«الشرق
الأوسط»
في مهرجان كان
(9):
{المخدوع}
بنكهة أخرى في كان
صوفيا كوبولا تعيد صناعة فيلم لأول مرّة
«كان»:
محمد رُضـا
العمل السينمائي الوحيد الذي نُقل إلى الشاشة
الكبيرة كان للمؤلف توماس كولينان
(1919 - 1995)،
هو
The Beguiled
من
إخراج دون سيغل عام
1971.
وتعمد
إليه ثانية المخرجة صوفيا كوبولا في نسخة جديدة عرضها المهرجان
الفرنسي في مسابقته قبل يومين.
ليس سهلا احتواء العنوان الإنجليزي بتفسير واحد:
Beguiled
ومعناه، المخدوع الواقع تحت فعل مراوغة أو خطّـة ناتجة عن إغواء.
يمكن
تسمية الفيلم بـ«المخدوع»
(أو
«المنخدع»)
وفي
نسخة صوفيا كوبولاً تنطبق الكلمة على الإناث الست لدى تسلل الجندي
الشمالي إلى مدرستهن الخاصة، فوقعن تحت تأثير جاذبيته كونهن يعشن
في حرمان ما، وكونه الرجل الوحيد في ذلك المكان، بالتالي هن
«منخدعات»
أكثر
من خادعات كما ورد في نسخة سيغل.
حاولت طوال مدة عرض الفيلم الجديد
(94
دقيقة)،
تجاهل الفيلم الأصلي، لكن ذلك لم يكن ممكناً.
ينقل
الفيلم الجديد الحكاية كلّها والتغييرات التي في عمل المخرجة ليست
حاسمة أو جديدة بحيث تمكن المشاهد من إلغاء فيلم سيغل إذا ما كان
شاهده.
*
براءة ورجولة
في الأصل، وكما ورد على الغلاف الأخير من نسخة
«بينغوين»
البريطانية للنشر، عندما اشترت حقوق الرواية الأميركية الصادرة سنة
1966.
تلعب
القصّـة على نسيج من العوامل النفسية والعاطفية والمرح الداكن.
هذا
المزيج ما بين العمق والترفيه الذي تقترحه الرواية والذي عمد إليه
المخرج دونالد سيغل جيداً، هو ذاته المفقود في فيلم صوفيا كوبولا
في أول فيلم لها تعيد تصويره
(أو
كما يسمى بـRemake).
الحكاية الواردة هي بالخطوط العريضة والمتوسطة
ذاتها:
جندي
جريح
(كولن
فارل في الفيلم الجديد وكلينت إيستوود في النسخة الأولى)
من
الجيش الشمالي، خلال الحرب الأهلية الأميركية في مطلع ستينات القرن
التاسع عشر، يسقط جريحاً بالقرب من مدرسة فتيات في الجنوب الأميركي
وبمعزل عن باقي رفاقه.
تكتشفه
فتاة صغيرة فيُنقل إلى داخل المدرسة التي لم تعتد على أن يدخلها
رجل.
يُداوى الجندي من جراحه، لكن خلال الفترة التي
يستغرقها العلاج، يغوي الرجل فتاتين راشدتين، واهماً كلا منهما
بإخلاصه لها، فيقع الخلاف بينهما وبين الإناث الأخريات.
في
النهاية يكون ضحية فعلته فيُقتل مسمما
(باقتراح
من فتاة صغيرة)
للتخلص
منه.
تختلف نسختا الفيلم في التفاصيل.
في
فيلم ابنة فرنسيس فورد كوبولا، هناك مدرّسة واحدة
(نيكول
كيدمان)
مسؤولة
عن حفنة من الفتيات
(ست).
في
نسخة سيغل هناك مدرّستان وعدد أكبر من الطالبات.
أيضاً،
يخلو فيلم كوبولا من امرأة سوداء تخدم في المدرسة وتقوم بمهام
التنظيف والعناية بالمكان وهو الأمر الطبيعي
(الوارد
في الحكاية أصلاً)،
لكنّ هذا لم يغب عن نسخة سيغل.
وفي
فيلم كوبولا تُقطع ساق الرجل، بينما البطل في نسخة
1971،
يحتفظ بساقه.
