السيناريست علي الجندي:
منع {حلاوة روح} قرار ظالم ومحبط
كتب الخبر: روميساء
إبراهيم
تباينت الآراء حول فيلم {حلاوة روح}، فبينما اعتبره البعض متميزاً
يناقش أحوال المجتمع المصري، وصفه البعض الآخر بأنه مجرد تمصير
لفيلم {مالينا} لمونيكا بيلوتشي، لكن المفاجأة كانت في قرار
ابراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء المصري، منع الفيلم من العرض بعد
أسابيع من طرحه، في تعد صارخ على حرية الإبداع.
حول هذا المنع والانتقادات التي وجهت إلى الفيلم كان اللقاء التالي
مع السيناريست علي الجندي.
·
كيف استقبلت قرار رئيس مجلس الوزراء بمنع الفيلم من العرض؟
القرار غريب ومحبط، بالنسبة إلي، خصوصاً أنه مبني على بيان المجلس
القومي للطفولة، الذي رفض الفيلم من دون مشاهدته، والدليل أنه جاء
في البيان أن الفيلم يصور علاقة جنسية بين امرأة ناضجة {روح} وبين
صبي مراهق تصل إلى درجة الحمل منه، فيما في الحقيقة ألا وجود لهذا
المشهد ضمن الأحداث، وكل ما في الأمر أن الصبي المراهق يتلصص على
المرأة، وهو أمر وارد واقعياً، وليس الفيلم مبتذلا كما يدعي البعض.
·
متى كتبت السيناريو؟
هذا السيناريو مشروع تخرجي في المعهد العالي للسينما (2004)، وقد
نال جائزة أحسن سيناريو بين مشاريع التخرج في المعهد.
·
ما الذي أخر تنفيذ الفيلم كل هذه السنوات؟
بوشر تنفيذ الفيلم مرات عدة لدى أكثر من منتج، لكنه تعثر لأسباب
إنتاجية، في ظل الظروف السيئة التي تمر بها صناعة السينما المصرية،
إلى أن عرضته على المنتج محمد السبكي، في السنة الماضية، فتحمس له
وقرر تنفيذه.
·
ألم تخش ارتباط اسمك باسم السبكي في أول أفلامك، لا سيما أن
انتقادات توجه إليه بسبب نوعية الأفلام التي يقدمها؟
احترم استمرارية السبكي في إنتاج أفلام سينمائية، في وقت توقف فيه
الجميع عن الإنتاج حتى أولئك الذين كونوا ثرواتهم من صناعة
السينما، فهو يحافظ على دوران عجلة الإنتاج، وعلى من يعيبون نوعية
الأفلام التي يقدمها أن يدعموا السينما التي يفضلونها، لتتمكن من
الاستمرار.
·
معروف عن السبكي التدخل في كل كبيرة وصغيرة في الأفلام التي
ينتجها، ألم يتدخل في {حلاوة روح}؟
لا أنكر أنه تدخل في {حلاوة روح}، ولكن ذلك كان لصالح الفيلم،
لأنه على علم بالسوق السينمائي والجمهور الذي يقدم له أفلامه،
فيتدخل بما يتلاءم مع هذا الجمهور. ثم السبكي يتميز بأنه يستمع إلى
القيّمين على الفيلم، سواء المؤلف أو المخرج أو الممثلين، ولديه
استعداد لتنفيذ وجهة النظر الأخرى إذا اقتنع بها.
·
هل اختيار هيفاء لبطولة الفيلم قرارك أما قرار المنتج؟
كان اختياراً مشتركا بيني وبين السبكي، وهي أنسب من يؤدي بطولة
الفيلم، لأنه يعتمد على وجود امرأة جميلة وجذابة، ومساحة التمثيل
في الدور ليست عالية.
·
ماذا عن سامح عبد العزيز، مخرج الفيلم؟
كان اختياراً مشتركاً بيني وبين السبكي، أيضاً، لأن سامح عبد
العزيز مخرج متمكن وواع ومتميز، وقدم أفلاما ناجحة في أجواء الحارة
المصرية مثل {الفرح} و{كباريه}.
·
لكن انتقده البعض لأنه ركز على التفاصيل الجسدية لهيفاء وهبي بقصد
إثارة الجمهور؟
لم يكن التركيز على تفاصيل جسد هيفاء وهبي بقصد إثارة الجمهور، بل
للتأكيد على أن البطلة امرأة مثيرة، بغية إقناع المشاهد برغبة رجال
الحارة فيها، هذا موضوع الفيلم بالتحديد.
·
ما ردّك على الانتقادات بأن الفيلم مقتبس من الفيلم الإيطالي
{مالينا} لمونيكا بيلوتشي، حتى أن أحد النقاد علق ساخراً بأنكم
{فشلتم في سرقة الفيلم}؟
ليس الفيلم تمصيراً لفيلم {مالينا}، ما ينفي فشلنا في سرقته التي
لم نقم بها من الأساس، ربما يكون ثمة تشابه في التيمة الرئيسة، إلا
أن التفاصيل مختلفة، ولو قمنا بتمصير الفيلم لقلنا ذلك، لأنه ليس
عيباً أومخجلا.
·
ثمة أمور مشتركة بين {مالينا} و{حلاوة روح}، منها وجود امرأة جميلة
ومثيرة يغيب زوجها ويعجب بها رجال المنطقة التي تعيش فيها بما في
ذلك صبي مراهق.
