قراءة في نتائج مهرجان كان السينمائي 2016
لماذا فاز «أنا دانييل بليك» بالسعفة الذهبية؟
عبدالستار ناجي
سؤال محوري حول الاسباب التي أهلت فيلم أنا دانييل بليك للفوز
بالسعفة الذهبية وللاجابة على هذا السؤال لابد من التعرف على لائحة
الجوائز التي أعلنتها لجنة التحكيم برئاسة المخرج الاسترالي جورج
ميلر والتي جاءت قريبة جدا من التوقعات مؤكدة على النهج الذي يسير
عليه مهرجان كان حيث سينما المؤلف هي الحاضر والفاعل الاساسي
.
في المحطة الاولى نتعرف على قائمة الجوائز التي جاءت حسب التالي:
السعفة الذهبية: فيلم أنا دانييل بليك للبريطاني كين لوش والجائزة
الكبرى: فيلم حتى نهاية العالم للمخرج الكندي اكزافيية ديلون
وجائزة افضل اخراج: منحت مناصفة الى الفرنسي اولفييه اسياس عن فيلم
المشترية الخصوصية والروماني كرستيان مونجيو عن فيلم التخرج وجائزة
افضل سيناريو: أصغر فرهادي عن فيلمه البائع وجائزة لجنة التحكيم
الخاصة: فيلم المحبوبة الاميركية للبريطانية اندريا ارنولد وجائزة
أفضل ممثل: للايراني شهاب حسيني عن فيلم البائع لاصغر فرهادي
وجائزة أفضل ممثلة: الفلبينية جاكلين خوسية عن فيلم ما روزا اخراج
برلينتي ماندوزا وجائزة افضل فيلم قصير: تايم كود للمخرج الاسباني
فرانهو جيمنيز وجائزة الكاميرا الذهبية: فيلم هبات للمغربية هدى
بنيامينا
.
وفي المحطة الثانية نذهب الى التحليل حيث فيلم السعفة انا دانييل
بليك للبريطاني كين لوش الذي يحقق سعفته الثانية عن فيلمه الريح
التي تهز حقل الشعير وفي فيلمه الجديد يذهب الى معاناة الكبار في
السن في البحث عن عمل امام التعقيدات والتشريعات المجحفة التي تعصف
بالكبار والصغار على حد سواء لتشكل عاصفة هوجاء من الضغوط
الاقتصادية المدمرة للأسرة والمجتمع
.
في المشهد الاخير يكتب دانييل بليك على حائط المؤسسة المشرفة عن
البحث عن العمل للكبار أنا دانييل بليك ولست كلبا فقط أريد ان اكون
انا وهي جملة تعني الكثير في الكثير من الدول الاوروبية حيث تحظى
الكلاب بعناية ورعاية تفوق ما يتمتع به الانسان أمام الأزمات
الاقتصادية
.
فيلم الجائزة الكبرى حتى نهاية العالم للكندي اكزافيية ديلون مقتبس
من مسرحية بنفس الاسم عن حياة كاتب مسرحي قرر العودة الى أسرته بعد
غياب لعدة سنوات ليخبرهم بانه في طريقة للموت نظرا لاصابته بفيروس
نقص المناعة ولكنه يكتشف ان كل شخص من أفراد أسرته يحمل له حكايات
ومواقف بالذات شقيقه الاكبر وشقيقته ووالدته في حوارات قاسية تجعله
يعدل عن أخبارهم بالامر لانهم يحملون له مشاعر متضاربة قاسية
.
جوائز الاخراج التي جاءت مناصفة جاءت موضوعية وذهبت لاثنين من كبار
الصناع المخرج الرومانى كرستيان مونجيو عن فيلمه التخرج وايضا
الفرنسي اولفييه اسياس وكل منهما اشتغل على موضوعه بحرفية سينما
المؤلف حيث المخرج يكون مؤلفا مبدعا
.
