نور الشريف.. ثلاث حكايات في مسيرة عاشق
كتب: أحمد شوقي
(1)
في حواري مع المخرج الكبير داود عبد السيد والمنشور
في كتاب "داود عبد السيد.. محاورات أحمد شوقي"، سألت الأستاذ عن
الفارق الذي يجده بين الوسط السينمائي حالياً، وما كان الوضع عليه
عندما صنع فيلمه الأول في منتصف ثمانينيات القرن الماضي. توقعت أن
يتحدث عن اختلاف المعدات أو ميزانيات الأفلام، أو نظام التوزيع أو
أي شيء آخر تعتقد بديهيا أن يقيم صانع أفلام كبير السوق على أساسه.
مزيد من المعلومات عن كتاب "داود
عبد السيد.. محاورات أحمد شوقي" عبر "جود ريدز"
لكن الأستاذ داود فاجئني بأن الفارق الجوهري يكمن
في الممثلين وتحديدا نجوم الشباك. وشرح لي سر اعتباره أنهم سبب
التغيير الرئيسي في شكل الصناعة. فنجوم شباك الثمانينيات أمثال نور
الشريف وأحمد زكي ومحمود عبد العزيز كانوا يعلمون ـ وفقا لعبد
السيد ـ أن الأفلام الفنية المغايرة التي يصنعها هو وأبناء جيله
محمد خان وخيري بشارة وغيرهم، ليس هي الأفلام التي تحقق نجاحا ضخما
في شباك التذاكر، ولا هي الأفلام التي تزيد من نجوميتهم وبالتالي
من أجورهم.
لكنهم في المقابل كانوا يدركون جيدا أنها هي
الأفلام التي يمكنهم فيها أن يجدوا دورا يستمتعوا بلعبه، يبرزون
فيه موهبتهم الحقيقية وينتزعون به الجوائز والتقدير النقدي. وأن
هذه القناعة التي جعلت داود يبدأ مشواره مع نور الشريف ومحمود عبد
العزيز في "الصعاليك"، وخيري بشارة مع أحمد زكي في "العوامة 70"
ومحمد خان وسمير سيف وعاطف الطيب مع نور الشريف أيضا في "ضربة شمس"
و"دائرة الانتقام" و"سواق الأتوبيس"، أصبحت غائبة تماما عن نجوم
شباك الألفية الثالثة، الذين يرفضون مجرد التفكير في فيلم من هذه
النوعية، خوفا من أن يؤثر على شباك تذاكرهم وأجورهم المليونية،
وبالتالي فإن عثور مخرج جديد على منتج يمول فيلمه بدون نجوم، صار
هدفاً أصعب وفقا لرؤية المخرج الكبير، حتى لو كانت صناعة السينما
قد أصبحت أيسر تقنياً.
إجابة داود عبد السيد فتحت ذهني لأمرين لا يجب
التفكير في السينما بمعزل عنهما. الأول هو دور النجوم التاريخي في
السينما المصرية، فأي شخص يحاول أن يدرس تاريخ هذه الصناعة ومراحل
تطورها والعوامل المؤثرة فيها، يستحيل أن يقوم بذلك بشكل أكاديمي
يتناول المخرجين والمنتجين فقط، لأن مساحة الاعتبارات الشخصية وثقل
نجوم الشباك هي أمور منحت حرفيا فرصة التواجد للعديد من الموهوبين.
والأمر الثاني هو ببساطة كون اسم نور الشريف هو القاسم المشترك في
خطوات البداية لجيل كامل من المخرجين الموهوبين، حتى أنني اضطررت
عند تفريغ الحوار أن أقلل من عدد الأمثلة التي تخصه، حتى لا يتحول
مسار الإجابة من توضيح قيمة النجوم إلى الإشادة بنور الشريف!
***
(2)
بالأمس رحل نور عن عالمنا. وكعادة أيام الوداع
الحزين تحولت صفحات موقع فيس بوك إلى جدارية للرثاء. رثاء تجده مع
بعض الأشخاص مبالغا فيه يضفي عليهم هالة أسطورية دافعها الحزن أكثر
من الإسهام الحقيقي، وينحو أحيان أخرى إلى الحميمية عندما يكون
الراحل ممن يمتلكون صورة ذهنية خاصة في عقول جمهورهم. صور الحزن
الإلكتروني صارت متنوعة يمكن ملاحظتها والمقارنة بينها، لكن رثاء
نور الشريف أخذ شكلاً لا أعتقد أنه قد حدث من قبل.
