الفيلمان العربيان «آخر الرجال في حلب» و«قضية 23»
يترشحان لجوائز الأوسكار
صراع بين مخرجين مكسيكي وإيرلندي على أفضل إخراج
وسيناريو
حسام عاصي
لوس أنجليس – «القدس العربي»: للعام الثاني على التوالي يُرشح فيلم
سوري يتناول شخصيات «الخوذ البيضاء» لجائزة الأوسكار وهو «آخر
الرجال في حلب»، من اخراج فراس فياد وكريم عبيد. وسوف يتنافس هذه
المرة في فئة أفضل فيلم وثائقي طويل، بينما تنافس العام الماضي
فيلم «الخوذ البيضاء» في فئة أفضل فيلم وثائقي قصير وفاز بها.
عُرض «آخر الرجال في حلب» للمرة الأولى في مهرجان «صندانس» للأفلام
المستقلة قبل عام، حيث فاز بجائزة أفضل فيلم وثائقي عالمي أيضا.
وأذكر أن المشاهدين انفجروا بكاء خلال عرض الفيلم هناك من المشاهد
المرعبة، التي طرحها أمامهم. واستمر الفيلم بحصد الجوائز القيمة في
دربه إلى جوائز الأوسكار.
فيلم عربي آخر حقق ترشيحا في فئة أفضل فيلم بلغة أجنبية وهو الفيلم
اللبناني «قضية 23»، من المخرج زياد الدويري. ويدور حول خلاف بين
فلسطيني مسلم ولبناني مسيحي يصل إلى المحاكم ويتفاقم ليصبح محور
الحديث والجدل في المجتمع اللبناني. وكان عُرض للمرة الأولى في
مهرجان «فينيسيا» السينمائي، حيث فاز بجائزة أفضل ممثل لبطله
الفلسطيني كامل الباشا. وهذه أول مرة يُرشح فيها فيلم لبناني
لجائزة الأوسكار. وسوف ينافسه على الجائزة الفيلم التشيلي «إمرأة
رائعة» والروسي «بلا حب» والهنغاري «عن الجسد والروح» والسويدي «ذي
سكـوير».
«شكل الماء» أفضل الأفلام
تصدر فيلم المخرج المكسيكي غييرمو ديل تورو «شكل الماء» ترشيحات
أوسكار هذا العام بـ 13 منها ومن ضمنها: أفضل فيلم وأفضل مخرج
وأفضل سيناريو أصلي وأفضل ممثلة لسالي هوكينغ وأفضل ممثلة مساعدة
لأوكتافيا سبينسر وأفضل ممثل مساعد لريتشارد جينكينز وأفضل لحن
وأفضل تصوير. ويحكي قصة غرام بين إمرأة بكماء وكائن مائي. وكان عرض
للمرة الأولى في مهرجان «فينيسيا» السينمائي، حيث فاز بجائزة الأسد
الذهبي. كما أن نقابة المنتجين الأمريكية منحته جائزة أفضل فيلم
الأسبوع الماضي، مما يعزز من امكانية فوزه في أوسكار أفضل فيلم.
وتلاه فيلم المخرج الايرلندي مارتين ماكدونه «ثلاث لوحات اعلانية
في ايبينغ ميسوري» بتسعة ترشيحات، ومن ضمنها أفضل فيلم، أفضل ممثلة
لفرانسيس ماكدونالد، وأفضل ممثل مساعد لسام راكويل ووودي هارلسون
وأفضل لحن، ولكن من المفارقات أن ماكدونا نفسه لم يرشح في فئة أفضل
مخرج. ويحكي الفيلم قصة أم تطالب الشرطة بالبحث والقبض على مغتصب
وقاتل ابنتها. وكان فاز بجائزة جمهور مهرجان «تورنتو» السينمائي،
وتصدر جوائز «الغلودن غلوب» بخمسة منها بداية هذا الشهر وحاز على
جائزة أفضل طاقم تمثيل من نقابة ممثلي الشاشة نهاية الأسبوع
الماضي. ولهذا يعتبر المنافس الأقوى لشكل الماء.
واحتل فيلم كريستوفر نولن «دنكيرك» المرتبة الثالثة بسبعة جوائز،
ومن ضمنها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل تصوير. ويتناول الفيلم اخلاء
الجنود البريطانيين من ساحل دينكرك خلال الحرب العالمية الثانية،
بينما كانوا يتعرضون للقصف الألماني. وكان قوبل بمديح النقاد وتصدر
ايرادات شباك التذاكر الصيف الماضي.