في مجال التمثيل الرجالي كانت المناصفة حاضرة والجائزة ذهبت للمثل
الايراني شهاب حسيني وهو النجم المفضل عند المخرج أصغر فرهادي وهو
هنا يتقمص شخصية مدرس يعمل ممثلا يقوم شخص مجهول بالاعتداء عليهم
في منزلهم لتبدأ مهمة الزوج في البحث عن الفاعل في خط متواز مع
احداثيات عمله كمدرس وايضا كمخرج يقدم مسرحية موت بائع متجول لارثر
ميلر .
المفاجأة المستحقة كانت في اطار أفضل ممثلة حيث ذهبت للممثلة
الفلبينية جاكلين خوسيه عن فيلم ما روزا للمخرج برلينتي ماندوزا .
حيث جسدت دور امرأة مع أسرتها تمتلك بقالة صغيرة تضطرها الظروف من
اجل جمع مال اضافي لبيع المخدرات ليتم القبض عليها ومن خلالها
نتعرف على الخلل الصريح في سلك الشرطة في بلادها
.
ونتوقف للحديث عن جائزة الكاميرا الذهبية التي ذهبت لفيلم الهيبات
للمخرجة المغربية هدى بنيامينا.
والذي تجري أحداثه في الضواحي الفقيرة المعدومة حيث حكاية دنيا
وفتاتين دنيا فتاة عربية مسلمة يتم فصلها من المدرسة بعد تورطها
بكم من الممارسات الخاطئة التي أقلها السرقة لتجد نفسها في الشارع
العام ولتكمل الطريق الى الهاوية والضياع
.
وفي خط متواز نتابع حكاية صديقتها ميمونة التي تساعدها وتقف الى
جوارها وايضا حكاية صديقتهن الثالثة ربيكا وكلهن يعانين من الفقر
والاوضاع الاجتماعية القاسية في تلك الاحياء الفقيرة المعدمة
.
مسيرة حياة دنيا تقودها الى ممارسة كافة مفردات الجريمة الصغيرة
منها او الكبيرة من السرقة الى بيع المخدرات وصولا الى ممارسة
الدعارة بحثا عن بعض الفتات من المال الذي لا يغني عن جوع بل يجعل
كل واحدة منهن تذهب بعيدا في انزلاقها الى الضياع
.
قراءة ذكية للشخصية ودلالاتها واختيار الموقع الذي تدور به الاحداث
حيث الضواحي الفرنسية الفقيرة بلا شعارات او عناوين بل شخصيات
مسحوقة تحصد ظروف أسرها والمناطق التي تنتمي اليها
.
وتمضي الرحلة وصولا الى الابواب المغلقة حيث مشهد الحريق الذي تذهب
ضحيته الصديقات بينما يتم انقاذ دنيا ولكنه انقاذ أقرب منه الى
الموت لان لا وجود للحياة الكريمة
.
ويبقى ان نقول ان نتائج مهرجان كانت أكثر من منصفة لانها جاءت
قريبة وبنسبة كبيرة من آراء النقاد والجمهور على حد سواء كيف لا
ونحن أمام لجنة تحكيم رهانها الابداع والتجديد والاكتشاف وهذا ما
تم فعلا
.
بطولة إيما سواريز وأدريانا يجارتي
بدرو المودفار في «جولييتا» يتحيز للأمهات
!
عبدالستار ناجي
حينما تذكر السينما الاسبانية فان اسم المخرج بدرو المودفار يأتي
في مقدمة تلك الاسماء لاسلوبه الطبيعي واحترافيته في الذهاب الى
موضوعات وقضايا مثيرة للجدل. وعبر مشواره الثري بالاعمال والنتاجات
السينمائية التي اوصلته للفوز بأوسكار افضل فيلم اجنبي عن فيلمه
السارق نشير الى عدد متميز من الاعمال ومنه التعليم السيء 2004 و
من أجل امي 1999 وكيكا 1993 والكعوب العالية 1991 وماتادور 1986
وغيرها من الافلام التي رسخته مبدعا يمتلك بصمته حيث اعماله
السينمائية دائما ثرية بالالوان المشرقة كما هي شمس اسبانيا
المشرقة.
