قاموس «مؤقت جداً» للدخول في
مهرجان «كان»
أيام قليلة وتبدأ عروض ستشغل
الناس طوال العام
باريس - ربيع إسماعيل
يوم
الأربعاء المقبل تفتتح
الدورة
الجديدة لمهرجان «كان» السينمائي في الجنوب الفرنسي نشاطاتها. ومن المتوقع
هذا العام أن تكون الدورة استثنائية، حتى إن كانت قلة من الناس فقط قد
شاهدت عدداً
ما من الأفلام التي ستعرض في التظاهرات الكثيرة لهذا المهرجان
الذي يعتبر الآن
الأهم والأشهر في العالم.
ولعل أول
أسباب تميز هذه الدورة كونها تحمل الرقم
ستين. والمهرجانات تحتفل عادة بهذه الأرقام المدورة. وانطلاقاً من هنا حرص
منظمو
المهرجان على أن يحصلوا من كبار المخرجين العاملين في عالم سينما اليوم على
جديدهم.
ولقد استجاب هؤلاء وخصوصاً أن معظمهم يعتبر من أبناء «كان». بل إن عدداً
منهم، سواء
كانوا مشاركين الآن في المسابقة الرسمية أو في أية تظاهرات خارجها، كانوا
بين رؤساء
لجان التحكيم أو أعضائها في دورات سابقة ومنهم إمير كوستوريتسا، وكونتين
تارانتينو
ومارتين - سكورسيزي، وخصوصاً وونغ كارواي الذي بعدما كان كبير
محكمي العام الماضي،
يفتتح دورة هذا العام بفيلمه الجديد «ليالي بلوبيري».
كالعادة
تنقسم عروض
المهرجان إلى تظاهرات أهمها، طبعاً، المسابقة الرسمية وما يعرض
في إطارها إنما خارج
لجنة التباري ثم هناك تظاهرة «نظرة ما»، و»أسبوع النقاد» و»درس السينما»
و»سينما
العالم»، وصولاً إلى تظاهرة شديدة الأهمية هي «أسبوع المخرجين» التي تقام
على هامش
«كان»، في استقلال نسبي عنه، لكنها تعتبر احياناً ممراً ضرورياً لمخرجين
سيصبحون
لاحقاً من
أهل التظاهرة الرسمية في «كان». وهنا لأن كل هذا يبدو الان أشبه بالكلمات
المتقاطعة نخص قارئ «الوسط» بهذا «القاموس» الابجدي الذي همه أن يسهل على
هذا
القارئ إدراك ما يدور في المهرجان. إنه قاموس أولي، لا يحتوي
طبعاً على كل شيء...
لكنه من
خلال ما يحتوي عليه يحاول ان يقدم خريطة ممكنة لأهم تظاهرة سينمائية في
عالم اليوم... التظاهرة التي إذا كنا نعرف أن نحو ثلاثين أو أربعين ألف شخص
يتابعونها في مدينة كان نفسها، فإننا نعرف ايضاً ان ملايين
يتابعونها عبر الصحف أو
شاشات التلفزيون في مناطق كثيرة من العالم.
الاخوان
جويل وإيثان
كون
هذان
الأخوان اللذان يعملان معاً وتحمل افلامهما توقيعهما، يعودان هذا
العام إلى «كان» بعد غياب طويل، اكتفيا خلاله بعرض جديدهما في الصالات
التجارية.
كانت أخر مشاركة لهما في «كان» من خلال «قتلة السيدة» المأخوذ من فيلم
انجليزي قديم
هذا الفيلم لم يحقق يومها نجاحاً كبيراً، لذا ظلت مشاركتهما قبل ذلك في
تحفتهما
«الحلاق»
أو الرجل الذي لم يكن هناك، وهي أخر مشاركة لافتة لهما في هذا العيد
السينمائي. هذه المرة يعود جويل وإيثان في فيلم غريب بعض الشيء عنوانه «لا
وطن
للرجل العجوز» يفترض منذ الان أنه سيعيدهما إلى خانة سينما
المؤلف، وربما أيضاً إلى
الجوائز الكبرى التي ظلت غائبة عنهما من السعفة الذهبية لـ «بارتون فنك»
والنجاح
النسبي لـ «فارغو». بعودتهما هذه يمنح الأخوان كون دورة هذا العام من «كان»
حضور
أميركي لافت.
