استطاع
الناقد عصام زكريا رئيس مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام
التسجيلية والروائية القصيرة أن يضخ دماء جديدة في عروق الدورة
التاسعة عشرة من خلال حرصه علي متابعة كل التفاصيل ومشاركة عدد من
الأفلام المميزة التي جري اختيارها بعناية,
إلا أن
هذا لم يمنع من وجود عدد من الأزمات التي صاحبت هذه الدورة,
وفي
هذا الحوار يقدم زكريا كشف حساب عن الدورة الأولي له كرئيس
للمهرجان بدءا من مراحل الإعداد للدورة19
وحتي
الختام
·
في
البداية كيف استطعت معالجة أزمة تبكير مدة المهرجان يومين؟
عالجت
الأزمة علي مستويين وهما الأفلام,
والضيوف حيث قمنا بتنظيم برنامجا سياحيا لهم في القاهرة عقب انتهاء
فعاليات الدورة91,
بدلا
من الإسماعيلية,
وفي
رأيي أن ذلك أفضل خاصة أنه قبل ذلك كان البرنامج السياحي للضيوف
يتم خلال أحدي أيام المهرجان مما كان يسبب بعض الارتباك لأن كل شخص
لديه عروض أفلام في هذا اليوم,
ووجدنا
أيضا أنها فرصة طيبة لكي يشاهد الضيوف معالم القاهرة مجتمعون وهم
يصلوا إلي03
ضيفا
وتم إعداد برنامج سياحي لزيارة شارع المعز,
مصر
القديمة,
المتحف
المصري,
الصوت
والضوء.
أما
علي مستوي الأفلام وضبط جدول العروض بعد تقلص يومين,
فالحقيقة اننا استطعنا تجاوز الأزمة لأنه بالنظر إلي الجدول سنجد
أنه تم حذف يوم واحد وليس يومين لان يوم25
إبريل
والذي كان مفترض ان يكون يوم الختام لم يكن هناك عروض,
وبالتالي قمنا بإضافة الأفلام للأيام المتاحة والمتبقية لنا بما
فيها يوم الختام والذي ستقام فيه العروض بشكل طبيعي وتستمر طوال
اليوم,
علي ان
يتم ترحيل حفل الختام ساعتين ليصبح التاسعة مساء بدلا من السابعة.
·
ما هي
كواليس ترحيل موعد الختام ولماذا كان كل هذا الارتباك؟
لم يحدث اي ارتباك ولكن إدارة المهرجان قررت بالتنسيق مع المحافظ
الوصول إلي حل تبكير اليومين,
بعدما
اجرينا محاولات لوجود حل بديل من خلال نقل الجمهور الي مكان آخر
وإقامة الحفل هناك إلا أن هذا الحل لم يجد طريقه للتنفيذ بسبب عدم
وجود فنادق كثيرة نظرا لصغر مساحة مدينة الإسماعيلية,
وبالتالي فإن مقر إقامة الضيوف والإعلاميين هما المتاحين,
ولم
نتوفق في وجود بدائل,
وحينما
تأكدنا من ذلك قررنا الإعلان عن تبكير موعد الختام.
·
ولماذا
لم يتم تبكير موعد الافتتاح بدلا من19
إبريل؟
لأننا
علمنا بهذه المعلومة قبل الافتتاح بيوم واحد,
ولم
يكن هناك حساب مظبوط للتوقيت,
وبعيدا
عن تبكير موعد المهرجان,
فأن
الموعد الأصلي للمهرجان كان في سبتمبر,
ثم في
شهر يوليو,
ثم
مايو,
إلي أن
وصل لشهر إبريل,
وفي
رأيي الشخصي أفضل انتقاله لموعده الأصلي وهو الخريف لأن الجو يكون
بديعا,
كما أن
توقيت شهر إبريل به العديد من الاحتفالات,
بخلاف
موسم الامتحانات,
وشهر
رمضان الذي يقترب العام المقبل من شهر إبريل,
ولكن
في النهاية هذا القرار يجري اتخاذه بالتنسيق مع لجنة المهرجانات
ووزارة الثقافة.