في احدث اعماله جولييتا يأخذنا المودفار الى حكاية السيدة جولييتا
ايما سواريز. تعيش في العاصمة مدريد مع ابنتها انيتا ادريانا
يجارتي. تمر حياتهما بمساحة من الصمت اثر رحيل سوان دانييل جارو
زوج جولييتا ووالد انيتا. ورغم ان الازمات تجمع الناس الا ان هذه
الازمة العاصفة ادخلت كل منهما في صمت مظلم قاس فرق بينهما حيث
تقرر ان تنفصل انيتا عن امها دون ابداء أي سبب مما ازم الام وضاعف
احزانها فهي من فقدت الزوج وها هي اليوم تفقد الابنة التي سهرت
عليها الليالي واعتنت بها وربتها افضل تربية ومنحتها كل شيء تريده.
ومن اجل تجاوز الذكريات تقرر جولييتا الانتقال الى الاقامة في مكان
مختلف حتى لا تعود بذاكرتها الى زوجها او حتى ابنتها العاقة. وتمضي
الايام حيث تقوم جولييتا بكتابة جميع احداث قصتها وعلاقتها مع سوان
وانجابها لانيتا وكم اخر من الحكايات. حتى تلتقي بفنان تشكيلي
ترتبط به يحاول ان يخرجها من ظلمة الايام والعزلة السوداء والم
الوحدة والفراق ولكنها تصر ان تبقى بعيدة عن كل شئ.
ذات يوم تلتقي مع احدى صديقات انيتا التي تخبرها انها التقت بـ
انيتا وان هذه الاخيرة غير سعيدة بحياتها وتعيش الالم والتعب خصوصا
بعد ان انجبت طفلين وفقدت احدهما. هذا الحادث يجعل جولييتا تترقب
من جديد عودة ابنتها التي تظل تحتفل في كل عام بعيد ميلادها رغم
عدم حضورها.
وفي احدى جولاتها وهي تمشي هائمة تفكر بابنتها تتعرض لحادث مروري
تنقل على اثره الى المستشفى حيث يحاول صديقها الفنان التشكيلي
مساعدتها من اجل تجاوز الم الاصابة والم عقوق الابنة. في تلك
الاثناء تصلها رسالة وللمرة الاولى من ابنتها تشير الى العنوان وهو
ما تفهمه جولييتا وصديقها الفنان التشكيلي دعوة لعودة المياه الى
مجاريها فتقرر جولييتا ان تسافر لها لينتهي الفيلم مع الاقتراب من
المدينة التي تسكن بها جولييتا. متجاوزة كل المها ولوعة فراق
الابنة التي لم تفارقها ابدا.
الفيلم منذ اللحظة الاول يتحيز الى الامهات بل يظل يشتغل على هذا
الموضوع الذي يمثل اليوم الموضوع الابرز في العلاقات الاجتماعية في
اوروبا على وجه الخصوص حيث تحولت البيوتات الاوروبية الى العاطفة
الجافة وعزلة الابوين عن ابنائهم رغم كل التضحيات التي قدماها
لابنائهم عبر المراحل.في فيلم جولييتا بها اللون وبها القضية وايضا
الاداء العالي المستوى والشخصيات التي تثري الحدث بمضامين انسانية
ابعد واعمق واثري. الفيلم يعتمد على نص كتبه بدرو المودفار نفسه
وهكذا هي عادته حيث يأتي بالحكاية كذريعة لتمرير الاشكال الفنية
التي يريدها وهي دائما مقرونه بلغة لونية مشرقة بالذات في مرحلة
علاقة الحب بين جولييتا واسن وايضا عن انجابها وفي مرحلة العزلة
والفراق ذهبت الالوان الى الرمادية والقاتمة حتى على صعيد الازياء.
