شيعت الكويت، اليوم الأربعاء، ابنها البار الفنان
عبدالحسين عبدالرضا بحضور حشد كبير من المواطنين والمقيمين يتقدمهم
رئيس مجلس الأمة مرزوق علي الغانم، بعد وصول جثمانه صباح اليوم من
المملكة المتحدة.
وشارك في تشييع الراحل الذي توفي يوم الجمعة الماضي
خلال تلقيه العلاج في لندن، حشد من المواطنين من مختلف طوائف
ومناطق الكويت تقديرا لما قدمه الراحل خلال مسيرته الفنية الوطنية
التي امتدت لأكثر من نصف قرن.
وكان خبر وفاة الراحل قد حظي باهتمام رسمي وشعبي
كبير، وأمر سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح
بإعادة جثمان الراحل من المملكة المتحدة بطائرة أميرية.
# # # #
ما أصعب فراقك.. «عمي بوعدنان»
حافظ الشمري
عندما تعود بي الذكريات إلى الوراء، أتذكر الكثير
من المواقف التي جمعتني مع الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا،
التقيته كثيرا في المؤتمرات والفعاليات والمهرجانات، كان دائما
مبتسما ويصنع الفرح وينثر السعادة في وجوه من حوله، متواضعا
بأخلاقه الرفيعة، مرحا في التحدث مع الآخرين.
كنت دائما خلال الاتصالات أو الزيارات اقول له «عمي
بوعدنان»، فكانت هذه العبارة ترسم حجم العلاقة الجميلة بيني وبينه،
لكن بعد رحيله أشعر بالحزن والألم على فراق شخصية ليست فنية فحسب،
بل شخصية إنسانية تعاطيت معها وأحببتها مثلما أحبتني كثيرا.
«عمي
بوعدنان»: لم أتخيل يوما إنني سأكتب خبر وفاتك، بل ولم أفكر يوما
ما إنني سأواكب رحيلك، وأعيش لحظات الدفان والعزاء، لكنها إرادة
وقضاء الله سبحانه وتعالى.
«عمي
بوعدنان»: أستذكر اللحظات التي عشتها في مواكبة أكثر من أزمة صحية
لازمتك، وأستذكر كيف كنت قويا ولم يهزمك المرض، وأستذكر إنك رغم
الألم لم تشعر الآخرين به.
«عمي
بوعدنان»: الكويت اليوم تبكيك مثلما يبكيك الوطن العربي، فالدموع
تنهمر على رحيلك، والقلوب تتفطر ألما على فراقك، فما أشد أن تفارق
فنانا جميلا، رائدا، ملأ الدنيا فرحا، وابتسامة، وسعادة.
«عمي
بوعدنان»: ما أصعب الرحيل، وما أصعب اللحظات التي أرى فيها جثمانك
الطاهر يوارى الثرى، ما أصعب فراقك «عمي بوعدنان».
حافظ الشمري
# # # #
وداعاً عبدالحسين
أحمد ناصر
عندما نفتقد مدرسة مثل عبدالحسين عبدالرضا رحمه
الله، فإن كلمة الوداع يقولها الجميع، لا سيما إذا كان الفقيد بحجم
الراحل الكبير، لكن ماذا بعد الرحيل.. هذا هو السؤال المهم، كلنا
راحلون وسنترك هذه الدنيا يومًا من الأيام لأن الرحيل قانون من
قوانين الحياة، لكن هناك من يكون رحيله علامة فارقة ووقفة مهمة يجب
على الأجيال أن تتوقف عنده.
ترك الراحل الكبير إرثًا كبيرًا.. هو الأكبر على
مستوى الفن الخليجي، وبنى مدرسة فنية وأكاديمية واقعية من خلال
أعماله وأخلاقه، وتركنا ورحل.. فماذا سيفعل الفنانون بعده؟ هذا ما
يجب أن نتعلمه من هذا النجم الكبير، غادر أرضنا بهدوء وعالمنا
المادي، لكنه بقي هناك ينظر إلينا.. ماذا سنفعل بعده.
