اسطنبول- العرب أونلاين- وكالات: بشعره الاشقر وعينيه الزرقاوين
ولفتاته الرومانسية استحوذ الممثل التركي كيفانج تاتليتوج على قلوب النساء
في أنحاء العالم العربي وخلقت شهرته موجة من الاهتمام الإقليمي بوطنه.
الممثل الذي أطلقت عليه وسائل الإعلام التركية اسم "براد بيت الشرق
الاوسط" قاد النجاح المتزايد للمسلسلات التلفزيونية التركية في أنحاء
المنطقة من خلال مسلسله "نور" وأعطى دفعة لصناعة السياحة ببلاده اثناء
هذا.
ويتزامن هذا النجاح مع صعود نجم تركيا في العالم العربي منذ تنديد
رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الصريح في منتدى دافوس الاقتصادي العالمي
بالهجوم الذي شنته اسرائيل على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس في
يناير كانون الثاني وهو ما قوبل بالإشادة وأكسبه شعبية في أنحاء المنطقة.
ويستقطب تاتليتوج إشادة من نوع مختلف في زيارات ترويجية يقوم بها لدول
عربية.
ويقول الممثل "25 عاما" وهو لاعب كرة سلة سابق وعارض أزياء فاز
بمسابقة افضل عارض أزياء في العالم عام 2002 "رد الفعل لا يصدق. أواجه
ناسا يصرخون. هناك ناس يبكون من الفرحة. السن ليس مهما."
ويعكس ازدياد اهتمام العالم العربي بالثقافة الشعبية التركية اوجه
التشابه الثقافية والدينية بين العرب وجارتهم الشمالية التي يغلب المسلمون
على سكانها لكنها دولة علمانية تحاول الانضمام الى عضوية الاتحاد
الاوروبي.
كما يأتي ايضا في الوقت الذي يعتزم فيه باراك اوباما أن تكون تركيا
أول دولة اسلامية يقوم بزيارتها كرئيس للولايات المتحدة لتأكيد أن "من
الممكن أن يكون هناك تعايش بين الديمقراطية والحداثة والإسلام" وفقا لما
ذكرته وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في أنقرة الاسبوع الماضي.
وازدهرت العلاقات التجارية وعلاقات الاعمال بين تركيا والعالم العربي
منذ تولى حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه اردوغان وله جذور في الإسلام
السياسي الحكم في أنقرة عام 2002.
ويركز مسلسل "نور" على العلاقة بين محمد واسمه في النسخة العربية
مهند "وليس محمد" وزوجته نور. واستقطبت الحلقة الاخيرة من المسلسل قرابة 85
مليون مشاهد في أنحاء العالم العربي وهو رقم قياسي بالنسبة للتلفزيون
العربي.
وقال تاتليتوج في مقابلة مع رويترز بحي ليفينت الراقي في اسطنبول
"محمد أشقر وعيناه زرقاوان لكنني مسلم ولدينا ثقافة قريبة جدا من "ثقافة"
الشرق الأوسط."
وأضاف الممثل وهو ابن مالك متجر للحلويات من مدينة أضنةالمطلة على
البحر المتوسط "الناس شعروا بتناقض بين المظهر الخارجي والسلوك... إنه ليس
شخصا يخرج وينغمس في سلوك غير شريف. إنه رجل يظهر احتراما واهتماما وحبا
جما لزوجته."
ويستغل تاتليتوج نجاح مسلسل نور في العالم العربي بمسلسل جديد بعنوان
"ميرنا وخليل" الذي يلعب فيه ايضا دور البطل الرومانسي خليل. وأثار مسلسل
"نور" جدلا.
واستنكر رجل الدين السعودي البارز الشيخ صالح اللحيدان المسلسل
باعتباره شرا مجيزا قتل القائمين على القنوات الفضائية لبثهم "مواد غير
لائقة." لكن الفتوى لم تقلل من شعبية المسلسل.
