جمعتهما جلسة فنية على هامش
المهرجان بحضور "الخليج"
جابر نغموش وحسن رجب: الفيلم الإماراتي
الطويل أملنا
دبي - دارين شبير:
بينما كان الفنانان جابر نغموش وحسن رجب جالسين يحتسيان قهوتهما في
الهواء الطلق بشرفة فندق القصر، ويتسامران في أمور كثيرة تعبر عن همومهما
كفنانين إماراتيين وهموم الفن الإماراتي بشكل عام، اقتربنا منهما بهدوء
وطلبنا مشاركتهما الحديث . استقبلانا بكل حب وترحاب وسعة صدر، وشاركناهما
الحوار الذي عبر عن أحلام تراودهما وهموم تجتاح نفسيهما، وتحدثا عن السينما
والدراما الإماراتيتين، والفنان الإماراتي .
يحضر الفنان جابر نغموش المهرجان وشاهدناه في مهرجان الشرق الأوسط
السينمائي، لذلك سألناه: أصبحنا نراك في المهرجانات السينمائية أكثر من
السابق، فهل هناك خطوات جادة تقوم بها في الوقت الحالي لصالح السينما
الإماراتية، وأجاب: حلمي الأكبر بالنسبة للسينما أن أرى فيلما إماراتيا
روائيا طويلا يمثلنا في أي مهرجان، ودائما ما أخبر المسؤولين عن
المهرجانات بأننا في حاجة إلى فيلم يتحدث عن الإمارات ويعبر عنه ممثل
الإمارات ويبدع فيه مصورو ومهندسو التقنيات الأخرى الإماراتيون .
·
وما العائق في رأيك أمام تحقيق
هذا الحلم؟
المادة متوفرة، وبالنسبة للقصة فلدينا كتاب يعدون على الأصابع، ولكنهم
بحاجة إلى جهة معينة تكلفهم الكتابة وتقدم لهم الدعم، وعدا ذلك فالممثلون
موجودون وأماكن التصوير متوفرة، وإن لم تتوفر لدينا الكوادر الأخرى فمن
الممكن أن نستعين بكوادر مميزة في هذا المجال من الخارج سواء من دول عربية
أو أجنبية .
·
وما سبب عدم وجود جهة التكليف؟
ليس هناك تحرك، وبصراحة لدي فكرة فيلم عن الإمارات، ولكني لست كاتبا
ولا أريد أن أقحم نفسي في غير مجالي كما يفعل الآخرون الذين يقومون
بالتأليف والتصوير والإخراج . كما أريد أن يكون لدينا فيلم يحمل هوية
الإمارات ويستحق أن يساهم في مهرجان سينمائي لنشعر بأن لدينا فيلماً يعرض
في الإمارات، وحاليا نمتلك أفلاما قصيرة مدتها عشر دقائق أو ربع ساعة،
و”كثر الله خير” هؤلاء الشباب المجتهدين الذين يقدمون هذه الأفلام، ولكننا
نريد الآن فيلما طويلا مدته ساعة ونصف الساعة أو ساعتان، وليس شرطا أن أمثل
أنا به، فهناك فنانون كثر في الإمارات، ولكن إن حصل كان بها .
·
هل فكرت أن تعرض فكرة فيلمك على
كاتب إماراتي ليحولها إلى فيلم سينمائي؟
لدينا جمال سالم وإسماعيل عبدالله ومرعي الحليان، ولكن إن عرضت عليهم
الأمر فسيسألوني: هل ستكلفني به كمنتج؟ وسأرد عليهم : ب”لا”، وذلك لأن
الأمر يتطلب وجود جهة معنية أو حكومية أو شركة من الشركات تأخذ فكرتي
وتحولها إلى مشروع .
·
إن قمت بتكليفهم بالأمر فهل
سيتقبلون الأمر منك؟
نعم، سيتقبلونه، ولكن التكليف يتطلب تفرغ الكاتب، وجهة تدعم المشروع،
وهم بحاجة لجهة تدعمهم مقابل ما يقومون به، فتكليفي لهم سيكون بصفة شخصية
وأخوية، وما عدا ذلك من إخراج وتصوير أمور يمكن تدبيرها، فالأهم إيجاد جهة
تكليف .