·
كيف
وجدت حلولا للجان التحكيم لكي يشاهدوا الأفلام في هذه الفترة
القصيرة؟
لحسن
الحظ كنت أحد أعضاء لجنة التحكيم العام الماضي وكان البرنامج مزدحم
لدرجة أنه لم يكن لدينا وقت نفعل أي شيء آخر بالمهرجان,
وبالكاد استطعنا أن نخرج يوم واحد في المدينة,
ولذلك
راعيت هذا الأمر خلال الدورة الحالية بحيث يكون لدي الضيوف متسع
كبير من الوقت أنه يذهب إلي رحلة للترفيه خاصة أن لجنة التحكيم
أفراد يأتون لكي نشغلهم فلا يصلح أن أظل مسيطر عليهم طوال الأسبوع
دون أن يكون هناك متنفس لهم للحركة ومشاهدة المدينة,
ولذلك إذا حسبت عدد ساعات أفلام المسابقة ستجدها أقل من الدورات
السابقة لأنني كنت قد حددت لهم انهاء عملهم في أربعة أيام,
ليحصلوا علي راحة بعد ذلك ولكن في القاهرة.
·
كان
هناك اتجاه لعرض الأفلام علي المقاهي بغرض جذب الجمهور لماذا لم
ينفذ؟
كنا
بالفعل مخططين لتنفيذ هذه التجربة هذا العام حيث كانت هناك اتفاقات
مع عدد من المقاهي,
إلا أن
الحوادث الأخيرة التي وقعت قبل المهرجان بأيام,
جعلت
المسئولين يجدون صعوبة في تنفيذ الطلب تخوفا من وقوع أي حادث سواء
بالقول أو الفعل,
مما
سيؤدي إلي حدوث ارتباك في المهرجان,
مهما
كان حجم الحادث بسيط,
وبالتالي فهناك تحفظ علي هذه الفكرة لحين تحسن الظروف,
ولكن
في الوقت ذاته نقوم حاليا بالتنسيق مع قصر ثقافة الإسماعيلية علي
تقديم نشاطات فنية طوال العام.
·
رغم
وجود دعاية هذا العام للمهرجان إلا أن مشاركة الجمهور كانت ضعيفة
هل تري أن مستوي الأفلام جاء بعيدا عن ثقافته؟
بالطبع
قمنا بدعاية أكثر هذا العام,
ولكنني
مازلت أراها غير كافية حيث تحتاج إلي وقت أطول,
وعمل
بشكل مختلف علي مدار شهور وليس أسبوعين قبل المهرجان,
لانه
لا بوسترات الشارع,
أو
إعلانات التلفزيون هو ما يستطيع أن يقنع الجمهور بمشاهدة الأفلام,
والمسألة تحتاج إلي عروض مستمرة وندوات,
وتمركز
شباب الإسماعيلية في نادي سينما لمحبي مهرجان الإسماعيلية بانتظام
علي مدار العام,
وهو
أمر يحتاج إلي تخطيط أشمل وليس مجرد نشر عدد من البوسترات.
أما
بالنسبة للجمهور فهناك بالفعل جمهور من الإسماعيلية,
ولكنه
نوعي من الشباب والمثقفون ومحبي السينما ولكن جاء هذا العام
بالتزامن مع موعد انعقاد المهرجان,
مهرجان
للمسرح تنظمه جامعة الإسماعيلية وبالتالي فأن هناك العشرات من
الشباب يركزون مع هذا المهرجان الذي قامت به الجامعة بشكل مفاجيء
دون أن تبلغ المحافظة أو حتي قصر الثقافة حيث أبلغوهم قبل المهرجان
بيومين,
هذا
إلي جانب سبب آخر وهي الأجواء التي نعيشها جعلت الجمهور قلقا من
فكرة التحرك.