من بين كل خمسة أشخاص كتبوا يرثون النجم الراحل،
روى أربعة منهم موقفا حدث بينه وبين نور الشريف. مخرجون يحكون عن
نصائحه لهم عندما كانوا مساعدي إخراج في أعماله، ممثلون يروون
ظهورهم لأول مرة على شاشة حقيقية يعرفهم الناس من خلالها على يديه،
صحفيون قالوا صراحة أنه من جلس معهم أمام شاشة وشريط فيديو ليشرح
لهم كيفية مشاهدة فيلم دون أن يأخذ الممثل انتباهك وتركيزك. الكل
بلا استثناء يجمع على كونه أستاذاً بحق. أستاذ لا يكتفي بامتلاك
حصيلة من الثقافة والخبرة والحرفة يعمل على زيادتها يومياً، ولكن
يسعى بكل جهده لتمرير هذه الحصيلة إلى من يأتي بعده.
الأمر لا يمكن فصله عن الحكاية الأولى، هذا رجل بلغ
قمة النجومية لكنه لم يعش للحظة وهم أنه الأوحد والآخرين منافسيه،
بل كان يعي تماما أنه حلقة من سلسال لا يجب أن ينتهي. أن نجوميته
نتيجة لعقود من صناعة راسخة ونجوم محبوبين، وأن خلوده يكمن في قدر
إسهامه في استمرار هذه الصناعة وتطورها، سواء كان هذا الإسهام
بفيلم يموله ويقدم فيه مخرجا جديدا، أو مساحة يمنحها لوجه جديد كما
حصل هو على مساحته قديما، أو مهارة تعلمها بالسنين ينقلها كي
يستفيد بها من يأتي بعده.
***
(3)
"العار"
و"جري الوحوش"، فيلمان من إخراج علي عبد الخالق وتأليف محمود أبو
زيد تم إنتاجهما عامي 1982 و1987 بنفس الأبطال الأربعة: نور الشريف
ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي ونورا. على تترات "العار" يتصدر اسم
نور الشريف الصورة، يليه على الترتيب حسين ثم محمود وأخيرا نورا،
أما على تترات "جري الوحوش" فيتصدر اسما نور ومحمود في لوحة واحدة،
ثم حسين ونورا في لوحة ثانية.
اختلاف الترتيب أمر مثير للانتباه في ظل ثبات كل
الصناع الرئيسيين، وكل من يعرف سوق السينما المصري يعرف ما يثيره
ترتيب أسماء النجوم على الأفيش والتتر من خلافات كارثية قد تؤدي
لإفشال العمل، لاسيما عندما يكون الأمر متعلقا بفيلم يلعب بطولته
ثلاثة نجوم شباك كل منهم بطل منفرد له جماهيرية وشعبية ضخمة. لكن
هذا لم يحدث في الفيلمين ولا في أي عمل آخر شارك نور الشريف في
بطولته طيلة مشواره الفني.
السبب؟ القاعدة البديهية التي وضعها وسار عليها
طوال حياته: الأعلى أجراً يأتي أولاً. الأجر يحدده السوق والنجومية
وحجم نجاح الأعمال السابقة، فلو كان حسين فهمي هو الأعلى أجراً
الآن يتصدر اسمه التتر والأفيش، ولو تغير الوضع بعد أعوام وارتفعت
شعبية ـ وبالتالي أجر ـ محمود عبد العزيز يصعد هو للصدارة، وإذا
حصل شخصان على نفس الأجر يكتبان معها، وهكذا تسير الأمور بسلاسة
ودون تعقيدات أو مشكلات.
الأمر قد يبدو بسيطا وبديهيا. لكن صدقني هو ليس
كذلك مع الغالبية العظمى من النجوم. وهو يعكس بوضوح تقديس نور
الشريف لقيمة الصناعة، كفعل احترافي منظم له قوانين وقواعد واضحة
يجب أن يتبعها الجميع. صناعة يمثل فيها الجميع بما فيهم نور نفسه،
تروساً في آلة ضخمة هدفها تقديم الفن وإسعاد الناس. آلة منحت نور
الشريف جماهيرية ضخمة وحبا جارفا من الجميع، ومنحها هو عمره وصحته،
موهبته وحرفته، ماله وخبرته وثقافته، فعاش عاشقا محبوبته الأولى هي
السينما، ورحل جسده ليعيش أطول في عقولنا وخيالنا.
