البداية كانت مع والده الفنان الكبير صلاح السعدنى حيث لعب دورا كبيرا فى
المسلسل الذى كان بداية لمعرفة الناس به واسمه «رجل فى زمن العولمة»، ورغم
أنه وقف خجولا أمام الكاميرا إلا أن السنوات منذ البداية وحتى اليوم شكلت
فارقا كبيرا فنراه فى هذا الموسم فى فيلمين هما «مقلب حرامية»، و«أعز
أصحاب»، لتشاهد فنانا مختلفا يؤدى أدواره بلغة السهل الممتنع لتصقل الخبرة
سنوات الدراسة حيث درس وتخرج من معهد الفنون المسرحية بعد حصوله على
بكالوريوس التجارة الإنجليزية قسم إدارة أعمال. إنه أحمد صلاح السعدنى الذى
يقدم أدوارا صعبة ومتعددة أمام كبار وأساتذة الفن أراد أن يفتح قلبه أولا،
ومن ثم عقله فى حوارنا معه لأنه يعترف أنه يسير فى الحياة على خطى عواطفه
ولو أنه فكر بعقله لربما انقلبت كثير من الأمور للأفضل لكنه يتخذ من أغنية
حليم «على حسب الريح ما تودى الريح ما تودى»!! ؟ رغم ظهورك فى دور كبير فى
مسلسل «رجل فى زمن العولمة» منذ ثمانى سنوات إلا أننا شاهدنا أحمد بعد ذلك
فى أدوار صغيرة ما السبب؟! - ظهرت مع والدى ووقتها الناس قالت أصل والده
اللى شغله معاه وخلاه ممثل ودفعت الثمن بإنى اتحرمت إنى اشتغل مع «بابا
تانى»، وصحيح أن المسلسل نجح مع الناس خاصة إنه كان على جزءين لكن أنا فضلت
الاعتماد على نفسى وعشان كده قبلت بأدوار أصغر من الدور اللى ظهرت به فى
البداية. ساعات باضيع فرص كتيرة منى لأنى لم أكن أحسب الأمور بشكل صحيح أو
ربما لأنى مش لاقى نفسى فى هذه الفرص التى يتم عرضها علىّ، أنا إنسان كل ما
يحركنى هو مشاعرى مش عقلى وفى بلدنا مشكلة أنه صعب إن أى واحد ممثل يدير
نفسه لأنى شخصيا لا أجيد التخطيط يعنى ممكن أكون داخل عمل ويطلع سيىء جدا،
لكن فى جميع الأحوال أنا مسئول عن كل أعمالى واختياراتى وأشعر أنى حصلت على
فرص كبيرة أمام كبار النجوم مثل عادل إمام وطبعا أبويا صلاح السعدنى وميرفت
أمين ونادية الجندى وحسين فهمى ويحيى الفخرانى وعبلة كامل. وكنت سأنال شرف
الوقوف أمام النجم نور الشريف لكن حصلت ظروف ومنعت من حدوث ذلك!! ؟ فى هذا
الموسم نشاهد لك فيلمين هل تشعر بأنك وصلت لحالة انتعاشة فنية!! وأصبح
لأحمد السعدنى صور على الأفيش! - بالطبع لم أكن أعلم أن الفيلمين هينزلوا
فى وقت واحد لأن «أعز أصحاب» بدأت تصويره قبل رمضان وانتهيت منه بعدها بدأت
فى تصوير «مقلب حرامية»! أنا باتكسف ومش باركز فى موضوع الأفيش لكن المهم