الكسندر
سوكوروف
هذا
الروسي المبدع الذي اعتاد ان يحقق
نجاحاً (أو فضيحة) مع كل فيلم يعرضه واحد من المهرجانات، سواء أكان ذلك في
«كان» أو
«برلين»
وبعدما قدم خلال السنوات السابقة تحفاً منها ثلاثيته عن دكتاتوريي القرن
العشرين (لينين، هتلر وهيروهيتو)، ومنها فيلمه التاريخي المدهش الذي يتألف
كله من
لقطة واحدة في تسعين دقيقة (السفينة الروسية)، يعود الان في
فيلم «الكسندرا» الذي
يشارك به في المسابقة الرسمية. وكل ما عرف عن هذا الفيلم حتى الأن هو أن
أحداثه
تدور حول القضية الشيشانية، ما يجعله مرشحاً منذ الان لنقاش صاخب، ربما
سيكون
نقاشاً سياسياً يذكر بذلك الذي كان من نصيب البوسني أمير
كوستوريتسا قبل أكثر من
عقد من الان حين قدم رائعته «اندرغراوند» عن الوضع السياسي في «يوغوسلافيا»
فجوبه
بمقالات هجومية صاخبة كتبها ضده مثقفون فرنسيون! السؤال الان: هل يجابه
سوكوروف مثل
ذلك الهجوم؟
أمير
كوستوريتسا
فتى
السينما من البوسنة اللامع يعود بعد
ثلاثة أعوام انقضت على أخر مشاركة له في هذا المهرجان الذي لم يبخل عليه
بالجوائز
منذ اطلالته الأول على العالم قبل ثلاثة عقود تقريباً. بفيلمه الجديد «عدني
بهذا»
يحاول كوستوريتسا ان يحطم رقماً قياسياً يفوق عدد المرات التي يمكن فيها
لمخرج أن
يفوز
بالجوائز الكبرى في المهرجانات. نعرف أن هذا الفنان الذي يمارس موسيقى
الروك
بقدر ما يمارس فن السينما بجدية وحب، سبق أن فاز بـ «السعفة الذهبية» مرتين
قبل
الان، مرة عن «الحب في رحلة عمل» وأخرى عن «اندرغراوند»، كما
فاز بجائزة لجنة
التحكيم الخاصة عن «زمن الفجر»، ناهيك عن جوائز أخرى في مهرجانات غير
«كان». فهل
ستمكنه حكاية الحب والتجوال التي يقوم بها في الفيلم الجديدمن الفوز؟
إيليا
سليمان
الفلسطيني
الذي يقيم ويعمل منذ سنوات بين فرنسا والولايات لمتحدة،
والذي كان أدهش أهل كان قبل فترة حين عرض فيلمه الرائع «يد إلهية» في
المسابقة
الرسمية، ففاز بثاني أكبر جائزة في مهرجان: جائزة لجنة التحكيم
الخاصة. هذا
الفلسطيني المبدع يعود اليوم، ليس بفيلم طويل ولا عضواً في لجنة التحكيم،
كما كانت
حاله قبل فترة، ولكن كواحد من ثلاثين مخرجاً ونيف اختارتهم إدارة «كان»
ليحققوا
معاً فيلماً طويلاً مشتركاً عن ستينية «كان». وهو «إيليا
سليمان»، العربي الوحيد
بين هؤلاء إلى جانب يوسف شاهين.