####
أدوار في حياة فارس السينما نور الشريف حجرت مكانا
لها في قائمة أهم ١٠٠ فيلم مصري
كتب: عمرو شاهين
في نهاية الألفية الأولى وتحديدا عام 1996 وضع عدد
من نقاد السينما المصريين قائة بأهم 100 فيلم مصري ، و بعيدا عن
إتفاقنا و او ختلافنا مع الأعمال المختارة و الأعمال غير المختارة،
أو وجهة نظرنا في ان هناك اعمال لا تستحق التواجد في القائمة
وأعمال اخرى تم غض الطرف عنها، والأمر في النهاية مجرد أراء شخصية
لنخبة من نقاد السينما في مصر ولكنهم بالطبع يؤخذ ويرد عليهم
وإختيارهم ليس مقدسا، وبعيدا عن اتفقنا أو إختلافنا على القائمة،
إلا أن اللافت للنظر ان 7 من أفلام قدمها الراحل نور الشريف قد حلت
بمراكز مختلفة في القائمة.
سواق الأتوبيس صرخة الطيب الأولي
في المركز الثامن من القائمة يجئ فيلم عاطف الطيب
سواق الأتوبيس والذي عرض عام 1981 ، وقصة محمد خان و بشير الديك
وسيناريو وحوار بشير الديك، الفيلم الذي جاء ليتم إعتباره الثمرة
الاولى لكل محاولات التجديد و التغير في السينما المصرية و التي
بدات منذ منتصف السبعينات وأخذت شكلها الأكثر وضوحا مع نهايتها
وبداية الثمانينات، قدم أزمة جيل أكتوبر بطريقة غاية في السلاسة و
العذوبة، هذا الجيل الذي سرقه المنتفعون و"الفهلوية"، الجيل الذي
خرج من الحرب منتصرا ليهزمه النظام بسياساته والمجتمع بجحوده، نور
الذي قدم دور حسن سائق الأتوبيس و الذي يجاهد لإنقاذ ورشة أبيه
ليكتشف كل التغيرات التي شهدها المجتمع و تفسخه وهشاشة علاقته.
دور قدمه الشريف بكل إستاذية ليصبح هو احد النجوم
الذين شكلوا مع عدد من المخرجين وكتاب السيناريو موجة التغير في
السينما المصرية في الثمانينات و التي أطلق عليها إصطلاحا الواقعية
الجديدة، و التي ضمت أسماء مثل أحمد زكي ومحمد خان وداوود عبد
السيد وخيري بشارة وعاطف الطيب و محمودعبدالعزيز وسعيد الشيمي و
نادية شكري وأحمد متولي وكمال بكير و بشير الديك ووحيد حامد وغيرهم
من السينمائين الذين اثروا سينمانا بالعديد من الأعمال الهامة.
نور والسندريلا
أما الفيلم التالي في قائمة أفضل 100 فيلم مصري فهو
فيلم زوجتي و الكلب والذي عرض عام 1971، من بطولة محمود مرسي و
سعاد حسني ونور الشريف ومن تأليف وإخراج سعيد مرزوق، و الذي حل في
المرتبة 33، حيث قدم نور الشريف شخصية نور عامل الفنار الشاب الذي
يعمل مع الريس مرسي "محمود مرسي" المتزوج حديثا، بعيدا عن العمران،
و الذي يسلي فراغه و فراغ زميله الشاب بحكاياته عن مغامراته
العاطفية وهو في مثل سنه خاصة مع زوجات زملاءه في العمل.
حينما تقع أنت الممثل الشاب في صراع تمثيلي بين
عملاق بحجم محمود مرسي وموهبة لا حدود لها بحجم السندريلا فأنت في
موقف صعب، وربنا إذا عرض الفيلم على اي ممثل شاب وقتها كان سيتردد
كثيرا لقبول مثل هذا الدور، خاصة وإذا كانت الشخصية التي ستؤديها
تعد المعادل الموضوعي لشخصية مرسي المركبة و المعقدة، إلا أن نور
الشريف المجتهد دائما وأبدا قدم دورا جيدا للغاية ، جعل الفيلم
يخرج كمبارة تمثيل على اعلى مستوى وليكون الفائز الوحيد هو المشاهد.
