المفاتيح السحرية لجائزة الأوسكار
حسن شامي
شكل حفل توزيع جوائز الأوسكار لهذا العام مناسبة قدمت هوليوود نفسها
من خلالها بصورتها الجديدة: عاصمة السينما في العالم لم تعد كما كانت، «متزمة»
و«رجالية» و«عنصرية»، بل عاصمة حضارية للسينما ذات التوجه الإنساني والنزعة
الليبرالية، ومنصفة.
تجلى ذلك من خلال الأوسكارات الأربعة الأكثر أهمية التي قر عليها رأي
أعضاء اكاديمية السينما في هوليوود: «أفضل مخرج» كانت من نصيب امرأة هي
كاترين بيغلو، التي خطفت الجائزة من طريق زوجها السابق جيمس كاميرون، صاحب
فيلم «أفاتار» ذي المردود الخيالي (نحو ثلاثة مليارات دولار).. أفضل ممثلة
ساندرا بولوك، التي تتميز بابتعادها عن الإثارة الإعلامية.. أفضل ممثل جيف
بردجيز الذي أنصفته هوليوود بعد ثلاثين عاما من ترشيح النقاد له.. أوسكار
أفضل فيلم أجنبي للفيلم الأرجنتيني «السر في عيونهم».
لكن فوز بولوك وبردجيز بأوسكاري أفضل ممثلة وممثل، لم يشذ عن معايير
تتبعها هوليوود في منح الجائزة، وتعتمد على مدى اتقان الممثلين في لعب
أدوار مركبة وذات أبعاد إنسانية، وأخرى يمكن وصفها بالسهل الممتنع. هذه
الأدوار يمكن اعتبارها المفاتيح السحرية لباب الأوسكار.
فساندرا بولوك فازت بالأوسكار عن دور في فيلم «الجانب المظلم»The
Blind Side مجسدة شخصية السيدة البسيطة التي تعهدت فتى أسود
مشردا، وربته في زمن التمييز العنصري المقيت في الجنوب الأميركي، ليصبح
بطلا رياضيا كبيرا عندما يكبر.
أما بردجيز فكانت الجائزة تقديرا لدوره في فيلم «القلب المجنون»
Crazy Heart عن مغني الغرب الأميركي «الكونتري» السكير.. فما
الأدوار التي تهوى هوليوود منح مؤديها الأوسكار؟
إحياء الشخصيات
تجسيد شخصية تاريخية مهمة، سواء بواقعية وأمانة، أو بإضفاء مسحة
خيالية على ملامحها، فتح باب الأوسكار واسعا امام النجوم. وهذا ما تكرر على
مدى سنوات متواترة، كان آخره عام 2008، عندما فازت ماريون كوتيلارد بجائزة
أفضل ممثلة، بعد أن جسدت شخصية إديث بياف في فيلم «لا موم»
La Mom الذي يروي سيرة حياة هذه المغنية الفرنسية الأسطورية. وكرست هذا
الدور كوتيلارد الضئيلة الجسد نجمة كبيرة.
غير أن تجسيد حياة الشخصيات التاريخية على الشاشة، بصورة مقنعة ليس
بالأمر السهل، لذا يبقى علامة فارقة في مسيرة النجم الذي ينجح في مثل هذا
التحدي، كما حصل مع روبرت دي نيرو الذي نال عام 1981 أوسكار أفضل ممثل، بعد
أن أعاد تخليد شخصية بطل الملاكمة جاك لاموتا، في فيلم «الثور الهائج»
Raging Bull، من إخراج مارتن سكورسيزي.
شون بين نال العام الماضي الأوسكار بجدارة عن دوره الجريء في فيلم
«ميلك»
Milk،
وتقمص فيه شخصية السياسي الأميركي المثير للجدل هارفي ميلك، الذي يعد أحد
«رواد» المطالبة بحقوق المثليين في الولايات المتحدة الأميركية، وكان هو
نفسه مثليا.
وفي العام 2007 ذهب أوسكار أفضل ممثلة إلى هيلين ميرين، عن أدائها دور
ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية في فيلم «ملكة»
Queen. وفي العام نفسه ذهب أوسكار أفضل ممثل إلى فوريست
وايتيكر الذي قدم شخصية عيدي أمين بابا في فيلم «آخر ملوك سكتلندا»
The Last King Of Scotland.
