كرست السينما العربية منذ بداياتها الاولى مواصفات فتيان الشاشة الاوائل,
تتكئ على معايير شكلية وجسدية للفنان »الدونجوان«, فهو معبود النساء, لديه
قدر كبير من الجاذبية والوسامة وبارع في صيد قلوب العذارى. »الجان بريميير«
يجسد حلم الصبايا, فضلا عن انه زير نساء لا يكتفي بواحدة في حياته. بعض
دونجوانات السينما ألقت ادوارهم السينمائية بظلالها على حياتهم الخاصة,
فعرفوا عشرات النساء, والبعض الآخر عاش حياة طبيعية وترك »الدونجوانية« خلف
ظهره. اما البعض الثالث فنجح في قطف ثمار النجومية بموهبة فذة محطما
مواصفات فتى الشاشة الشكلية, ورسخ مفاهيم جديدة تعتمد على الجاذبية
الداخلية ونجومية الاداء بعيدا عن معايير »زير النساء«. نجوم تركوا تراثاً
سينمائياً وسمات حياتية نرصدها عبر مسيرة عشرات من »دونجوانات« السينما
العربية.
·
شادية ملاك يمشي على الأرض لكني تزوجت أختها
·
هاجر حمدي أم ابني غيّرت نظرتي للراقصات
·
أول شهادة إعجاب جاءتني من الأميرة شويكار
قارب التسعين وما زال يتحدث عن النساء والمعجبات ويؤكد ان لديه القدرة على
أن يمثل ويعيش قصة حب على شاشة السينما التي يتمنى لو يعود اليها.
في مزرعته بالهرم يعيش حياته بعيدا عن تلوث المدينة وزحامها, تؤنس وحدته
لوحاته, حيث يمارس هوايته الوحيدة حاليا الرسم, فقد انتهى اخيرا من رسم 15
لوحة ويتمنى لو يقيم معرضا خلال العام.
في حياته محطات وحكايات منها ما نشر ومنها ما قيل بشكل خاطئ, وفي حوارنا
معه يكشف الكثير منذ استقل القطار متجها الى الصعيد حتى أخر أعماله فيلم
"ظاظا رئيس جمهورية ".
·
هل صحيح انك تكتب قصصا للسينما
ومازالت تعرض عليك ادوار?
الفنان يظل قادرا على العطاء حتى آخر يوم في حياته وشخصيا أشعر بأنه إذا
فارقت الأستديوهات والكاميرات انتهيت, ولا يوجد فنان عاشق لفنه يعتزل,
والدليل ان بعض الفنانين يعتزلون ثم يعودون لأن الفن يجري في دمائهم.
·
اسمح لنا أن نفتح ملفا تحب
الحديث عنه وهو لقب "دونجوان", هل صحيح أنه أطلق عليك بسبب علاقاتك
النسائية المتعددة ?
لا أخفيك سرا أنني كدت أكره هذا اللقب في فترة من الفترات, فبسببه تأطرت
أدواري حتى نجحت في الخروج من شخصية الشاب الوسيم وقدمت أفلاما بدأتها
بالكوميديا ثم أدوار الشر, ثم الفلاح والوزير.
وسبب إطلاق هذا اللقب أنني كنت معشوق النساء لسنوات طويلة نتيجة ارتباط
بطلات أفلامي بي حيث قدمت أكثر من ثلاثين فيلما مع شادية وسبعة أفلام مع
فاتن حمامة.
ومثل كل الشباب عشت قصص حب في المراهقة وفي الجامعة وبعد تخرجي, فما بالك
وأنني ممثل ولي معجبات وجمهور وألتقي في كل فيلم بنجمة جميلة .
·
لكن هناك من يؤكد أن أول حب في
حياتك كان لناهد شريف?