جوليا
روبرتس
كما يحدث
عادة، إذا
كانت الصالات للأفلام، بأن الفنادق والحفلات الصاخبة ستكون
للنجوم. وواضح منذ الان
أن
عدداً النجوم في هذه الدورة سيكون كبيراً، بدءاً من جوليا روبرتس وصولاً
إلى
كاثرين زيتا جونز مروراً بجورج كلوني... واللائحة طويلة. جوليا ستحضر
لمساندة فيلم
«اصدقاء أوشن الثلاثة عشر»، من إخراج صديقها ستيفن سوديربيرغ، حتى وإن كان
الفيلم
يعرض خارج
المسابقة الرسمية.
جين فوبدا
نجمة
النجوم هذه، والتي كانت
إحدى
كبيرات ضيوف مهرجان «كان» خلال الستينات والسبعينات، تعود بعد غياب ولكن
ليس
من
أجلها بل في إطار تكريم خاص لوالدها الراحل هنري فوندا.
ولكن من
المؤكد
أن الجمهور وأهل كان» سيعاملون النجمة السابقة التي تحولت من
اليسار المناضل إلى
اليمين المحافظ، ومن التمثيل المبدع إلى تدريس الحركات الرياضية، بما يليق
بتاريخها
الذي كان مجيداً، وعاشت جزءاً منه في فرنسا، حين كانت زوجة
للمخرج الراحل روجيه
فاديم وبطلة بعض أجمل أفلامه.
ديفيد
فينشر
صاحب «إلين»
و»سبعة»
و»نادي العراك» و»غرفة الرعب» لم يسبق له أن شارك في أية مسابقة رسمية في
«كان»
وغيره،
ولم يفز بأية واحدة من جوائز المهرجانات. ومن هنا تلفت النظر مشاركته هذه
المرة، خصوصاً أن سمعة فيلمه الجديد (المشارك في المسابقة الرسمية) «زودياك»
سبقته،
إذ شوهد الفيلم ونال اعجاباً كبيراً، بحيث أن كثراً يتوقعون
منذ الان جائزة أساسية
لهذا المخرج الشاب الذي يعود في هذا الفيلم إلى موضوعه المثير حكاية
السفاحين الذين
يقتلون بالجملة.لكنه إذا كان في تحفته الأولى «سبعة» قد جاء بموضوعه من
الخيال
الروائي، فإنه في «زودياك» يستلهم جرائم حقيقية حدثت في لوس
أنجليس في سنوات
السبعينات. ويقول النقاد إن فينشر حقق عملاً كبيراً، إن لم يكن في تصويره
موضوع
الفيلم، فعلى الأقل في رسمه لأجواء المدينة الأميركية الغريبة ورسمه
الذهنيات
فيها.
دينيس
أركاند
غريب أمر
هذا المخرج الأتي من كندا الناطقة
بالفرنسية - فهو يُنسى ولا يخطر في البال الا حين يدخل المرء لمشاهدة
فيلماً له.
هنا تبرز سينماه كبيرة لئيمة تعالج الأوضاع السياسية والاجتماعية بسخرية
مرة من دون
أن
نجد مثيلاً لها عند غيره من المخرجين المعاصرين. حدث هذا حين شاهد الناس
-
انهيار الامبراطورية الأميركية، قبل عقد ونيف. ثم حدث حين شوهد فيلمه
لحوادث «الغزوات
البربرية» في «كان». يومها كان يمكن لهذا الفيلم ان يفوز بالسعفة الذهبية،
لكن وجود «فيل» غاس فان سانت حرمه منها، فكان عليه ان يكتفي بجائزة لجنة
التحكيم
الخاصة. هذا العام يعود أركاند بجديده «عصر الظلمات» فهل يثأر
لنفسه وتحديداً من
فان سانت الذي يعود هو الآخر بجديده؟.
ستيفن
فريرز
رئيس لجنة
التحكيم لهذا العام، سيكون سيد اللجنة من دون أن ينسى أن
مهرجان «كان» لم يخصه بأي
تكريم على رغم ابداعاته العديدة وكونه من سادة السينما الأميركية
الكبار.
