«حفظي» عقب تولي مسؤولية «القاهرة السينمائى»:
«المهمة تقيلة ويارب أكون قدها» (حوار)
كتب: حاتم
سعيد
على مسافة 3 آلاف و515 كيلومترًا تقريبًا من منزله،
وأثناء تجول الشاب المصرى فى مدينة الضباب، لفت نظره إضاءة أحد
مسارح لندن، وقف مشدوهًا، وكأن على رأسه الطير، وبحماس من هم دون
الـ18، وبفضول مراهق يتحسس عالمه الجديد، قرر فجأة قطع تذكرة
لمشاهدة العرض، فى خطوة لم تكن على جدول يومه المخصص لتلمس وجه
مدينته الجديدة.
انتهى العرض وخرج محمد حفظى، لكن عقله ظل هناك..
داخل المسرح. حيرة شديدة وقع فيها «حفظى»، هو يعلم غرض سفره المحدد
سلفًا، دراسة هندسة المعادن، لكن قلبه وقع فى عشق فاتنة يصفها
محبوها بـ«الخيال»، كان يعلم أن استسلامه لهذا الحب قد يحول دون
استكمال دراسته للهندسة، لكنه قرر قبول التحدى وإعلان جنونه بمن
دخلت حياته دون إنذار. تابع الشاب المصرى دراسته بتفوق، وواصل فى
الوقت نفسه مشاهدة كل العروض السينمائية والمسرحية التى تكتظ بها
مسارح ودور العرض فى لندن، كانت إرهاصات محبوبته «الكتابة» تقتحم
ذهنه دائمًا، ولم يجد مفرًا من الهرب، حتى أسلم لها واستسلمت له،
ورضخ كل منهما للآخر وصارا عاشقين. لم يدر بخلد المهندس الشاب أنه
لن يعود للقاهرة كما خرج فى رحلته الأولى، فمن سافر بغية دراسة
الهندسة عاد وقد امتلكت حبيبته أمره، لكنه وبوعى شديد حدد هدفه بأن
يكون مؤلفًا ومنتجًا.. ناجحًا.
فى لندن، وقبل عودته إلى القاهرة، كانت أولى ثمار
الحب بين حفظى وعشقه الأبدى بإنهاء كتابة أول أعماله والذى تحول
فيما بعد إلى فيلم «السلم والتعبان»، عن طريق المخرج طارق العريان،
ومنذ ذلك الحين لم يفترق الحبيبان. «حازم» فى «السلم والتعبان» كان
البداية، تبعه شخصيات كثيرة متعددة، خط تفاصيلها محمد حفظى بموهبة
ورشاقة، تعاطفنا مع بعضها ورفضنا البعض الآخر، ومن عمل إلى عمل نجح
فى تكوين إمبراطورية من الأفلام التجارية والمستقلة، حتى أصبحت
بصمته فى السينما المصرية متجلية للأعين، وبعد سنوات من العمل
الدؤوب قررت الدكتورة إيناس عبدالدايم، وزير الثقافة، تكليفه
برئاسة مهرجان القاهرة السينمائى فى دورته الأربعين.
فى السطور المقبلة يتحدث محمد حفظى، رئيس مهرجان
القاهرة السينمائى، فى أول ظهور إعلامى له بندوة «المصرى اليوم»،
عن أحلامه وأمنياته بعد ترؤسه مهرجان القاهرة، كما يتحدث عن
العقبات التى يسعى لتذليلها لإنجاح دورة جديدة من مهرجان القاهرة
السينمائى.
■ كيف جاء ترشيحك لرئاسة مهرجان القاهرة السينمائى
بعد اعتذار الفنان حسين فهمى؟
- التكليف كان مفاجأة بالنسبة لى منذ اللحظة
الأولى، فى البداية تلقيت اتصالًا هاتفيًا من الدكتورة إيناس
عبدالدايم، وزير الثقافة، لمقابلتى، ثم فوجئت خلال اللقاء بترشيحى
لرئاسة المهرجان.. وعلمت مسبقا بعدم طرح اسمى خلال الترشيحات، لكن
دون أن أعرف سبب الاستبعاد وهل لهذا علاقة بكونى منتجًا أم لا.
وللحقيقة أننى لم أكن أعلم حينها معايير اختيار رئيس مهرجان
القاهرة، وتابعت مثل الجميع اعتذار الفنان حسين فهمى عن عدم رئاسة
المهرجان، وأود هنا الإشارة إلى أن أول اتصال هاتفى تلقيته بعد
إعلان تكليفى كان من الفنان حسين فهمى، ثم تلقيت بعد ذلك العديد من
الاتصالات الهاتفية التى شعرت معها بحجم المسؤولية الملقاة على
كاهلى، وكم الآمال التى يعقدها صناع السينما والإعلام على رئاستى
للمهرجان، وأود هنا توجيه الشكر للجميع على دعمهم، وآمل أن أكون
عند حسن ظنهم.