جولييتا فيلم ثري بالمضامين الاجتماعية والتأكيد بان اسبانيا تظل
تتمتع بالاسرة المتماسكة حتى رغم عذابات البعض وهو يدعو الى تعميق
قيم التلاحم الاسري حتى رغم انشغال البعض واقامة البعض الآخر في
مدن مختلفة فالاسرة والعلاقات الاجتماعية والانتماء الى البيت
والاسرة هي مفردات ومعان وقيم يفترض ان تظل حاضرة ونابضة.
في الفيلم مدير التصوير الرائع جان كلود لاريو الذي عمل في عدد من
اعمال المودفار وهكذا الامر مع الموسقار البرتو اجليزا الذي صاغ
عددا من تحف المودفار السينمائية البارزة.
ويبقى ان نقول: سينما بدرو المودفار هي سينما الانسان بلغة فنية
عامرة بالالوان.
«هي»..
السينما على طريقة بول فيرهوفن!
عبدالستار ناجي
سيدة فرنسية تدير شركة كبرى لالعاب الفيديو تواجه ازمة كبرى حينما
يداهم منزلها احدهم اعتدى عليها جنسيا فكيف ستكون ردة فعلها ؟هكذا
هو المحور الذي اشتغل عليه المخرج الهولندي بول فيرهوفن الذي عرف
عالميا من خلال افلام المغامرات الشهيرة التي قدمها وفي مقدمتها
فيلم «روب كوب».
ونترك فيرهوفن وتاريخه لنعود اليه لاحقا. متوقفين امام فيلمه
الجديد «هي» او «ايل» كتب له السيناريو فيرهوفن نفسه وجسدت شخصيته
المحورية النجمة الفرنسية القديرة ايزابيل هوبير.
وتعالوا نذهب الى الفيلم الذي يرتكز على لحظة نادرة. ففي الوقت
الذي تكتشف السيدة «ميشيل» ايزابيل هوبير ان قطتها قد خرجت الى
البلكونة وان عليها استعادتها يداهمها احدهم يرتدي قناعا ليسقطها
ارضا ويقوم ايضا بالاعتداء عليها جنسيا ويفر هاربا.
ميشيل لا تخبر البوليس بل تبدا عملية بحثها على ذلك الشخص المجهول.
في الحين ذاته تبدا بتطوير قدراتها القتالية يوما بعد اخر حتى
تتحول الى قوة ضاربة لمواجهة أي احتمال كذلك الاحتمال الذي واجهته
وايضا التحضير للانتقام. وعلى طريقة برامج العاب الفيديو التي
تصممها شركتها تبدا لعبتها الحقيقية لتلك المواجهة الضاربة ومحاولة
اصطياد ذلك المجهول الذي دمر حياتها وحولها الى انسانة اخرى مشغولة
بالانتقام والتحدي والمواجهة القاتلة.
لعبة المواجهة التي تذهب الى منطقة خارج السيطرة بل خارج التصوير
عندما تتحول تلك السيدة الهادئة الوديعة الى كتلة من الاحاسيس
المتفجرة بالانتقام والتحدي والعنف الارعن. العنف هل يواجه
بالعنف.. او العقل والحكمة؟ اسئلة تظل حاضرة ونحن نلهث وراء
احداثيات هذا الفيلم الذي يظل رغم قيمته الفكرية مشغولا بالمغامرة
وهي طريقة ونهج مخرج يعرف ادواته ويجيد صناعة افلامه التي تظل تحمل
بصمته.
تمضي الاحداث سريعة التي تجعل السيدة مشغولة بنفسها على حساب
شركتها وتقضي الساعات الطويلة التي تتدرب خلالها على حمل السلاح
والرماية وغيرها من الفنون القتالية وكانه لاهم لديها الا تلك
اللحظة من المواجهة التي كادت ان تدمر حياتها ومستقبلها بل ومستقبل
شركتها.