·
أيضا
جاءت نسبة مشاركة الأفلام المصرية في المهرجان ضعيفة وهو فيلم واحد
في كل مسابقة؟
ليس
بالضرورة أن يكون هناك من الأساس فيلم مصري في المهرجانات المصرية,
ورأيي
دائما بعيدا عن مهرجان الإسماعيلية أنه إن لم يكن هناك فيلما مصريا
يليق بنفس مستوي الأفلام المشاركة لا يدخل المسابقة,
لأن
الأمر ليس مجرد تواجد والسلام,
كما أن
هذه المهرجانات دولية,
وبالتالي لا يصلح أن أكون مصرا علي المشاركة المصرية فقط,
بالعكس
فمنطقة المهرجانات دولية ومحايدة ولا يصح أن يكون هناك انحيازا
ولابد من الموضوعية,
والدليل علي ذلك أنني كنت في مهرجان خارج مصر وكان المنظمين
فخوريين أنه علي مدار دورات المهرجان لم يحصل فيلم من بلدهم علي
جائزة ويتفاخرون كم هم موضوعيين ومحايدين ولا يمارسون أي تأثير علي
لجان التحكيم ليحصلوا علي جوائز,
نحن
لسنا في مباراة رياضية او دورة ألعاب أوليمبية,
فلا
منافسة في الثقافة,
ولكن
الغرض من المهرجانات هو أن يشاهد الجمهور ثقافات مختلفة وليس أن
نحضر الأفلام إلي البلد وننتصر عليهم,
ولهذا
كان القرار بوجود فيلم مصري في كل مسابقة وإن لم أجد فيلما مصريا
مناسبا فلم أقبله.
·
فيلم
الافتتاح لم يكن جماهيريا بالقدر الكاف فما المعايير التي تم بها
الاختيار؟
أنا
مختلف مع هذا الرأي لانه من بين كل الأفلام التي كانت مرشحة للعرض
في المهرجان,
اعتقد
أن هذا الفيلم كان أكثرها جماهيرية وشعبية ومناسبا لكي يكون فيلم
افتتاح,
لأن
فيلم الافتتاح لابد أن يكون لايت إلي حد ما,
وممتع,
كما أن
طبيعة أفلام مهرجان الإسماعيلية جادة وبالتالي لكي نجد فيلم وثائقي
به عنصر الجذب الجماهيري صعب,
لكن
هذا الفيلم وجدنا به الرقص والموسيقي,
كما أن
أحد أسباب اختيار هذا الفيلم هو أنه اذا دخل الجمهور قاعة العرض في
أي لحظة لن يشعر ان فاته الكثير لاعتماده علي فكرة الاسكتشات,
وفي
رأيي إذا عرض هذا الفيلم بالتلفزيون بهذه الاستعراضات سيستمتع به
الجمهور.
·
برنامج
الرقص والغناء هل من الممكن أن تستمر خلال الدورات المقبلة؟
من
الممكن أن يكون هناك برامج أخري,
ولكنني
اخترته هذه المرة بسبب فكرة البهجة من خلال جذب الجمهور,
ومن
المقرر ان نستأذن أصحاب هذه العروض في تقديم عروض إضافية
بالإسماعيلية من خلال قصر الثقافة ونادي السينما.
·
هل
لمست هذه الدورة انفصالا حقيقيا بين المهرجان والمركز القومي
للسينما؟
الفصل
الكامل مستحيل لأن المهرجان خاضع للوائح والقوانين ونفس إدارة
المركز القومي للسينما,
إلا
إذا أصبح للمهرجان هيكل إداري وميزانية وإدارة منفصلة,
ولكن
هذا بقرار من وزير الثقافة وباقي الجهات المعنية مثل وزارة المالية
وسائر الأطراف الأخري لكي يتم الانفصال الإداري,
أما
علي المستوي الفني فهناك استقلال كامل حدث وكل القرارات المتعلقة
بلجان المشاهدة,
اختيار
الأفلام,
دعوة
الضيوف,
اختيار
لجان التحكيم,
كل هذه
الأمور لا أحد يعرف عنها شيء غير أنا والمساعدين,
أما
الأمور المالية كما ذكرت فتخص رئيس المركز القومي,
وفريق
العمل بالمركز.