■ هل أفصح لك الفنان حسين فهمى خلال الاتصال عن
أسباب اعتذاره؟
- لم يذكر سوى تعاقده وانشغاله بعدد من الأعمال
التى ستتطلب منه السفر للخارج أكثر من مرة، وهو ما يحول دون
متابعته لشؤون المهرجان، وقد يكون هناك أسباب أخرى أو تخوفات لم
يصرح بها، لكننى لم أتطرق معه للحديث عن أسباب اعتذاره حتى خلال
جلستى مع وزيرة الثقافة، فقط تحدثت فيما يخصنى والأدوات المطلوبة
لنجاح الدورة المقبلة، وكان حديثى معها صادقًا وشفافًا، لدرجة أنها
أفصحت لى بأريحية أنها تحرت عنى كثيرًا، وأن الأستاذ شريف رزق الله
صاحب فكرة ترشيحى لهذا التكليف، بعدها شرحت لها رؤيتى وتناقشنا،
وفى النهاية وافقت على التكليف.
■ هل تطرق الحديث مع وزيرة الثقافة لعدد سنوات
التكليف؟
- التكليف لدورة واحدة فقط، وأعلم أن البعض اعتقد
لسبب أو لآخر أننى سأتولى رئاسة المهرجان لـ3 سنوات، لكن هذا لا
يعنى فى الوقت نفسه أن خطتى البقاء لدورة واحدة فقط، بل أتمنى
الاستمرار لأكثر من دورة، خاصة أننى على اقتناع تام بأن أحد أسباب
تراجع المهرجان تعود لتغيير الرؤساء والإدارات أكثر من مرة خلال
فترات قصيرة، وبالطبع هذا أمر لا يحدث فى المهرجانات الكبيرة
أبدًا، والمعروف أن رؤساء ومديرى المهرجانات يشغلون مناصبهم لمدة 3
سنوات على الأقل، ثم تتجدد المدة كلما استطاعت هذه الإدارة الخروج
بمهرجان ناجح ودورات جيدة.
■ هل بدأت الاستعداد للدورة المقبلة فور خروجك من
مكتب الوزيرة؟
- بدأت العمل فور قبول المهمة، وتواصلت مع يوسف
شريف رزق الله، الذى أعتبره أحد أعمدة مهرجان القاهرة على مدار
تاريخه، ولذلك عندما سألتنى وزيرة الثقافة عن رأيى فى استمراره فى
منصبه أم لدى اقتراح آخر، تمسكت بتواجده لكونه إضافة مهمة فى إدارة
شؤون المهرجان ولدرايته بكواليس المهرجان، ولعلمه بدور كل موظف،
خاصة أن هناك موظفين يعملون بالمهرجان منذ سنوات طويلة لا أعرفهم
جميعًا.
وأنتهز الفرصة لتوجيه الشكر للإدارة السابقة التى
حققت إنجازات إيجابية لا يمكن تجاهلها، لعل أهمها الجزء الفنى
الخاص باختيار الأفلام والبرمجة، وبالفعل كان هناك مجهود كبير تكلل
بعرض أفلام مهمة، ووصل عدد الأفلام المعروضة بشكل عام الدورة
الماضية على سبيل المثال إلى 190 فيلمًا، وهو رقم غير مسبوق.
■ هل عرض عدد كبير من الأفلام أحد مقاييس نجاح أى
مهرجان؟
- بالطبع لا، وهناك عناصر أهم، لكن فى النهاية
الإدارة السابقة نجحت فى الحصول على حقوق عرض 190 فيلمًا، منها
أفلام مهمة جدًا، وهذه مهمة صعبة وليست سهلة، صحيح لم يكن هناك
أفلام عرض أول، لكن فى النهاية هناك مجهود كبير بُذل لا يمكن
إنكاره.
■ ما الخطوط العريضة التى ناقشتها مع وزيرة
الثقافة؟
- تحدثت معها فى تفاصيل عدة، منها ما هو إيجابى وما
هو سلبى، تحدثت على سبيل المثال عن ابتعاد مهرجان القاهرة
السينمائى عن العالم خلال السنوات الماضية، وتحديدًا خلال دورة
العام الماضى بعد نجاح مهرجان «الجونة السينمائى»، لكن فى الوقت
نفسه لا أنكر شعورى بوجود إرادة من الدولة بأن يكون «القاهرة
السينمائى» مهرجانًا قويًا وناجحًا يستطيع منافسة مهرجان «الجونة»،
بدليل تحمس الدولة لتذليل كل العقبات أمام إدارة المهرجان، سواء
لوجستيًا أو ماليًا، ولابد أن أتوجه إلى القائمين على قنوات «دى إم
سى» بالشكر على المجهود الذى بذلوه والأموال التى دعموا بها
المهرجان، لكن من وجهة نظرى أرى أن تلك الأموال ذهب جزء كبير منها
فى دعوة نجوم من أمريكا بتكلفة بين 15 و20 مليون جنيه، وتدشين حملة
دعاية كبيرة تزامنت مع بدء المهرجان، وأعتقد أن دعوة النجوم
والحملة الإعلامية الكبيرة كانت للاستهلاك المحلى لنشاهد ونقول هذا
ديكور مبهر، وهؤلاء نجوم من هووليود، لكن للأسف لم تكن هناك
فعاليات سينمائية بين الافتتاح والختام، بالإضافة إلى مشاكل
الافتتاح.
