ماجدة واصف: أرفض مسمى "فيلم للمهرجان" ولا مانع من عرض فيلم جيد
للسبكي..واليابان ليست ضيف شرف
كشفت الدكتورة ماجدة واصف، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي،
عن بعض ملامح الدورة الـ ٣٧ والتي من المقرر إقامتها في الفترة من
"١١-٢٠" من نوفمبر المقبل، مؤكدة في حوارها مع "بوابة الأهرام" على
ضرورة الخروج بتوصيات هذا العام تفعل على أرض الواقع ولا تبقى
حبيسة في الأوراق، متمنية أن يقوم البرلمان المقبل بتنظيم
التشريعات والقوانين الخاصة بالصناعة بحيث تكون مواتية ومساعدة
للعاملين بالصناعة.
وأضافت واصف في حوارها: "لدينا تجارب من العالم سنقدمها من مختلف
الدول للحديث عن الأزمة ، والفكرة ليست في إحياء مؤسسة السينما وأن
يكون للموظفين تدخل فيها، ولكن لابد من تعديل في التشريعات المنظمة
للصناعة لكونها تجارة واقتصاد، ومصر من البلاد التي لديها تاريخ
وكفاءات موفقة في هذا المجال، فمثلا لدينا أزمة التصوير بمصر فنحن
نعد بلد طارد للعاملين بالصناعة، فلماذا نذهب إلى المغرب على سبيل
المثال للتصوير بها، فلابد من البحث عن أسباب تراجعنا، فلابد أن
تكون الدولة واعية لدور السينما، ونحن سعداء بوجود وزير ثقافة حالي
معني بالأمر.
وأوضحت رئيسة المهرجان عن تعديل برنامج المهرجان فيما يتعلق بكون
السينما اليابانية كانت هي ضيفة الشرف لهذه الدورة، منوهة أنه
سيكون لها برنامج مميز ضمن الفعاليات وليست "ضيف شرف"، مشيرة إلى
أنه على الرغم من العمل على هذا الأمر على مدار سبعة أشهر تعاونت
خلالها إدارة المهرجان مع مؤسسة اليابان، والمركز الثقافي التابع
لها وسفارتها لكنهم لم يخرجوا بنتائج تجعلهم أكثر رضاء عنها، وأنهم
لم يجدوا التجانس المطلوب لذلك قرروا العدول عن فكرة أن تكون
اليابان ضيف شرف، وقرروا أن تكون هناك فاعلية كبرى لها بالمهرجان،
تتمثل في التركيز على أفلام التحريك التي نفذت بواسطة "أستديو
جيبلي" والذي يعد أحد أهم الأستديوهات التي سعت وراءها هوليود، ومن
المقرر عرض سبعة أفلام من إنتاج هذا الأستوديو إضافة إلى ندوة في
هذا الصدد، إضافة الى عرض فيلمين جديدين تم عرضهم في مهرجان كان.
وفيما يتعلق بالتكريمات في المهرجان هذا العام، وعما إذا كانت
الدورة الحالية مهداة لفنان بعينه حيث أنها تحتفي بالراحلين الثلاث
سيدة الشاشة فاتن حمامة والتي تتصدر أفيش المهرجان، والعالمي عمر
الشريف، والنجم نور الشريف، قالت واصف: لا نريد أن يكون هناك
تكريمات كثيرة، فنحن نقدم تحية لمن فقدناهم مثل فاتن حمامة، وعمر
الشريف، ونور الشريف وسيكون لهم برنامج سينمائي ومطبوعات من الكتب
لكي نوصل دورهم للعالم في الخارج، وهناك آخرون على قيد الحياة مثل
النجم حسين فهمى وسيصدر أيضاً كتاب عنه إضافة إلى عرض مجموعة من
أفلامه، وقد تم استحداث جائزة جديدة تحمل اسم "سيدة الشاشة" والتي
كانت بمبادرة من زوجها الدكتور محمد عبد الوهاب، وسوف تستمر خلال
الدورات المقبلة، وتنقسم إلى شقين أحدهما تقديري والتي يحصلها حسين
فهمي، وآخر تشجيعي لمن هم في مقتبل العمر الفني، والجائزة عبارة عن
تمثال من تصميم الفنان آدم حنين، كما سيتم تكريم الفنانة الإيطالية
كلوديا كاردينالي، وستحضر بذاتها لاستلام التكريم.