«كل ذي عاهة جبار»
شخصية المعاق (والمشوه) جسديا أو نفسيا، دور يتطلب أداؤه مقدرة
استثنائية، تمكن الممثل من مواجهة مخاطرة الانجرار إلى المبالغة أو
الافتعال. والواقع أن قلة من النجوم نجحوا في الامتحان، ليقنعوا القيمين
على أكاديمية السينما في هوليوود بتبني ترشيحهم للأوسكار.
وتبقى الأدوار اللامعة هنا علامات فارقة في تاريخ هوليوود.. فمن منا
لا يذكر انبهاره بجاك نيكولسون الذي استحق الأوسكار لنجاحه في دور راندل
باتريك ماك مورفي، نزيل مستشفى الأمراض العصبية، المشاغب والثائر والعربيد،
في فيلم «الذي طار فوق عش الكوكو»
One Flew Over the Cuckoo's Nest عام 1975، الذي يعتقد أنه خلص العديد من النجوم من «عقدة» المظهر
الحسن، حيث حفلت السنوات الخمس والثلاثين الأخيرة بأفلام ناجحة لم يخش
أبطالها النجوم أن تظهر وجوههم مشوهة أو شخصياتهم مقيتة. وآخر الأمثلة فوز
جيمي فوكس بأوسكار أفضل ممثل عام 2005، بعد إبداعه في تجسيد شخصية مغني
البلوز الشهير، الضرير، راي تشارلز، في فيلم «راي»
Ray.
لكن سحر آل باتشينو برز بعد 18 عاما، وتحديدا عام 1993، عندما لعب دور
«سلايد» الكولونيل الأعمى المتقاعد، الشرس الطباع غير المهادن، في فيلم
«عطر امرأة»
Scent
of a Woman.
إلا أن الأوسكار قدّر أيضا أداء أدوار الشخصيات البسيطة. ففي عام 1996،
قدمت الجائزة، وسط ترحيب وتهليل منقطع المثيل، لتوم هانكس عن دوره الإنساني
في فيلم «فوريست غامب»
Forrest Gump للمخرج روبرت زيميك، فيما ترك داستين هوفمان بصمة
لا تمحى، في أدائه دور المتوحد في فيلم «رجل المطر»
Rain Man
وأوسكار أفضل ممثل عام 1989.
المسخ
يعتقد كثير من النقاد أن النجم الذي يجرؤ على الظهور بصورة الشخص
البشع أوالمشوه الهيئة، يكون قد اختار طريقا سريعا، لكن وعرا، للحصول على
الأوسكار. والمقياس هذا يصح بشكل خاص على النجمات، وهو ما حصل عندما استحقت
نيكول كيدمان، عام 2003، أوسكار أفضل ممثلة عن دورها الذي جسدت من خلاله
شخصية الكاتبة الإنكليزية فيرجينا وولف، وقد ظهرت كيدمان في الفيلم بأنف
بالغ الطول وبشع. وبعدها بعام فازت شارليز ثيرون بالجائزة، عن بطولتها
لفيلم «المسخ»
Monster.
هوليوود «المتسامحة»
في إطار سعيها لتغيير صورتها السائدة، اعتمدت هوليوود في السنوات
الأخيرة منهجا في تقييم الأفلام وتقدير الممثلين، يقوم على التسامح إزاء ما
شكل على مدى تارخها محرمات، او على الأقل «ممنوعات».. وهكذا، وفي خلال
السنوات الخمس عشرة الأخيرة، أخذت هوليوود تقبل بالأفلام التي تتحدث عن
الشذوذ الجنسي، سواء ضمنا أو مباشرة، ومنحت أبطال مثل هذه الأفلام الأوسكار
عن طيب خاطر.
عام 1994 فاز توم هانكس بأوسكار أفضل ممثل، لبطولته في فيلم
«فيلادلفيا»
Philadelphia
حيث لعب دور محام شاذ جنسيا، مصاب بالإيدز، يوكل محاميا آخر لنيل حقوقه من
الشركة التي طردته من عمله.