عودة مرة أخرى للثمانينات وتحديدا عام 1981، حينما
عرض فيلم أهل القمة والذي أحتل المركز 37 في قائمة أفضل 100 فيلم،
الفيلم من إخراج على بدرخان عن قصة لنجيب محفوز وسيناريو وحوار
مصطفى محرم، وبطولة سعاد حسني و عزت العلايلي وعمر الحريري وعايدة
رياض.
مرة أخرى يقدم نور دور أحد أبناء فترة الغنفتاح
ولكن هذه المرة من منظور مختلف منظور الشخص المنتفع حيث يقدم دور
زعتر المهرب الصغير الي يعمل لحساب مهرب أخر كبير وهو زغلول "عمر
الحريري" والذي يحاول أن يسرق منه حبه الوحيد سهام.
يقدم نور في الفيلم نموذج مختلف لجيل الإنفتاح
الإقتصادي، حيث قدم شخصية المهمش الساعي للوصول إلى القمة كباقي
لصوص تلك الفترة الذين بدءوا من أسفل سافلين و"بالفهلوة" والسرقة
أصبحوا هم أهل القمة، بل إن السلطة في كثير من الأحيان تساندهم كما
حدث حينما ساندت السلطة زغلول وقررت نقل ضابط المباحث بعيدا عن
منطقة عمل زغلول عقابا على محاولته كشف النقاب عن أعما التهريب
الذي يقوم بها.
الجرأة ثم الجرأة ثم الجرأة أهم ما يميز مشوار نور
الشريف السينمائي، ففي عام 1975 عرض فيلم الكرنك عن قصة نجيب محفوظ
سيناريو وحوار وإنتاج ممدوح الليثي وإخراج على بدرخان، الفيلم الذي
أثار ضجة كبيرة وقت عرضة لجرأته الشديدة في نقد ومهاجمة التجربة
الناصرية خاصة الأسلوب الأمنى الذي كان يتعامل به النظام وقتها مع
المعارضين او حتى المشتبه في معارضتهم للنظام الناصري، كما أن قسوة
مشاهد التعذيب الفيلم كانت سببا أخر في تعرضه للعديد من الإنتقادات
و لا سيما مشهد إغتصاب "زينب" سعاد حسني ومشهد إغتيال حلمي "محمد
صبحي".
استطاع نور الشريف ان يلفت الأنظار وان يقدم أداءا
تميليا جيدا للغاية وسط كوكبة كبيرة من النجوم أصحاب الموهبة
الكبيرة و الباع الطويل الذين شاركوا في بطولة الفيلم، نور الذي
قدم شخصية إسماعيل الشيخ إستطاع أن يقنعنا بكل المراحل التي مرت
بها الشخصية منذ بداية الفيلم وحتي نهايته استطاع ان يدرك جيدا
بخبرته جميع تحولات شخصية إسماعيل و ان يقدمها مستخدما نظرة عينيه
و حركة جسده و صوته ليعبر بدقه عن هذه الشخصية غير العادية.
نور وتهمة تقليد يوسف شاهين
في عام 1982 قدم نور الشريف مع محمود عبدالعزيز
وحسين فهمي واحد من الأفلام الهامة في تلك الفترة وهو فيلم العار
للسيناريست محمود أبو زيد والمخرج على عبدالخالق وهو الفيلم الذي
أحتل المركز 56 في القائمة.
ربما تجيء أهمية الفيلم لانه عرض في وقت كانت
السينما المصرية في صراع بين الجودة و الإستهلاك وكان الصراع
الأذلي بين القيمة الفنية وشباك التذاكر مستعر وقتها على اشده فجاء
الفيلم ليحقق تلك المعادلة الصعبة حيث حقق نجاحا تجاريا كبيرا
إضافة إلى قيمته الفنية الهامة.