ثم هناك ما هو أهم من الفروقات بين العملين.
دون
سيغل، وقد عمل مع كلينت إيستوود خمس مرات، كان
«المخدوع»
ثالثها، جعل من الرجل المحور الظاهر في الفيلم وليس البعد العاطفي
المستتر.
إنه من
يسقط فريسة الإناث اللواتي أدخلنه جريحاً وعملن على العناية به.
صحيح
أنّه جلب على نفسه النهاية الوخيمة، بعد أن غرر بالفتيات وألب
بعضهن على بعض، لكنّه خُـدع بدوره مصدقاً ما تبدّى من براءتهن
وقبولهن به، بينما كنّ قد خططن لقتله بشوربة فطر مسموم.
في نسخة صوفيا كوبولا تركيز على أنّ الفتيات هن
المنخدعات اللواتي صدّقن الرجل وألفن إليه وترددن في تسليمه إلى
الجيش الجنوبي، فبادرهن بعد ذلك بمحاولة فرض سيطرته عليهن.
*
بين ممثلين
مع وجود العدد الكبير من الشخصيات النسائية في نسخة
دون سيغل، هناك قدر أوسع من تباين الشخصيات النسائية.
مثلاً
يجد الرجل نفسه، في كلا الفيلمين، في جنة مليئة بالنساء وعليه أن
يقتنص الفرصة.
كذلك
فإن إحدى أهم الشخصيات الثانوية هي الخادمة الأفرو
-
أميركية، لكونها تعكس وضعاً واقعياً.
غيابها
في نسخة كوبولا يخلق تساؤلات، فالحرب الأهلية نشبت على مبدأ تحرير
«العبيد»،
ووجودها يجسد هذه الحقيقة كما أنّها، في الفيلم السابق، واحدة من
الإناث الجميلات التي سوف تخلق لإيستوود بديلاً عاطفياً محتملاً.
في أسلوب كوبولا المتمحور حول أنثوية الوضع أكثر من
ذكوريته، فقدت المخرجة كوبولا وجهة النظر المتوسطة الذي وفرها
الروائي معايناً الموضوع والتاريخ والمكان والإشكالات المترتبة
جميعاً.
في
الوقت ذاته، يفشل الممثل البريطاني كولين فارل
(المحتفظ
بلكنته الآيرلندية المخففة)،
في تقديم تشخيص ثري وقوي وليس مجرد أداء تنفيذي.
هو
ربما جيد فيما أتيح له:
تقديم
دور الجندي الذي يحاول السيطرة على نساء المكان بالخديعة.
لكن
إيستوود نفّـذ مشروعاً أكثر أهمية كدراما:
هو
الرجل الذي يحاول السيطرة على نساء المكان بالخديعة، لكنه الأقدر
على تجسيد الشخصية الرجولية
(الماتشو)،
وهو ما كان مقصوداً في الأساس لشحذ الدراما بالتناقضات الحادة
وخدمة لإيستوود كنجم واثب.
فارل، حجماً، لا يقنع في هذا المجال، والأهم أنّ
المخرجة خلعت أنيابه، فإذا به أضعف جسدا وشخصاً، من أن يجسد تلك
الذكورية.
«المنخدعات»،
حسب كوبولا، عليه أن يكون فيلماً نسائياً لأنّها امرأة.
وهذا
أضعف مبرر يمكن اعتماده في هذه الحالة.
لقطاتها بعيدة ومتوسطة وكذلك التمثيل من الجميع:
بعيد
عن إثارة الاهتمام أو متوسط.
لا
ألفة يمكن أن يشعر بها المرء حيال أي من الأوضاع أو الشخصيات، ولا
يستطيع الفيلم تجسيد أبعد مما يعرضه.
وإذا
كانت مشكلة فيلم سيغل أن الجمهور لم يُعجب بدور إيستوود
-
الأيقونة، لكونه أكثر دكانة من المتوقع له، فإن الجمهور هنا لن
يكترث لأن تكون العصمة بيد النساء، لأن الشخصيات الواردة منها
ضعيفة حتى وإن بدت، في نموذجين هما دور نيكول كيدمان ودور كيرستين
دانست، غير ذلك.