وكرت السبحة بعد ذلك، ليذهب الأوسكار إلى هيلاري سوانك بطلة فيلم
«الصبيان لا يبكون»
Boys Don't Cry
عن امرأة تشكو اختلالا فيزيولوجيا في تركيبها الجنسي. وعام 2006 فاز
بالجائزة كأفضل ممثل فيليب سيمور هوفمان، بطل فيلم «كابوتي»
Capote
مجسدا شخصية ترومان كابوتي الكاتب المثلي جنسيا. والعام الماضي كرست
هوليوود تحولها بمنح الأوسكار للموهوب شون بن بطل فيلم «ميلك»
Milk
(سبقت الإشارة إليه أعلاه).
تمجيد القوة
تحدي الذات موضوع يفرض احترامه على أعضاء أكاديمية السينما، وخصوصا
عندما يتعلق الموضوع بالمبارزات الرياضية على حلبة الملاكمة، كما في حالتي
روبرت دينيرو (أوسكار أفضل ممثل عن دور الملاكم جاك لاموتا في فيلم «الثور
الهائج»
Raging Bull وهيلاري سوانك (أوسكار أفضل ممثلة عن دورها كبطلة
ملاكمة في فيلم «فتى بمليون دولار»Million Dollar Baby.
الهولوكوست
المحرقة النازية (الهولوكوست) موضوع معقد وذو حساسية خاصة، تصدت له
السينما بالمعالجة في عدد من الأفلام. لكن أكاديمية السينما لم تقتنع بغير
أربعة أفلام تناولت هذه المسألة الشائكة، ومنحت الأوسكار لأبطالها: ميريل
ستريب، أفضل ممثلة عن دورها المتميز جدا في فيلم «خيار صوفي» (1983)
Sophie’s Choice مؤدية دور إمرأة يهودية تضطر أثناء الحرب إلى
اختيار أحد طفليها كي يعيش وتسلّم الثاني للنازيين.. روبرتو بينينيي عن
دوره في الفيلم الإيطالي الذي أخرجه هو أيضا «الحياة جميلة» (La
Vita e Bella (1999 الذي يعتبر اول شريط سينمائي يعالج موضوع معسكرات
الاعتقال النازية بأسلوب كوميدي.
أدريان برودي فاز بأوسكار أفضل ممثل بطلا لفيلم آخر عن المحرقة هو
«عازف البيانو»The Pianist
عام 1999 وهو فيلم مأخوذ عن السيرة الذاتية، التي تحمل
الاسم نفسه، لعازف البيانو البولندي اليهودي فالديك سازبيلمان. وأخيرا فازت
كيت وينسليت بأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في «القارىء»
The Reader 2009 الذي يعد من الأفلام الأكثر جرأة التي خرجت من
هوليوود عن «الهولوكوست».
عازف البيانو
لطالما مجدت السينما الموسيقى والموسيقيين، وبالأخص عازفي
البيانو..أول امرأة نالت أوسكار أفضل ممثلة في هذا المجال كانت هوللي هنتر
بطلة فيلم «البيانو» 1994
The Piano،
بينما كان الرجال أسبق إلى الأوسكار مع موري ابراهام بطل فيلم «أماديوس»
Amadios 1984. وفي عام 1997 ذهبت الجائزة إلى جيوفري راش بطل فيلم «تألق»
Shine، فيما فاز أدريان برودي كأفضل ممثل عن دوره في «عازف البيانو»
The pianist 2003، وبعده بسنتين لحقه جيمي فوكس مؤديا دور مغني البلوز الراحل راي
تشارلز في فيلم «راي»
Ray.
شخصيات مضطربة
نرى كثيرا من الممثلين يؤدون أدوار الأشخاص المجانين أو العدوانيين
والمرعبين في محيطهم، لكن «كركتر» الشخصية المضطربة الـ«بسيكوبات» (psychopath) تفرض تحديا مختلفا عند أدائها.
