«آي دبليو سي» هدف للمرشحين تدعمه جودة المشاريع
دبي: مصعب شريف
الترقب المشوب بالأمنيات يظل الإحساس المسيطر على
الثلاثي المرشح لجائزة «آي دبليو سي» للمخرجين، التي يطلقها مهرجان
دبي السينمائي الدولي بالتعاون مع دار الساعات السويسرية «آي دبليو
سي شفهاوزن»، في كل عام، لدعم المخرجين الخليجيين، والتي وصل
لقائمتها القصيرة لهذا العام كل من المخرجة الإماراتية نجوم الغانم
عن مشروع فيلمها «سالم»، وزميلها الإماراتي عبد الله حسن أحمد عن
مشروعه «مطلع الشمس»، إلى جانب المخرج القطري، حافظ علي علي، عن
مشروع فيلم التحريك «البحث عن دانة النجوم» الذين ينظرون نتائجها
في الثامن من ديسمبر المقبل.
وأعرب المرشحون الثلاثة عن توقعهم نيل الجائزة التي
تبلغ قيمتها 100 ألف دولار، حتى يتسنى لهم الشروع في نقل أفلامهم
من الورق إلى الشاشة، وهي الأمنيات التي تقاسمها المرشحون، الذين
كشفوا في حوار مع «الخليج» ملابسات كتابة مشاريعهم المختلفة،
والميزات التي يرون أنها أهلتهم لبلوغ هذه المرحلة من الجائزة
الخليجية المرموقة، بالإضافة للكثير من التفاصيل التي نقف عليها في
السطور التالية.
نجوم الغانم: «سالم» يتيح مساحة خاصة للمرأة
تنفي المخرجة الإماراتية نجوم الغانم،أنها تكتب من
أجل الجوائز، مشيرة إلى أن وصول فيلمها «سالم» للقائمة القصيرة
لجائزة «أي دبليو سي للمخرجين»، بعد عدة محاولات يجعلها تقول إن
نصها أصبح جاهزاً للإنتاج أخيراً، وتروي الغانم في حوارها مع
«الخليج» ملابسات كتابة «سالم» وغيره من أعمالها.
·
دعينا نبدأ بعملك المرشح لنيل الجائزة «سالم»، حول
أي الموضوعات تدور أحداثه؟
«سالم»
يتناول قضية التبني ولا يتحدث عن شخصية واحدة وإنما مجموعة من
الشخصيات، لأني أعتقد أن القضايا الاجتماعية من المهم أن يتم
تناولها من منظور مختلف وأبعاد شخصيات متعددة، ولهذا تجد أن الأم
التي تتبني سالم لها مساحة كبيرة في الفيلم، وكذلك الأمر بالنسبة
للمرأة التي تقع في حبه، وصديقه الذي يرافقه كذلك، كل هؤلاء
حاضرون، كما أسلط الضوء على المعوقات النفسية والاجتماعية التي
تواجه الشخصية.
·
لماذا دائماً المسكوت عنه في أفلام نجوم الغانم؟
لأنني أعتقد أن الفن أداة مهمة جداً ويمكن تقديم
الكثير من القضايا العميقة التي تواجهها مجتمعاتنا من خلاله، وفن
السينما على وجه التحديد، هو مختلف ويحتمل الطرح العميق وخاصة في
رصد الجوانب النفسية والتحديات والمواجهات، لذلك أعتقد أنه
سينمائياً يمكنني أن أحقق حضوراً وسط الجمهور بمعالجة مثل هذه
الموضوعات التي تهم الجميع.
·
هل ترين أن هذه هي نقاط القوة التي أهّلت «سالم»
لبلوغ القائمة القصيرة ل«آي دبليو سي»؟
هو موضوع الفيلم بالتأكيد، أدرك من اللحظة الأولى
أنه غير نمطي وغير مطروق على الأقل بشكل مستمر، وطريقة تناولي
للموضوع كذلك لها أهمية ، وعندما قدمته في الماضي للجائزة، ربما لم
يكن النص جاهزاً وقتها، وحصلت بعدها على دعم مبادرة «إنجاز»
واستطعت تطوير النص، وعندما وصل للقائمة القصيرة أعطاني انطباعاً
أنه أصبح مكتملاً وجاهزاً للإنتاج، أعتقد أن نقاط القوة تتمثل في
موضوع الفيلم نفسه، والشخصيات لكل شخصية عالمها وتحدياتها
ومشاكلها، والشخصيتان الرئيسيتان يجب أن يواجها مصيرهما وأن يواجها
المجتمع، حتى يلتقيا إن تمكنا من ذلك، أنت تحاول جري بهذا السؤال
للكشف عن تفاصيل الفيلم لكن لا أريد أن أحرقه في هذا الوقت.