■ ما وجهة نظرك فى هذا الصدد؟
- هناك ضرورة حتمية لعودة المهرجان للصناعة
العالمية، لأن المهرجان يخاطب الإعلام المحلى فقط دون أى اهتمام
بالإعلام الغربى أو العربى، كما أنه لا يلعب دورًا فى صناعة
السينما بدعم أفلام أو مشاريع، وللعلم هذه أحد أسباب عدم وجود عروض
أولى للأفلام فى المهرجان لاختفاء «السوق»، لقد عرضنا أفلامًا
لنقول للإعلام المحلى إن لدينا مهرجانًا فقط.
■ ما رؤيتك للفترة المقبلة؟
- هذا العام سنخصص جزءا من الإمكانيات للترويج
بالطبع، لكن الفنانين والنجوم لا يصنعون مهرجانًا ناجحًا، ولا
السجادة الحمراء تصنع نجاح مهرجان، ولا حتى حفلى الافتتاح والختام
يفيدان أى مهرجان، أهم ما فى أى مهرجان الفعاليات والأنشطة، مثل
الندوات وسوق الإنتاج المشترك، وتوقيع اتفاقيات، ودعم مشاريع،
ووجود موزعين ومنتجين، هناك صناعة يجب أن تتواجد بقوة فى المهرجان
لأنها المسؤولة عن وضع المهرجان فى مكانة أكبر بعيدًا عن الشو
الإعلامى.
■ كيف ستتغلب على ضيق الوقت خاصة أن أمامك 7 أشهر
فقط؟
- الفترة قصيرة بالطبع، لذا بدأنا العمل منذ أسبوع
على عدة نقاط بالتوازى، وأعتقد أن الوزارة تساندنا، وهناك عدة
طلبات ناقشتها مع وزيرة الثقافة، منها وصول الدعم المالى للمهرجان،
وأن تكون هناك استقلالية بشكل أو بآخر فى الميزانية، وتعديلات بعض
الأمور الإدارية لتسهيل حرية الاستعانة بأفراد من خارج الإدارة
لدعم فريق العمل الموجود حاليًا صاحب الخبرة الكافية بالطبع، لكننا
سنحتاج لخبرات إضافية.
■ هل وافقت الوزيرة على كل الطلبات؟
- يكفى أن الرد كان إيجابيًا جدًا، وقالت نصًا:
«ابدأ شغلك وأنا فى ضهرك والوزارة كلها فى ضهرك»، وفى الحقيقة
الجميع استقبلنى بترحاب شديد ودعمونى جدًا، بداية من الأستاذ ياسر
شبل، بقطاع مكتب الوزير، المدير الإدارى والمالى للمهرجان،
والدكتور خالد عبدالجليل، مستشار الوزير لشؤون السينما ولجنة
السينما، وأعتقد أن الجميع رحب بالقرار، وسيكون لهم دور كبير فى
التشاور حول كل مجريات الأمور التى تخص المهرجان، هذا بالطبع بجانب
اللجنة الاستشارية التى سنكوّنها لنسمع رأيها، لكن أعود وأؤكد أن
ضيق الوقت صعب، وسنحاول التغلب عليه عندما يكون هناك أموال تحت
أيدينا، وأعتقد أن الدولة ستوفر الميزانية المعتادة التى يحصل
عليها المهرجان كل عام، بجانب ميزانية إضافية سنسعى للحصول عليها
الفترة المقبلة. والميزانية المعروفة حاليًا والتى تصل تقريبًا إلى
6 ملايين جنيه صعبة جدًا، ولا تصلح لخروج مهرجان ناجح، وفى حال عدم
وجود أى مبلغ آخر سيكون من الصعب أن نفعل شيئًا جيدًا.