عندى هو نوعية الفيلم ونوعية الدور يعنى فى فيلم «أعز أصحاب» باعمل شخصية
مهندس ديكور مرتبط ببنت وهما فى الإعدادية وسيتزوجها ويبقى عندهم بنت هذه
الشخصية شخصية رجل روتينى وبعد كده بيروح خطوبة بنت كانت زميلته فى المدرسة
وبيقابل أصحابه بتوع زمان وبيفتكر أيام بلغة الشباب «الصياعة» وبيحصل له
تمرد واحتجاج على حياته وكل شىء. أما فى فيلم «مقلب حرامية» فأنا «زكى كود»
حرامى شيك بيسرق بنوك والكروت البنكية وبيلعب فيها وبيقابل مجموعة من
الحرامية علشان يعملوا مهمة غريبة يعنى هو فيلم «فانتازيا» وشخصية كاركتر
كلها مع بعضها، فى المجمل الدورين مختلفين عن بعض تماما وده كويس عشان
الناس اللى هتشوفهم فى نفس الموسم يشعروا بأن أحمد مختلف فى كل واحدة من
الشخصيتين! ؟ أى أدوارك التى قدمتها اقتربت من شخصية أحمد السعدنى؟! - يضحك
ويقول: طبعا أنا مش حرامى ولا أنا رجل روتينى تحول إلى إنسان متمرد أو صايع،
والحقيقة عادة الممثل بيحب يعمل الحاجة اللى مايقدرش يعملها فى حياته
الحقيقية بس المهم لازم أكون مقتنع وحاسس الشخصية لأنى لو مثلت دور مش حاسه
بأبقى وحش فيه جدا!! ؟ ممكن نقول إنك بدأت تتجه إلى الكوميديا؟! - أنا
باعمل شخصية مش هطلع أقول «نكتة» وممكن جدا يكون دمى تقيل أوخفيف يعنى مش
همثل فيلم أهرج فيه على طول.. فى فيلم «أعز أصحاب» كان فى مشاهد تراجيدى
ومشاهد فيها تهريج والناس بتحب جدا الفنان اللى فى لحظة يكون فيها حزين
ولحظة تانية بيضحكهم لأنه بيحسوا إنه قريب منهم وصادق معاهم يعنى الأستاذ
عادل إمام فى أفلام عملها زى فيلم «حتى لا يطير الدخان» مفيهوش ضحكة واحدة!
وبالنسبة لى أنا واحد عملت أعمال محدودة حتى الآن من حقى إنى أعمل أى دور
وكل دور ولسه بدرى إنى أصنف نفسى ولا أحب حد يحجمنى أو يفرض على لون من
ألوان التمثيل ولو فشلت فى المهنة دى هسيبها وسأبحث عن شغلانه أخرى
أعملها!! ؟ هل يمكن أن نراك فى أفلام فيها قبلات أو أحضان بعيدا عن السينما
النظيفة خاصة أن هناك نوعية من الأفلام اليوم لا تخلو مما نقول عنه
«مناظر»!! - أنا بتكسف باتكسف حتى وأنا قاعد اتفرج على نفسى فى العرض الخاص
بتاع فيلم «مقلب حرامية» لا أستطيع قبول مثل هذه الأدوار إطلاقا، ذوق
الجمهور فى تغير بشكل مستمر وهدف المنتجين إرضاء الجمهور لكن أنا باحاول
أرضى نفسى وأقدم حاجة أكون مبسوط منها!! ؟ هل من الممكن أن يعترف الممثل فى
فترة من فترات حياته بأنه يريد أن يذهب إلى مدرسة أو ورشة لتعلم التمثيل!!
