على الرغم من دخول الموسم السينمائي الصيفي هذا العام في غيبوبة عميقة بسبب ضعف الايرادات وسقوط النجوم الكبار بجانب الأزمة المالية والظروف الاقتصادية الصعبة والمتردية إلا ان الفنان الكوميدي أحمد حلمي استطاع ان يرد وعي الموسم ويبدو بمثابة شعاع الأمل الذي يترقب الجميع ان يعيد الجمهور الى قاعات السينما من خلال فيلمه "ألف مبروك" الذي حقق ايرادات قدرها خمسة ملايين و500 ألف جنيه خلال خمسة أيام ونصف اليوم تحديداً منذ بدأ عرضه جماهيريا ويبدو ان حلمي سيحافظ من خلاله على المكانة المميزة التي حققها في الأعوام الماضية وذلك بتربعه على قمة إيرادات السباق قرابة أربعة مواسم سينمائية.

الفيلم سيناريو وحوار محمد دياب وإخراج أحمد نادر جلال ويشارك في بطولته الوجه الجديد رحمة وفريق مسرحية قهوة سادة وانتاج الباتروس كامل ابوعلي، ووصلت ميزانية انتاجه ل 15 مليون جنيه، كان نصيب أحمد حلمي منها سبعة ملايين

تحمل احداث الفيلم بعدا نفسيا من خلال شخصية واقعية وليست من وحي الخيال لشاب يعاني من البطالة ويعيش تحت سطوة حالة من الارتباك والعشوائية واللامبالاة في تعاملاته مع أموره الحياتية المختلفة مثل الملايين من الشباب في مجتمعنا وهو ما يعني أن حلمي قرر أيضاً هذه المرة أن يقتحم الجمهور في عقر مشاعرهم وأحاسيسهم ويدلف إلى عوالم تثير الشجن والسخرية والضحك في آن واحد.

المثير في الموسم السينمائي هذا العام هو سقوط اسطورة الزعيم عادل إمام المنافس الأول لحلمي الذي واجه انتقادات حادة في فيلمه الأخير "بوبوس" نظرا لاحتوائه على مشاهد جريئة وايفيهات ذات ايحاءات جنسية لا تليق بتاريخه الفني ولا تتناسب مع عمره ما أثر سلبا على حجم الايرادات التي لم تتجاوز المليونين خلال ثلاث اسابيع من العرض وهي إيرادات لا تتناسب مع الإيرادات التي كان يحققها إمام منذ أول أسبوع لعرض أفلامه. الفيلم تأليف يوسف معاطي واخراج وائل إحسان وبطولة عادل إمام ويسرا وأشرف عبدالباقي.

بينما لم تتجاوز إيرادات فيلم "إبراهيم الأبيض" بطولة أحمد السقا ومحمود عبد العزيز، ال 10 ملايين جنيه حققها خلال أربعة اسابيع من العرض يليه فيلم "الفرح" بطولة جومانا مراد وخالد الصاوي وياسر جلال محققا 6 ملايين جنيه خلال خمسة اسابيع.

وعكس كل التوقعات لم يحقق فيلم "دكان شحاتة" بطولة عمرو سعد وهيفاء وهبي وإخراج خالد يوسف سوى 9 ملايين بعد سبعة اسابيع من عرضه.

من جانب آخر استطاع فيلم "عمر وسلمى 2" بطولة تامر حسني ومي عز الدين أن تصل ايراداته الى ل 15 مليون جنيه بعد سبعة اسابيع من بداية عرضه.

بينما حقق فيلم "بدل فاقد" تأليف محمد دياب وإخراج أحمد علاء، بطولة أحمد عز ومنة شلبي ومحمد لطفي وأحمد فؤاد سليم، ثلاثة ملايين خلال اسبوعين من عرضه.

اما فيلم (السفاح) تأليف خالد الصاوي وعطية الدرديري وبطولة هاني سلامة ونيكول سابا وخالد الصاوي، وتدور أحداثه حول قصة واقعية لسفاح شهير شغل الرأي العام في مصر فحقق اربعة ملايين بعد مرور اسبوعين من عرضه..