الفن ليس عملاً نقدمه على المسرح أو على الشاشة،
ولكنه بصمة وسجل في التاريخ يبقى بعد رحيلنا، وأعمال الراحل الكبير
خير مثال على هذا الأمر، من هنا يجب على الجيل الحالي الذي سيكون
في المستقبل الصف الأول أن يتعلم من أعمال عبدالحسين وأخلاقه
ورحيله أيضا كيف يكون الفن والفنان، وكيف يختار أعماله لكي تبقى
خالدة في سجل التاريخ.
ليس صعبًا أبدًا أن تقدم عملاً فنيًا، يمكن لأي
إنسان أن يقف أمام الكاميرا ويمثل أو يغني أو يصفق، لكن أن تتناقل
الأجيال فنك وتسمعه من الصغير والكبير، ويبقى في مسامع وعيون
الجمهور طول الوقت.. هذا هو الخلود الذي ننشده في الأعمال، وهو ما
قدمه عبدالحسين عبدالرضا، وجعل الملايين تبكي على رحيله وتحزن
لفراقه.
مدرسة فنية.. على الجيل القادم أن يسأل نفسه، ماذا
بعد عبدالحسين عبدالرضا، وماذا سيقدمون بعد رحيله، وكيف سيتعاملون
مع التاريخ الكبير والإرث الجماهيري الكبير الذي تركه لهم؟ وكيف
سيحملون الرسالة الراقية التي سلمها لهم بعد رحيله، وهل سيكونون
على قدر المسؤولية التي تركها لهم؟ سؤال مهم يجب أن يفكر فيه
الفنانون والمنتجون والإعلاميون.
الخلود في العمل هو الذي يخلِّد الإنسان ويبقي ذكره
ويرفع قدره، والإخلاص في العمل وللوطن هو الذي يجعل العمل خالدًا..
وما قدمه لنا عبدالحسين عبر خمسة أجيال يجب ألا يضيع هباء أمام
صراعات لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تقدم للعمل الفني الكويتي أي
قيمة بين الفنون، رحمك الله أبا عدنان.. أحببت الوطن والجمهور
فكانوا لك أوفياء، اهنأ في مرتع طيب وموطن جميل بعد أن قدمت كل شيء
فضمك الوطن بين أحشائه، رحمك الله.
أحمد ناصر
# # # #
بصمات وطنية وفنية لن تنسى للفقيد
فوزي المجدلي
رحل الفنان المبدع عبدالحسين عبدالرضا محمد عوض،
رحمه الله وأدخله فسيح جناته، وهذه هي سنة الحياة، ولا باق إلا
الله سبحانه وتعالى، ولكن القليل القليل ممن يرحلون يتركون بصمات
تبقى خالدة لأجيال وأجيال، ويتركون دروساً وعبراً يتداولها الناس
ويتعلمون منها، وهذا ما ينطبق على المرحوم «أبو عدنان».
لا ننكر جميعاً ومنذ طفولتنا وشبابنا حتى أصبحنا
قياديين في الدولة أن أبو عدنان أبدع في فنه، ورسم الابتسامة على
محيانا، ودفعنا إلى التفاؤل، وأزاح الهم والغم عن حياتنا، وأجبرنا
على الضحك الجميل والحب الصادق.
والأهم من كل هذا وذاك وضع خطوطاً صادقة للحب
والولاء، وغرس مفاهيم لا تنسى في الوطنية ونبذ الطائفية بين أبناء
الشعب الواحد، وناشد الشباب بضرورة التمسك بالوطنية والحب والولاء
الحقيقي لهذه الأرض الطيبة لكويت المحبة والعطاء والتضحية بكل غال
ونفيس من أجل الكويت، حيث عاش نهضة الكويت المعاصرة.
