الأوسكار في دورته التسعين: المتوقع وغير المتوقع
سناء عبد العزيز
تضمنت قائمة الأفلام المرشحة للأوسكار هذا العام، المعلنة قبل
أيام، 9 أفلام جاء بعضها متفقا مع تكهنات النقاد المسبقة وكان
بعضها الآخر مفاجئا، فضلا عن ترشح بعض الأفلام المستبعدة لخوض سباق
الأوسكار. وتعد جائزة الأكاديمية، التي تعرف بالاسم الشائع جائزة
الأوسكار، من أرفع الجوائز السينمائية في أميركا، تمنحها أكاديمية
فنون وعلوم الصور المتحركة في شهر فبراير أو مارس من كل عام، وهو
حدث يحظى بتغطية إعلامية هائلة وتشارك فيه الكثير من الشركات
الكبرى لترويج منتوجاتها.
أصوات ومواهب جديدة
تنوعت ترشيحات الأوسكار في دورته التسعين ما بين الأفلام
الرومانسية والكوميدية والتاريخية والرعب والخيال العلمي، وقد نشرت
صحيفة "التايمز" البريطانية تقريرا عن تلك الترشيحات جاء في
مقدمتها فيلم "شكل المياه"، وذكرت فيه نقلا عن غريتا غيرويغ، التي
تم ترشيحها لفئة أفضل مخرج بعدما وجهت الانتقادات للأكاديمية حول
عدم ترشح أي سيدة لفئة الإخراج عن فيلم ليدي بيرد: "ثمة تغيير ما
يحدث، إذ اعترفت الأكاديمية بجيل جديد من الكتاب، والمخرجين،
والممثلين، والمؤلفين"، كما صرح جوردان بأن هناك نهضة ملموسة في
هذا القطاع وبأنه فخور بكونه جزءا منها، موضحا الجهود التي بذلتها
الأكاديمية من أجل تنويع عضويتها والتي أسهمت في ظهور العديد من
الأصوات والمواهب الجديدة، فيما نشرت "الغارديان"، البريطانية،
تقريراً عن الترشيحات وما تمثله من أهمية سينمائية وجاء على هذا
النحو:
"نادني باسمك"
رُشح فيلم "نادني باسمك" في قائمة الأوسكار النهائية لأفضل فيلم،
وأفضل ممثل "تيموثي تشالاميت"، وأفضل أغنية "Mystery
of Love"،
وأفضل سيناريو مقتبس، وهو الفيلم الذي تم تصويره في بلدين؛ أميركا
وإيطاليا، من إخراج الإيطالي لوكا غواداغنينو والمقتبس عن رواية
أندريه أكيمان التي تحمل نفس الاسم، ويعد من أهم الأفلام
الرومانسية على الرغم من العلاقة المثلية المطروحة بين مراهقين،
فهو ينأى بنفسه عن التورط في قضية المثلية، بطرحه فيضاً من مشاعر
الحب والبحث عن الذات والهوية، وبخاصة في تلك المرحلة العمرية التي
تتسم بالاضطراب والقلق والتشظي. وهو الفيلم الأكثر شهرة عام 2017،
وقد تلقى بعد عرضه مديحا استثنائيا من النقاد، كما قوبل بتصفيق حار
لمدة عشر دقائق عند عرضه في مهرجان نيويورك السينمائي. والفيلم
بطولة أرمي هامر وتيموثي تشالاميت، اللذين جسدا دوريهما بحرفية
منقطعة النظير، فضلا عن الأداء الممتع لمايكل ستولبيرغ وأميرة قصار
(الأب والأم) 2017.
"أحلك ساعة"
يقدم غاري أولدمان في فيلم "أحلك ساعة" أهم أدواره على الإطلاق،
بالانغماس التام في شخصية تشرشل رئيس وزراء بريطانيا السابق،
والفيلم عن الحرب العالمية الثانية ويدور حول الهجوم الذي قاده
تشرشل عام 1940، ضد جيش أدولف هتلر.
لعبت الممثلة كريستين سكوت توماس دور كليمنتين زوجة تشرشل، وقد
لخصت رسالة الفيلم بقولها إننا بشر نخطئ ونصيب حتى ولو كنا قادة.
شارك الفيلم بمهرجان تورنتو السينمائي الدولي في كندا وقوبل
باستحسان من الجمهور. وجاء ترشيحه في قائمة الأوسكار لأفضل فيلم،
أفضل مخرج، أفضل تصوير سينمائي، أفضل تصميم أزياء، أفضل ماكياج
وتصفيف شعر، وأفضل تصميم إنتاج.