ومن أبرز ظواهر سباق هذا العام غياب مجموعة من الفنانين ممن اعتدنا على وجودهم في سباقات الأعوام الماضية لعل من أبرزهم محمد سعد الذي يغيب لأول مرة منذ ثمانية أعوام ومحمد هنيدي الذي يغيب عن سباق الصيف لأول مرة وغيرهم من الفنانين الآخرين.

الراية القطرية في

29/07/2009

فيلم "1000 مبروك"، يعري الكثير من النوازع الداخلية

أحمد حلمي يحقق المعادلة الصعبة بـ"ألف مبروك" 

دبي ـ عاد النجم السينمائي المصري، أحمد حلمي ، بفيلمه الجديد "1000 مبروك" ليؤكد مسعاه من جديد نحو تحقيق المعادلة الصعبة، التي تجمع بين تقديم عمل سينمائي جذاب، يشد الجمهور، والمضمون الذي يثري عقل ورؤية المشاهدين، حسب ما ورد بسبكة سي آن آن الإخبارية.

فالفيلم الذي كتبه محمد دياب، تدور أحداثه حول شاب يتحضر لزواجه، ليفاجأ بتكرار أحداث صباح يوم عرسه بشكل دائم، وكأن لعنة أصابته، ليمر بمواقف طريفة ومختلفة مع نفس الأشخاص، ولكن بشكل مختلف في كل مرة غير أن النهاية واحدة، وهي وفاته، مما يدعوه إلى التساؤل عن سبب اللعنة التي أصابته والتي تجعله يدور بحلقة مفرغة.

ويرصد الفيلم، كيف أن الشخصية الرئيسية بالفيلم، "أحمد،" عبارة عن محاسب بإحدى الشركات المتعاملة بالبورصة، ويخشى المجازفة، في الوقت الذي يمر بحالات غريبة صباح يوم عرسه، الذي يكشف له تكرار الأحداث فيه، ومحاولاته للخروج من مأزق تكرار يوم زفافه، عن خفايا لم تكن ظاهرة أمامه، فيعلم أن والدته مدمنة على أحد الأدوية المسكنة، ويكتشف أن والده قام بعلمية اختلاس لمساعدته على إتمام زواجه.

وتدفع هذه الأحداث أحمد إلى التصرف بجنون ليبحث عن العلة التي أصابته، وكيفية خروجه من دوامته ومن واقع عائلته المرير، ليعرف بعد محاولاته لتجاوز وضعه الحالي بأن والدته تعاني من السرطان وتلجأ للأدوية المسكنة لتخفيف مصاريف علاجها، كي لا تؤثر على زواجه، ويكتشف أن والده كان قد سحب أموالا من معاشه قبل موعد استحقاقها، وبالتالي لم يكن مختلسا.

ويلاحظ أحمد بعد ذلك، أن شقيقته مرتبطة مع أعز أصدقائه بعلاقة عاطفية صادقة بعيدا عن الشبهات، ليتبين له أنه في النهاية هو الذي كان غائبا عن عائلته ومستغرقا بنوازعه الأنانية بعيدا عن المحيطين به وكأنه في كوكب آخر بعيدا عنهم.

فيلم "1000 مبروك"، الذي يدور في إطار كوميدي فانتازي "خيالي"، يعري الكثير من نوازعنا الداخلية، حيث يظهر أنانيتنا في واقعنا المعاش وانهماكنا بأنفسنا، متجاهلين الآخرين، من أقرب الناس إلينا، مثل آبائنا وأمهاتنا وصولا إلى جيراننا وحتى الأشخاص الذين نقابلهم في الشارع بكل لامبالاة، إذ يظهر هذا العمل فشل مثل هذا النمط من التفكير وعقمه نحو تطوير حياة الإنسان والمجتمع من حوله.

تمكن مخرج العمل أحمد جلال، ابن المخرج الشهير نادر جلال، من إمساك خيوط الفيلم بمهارة وحرفية فائقين، إذ نجح في المزج بين جدية المواقف التي يحتويها سيناريو أحمد دياب المحكم، والأداء الكوميدي والقفشات التي لطالما أسعدنا بها أحمد حلمي، الذي تفوق على نفسه في عمله الجديد، من جهة تمكنه من مزج الجانبين الطريف من شخصية بطل الفيلم "أحمد" والجدي والمأساوي.

العرب أنلاين في

29/07/2009