وقد لاقى المرحوم كل تشجيع ودعم من صاحب السمو
الأمير منذ أن كان سموه وزيراً للإرشاد والأنباء، واحتضانه للثقافة
والآداب والفنون وتشجيع المبدعين من أبناء الكويت، ونشر الثقافة
والآداب والفنون، من خلال إصدار أول مجلة عربية تنشر في جميع دول
العالم العربي، وللعرب في دول العالم، وهي مجلة العربي التي ساهمت
بشكل كبير في دعم الثقافة لأبناء العروبة وتوحيد أهدافهم وطموحاتهم.
لقد كان للفنان الراحل أبو عدنان مواقف وطنية يشهد
لها الجميع، في مختلف المناسبات والمواقف والأحداث وكان رحمه الله
يحث شباب الكويت من خلال أعماله الفنية وفي إطار كوميدي على عشق
الوطن والتضحية من أجله وغرس مفاهيم الولاء الحقيقي لترابه ودفن
الطائفية والتلاحم والتعاون من أجل بناء كويت المستقبل، وأن يجعلوا
نصب أعينهم مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
وأذكر تطلعاته لمستقبل الكويت من خلال مسرحية
الكويت سنة ألفين التي قام بتأليفها صديق عمره الفنان سعد الفرج
عام 1966، حيث نادى برسالته الوطنية من خلال مشاهد ومواقف قبل ظهور
النفط ومرحلة النفط ومرحلة ما بعد النفط، للتأكيد على المفاهيم
الوطنية المطلوبة في مختلف المراحل والحث على الحفاظ على النعمة
التي أنعم الله بها علينا وعدم الإسراف.
لقد رحل أبو عدنان رحمه الله ولكن وصل إلى عقول
وقلوب جميع الكويتيين والوطن العربي بأكمله، ومن جميع الفئات من
ملوك وأمراء ومسؤولين وعامة الشعوب، ودليل ذلك التفاعل غير المسبوق
لجميع وسائل الإعلام العربية من المحيط إلى الخليج في نقل خبر
وفاته رحمه الله وتطرق الجميع إلى صفاته ومواقفه الإنسانية
والاجتماعية قبل إنجازاته الفنية المتميزة على كل المستويات
والأصعدة، وما تحدث به الفنانون من مختلف دول العالم العربي عن
إنجازاته وعلاقاته مع الجميع.
رحمك الله يا أبو عدنان، وأدخلك فسيح جناته، وستبقى
بصماتك ودروسك الفنية والوطنية راسخة في قلوب وعقول أهل الكويت،
وعزاؤنا للشعب الكويتي وعائلته الكريمة.
فوزي المجدلي
أمين عام برنامج إعادة الهيكلة
# # # #
فنانون يرثون بوعدنان من مثواه الأخير
حسين الفضلي
الوداع «بوعدنان» عبارة تناقلها الجميع عصر أمس،
اثناء مراسم دفن الفنان القدير الراحل عبدالحسين عبدالرضا، وسط
حضور حاشد من كل اهل الكويت والاخوة في الخليج العربي لتقديم واجب
العزاء لاسرته.
وسط هذه الجموع ومشاعر الحزن والألم حاولنا التقاط
بعض الكلمات في رثاء الراحل.
محمد العسعوسي الأمين العام المساعد للمجلس الوطني
للثقافة والفنون الآداب قال:
«بمزيد
من مشاعر الأسى اليوم نودع الفنان عبدالحسين عبدالرضا، ونتقدم
لاسرة الفقيد والاسرة الفنية بشكل عام بالعزاء بوفاة هذا الفنان
الانسان، وعزاؤنا أنه ترك لنا الكثير من الاعمال التي تتضمن الكثير
من القيم من تاريخ الكويت وعادات اهل الكويت، ولا يسعنا الا ان
نقول إنا لله وإنا إليه راجعون».