"دونكيرك"
ملحمة الحرب "دونكيرك" حصلت على ثمانية ترشيحات، من إخراج وكتابة
وإنتاج كريستوفر نولان، وهو أيضا عن الحرب العالمية الثانية، حيث
يتم رواية القصة من ثلاثة منظورات؛ البر والبحر والجو، وقد أشاد
النقاد بتصوير الفيلم وتمثيله وإخراجه، كما أشادوا بالموسيقى
التصويرية، إلى الحد الذي وصفوه بأفضل فيلم حربي على الإطلاق.
والفيلم بطولة فيون وايتهيد وتوم غلين كارني وهاري ستايلز، وجاك
لودين.
"الخروج"
حقق فيلم "الخروج" أرباحا هائلة لدى عرضه في أميركا على الرغم من
ميزانيته المتواضعة، وتمكن من اقتناص 4 ترشيحات، منها أفضل فيلم
وأفضل ممثل "دانيال كالويا"، ويدور حول مصور شاب ذي أصول أفريقية
يزور على مضض عائلة صديقته المكونة من طبيب أعصاب وإخصائية تنويم،
وهو من أفلام الرعب، بطولة دانيل كالويا وأليسون ويليامز، وكاثرين
كينر. ويعد التجربة الأولى في الإخراج لمخرجه جوردان بيل.
"ليدي بيرد"
تلقى فيلم "ليدي بيرد" أربعة ترشيحات من قبل جائزة غولدن غلوب،
أفضل فيلم كوميدي، أفضل ممثلة، أفضل ممثل مساعد وأفضل سيناريو. وهو
من إخراج غريتا غيروغ والتي تم ترشيحها بعد أن وجهت الانتقادات حول
عدم ترشح أي سيدة لفئة الإخراج، بطولة سيرشا رونان ولوكاس هيدجز
وتيموني شالامي. ويحكي قصة طالبة في المرحلة الثانوية وعلاقتها
المضطربة بوالدتها، جسدت دور الأم الممثلة لوري ميتكاف، وقد استقبل
الفيلم بدوره بحفاوة بالغة في عرضه الدولي الأول في مهرجان تورونتو
السينمائي الدولي.
"فانتوم ثريد"
حصل فيلم "فانتوم ثريد" على 6 ترشيحات هذا العام، من إخراج توماس
أندرسون ولفت الممثل دانيال دي لويس الانتباه بأدائه المميز والذي
رشحه في الأوسكار لأفضل ممثل، كما ترشح في عدة فئات منها، أفضل
فيلم وأفضل مخرج وأفضل موسيقى تصويرية، وأفضل تصميم أزياء.
"ذا بوست"
"ذا بوست" فيلم سياسي ودراما تاريخية، وتقع أحداثه في أوائل
التسعينيات، بطولة ميريل ستريب، وتوم هانكس وسارة بولسون، وهو
يتناول الصحافيين من واشنطن بوست ونيويورك تايمز الذين نشروا أوراق
البنتاغون عن تورط الحكومة الأميركية في حرب فيتنام. تلقى أداء كل
من ميريل ستريب وتوم هانكس إشادة خاصة، ونال الفيلم على غير
المتوقع ترشيحين فحسب.
"شكل المياه" يتصدر القائمة
ذكرت "التايمز" في تقريرها أن فيلم "شكل المياه" قد تلقى 13
ترشيحًا للأوسكار، من إخراج المكسيكي المتميز غييرمو ديل تورو،
وقد فاز الفيلم بجائزة الأسد الذهبي لأفضل فيلم في الدورة الرابعة
والسبعين لمهرجان فينيسيا، وهو من أفلام الخيال العلمي تدور أحداثه
في مرحلة الحرب الباردة، عن حارسة صماء في مختبر حكومي تقع في حب
مخلوق برمائي مسجون، فتتغير حياتها للأبد حينما تكتشف مع زميلتها
زيلدا أمر تجربة علمية شديدة السرية.
والفيلم من بطولة سالي هوكنز، ومايكل شانون، وريتشارد جينكنز، ودوج
جونز، ولورين لي سميث، ومايكل ستولبارج، وأوكتافيا سبنسر.
"ثلاث لوحات خارج إبينغ، ميسوري"
ولكن الدراما الانتقامية المثيرة للجدل "ثلاث لوحات خارج إبينغ،
ميسوري" برزت أيضا كمنافس قوي جدا، حسب تقرير التايمز، وتلقت سبعة
ترشيحات أوسكار في مجموعة واسعة من الفئات، بما في ذلك أفضل صورة.