في خط متواز يتابع ابنها تلك اللحظات من التغيير ليسير معها في
اللعبة بحثا عن حيثيات ذلك التغيير الذي عصف بوالدته التي عرفها
انسانة هادئة نذرت حياتها له ولتلك الشركة.
فيلم يجعل المشاهد يلتصق بكرسيه وهو يتابع ايزابيل هوبير تخطط
للانتقام ومواجهة العنف بالعنف. حيث تأتي رسالة الفيلم وبكل وضوح
وقسوة وهي لا للعنف الا بالعنف.
تريدون الحل..انه بالانتقام حيث يقوم ابنها باغتياله قبل لحظات من
هجمته الثانية. في الفيلم النجمة الفرنسية ايزابيل هوبير التي تذهب
الى منطقة جديدة في الاداء وايضا المضامين فبعد ان كانت بعيدة كل
البعد عن افلام المغامرات التي تتوقف معها بفيلم من توقيع فيرهوفن.
في الفيلم ايضا عدد من الاسماء ومنهم لوران لافيتي واني كونسجينى
وشارلز بيرلينج وكم اخر من النجوم. خلف الكاميرا مدير التصوير
ستيفان فونينين الذي لطالما كان الى جوار فيرهوفن الذي بدا مشواره
في الستينيات من القرن الماضي بالفيلم الوثائقي بورت فان ادريان
1968 لتمضي المسيرة وصولا الى فيلم «روب كوب» 1987 وفيلم «غريزة
اساسية» 1990 و«توتال ريغال» 1992.
افلام فيرهوفن هي سينما المغامرات وهو هنا يذهب الى تلك المنطقة
التي تجمع بين القضية والمغامرة بل العمق في الطرح والمغامرة.
والتي ظلت حاضرة بلا تكلف او مبالغة.
ويبقى ان نقول ان فيلم «هي» حتى في ظل الحضور الطاغى لايزابيل
هوبير فانه يظل فيلما على طريقة الهولندي بول فيرهوفن.
العلاقة مع الأبناء محور أساسي في عروض المهرجان
عبدالستار ناجي
شكل محور العلاقات مع الابناء محورا اساسيا في عروض الدورة التاسعة
والستين لمهرجان كان السينمائي الدولي الذي تواصلت اعماله في
الفترة من 11 22 مايو 2016 وامام هذا المحور الذي يأتي انعكاسا
للحالة الاجتماعية التي يعيشها الانسان والاسرة سواء في اوروبا او
الولايات المتحدة او غيرها من دول العالم حيث ادار الكثير من
الابناء ظهورهم لاهلهم وذويهم وبات الابناء والآباء على حد سواء
يعيشون حالة من الخواء الاجتماعي. عدد بارز من اهم صناع السينما
العالمية اشتغلوا على هذا الموضوع الذي بات يشكل قلقا كبيرا
للمجتمع وللاسرة وايضا للسينما العالمية كمرآة للمجتمع وقضاياه.
اول تلك الافلام التي ذهبت الى ذات الموضوع يأتي فيلم «توني
اردمان» للمخرجة الالمانية مارين ادي التي قدمت لنا حكاية اب حينما
زار ابنته بعد غياب طويل لمشاغلها العملية ورغبتها في تحقيق نجاحات
في مجال عملها يكتشف بان ابنته تحولت الى مجرد حيوان يعمل بلا
احاسيس وبلا قيم عندها يتفرغ كليا من اجل اعادتها الى الطريق
الصحيح عبر كم من المواجهات التي تعيدها الى ان تكون كما كانت
الانسانة والابنة ثم الموظفة الطموحة.
في ذات الاطار يدهشنا المخرج الاسبانى القدير بدرو المودفار في
فيلمه الكبير «جولييتا» الذي يتحدث عن حكاية الام جولييتا التي
فارقتها ابنتها سنوات طويلة دون ان تترك أي اثر لها او عنوانا عبر
رحلة استمرت 12 عاما تحولت خلالها تلك الام الى هيكل عظمي مشبع
بالالم والبحث عن أي شيء عن تلك الابنة التي ارادت ان تكون فكانت
ولكن على حساب اهلها وبعد سنوات تأتي منها رسالة لا تحمل أي شيء
الا عنوانها وكانها تفتح باب العودة الذي تستقبله جولييتا بكثير من
الفرح.