في صراع تمثيلي من الدرجة الأولى فاز فيه المشاهد
بطبيعة الحال تألق نور الشريف في شخصية كمال بلزماته الصوتيه و
الحركية وطريقته العنيفة العفوية خارجا من إطار الإفتعال متسلقا
سلم الإجادة بهدوء وثقة شديدين، وربما نجاح الثلاث شخصيات كمال
وشكري وعادل مرتبط ببعضه بحيث أنها ظهرت شخصية أقل من الأخري،
لأختل ميزان العمل تماما وربما كان هذا من أهم أولويات على
عبدالخالق الحفاظ على "هارموني" العمل و التناغم بين الشخصيات
الثلاث.
مع بداية السبعينات ظهرت ما سميّ بجماعة السينما
الجديدة و التي كانت من روادها رأفت الميهي ومحمد راضي الذي قدم
عام 1974 فيلمه الهام أبناء الصمت والذي جاء في المرتبة 74 في
القائمة، وقام ببطولته عدد من النجوم على رأسهم احمد زكي ونور
الشريف ومحمد صبحي وحمدي أحمد وسيد زيان مع العملاق محمود مرسي
وميرفت أمين.
ربما تعود اهمية الفيلم الذي ناقش الحياة المصرية
في فترة حرب الإستنزاف لصدقه الشديد في طرح كافة المشاكل التي عانى
منها الشباب في تلك الفترة، بما فيها ضياع العمر خلال فترة التجنيد
و التي استمرت لسنوات طويلة للغاية وخروجهم من الحرب منهكين نفسيا
وجسديا، بل وانفصال المجتمع عن الجبهة في فترة حرب الإستنزاف إضافة
إلى مناقشة قضية الأرقام ان في الحروب أو المواجهات تحسب الخسائر
في الأرواح بالأرقام فقط دون النظر ان كل رقم من هذه الأرقام تاركا
خلفه أهل و حبيبه وأولاد سيقتلهم فراقه.
في المرتبة 84 من القائمة يقع فيلم حدوتة مصرية عن
قصة يوسف إدريس وسيناريو وحوار وإخراج يوسف شاهين وهو الفيلم الأول
لنور الشريف مع يوسف شاهين ويقدم خلالها شاهين الجزء الثاني من
سيرته الذاتية في قالب سردي مختلف تماما ليستأنف نور الشريف ما
بداه الممثل الشاب وقتها محين محي الدين وبقدم شخصية يحيى شكري
مراد.
في هذا الفيلم اتهم البعض الشريف بتقليد شخصية يوسف
شاهين، وإن كنت أرى ان هذا الإتهام جائر و عاري من الصحة، فكيف
يتهم ممثل بتقليد الشخصية المطلوب منه تأديتها، نور كان يؤدي شخصية
يحيى شكرى مراد والتي هي جزء من شخصية يوسف شاهين فكان من المنطقي
ان يستلهم نور من الحقيقة ما يفيد الشخصية و يثريها.
خارج القائمة رغم جودتهم
وبخلاف القائمة قدم نور الشريف عدد من الأدوار
الهامة في مسيرتة الفنية في أعمال مثل " كتيبة الإعدام، قلب الليل،
ليلة ساخنة، توحيدة، دنيا الله، الصعاليك، البحث عن سيد مرزوق، زمن
حاتم زهران، الصرخة، دماء على الأسفلت، ناجي العلي، المصير، إختفاء
جعفر المصري، دم الغزال" وغيرها من الأدوار التي امتعنها بها نور
الشريف على مدار تاريخه الفني.
####
نور الشريف وبوسي..
هكذا نشأت الرومانسية بين واحد من أشهر "ثنائيات"
الفن العربي
كتب: خالد طه
يعتبر نور الشريف وبوسي من أشهر "الثنائيات" بداخل
الوسط الفني العربي، ولن تصدق أنه تشكّل بطريقة لا تختلف كثيرا عن
أي مشهد رومانسي تشاهده على شاشة السينما!
وكشف الراحل نور الشريف في كتاب "مشوار في طريق
الفن والفكر والسياسة" أن مشاعره تجاه بوسي نمت منذ أن كان يشارك
في بطولة المسلسل التلفزيوني في الستينيات "القاهرة والناس" للمخرج
محمد فاضل، والذي كان بطاقة تعارفه على الجمهور، ودخل به إلى
قلوبهم بسبب أدائه الذي اتسم بالتلقائية الشديدة.