·
على الرغم من إقامة الإمارات
المهرجانات السينمائية الدولية إلا أن السينما الإماراتية، في رأي البعض
تفتقر للنصوص والمعاهد السينمائية والكوادر المؤهلة للتعامل مع ما تحتاجه
السينما من تقنيات، ولا نمتلك إلا الفنانين والمخرجين، فهل هذا صحيح؟
وهنا تدخل حسن رجب بالقول: مشكلة النصوص “محلولة”، فمن الممكن أن
نستكتب أو نفرغ شخصا للكتابة، فإن كانت المشكلة تتمثل في اللهجة فمن الممكن
أن نحضر كاتبا من سوريا أو مصر يكتب السيناريو المطلوب ثم نتولى تنقيحه بعد
ذلك وإكسابه لهجتنا .
·
وهل سيستطيع الكاتب السوري أو
المصري التعبير عن الفكرة التي يقصدها ابن الإمارات الفنان جابر نغموش
والتي ستحمل في مضمونها الهوية الوطنية؟
حسن رجب: نحن هنا نتكلم كسيناريو، ولكن بخصوص الفكرة فمن الممكن أن
يجلس جابر نغموش مع الكاتب ويعطيه التفاصيل ليعبر عنها، وحين يأتي المخرج
فسيكون هناك أيضا معايشة للتفاصيل ليتمكن من تنفيذ الأمر بالشكل الذي
نريده، فهناك مخرجون هنود في “هوليوود”، وأجانب في الهند، والكادر
السينمائي أو الصورة ليس لها علاقة بالنص أو الحوار، فقد أصبح هناك دراسة
لكل هذه التفاصيل، والأجانب يصورون في أفغانستان وباكستان ويستقطبون
الخبراء من هنا وهناك .
·
إن كانت الأمور جميعها “محلولة”
كما تقول، وتستطيعون إحضار المخرجين والكتاب من الخارج . فأين المشكلة إذا؟
حسن رجب: الهدف الأساسي من ذلك أن نخرج بفيلم طويل يظهر الممثل
الإماراتي، ولكن المشكلة تكمن في استثمار الفنان والمبدع الإماراتي بشكل
عام، لأننا إن أردنا خلق مخرج إماراتي مبدع فسندخل في مجال طويل، حيث يجب
علينا إيجاد معاهد وورش سينمائية وابتعاث الفنانين للخارج واستثمارهم،
والآن يوجد لدينا ورش سينمائية ولكن “بفلوس”، والشباب يدرسون بها على
حسابهم، والمفروض أن تستثمر الدولة هذه الطاقة، المفروض أن تستثمر جابر
وحسن وفلاناً وغيرهم، واليوم من يتعب على الفنان سيجني من ورائه ربحاً
كبيراً غداً .
·
المشكلة هنا في الاستثمار، فعلى
من تلقون باللوم في هذا الجانب؟
حسن رجب: نلقيه على المسؤولين عن الإعلام وأصحاب القرار في القنوات،
وبرغم أن لدينا مؤسسات خليجية بدأت تبرز كثيرا، فإنها تعاني نقصا من
الناحية الفنية وهذا أمر لا يمكن إنكاره، فالابتعاث ضروري ويصب في صالح
الفن، كما تفعل على سبيل المثال شركة “اتصالات” التي تبتعث موظفيها للخارج
وتستثمرهم وتقوم بتحمل مصاريف دراستهم بالخارج لأنها في النهاية المستفيد
الأكبر نغموش، والأمر نفسه بالنسبة للفنانين .