في عام 1991 تجلت كاثي بيتس في بطولة فيلم «تعاسة»
Misery لتستحق أوسكار أفضل ممثلة. وبعدها بعام (1992)
كان الأوسكار من نصيب أنتوني هوبكنز في شخصية الكتور هنيبعل الصادمة، في
فيلم «صمت الحملان»
Silence Of The Lambs. وقبل سنتين (2008) استحق خافيير بارديم أوسكار
أفضل ممثل ثانوي عن دوره في فيلم «لا وطن للمسنين»
No Country For Old Men.
وعام 2005 فاز بأوسكار مماثل النجم هيث لي هدجر عن دوره كفارس (جوكر)
في فيلم «فارس الظلام»
The Dark Knight.
(بتصرف عن مقالة الناقد السينمائي فلور غالو في مجلة «لو فيغارو ماغازين»).
لماذا لم يربح «أفاتار» الجائزة الرئيسية؟
فور الانتهاء من توزيع جوائز الاوسكار هذا العام، بدأت الأسئلة تظهر
في مختلف المحافل السينمائية والإعلامية حول سبب عدم نجاح فيلم «أفاتار» في
الحصول على الجائزة الرئيسية للأوسكار، مع أن الكثيرين توقعوا ذلك بالنظر
للنجاح الجماهيري والمالي الكبير الذي حققه في شباك التذاكر.
وسارع البعض للحديث عن مؤامرة جرت لإبعاد هذا الفيلم، فيما رأى البعض
الآخر أنه حقق أرباحا كبيرة ولذلك فهو ليس بحاجة إلى جوائز. أما الحقيقة
فقد تكون مختصرة بعبارة تقول «بصراحة لم يكن الفيلم الأفضل».
وقد ظهرت النظريات السبع التالية حول سبب إخفاق «افاتار» في الحصول
على جائزة الاوسكار:
النظرية الأولى:
نظام التفضيل
بدأ العمل بنظام جديد في التصويت يتم وفقه، ولأول مرة منذ أكثر من نصف
قرن، اختيار الفيلم الفائز من ضمن عشرة أفلام رشحت للجائزة، وليس من خمسة
كما كان الأمر سابقا. وعمدت الأكاديمية السينمائية إلى هذا الأسلوب الجديد
كي تمنح الفرصة للأفلام «الأقل مشاهدة» أو للأفلام المستقلة، وبالتالي كان
بامكان «أفاتار» الحصول على عدد كبير من الأصوات، غير انه اخفق بسبب أصوات
الذين لم يفضلوا أن يكون في الموقع الأول.
وقد لعب دورا رئيسيا في فوز فيلم كاترين بيغيلو حقيقة انه «فيلم صغير
لكنه طموح»، لذلك حاز أصواتا كثيرة.
النظرية الثانية:
امرأة جميلة مقابل «ملك العالم»
قد يبدو ذلك بأنه أمر ثانوي، لكن العديد من الأشياء تؤثر في المشاعر
الإنسانية، ولا تنسوا بأنه في الكفاح من اجل الاوسكار وقف وجها لوجه امرأة
موهوبة وذكية وجميلة من جهة، وملك العالم الذي حقق ربحا كبيرا لم يكن احد
يشك بعدم قدرته على الفوز من جهة أخرى.
النظرية الثالثة:
فرصة إعادة كتابة التاريخ
صحيح أن عدة نقاط إضافية يمكن أن تحصل عليها بيغيلو باعتبارها أول
مخرجة تصل إلى هذه المكانة الرفيعة، غير أن الأمر لم يكن ميزة لها بشكل عام
لأنه سيعني بذلك الحصول على أصوات مفضلات الأنوثة من النساء والرجال، ولكن
ذلك سيقابل برفض كل من لا يشجع الاختلافات.
النظرية الرابعة:
المرأة تتقن إخراج فيلم عن الحرب
لا تمثل الأفلام الحربية الموضوع المفضل للنساء المخرجات، على الأقل
حسب ما يعتقده المخرجون ومشاهدو الأفلام الحربية، غير أن الحرب بعيون
بيغيلو تم تصويرها بشكل لم يجعل أحدا يبحث فيها عن الروح النسائية. كما لعب
لمصلحة الزوجة السابقة للمخرج كاميرون حقيقة انه كان بامكانها التصوير في
الاستديوهات الهادئة، لكنها فضلت التوجه إلى الواقع القاسي للشرق الأوسط
على خلاف فيلم كاميرون «افاتار» الذي نشأ بشكل مصطنع بأيدي خبراء كمبيوتر
في الخدع، ولذلك فان من يعطي الأولوية للحياة سيثمن التناول الذي اختارته
المخرجة.