فيلم كوبولا يفتقد عمق الدلالات.
في جل
أفلامها تعتبر كوبولا أنّ حكايتها تستطيع أن تسرد نفسها بنفسها.
لا
تحتاج لأن تكترث للتفاصيل التي تؤلف
-
بصرياً
-
الكيان
التفاعلي بين المشاهد وبين الفيلم.
يتضح ذلك منذ مشهد البداية:
الفتاة
الصغيرة في المدرسة كانت تجوب الغابة بحثاً عن الفطر، فتجد الجندي
جريحاً على الأرض.
هذه
البداية تحمل تمهيداً مقبولاً، لكنه غير مركّـز.
فيما
يبدأ فيلم سيغل بالجندي الجريح وهو يسقط أرضاً ثم يتدحرج من مرتفع
إلى آخر قبل أن يستقر شبه غائب عن الوعي.
هذه
البداية تحمل الخلفية والتشويق والتركيز على الرجل في محنته أمام
الحرب، ولاحقاً أمام عواطفه والمرأة عموماً.
بالمقارنة بين تمثيل جيرالدين بايج وإليزابيث
هارتمان وجون آن هاريس بذلك المتوفر في فيلم كوبولا، تتبدّى أسباب
لتفضيل التمثيل في الفيلم الأول عنه في الفيلم الجديد.
إنّه
اختيار المخرجة، غير الصائب، في إبقاء الحدة الناتجة عن هذا الوضع
في أدنى قدرة لها على التجسيد.
شاشة الناقد
*
الفيلم:
Alien: Covenant
*
إخراج:
ريدلي
سكوت
*
خيال
علمي-
فضاء
|
الولايات
المتحدة
*
تقييم:
(***)
في
المشاهد
الأولى
من
«غريب:
ميثاق»
الطمأنينة
ذاتها
التي
يشعر
بها
أي
فريق
ستتاح
له
فرصة
اكتشاف
موقع
فضائي
جديد.
عندما
يحط
الفريق
على
ظهر
كوكب
بعيد،
يُعجب
بالمكان
ثم
يبدأ
الحذر
منه،
لينبري
الرعب
سريعاً
بعد
ذلك
ويخطف
مشاعر
الفريق
ومشاعر
المشاهدين
معاً.
الكلمة
التي
دارت
حولها
سلسلة
الأفلام
التي
بدأت
سنة
1979.
لا
تعني
«الغريب»
إلا
حرفياً.
أمّا
المعنى
الصحيح
فهو
المخلوق
(بشرياً
كان
أو
لم
يكن)،
الذي
لا
يشبهنا.
تقال
عن
الآتين
عبر
الحدود
كما
عن
المخلوقات
الفضائية
إذا
ما
حطت
على
الأرض.
وفي
هذا
الفيلم
السادس
من
السلسلة،
هو
وحش
لا
يعرف
الرحمة.
ليس
بالمقدور
معرفة
متى
سيظهر
ومتى
سيختفي.
متى
سيقتل
ومتى
سيكتفي.
ينطلق
أفراد
الفريق
المؤلف
من
كاثرين
ووترستون،
ومايكل
فاسبيندر،
وبيلي
كرودوب،
وداميان
بشير
وآخرين،
في
رحلته
إلى
المجهول
كالعادة.
هذا
مخيف
بحد
ذاته،
خصوصا
أن
جميع
هؤلاء
لا
بد
أنّهم
سمعوا
بالرحلات
المماثلة
التي
سبقتهم
خمس
مرّات
وكيف
انتهت
تراجيدياً،
لكن
إن
وصلتهم
أخبار
من
سبقهم
في
هذه
الرحلات،
بالفعل،
ولم
يعتذروا
عن
الاشتراك
في
هذه
المهمة
لخطورتها،
فهم
من
صنف
لا
يقل
«غرابة»
عن
الوحش
المخيف.
هذا
الفيلم
الجديد
ليس
تكملة
للسلسلة
كلها،
بل
للجزء
الخامس
الذي
حققه
سكوت
بعنوان
«بروميثيوس»
سنة
2012.