سينما العلاقة بين الابناء والاباء تظل هاجسا وموضوعا محوريا
اساسيا ضمن الاختيارات الرسمية لمهرجان كان السينمائي 2016 نفس
المحور يظل حاضرا في فيلم «التخرج» للروماني كريستيان مونجيو الذي
يتناول علاقة ابن مع ابنته يريد لها ان تكون في احسن الجامعات ولكن
الاحداث تعصف بكل احلامه واحلامها حينما يعتدي عليها احد فتفتقد
التركيز. في وقت تصرح هي رغم كل دعم الاب على ان تظل ملتصقة بشاب
تحوم حوله الشبهات في انه من اعتدى عليها . فيلم يذهب الى مناطق
بعيدة مؤكدا بان اختيارات بعض الابناء تقود الى الهاوية ولربما
الكارثة.
وفي القائمة عدد اخر من الاعمال السينمائية التي تنوعت وتعددت
لتناقش ذات المحور وذات المسار الذي يعتمد العلاقة مع الابناء
واثار ذلك الجفاء والابتعاد على الاباء في سينما تقول الكثير وتنبض
بالالم الاجتماعي المشبع بالاحاسيس في زمن نعتقد بان الاحاسيس قد
تجمدت.
«أياد
من حجر» تعيد روبرت دونيرو متالقاً!
عبدالستار ناجي
يجسد النجم الاميركي القدير روبرت دونيرو في فيلمه الجديد « اياد
من حجر» شخصية مدرب الملاكمة راي اكريل الذي كان خلف البطولات
والانجازات التي حققها بطل العالم في الملاكمة روبرتو دوران.
الفيلم الجديد لا يذهب الى عوالم الملاكمة وحلبات النزال بقدر ما
يشتغل على الجوانب الانسانية التي تحيط بذلك النجم وعلاقته بمدربه
بل وبمساحة التغيير التي احدثتها تلك العلاقة عند المدرب وايضا
البطل.
علاقة تعتمد البعد الانساني. حيث يظل المدرب «راي» يتعامل مع البطل
«روبرتو» على انه انسان قبل أي شيء اخرى وليس مجرد وحش ضارب. هو
يعلم بان البطل الذي امامه يمتلك يدين من حجر ولكن قبل ذلك حسا
انسانيا نابضا بالحس والمشاعر الجياشة التي تجعل كل منهما يقترب من
الآخر.
حكاية اسطورة في عالم الملاكمة وايضا اسطورة اخر في عالم التدريب
كل منهما يكمل الآخر وكل منهما يثري الآخر هذا بتاريخة وتجربته
وهذا بقوته الضاربة.
رحلة في عالم البطولات التي خاضها هذا البطل الذي استطاع ان ينتصر
في 103 نزالات من اصل 110 قابل خلالها اهم النجوم ومنهم راي شغر
ليونارد وتوماس هيرنس وايضا مارفن هجلر وقد استطاع ان يحقق النصر
ليس بفضل قوته الضاربة بل بمنهجية التدريب التي تجمع بين جميع
المفردات الاحترافية في هذا الجانب وايضا التحول الى اسرة واحدة
تفهم ظروف الآخر بالذات في المراحل الصعبة التي عاش بها كل منهما
من غرور تارة ومن ادمان تارات اخرى.
سينما من نوع مختلف تلك التي يقدمها النجم الاميركي روبرت دونيرو
ليؤكد علو كعبه وترسيخه كواحد من اهم نجوم حرفة التمثيل في العالم.
الفيلم يعتمد على سيناريو كتبه مخرج العمل جوناثان جاكوبوسز. الذي
كان قد قدم عام 2006 فيلمه الاول «الاسرار السريعة».