·
هل يمكن أن نقول إنك من المخرجين الذين يجنحون
للجرأة والمغايرة في أفلامهم؟
النقاد هم من يحددون ذلك لقد عرضت ملامح من قصة
الفيلم وطريقة تناولي تتيح أن يتم الحكم على مدى الجرأة في الطرح
من عدمها.
·
أجبت بذات الطريقة عندما سألت في ندوة قبل عدة
أعوام عن تصنيفك لنفسك كمخرجة مهتمة بقضايا المرأة، بعد كل هذا
الإنتاج المهتم بالمرأة أما زلت عند ذات الرأي؟
يمكن أن تقول إني مخرجة أهتم بقضايا الناس ولكن في
هذا الفيلم بالذات للمرأة مساحة خاصة سواء الأم أو الحبيبة وأطرحها
بشكل واع، لكوني أود أن تظهر بشكلها المؤثر، المرأة كذلك في كل
أفلامي لأن هذه هي الحقيقة، أنا لا ألفق وقائع غير موجودة، فقط
أسلط الضوء على حقائق داخل المجتمع والمرأة إحدى هذه الحقائق وهي
مهمة واستثنائية، تستحق أن نسلط الضوء عليها خاصة من خلال لغتنا
السينمائية.
·
في العام الماضي وحده حصلت على جائزتين، هل تكتبين
من أجل الجوائز؟
لو كنت أكتب للجوائز لما حصلت على جائزة، من يفكر
في الجوائز لن يصل إليها، بالنسبة لي عندما أكتب وأشتغل أكون
مهمومة بالموضوع والناس الذين أكتب عنهم وأدخل في تحد شخصي مع
نفسي، ويكون همي الأساسي كيف أجعل من مشروعي الجديد أمراً مختلفاً
عن المشاريع السابقة التي أنجزتها، أما التفكير في الجائزة فيأتي
عندما يتم وضع العمل في منافسة مع أعمال أخرى لترى موقفك من
الآخرين، هذه مرحلة مختلفة ومتقدمة ليس لها علاقة بوقت التفكير في
العمل ولا طريقة الاقتراب من العمل وإنجازه، في وقت العمل لا أفكر
في جوائز ، عندما أشتغل على الفيلم أفكر في تفاصيله، الدعم يأتي في
المرحلة اللاحقة.
·
عبد الله حسن: «مطلع الشمس» يصلح للمهرجانات
والعروض التجارية
يرى المخرج الإماراتي عبد الله حسن أحمد، أن وصول
عمله الروائي الطويل الأول، لهذه المرحلة يدفعه للعمل على المزيد
من الأفلام الطويلة، إلا أنه سيستمر في مشروعه للأفلام القصيرة،
مشيراً في حواره مع «الخليج» إلى أنه ابن المهرجانات.
·
قبل أن نتحدث عن العمل المرشح للجائزة، دعنا نسأل
عن غيابك الطويل عن الساحة الفنية.
منذ آخر فيلم قصير أنتجته في العام 2013، تفرغت
للعمل في عدة مشاريع لإنتاج أفلام قصيرة لأواصل وجودي في الساحة
السينمائية كمنتج، وفي ذات الوقت كنت أعمل على سيناريو «مطلع
الشمس»، الذي استغرقت كتابته 3 سنوات وكاتب السيناريو هو يوسف
إبراهيم، كنت أعمل عليه ضمن مشاريع أخرى، لكنه كان يأخذ وقتي بشكل
أكبر، حتى حاز جائزة وزارة الداخلية في الدورة السابقة لمهرجان دبي
السينمائي الدولي، وهو الآن مرشح لنيل «آي دبليو سي»، وفي هذه
الدورة من الجائزة المنافسة كبيرة، لكونها تجمعني بمخرجين كبار،
وأنتظر الجائزة التي أعتقد أنها مهمة لإنتاج أي فيلم طويل، سواء
كانت لي أم لنجوم ، بالنسبة لي، لدي ما يقارب ال 60% من تكلفة
الإنتاج، وإذا حصلت على الجائزة يمكنني أن أبدأ التصوير مع بداية
العام الجديد.
