الطريق إلى الأوسكار (5-5)
أفضل فيلم أجنبي.. «ذيب» الأردني يمثل العرب
عبدالستار ناجي
يمثل الترشيح لجائزة أوسكار افضل فيلم اجنبي غير ناطق بالانكليزية
بمثابة الانجاز، والاكتشاف لآفاق سينمائية جديدة، فكيف سيكون
الفوز، انه بلا أدنى شك العبور الى منطقة جديدة من الاهتمام
والانتشار، ولحسن الحظ، فان للسينما العربية هذا العام مرشحا
يتنافس على السعفة الذهبية لأفضل فيلم اجنبي، متمثلا بالفيلم
الأردني ذيب الذي استطاع وعلى مدى العامين الاخيرين ان يحقق كثيرا
من الانتشار والحضور، وايضا حصاد الجوائز في عدد من المهرجانات حول
العالم، وان ظل المنافس الأول والحقيقي فيلم ابن شاؤول الذي يمثل
واحدة من اهم التجارب السينمائية التي تناولت موضوع الهولوكوست
باحترافية سينمائية عالية المستوى، جعلته يحصد الجائزة الكبرى
لمهرجان كان السينمائي الدولي.
وفيما يلي قائمة الافلام التي تتنافس على الأوسكار، من اصل 70
فيلما من انحاء العالم شاركت في التنافس لبلوغ التصفيات النهائية.
احتضان الثعبان
واحد من اهم الاعمال السينمائية التي قدمت هذا العام من توقيع
المخرج جيرو جويرا، يروي معاناة الهنود الاصليين وسطوة المستعمرين
الاسبان في العديد من دول اميركا اللاتينية وحوض الامازون على وجه
الخصوص، وكان الفيلم قد فاز بجائزة الفنون في تظاهرة اسبوعا
المخرجين في مهرجان كان السينمائي الدولي 2015.
موستنج
فيلم تركي من توقيع المخرج ديني جايز اركومينا، يتناول حكاية خمس
شقيقات ايتام، تدور الحكاية في قرية في شمال تركيا، ومعاناتهن
اليومية المعيشية، حيث تقودهن الحكايات اليومية الى كم من المفاجآت
التي تجعل الفيلم واحدا من اهم النتاجات السينمائية التركية للعام
الماضي، اداء الخماسي غاية في الروعة.
ابن شاؤول
تحفة سينمائية حقيقية من هنغاريا والمجر واستطيع القول ان هذا
الفيلم الذي وقعه لزلو نيمش يمثل تجربة سينمائية تجمع بين الفن
الرفيع المستوى وايضا المعالجة التي تذهب لموضوع الهولوكوست حيث
حكاية عامل يهودي يريد ان يدفن ابنه حسب التقاليد اليهودية
الشرعية، في زمن المحارق والافران التي تدفع اليها الاجساد البريئة
على يد النازية.
ذيب
رهان عربي، اردني للتنافس على الأوسكار، واحد ابرز الاعمال
السينمائية خلال السنوات الخمس الاخيرة، من توقيع المخرج الاردني
ناجي أبو نوار، الذي يذهب الى منطقة البتراء لتقديم تحفة سينمائية
عالية الجودة عن حكاية الصبي ذيب الذي يعيش تجربة الانتقال من
مرحلة الطفولة الى الصبا وسط صحارٍ مترامية الاطراف وجبال البتراء
المشبعة بالغموض، وهي المرة الاولى التي تذهب بها السينما الى
البتراء بعد تجربة الراحل دايفيد لين في فيلم لورنس العرب.
فيلم يعتمد اللهجة البدوية في الحوار في تجربة رائدة ونادرة من
نوعها يؤكد على قيم البداوة وتقاليدها العالية، ورغم الرغبة في ان
يكون ذيب هو فرس الرهان الا ان قيمة ابن شاؤول كتحفة لربما تقلل من
فرص الفوز ولكن دعونا نتمنى ان يصعد المخرج ناجي أبو نوار الى
المنصة لاستلام جائزة افضل فيلم أجنبي.
حرب
فيلم دنماركي من اخراج توبياس لاندهولم، اعتمادا على قصة حقيقية عن
عسكري يعود من احدى القواعد العسكرية الى اسرته فيما يحمل معه
نفسيا وجسديا من تلك الرحلة القاسية التي ستظل حاضرة بالالم
والمعاناة في ذاكرته، عبر اداء رفيع المستوى الدانماركي بلوازبيك
بعيدا عن التفاؤل، قريبا من الاحترافية والموضوعية في التعامل،
فاننا نعتقد بان ابن شاؤول هو اقوى المرشحين، فحن امام عمل يضعنا
وسط الكارثة والالم والمعاناة التي واجهت اليهود ابان الحرب
العالمية الثانية على يد النازية الالمانية.
فيلم قاس وحاد وعميق وهو تحفة سينمائية ستظل السينما تتوقف عندها
طويلا.. طويلا. |