- أنا بالنسبة لى مش شايف فيها مشكلة لكن أنا درست فى المسرح وقدمت أثناء
دراستى أكثر من أربعين مسرحية وقدمت مسرحية واحدة من خلال القطاع العام مع
رغدة اسمها «حكاية لم تروها شهرزاد». أشعر أنه مازال عندى مخزون كبير لسه
ماطلعش لكن لو شعرت إنى محتاج لمدرسة أو ورشة لتعليم التمثيل سأذهب فورا،
وبصراحة الأدوار بتاعة اليومين دول فى سوق السينما مش محتاجة لعبقرية أو
مجهود فى الأداء دى «أدوار مرتاحة»؛ لكن فيه دور قدمته فى مسلسل «هند علام»
مع نادية الجندى كان دور مركب وصعب كمان قدمت أمام ميرفت أمين فى مسلسل
«كلمة حق» دور لمريض نفسى، الحوار فى الدور لم يكن كبيرا ولكن الشخصية فى
تقديمها كانت تعتمد على الأفعال وردود الأفعال وفى النهاية كل ما الممثل
بيبذل مجهود كل ما الناس بتحس بده وتقدره!! ؟ ممكن تقبل أعمال سواء فى
التليفزيون أو السينما لمجرد الحفاظ على دخل وكسب فلوس!! - لو أعرف أعمل
مشروع أكسب من خلاله ويأمن لى فلوس مش هيهمنى أى شىء حتى لو اشتغل فى مسرح
الهواة لكن التمثيل بالنسبة لى هواية احترفتها علشان حاجات مهمة من ضمنها
الكسب المادى والحقيقة أى ممثل بتأتى عليه فترة يكون فيها مضطر إنه يشتغل
والسلام وطبعا النتيجة فى جميع الأحوال مش حلوه وأتمنى أنه مايجيش علىّ يوم
اتعرض فيه لمثل هذه الظروف واشتغل بس علشان الفلوس!! ؟ أنت خريج مسرح لماذا
لا نشاهدك على المسرح خاصة مسرح الدولة؟! - فى الخمس سنوات الماضية قدم
مسرح الدولة «ثمانين مسرحية» لم ينجح منها مع الناس إلا ثلاث مسرحيات
والحقيقة «كتر خير مسرح الدولة» إنه شغال إلى الآن لأنه فى الواقع يخضع
لظروف إنتاجية وتسويقية ومش فى كل وقت النجوم بتكون فاضية إنهم يشتغلوا
يعنى ده حال مسرح الدولة ومسرح القطاع الخاص لم يعد له وجود، إذن أقدم مسرح
فين وبعدين المسرح عاوز التزام وتفرغ تام وده صعب، بالإضافة إلى أن الظروف
الاقتصادية بتمنع الناس من حتى دخول السينما وكل واحد يقول الفيلم بتاع
النهاردة هيتعرض فى التليفزيون ويجى لحد عندى بعد سنة «طب أدخل سينما ليه»
أو «أدخل مسرح ليه» الناس ماشيين فى الشارع متضايقين من كل حاجة وده مأثر
على السينما والمسرح ورواجهم عند الناس! ؟ بتحضر لعمل جديد؟ وما هو؟! -
هناك اتفاق مع المنتج وائل عبدالله لعمل سينمائى هيكون فيه مجموعة من
الشباب أيضا لأن دى بقت الموضة والناس بتحب تشوف مجموعة مش ممثل لوحده أشعر
إن عندى فرص فى السينما دلوقتى خاصة بعد ما قدمت أدوار من خلال التليفزيون
وده ساهم بشكل كبير فى عمل قاعدة جماهيرية لى لابأس بها! ؟ فى النهاية عاوز
تقول إيه؟! - عاوز أقول من خلال صباح الخير لكل الصحفيين اللى بيتصلوا بى
وأنا مابردش عليهم بيقولوا عليها إنى «مغرور» والله ياجماعة أنا مش مغرور
بل بالعكس أنا لا أرى إنى باعمل حاجة تدعو للغرور من الأساس كل الحكاية إنى
باتكسف وماعنديش حاجات كتير أقولها وما بعرفش أساسا اتكلم وباقول لنفسى إيه
العبقرية الجامدة اللى هتكلم فيها وبعدين مش عاوز الناس تزهق منى يعنى أنا
عارف واحد صاحبى من غير ذكر أسماء كل ما أقلب فى التليفزيون أو الجرايد
ألاقيه بيتكلم!! وعلى فكرة أنا اشتغلت فترة صحفى فنى وعارف قد إيه الصحفيين
بيتعبوا، أنا مش عاوز أتعب حد معايا وباقول لكل الصحفيين تتفرج علىّ
وتنقدنى ده أهم حاجة عندى وأهم من كل الكلام اللى ممكن أقوله!!
صباح الخير المصرية في
01/03/2009 |