ناهد كانت من نجمات الفن الراقي وعرفت برقتها وجمالها وقوة شخصيتها وما كان
بيننا هو حب وصداقة, وظل لسنوات طويلة وما يكتب كثير عن أن أول حب في حياتي
كان للفنانة راقية إبراهيم اليهودية الأصل, أنا أحببت كل هؤلاء حبا أسريا
فكيف تجمعنا الليالي والأيام والسهر في الاستوديوهات يوميا ولا نعيش قصص
الحب كان طبيعيا أن نعيشها على الشاشة فيظن الناس أنها حقيقية وتكتب الصحف
عنها فإذا ما التقيت أنا وناهد شريف في فيلم وجمعتنا صداقة وحب متبادل تكتب
الصحف وكذلك ليلى فوزي وليلى مراد وشادية.
حب سريع
·
هناك حكايات كثيرة عن زواجك منها
?
أنا صادق مع نفسي ومع الآخرين وإن كنت تزوجتها لاعترفت وصرحت أمام الجميع,
فحتى من أحببتهن قلت عنهن وتحدثت في كلامي معك عن كل من ارتبطن بي .
أما ما قيل عن زواجي من ناهد فكان شائعات سربها بعض المغرضين ممن أغضبهم في
هذه الفترة نجاحي وانتشاري ونجوميتي في الساحة حيث كنت النجم الأول سنوات
طويلة.
وبمناسبة أول حب أنا سأكون صريح معك حيث أن أول حب في حياة الإنسان يكون
دائما له إحساس خاص ويظل أشبه بالحب الافلاطوني, ولذلك أكشف عن أول حب عشته
بصدق وكان لفتاة من محافظة أسيوط عندما كنت مدرسا فيها, فأثناء الحفل الذي
أقامته الأميرة شويكار في أسيوط وجدت فتاة رائعة الجمال تصفق لي في الحفل
عندما شاركت في تقديمه واكتشفت أن جذورها شركسية والمعروف أن الشراكسة
يتميزون بالأناقة, وعندما رأيتها أحسست بقلبي يخفق بشدة فاقتربت منها وحدث
تعارف سريع, وبعد انتهاء الحفل عرضت عليها أن أوصلها في طريقي فلم تمانع,
وفي الطريق تبادلنا حديثا قصيرا كأننا نسرق الكلمات ولم أعرف عنها إلا
اسمها وأنها من أسرة محافظة وأنها تعيسة في حياتها, وبعدها تكررت لقاءاتنا
ولكن جاءت فرصة انتقالي الى القاهرة لتضع نهاية سريعة لأول حب قصير لكنه
عميق.
·
لكن ظلت شائعة حبك لشادية تطاردك
رغم زواجك من شقيقتها ?
شادية ملاك يمشي على الأرض, وإذا كان بيننا حب فهو حب الزملاء والأشقاء و
ما ينشر يشاع سببه أننا قدمنا أكثر من 30 فيلما معا, شادية ما تتصل بي هي
ونادية لطفي وعمر الحريري هم أصدقائي حتى اليوم وهم من يودونني وأودهم
وتربطني بهم ليس صداقة بل علاقة حب اكثر من العائلة والأسرة الواحدة.
·
كنت معجبا بهاجر حمدي في البداية
لكنك لم تتزوجها إلا بعد انفصالك عن عفاف شاكر?
هاجر غيرت نظرتي للراقصات التقيتها في فيلم "حمامة السلام" عام1948, حيث
يشاع في الوسط الفني وما زال أن الراقصة مجرد امرأة تهز جسدها لكنني وجدت
في هاجر اثناء تصوير الفيلم امرأة مثقفة ولديها خلفية أدبية تتحدث عن الأدب
وكأنها أديبة وفي ليلة جميلة وبعد لقائنا في أحد الاستديوهات قالت إنها
تريد أن نتناول وجبة عشاء معا في منزلها فإذا بي أجد مكتبة عامرة مليئة
بالكتب لم أرها في مكتبة منزلية من قبل, من هنا تغيرت نظرتي لها, توأصلت
لقاءاتنا فكانت تقدم لي الطعام أثناء التصوير وكان لديها سيارة وسائق خاص,
فيما أقيم في شقة مفروشة, بعد أن تركت منزل جدي فكانت تصر أن تقوم بتوصيلي
وفي طريقها الى منزلها في "ميدان الإسماعيلية" الذي تحول اسمه بعد الثورة
الى ميدان "التحرير", بهذه الطريقة البارعة كانت تعاملني وبها أيضا أسرتني
الى درجة الحب, وفكرت كثيرا أن أتزوجها ولكن تصوير الفيلم انتهى وفرقت
بيننا أشياء كثيرة وانشغل كل منا بحياته.