·
هل
هناك خطط مستقبلية للمهرجان بعدما تردد عن وجود اتجاه لاصدار قرار
برئاستك للمهرجان الدورة المقبلة؟
الحقيقة أنني اعتدت ألا أتحدث في أي قرار قبل أن اقرأه أو أمسكه في
يدي,
غير
ذلك مجرد اقتراح أو محاولات,
وبإذن
الله تكلل بالنجاح.
####
اليوم ختام الدورة19
لـ الإسماعيلية السينمائي
تختتم
اليوم فعاليات الدورة91
من
مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية في التاسعة مساء بقصر
ثقافة الإسماعيلية بحضور وزير الثقافة ومحافظ الإسماعيلية,
وعدد
من القيادات,
وقد
شهد اليوم قبل الأخير عدة فعاليات كان من بينها ندوة تكريم المخرج
هاشم النحاس بقصر ثقافة الإسماعيلية,
حيث
سبقها عرض فيلم النيل ارزاق للمخرج هاشم,
وعقب
الفيلم اقيمت ندوه ادارها الناقد رامي عبد الرازق,
الذي
توجه بالشكر لتعاون النحاس معه في عمل كتاب(
هاشم
النحاس وأفلامه عن الإنسان)
وطرح
بمهرجان الاسماعيلية.
وقال
النحاس استغنيت في فيلم النيل ارزاق عن التعليق واعتمدت علي الصوره
لان ما اظهرته من خلال الصورة كان صعب ايضاحه بالكلام وحاولت ان
استمر في هذا الأسلوب في أفلامي فيما بعد لكي أسس مدرسه خاصه بي
أحاول من خلالها أن ابني جيلآ جديدا برؤي مختلفه,
وقد
حاولت أن جمع من خلال الفيلم أحداثا كثيره متداخله انشأت في
النهايه قصة واحده بشكل جديد ومبتكر والفيلم من وجهة نظري الشخصية
الاقرب الي الذوق الاوروبي.
كما
أقيمت ندوة لفيلم بداخلي للمخرج انطونيو سبانو أدارها الناقد رامي
عبد الرازق,
حيث
قال المخرج انه كان في الكونغو وتعرف علي مجموعة من النساء يعانين
من الصمم,
ليقرر
وقتها اختيار النساء ليقدم عنهن الفيلم دون غيرهن لأنهن الأضعف من
بين الضعفاء خاصة وأن سكان الكونغو يعتبرون الأصم شخصا ملعونا من
الآلهة ويجب قتله أو نبذه خارج المجتمع مضيفا أن النساء يعانين
أكثر لأنهن منبوذات ويتعرضن للإغتصاب.
وأضاف
أن اختيارهن يعبر أكثر عن المشكلة خاصة وأن الفيلم ينوه عن وضع
المراة بشكل خاص في الكونغو والمجتمعات الشبيهة,
موضحا
أن تصوير العمل استغرق53
يوما
وكان يحاول في البداية أن يتقرب منهن وأجري ما يشبه الكاستنج
لاختيار الشخصيات التي ستشارك بالفيلم وبعد تصوير العمل قام بتصميم
شريط الصوت من خلال ترجمة للغة الإشارة التي عبرت بها تلك النساء
عن حياتهن.
وأقيمت
ندوه عقب عرض فيلم معجزة سانت لازورا للمخرج نيكولاس مونيوز أدارها
الناقد السينمائي اندرو محسن,
وقال
المخرج انه قام بعمل3
أفلام
بكوبا من ضمنها هذا الفيلم والذي استغرق تصويره عامين وما دفعه
لاخراج هذا الفيلم هي الاحداث داخل كوبا وعدم زيارة الاقباط
للكنيسه,
مشيرا
إلي أن صورة الفيلم تبرز الجانب الروحاني في حياة كوبا,
وقد
ساعده الكثيرين في تصوير الفيلم دون ان يخشوا الظهور وكأن لهم
انتماءات سياسية,
كما
أنه أراد أن يكسر الروتين بالفيلم بوجود مصور ينقل الأحداث دون
وجود حكي أو إلقاء. |