وسيكون هناك احتفاء في ثاني أيام المهرجان بالنجم عمر الشريف بحضور
مجموعة من صناع أفلامه على المستوى المصري أو العالمي فيما بقى
منهم على قيد الحياة مع توضيح أن بعض النجوم العالميين، تقدموا في
السن ولم يتمكنوا من السفر فالبعض قدم اعتذاره والآخر سوف يحضر
وجاري التأكيدات حالياً، وربما ننظم أيضاً احتفاء خاص للراحل نور
الشريف، وقد أخذنا في الاعتبار بعدم انحسار عرض أفلام المكرمين على
فئة محدودة فنحن نريد أن يراها الجميع لذلك قررنا عرضها في المسرح
المكشوف كدعوة مفتوحة للمشاهدة وسيكون عليها ترجمة في عرضين
للجمهور وبدون تذاكر.
وعن الجدل المثار حول عرض أحد أفلام المنتج أحمد السبكي في
المسابقة الرسمية للمهرجان، أكدت واصف أنها لم تصرح بأية تفاصيل عن
اختيار الفيلم المشارك، موضحة أن هناك الكثير من الأفلام التي
يشاهدونها حالياً، ولم يستقروا عليها.
وقالت: في البداية أود توضيح مسألة أننا لم نصدر أخبار عن اختيارنا
لأحد أفلام السبكي، فنحن ما زلنا نقوم بمشاهدة أكثر من فيلم
منها"نوارة" لمنة شلبي، وفيلمان من إنتاج السبكي، وهنا أريد
الإشارة إلى كون إدارة المهرجان مع عرض الفيلم الجيد، وصحيح أن
السبكي مرتبط بنوعية أفلام معينة لجمهور عريض يفضلها، وآخر يختلف
عليها لكن إذا كان لدى المنتج فيلم جيد فلماذا لا نعرضه له، ولا
أريد أن أدخل في جدل كثير عن الأمر، وحتى الآن لم نستقر على
أحدهما، وربما يكون هناك أكثر من فيلم مصري في المسابقة الرسمية،
وأجدد التنويه أن مهرجان القاهرة موجود من أجل مصر، فمثلاً في
مهرجان كان أحياناً نشاهد أربعة أفلام فرنسية وصحيح نحن إنتاجنا
أقل ونسبة الأفلام الجيدة بالتأكيد ستكون أقل لأن فرنسا تنتج في
العام ١٢٠فيلم، وهو ما يضاعفنا لكن لابد من مشاركة لنا.
وحول قضية "فيلم للمهرجان" والتي تثار في كل عام، أوضحت رئيسة
المهرجان أنها ضد هذا المسمى والفكر تماماً منوهة أنه في بعض
الأحيان يحدث رد فعل سلبي لأفلام المهرجانات وكأنها "شتيمة"،
وتضيف: من الهام والجاد أن يكون لدينا فيلم سينمائي يكون صناعه
راضون عنه، ويقدم فكرة وشكل سينمائي محترم، ولدينا ١٦ فيلمًا ستعرض
في المسابقة الرسمية لكن سيكون هناك غيرها من الكثير الذي سيعرض في
البرامج والفعاليات الأخرى.
ورداً على تساؤل "بوابة الأهرام" حول مسألة تقديم الدولة لدعم مالي
يمكن من خلاله إنتاج فيلم للمهرجان، أشارت واصف إلى أنها ضد ربط
الأفلام بالمهرجان أو إعطاء الدولة ميزانية من أجل تقديم فيلم
مهرجانات، مشيرة إلى أن الدعم الذي تقدمه وزارة الثقافة سبق وحقق
نتائج إيجابية في مشاريع السينما في ثاني دورات مهرجان الأقصر
للسينما الأوروبية الذي كانت ترأسه من قبل على سبيل المثال.
أما عن ميزانية المهرجان التي تبلغ قيمتها ستة ملايين جنيه، ولا
تتغير في كل عام، شددت واصف على ضرورة إعادة النظر في المبلغ من
قبل وزارة المالية لأن قيمة الأشياء متغيرة نظرا لارتفاع الأسعار،
وقالت: هناك دعم هذا العام قدم من وزارة السياحة وسيتم توجيهها نحو
بنود صرف في جهات معينة بقيمة ٢مليون جنيه، وكذلك وزارة الشباب
بمليون جنيه، وحالياً نحن نعمل على الرعاة ونتفاوض معهم، وأتمنى أن
يحسّن الدعم في أمور تانية، فمثلا نقوم بدفع فلوس لكي نستأجر
الأفلام بعكس قديما كان يكفي دعوة مخرج العمل ومشاركة فيلمه، لكن
الآن اختلف النظام لدى إدارة المهرجانات، وكنا نتمنى وجود مجموعة
من الأفلام وبسبب المنافسة مع مهرجانات أخرى لم نتمكن من ذلك، لكن
في النهاية فنحن نرصد ميزانية لاستئجار الأفلام، وهناك موزعين
رفضنا العمل معهم بسبب مبالغتهم في الأسعار، وهذا كان أحد مناقشتي
في مهرجان كان.