هذه قواسم مشتركة بين الفيلمين، وهي موجودة في أعمال أخرى منهاsummer
42
، الذي أنتج قبل {مالينا} بسنوات، كذلك الفيلم المصري {شاي وحنان}،
والفيلم التونسي {عصفور السطح}، لا يعني ذلك أن هذه الأفلام
مأخوذة من بعضها البعض، كذلك ثمة روايات تناقش الفكرة نفسها، منها
{مديح الخالة} و{فردوس} لمحمد الباسطي. ثم الفيلم مختلف، في تفاصيل
كثيرة، عن {مالينا}، ربما أهمها العلاقة التي تربط الصبي بـ{روح}
في الحقيقة، إذ تعتبره صديقاً وتعتمد عليه في بعض الأمور، بينما
نجد أنه في مالينا يحلم بها، ولا يدخل عالمها في الواقع.
·
برأيك لماذا يصر البعض على أن الفيلم مأخوذ عن {مالينا}؟
ربما يعود السبب في ذلك إلى الإعلان الذي يشبه إعلاناً لمونيكا
بيلوتشي، إضافة إلى أن الفيلمين يناقشان التيمة نفسها، فتصور البعض
أن الفيلم مأخوذ عن {مالينا}. برأيي، مجرد المقارنة بـ {مالينا}
أمر ظالم جدا لـ{حلاوة روح}، لأن الأول أحد أهم الأفلام في السينما
الإيطالية بل والعالمية، ومقارنته بأي فيلم مصري ظالمة.
·
هل يعني ذلك أن الإعلان ظلم الفيلم برأيك؟
بالتأكيد، لأنه حمّل الفيلم تصورات ليست موجودة فيه، وربط بينه
وبين {مالينا}. بات كثر يحكمون على الأفلام من إعلاناتها من دون
مشاهدتها، وهو ما حدث مع {حلاوة روح}، حتى إن بعض النقاد يكتبون عن
الأفلام من دون مشاهدتها.
·
لماذا كتبت اسمك على السيناريو والحوار فحسب وليس القصة، رغم أنك
مؤلف الفيلم؟
بعد نزول إعلان الفيلم واللغط حول أنه مأخوذ عن {مالينا} رغم عدم
صحة ذلك، قررت وضع اسمي على السيناريو والحوار فحسب، حتى لا يتهمنا
البعض بالسرقة.
·
كانت النهاية صادمة للبعض، ألم تقلق منها؟
قلقنا جميعاً من النهاية، وفكرنا في تغييرها وعدم اغتصاب البطلة،
إلا أننا وجدنا أن هذه النهاية ملائمة لأحداث الفيلم ونتيجة منطقية
له، لأنني أردت التأكيد على أن الجمال، لا بد من وجود قوة تحميه،
ويجب ألا يسلم مقاديره لصبي غير ناضج أو لضرير لا يرى.
·
كيف ترى ردة فعل الجمهور حول الفيلم؟
شاهدت الفيلم مع الجمهور في دور عرض كثيرة ومختلفة، وسعدت بإقباله
عليه وبردة فعله، إذ تفاعل مع الأحداث، ولم يتعامل معها كفيلم
إثارة، كما ادعى البعض، لذا أنا حزين بشدة لقرار المنع.
الأحد 20 أبريل 2014
استقالة رئيس الرقابة على المصنفات المصرية اعتراضاً
على منع عرض «حلاوة روح»
اعتبر رئيس الرقابة على المصنفات المصرية أحمد عواض قرار منع عرض
فيلم «حلاوة روح» تعدياً على حرية الإبداع.
أعلن رئيس الرقابة على المصنفات المصرية المخرج المصري أحمد عواض
اعتذاره رسمياً على الهواء مباشرة عن تولي منصبه، وذلك من خلال
برنامج «أنت حر» مع المؤلف والمذيع مدحت العدل.
وجاء اعتذار عواض عن منصبه احتجاجاً على قرار رئيس الوزراء المصري
إبراهيم محلب بمنع عرض فيلم «حلاوة روح» للفنانة هيفاء وهبي،
خصوصاً أن الفيلم حصل على تصاريح رقابية بعرضه.
واعتبر عواض قرار رئيس الوزراء تدخلاً في اختصاصاته، وتعدياً على
حرية الإبداع.
وأوضح عواض أنه تقدم باستقالته إلى وزير الثقافة محمد صابر عرب
بوصفه الوزير الذي تخضع الرقابة على المصنفات الفنية لرئاسته.
وقد أثار الفيلم ضجة كبيرة في الأوساط المصرية، إذ أيّد مجلس جامعة
الأزهر برئاسة الدكتور أسامة العبد قرار رئيس الوزراء إبراهيم محلب
بوقف عرض فيلم «حلاوة روح»، لما يضم من مشاهد مخلة بالحياء، ومضادة
للقيم التي تربّى عليها المجتمع المصري.
وأكد بيان لمجلس جامعة الأزهر أن «المجتمع المصري في هذه الظروف
التي تمر بها البلاد في حاجة شديدة إلى إحياء القيم النبيلة
والأخلاق الفاضلة، التي تنتج مجتمعاً طيباً تشيع فيه روح المحبة
والانتماء إلى الوطن، وان دعوى حرية الإبداع لا تعني هدم القيم
وإشاعة الفوضى الأخلاقية، وإنما الإبداع الحق هو ما يأخذ بيد الأمة
للفضائل والفلاح ويسمو بها على التخلف».
وأضاف البيان «استاءت كثير من الأسر المصرية من عرض بعض المشاهد في
الفيلم التي تعدت حدود الآداب والأعراف المجتمعية العامة، وأنكرها
الكثير من طوائف المجتمع المصري».
وأهاب مجلس الجامعة بأهل الفن والإبداع تحري الحاجات المجتمعية،
بما يسهم في تحقيق الخير للوطن العزيز. |