وتتمحور حول حكاية أم أميركية تستأجر ثلاث لوحات للفت انتباه
العامة للقضية، "اغتُصِبت بينما كانت تحتضر"، "وحتى الآن لا
مُعتقَلين؟"، "كيف ذلك أيها الرئيس ويلوغبي؟"
وتدور أحداثه في بلدة صغيرة في الغرب الأميركي. وفيه يرصد المخرج
مارتن ماكدونا ذلك التناقض الذي يعتمل في كل إنسان ما بين الخير
والشر والعنف والوداعة، حيث لا ملاك ولا شيطان، محض بشر تتصارع
داخلهم نوازع شتى من الممكن استمالتها وتغييرها. استوحى ماكدونا
قصة الفيلم عندما رأى عدة لوحات عن جريمة لم يدرك لغزها أثناء
سيره، "عندما قررت، في رأسي، أن ذلك الشخص هو أم، كل شيء أخذ
مكانه".
أوسكار الأوسكار
وفي "الغارديان" يطرح الناقد بيتر برادشو، مع اقتراب الذكرى
السنوية 90 لجوائز الأوسكار، ترشيحات من نوع خاص تجرى بين الفائزين
بالأوسكار في الأعوام السابقة، إذ يقول "أقدم قائمتي الشخصية
لترشيحات أوسكار الأوسكار، وتتألف من أكبر الفائزين في تاريخ
الجوائز". تاركا التصويت للجمهور في الفئات الرئيسية الست - أفضل
فيلم، وأفضل مخرج وأفضل ممثل (ذكور وإناث، أدوار رئيسية ومساعدة) –
"حاول أن تتخيل كل هؤلاء المتنافسين في إحدى قاعات الولائم كما
نسخة من مسرح دولبي هوليوود، إليزابيث تايلور وفرانك كابرا جنبا
إلى جنب مع دانيال دي لويس وميريل ستريب". فهم حسب تقديره "يستحقون
المطالبة بأوسكار أوسكار". أورد برادشو في قائمته لأفضل مخرج:
فرانك كابرا "حدث ذلك في ليلة واحدة" مخرج أفلام أميركي ولد في
صقلية، كان من أشهر المخرجين الأميركيين في الثلاثينيات
والأربعينيات، فاز بثلاث جوائز أوسكار لأفضل مخرج، وكان فيلمه "حدث
ذلك في ليلة واحدة "هو الفيلم الأول الذي يفوز بخمس جوائز أوسكار
رئيسية. وجورج ستيفنز عن "مكان في الشمس" (1952)، والمخرج
البريطاني ديفيد لين عن ملحمته "لورانس العرب" (1963)، وفرانسيس
فورد كوبولا عن فيلم "العرّاب: الجزء الثاني" (1975)، وكاثرين
بيغلو عن فيلم "ذا هارت لوكر" (2010).
كما يطرح لجائزة أفضل ممثلة مساعدة، هاتي ماكدانيل في فيلم "ذهب مع
الريح" (1940)، غلوريا غراهام في "الحسناء والوحش" (1953)، كلوريس
ليتشمان في آخر عرض صور (1972)، تيلدا سوينتون في "مايكل كلايتون"
(2008)، فيولا ديفيس في "أسوار "(2017).
ولفئة أفضل ممثل مساعد، والتر هيوستن عن "كنز سييرا مادري" (1949)،
جورج ساندرز "للجميع عن حواء" (1951)، كريستوفر وولكن "صائد
الغزلان" (1979)، جو بيسي "غودفيلاس" (1991)، هيث ليدجر "فارس
الظلام" (2009).
أما أفضل ممثلة، فقد أدرج أربعة أسماء، جوان فونتين "شك" (1942)
إنغريد برغمان "غازلايت" (1945)، إليزابيث تايلور "بوترفيلد 8"
(1961)، ميريل ستريب "اختيار صوفي" (1983)، فرانسيس ماكدورماند
فارغو (1996).
ولأفضل ممثل، جيمس ستيوارت عن "قصة فيلادلفيا" (1941)، سيدني
بواتييه في "زنابق الحقل" (1964)، بول سكوفيلد في "رجل لكل العصور"
(1967)، روبرت دي نيرو في "الثور الهائج" (1981)، دانيال دي لويس
في "سوف يكون هناك دم" (2008).
ويختم قائمته المقترحة بفئة أوسكار أفضل فيلم، والتي شملت الأفلام
التالية:
ريبيكا (1941)، كازابلانكا (1944)، على الواجهة البحرية (1955)،
الشقة (1961)، العراب (1973)، وطيران فوق عش الوقواق (1976)، آني
هول (1978)، قائمة شندلر (1994)، لا وطن للمسنين (2008)، ضوء القمر
(2017).
لاقت ترشيحات برادشو تفاعلا واسعا بالفعل، وانبرى الكثيرون لطرح
ترشيحات أخرى ليدرجها في قائمته، والتي ذكر أنه سيعلن نتائجها خلال
الفترة القصيرة المقبلة مدعومة بالأسباب، حسبما ذكر. |