوية تقنية. أما فيلم (المصارع - The Wrestler)
للمخرج
الشاب الآخر دارين
أرنوفسكي، فقد سبب عاصفة من التوقعات كأحد أهم الأفلام التي
راهن عليها الكثيرون في
الأوسكار، بسبب فوز الفيلم بالأسد الذهبي، الجائزة الكبرى لمهرجان البندقية
السينمائي الدولي، ولكن الفيلم اكتفى بترشيحين، الأول لممثله ميكي رورك
بدور رئيسي،
والآخر للممثلة مارسيا تومي بدور مساعد. والمفاجأة الأخرى
أيضاً هي إخفاق فيلم (الطريق
الثوري
- Revolutionary Road)
بالترشح بعد تجليه في ترشيحات الغولدن غلوب
الأخيرة، واكتفى بترشيح رئيسي وحيد لممثله مايكل شانون بدور مساعد. إذن
النتيجة هي
أن مخرجي هوليوود الجدد من جيل الشباب (نولان وأرنوفسكي
ومانديز) خسروا رهان
الأوسكار هذا العام.
ولكن إذا
كان لهم من عزاء فهو بدخول أفلامهم المنافسة على جوائز ثانوية، أو على
الأقل مجرد ذكرها في الحفل السنوي للأوسكار والذي يشاهده
الملايين من عشاق ومتابعي
السينما حول العالم، لكن ما هو عزاء المخرج ستيفن سودربيرغ؟! صاحب الفيلم
الملحمي
(تشي
- Che)
المرتقب
بشدة، والذي يحكي قصة نضال الثائر (تشي غيفارا) مستعرضاً سيرة
حياته في فيلم تتجاوز مدته ثلاث ساعات، أجبرت المخرج على فصله
لفيلمين مستقلين، وقد
كان لهذا الفيلم ترحيب خاص في مهرحان كان السينمائي، أما الأكاديمية فقد
أغلقت
ابوابها بوجه سودربيرغ وملحمته، ليصبح أكبر الخاسرين هذه السنة بلامنازع!
أما
العجوز كلينت أيستوود، والتي أصبحت أفلامه الأخيرة تلقى هوى عند المصوتين
من
أعضاء الأكاديمية، ربما بسبب مكانته التاريخية في هوليوود، أو
ربما بعد اكتشافه
لخلطة النجاح السحرية والعجيبة، والتي وسمت أفلامه الأخيرة منذ (ميستك ريفر)
عام
2003،
ولكن على الرغم من ذلك فكان هذه السنة في قائمة الخاسرين، مع أنه قدم لنا
فيلمين
رائعين، الأول (استبدال
- Changeling)
من بطولة انجلينا جولي، المترشحة عن
دورها في فئة أفضل ممثلة رئيسية، والآخر هو فيلم
( Gran Torino)
الذي عاد
فيه
أيستوود
للتصدي لأدوار البطولة المطلقة.
وعلى
الرغم من رهان الممثل توم كروز على فيلمه الجديد (فالكيري
- Valkyrie)
الذي
أخرجه براين سينغر صاحب أفلام
The Usual Suspects
وX-Men
والذي يحكي قصة القائد
النازي ستوفنبيرغ وخطته الشهيرة لاغتيال الزعيم الألماني أدولف هتلر، ومع
علمنا بأن
الخطة ستفشل إلا أن الفيلم يعتمد على ثيمة الإثارة في التخطيط والترتيب
لهذه
العملية، وبميزانية ضخمة تجعله فيلم شباك تذاكر أكثر منه فيلم
جوائز ومهرجانات
وأوسكار!
فاندام يعترف بأخطائه
تحوّل اسم
الممثل البلجيكي الشهير فاندام إلى رمز للسوء بعد
ظهوره في عدد من أفلام الحركة الفارغة التي تعتمد على فتل العضلات والقوة
البدنية
دون أي اهتمام بالقيم الفنية والإنسانية. وقد أصبح مجالاً
للتندر بين جمهور السينما
خاصة بعد أفول نجمه منذ منتصف التسعينات وبروز أنواع جديدة من أفلام الحركة
والإثارة التي لا تعتمد على البطل الواحد الذي يقهر الجميع.
فاندام
عاد في سنة 2008 بفيلم جديد ومختلف يظهر فيه بشخصيته الحقيقية ويقدم ما
يشبه الاعتراف بسوء أعماله القديمة مع سرد للمبررات التي جعلته
يسلك ذلك الطريق.
اسم الفيلم هو
(JCVD)
وهو اختصار لاسمه الكامل (جان كلود فان دام). للمخرج الفرنسي
الجزائري الأصل مبروك المشري في ثاني أعماله الروائية الطويلة.
الفيلم
ليس وثائقياً عن حياة فاندام إنما يستغل شخصيته ويضعها في قالب روائي
مختلق يحكي قصة النجم الشهير سنة 2007 وهو في قمة يأسه إذ
يواجه قضية طلاق ويهدد
بابتعاد ابنته التي تخجل منه كما يعاني من أزمة مالية خانقة. إنه في قمة
الفشل وقد
وصل مشواره المهني إلى الحضيض. ولم يعد أمامه لكي يخفف من ضائقته سوى أن
ينتظر
حوالة مالية من وكيل أعماله الذي سيبعثها إلى مكتب بريد. وفي
ذلك المكتب يواجه
فاندام أزمة جديدة تجعله محط أنظار وسائل الإعلام والناس من جديد تتمثل في
قيام
عصابة بالسطو على المكتب في نفس اللحظة التي تواجد فيها ليتورط ويصبح أحد
المتهمين.