وعن لقائه الأول ببوسي، يقول نور الشريف: "كان ذلك
في إحدى حلقات "القاهرة والناس"، وكنت قد رأيتها ذات يوم تمثل
للأطفال في حلقات "بندق ولوزة"، وتمنيت أن أتزوج فتاة مثلها، وإذا
بي في هذه الحلقة أراها أمامي وجها لوجه، إنها الفتاة التي شعرت
بارتياح عميق عندما رأيتها كبرت وأصبحت فتاة ولم تعد طفلة. لقد قلت
لنفسي حين رأيتها سابقا: إنني أتمنى أن أتزوج فتاة كهذه الفتاة
وأربيها على مزاجي، فهي التي تصلح زوجة لي".
ونشأت "الكيمياء" بين نور الشريف وزوجته لاحقا بوسي
أثناء تصويرهما سويا لمشهد في إحدى حلقات مسلسل "القاهرة والناس"،
والذي كانت مفارقاته شبيهة للغاية لتفاصيل مشهد رومانسي.
ويتذكر نور الشريف تلك اللحظة المميزة: "بدأنا
بروفات حلقة اسمها "طعم الحياة" من حلقات "القاهرة والناس"، وكان
الأستاذ محمد فاضل يجري 6 بروفات على كل حلقة قبل التصوير، بحيث
إذا بدأ التصوير يكون كل شيء على ما يرام، لأن أي خطأ ولو في نهاية
الحلقة يجعلنا نبدأ من الأول بسبب عدم وجود المونتاج في الفيديو
وقتها".
وأردف: "وبدأ تصوير الحلقة، وجاء المشهد الذي أقف
فيه أمام بوسي، وبدأت أشعر بأحاسيس غريبة جدا حين اقتربت منها،
ويبدو أن بوسي أحسن بهذا أيضا بنفس الأحاسيس في تلك اللحظة، فسرحت
قليلا ونسيت الكلام الذي ستقوله وأنا أنظر إليها وعيني في عينها،
ووجهي ملامس وجهها. صاح المخرج
!Stop
وضحك المصور ماجد توفيق الذي فهم الموقف واحمر وجه بوسي خجلا".
وكانت هذه هي كانت بداية مشوار آخر طويل من مشاوير
نور الشريف، يمتد من هذا التاريخ وحتى الآن، وينسج ملامح أسرة عاشت
في ظلال الفن.
وتزوج نور الشريف وبوسي في سنة 1972، وأثمر زواجهما
عن بنتين هما "سارة" و"مي" التي تعمل في مجال التمثيل، ولكنهما
انفصلا في 2006، قبل أن يعودا إلى بعضهما البعض في 2015 بعد أزمة
نور الصحية الأخيرة.
واحتفل نور الشريف وبوسي في 14 مارس 2015 بزفاف
كريمتهما "سارة" على رجل الأعمال الشاب خميس محمد خميس، وسط عدد من
نجوم الفن والأهل والأصدقاء المقربين. (شاهد-
نور الشريف وبوسي يحتفلان بزواج ابنتهما)
وخاض نورالشريف وبوسي معا تجربة الإنتاج الفني،
بتأسيسهما لشركة "إن. بي فيلم"، والتي ترمز للحروف الأولى من
اسميهما، وكان "باكورة إنتاجها" فيلم "دائرة الانتقام" من إنتاج
1976، وهو من إخراج سمير سيف.
ويبلغ عدد الأفلام التي أنتجتها شركة "إن. بي فيلم"
10 أفلام، والتي شهدت جميعها على مشاركة نور الشريف وبوسي في
بطولتها، ومن أبرزها "حبيبي دائما" في سنة 1983، والذي ترجما فيه
رومانسيتهما وحبهما الصادق على شاشة السينما، ليصبح واحدا من أشهر
أفلام الرومانسية في تاريخ السينما العربية.
وتمالكت بوسي نفسها أمام عدسات المصورين، في صلاة
جنازة نور الشريف رفيق عمرها ووالد ابنتيها مي وسارة، والتي شيّعت
الأربعاء 12 أغسطس الجاري.
####
نور الشريف كان رافضا تجسيد "عبد الغفور البرعي" في
البداية!