مع دونيرو في الفيلم كل من ادغار راميرز ويوشر ريموند وانا دي
اموس..وحينما نقرب الصورة من النجم روبرت دونيرو نكتشف باننا امام
فنان لا يكرر شخوصه ولا يجتر نتاجاته او مسيرته بل يذهب بنا دائما
الى مناطق متجددة من الاداء والابداع وهكذا هو شأن الكبار دائما.
جوائز نقاد السينما تركز على المؤلف
عبدالستار ناجي
أعلنت لجنة تحكيم اتحاد نقاد السينما العالمية «الفبريسي» نتائجها
والتي ذهبت لتعميد وترسيخ سينما المؤلف حيث الاشتغال على المضامين
والاحترافية السينمائية العالية المستوى مع الاهتمام بالمضامين
الاجتماعية . وقد توزعت الجوائز حسب التالي: افلام المسابقة
الرسمية: الفيلم الالماني توني اردمان للمخرجة مارين ادي اما افلام
نظرة ما: فيلم الكلاب للمخرج بوغدا ماريسا والفيلم من انتاج قطري
فرنسي بلجيكي روماني مشترك . وبعدها الافلام الموازية: فيلم راو من
اخراج الفرنسية جوليا جوجرونو الفيلم من انتاج فرنسي بلجيكي مشترك
وقد ترأست لجنة التحكيم الناقدة التركية الين توسكلين رئيسة اتحاد
نقاد السينما العالمية
.
إيزابيل.. تجدد العهد
عبدالستار ناجي
ضمن النجمات العالميات اللاتي شاركن في الحضور والتواجد كانت هناك
مشاركة للنجمة الفرنسية إيزابيل أوبير التي حازت مرتين على جوائز
«كان» كأفضل ممثلة، كما تم اختيارها في عام 2009 رئيسة لمهرجان كان
السينمائي.
تكريم مخرجة تونسية بمنحة تمويل
عبدالستار ناجي
كرّم مهرجان كان السينمائي أعرق مهرجانات الفن السابع في العالم
المخرجة التونسية الشابة ليلى بوزيد باختيارها ضمن ثلاث مخرجات
ساهمن في إبراز دور السينما في ترسيخ وعي المرأة بحقوقها ومشاركتها
الفعالة في مواجهة العراقيل الاجتماعية.
ومنحت الدورة 69 للمهرجان جائزة للمخرجة ليلى بوزيد من تونس إلى
جانب المخرجة وإيدا بناهندا من إيران والمخرجة غاية جيجي من سورية،
تتمثل في تمويل عمل سينمائي من مشاريعهن القادمة. وجاء ذلك التكريم
في حفل حضره منظمو المهرجان وعدد من نجوم السينما.
وتعيش المخرجة التونسية الشابة على وقع نجاح فيلمها الروائي الطويل
الأول على حلة عيني الذي حصد جوائز مهرجانات عربية ودولية ونال
إشادة النقاد وإقبالاً كبيراً من جمهور السينما. ونال الفيلم جوائز
التانيت البرونزي لأيام قرطاج السينمائية والمهر الذهبي لمهرجان
دبي السينمائي وجائزة الجمهور بمهرجان البندقية في إيطاليا وجائزة
العمل الأول بمهرجان نامور في بلجيكا. ويشارك الفيلم التونسي
القصير علوش للمخرج لطفي عاشور في المسابقة الرسمية للدورة 69
لمهرجان كان السينمائي الدولي.
ترانة عليدوستي... تسرق الأضواء
شريف صالح
بإسلوب توافق مع إطلالاتها استطاعت النجمة الإيرانية ترانة
عليدوستي ان تسرق الأضواء خلال مشاركتها بالحضور في مهرجان «كان»
وحضور عرض فيلمها «البائع» للمخرج أصغر فراهادي ووصفت في المواقع
بانها اطلالة مثالية للحجاب. |