وسوف تواجه الأفلام الثلاثة ستة أفلام أخرى في فئة أفضل فيلم وهي
فيلم ستيفن سبيلبرغ «ذي بوست»، الذي حصل على ترشيح في فئة أفضل
ممثلة لميريل ستريت، و«نادني باسمك»، الذي حاز على ترشيح في فئة
أفضل ممثل لتيموثي شالاميت وأفضل سيناريو مقتبس، و«أخرج»، الذي حاز
على ترشيح لافضل ممثل لبطله دانييل كالويا وأفضل مخرج وأفضل
سيناريو أصلي لجوردان بيل، و«لادي بيرد»، الذي حقق ترشيحا في فئة
أفضل مخرج وأفضل سيناريو أصلي لغريتا غيرويغ وفئة أفضل ممثله
لسورشي رونان، و«فانتوم ثريد»، الذي فاجأ المعلقين بنيل ترشيحات في
فئة أفضل مخرج لبول توماس اندرسون وأفضل ممثلة مساعدة ليزلي مانفيل
فضلا عن ترشيح لداني داي لويس في فئة أفضل ممثل، و«أكثر الساعات
ظلمة»، الذي نال أيضا ترشيح في فئة أفضل ممثل لبطله غاري اولدمان.
التعددية الجنسية والعرقية
واضح أن التغييرات التي اتخذتها الأكاديمية في الأعوام الأخيرة من
خلال ضم أكثر من ألفي عضو من الملونين والنساء ترك أثرا ملحوظا على
ترشيحاتها، التي كانت تهيمن عليها أفلام الرجال البيض اذ أن معظم
الأفلام المرشحة هذا العام هي أفلام نسائية وأفلام عرقية على غرار
«لادي بيرد»، الذي يتناول نضوج فتاة وعلاقتها مع امها. وحقق الفيلم
رابع ترشيح لامرأة في فئة أفضل مخرج لمخرجتها غريتا غيرويغ. كما
رُشح بجانبها المخرج الأسود جوردان بيل، عن فيلمه «اخرج»، الذي
يكشف عن نفاق الليبراليين البيض في تعاملهم مع السود.
وفي فئة أفضل ممثل ينضم دينزل واشنطن لكالويا في المنافسة امام
زملائهم البيض شامالات واولدمان وداي لويس بينما تتنافس ماري بلايج
واوكتوفيا سبينسر زميلاتهن البيض اليسون جيني ولوري ميتكالف
ومانفيل في فئة أفضل ممثلة مساعدة.
كما رشحت الاكاديمية لأول مرة في تاريخها أمرأة في فئة أفضل تصوير
وهي راتشيل موريسون عن تصوير فيلم «مادباوند»، الذي يعالج العنصرية
ضد السود في الولايات المتحدة خلال الحرب العالمية الثانية.
التحرشات الجنسية وعواقبها
بلا شك أن فضائح التحرشات الجنسية وعواقبها أثرت على التصويت
لجوائز الأوسكار ومن أبرز ضحاياها جيمس فرانكو، مخرج ومنتج فيلم
«الفنان الكارثي»، الذي فاز بجائزة الغولدن غلوب بداية هذا الشهر
لأفضل ممثل في عمل كوميدي وكان متوقعا أن يرشح لجائزة الأوسكار في
فئة أفضل ممثل ولكن يبدو أن اتهامات خمس نساء له بتصرفات بذيئة
تجاههن قبل اغلاق حملة التصويت لجوائز الأوسكار دفعت مصوتو
الأوسكار إلى تجاهله وحرمانه من الترشيح.
ومن جهة اخرى هناك من استفاد منها وهو كريستوفر بلامر، الذي بدّل
كيفين سبيسي المفضوح في دور بول غيتي في فيلم ريدلي سكوت «كل المال
في العالم» ورُشح في فئة أفضل ممثل مساعد بجانب ويليام دافو،
راكويل وهارلسون وجينكينز. وقبل غرقه في الفضائح، كان سبيسي يعتبر
المنافس الاقوى للحيز بهذه الجائزة.
وبلا شك أن الاعتداءات على النساء ساهمت في منح أعضاء الأكاديمية
أكبر عدد من الترشيحات لأفلام نسائية فهل ستأثر أيضا على الجوائز
نفسها؟
الجواب على هذا السؤال سوف يُكشف في الرابع من شهر مارس/آذار في
حفل توزيع جوائر الأوسكار، الذي سيكون مضيفه الكوميدي جيمي كيميل
وسوف يبث حيا على شاشة
ABC.
####
سبيلبرغ يُوحِّد أصحاب الصالات والموزعين والصباح
يدعو للوعي في لغة مناهضة التطبيع في لبنان
زهرة مرعي
بيروت – «القدس العربي» : قال أصحاب صالات السينما في لبنان وموزعو
الأفلام في لقاء عقد في نقابة الصحافة قبل ظهر أمس الأربعاء إن 23
فيلماً لستيفن سبيلبرغ، سواء كان منتجاً أو مخرجاً عُرضت في لبنان
منذ سنة 2006، بينها خمسة أفلام في العام السابق الذكر.