كتب: خالد طه
لو تناقشت مع أي معجب بنور الشريف عن فنه، فلابد
وأن يذكر لك مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" ضمن أعماله المفضلة
لديه، بسبب عبقرية نور الشديدة في تجسيد شخصية رجل الأعمال الأمي
والعصامي "عبد الغفور البرعي"، والتي وصلت إلى حد التوحد معه على
الشاشة الصغيرة.
وهناك عاملا آخر وراء تتويج "لن أعيش في جلباب أبي"
كواحد من أروع الأعمال في تاريخ الدراما العربية، وهو تناوله لقصة
كفاح بشكل واقعي للغاية، وبدون أدنى مبالغة.
كما لا ننسى دور الـ
Casting
أو "اختيار الممثلين" في إنجاح المسلسل، إذ تم اختيارهم جميعا
بعناية فائقة كي يكونوا ملائمين لأدوارهم في العمل، بداية من
الأدوار الرئيسية لنور الشريف، وعبلة كامل، ومحمد رياض، وحنان ترك،
وناهد رشدي، ووفاء صادق، ومنال سلامة، وياسر جلال،و عبد الرحمن أبو
زهرة، ونهاية بالأدوار الثانوية، مثل "صبي المقهى حمامة" أو الممثل
سيد حاتم.
ومن المؤكد أن شخصية "عبد الغفور البرعي" كانت سببا
في زيادة شعبية وجماهيرية نور الشريف بكافة أنحاء الوطن العربي،
ولكنك ستتفاجأ عندما تعلم أنه كاد على وشك ألا يستمتع بذلك النجاح،
بسبب تردده في تجسيد الشخصية!
وفي تصريحات له لمجلة "آخر ساعة" في سنة 1996، كشف
نور الشريف أنه كان رافضا بطولة مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" لسبب
هزيل للغاية، وهو عدم رغبته في لعب دور الأب.
وقال نور الشريف موضحا: "حينما أرسلوا لي مسلسل "لن
أعيش في جلباب أبي" رفضته في البداية، قلت لا يزال الوقت مبكرا
لأقوم بدور الأب، حقيقة أنا لست صغيرا، وحقيقة أنني قدمت دور الأب
وأنا مازلت صغير السن في السينما في فيلم "السكرية" وفي "الطاووس"
وفي "حدوتة مصرية"، وهذا محتمل الحدوث في السينما، ولكن اكتشفت أن
جمهور التلفزيون يصدق الأحداث، وتصبح الشخصية التمثيلية جزء من
العائلة لأنها تدخل كل بيوت".
ولكن غيّر نور الشريف موقفه تماما من المسلسل، بعد
قراءته لسيناريو المسلسل: "حينما قرأت الحلقات العشر الأولى التي
كتبها مصطفى محرم اكتشفت أن كاتب السيناريو عمل شيئا بعيدا جدا عن
قصة إحسان عبد القدوس، وهي رحلة صعود "عبد الغفور البرعي" التي
استمرت 15 حلقة، أما قصة إحسان فجاءت بعد ذلك، والتي تبدأ بنجاح
الأب".
وتابع: "تحمست جدا بعد قراءتي لرحلة صعود "عبد
الغفور البرعي"، وقلت للمخرج أحمد توفيق: أنا موافقلقد تحمست لـ
"عبد الغفور البرعي" لأنه نموذج لصعود رجل لا يملك أي شيء، ونحن
منذ سنوات طويلة ومشكلاتنا تتمركز في الشباب، ولم تستطع الدولة أن
تحلها، وأنا أرى من وجهة نظري الشخصية أنه لو استطعنا حل مشكلة
الشباب فسيصبح لدينا مجتمع صحيح مستقيم، ليس به أي مظهر من المظاهر
الموجودة حاليا".
وأردف: "وجدت أن "عبد الغفور البرعي" يمكن أن يكون
قدوة للأولاد الذين لم ينالوا قسطا من التعليم، كان "عبد الغفور"
يكنس ويمسح الأرض، ويأكل العيش الجاف، واستطاع أن يحقق النجاح رغم
أنه غير متعلم".