ستينية
«كان»
أشرنا إلى
هذا أعلاه ونكرره هنا: هذا العام
يحتفل مهرجان «كان» بالذكرى الستين لتأسيسه. ومن هنا استثنائية هذه الدورة
وإقبال
كبار المخرجين على عرض أفلامهم في مختلف تظاهراتها. وكالعادة
ستعطي الدورة جائزة
خاصة إلى مخرج كبير، وبشكل مفاجئ. فهذه عادتها، إذ في الدورة 25 أعطت سعفة
ذهبية
مهمة لانغمار برغمان. وفي الدورة الخمسين منحت هذه السعفة الخاصة نفسها إلى
عميد
السينما العربية يوسف شاهين، الذي كان يعرض في ذلك العام
(1997) فيلمه «المصير» في
المسابقة
الرسمية. كثر اعتقدوا يومها أن «المصير» هو الذي فاز بالسعفة الذهبية لكن
الحقيقة لم تكن كذلك. الحقيقة كانت أهم: كانت أن أهل كان اختاروا شاهين
لنيل اعظم
جائزة أعطيت في «كان» حتى اليوم. فمن يكون صاحب السعفة الذهبية
الخاصة في هذا العام
الستيني؟
ربما واحد
من عشرات المخرجين الذين حقق كل واحد منهم شريطاً في
ثلاث دقائق عن «كان» وتاريخه، سيعرض خلال الدورة، كتكريم متبادل من
المهرجان
والكبار الذين صنعهم أو صنعوه.
سينما
العالم
هذه
تظاهرة خاصة اعتاد
مهرجان «كان» أن يقيمها على هامش تظاهراته كتكريم سنوي لعدد من
بلدان تقدم جديداً
ومدهشاً في عالم الفن السابع. من دون أن يكون من الضروري أن تقتصر العروض
على أفلام
جديدة. تظاهرة هذا العام تكرم الهند وكولومبيا وسلوفينيا
وإفريقيا بشكل عام وبولندا
ولبنان
.
غاس فان
سانت
هذا
المخرج الأميركي الخاص جداً والذي صار منذ
سنوات من معتادي كان وأبنائه، كان قبل أعوام فاز بالسعفة الذهبية عن تحفته
«فيل».
الفيلم الذي تناول فيه روائياً الموضوع نفسه الذي كان مايكل مور تناوله
وثائقياً،
أي
المراهقين اللذين استخدما السلاح ليقتلا رفاقاً وأساتذة لهما في جامعة
كولومبين.
في العام الفائت عاد فان سانت إلى «كان» محاولا بفيلمه عن الصبي المنتحر
كورت كوين
أن يجدد
نجاحه، لكنه اخفق في ذلك. هذا العام يعود أيضاً وفي ذهنه الغاية نفسها
ودائما انطلاقاً من سعيه لمعالجة مشكلات الشبيبة الأميركية في أفلامه.
فيلمه
الجديد المشارك هو «حديقة الرهاب» وموضوعه فتى يقتل حارس حديقة
عامة عن طريق الخطأ
فيما كان يمارس، في الحديقة، رياضة الرولر. الشكل الخارجي للفيلم جريمة
ومطاردة،
لكنه في أعماقه يطل من جديد على أنفلات أزمات الجيل الجديد في أميركا. كثر
يراهنون
منذ الان على أن هذا الفيلم لن يعود من «كان» خالي الوفاض.
فاتح
آكين
ألماني أو
تركي، روائي أو تسجيلي. سؤالان يطرحان دائماً بصدد الحديث عن
المخرج فاتح آكين. هو ألماني من أصل تركي كان فيلمه الأول «العناد»، حقق
جوائز
وسمعة طيبة.
قبل أعوام
شارك آكين في دورة لـ «كان» بفيلم وثائقي عن الموسيقى
والرقص من اسطنبول، نظر إليه كثر على أنه أكثر من مجرد فيلم سياحي. اليوم
يعود آكين
بفيلم ألماني جديد عنوانه «من الجانب الآخر» وطبعاً ستكون لنا
عودة إليه بعد
مشاهدته.