ذلك
الفيلم
(قاده
فاسبيندر
أيضاً
لجانب
نوومي
راباس
وتشارليز
ثيرون
وإدربس
ألبا)،
قدّم
حكاية
تبدأ
قبل
حكاية
Alien
الأولى.
لذلك:
«غريب:
ميثاق»
(ميثاق
هو
اسم
السفينة
هذه
المرّة)،
هو
الجزء
الثاني
في
ذلك
التمهيد
المسبق
للفيلم
الأول.
شيء
تطلقه
هوليوود
كلما
فكّـرت
في
ابتداع
سبب
جديد
لمواصلة
جذب
الجمهور.
كوكب
الأرض
ما
عاد
يسع
كل
سكانه.
على
المسؤولين
إيجاد
كوكب
يصلح
للعيش
وهذا
سبب
الرحلة
البعيدة
حيث
يتراءى
ذلك
الكوكب
كمكان
للعيش.
هناك
نباتات
وماء
ولو
أنه
يخلو
من
الطيور.
هناك
أيضاً…
الوحوش.
«أرجعوني
إلى حيث جئت»
هو
لسان حال الفريق وهو يهرب في كل اتجاه بحثاً عن النجاة.
كل ذلك
لا بد منه، لأنّ الكتابة والإخراج يعتمدان عليه لإثارة الحواس.
المؤسف
أنّ القليل من الخوف الفعلي يقع خصوصاً بالمقارنة مع الأجزاء
السابقة.
إلى
ذلك، كتابة الشخصيات ضحلة والتمثيل عابر على عكس ما حدث في الجزأين
الأولين بفضل وجود سيغورني ويفر ويافت كوتو وهاري دين ستانتون وبل
باكستون وسواهم.
الممثلون هنا عاشوا أو ماتوا لا يتركون الأثر ذاته.
ربما
لأنّنا شاهدنا ما يكفي من هذه السلسلة.
يعتبر الفيلم بصريا وتقنيا، من أعمال سكوت النقية
في أسلوبها، وفيه ما يثير الإعجاب أكثر من أفلام شبيهة انبثقت من
هذه السلسلة خلال السنوات العشرين الأخيرة.
(1*)
لا
يستحق
(2*)
وسط
(3*)
جيد
(4*)
ممتاز (5*)
تحفة
أفلام الأسبوع
*
Baywatch
(*)
إخراج:
سث
غوردون
|
أدوار:
دواين
جونسون،
ألكسندرا
داداريو
«بايووتش»
كان
مسلسلاً
تلفزيونياً
عن
حراس
الشواطئ
والمفارقات
المختلفة
التي
تقع
لهم
خلال
عملهم.
كان
أيضاً
عن
اللياقات
البدنية
والسواعد
المفتولة
وحمى
العواطف.
بكلمة
واحدة
كان
مما
يعرف
بـJunk
TV.
حسناً،
الفيلم
الماثل
المقتبسة
فكرته
عن
ذلك
البرنامج
لا
يختلف.
بعد
نصف
ساعة
تكتفي
من
الفيلم
وتدرك
أنه
Junk
أكبر
حجماً.
*
Everything,
Everything
(**)
إخراج:
ستيلا
ماغي
|
أدوار:
أماندا
ستنبيرغ، نك روبنسون.
اقتباس عن رواية عاطفية لنيكولا يون تتحدث عن فتاة
مريضة لا تستطيع استنشاق الهواء ولا الخروج من المنزل أو تكوين
صداقات.
ذات
مرّة تكتشف وجود شاب يهبها كل العناية ويقع في حبها من وراء الزجاج.
هو
الذي سيشجعها على طرد المخاوف والخروج من العزلة.
النصف
الأول من الفيلم يثير اهتمام المشاهدات
(أكثر
من الرجال).
بعد
ذلك يخفق في إثارة اهتمام أحد.
*
Chuck (***)
إخراج:
فيليب
فالارديو
|
أدوار:
لييف شرايبر، ناوومي ووتس، إليزابيث موس
يُقال إن تشاك وبنر
(يؤديه
شرايبر)،
هو الإلهام الذي بنى عليه سيلفستر ستالون شخصية روكي
(وهناك
قول مناهض).