الفنان حبيب غلوم من الإمارات ضمن وفد رسمي جاء
لتقديم واجب العزاء وحضور مراسم الدفن قال:
«نحن
قادمون من الإمارات كوفد رسمي، وعادة نذهب لتقديم العزاء للآخرين،
لكننا اليوم نعزي انفسنا في عبدالحسين عبدالرضا فنان الشعب بل
الشعب الخليجي بأكمله، كان ايقونة وسيد المسرح الخليجي، وغير الفن
تعلمنا منه التواضع، حب الناس والوطنية، كل اعماله الخالدة تتحدث
عن الوطنية والانتماء الى الكويت وقيادتها وهذ مسائل لا تتوافر في
اي فنان آخر، وعلى قدر تواضعه كان متواجدا في كل مكان ومخلصا
للكويت والخليج، لذا نشعر انه واحد منا فنعزي انفسنا والجميع بفقده
رحمة الله عليه».
الفنان عبدالناصر الزاير «في وسط الجموع من
المشيعين لا يسعنا الا ان نقول:
عظّم الله اجر اهل الكويت واجر المحبين والخليج
والعرب في هذا المصاب الجلل، لكن عزاءنا ان نقول انا لله وانا اليه
راجعون. ومن هذا المكان، ومن بين هذا الحشد نفتخر ونرفع راسنا،
ونقول: من يقدم رسالة حقيقية للناس يبق عمله ولا تتركه الناس واما
الزبد فيذهب جفاء، واما ما ينفع الناس فيبقى، وهو الآن تحت الارض
وعمله الطيب على الارض».
حسين المهدي:
«وسط
هذه الجموع التي حضرت اليوم مراسم العزاء نتيقن كم كان الراحل
مؤثرا ومحبوبا من كل اطياف المجتمع فقد كان بالنسبة لنا بمنزلة
الاب، ولا يوجد كلام استطيع ان اقوله اليوم فكل بيت بهذا المصاب
يشعر انه فقد ابا او اخا او عما، رحمة الله عليك يا ابا عدنان».
الفنان باسم عبدالامير قال:
«عظم
الله اجر الشعب العربي والكويتي والخليجي بوفاة الفقيد، الذي كان
نعم الانسان في كل خصاله، سواء في تعامله مع الناس او سلوكه تجاه
وطنه واهل بلده، وحتى الخليج والوطن العربي، ولا يسعنا سوى ان نقول
رحمة الله عليه».
الفنان عبدالله غلوم قال:
«مهما
نقول او نتكلم لا يمكن لنا ان نوفي هذا الرجل حقه، لذا اختصر كل
الكلمات بان ادعو له بالرحمة وان يسكنه الله فسيح جناته».
الفنان احمد ايراج قال:
«اللهم
اجرنا في مصيبتنا وارحم واغفر لعبدك الفنان الراحل عبدالحسين
عبدالرضا، وهنيئا له هذه المحبة، هنيئا له هذا الحشد الكبير من
الناس، وان شاء الله دعواتهم وصلواتهم تكون بابه الى جنات الخلد».
# # # #
وداعاً بوعدنان.. كلاكيت آخر مشهد
نيفين أبولافي
لم تتوقف الفيديوهات والصور المرسلة عبر وسائل
التواصل الاجتماعي عن تناقل مقاطع للفنان الراحل عبدالحسين
عبدالرضا، سواء من أعماله أو بعض تلك التي كانت تجري بينه وبين
أفراد عائلته قبيل وفاته، منها الكوميدي، ومنها المؤثر، وعلى كل
الأحوال يبقى المشهد الأخير الأكثر ألماً هو مشهد الفراق كلاكيت
آخر مرة، فلم نعتد على أن يبكينا، فكيف اليوم ونحن نبكي فراقه، فلم
يكن هذا الحضور عادياً لهذه القامة الإنسانية قبل الفنية، ولم يكن
وجوده في أي مكان إلا أن يشع بالأمل والتفاؤل والحياة، ولم نكن
نقصده يوماً في أي لقاء أو تصريح إلا ورحّب بنا، وكان كالأب المحب
لأبنائه بعيداً عن التكلف، مجيباً لاتصالاتنا وتساؤلاتنا، ولم تكن
أجواء اللقاءات رسمية أبداً، فدائماً ما يسأل عن الأحوال والصحة
والأهل والأبناء بشغف، وكأننا من أحد أفراد أسرته.