فرنسا
فرنسا هي
المضيفة في «كان». طبعاً من هنا تحتفظ
لنفسها بحصة الأسد في العروض. ولا يشذ هذا العام عن القاعدة، حتى وإن كان
لافتاً أن
المشاركات الفرنسية من درجة تقل عن الصف الأول. ما السبب؟ من
الصعب الإجابة ولكن من
الأسهل القول إن فرنسا لا تحضر فقط عبر نسبة لا بأس بها من أفلام المسابقة
وغيرها
من
التظاهرات، بل تحضر كذلك من خلال شركاتها الإنتاجية ذات اليد في تمويل أكثر
من
نصف الأفلام المعروضة في شتى التظاهرات، حتى وإن كانت أفلاماً
آتية من روسيا أو
المجر أو رومانيا أو حتى الولايات المتحدة الأميركية. ترى هل من الصعب أن
نرى
تطبيقاً للمثل الشعبي «ما حك جلدك سوى ظفرك».
كاثرين
بريا
صعب على
كثر حين أعلن الخبر أن يصدقوا أن المخرجة كاثرين بريا يمكن حتى
أن تمثل فرنسا في
المسابقة الرسمية لمهرجان «كان». ومع هذا هاهو اسمها ثانياً في لائحة
الأفلام
المتبارية. وها هو عنوان فيلمها المشارك يتصدر الأخبار «العشيقة القديمة»
فمن أين
العجب؟ فقط من واقع أن بريا لم تكن أبداً مخرجة كبيرة. سمعتها
قامت فقط على إباحية
أفلامها التي اعتادت حتى الرقابة الفرنسية أن تغضب منها.
من هنا
فإن كثر
يتشوقون منذ الآن لمعرفة ما إذا كانت بريا في جديدها هذا صارت
تستحق مكانة بين
المخرجين الجديين، إلا أن «كان» أراد أن ينفتح أكثر وأكثر على أنواع
سينمائية غير
معهودة فيه، منها السينما الإباحية؟
كوينتين
تارانتينو
فتى
هوليوود
الصاخب والمدلل، كان قبل سنوات رئيساً للجنة التحكيم في «كان»
وكان هو الذي أعطى
مواطنه مايكل مور السعفة الذهبية التي أثارت احتجاجات كبيرة، عن «فهرنهايت
11/9».
كان
واضحاً يومها أن تارانتينو الفائز بالسعفة قبل سنوات من ذلك عن
«بالب
فيكشن»، أراد تحت غطاء «النمر السياسي» و»لعبة الاستفزاز» أن يرضي منتجيه،
أصحاب «ميراماكس» الذين وزعوا الفيلم. ونعرف أن سعفة كان لمور ضاعفت عدد
متفرجي
فيلمه. اليوم يدخل تارانتينو المسابقة بجديده «دليل الموت»
الذي كالعادة سيكون
عنيفاً صاخباً وأكثر من هذا مجدداً سينمائياً.
مؤكد أن
الذين كانوا من بعد «كيل
بيل» في جزئيه، يتساءلون «أين سيصل تارانتينو في استفزازية شخصيته وسينماه،
سيجدون الرد في فيلم يمكن المراهنة منذ الآن على أن ستيفن فريرز سيجد صعوبة
في أن
يعطيه جائزة كبرى»!
مارتين
سكورسيزي
نعرف أن
أكبر مخرج أميركي هو
مارتين
سكورسيزي، الذي لم تكن لأفلامه مواعيد كبيرة وأساسية مع مهرجان «كان». منذ
السعفة الذهبية التي نالها العام 1976 مع فيلمه الرائع «سائق التاكسي». هذه
المرة
أيضاً يحضر سكورسيزي وبقوة، ولكن من دون فيلم وأكثر من هذا من
دون أن يكون رئيساً
للجنة التحكيم. حضوره سيكون مثلثاً من ناحية لإلقاء درس السينما السنوي
الذي يلقيه
على جمهور كان السينمائي الكبير في كل عام. ومن ناحية تالية للإعلان عن
تأسيس مؤسسة
جديدة همها الحفاظ على الأفلام الكلاسيكية وإعادة طبعها وتأهيلها، ومن
ناحية ثالثة
-
غير مؤكدة حتى الآن، لعرض آخر فيلم وثائقي حققه وهو عن فريق الرولنغ
ستونز.