·
ما هي الميزات التي ترى أنها أهلت «مطلع الشمس»
للوصول لهذه المرحلة؟
أولا ً ليس هنالك سيناريوهات كثيرة في الخليج، يمكن
أن نتحدث عن عشرات السيناريوهات وليس المئات، كما أن اشتغالك على
العمل لفترة طويلة يمنحه نضجاً، كذلك ثقتك بأنك جيد في الأفلام
القصيرة تعطيك دفعة كبيرة، هذه تجربتي الأولى مع الفيلم الطويل،
والسيناريو الذي أعمل عليه يناسب هذا الأمر كونه فيلمي الأول
ومناسباً كذلك للمهرجانات وقاعات السينما التجارية، الجمع بين كل
هذه الأمور ليس سهلاً، لكن تجربتي ارتبطت بالمهرجانات، لأني أبحث
عن النقد الجيد، والفيلم المختلف المدهش، والذي يمكن أن ينال
الجوائز، كل هذه الأدوات موجودة في السيناريو، وهي يحكي قصة
إماراتية، ويعطي انطباعاً بأنه مناسب كقصة اجتماعية، الحس
السينمائي فيها جيد، بشخصيات قليلة، ويروي قصة أب وأم وجد ورجل
كبير، تدور أحداثه في يوم الشهيد، وهو يوم اخترته كإطار زمني
للفيلم، فأنا مهموم دائماً بتوثيق الحالات الإنسانية.
·
تحدثت عن توافر 60 % من تكلفة الإنتاج، وأنك في
انتظار الجائزة لتكملة الباقي، يقودنا هذا الخيط للحديث عن مشاكل
الإنتاج في السينما الإماراتية.
بالتأكيد «آي دبليو سي» تدفع مبلغاً جيداً لإنتاج
فيلم جيد ضمن ما يصطلح عليه بالأفلام المستقلة التي تراوح تكلفتها
ما بين ال 700 وال 800 ألف درهم، حتى يتمكن المخرج من استعادة
تكلفة الفيلم وتوزيعه بشكل جيد، وهذه الجائزة وغيرها ساعدت
الكثيرين على أن ينتجوا، إلا أننا نبحث عن دعم مباشر من الحكومة،
في صندوق دعم السينما الإماراتية، بحيث تكون له لجنة خاصة به،
أتمنى أن يكون لدينا في الإمارات مثل هذا الصندوق الذي ينتج
أفلاماً تمثل الدولة في كل المهرجانات وتمثل الإنسان الإماراتي.
·
بناءً على هذه الوقائع إذا أردنا إيجاد توصيف لراهن
السينما في الإمارات ماذا يمكن أن نقول؟
التوصيف الأهم ينطلق من أن أغلبنا بدأ بالأفلام
القصيرة، وشخصياً لن أتوقف عندها، وقلّ إنتاج الأفلام القصيرة في
الآونة الأخيرة لعدة أسباب، كما أن اتجاه المخرجين للفيلم الطويل
صرفهم عن الفيلم الإماراتي القصير الذي حقق مكانة كبيرة على
المستويين الخليجي والعربي، وفي ذات الوقت لدينا جوانب إيجابية
فهنالك شباب لديهم مشاريعهم الخاصة بعيداً عن المهرجانات.
·
بالعودة لجائزة «آي دبليو سي»، ما هي توقعاتك؟
الجائزة محصورة بين ثلاثة أشخاص لكل منهم إسهاماته،
أشعر بمنافسة قوية ولا يمكنني التكهن بالفائز حتى الآن، والقيمة
المادية في الجائزة مهمة بالنسبة لنا نحن الثلاثة، لكونها تمكننا
من إنتاج أفلامنا، فلو أخذت الجائزة يمكن أن أشرع في التصوير بعدها
بشهرين، لأن الأمر يعتمد على توافر المال.
·
حافظ علي: «البحث عن دانة النجوم» إضافة للمحتوى
العربي
يقول المخرج والمنتج القطري حافظ علي، في اتصال
هاتفي مع «الخليج»، إن فيلم «البحث عن دانة النجوم»، يروي قصة
الشاب علي، ابن ال17 عاماً، الذي يعمل في صيد اللؤلؤ، بالدوحة،
فيكتشف خريطة تقوده إلى دانة النجوم، وهي الجوهرة الأغلى والأكثر
قيمة على وجه الأرض. وأعرب علي عن أمنياته بنيل الجائزة، مشيراً
إلى أن الوصول للقائمة القصيرة ل «آي دبليو سي»، بصبحة مخرجين كبار
مثل نجوم الغانم وعبدالله حسن أحمد، يعتبر إنجازاً كبيراً، خاصة
أنه يمثل سابقة، كونه المخرج الأول الذي يصل للقائمة القصيرة
بمشروع فيلم تحريك خليجي، موضحاً أنه بعد تجربته مع الأفلام
الوثائقية اتجه لأفلام التحريك للمساحة التي توفرها له في إبراز
التراث العربي. وأضاف علي: «عملت على السيناريو لفترة طويلة
واستعنت بكتاب محترفين من هوليوود، كما أعمل على إكمال العمليات
الإنتاجية بالتعاون مع استوديوهات عالمية، وأتمنى أن يشكل العمل
إضافة للمحتوى العربي في أفلام التحريك». |