وعُرض مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" للمرة الأولى
على شاشة التلفزيون في شهر رمضان 1996، وهو مأخوذ عن قصة لإحسان
عبد القدوس، وكتب له السيناريو والحوار مصطفى محرم، فيما أخرجه
الراحل أحمد توفيق، وحقق نجاحا ساحقا في نسبة المشاهدة، جعلت تكرار
عرضه على شاشة التلفزيون حتى الآن فرصة ذهبية للاستمتاع بواحد من
كنوز الدراما العربية.
####
بالصور- "عبد الوهاب" و"نوفا" يشاركان في تشييع
جنازة والدهما "عبد الغفور البرعي"
كتب: خالد طه
كان الفنان محمد رياض والفنانة منال سلامة من بين
المشاركين في تشييع جنازة الفنان الكبير نور الشريف، والتي أقيمت
بعد صلاة ظهر الأربعاء 12 أغسطس الجاري من مسجد الشرطة في مدينة 6
أكتوبر.
ولعب محمد رياض ومنال سلامة دور أبناء نور الشريف
في مسلسله التلفزيوني الشهير "لن أعيش في جلباب أبي"، الذي عُرض في
رمضان 1996، ويجسد الشريف في أحداثه دور تاجر الخردة "المعلم عبد
الغفور البرعي".
ويجسد محمد رياض في أحداث "لن أعيش في جلباب أبي"
دور "عبد الوهاب" الإبن الأكبر لنور الشريف، فيما تلعب منال سلامة
دور "نفيسة" واسم تدليلها "نوفا"، وهي واحدة من بنات نور في أحداث
العمل.
وكان من الملاحظ غياب باقي بنات "عبد الغفور
البرعي" أو نور الشريف عن جنازته، وهم الفنانة حنان ترك، والتي
تلعب دور "نظيرة" في المسلسل"، والفنانة ناهد رشدي، وتلعب دور
"سنية"، والفنانة وفاء صادق والتي تلعب في أحداث العمل دور "بهيرة".
كذلك شارك في تشييع جنازة نور الشريف الفنان رشوان
توفيق، والذي يلعب دور الوزير السابق في أحداث مسلسل "لن أعيش في
جلباب أبي".
ويعتبر مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي" من العلامات
المضيئة في تاريخ الدراما العربية، وهو عن قصة للأديب إحسان عبد
القدوس، ومن إخراج الراحل أحمد توفيق، ويشارك في بطولته الفنانة
عبلة كامل، وإيناس مكي، ومخلص البحيري، وسهير الباروني.
وتوفي نور الشريف عصر الثلاثاء 11 أغسطس الجاري عن
عمر 69 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، وسيقام عزاؤه الجمعة 14
أغسطس في مسجد عمر مكرم في وسط المدينة.
####
بالصور- "أمينة" و"مديحة" في جنازة "الحاج متولي"..
و"نعمة الله" تغيب
كتب: مي جودة
من أشهر أعمال الممثل الراحل نور الشريف مسلسل
"عائلة الحاج متولي" الذي قدمه عام 2001، وحرص على حضور تشييع
جنازته زوجتين فقط من زيجاته الأربعة في المسلسل.
حضرت الممثلة ماجدة زكي أو "أمينة" وهي الزوجة
الأولى له في المسلسل الشهير، وظهر عليها التأثر الشديد والبكاء
والنحيب على رحيله، خاصة وأنها أيضا شاركته في بطولة مسلسل "العطار
والسبع بنات".
وكذلك حرصت الممثلة سمية الخشاب أو "مديحة" وهي
الزوجة الثالثة لـ"متولي" على الحضور أيضا.
أما الممثلة غادة عبد الرازق أو "نعمة الله" التي
قدمت دور الزوجة الثانية، اكتفت بنعيه الكترونيا فقط.
شاهد- صور الجنازة
شيعت مراسم جنازة الممثل الراحل نور الشريف من مسجد
الشرطة بالسادس من أكتوبر.
وحضر الصلاة على روح النجم الراحل عدد كبير من
زملائه الذين أصروا على وداعه لمثواه الأخير ومنهم الممثل عادل
إمام وحسين فهمي ومحمود ياسين ورشوان توفيق وهدى رمزي وإلهام شاهين
ورجاء الجداوي ومحمود عبد العزيز والمخرج جلال الشرقاوي وفيفي عبده
ودينا وكمال أبو رية. |