الفنان عبدالحسين عبدالرضا مدرسة فنية تعلم وتخرج
فيها الكثير، وفي وفاته ضرب أسمى معاني الوفاء، حيث اجتمع على حبه
الجميع، وعلم العالم ما معنى أن يحترمك حتى من يخالفك الرأي والفكر
والمعتقد لمجرد أنك إنسان تجردت من الأنا والأنانية، وكنت رفيق
الجميع.
عمي بوعدنان «فجعت بك» وفجع كل محبيك والجميع
بفراقك، إلا أن عزاءنا الوحيد هو هذا الإرث وتلك المكتبة الذهبية
التي تركتها لنا من إبداعات فنية، والأهم منها هذا الدرس في الوفاء
والحب والتواضع والوطنية التي وحدتنا عند رحيلك، رحمك الله وأسكنك
فسيح جناته. فقد أسدل الثرى الستار على المشهد الأخير من حياته
فإلى جنات الخلد.
# # # #
قامة اسمها: عبدالحسين..!
إبراهيم عماد النجادة
يصادف هذا الخميس اليوم الأول لعزاء الهامة والقامة
العم عبدالحسين عبدالرضا، وأنا مدرك تمامًا أن تسطيري لأي من جمل
المديح وكلمات الوفاء وتعابير الشكر ليست فقط قليلة بحقه، وإنما
إقرار بالعجز لقدراتي الكتابية أمام ما قدمه للفن، والكويت ولنا.
لذلك استأذن قارئ القبس الكريمة وكل من يتناول هذا المقال بزاوية
أخرى عن الفقيد.
فقد عرفناه عبدالحسين عبدالرضا وليس حسين عبدالرضا،
عبدالحسين الداعم للشباب ومكتشف المواهب، عبدالحسين الذي أخذ على
نفسه عاتق المسؤولية بتوعية الناس بالطريقة التي يحبها وأحببناها،
بالابتسامة والرسالة، بروح الفكاهة وليس بالصرعة والضربة.
عبدالحسين الذي حاول الإرهاب اغتياله أكثر من مرة، عبدالحسين الذي
حارب التطرف والمغالاة، فالتف بعد مماته الكويتيون ممن يؤمنون
بثقافة التسامح والتعايش السلمي، عبدالحسين هو ذاته الذي تعرض
مركزه الفني للقصف بمضاد الطائرات، عندما وقف أمام تجار الدين
والسياسيين الفاسدين وقال بفنه «لا» لهم.
عبدالحسين عبدالرضا هو منارة الشباب، ليعلموا
ويتعلموا منه تجديد الأمل واستمرار العطاء حتى في أحلك الظروف وخضم
الإحباط، كيف تعمل للكويت من دون مقابل إلا حب الناس لك وحبك
لعملك، ووفاء للهوية الكويتية، لكن بعض الساسة والمشاهير، ومن
ضمنهم قناة معروفة، وقعوا في خطأ فادح لا يتناسب مع خبرتهم
واحترافهم وفقههم للبروتوكولات و«الأصول» بتسميته «حسين»، في إشارة
إلى غطاء تأدية واجب العزاء لإيماءات وإشارات يفهمها أقل العارفين،
وهي مرفوضة للمتسامحين لأن الأسماء لا تتبدل حسب مفاهيم الآخرين.
الموت لا يعرف المجاملات، ولا يعترف بالنفاق، ولا
يحسب حسابًا للخلافات، ولا يحترم حسابات الانتخابات، ولا «يحشم»
الترضيات..
رحمك الله يا من اجتمع الكويتيون تحت موته بحبه.