مايكل مور
عدو جورج
بوش الرقم واحد في عالم السينما
والاستعراض، يشارك في «كان» هذه المرة ولكن خارج المسابقة الرسمية.
وكعادته، في
فيلم تسجيلي عنوانه هذه المرة «سيكو» وموضوعه الوضع الصحي في أميركا.
مناسبة أخرى
لمهاجمة بوش، ولكن يقيناً أنه هذه المرة سيكون أقل اقناعاً
لجمهور يتضاءل عدداً. إذ
من
الذي سيهتم في «كان» بالضمان الاجتماعي في بلاد العم سام، ومن ذا الذي لن
يكتشف
مرة أخرى أن معركة مور/ بوش صارت مضجرة للجميع؟
مايكل
وينتربوتوم
إذا تمكنا
أن نقول إن السياسة، وعلى رغم مور، لن تكون حاضرة بقوة هذا
العام، فإننا لن نكون مصيبين كلياً، وخصوصاً أن هذه السياسة تحضر، من وجهة
ما، مع
مايكل وينتربوتوم، الذي بعدما قدم قبل فترة شريطاً صاخباً عن
معتقلي غوانتنامو،
يقدم هذه المرة فيلما، روائياً مثيراً عن اغتيال المتطرفين الباكستانيين
للصحافي
الانجليزي دانيال بيرل. مهما يكن ستكون مشاركة هذا الفيلم وعنوانه «قلب
قوي» مناسبة
لحضور إنجلينا جولي التي تلعب في الفيلم دور زوجة بيرل. ويقينا
أن إنجلينا لن تترك
المنسابة تمر من دون أن تخوض في المسائل السياسية والإنسانية كدأبها خلال
السنوات
الأخيرة.
مرجان
ساترابي
السياسة
أيضاً ولكن الإيرانية هذه المرة
والمرتبطة بالحياة اليومية هناك. ليس هذا في فيلم روائي أو تسجيلي يضع
السينما
الإيرانية في الواجهة، بل في فيلم ينطلق من الشرائط المصورة التي أصدرتها
مرجان
ساترابي قبل سنوات تحت عنوان «مرسوليس» وأثارت ضجة. هذه المرة
صارت الشرائط فيلما،
ويقينا أن احمدي نجاد لن يكون مسروراً.
وونغ
كاراواي
لن نطيل
هنا في
الحديث عن أبرز مخرجي الصين هذا، وقد حقق أول فيلم أميركي له
تحت عنوان «ليالي
بلوبيري». ذلك أن هذا الفيلم، الذي مثلته نورا جونز وجود لو بين آخرين هو
فيلم
الافتتاح الذي سيعرض مساء الأربعاء المقبل. ما يعني أن رئيس لجنة تحكيم كان
في
العام الماضي وفيلمه الجديد، سيكونان موضوعنا الرئيسي لملحق «فضاءات»
المقبل.
####
لبنان ينسف الغياب العربي
الوسط
–
بيروت
الحضور العربي في الدورة الستين لمهرجان «كان» هذا العام، ليس كبيراً
ولاسيما في التظاهرات الأساسية. غير أن ابان هذا التأكيد أن يستثني
لبنان، الذي
وحده من دون باقي البلدان العربية يحضر وعلى أكثر من صعيد.
وربما كان الحضور الأهم
هو
حضور سينمائيين لبنانيين على «الهامش» أي في تظاهرة «أسبوعي المخرجين».
فهذه
التظاهرة لا يكون لها، في نظر الجمهور العريض، أهمية المسابقة الرسمية،
أو حتى
«نظرة ما»، تعتبر من أهم ما في «كان» بالنسبة إلى هواة السينما الحقيقيين.