·
كيف تزوجت عفاف شاكر ?
كانت علاقتي بشادية وعفاف وطيدة جدا, ولا يمر يوم إلا ونلتقي, وكان الكلام
دائما عن كمال الشناوي وشادية حتى ظن الكثيرون أننا تزوجنا في السر, أما
كوني تزوجت شقيقتها عفاف فالوسط الفني في فترة الخمسينات وما قبلها كان
بسيطا والحياة تتشابك فقد أعجبت بعفاف لأنها إنسانة بسيطة وفيها روح ست
البيت.
ولأننا كنا أسرة واحدة كنت أداعب عفاف دائما بعبارة "تتزوجيني ياعفاف "
فينقلب الكلام الى تهريج حتى أقسمت لها أنني أريد الزواج منها وانتهزنا
فرصة الشائعات التي حولي أنا وشادية لنسكت الألسنة وقررنا الزواج في يومين,
تزوجت عفاف وعشنا معا عامين ثم حدث الانفصال وبعده لم أنفصل فنيا عن شادية
بل قدمنا معا أكثر من 30 فيلما وكلها تشهد بالود والحب الأسري وليس كما
يشيع الناس.
اعتزال
·
كيف التقيت بهاجر بعد عامين من
الغياب ?
اذكر أنها كانت تصور أحد الأفلام والتقينا وعرفت أنني انفصلت عن عفاف,
وعدنا نلتقي في أحد الأندية الثقافية, وصارحتها برغبتي في الارتباط بها بعد
أسابيع من لقائنا, ولكن كان لي شرط واحد تناقشنا فيه في نفس الليلة التي
عرضت عليها الزواج فيها وأذكر أن الكلام كان في سيارتها والشرط هو اعتزال
الرقص, ووافقت دون تردد وتزوجنا.
استمر زواجنا عامين أنجبنا ابننا محمد ولكن حدث الانفصال لظروف الحياة
الفنية ورغبتها في العمل مرة أخرى, ولم تستمر في العمل الفني طويلا بل تركت
الحياة الفنية وعاشت حياتها بعيدا عن الفن نهائيا.
·
رغم تنوع أدوارك ما زلت في نظر
الجمهور ال¯ "دونجوان"?
السبب ببساطة أن الناس لا تحب أن تتذكر الجانب الأخر أو بالأدق الوجوه
الأخرى للإنسان فالطيب يظل طيبا والجميل جميلا أما الشرير فقد ينساه الناس
والدليل أن الناس تظن حتى هذه اللحظة أنني تزوجت شادية وكلما اجريت لقاء أو
مداخلة يطلبون مني أن أغني الدويتو الشهير بيني وبين شادية, مع إنني قدمت
شخصيات غاية في الصعوبة والشر بل هناك شخصيات كدت أن أكره نفسي فيها مثل
"المرأة المجهولة " أحد أهم أعمالي مع شادية وشكري سرحان وزهرة العلا,
وفيلم" الكرنك "واللص والكلاب " الذي قدمت فيه شخصية رءوف علوان مع صديق
عمري شكري سرحان وتنوعت أدواري فقدمت الفلاح ووزير الداخلية وشاركت في
أعمال كوميدية كثيرة.