•
خارج نطاق الهامة القامة:
•
وزارة الخارجية التي تقوم بدور إقليمي ودولي جبار بدبلوماسيتها
الإيجابية المعهودة في إدارة ملفات مصالحنا في أرجاء العالم، من
ضمنها عدم السكوت عن تجاسر وتطاول بعض مغردي الدول «الشقيقة» على
ثوابتنا الوطنية وأحيائنا وأمواتنا.
•
تكرار الأخطاء الإجرائية في بلد الـ20 ألف قانوني ومحام، ماذا
يعني؟!
إبراهيم عماد النجادة
ialnjadah@
# # # #
عبدالحسين عبدالرضا سفير الفن الكويتي
د. سعود محمد العصفور
قُلْتُ:
بكت لك القلوب حباً وحسرة
وفرحت بفنك جمعاً ومسَّــرة
بكته الكويت بأسرها، شغل الكبير والصغير، فقده
الجميع بحرقة، وجاء خبر وفاته صاعقاً على قلوب أهل الفن، فعبروا عن
ذلك بالدموع، وأحر التعازي بصوت واحد وقلب واحد، عرفوا فضله
وإخلاصه وإبداعه، فحق له من تكريم.
يرحل الكبير، كما يرحل الصغير، وإن كان الكبير تبقى
ذكراه عاطرة في نفوس من عرفه وجعل له هذه المكانة العالية. ماذا
عسانا أن نقول عن راحل نشأنا صغاراً، وكبرنا شباباً، ورجالاً، ونحن
لا نفارق صوته وصورته، وعبارته في كل عمل فني تتردد في أذهاننا
جميعاً، ليس في الكويت فحسب بل في محيطنا الخليجي، وفي وطننا
العربي.
عبدالحسين سفير الفن الكويتي الأول، رافقه وزامله
من ثلة أعلام الفنانين القدامى أمثال عبدالعزيز المسعود، وسعد
الفرج وغانم الصالح، وعلي المفيدي، وإبراهيم الصلال، وعبدالعزيز
النمش، وغيرهم، ومن الإناث سعاد عبدالله وحياة الفهد وعايشة
إبراهيم إبراهيم ومريم الصالح وغيرهن. وليعذرنا البقية لا تنقيصاً
لقدرهم، فكلهم وهؤلاء أعلام الفن الكويتي.
«الكويت
وبس، الكويت وبس»، هي عبارة أجمل من كل تعبير، قالها عبدالحسين
عبدالرضا في لقاء تلفزيوني، في حرقة قلب، وجميل إحساس وطني، تجمع
كل مكونات الشعب الكويتي بكل طوائفه.
«بو
عليوي» و«أم عليوي»، يعرفهما القاصي والداني، هما في ذاكرة الأيام
نقشاً في حجر صلد لا يكسر. عرفهما الراحلون من رجلات ونساء الكويت،
وتربت الأجيال على مسلسلات ومسرحيات هادفة لهما تخللتها الكوميدية
الساخرة وحاكت تلك الأعمال واقع المجتمع الكويتي بكل أطيافه.
«بو
عدنان» هكذا الكنية الحقيقية التي يعرفها الأقارب والأصدقاء وزملاء
الفن، شخصية محببة للقلوب، تؤلف ولا تفرق، تجمع بين كل مختلف تحت
سقف الوطنية الحقة، والفن الأصيل الذي شهد به أصحاب الاختصاص في
الوطن العربي بأسره. شخصية أسرت الجميع برخيم الصوت، ونبرات عبرت
عن فكر واضح حتى لو خرج عن النص المكتوب.
يبقى عبدالحسين عبدالرضا سفير الفن الكويتي الأصيل
منذ نشأته، ورمزاً للعطاء لوطن نحبه جميعاً، ونرجو له الخير
والتقدم في كل مضمار.
رحم الله عبدالحسين عبدالرضا، وأسكنه فسيح جناته،
وألهم أهله وذويه وأهل الفن الأصيل قاطبة الصبر الجميل والسلوان.