جابر نغموش: المسؤولون هم من يجب أن يتبنوا هذا القرار، وبالنسبة
للتلفزيون فلدينا شباب لديهم رغبة أن يكونوا مخرجين فيه، ولكن حتى الآن لا
نملك أي مخرجين، ما تبقى لنا اثنان فقط هما جابر ناصر والذي انتهى أو شبه
انتهى لعدم وجود الدعم والاحتواء، ومحمد الدوسري أيضا، وهناك مجموعة أخرى
مثل حسن رجب خريج المعهد المسرحي بالكويت والذي يمتلك الرغبة في أن يكون
مخرج دراما إلى جانب كونه مخرجاً مسرحياً، وأيضا محمد العامري الذي يمتلك
الرغبة ولكن . . .
وسأل حسن رجب الفتال جابر نغموش: أين المجال؟ أنت على رأس وظيفتك، لا
يتم تفريغك منها بسبب الفن، يا أخي استثمرني وسأدخل لك “فلوس” بعد ذلك،
بدلا من أن تحضر مخرجا من الخارج وتدفع له المبلغ الفلاني، استثمر طاقات
بلدك الموجودة لديك وأسسها، بلدنا مع الأسف ليس فيها مؤسسات خاصة قوية كما
في أوروبا وغيرها، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس
الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حين أمر بعشرة أعمال درامية
فليس عليه أن يتابع طريقة إنجازها، بل قدم مشكورا الدعم ليأتي دور
المسؤولين والمختصين في هذا الأمر، والحمدلله هناك خطوات ولكنها ضئيلة
وأغلبها جهود شخصية، والفنان جابر نغموش منذ متى وهو يعمل في المجال الفني؟
له أكثر من 35 سنة، ولكنه متى بدأ يظهر على الشاشة؟ قبل خمس سنوات فقط،
لأنه وجد الفرصة . ولكن ألم يكن من الممكن استثماره من قبل وهو يمتلك
الكثير من الطاقة؟ وصحيح أنه أصبح نجما الآن ولكن للأسف جاء ذلك متأخرا جدا
.
·
هل هي خطوة صحيحة أن يوجد مهرجان
سينمائي ونحن لا نمتلك أفلاما إماراتية؟
جابر نغموش: المهرجان تظاهرة جميلة تجمع الفنانين من مختلف الدول
العربية والأجنبية، ليحدث بينهم احتكاك وتبادل ثقافي، ولست ضد المهرجان بل
معه، ولكن نحن أهل البلد نريد فيلما لنا، فالوفود التي تأتي لنا وترى أن
لدينا مهرجانين سنوياً أحدهما في أبوظبي والآخر في دبي سيسألون: أين افلام
أصحاب المهرجان وأعمالهم . والوفود التي تحضر من الدول العربية ربما تعرف
أن لدينا دراما لأننا نتعامل معهم في بعض الأعمال، ولكن التي تأتي من
الخارج ستتساءل عن أعمالنا حيث لا ترى لها وجوداً في مهرجاناتنا نحن، وأصبح
يزعجني كثرة المطالبة بفيلم إماراتي .
·
على مستوى الدراما، هل تشعران
بأن الدراما الإماراتية قدمت أعمالا تستحق الحصول على جائزة الشيخ محمد بن
راشد؟
حسن رجب: لو رجعت للتقارير أو استطلعت رأي الجمهور فستجدين أن هناك 3
أعمال محلية دخلت المنافسة، ولكن المسألة راجعة للتصويت، فكم ستكون نسبة
التصويت من الإمارات مقابل مصر أو سوريا، وفي الإمارات لدينا تقريبا 800
ألف مواطن وعدد المشاهدين 400 ألف .
جابر نغموش: أوافق أخي حسن الرأي، ونرى أن عملية التصويت أمر صعب
وتحتاج للدراسة، ولا أعرف أصلاً كيف تتم .
حسن رجب: الجائزة تشجيع للدراما بصفة عامة، وليس هناك خلاف أنه في
النهاية سيفوز عمل واحد، ولكن المبادرة بحد ذاتها جيدة للممثلين والمنتجين
ليقدموا أعمالاً جيدة وبشكل صحيح، ولكن بحمدالله كل الأعمال دفع ثمنها وحصل
الفنانون على حقوقهم وهذه الجائزة زيادة “وزيادة الخير خيرين” .
