لا نعرف
ما إذا كان المخرج الفلسطيني الشاب مهدي فليفل المقيم في بريطانيا يقصد
الذهاب في فيلمه القصير «عرفات وأنا» إلى نوع من السخرية من الذات أصبح
ممكناً في حالة الفلسطينيين الآن باعتباره سلاحاً إضافياً على درجة عالية
من الجدوى في معاركهم وما أكثرها في الواقع. فما وقعنا عليه بعد مشاهدة
خمسة عشرة دقيقة هي مدة الفيلم، لا يتعدى مطّ الحوار فيه بحيث يوحي وكأنه
الهدف المرجو والقصد والمطلوب.
الفيلم
الذي صور بالأبيض والأسود لاعتبارات فنية تخص المخرج فليفل يبدأ بحوار بين
شابين فلسطينيين مقيمين في بلاد الانكليز على ما تفترض اللغة الانكليزية
التي يجيدانها. والشابان مصطفى ومروان (يلعب دوره فليفل) يقودان حواراً
مطولاً في مقـهى لندني، وهو لمجرد إقحام ذاته في هذا الدور بدا وكأنه يثأر
لنفسه من واقعة أرادها تهكمية بالكامل، فلم ينجح في تجسيدها إذ بالغ في
«امتصاص» أسلوبية وودي آلن في الأداء بما يضمن له تعزيز هذه الرغبة التي
تقوده من دون رحمة منذ أن أبلغ صديقه أنه مغرم بفتاة انكليزية اسمها ليزا،
وهو يرغب بالزواج منها، لأنها ليست جميلة وحسب، بل ومذهلة. والأهم من كل
ذلك لأنها ولدت في اليوم نفسه الذي ولد فيه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر
عرفات.
الحوار
الذي يدور في معظمه حول ليزا بدا مفرغاً من معانيه التي يريدها فليفل، لأنه
بدلاً من أن يدفع بالفيلم ليتطور بدا وكأنه يدور في فضاء مسدود منذ الدقائق
الأولى للحوار في المقهى، وهذا ما لم يقدره الصديق الوفي مروان إذ بدا
بدوره متطيراً بعض الشيء في دورانه مع صديقه حول هذه الفكرة التي ربما لو
ظهرت في ثوب درامي آخر، كأن يركن في معالجتها إلى نوع من كوميديا - الموقف
بدل انشغال المخرج في تقريع ذاته وذات الآخرين بنوع من الهزل الذي يؤدي إلى
انكماش وتزمت يضران بالفكرة من أساسها، لأسعفت وبدت أكثر تماسكاً واتقاداً.
فما إن يقوم مروان بإهداء صديقته ليزا مجلداً ضخماً عن ياسر عرفات هدية لها
في عيد ميلادها حتى ننتقل إلى طور آخر من حوارات عقيمة لاحقة بين الصديقين
عن المقارنة بين تشرشل وعرفات، وتفوق الثاني على الأول لفوزه بجائزة نوبل
للسلام ودوره في قيادة الحركة الوطنية الفلسطينية المعاصرة مروراً بدوره في
الحرب الأهلية اللبنانية.
الفكرة
مغرية من حيث المبدأ لتصويرها في فيلم قصير تنبو عنه طزاجة بصرية من نوع
ما، ولكن تشدد المخرج في ملامستها وضعها في إطار عقيم فشل في البناء عليه
وكسوه من الداخل. إذ سرعان ما تمله ليزا وتمل «تخرصاته» الدائمة عن عرفات
وحبه لـ «تجويف الذات» الهـشة أمام صديـق لم يـطور شيـئاً مـن مواقفه بل
اكتفى بتقديم النصح والمشورة في المقهى والشارع وملعب كرة السلة، وفي
المقهى اللندني ثانية حيث سيـؤكد لنـا فليـفـل إن كأسـه الذي يتـجـرعـه
للمرة الثـانية انما يشكل نوعاً من السخرية لوجود جسم غريب فيه.