النظرية الخامسة:
تقنية 3D
كانت عائقا
الخطوة الثورية التي قام بها كاميرون في فيلمه من خلال اختياره طريقة
3D (الأبعاد الثلاثية) لم يتم فهمها على مختلف
الجبهات، فهذه التقنية لم تحظ بصدى ايجابي واضح من قبل مختلف الأجيال
والفئات الاجتماعية، وبالتالي لم يكن «أفاتار» استثنائيا.
النظرية السادسة:
الممثلون يحتجون على المخرج
أثار المخرج كاميرون غضب الممثلين عندما حاول قبل حفل توزيع الجوائز
إدخال الشخصيات التي يخلقها الكمبيوتر إلى مسابقة الاوسكار، كما انه لم
يقبل بالعرض الذي قدم له بان يتم تخصيص تصنيف خاص بهذه الشخصيات
الافتراضية، وأراد أن تقوم بمنافسة الممثلين من لحم ودم، لذلك فان
الاحتجاجات لم تتأخر في الظهور على ذلك.
النظرية السابعة:
هلع أعضاء الاكاديمية
قد يكون بعض أعضاء الأكاديمية أصيبوا بالهلع من الدخل القياسي الذي
حققه فيلم كاميرون الخيالي، وبالتالي ظهرت مخاوف من إمكان تخفيض الرصيد
الفني لمسابقة الاوسكار لو تم منح الجائزة لفيلم «افاتار»، خاصة أنه ظهرت
في السابق عدة شكاوى من الميل إلى الأفلام التجارية التي تحقق دخلا عاليا،
وبالتالي قد يكون ظهر السؤال لدى البعض: لماذا المخاطرة من جديد؟
القبس الكويتية في
16/03/2010
من كواليس الأوسكار
دموع الفرحة علي وجه ساندرا بولك.. لأول مرة
فوز "ذاهارت لوكر".. أصاب النقاد بالصدمة
كتبت كريمان حرك
استطاعت النجمة ساندرا بولك أن تفوز بقلوب الناس بما يوازي فوزها
بالأوسكار وربما أكثر حيث كانت من الذكاء والتلقائية أثناء كلمتها الموجزة
التي قالتها عقب حصولها علي جائزة أحسن ممثلة في دور رئيسي حيث ذكرت كل
النجمات المرشحات للجائزة وأبدت تقديرها الخاص لكل منهن باسمها "ميريل
ستريت" و"كاري موليجان" و"هيلين ميرين" و"جابوري سيديبي" وكما ذكرت أيضا كل
من اشترك في فيلم "الجانب الأعمي"
heblins\dside الذي فازت عن دورها فيه والتي لعبت فيه دور أم بديلة لمراهق أسود
متشدد جعلته يتحول إلي بطل في رياضة كرة القدم الأمريكية واستثمرت هذا في
كلمتها لتطالب بالاهتمام بالأطفال المشردين وتدعيم مشاريع الأسر البديلة..
جانب اجتماعي لم تغفله هذه النجمة أما عن الأوسكار فاكتفت أن تعبر عنها
بالانفعال والدموع الغزيرة في مشهد يؤكد مقدرتها الرائعة علي التعبير
وساندرا بولك رغم تاريخها السينمائي تعد هذه المرة الأولي التي ترشح
للاوسكار وتفوز بها بعكس النجمة ميريل ستريب التي رشحت 16 مرة وفازت 5 مرات
من قبل.