·
بالعودة الى السينما، متى ستبدأ
مرحلة الأفلام الطويلة برأيكما؟
جابر نغموش: بعد تطبيق كل ما تحدثنا عنه وناقشناه الآن .
·
وبعد كم سنة في رأيك سيتحقق كل
هذا؟
جابر: ربما خلال سنة أو عشرين سنة، لا أحد يعرف .
·
هل تريان أن الأفلام القصيرة
التي بدأت منذ ما يقارب عشر سنوات قدمت شيئا للسينما، أو استطاعت التعبير
عن الإبداع السينمائي الإماراتي؟
حسن رجب: شيء أفضل من لا شيء، والخطوة الأولى جيدة، وأنا مع الشباب،
دعيهم يجربون فهذا جيد، ما دام لهم أرض خصبة وجهات تدعمهم فليستمروا .
·
هل يمكن تركيز الجهود التي تبذل
في الأفلام القصيرة لعمل فيلم طويل؟
جابر نغموش: الأفلام القصيرة تجربة للشباب، وليست على مستوى ضخامة
المهرجانات السينمائية بل يمكن عرضها بمناسبات خاصة أو مهرجانات أصغر .
حسن رجب: الأمر يختلف من فيلم قصير إلى آخر طويل، فالأول مقدور عليه،
من ناحية التصوير والميزانية، والتجربة نفسها غير مخيفة، لكن الفيلم الطويل
يحتاج لإمكانات ومعدات وغيرهما والخسارة فيه تختلف عنها في الفيلم القصير
التي من الممكن تحملها .
·
ألا ترى أن الخوف من الخسارة
يجعلنا لا نتخذ المبادرة ولا نخطو خطوات ثابتة نحو فيلم طويل؟
حسن رجب: ليس خطأ لو تبنت الدولة عملاً واحداً في السنة على الأقل،
ونأمل أن يكون هناك دعم لعمل واحد، ويوجد عدة تجارب لأفلام طويلة قام بها
بعض الأشخاص، ولكنها لم تلق النجاح لأنه لم يكن فيها مقومات العمل
السينمائي، وعادة ما تفشل العملية الفردية التي يكون فيها الشخص ممثلا
ومخرجا ومصورا لأن لكل واحد تخصصه .
جابر نغموش: أقول للشباب الذين يعملون هذه الأفلام “كثر الله خيركم”
وهؤلاء “صارفين من جيبهم”، لأنهم يريدون أن يبدعوا ويبرزوا ما لديهم من
مواهب وهوايات، ويريدون أن يحققوا شيئا ولكني ما زلت أطالب بفيلم طويل فنحن
من عشر سنين ندور في حلقة الأفلام القصيرة والآن نريد فيلما طويلا ولو
واحدا في السنة .
·
هل هناك كلمة أخيرة؟
جابر نغموش: أتمنى من أصحاب القرار في المجال الفني أن ينظروا لهذا
الكلام الذي ناقشناه، ولست يائساً وأتمنى “أشوف جماعتي وأصدقائي” في فيلم
مميز نفتخر به أمام الآخرين .
حسن رجب: منذ عشرين سنة ونحن نطالب بهذا الكلام وأتمنى ألا تصبح إحدى
وعشرين سنة .
الخليج الإماراتية
في
12/12/2009
####
فيلم إماراتي مصري سوداني بتكلفة 10
ملايين دولار
"الطريق
إلى دارفور" خطوة سينمائية بإيقاع
مختلف
القاهرة - “الخليج”
يبدو أن السينما العربية ستتوجه إلى القضايا العربية الأكثر عمقاً
والتي تهم كل مواطن عربي، هذا ما ظهر بوضوح من خلال العقد الذي وقعته شركة
“نيل بيكتشرز” و”سبوت فيلم برودكشن” في القاهرة لإنتاج فيلم “الطريق الى
دارفور” . الفيلم يعالج قضية الحرب الأهلية في السودان، وهو من إخراج
السوداني المقيم في مصر سعيد حامد الذي قال إن الفيلم سيكون إنتاجا
إماراتيا مصريا سودانيا ولا يعرض وجهات نظر سياسية ولكنه يصور الجانب
الاجتماعي من أزمة دارفور والمعاناة التي يعيشها الناس هناك وخصوصاً
الأطفال” .