د. سعود محمد العصفور
dr.al.asfour@hotmail.co.uk
# # # #
أبو عدنان «فنان الرسالة»
د. راشد بن علي البلوشي
تعرضنا في مقالة سابقة لعنصرين من عناصر صفة «فنان
الرسالة»، التي تميز بها الفنان الكبير عبدالحسين عبدالرضا، وهما
شجاعته في طرح هموم الشارع العربي، وتعامله الواعي مع القضايا التي
تمس الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الكويت والخليج،
وكذلك حقيقة أنه كتب الكثير من أعماله الدرامية والمسرحية، مما
يثبت أنه كان مدركا لواجباته كفنان تجاه مجتمعه وأمته، فقد أحس
بهموم المواطن العربي والقضايا التي تمس حاضره ومستقبله، فصاغها
جملا وأفكارا في أعمال قدمها على مدى أكثر من نصف قرن. سوف نعرض في
هذا المقال لعنصر آخر من عناصر صفة «فنان الرسالة».
ولأنه رحمه الله كان فنانا شاملا، يكتب أعماله أو
يعدلها للكتّاب، ويؤديها سواء أمام الكاميرا أو على المسرح، ويساهم
في اختيار من يمثل معه الأدوار المختلفة، ويساعد كذلك في إخراج
الأعمال، فقد شعر بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وعرف أنه كان
يحمل مشعل التعليم والتنوير والتثقيف من خلال النقد البناء، فكان
رائدا في مجال التغيير للأفضل. وعرف عندها أن الفن ليس مصدر رزق
«فحسب»، وإنما هو رسالة للمجتمع والأمة، ومشعل لا بد من حمله بصدق
وإخلاص من خلال الكتابة الواعية والتجويد في الأداء والتنويع في
الأعمال، والإكثار منها، بغية معالجة كل ما استطاع إليه سبيلا من
هموم الشارع وقضايا الأمة.
ولأنه علم أنه سيغادر هذا العالم يوما ما، فقد حرص
رحمه الله على أن لا تتوقف المسيرة، وألا تتأثر الرسالة التي آمن
بها، ولذلك فقد حرص على إنتاج جيل من الفنانين المتميزين، لكي
يحملوا المشعل من بعده، خدمة للرسالة. ولهذا فقد اهتم بالبحث عن
المواهب وتشجيعها وتدريبها وصقل ملكاتها، وإعطائها فرصة إبداء
الرأي، وإشراكها في أعماله المختلفة. ولذلك فإن الكثيرين من فناني
الكويت والخليج عموما قد تأثروا به، وتعلموا الكثير منه، فنراهم
يطرحون قضايا مجتمعهم المختلفة بأسلوب النقد البناء، من خلال العرض
الساخر للمشاكل، بغية التنبيه إلى عواقب إهمالها.
ومما يشهد ببراعة الفنان الراحل في التفكير والأداء
وتشجيع المواهب حقيقة أن كل من يتحدث عنه يقول إنه لا يعوض، وإن
غيابه لا يملأه أحد، فهو من صنع الحياة الواعية والضحكة العالية
والبسمة الدائمة، وأثبت أن الفن والتمثيل ليسا ترفيها، وإنما
رسالة. فلم يكن رحمه الله «فنان أكل عيش»، أو «فنان السلطة»، أو
«فنان ما توافر من أعمال»، أو «فنان تيار» معين، أو «فنان طائفة»
بعينها، بل كان «فنان الشعب»، الذي أحس بهمومه، وبذل الغالي
والنفيس من أجل أن يكون صوته في إيصال رسالته للمسؤولين، وكان
«فنان الرسالة» الذي أخذ على عاتقه حمل رايتها طيلة حياته، ومن ثم
تسليمها لجيل من الفنانين الأمناء، الذين أعدهم للمهمة الوطنية،
التي آمن بها، وكانت شغله الشاغل. رحمك الله يا أبا عدنان وجعل
مثواك الجنة. اللهم آمين.
د. راشد بن علي البلوشي
أكاديمي وكاتب عُماني |