وفيما النقاش الحالي في مسألة التطبيع مع الكيان الصهيوني تائه بين
مقاطعة الصهيوني الداعم لإسرائيل والمتبرع السخي لها، أو مقـاطعة
فـيلم «بوسـت» وهو مـن إنتاجه؟ يبقى أن المـبدأ هـو الأسـاس ولا
يمـكن أن يتـجزأ.
فإن كان سبيلبرغ يدافع في انتاجه هذا عن حرية الصحافة في فضح
ممارسات ريتشارد نيكسون والحكومة الأمريكية في حربها على الشعب
الفيتنامي، فهل رفّ جفنه من عماء الصحافة نفسها عن مأساة الشعب
الفلسطيني منذ 70 سنة والتي تُطمس على الدوام؟
فرداً على دعوات طالبت وزير الداخلية نهاد المشنوق بسحب الفيلم من
الصالات كان لقاء جمع المتضررين في ما لو حصل الأمر. الموعد هو
الحادية عشرة، وكانت الصالة لا تزال شبه فارغة، فيما انتصبت
كاميرات تلفزيوني «أم تي في» و«المنار» وحيدتين.
تحلق حول المنتج صادق الصباح الموزعون وأصحاب الصالات، وبين الحضور
كان المخرج فيليب عرقتنجي، ومديرة مهرجان بيروت الدولي للسينما
كوليت نوفل ومهتمون.
في بداية كلمته تحدث الصباح عن مجريات الفيلم السابق الذكر
والمتعلق بوثائق عن حرب فيتنام «ولا علاقة له بالنزاع مع العدو
الإسرائيلي». وأضاف «السينما سلاح مؤثر سرعان ما استخدمه اللوبي
الصهيوني أو غيره من المروجين للعنف والقتل لغزو مجتمعاتنا
والتأثير في ثقافتنا وتزوير تاريخنا… غير أن حدود الموضوع المطروح
لا تتعلق بهذا الأمر. فيلم «بوست» صنف أفضل معركة للصحافة ضد
السلطة… إن مقاومتنا لإسرائيل وللتطبيع تتطلب لغة جديدة مبنية على
الوعي، وليس على افتعال اشكاليات قد تكون خلفياتها تجارية تحت
عنوان «رفض التطبيع».
وتساءل: هل استخدام لقاح شلل الأطفال، أو اعتماد علاج غسل الكلى،
أو علاج اللوكيميا هو تطبيع؟ أمور كثيرة تدخل في يومياتنا نستخدمها
ولا نعرف أن براءة اختراعها مسجلة بأسماء يهودية. نرفض التطبيع
بوعي وادراك ومسؤولية، ولدينا القدرة على المقاومة الثقافية
والفكرية ومعرفتنا لتاريخنا ما يكفي لمقاومة إسرائيل وهزيمتها…
واجبنا اليوم وضمن اطار احترام القانون، دعم قطاعاتنا الفنية لتبقى
ثقافة الحرية رمزاً للبنان، وليبقى هذا القطاع أحد أعمدة الإقتصاد
اللبناني الأساسية. ولأن الفن هو ابن الوعي، فالحرية في الفن لن
تكون يوماً دعوة للرضوخ لسياسة التطبيع».
في الحوار مع الصحافيين قيل للصباح: من جئتم للرد عليهم بالأمس
يريدون مقاطعة المخرج والمنتج وليس الفيلم وأنتم تلتقون معهم على
مناهضة التطبيع الثقافي والإعلامي فلماذا لا تلتقون لتحديد الأطر
والمبادىء المتعلقة بالتطبيع؟ كما ابدى انفتاحه على الحوار ورأى
ضرورة له، وأكد أكثر من مرّة خلال إجاباته العداء للكيان الصهيوني،
ومساندة المقاومة التي حررت الأرض لكنه عاد للتساؤل عن لقاح الشلل،
وعلاج اللوكيميا؟ وما العمل لأن مخترعه يهودي؟ الرد هو الصراع مع
الصهيونية.
الموزعون بدورهم تحدثوا عن شرائهم للفيلم قبل سنوات، وأن منع عرضه
سيؤدي لخسارة بمئات ملايين الليرات اللبنانية. وأعلنوا عن تخوفهم
من وقف الفيلم بحيث يصبح ذلك سابقة تتكرر، مما يلحق الضرر
بالعاملين في هذا القطاع.
وخلُص الصباح للدعوة إلى نقاش علمي بمفهوم وطني وفي إطار المؤسسات
الرسمية لوضع أسس واضحة، إذ أصرّ على التفريق بين المقاطعة والمنع. |