سعيد حامد أكد أن الهدف من الفيلم تقديم رسالة فنية موضوعية يتوجه بها
إلى المشاهدين الغربي والعربي، وتمنى والقائمون على المشروع أن يكون الفيلم
خطوة مؤثرة تخطوها السينما العربية نحو أفق أوسع خصوصا وهو يتعرض للقضايا
الإنسانية إقليميا وعالميا لمخاطبة الانسان شرقا وغربا .
وقال: فكرة الفيلم جاءتني في 2002 وانتظرت حتى قابلت عام 2007 رجل
الاعمال الاماراتي سليمان الفهيم والذي يشغل عدة مناصب منها سفير للنوايا
الحسنة لمركز “امسام” والمراقب الدولي الدائم بالامم المتحدة لدعم الاهداف
الانمائية وتحدثت معه عن طموحي في اخراج فيلم عن دارفور وأكد لي تحمسه
لإنتاجه .
ورفض حامد أن يحدد اسماء النجوم المشاركين حتى التوقيع على العقود،
ولكنه أكد أن الفيلم سيصدر في عدة بلدان عربية وافريقية واوروبية بينها
السودان ومصر وتشاد وفرنسا وانجلترا وبلجيكا . وأشار إلى أنه “سيتم توزيع
الفيلم الذي سيترجم الى عدة لغات في العديد من الدول الأوروبية
والأمريكيتين والصين حيث اتفق على ان يعرض الفيلم فيها الى جانب العالم
العربي” .
وقال سليمان الفهيم إن عمله كسفير فوق العادة للنوايا الحسنة لمركز
امسام ومعرفته بتفاصيل ازمة دارفور جعلاه لا يتردد في المساهمة في إنتاج
الفيلم المهم الذي يناقش قضية خطيرة، مؤكدا أنهم سيعملون قدر المستطاع لدعم
هذه القضية .
وأكد سمير النيل ممثل شركة “نيل بيكتشرز” للإنتاج أن قضية دارفور تهم
كل العرب والفيلم يعرض القضية ويتناولها لكي يخاطب الآخر ويقف في مواجهة
الآلة الإعلامية الأمريكية التي تروج لمعلومات وأحداث خاطئة لخدمة مصالحها
.
وأوضح أنه إلى جانب ذلك، يرى أن السينما والفن قادران على المساهمة في
حل القضايا العربية لذا تحمس للمساهمة في إنتاج الفيلم في أولى تجارب
الشركة . وشدد على أن الفيلم لن يكون بوقا سياسيا لأي جهة في السودان .
وأضاف: كتب السيناريو المصري ناصر محمود، وستبلغ تكلفة إنتاجه عشرة
ملايين دولار، ويشارك في الفيلم نجوم سينمائيون من مصر والسودان والعالم
العربي وتشاد وفرنسا وبريطانيا وبلجيكيا .
ظهور الفيلم في هذا التوقيت، كان كفيلا بأن يطرح العديد من الأسئلة،
لعل أهمها ما طرحه الصحافي السوداني عبدالغفار المهدي وهو: هل تجربة
“الطريق إلى دارفور” ستكون استثمارا سياسيا أم اقتصاديا أم الاثنين معا؟
والأرجح كما أجاب المهدي أن السؤال يحمل بين طياته الإجابة فالسينما لا
تخرج عن إطار السياسية، فالفن والسياسية وجهان لعملة واحدة يوظف كل منهما
إمكاناته للآخر . .