·
نعود الى أيام الزمن الجميل
ونتذكر ليلة سفرك الى أسيوط في قطار الصعيد للعمل مدرسا فيها, هل مازلت
تتذكر هذه الأيام ?
ياه إنها أيام لا تنسى فقد شعرت في هذه الليلة أن كل شيء في حياتي قد انتهى
وأن كل أحلامي قد دمرت.
كنت أتمني لو أكون أول دفعتي بكلية التربية الفنية بحلوان, وبعد حصولي على
المركز الثاني نقلت الى أسيوط للعمل مدرسا للتربية الفنية في إحدى مدارسها,
ولأنني كنت يائسا ومحبطا لم اهتم بأي شيء بل حدث صدام بيني وبين ناظر
المدرسة منذ الأسبوع الأول فقرر تجميدي.
·
قلت لي مرة أن الأميرة شويكار هي
من منحتك أول شهادة إعجاب?
هذا صحيح فقد كنت مهتما بإقامة الحفلات والمعارض الفنية وحضرت الأميرة
شويكار الى أسيوط مع أسرة محمد على باشا لزيارة المستشفيات هناك وطلب مني
عزيز أباظة إقامة ليلة فنية على شرف الأميرة شويكار على شاطئ النيل وكانت
سهرة مشرفة ورائعة قدمت فيها دوراً تمثيلياً مع طلبة المدرسة وأعجبت
الأميرة بالحفل.
·
هل كانت سببا في نقلك الى
القاهرة ?
مازلت أذكر لها الفضل حيث ساعدتني ويمكنني القول إنه بدون الاميرة
ومساعدتها لي لمكثت في الصعيد سنوات طويلة, فقد طلبت بياناتي بعد هذه
الزيارة وخلال ساعات ورد الى المدرسة طلبا بنقلي الى القاهرة.
حمامة السلام
·
"فيلم حمامة السلام " أول لقاء
لك مع شادية وأول تعارف حقيقي مع الجمهور?
صحيح وأستطيع القول إنه البذرة الأولى في الجماهيرية والنجومية ومنه عرفني
الجمهور وبدأ أسمي يتردد بين السينمائيين والفنانين وبدأ اسمي يلمع في
الصحف والمجلات.
·
هل شعرت بأن هناك حربا من بعض
النجوم ضدك?
لا التمثيل لم يكن كما يراه البعض مليئا بالأحقاد والضغائن بالعكس كانت
هناك حميمية وحب متبادل بين الجميع.
·
هل ندمت على أعمال قدمتها?
أكون صادقا معك, إن أي فنان له أعمال قد لا يكون راضيا عنها, وأنا قدمت
تجارب كثيرة غير راض عنها فأحيانا يكون الفيلم مكتوبا بشكل جيد ثم يأتي
إخراجه بشكل سيئ أو بميزانية ضعيفة قدمت في مشواري أكثر من 280 فيلما هذا
ما اذكره قد يكون أكثر وأكيد من هذه الأفلام هناك عشرة أو أكثر لست راضيا
عنهم أو لا أريد أن أتذكرهم وبينها أفلام قدمتها في السنوات الأخيرة.
·
كنت تتمنى أن تستمر في الإخراج ?
لا تجربتي في الإخراج علمتني أن الممثل يجب أن يظل ممثلا وأن يعيش لموهبته
وأنا جربت حظي في "تنابلة السلطان" وكانت تجربة استفدت منها كثيرا ولم
أكررها رغم أن الوضع بعد هذا الفيلم تغير وأتيحت لي فرصة الإخراج لكنني
رفضت !
·
هل الوسط الفن ينكر جميل أبنائه
?
للأسف ليس الفن بل أبناء الفن ونقابات الفن, أنا قدمت للفن الكثير
وللنقابات الكثير مثل كل عظماء الفن الذين أسسوها ولكن لا أحد يسأل, واكتفي
بصداقاتي لمن أحببتهم وأحبوني نادية لطفي, عمر الحريري, شادية, هند رستم
ومديحة يسري.
|