البعض يتساءل عن فكرة العرض العالمي الأول للأفلام في المهرجان،
وهو ما أشارت إليه رئيسة المهرجان مؤكدة ضرورة أن يكون الفيلم
المشارك في المسابقة الرسمية لم يسبق له الاشتراك في مهرجانات
أخرى. أما مسألة العرض العالمي الأول فليس بالضرورة الحصول عليها
بسبب كثرة المهرجانات، ولكن يمكن أن يكون عرض أول على مستوى الشرق
الأوسط، منوهة إلى وجود نقطة ضعف لدينا تتمثل في عدم كونَّا سوق
للسينما العالمية بمعنى أن نقوم بشراء وتوزيع الأفلام ويصبح السوق
مزدهر، وفي الوقت الحالي انتقلت تجارة السينما من بيروت لدبي نظرًا
للظروف السياسية على سبيل المثال ونحن إلى الآن نعاني من قوانيننا
التي تحكمنا.
وأوضحت واصف مجموعة من أهم ملامح الدورة الـ ٣٧ لمهرجان القاهرة
السينمائي الدولي، منوهة أنهم لم يغيروا كثيراً في تعديل اللائحة
الخاصة به لكونها ثابتة منذ فترة طويلة، بل أن هناك جوائز مالية
كانت تمنح خلال السنوات الماضية لكنهم تراجعوا عن هذا الأمر.
وأضافت: الجوائز تم تغييرها بعد دخول فكرة البرامج الموازية مثل
برنامج "آفاق السينما العربية"، وليس المهم أن يكون للمهرجان
مركزية في تقديم كل شيء ولكن الأهم الشعور أن مصر تقدم كل شيء،
وهذا يعد من إنجازات المهرجان في العام الماضي ل سمير فريد وهو شيء
إيجابي احتفظنا به هذا العام، وكان هناك جوائز مالية تقدم للفائزين
في البرامج الموازية لكننا اعتذرنا عنها بسبب ضعف الميزانيات.
واستكملت واصف: لدينا برنامج ملتقى القاهرة السينمائي الدولي والذي
نشجع من خلاله الشباب ودعم مشروعاتهم بإشراف من محمد حفظي وماجي
مورجان وهذا شيء مهم، والجديد الذي استحدثتاه هذا العام هو وجود
ورشة عمل لمحبين السينما التي تتعدد أدواتها الآن، وتشرف عليها
الدكتورة منى الصبان والمتخصصين في الصناعة بمختلف مجالات في
التصوير، والمونتاج، والإخراج، وسيكون هناك تقييم في نهاية الأسبوع
يمكن من خلاله تقديم منتج من فكرة تتحول لصورة وسيشارك بها الشباب
المصري والعرب معاً.
أما برنامج كلاسيكيات السينما، فأود الإشارة إلى حدوث عمليات
لترميم الأفلام والحفاظ على تاريخها فمثلا عندما عرضنا فيلم "زوجة
فرعون" الألماني في مهرجان الأقصر في دورته الأخيرة بعد أن تم
تعديله وتجميعه من جديد ووضع له موسيقي أوركسترالية رائعة، كان له
حضور جماهيري كبير رغم انتماءه للسينما الصامتة فلم يجلس المحبين
للسينما فقط لمشاهدته لكنني فوجئت بحشود كبيرة حتى من الأطفال،
والحقيقة أن مسألة ترميم الأفلام جاءت بمبادرة من مارتن سكورسيز
الذي أنشأ مؤسسة لترميم الأفلام حتى إنه عاد ترميم فيلم "المومياء"
بشكل لم نستطع نحن القيام به وسوف يتم عرضه في المهرجان إضافة إلى
عرض لفيلم "إمبراطورية ميم" لسيدة الشاشة والذي سبق وقامت روتانا
بشرائه وترميمه، وهناك مجموعة من الأفلام من دول مثل إيطاليا،
والمغرب، والفلبين تم ترميمها وستعرض في المهرجان أيضاً. كذلك
سيكون هناك ندوة لترميم الأفلام ونستعين فيها بالخبرات الدولية من
فرنسا، ومصر وجهات مختلفة وتشرف عليها الدكتورة مروة الصحن.