و"نور" واحد من نحو 12 مسلسلا تركيا يجري بثها عبر قنوات تلفزيونية
عربية من بينها الدراما التاريخية "الأجنحة المتكسرة" وأحدث الاعمال
التركية التي حققت نجاحا كبيرا وهو مسلسل الحركة "وادي الذئاب."
وغذى الاهتمام بالمسلسلات زيادة في الزيارات التي يقوم بها سياح عرب
لتركيا. وقفز عدد الزوار من الشرق الاوسط وشمال افريقيا بنسبة 50 في المئة
خلال عامين الى قرابة مليونين عام 2008.
وتقول شيرين الجزار "24 عاما" وهي مصرية "أصرت امي أن نزور تركيا وليس
اي مكان آخر بسبب المسلسل التلفزيوني في الأساس."
وأضافت "في رحلتي الأخيرة لتركيا الصيف الماضي كان الكثير من النساء
المصريات يقارن المناظر بما رأينه في التلفزيون."
وقال سردار علي عابد مالك شركة الكرنك للسياحة إنه يتوقع أن يتضاعف
عدد زبائن شركته من العرب هذا العام بعد زيادة بنسبة 50 في المئة العام
الماضي الى 25 الف عميل.
وفي الصيف الماضي أخذ مجموعات من السياح العرب الى فيلا عبود افندي
الرائعة التي صورت بها بعض مشاهد "نور" وتطل على مضيق البوسفور على الجانب
الاسيوي من اسطنبول.
وقال عابد "في رأيي ستكون هناك زيادة بنسبة مئة في المئة هذا العام
بعد دافوس" مشيرا الى انسحاب اردوغان غاضبا من المناظرة التي شارك فيها
الرئيس الاسرائيلي شمعون بيريس حيث اتهم اسرائيل بأنها "تعرف جيدا جدا كيف
تقتل."
كما أشيد بتركيا في المنطقة لجهودها كوسيط للسلام في الشرق الاوسط تحت
قيادة اردوغان مستغلا وضعها المتفرد حيث تتمتع بعلاقات وثيقة مع اسرائيل
والدول العربية وواشنطن.
واتسمت العلاقات الحديثة لتركيا مع العالم العربي الذي حكمته لقرون
كجزء من الامبراطورية العثمانية بالحذر العربي من الدولة التركية
العلمانية.
لكن حكومة اردوغان شجعت إقامة علاقات تجارية وعلاقات أعمال أقوى مع
العالم العربي.
وقام الرئيس التركي عبد الله جول بزيارة رسمية الى السعودية الشهر
الماضي مع نحو 150 رجل أعمال يأملون في الفوز بعقود للبنية التحتية وعقود
صناعية. وزادت التجارة مع السعودية وحدها الى خمسة مليارات دولار عام
2008 مرتفعة عن ملياري دولار عام 2006.
كما تتطلع شركة فيستيل لصناعة الأجهزة الالكترونية الاستهلاكية الى
الاستفادة من الاهتمام المتزايد بالمسلسلات التركية.
وفي العام الماضي أطلقت حملة إعلانية تصدرها تاتليتوج في أنحاء الشرق
الاوسط وشمال افريقيا.
وقالت زينب اورال مديرة الاتصالات بالاسواق الصاعدة بشركة فيستيل
"نجاح إعلاناتنا... دفعنا الى إطلاق حملة أخرى "بطلها" كيفانج تاتليتوج في
سوريا." وتأمل الشركة أن تضاعف حصتها من السوق السوري الى عشرة في المئة
عام 2010 وتأمل أن تحقق خمسة في المئة هذا العام.
وستقيم حفلا هذا الشهر بفندق خمسة نجوم في اسطنبول حيث ستتاح لمئة
فائز بمسابقة أجرتها لعملائها في سوريا مقابلة النجم شخصيا.
العرب أنلاين في
11/03/2009 |