سعد هنداوي: اعتذرت عن سينما الغد لعدم قدرتي علي
العمل في الظروف الحالية
حوار: إنجي سمير
فاجأ المخرج سعد هنداوي إدارة مهرجان القاهرة
السينمائي باعتذاره نهائيا عن إدارة برنامج سينما الغد والذي حقق
نجاحا كبيرا خلال العامين الماضيين, مرجعا قراره إلي أسباب
كثيرة, من بينها عدم حصول الفائزين من العام الماضي علي
مستحقاتهم المادية الأمر الذي استدعي تدخل بعض السفارات لحل أزمة
أبنائها.
كما تحدث عن أسباب ضم البرامج الموازية لتصبح تحت
إدارة المهرجان, وكذلك الأزمات التي تلاحق المهرجان والتي قد تهدد
بإلغائه بسبب عدم حصوله علي الدعم المطلوب من الجهات الممولة له,
مشيرا إلي أن اعتماد المهرجان علي التمويل من الدولة خطأ كبير,
وأنه ينبغي أن تكون هناك جهات داعمة إلي جانب تمويل بسيط من
الدولة, وإلا سنفاجأ بإلغاء دورة المهرجان إذا رفعت الدولة يدها من
المهرجان, الأمر الذي دفعه إلي إبلاغ القائمين علي المهرجان بأن
رؤساء أي مهرجان عالمي إذا عملوا في ظل هذه الظروف سيفشلون:-
·
في البداية ما أسباب اعتذارك عن مسابقة سينما الغد
بمهرجان القاهرة السينمائي رغم نجاحها؟
اتخذت هذا القرار خلال الشهور الأخيرة, وأعطيت
إدارة المهرجان أكثر من فرصة, لكن دون جدوي خاصة أن صانعي الأفلام
لم يستلموا قيمة الجوائز المالية منذ الدورة الماضية, بالإضافة إلي
أسباب أخري يصعب أن أعمل في ظلها.
·
لكن الجوائز المالية خارجة عن إرادة إدارة المهرجان
نظرا لعدم تقاضيهم الدعم المالي من بعض المؤسسات؟
أنا لا أوجه إدانة لأحد ولا أعاقب أحدا, ولكنني
وجدت نفسي في ظل الظروف الحالية لا أستطيع المشاركة في فريق عمل
مهرجان لا يستطيع سداد جوائز دورة مر عليها9 أشهر حيث كانت تصل لي
يوميا إيميلات من صناع الأفلام ولجأوا لسفاراتهم في مصر لمساعدتهم
وهذه مشكلة كبيرة وأبلغت بها المسئولين ولكن دون جدوي ولم يحدث شيء
ولن يحدث سواء جلست في منصبي أو لا.
·
من وجهة نظرك ما هي الحلول لأزمات مهرجان القاهرة
السينمائي ؟
أبلغت بعض الأشخاص في وزارة الثقافة عندما سألوني
بعد الدورة الماضية: ماذا يصلح مهرجان القاهرة؟ فقلت لهم الآتي:
أولا إنهم إذا استعانوا برئيس مهرجان كان أو برلين أو أي رئيس
مهرجان دولي كبير لرئاسة مهرجان القاهرة في ظل الميزانية حاليا لن
يستطيع أن يفعل شيئا وسيفشل فشلا ذريعا ولذلك الفكرة في أن الأشخاص
التي تدير يجب أن تدير في نظام وليس فقط ينصب اهتمامها علي مضاعفة
الميزانية ثلاثة أضعاف.
فكرة التسول من الوزارات أمر كارثي فمثلا العام
الماضي وزارة الشباب والرياضة انسحبت من دعم المهرجان بعد بدء
فعالياته بيومين17 نوفمبر2016 بعدما تواجد الوزارة في المؤتمر
بالصوت والصورة بأنها ستشارك في المهرجان وهذا توريط, وكذلك وزارة
السياحة التي خاضت د.ماجدة واصف معهم العديد من المناقشات ليلتزموا
بالدعم المالي.. ولذلك فالموضوع شديد التعقيد.
والمهرجانات الدولية لا تعتمد علي الدولة ولكن
تعتمد علي الجهات الداعمة, والدولة تشارك بجزء ولكن لا تنظمه, أما
في مهرجان القاهرة الدولة هي التي تنظمه لعدم وجود قدر كاف من
الجهات الداعمة, وطالما لا يوجد استقرار اقتصادي لن تتواجد هذه
الجهات القائمة علي رجال أعمال, ويجب أن تخصص من وزارة المالية,
خاصة أن رئيس الجمهورية أحال ملف السينما لمستشارة الرئيس للأمن
القومي فايزة أبو النجا وهذا يعني أن رئيس الدولة يعي أهمية ملف
السينما ومع ذلك لم تتم ترجمته لأي شيء, ولذلك يجب تخصيص ميزانية
لأهم مهرجان سينمائي دولي ثلاثة أضعاف الرقم الحالي وهو6 ملايين
جنيه الذي لم يزد رغم تعويم الجنيه وزيادة الأسعار.كل ما يحدث الآن
عبث فهذه أمور إجرائية حلها سهل عندما تتواجد الإرادة السياسية
بمطالبة رئيس الوزراء بأهمية دعم أهم مهرجان سينمائي الذي يجسد
أهمية وقوة الدولة.