مهما
يكن، هذا الفيلم البيوغرافي للملاكم وبنر، يحيط بالفترة جيداً
وتمثيل شرايبر في الدور جهد في مكانه الصحيح.
إذ
تتمحور الدراما حول ملاكم مسؤول عن انحداره أكثر من مسؤولية متحديه
في الحلبة.
مشكلة
الفيلم أنه يطفح، وقد وضع الأساس، باستعراضاته المتكررة.
*
Berlin Syndrome (***)
إخراج:
كايت
شورتلاند
|
أدوار:
تيريزا بالمر، ماكس ريملت، لوسي آرون
تشويق فعّال من المخرجة شورتلاند في ثالث عمل لها
(بعد
«سومرسولت»
و«لور»)
حول
سائحة نمساوية حطت في برلين وتعرفت على شاب ألماني وأعجبا ببعضهما
البعض.
بعد
الليلة الأولى تكتشف أن الشاب مختل نفسياً وقد حبسها في المنزل
بنية الاحتفاظ بها للأبد.
تدرك
أنّ حياتها في خطر وتسعى للإفلات منه.
إخراج
جيد عموما وتيريزا بالمر أفضل ممثلي الفيلم.
المشهد:
«كان»
لا يحتفي
*
أصر
أحد
الصحافيين
التلفزيونيين
العرب
خلال
مقابلة
قصيرة
أجراها
معي
على
القول:
إن
مهرجان
«كان»
يحتفي
بالسينما
اللبنانية
*
ذكر
لي
ذلك
قبل
المقابلة
حين
قال:
«نريد
أن
نتحدث
في
الاحتفاء
الذي
يخصصه
كان
للسينما
اللبنانية
هذه
السنة»
*
سارعت
إلى
تصحيح
معلوماته:
«كان
لا
يحتفي
بسينما
معيّـنة
أرجوك
تخلّـى
عن
هذا
المفهوم
الخاطئ
السينما
اللبنانية
التي
تتحدث
عنها
عبارة
عن
ثلاثة
أفلام
قصيرة
تدخل
نطاق
(الورش)
في
قسم
خارج
العروض
الرسمية
للمهرجان
اسمه
(نصف
شهر
المخرجين)
وهي
لا
تؤلف
حتى
فيلماً
واحداً
والقسم
لا
يتبع
المهرجان
رسمياً
لذلك
لا
يوجد
أي
احتفاء»
*
هز
رأسه
كما
لو
كان
وافق
وازداد
علماً
بالشيء
على
الرغم
من
ذلك
كان
سؤاله
الأول
لي:
«ما
رأيك
باحتفاء
مهرجان
كان
الدولي
بالسينما
اللبنانية؟»
*
ليس
هناك أسوأ من نقل معلومة خاطئة عبر أي وسيط الجمهور العريض الذي
سيقرأ في صحيفة أو يشاهد على شاشة التلفزيون أو يستمع إلى الراديو
سوف لن يعرف وسيصدق أنّ السينما اللبنانية
(أو
الكورية أو البلجيكية أو أي سينما أخرى)
محتفى
بها هذا يطرب اللبناني والعربي بصورة عامّـة مردداً ولو في نفسه:
«أصبح
(كان)
يحتفي
بنا»
أو
«رائع
السينما اللبنانية محتفى بها في أهم المهرجانات»
*
هذا كلّه خطأ شنيع ومزدوج فهو لم يحدث وليس سوى
ادعاء كاذب بيد أنّنا لسنا بحاجة لطبل كي نرقص فنحن نرقص مباشرة
على الهواء نتوهم ونصدق ونتغنى سريعاً ما على المرء تحاشيه هو أن
يشارك في الطبل والزمر وتسديد الكلمات التي قد تعجب البعض لكنها
خاطئة وكاذبة
*
قبل
سنوات قريبة درجت عادة اعتلاء سينمائيين عرب السلم ذا البساط
الأحمر حين يكون خالياً من الصاعدين والتقاط الصور ونشرها للإيحاء
بأنّهم كانوا من بين النخبة وأنّ
«كان»
قد
احتفى بهم وبأفلامهم!
والكثير صدقوا |