لهذا ليس غريبا أن يؤكد سمير النيل أن الفيلم سيكون ردا على ما
تناولته أجهزة الإعلام الغربية لقضية دارفور، وقال: هذا ما يسمى بالتوظيف
السياسي للعمل الفني، بالمقابل الشركة المنتجة ستكون فائدتها كبيرة من
الدعم السياسى والمساحة الإعلانية التى تشغلها قضية دارفور فى وسائل
الإعلام العالمية والإقليمية كل هذه الأشياء مؤشر جيد لأن يطمئن صناع
الفيلم ومنتجوه للعائد المادي وهذا حقهم فهم يعملون فى صناعة .
يبقى السؤال حول مؤلف الفيلم وطريقة عرض القصة خصوصا أن قضية دارفور
“تراجيديا”، لكن للفن معالجاته الفذة والثاقبة . . فهل ننتظر عملاً فنياً
شاملاً يتناول الأمر من جميع جوانبه ولايحمل وجهة نظر محددة وهل سميتلك
صناع السينما في العالم العربي الجرأة ويتجهون لإنتاج أفلام حقيقية تعبر عن
معاناة هذه الشعوب وأزماتها التاريخية لتظهر سينما حقيقية تكون هي الرقيب
على نفسها؟ وهل الأمر يمكن أن يمتد للقضية الفلسطينية وغيرها العديد من
القضايا العربية؟ربما ستحمل الأيام المقبلة الإجابة عن هذه الأسئلة وغيرها
.
عرض عالمي أول لأربعة أفلام في "ملتقى
الثقافات"
يعرض المهرجان ضمن باقة “ملتقى الثقافات”، ستة أفلام مفيدة وممتعة هذا
العام، أربعة منها في عرضها العالمي الأول، وذلك خلال فترتين، نهارية
ومسائية .
وأوضح مسعود أمر الله آل علي، المدير الفني للمهرجان، أن الأفلام
الوثائقية لهذا العام مختارة بعناية، إذ تتناول مواضيع وقصصاً متنوعة من
شتى أنحاء العالم . وأضاف: “الأفلام الستة متميزة بكل المقاييس، وتسلط
الضوء بشكل أو بآخر، على واقع المجتمع البشري بأسلوب مبتكر . وحرصاً منا
على إتاحة الفرصة لأكبر عدد من عشاق السينما لمشاهدة الأفلام التي تروق
لهم، قمنا بجمعها ضمن باقة تسهل عليهم اختيار ومشاهدة الأعمال المفضلة
بالنسبة لهم” .
وتتضمن عروض باقة “ملتقى الثقافات” النهارية، فيلم “نساء الأرض” ويعرض
غداً الساعة 1 ظهراً، وفيلمي “جبال الصّوان” و”الأجنحة الصغيرة” ويعرض بعد
غد الساعة 2 بعد الظهر، وفيلمي “أم مجهولة” و”زهرة” 15 الجاري الساعة 15:3
مساءً، تكملها العروض المسائية التي تتضمن فيلم “شو صار؟” غداً الساعة 45:9
مساءً، وفيلمي “انهيار” و”العودة إلى الذات” بعد غد الساعة 45:6 مساءً،
وفيلم “حياة عادية، من فضلك” 15 الجاري الساعة 30:7 .
ويرصد فيلم “انهيار”، في عرضه العالمي الأول، للمخرج هادي ماهود،
الانهيارات التي تعرضت لها الثقافة العراقية بعد سقوط نظام صدام حسين في
،2003 ووقائع محاصرة المثقفين في الداخل، ومعاناتهم في المنفى .
وتدور أحداث فيلم “الأجنحة الصغيرة” في عرضه العالمي الأول، للمخرج
رشيد مشهراوي، حول زيارة قام بها المخرج لبغداد، ويسلط فيها الضوء على
الأطفال الذين أجبروا للعمل في أنحاء المدينة، ويقارن بينهم وبين أطفال
غزة، حيث يعيشون في عالم أُجبر فيه جميع أفراده، مهما كانت أعمارهم، على
العمل لكسب قوت يومهم . و”مشهراوي” يدرك تماماً حجم المعاناة التي يعيشها
هؤلاء الأطفال فيتابعهم عن كثب؛ عين تحاول استشراف مصير هؤلاء الأطفال في
بغداد، وأخرى تتابع ما يجري في غزة من أحداث .