وكما قلت لهم إنه يجب علي وزارة الثقافة أن تعي
الفرق بين الدولة المتمثلة في وزارة الثقافة التي تمول المهرجان
وبين تدخلها في كل صغيرة وكبيرة وهذا شأن آخر بمعني أنه لا يجب أن
الجهة الممولة هي التي تدير بما أنه هناك إدارة للمهرجان ومستشارين
وأن يوجد مساحة حرية لهم, ثالثا طالما يصدر قرار سنويا بمن سيرأس
المهرجان في الدورة المقبلة لن يحدث أي تطوير فيجب أن يصدر قرار
بمدة رئيس المهرجان وبناء نظام ليعرفوا مدتهم وهل سيكملون أم لا؟
بدلا من إصدار القرار سنويا.
·
كيف تلقيت قرار ضم البرامج الموازية لإدارة
المهرجان؟
أنا من اقترحت علي د.ماجدة واصف منذ العام الماضي
أن يتم ضم سينما الغد لإدارة المهرجان لأنني أري أن الفكرة التي
طرحها الناقد سمير فريد- رحمه الله- وهي أن البرامج الموازية تقوم
جهات بتنظيمها بالتعاون مع المهرجان مثل أن معهد السينما ينظم
سينما الغد, ونقابة السينمائيين تنظم آفاق السينما العربية, وجمعية
النقاد تنظم أسبوع النقاد عظيمة, ولكن لم تنفذ فهي مجرد اسم علي
مستوي سينما الغد, ومعهد السينما لم يقدم شيئا رغم أنه في الدورة
الأولي للمسابقة كانت د.غادة جبارة مهتمة أكثر ولكن ليس بالشكل
المطلوب, وعندما تغيرت إدارة المعهد وجد عميد معهد السينما أن لديه
أولويات وصعوبات منها أن ضرورة نقل المعهد لمبني جديد وتغييره وهنا
تراجعت أهمية وأولوية سينما الغد, لذلك اكتشفت أن معهد السينما لا
يقدم شيئا لمسابقة سينما الغد, ولذلك عندما قررت د. ماجدة واصف ضم
البرامج الموازية رحبت به وقلت هذه خطوة مهمة علي ألا يقلل من
استقلالية المسابقة, لأن مبدأ الاستقلالية هو الذي ساهم في نجاحها
وأحدث طفرة بها, ولكن كانت لي ملاحظات لم تقبل د. ماجدة مناقشتها,
منها مثلا: لماذا هي تصر علي تغيير الموقع الإلكتروني للمسابقة
وإدراجها ضمن موقع المهرجان.. كما فوجئت أنها لا تريد عمل كتالوج
أو بوستر لنا بمفردنا خصيصا وعندما تناقشت معها لكي نصل لحل مقنع
لم نتوصل إلي شيء.. وقد جلست مع يوسف شريف رزق الله كمدير فني
وطلبت منه دعمي ماديا في مهرجان كان ولكن لم يحدث شيء حتي الآن
وعندما طالبت د. ماجدة واصف بـفلوس الجوائز وقيمتها50 ألف جنيه
قالت لي: معندناش فلوس وهذا حقيقي وأنا مشفق عليها في ذلك, علما
بأن هذا المبلغ قليل في أي ميزانية وأنا لن أقبل أن أكون جزءا من
هذه الفضيحة.
·
هل كانت هناك محاولات من قبل أحد لإثنائك عن هذا
القرار؟
لا.. فالكل يتساوي مهما بذل مجهود لإنجاح أي شيء,
ولم أتقاض أي أجر علي ذلك, فهل تعلمون أنه في عام2015 بعد حادث
الطائرة الروسية كان من المفترض انعقاد دورة المهرجان بعدها بمدة
قليلة واعتذر كثير من الضيوف وكان لدي فيلمان من روسيا في المسابقة
أحد صناعهما اعتذر عن الحضور لالتزامه بمهرجان آخر, وليس بسبب
الحادث والفيلم الآخر حضرت مخرجته وقامت بزيارة الأهرامات وهذه
رسالة كبيرة وكنت أنتظر استثمار ذلك بمجيء كل المخرجين من أنحاء
العالم ليتنزهوا وليثبتوا أن مصر بلد الأمن والأمان ولكن دون جدوي,
ولذلك إذا لم يستطيعوا الالتزام بالماديات فعليهم إلغاء الدورة
المقبلة, لأن الفضيحة ستكون أكبر إذا كانت الدورة المقبلة سيئة
فالإلغاء أمر طبيعي ومن الممكن أن يكون كل عامين علشان نحوش ونعمله
ولن أظل ثابتا بجانب وهم الريادة.
·
هل مازلت علي تواصل مع صناع الأفلام الموهوبين؟
بالتأكيد فالمسئول عن الموقع الإلكتروني يحول أي
شخص يريد تسجيل فيلمه أتوماتيكيا إلي موقع مهرجان القاهرة لكي
يستطيع تسجيل اسمه وفيلمه.
·
هل سيكون لك تواجد خلال الدورة المقبلة لمهرجان
القاهرة؟
لا ليس لي حاليا أي علاقة بإدارة المهرجان.
·
هل سنراك قريبا سينمائيا أو تلفزيونيا؟
علي المستوي السينمائي أصبحت العشوائية تحكم
الإنتاج, وليست هناك أسباب لإنتاج الأفلام ولماذا يتم ركنها.. أما
علي المستوي التليفزيوني لدي مشروح لم نلحق تنفيذه في رمضان
الماضي, وأتمني أن يلحق رمضان القادم, رافضا الإفصاح عن أي تفاصيل. |