ما فعلته ساندرا بولك أسر قلوب الملايين التي تشاهد هذا الحفل علي
المسرح أو عبر الفضائيات أخفقت فيه تماماً المخرجة "كاترين بيجلو" التي
فازت بلقب أحسن مخرجة هذه الجائزة التي تفوز بها لأول مرة امرأة منذ ابتداع
هذا الحدث من 82 عاماً والتي فاز أيضا فيلمها بجائزة أحسن فيلم وصعدت علي
المسرح مرتين لم تذكر فيهما زملائها الذين شاركوها الترشيح ومنهم زوجها
السابق جيمس كاميرون مخرج فيلم "avarat"
والذي كان مرشحاً ل 9 جوائز لم يفز إلا بثلاثة فقط أفضل تصوير وأفضل إخراج
فني وأفضل مؤثرات بصرية هذا بالرغم من أن هذا الفيلم كان مرشحاً بقوة لحصد
معظم الجوائز كما أنه حقق أعلي إيرادات في تاريخ السينما والتي وصلت حتي
الآن إلي 2.5 مليار دولار بينما فيلم المخرجة كاترين "ذاهارت لوكر" تكلف 15
مليون دولار ولم يحقق إلا 16 مليون دولار فقط.. المخرجة "كاترين بيجلو" كان
كل اهتمامها في كلمتها علي أسرة الفيلم وخدمتها بإهداء الجائزة للجنود
الأمريكان في العراق وأفغانستان وهنا بدأت رائحة السياسة تفوح لتؤكد الشكوك
التي حامت حول هذا الفيلم منذ ترشيحه للأوسكار حيث كان من الواضح أن هذا
الفوز لاضفاء الشرعية علي الحرب الأمريكية في العراق وأيضا لمواجهة الاتجاه
السائد في أمريكا الآن ضد هذه الحروب وقصة الفيلم تدور حول فرقة أمريكية
تتضمن نخبة من ضباط خبراء في المفرقعات للقيام بنزع الألغام من الأراضي
العراقية حفاظاً علي العراقيين والجنود هناك!!
فوز الفيلم جاء صدمة وخالف التوقعات حيث أكد عدد كبير من المتخصصين أن
الفيلم لا يستحق ولولا حرب العراق وظروف أمريكا السياسية والاقتصادية ما
كان تم الالتفات له والبعض يعد فوزه وفوز مخرجيه بهذه الصورة المبالغة من
وصمات العار التي تلحق بهذه الجائزة الشهيرة.. وكان هذا تعليق عام خاصة أن
الفيلم الذي كان متوقعاً "Avarat"
والذي فاز بجائزة جولدن جلوب وحقق أعلي نسبة مشاهدة وإيرادات علي مستوي
العالم.
المخرجة "كاترين بيجلو" صعدت علي المسرح وخرجت بين أعضاء الفيلم
ولكنها خرجت من قلوب الجماهير بعكس ساندرا بولك.
أما الممثل "جيف بريدجز" الذي فاز بأحسن ممثل وأيضا لأول مرة وتم
ترشيحه 4 مرات من قبل وقف علي المسرح وذكر كل المرشحين زملائه "مورجان
فربمان" و"جورج كلوني" و"كولين فبرت" و"جيريمي رينر" ولأنه من أسرة فنية
غلب علي حديثه الجانب العائلي الحميم وحكي ذكريات والده والدته وأثرهما فيه
وأهدي إليهما هذه الجائزة.
النجوم السود كان لهما حظ في هذا الحدث حيث فازت الممثلة "مونيك"
بجائزة أفضل ممثلة مساعدة عن دورها في فيلم "بريشوس" والتي كانت مرشحة
لجائزة أحسن ممثلة في دور رئيسي بطلته الممثلة السوداء جابوري سيديبي والتي
ظهرت التليفزيونية الشهيرة أبرا ونيفري لتقدمهم علي المسرح في لقطات
إنسانية معبرة.
وبشكل عام ورغم ما شاب هذه الجوائز من شبهات سياسية هزت فيها الثقة
ورغم أن بعض الفائزين لم يكونوا علي درجة عالية من التوفيق أثناء الحفل
ولكن هذا لا ينفي أن حفل توزيع جوائز الأوسكار والدعم الذي يقدم له من رجال
الأعمال بشكل ثابت والإبهار الذي يتم تقديمه يعد من أهم الأحداث الفنية علي
مستوي العالم.
المساء المصرية في
16/03/2010 |