وهناك
أفلام
وسينمائيون عرب كثر انطلقت شهرتهم منها. قبل ثلاث سنوات قدمت هذه
التظاهرة
فيلم
اللبنانية دانيال عربيد الطويل الاول «معارك حب» ففاز بجائزة أوروبا
واطلق
شهرة تلك الصبية المبدعة وهذا العام تعود دانيال إلى التظاهرة
نفسها بفيلمها «الرجل
الضائع». لكنها لن تكون اللبنانية الوحيدة إذ تنافسها في «أسبوعي
المخرجين»
مواطنتها نادين لبكي، التي بعدما حققت نجاحات في الأغاني المصورة
ولاسيما أغاني
نانسي
عجرم، قررت خوض تجربة إخراج الأفلام الطويلة وذلك بـ «سكر بنات» الذي
يقدم،
في «كان» في عرضة العالمي الأول.
تاريخ
السينما اللبنانية المعاصرة، طويلة
كانت
أفلامها أو قصيرة، له حضوره القوي من خلال تظاهرة «سينما العالم»، إذ
يحتفل
لبنان
يوم 21 من الشهر الجاري عبر تقديم أربعة أفلام روائية طويلة أبرزها «فلافل»
لميشال كمون و»لما حكيت مريم»، لاسد فولادكار، إضافة إلى «الرجل
الأخير»لمروان
سلهب،
والفيلم المميز «يوم آخر» للزوجين جوانا حاجي توما وخليل جريج، اللذين
من
ناحية
ثانية يسعيان ضمن تظاهرة «المحترف» إلى العثور على ممول لمشروعهما
السينمائي
المقبل. وفي التظاهرة نفسها عدد من الأفلام القصيرة.
ستيفن
فريرز على رأس
لجنة التحكيم
مسلحاً بالنجاح الذي حققه العام الماضي بفيلمه الرائع «الملكة»
وبعمله التلفزيوني الذي سبقه «الصفقة» ويعرض الآن في التلفزة الفرنسية،
يقود المخرج
الانجليزي ستيفن فريرز، في دورة «كان» لهذا العام، لجنة التحكيم التي
تضم إلى جانبه
ميشال سكوبي وماغي شونغ وسارا بولي وعبدالرحمن سيساكو
وماركوبيلوكيو... وغيرهم من
أصحاب
الأسماء اللامعة في عالم الفن السابع.
ولكن،
لأن لرئيس المحكمين في «كان» عادة سلطات واسعة، تتجه الأنظار منذ الآن إلى فريرز نفسه،
هذا الفنان الذي
عرف
بصراحته السينمائية، وبحضوره الذي بات عريقا الآن، سواءً كان ذلك في
السينما
الانجليزية أو السينما الأميركية. من المعروف أن فريرز المولود سنة
1941 في ليستر
الانجليزية بدأ حياته منتجاً وكاتباً تلفزيونياً قبل أن يرتبط
كمساعد بأصحاب
السينما الحرة البريطانية وفي مقدمتهم لندسي اندرسون وريتشارد ليستر.
ما شجعه بعد
العمل
معهم على خوص تجربته الإخراجية الأولى تحت رعاية ألبرت فيني، الذي
احتضنه
وأنتج له أول أفلامه ومنذ ذلك الحين حقق فريرز سلسلة أفلام
جعلت له شهرة تزايدت مع
الوقت، حتى وصلت إلى الذروة متواكبة مع تحوله إلى السينما الأميركية إذ
حقق
«العلاقات
الخطرة» ثم «النصابون» فـ «البطل. وهو منذ ذلك الحين راح يشتغل حيناً
في
بريطانيا وحيناً في أميركا، من دون أن يقدم أعمالاً صاخبة، حتى
كانت عودته الأخيرة
والمظفرة من طريق خوضه السينما السياسية البريطانية في «الصفقة» عن
وصول طوني بلير
إلى
السلطة، ثم في «الملكة» عن الأسبوع الذي تلا مقتل الأميرة ديانا، وكان
فريرز
قبل «الملكة» حقق فيلماً مميزاً بعنوان «السيدة هندرسون تقدم»
تدور حوادثه خلال
الحرب
العالمية الثانية.
|