انتقادات كثيرة وجهت لأفيش دورة المهرجان هذا العام، واختيار
الفنانة داليا البحيري كعضو في لجنة التحكيم الدولية، وهو ما أشارت
إليه واصف منوهة أن الأفيش يعد نوعاً من الاحتفاء والتكريم لسيدة
الشاشة فاتن حمامة وربما يختلف ويتفق عليه البعض، لكنهم كإدارة
مهرجان على اقتناع تام به حيث أنهم يعملون عليه منذ شهر مارس
الماضي. أما عن اختيار داليا البحيري أشارت واصف إلى أنها فنانة
مصرية قدمت عددًا من الأفلام صحيح أنها ليست كبيرة لكنها مستمرة،
كما أنها تجيد عددًا من اللغات ولديها ثقافة سينمائية، وبالتأكيد
أنه لا يمكن الإجماع على شخص بعينه كما أنه سبق وتم اختيار الشباب
في لجان التحكيم من قبل.
ولعل سوء التنظيم في العروض والندوات كان لها أثر سيء في دورة
المهرجان بالعام الماضي، وهو ما أشارت إليه قائلة: هذا هاجس كبير
لنا لكننا لسنا مسئولين عن سلوكيات البشر، وكل ما علينا أننا عملنا
تسجيل على موقع المهرجان في مختلف المجالات، وكل شخص سيكون له
كارنيه خاص بالنسبة للصحافة والإعلام، كما أنه يوجد تذاكر يشتريها
المشاهد إضافة إلى سحب عليها تقدمه شركة مصر للطيران، وهناك صالات
محددة بإعدادها وسنبدأ العروض من التاسعة والنصف صباحاً، كما أن
ظهر الكارينه سيدون عليه عبارة "الدخول في حدود الأماكن المتاحة"،
ونفكر حالياً في فصل بوابات دخول الجمهور عن النقاد والصحافة
والصناع.
وتابعت: أزمتان يواجهان المهرجان في كل عام، الأولى متمثلة في
تأجير أجهزة العرض ال "دي سي بي" ليعرض عليها الأفلام بقيمة مليون
جنيه سنوياً بالرغم من إمكانية شراءها وتواجدها طوال العام
واستغلالها في إقامة فعاليات ثقافية مستمرة، كذلك هناك أزمة
التواجد الفني من العاملين بالصناعة وعلى رأسهم الفنانين، مع
استمرار منع عرض أفلام المهرجان بعيداً عن دور العرض واقتصارها على
دار الأوبرا التي تقام عليها الفعاليات، وهو ما ردت عليه واصف
مشيرة إلى مخاطبة إدارة المهرجان لوزارة الثقافة بشأن أجهزة عرض "دي
سي بي" وأنهم قدموا دراسة بذلك وفي انتظار القرار. أما مسألة العرض
بالتوازي مع دور العرض فلا نستطيع حدوث هذا في الوقت الحالي إلى أن
تستقر أحوالنا الأمنية بحسب ما ورد إلينا من تعليمات.
ونحن حالياً نعمل منذ فترة على قوائم إعداد للمدعوين في الافتتاح
والختام وطالبناهم لمخاطبتنا والتأكيد علينا بالحضور أو الاعتذار،
لكوننا محكومين في النهاية بعدد ١٠٨٠ كرسيًا بالأوبرا، وأود
الإشارة إلى أن الافتتاح سيكون به ترجمة فورية للضيوف الأجانب وهذه
أمر بجديد حيث سيكون الحديث بلغتنا العربية في الحفل.
وفي نهاية حوارها أكدت واصف أن مصر لديها كثير من المقومات ليكون
لديها مهرجان جيد خصوصا مع وجود خبرات بالنسبة لمهرجانات أخرى
تعتمد على خبرات أجنبية، وربما حدث إحلال تدريجي بها بعد أن اكتسب
أفرادها خبرة في التعامل مع الأجانب، مشيرة إلى أزمة الميزانيات
التي تمثل تأثير على المهرجان لكنها على ثقة أنها ستعود بعد
استقرار الدولة، وقالت: هناك تفاصيل تستهلكنا مثل مسألة تأجير
أجهزة العرض وغيرها، ومثلاً مهرجان كان أنشأ قصر له من أجل إقامة
الفعاليات به، ومع تطوره تم إنشاؤه لأنهم آمنوا أنه حدث عالمي برغم
من وقعوه في هذه المدينة الصغيرة ويحمل قاعات مجهزة بنفس درجة
الرؤية على أبعاد مختلفة، وأتمنى أن نقوم بمثل هذه الخطوة في يوم
ما ويكون لدينا قصر للسينما نعرض فيه فعاليات على مدار العام. |