في الفيلم
يظهر فاندام بشكل مختلف وقد تكون هذه المرة الأولى في تاريخه التي
يمارس فيها التمثيل الحقيقي العميق. وقد ساعده في ذلك أن أغلب
الأحداث تجري في مكان
واحد هو مكتب البريد. إضافة إلى التوجه الرئيسي للفيلم وهو التركيز على
الجانب
النفسي لهذا الممثل والغوص في أعماقه ومعرفة رأيه في ما يردده الناس عنه
وشعوره بعد
أن تراجع ذكره وأصبح منسياً.
ومن بين
ما ذكره فاندام في الفيلم أنه لا يلوم نفسه على الظهور في تلك الأفلام
الرديئة لأنه كان مضطراً بسبب فقره وجهله الشديدين فقد جاء إلى
أمريكا حاملاً معه
عضلاته فقط. لكنه لم يخفِ ندمه على عدم استغلال النجاح الذي حققه في تلك
السنوات
عندما كان هو وستيفن سيغال وسلفستر ستالون ودولف لوندغرين نجوم المرحلة.
سينما العالم
الفيلم السويدي
Let the Right One In
ارتبطت
أفلام مصاصي الدماء بعوالم متخيلة يسودها الظلام وتبرز
فيها ملامح العصر القوطي من أزياء وقصور مرعبة حتى أصبحت هذه العوالم ثابتة
لا
تتغير في أغلب الأفلام التي تناولت حياة مصاصي الدماء.
باستثناء المحاولة التي قام
بها المخرج السويدي توماس ألفريدسون في فيلمه الأخير (دع الشخص الصحيح يدخل-Let
the Right One In)
عندما خرج من الإطار الخيالي لعوالم الرعب التقليدية مقدماً قصة
شديدة الواقعية لمصاصة دماء شابة.
قصة
الفيلم مأخوذة من رواية تحمل نفس الاسم نشرت عام 2004 للكاتب السويدي جون
آجفيد وهو نفسه كاتب سيناريو الفيلم ويسرد فيه قصة فتاة روسية
استوطنت قرية سويدية
بحثاً عن ضحايا جدد يروون عطشها للدماء. لكن تعترضها مشكلة بسيطة.. هي أنها
شغفت
حباً بشابٍ يسكن جوارها ويعيش في عزلة عن الناس. الواقعية هي مكمن الجمال
في الفيلم
وسر تميزه لأنه جعل من فكرة «مصاص الدماء» قابلة للوجود في
العالم الواقعي وذلك
بابتعاده عن التكلف في المكياج والأزياء والديكور وبتبسطه في مكونات الصورة
الذي
يصل إلى حد التقشف بحيث لا يبقى أمام المشاهد سوى ما هو واقعي شديد
الواقعية. وهذا
يجعله يقف جنباً إلى جنب مع فيلم الرعب الكلاسيكي الشهير (طارد
الأرواح-The Exorcist)
باعتبارهما قد طوعا «خيال» الرعب ليصبح واقعاً ممكن الحدوث.
أفلام قادمة
يتجه
المخرج الأمريكي كوينتن تارنتينو بفيلمه الجديد
Inglourious Basterds
إلى فرنسا في الأربعينات من القرن الماضي ليروي من هناك قصة
مجموعة من الجنود اليهود الأمريكيين الذين كونوا جماعة إرهابية
عرفت باسم جماعة
(الأوغاد)
هدفها بث الرعب في الجنود الألمان أثناء الاحتلال النازي للعاصمة
الفرنسية. العرض الأول الفيلم سيكون في أغسطس المقبل وهو من بطولة براد بيت
وسامويل
جاكسون وديانا كروغر.
٭ يلتقي النجم الإسباني خافيير بارديم بالمخرج المكسيكي
أليخاندرو غونزاليس
أناريتو في فيلم Biutiful
الذي سيرى
النور في نهاية السنة. ويؤدي بارديم في الفيلم
دور رجل أعمال يمارس أنشطة غير شرعية ويجد نفسه في مواجهة صديق طفولته الذي
أصبح
شرطياً. ورغم بساطة الفكرة إلا أن المخرج غونزاليس سيستخدم أسلوبه المعروف
في تقطيع
الحكاية إلى مسارات متعددة مع عناية بالصورة مثلما فعل في
روائعه السابقة؛ بابل و21
غراماً وأميروس بيروس.
٭ تؤدي النجمة جوليا روبرتس دور جاسوسة عاشقة في فيلمها القادم
Duplicity
أمام
الممثل البريطاني كليف أوين الذي يؤدي هو الآخر دور جاسوس يعمل
في شركة منافسة يخطط
مع
حبيبته للتجسس على شركة طبية للحصول على وصفتها الكيمائية المربحة. الفيلم
للمخرج والسيناريست توني غيلروي في ثاني أفلامه بعد فيلم (مايكل كلايتون)
الذي قدمه
عام 2007 من بطولة جورج كلوني والبريطاني توم ويلكينسون الذي
يشارك أيضاً في الفيلم
الجديد بدور الرجل الذي يمتلك الوصفة الطبية.
حديث الصورة
الممثل
ميكي روك بطل فيلم (المصارع) إلى جانب المخرج فرانسيس
فورد كوبولا في مهرجان سانتا باربرا السينمائي الذي اختتم فعالياته السبت
الماضي
وحصل فيه ميكي روك على جائزة أفضل ممثل.
Taken
تصدر فيلم Taken
صدارة
شباك التذاكر الأمريكي لهذا الأسبوع
محققاً
أكثر من 24 مليون دولار وهو من بطولة الممثل ليام نيسن ويؤدي فيه دور عميل
سابق في الاستخبارات الأمريكية يعود لممارسة مهاراته في القتل لإنقاذ ابنته
التي
اختطفت في باريس من قبل عصابة شرق أوسطية تعمل في تجارة الرقيق
الأبيض.
الرياض السعودية
05/02/2009 |