ويروي فيلم “العودة إلى الذات” للمخرج بلال يوسف، في عرضه العالمي
الأول أيضاً حكاية شاب فلسطيني يخوض مجموعة من التجارب التي تساعده على
إعادة اكتشاف نفسه . ويرصد الفيلم السوري “جبال الصوان”، في عرضه العالمي
الأول، للمخرج نضال حسن، حكاية الفنان والمعماري “حكمت عدرا” الذي قضى
حياته في جمع الصخور والأحجار في قريته ومحيطها، وصنع منها تحفاً فنية غاية
في الروعة .
ويمثل فيلم “أم مجهولة” للمخرجة تغريد السنهوري، إطلالة مؤلمة على دار
للأيتام في السودان، وحكايات الأمهات العازبات اللائي أجبرن على التخلي عن
أطفالهن الذين مُنحوا إلى عوائل أخرى كأبناء مُتبنّون . وفاز الفيلم بجائزة
اليونيسيف لحقوق الأطفال، وذلك في عرضه الأول في مهرجان زنجبار السينمائي
الدولي في يوليو من العام الجاري .
ويروي فيلم “زهرة” للممثل والمخرج الفلسطيني محمد بكري، قصة عن الحب،
والخسارة، والخوف، والوقوف في وجه الظلم . وفي هذا الفيلم، يعود بكري إلى
مساحة برع فيها سابقاً في الفيلم الوثائقي الحاصل على جوائز “جنين جنين”
(2002)، لينسج بشعرية مرحلة طويلة من التاريخ الفلسطيني المعاصر . ويروي
فيلم “شو صار؟”، في عرضه العالمي الأول، للمخرج ديغول عيد، قصة لبناني يعود
إلى وطنه بحثاً عن قتلة عائلته قبل 30 عاماً . وما إن يكتشف بأن جيران
الماضي الذين شاركوا في مذبحة عائلته، ما زالوا يعيشون في المنطقة نفسها،
يحس الراوي بواقع مرير لا يطاق .
ويتناول فيلم “نساء الأرض”، للمخرج وو-جونغ كون، الواقع الأليم للحياة
الريفية في كوريا كما تراها ثلاث نساء مهاجرات! ومن بين الإبداعات
السينمائية الآسيوية الأخرى التي تعرض ضمن هذه الباقة، الفيلم الوثائقي
الياباني “حياة عادية، من فضلك”، والذي تدور أحداثه حول عصابة تهدد سائق
شاحنة بطلب من رب عمله بعد انضمامه إلى الاتحاد النقابي للعمّال .
وفي عروض اليوم يقدم المهرجان مجموعة متنوعة من أروع الأفلام التي
تجمع بين المرح والفكاهة والدراما العاطفية .
وتدور أحداث فيلم “حاجز الصخرة: موسيقا تضرب الجدران” (الساعة 8 مساءً
في المسرح المفتوح بمدينة دبي للإعلام) للمخرج فيرمن موغوروزا، والذي يعرض
ضمن برنامج “إيقاع وأفلام”، حول رحلة رائعة إلى فلسطين، تصحبنا بها مجموعة
من أشهر المغنين الفلسطينيين .
وكذلك الأطفال على موعد مع التشويق من خلال فيلم “السيد فوكس الرائع”
(الساعة 4 عصراً، مسرح سوق مدينة جميرا)، المقتبس عن رواية “روالد دال”
الكلاسيكية التي تحمل نفس الاسم .
وإلى جانب ذلك، يعرض المهرجان مجموعة من أقوى الأفلام التي تتناول
مواضيع شيقة ومثيرة للاهتمام.
الخليج الإماراتية
في
12/12/2009 |