السخرية
في «عرفات وأنا» كان يمكن لها أن تلعب دوراً مميزاً في تنقية الفيلم من
عيوب أرهقته، إذ وقع البطل بمحض رغبته في فخ تقريع الذات المجاني الذي لم
يتعد حدوداً رسمت من حول فكرة كان يمكن لها أن تكون مدخلاً جميلاً لفيلم
يحكي قصة بين فلسطيني وإنكليزية من حيث لا يتوقع البتة، قصة يحتل فيها ياسر
عرفات عيد ميلاد الصديقة الشقراء اللطيفة التي تهوى مروان لأنه مروان وليس
لانشاده هذا الأخير الطويل وغير المبرر الى تاريخ يكفي أن يشعل الشرارة
المطلوبة بدل أن يقحمنا في متاهة معذبة أدت لحرمان «عرفات وأنا» من فرصة
المشاركة في صنع سينما فلسطينية تبرع في التهكم والسخرية من الذات (أولاً)
ومن الذات ثانياً بغية التقليل من حجم المعاناة والتطهر من إثم المنفى. لكن
مروان يوغل في تهشيمه لذاته أمام صديقه مصطفى للمرة الأخيرة عندما يدعوه
هذا الأخير لأن يبحث عن فتاة غيرها، فيردد شبه منزاح وغائب عن اللقطة
الأخيرة في المشهد إن عرفات تزوج في الثانية والستين من عمره...!!
الحياة اللندنية
06/02/2009
سورية
ضيف شرف في مهرجان الاسكندرية
الاسكندرية، دمشق
اختارت
إدارة مهرجان الإسكندرية السينمائي الدولي سورية ضيف شرف للدورة الـ24 التى
تقام من 26 حتى 30 آب (أغسطس) المقبل. وجاء الاختيار فى إطار الطفرة التى
شهدتها الدراما السورية أخيراً، بالإضافة إلى اختيار العاصمة السورية دمشق
عاصمة للثقافة العربية لعام 2008. وسيعرض فى إطار هذا التكريم أربعة أفلام
تمثل مراحل مهمة فى تاريخ السينما السورية هي: فيلم «آه يا بحر» المأخوذ عن
رواية (الدقل) للأديب حنا مينة إخراج محمد شاهين بطولة: منى واصف، خالد
تاجا، رنا جمول، وجلال شموط، وتعود أحداثه إلى نهاية الثلاثينات إبان
الاحتلال الفرنسي لسورية عندما تصل أسرة بحار إلى اللاذقية، وحين يختفي
البحار، يحاول ابنه اقتفاء أثره بعد أن انطلقت أكثر من إشاعة عن سبب
اختفائه، وفيلم «نسيم الروح» الحائز على جوائز محلية ودولية عدة، إخراج
عبداللطيف عبدالحميد بطولة بسام كوسا، لينا حوارنة، سلاف فواخرجى وسليم
صبري، وهو عبارة عن قصيدة حب حول شاب ينبض قلبه حيوية، ويفيض حباً ومودة مع
كل الذين يعيشون حوله إلى حد يجعله يتنازل عن حبيبته كى ينقذ شاباً آخر من
خطر الانتحار. و «تحت السقف» تأليف وإخراج نضال الدبس، بطولة رامي حنا
وفارس الحلو وسلافه معمار التى نالت عنه جائزة أفضل ممثلة فى مهرجان وهران
الدولى للفيلم العربى، وهو يعالج قضايا تنتمى إلى فئة المحرمات الاجتماعية
كنضال المرأة السورية للتحرر من الرواسب الاجتماعية التى تنظر إليها ككائن
مقهور وضعيف. وأخيراً فيلم «الكومبارس» إخراج نبيل المالح الذى قام بكتابته
ويعتبر من أفضل أعماله وأهمها، بطولة بسام كوسا، ويناقش قضية المهمشين في
المجتمع، الذين يملكون أدواراً بسيطة فى هذه الحياة، ويتمثل في قصة شاب
يعمل كومبارس (ممثل ثانوي)، وتجمعه علاقة حب بفتاة، إلا أن قسوة المجتمع
على الطرفين، والفقر الذي يعيشانه، جعلاهما لا يستطيعان الاستمتاع
بعلاقتهما، حتى ولو لدقيقة واحدة.
الوفد
السوري سيضم أربعة من كبار نجوم السينما السورية وفي مقدمهم: الممثلة منى
واصف، التى لقبت بنجمة العالم العربي، وتقلدت منصب سفيرة النيات الحسنة
للأمم المتحدة، وقدمت للسينما نحو 30 فيلماً من بينها «الصديقان» و«اللص
الظريف» و«مقلب من المكسيك» و«امرأة تسكن وحدها» و«ذكرى ليلة حب» و«الأحمر
والأبيض والأسود» و«الاتجاه المعاكس» و«وجه آخر للحب» و«الشمس فى يوم غائم»
و»آه يا بحر» و«شيء ما يحترق» وفيلم «الرسالة» للمخرج مصطفى العقاد الذي
أدت فيه دور هند بنت عتبة بصورة كانت في مستوى الممثلة اليونانية العالمية
أيرين باباس التى أدت الدور نفسه في النسخة الإنكليزية.
الحياة اللندنية
06/02/2009 |