بداية الرحلة
السينما العالمية تخطو خطواتها العملاقة, لتثبت مرة أخري وجودها
متحدية التليفزيون وسطوته ومسلسلاته واتساع آفاقه, ان الإسراف المنقطع
النظير في إعادة الواقع في أقرب صورة إلي الحقيقة أصبح صفة مميزة في غالبية
الأفلام الجديدة, وكان هناك مباراة في جذب المتفرج والتأثير علي حواسه
والخروج به من شاشة العرض إلي شاشة الحياة
في فيلم( أوقات عصيبة) أو عدو الدولة, الذي وفر له منتجه جيري
براكهيمر امكانيات مادية واسعة, ليحكي من خلال مخرجه توني سكوت الذي تخصص
في أفلام المغامرات العريضة قصة ضياع حرية الفرد في عالم اليوم, الذي
أصبحت فيه المطاردات من خلال الأقمار التي تتجسس علي الإنسان في عقر داره
وتحكي من خلال( ويل سميث) المطارد والمستهدف نتيجة لاطلاعه علي قضية
اغتيال شخصية كبيرة يساعده رجل غامض هوجين هاكمان في دور من أروع أدواره
المتميزة القصة كتبها دافيد ماركوني في سيناريو لاهث مملوء بالحركة ونلاحظ
أن توني سكوت في اخراجه قد أكد ايقاع العصر في مونتاج سريع متدفق وصور
متلاحقة تطارد المتفرج نفسه وتجعله يعاني مع بطل الفيلم الإحساس بعدم
الأمان في كل لحظة وتكثف الإحساس بأن حرية الفرد ضائعة ومفقودة وأنه مكشوف
مهما حاول الاختفاء فالأعين تخترق الجدران بأحدث الوسائل التي لا يمكن معها
الهروب ولقد قال سكوت انه يريد للمتفرج أن يحس بعدم الأمان الذي يعانيه بطل
القصة.
الملاحظ بعد سلسلة من الأفلام منها مجموعة الرجل الأبيض مع الأسود معا
في المغامرات البوليسية أن الثنائي ويل سميث وجين هاكمان يتوجهان هذا
الاتجاه في قمة عالية من الإثاث بعد انقاذ الجندي رايان لسبيلبرج اكتسح
فيلم الخيط الأحمر الرفيع الشاشة ليحقق نجاحا ساحقا بعد فوزه بجائزة مهرجان
برلين والأغرب من قصة الفيلم قصة مخرجه تيرانس ماليك الذي ظل20 عاما
بعيدا عن الشاشة0!) وبعيدا عن أي دعاية رافضا الإدلاء بأي تصريحات صحفية
أو أي لقاءات مع التليفزيون مكتفيا طوال الوقت بالقراءة والتأمل(!!)
ويروي عنه أنه أثناء تصوير فيلمه وتحضير لقطة فيها أكثر من400 جندي
بالإضافة إلي صعود وهبوط طائرات الهليكوبتر أنه أوقف التصوير فجأة ليتأمل
طائر حلق نادر في سماء التصوير ويؤكد بأسلوبه في الإخراج أنه يستطيع مزج
الواقعية بالشاعرية الإنسانية بدون أن يغفل عنصر الإثارة وقد تناول التبصير
السينمائي عن الحرب بشكل مختلف عن باقي مخرجي أفلام الحرب وحتي عن فيلمه
الأول أيام السماء كما يقول النقاد وحقق إيرادات وصلت في الأسبوع الثاني
إلي أكثر من4 ملايين دولار(!) وفي فرنسا يقولون إن الفيلم قد أعاد
الحرب العالمية الثانية إلي الشاشة.
و النمل أيضا دخل حرب الشاشة, وكما حدث من قبل عندما دفعت الشاشة
بالعناكب المتوحشة لإرهاب المتفرج وخرج الفريد هتشكوك العالم بإخراجه
الفريد لقصة دانن دي موريه الطيور التي توحشت وهجمت علي أطفال مدرسة أبرياء
وقتلت شخصا جاء الآن دور النمل ليدخل المعركة في أسلوب جديد استعانت فيه
السينما بكل الحيل الجديدة لتظهر النمل مخلوقات لها ما للإنسان من عواطف
مختلفة.
و.. يكتسح النمل اليوم الشاشة الأوروبية.
أسماء علي الشاشة
حدث فني رائع متابعة العثور علي الاكتشافات الفرعونية في التليفزيون
العالمي يدخل به الوزير الفنان نافذة مفتوحة علي بليون مشاهد مبهورين
بمصر.
يوسف شعبان: في الضوء الشارد لم يكن ضوءا شاردا, ولكن ضوءا أمام
في كل الحلقات بحضوره المتدفق الخلاق, وهذا التمكن, الذي أضفي علي
القائه حيوية متدفقة وأبعادا متطورة لشخصيته ذات المزيج من القوة والصرامة
والتأثير الخلاق.
مفيد فوزي: في ابحاره للمستقبل يصحب معه ذكاء المحاور وماضيه الصحفي
الواسع ويفتح لنا طاقة علم واسعة ويستضيف من العلماء نجوم برنامجه الذكي
المثير.
رانيا فريد شوقي.. انفصلت عن الوجه الذي ظهرت به وقدمت به نفسها علي
الشاشة لتنفرد الآن بشخصية ممثلة تستحق الثقة بها واسناد أدوار التمثيل
إليها.
محمد عبد العزيز: عندما قدم أسرته الفنية في ولاء رائع لم ينس أن
يقول إنه كان يحلم أن يكون كمثله الأعلي صلاح أبو سيف ولاء نادرا.
موسيقي
طفرة موسيقية واسعة الأبعاد بالمايسترو مصطفي ناجي رئيس هيئة
الأوبرا, خاصة عندما تنتقل أوركسترا الأوبرا السيمفونية للصعيد, ويعزف
رمزي يسي ويفكر المؤلف العالمي بندراكس أن يستوحي عملا من مصر والنشاط
المكثف يتخذ أكثر من صورة.
عمر خيرت نهض من فراش المرض والعملية الجراحية ليحافظ علي موعده مع
جمهوره في دار الأوبرا فيقدم مؤلفاته ويعزفها في حب متجدد بنفسه.
ماجدة الرومي تحلق بصوتها في المسرح الكبير من أجل الأطفال وما أجمل
أن يكون الخير فنا.
ودعوة لتجدد الصداقة بين موسيقي يحيي خليل وصوت محمد منير هل تتم؟
حاسمان زكي تواصل التعارف بين الأوبرا وجمهور التليفزيون موعد أسبوعي
يرتفع بالتذوق.
والصعيدي في قمة نشاطه ومعارض الفن تتابع.. إنها طفرة نشاط فني
متصلة ثمرتها جيل صاعد من عشاق الفن الراقي.
كلمات علي الشاشة
أصعب ما في الذكري عندما تتحول إلي مجرد كلمات
ديل كاستيو
الشوط الأخير من حياتي قد انتهي بدون أهداف
توفيق الحكيم
نهاية الرحلة
الإرادة نصف القوة.
الأهرام اليومي في
10/03/2009 |