■ هل لديك أى أفكار مختلفة لزيادة مصادر دخل
المهرجان؟
- سنسعى الفترة المقبلة للتفاوض مع بعض الرعاة،
وبالطبع سنتواصل أيضا مع شركات ومؤسسات مهتمة بالسينما فى مصر
والوطن العربى، كما أن الشركات الموجودة داخل الصناعة نفسها يمكن
أن تدعم المهرجان بقيمة جائزة فى الملتقى مثلًا، أو أى نوع من
الدعم المفيد للمهرجان.
■ هل تم الاستقرار على مقار الافتتاح والختام
والعروض والفعاليات؟
- دار الأوبرا ستكون المقر الرئيسى للمهرجان خلال
هذه الدورة، لأننى أرى أنه المكان الأصيل والمناسب جدا من وجهة
نظرى، الأوبرا فى وسط القاهرة، بجانبنا ميدان التحرير وقلب العاصمة
وعدد كبير من دور العرض، وفيما يخص الافتتاح والختام ستتم مناقشة
هذا البند فى الوزارة أولًا ومع الفريق، والحقيقة يجب أن أعرض
تصورًا قبل الحديث هنا عن أى تفاصيل، بالطبع لدى تصور، لكن من
الصعب مناقشته الآن، أتحدث الآن فى الخطوط العريضة فقط.
■ هل ستنضم دور عرض جديدة للدورة المقبلة؟
- سيكون هناك اتفاق مع عدد من دور العرض بالطبع،
خاصة أن الدورة السابقة ورغم تعدد أماكن العرض، فإن معظمها لم يحقق
أى إيرادات تذكر لعدم وجود جمهور، لذا كان من الطبيعى أن تستبدل
تلك الدور بالأفلام المعروضة على شاشاتها أخرى عندما لم تجد
إقبالًا، وسندرس أسباب كل المشاكل، وهل كانت المشكلة فى اختيار دور
العرض، أم فى الترويج للعروض، أم أن البرمجة لا تناسب دار العرض
نفسها، يجب دراسة كل نقطة بالتفصيل حتى نستطيع معالجتها بشكل جيد.
■ لماذا لا يسير مهرجان القاهرة على درب «مراكش»
ويمنح جائزة لأفضل مقال نقدى؟
- اقتراح جيد جدًا، وأعد بطرحه على الزملاء
لدارسته.
■ لماذا يفضل المنتجون عرض أفلامهم فى مهرجان «دبى»
أو «الجونة»؟
- عدم وجود جوائز مالية أحد أهم الأسباب، لأن
المهرجانين يقدمان جوائز مالية، لذلك منذ الأيام الأولى ينصبُّ كل
تفكيرنا على طريقة لجذب المنتجين للمشاركة بأفلامهم الجديدة، وفى
الحقيقة هذا يأخذنا إلى مشكلة العروض الأولى وسبب عدم وجودها فى
القاهرة السينمائى طوال السنوات الماضية، وعن نفسى كمنتج أعرض معظم
أفلامى فى دبى أو الجونة، ولا أخجل من إعلان هذا صراحة لأننى فى
النهاية أبحث عن مصلحة الفيلم، والقضية ليست فى مكسب مادى، بل
الفكرة فى أن يستفيد المهرجان وأستفيد أنا لأننى صرفت على الفيلم
وبذلت فيه مجهودًا كبيرًا مع فريق كبير من الممثلين والمخرج
والمؤلف، لذلك نبحث جميعًا عن مصلحة الفيلم، ونذهب إلى المهرجان
الذى سيقدم لنا فائدة، وأعترف باستفادتى من عرض أفلامى فى مهرجانى
«دبي» و«الجونة»، لأنه وللأسف مهرجان القاهرة لا يقدم جوائز مالية
ولا توجد سوق ولا تهتم به الصحافة العالمية.
■ كيف ستتغلب على هذه العقبات؟
- بالتأكيد لن نستطيع أن نتغلب على مشكلة سوق
الفيلم بين ليلة وضحاها، كما أننا لن نستطيع مسايرة مهرجانى «كان»
و«برلين» مثلًا، بمنح جوائز مالية بسبب ميزانية المهرجان التى لا
تتحمل، وبناء عليه نحن نعمل على إيجاد حلول أخرى لهذه العقبات
بإيجاد تحفيز مالى لأصحاب الأفلام، وسنتواصل مع الصحافة العالمية
لنخرج بتغطية إعلامية أفضل، وسننشئ سوقًا صغيرة لدعم مشاريع أعمال
تعرض فيما بعد كعرض أول فى القاهرة.
وأعلم بالطبع أنها حلول تبدو بسيطة لكن أعتقد أنها
قد تساعد بشكل تدريجى خلال عامين أو ثلاثة على عرض عدد من الأفلام
الجديدة فى القاهرة، وهذا يعيدنا للنقطة الأولى التى تحدثنا فيها،
أن المهرجان يحتاج إلى عمل دؤوب لأكثر من دورة متتالية حتى يصل إلى
مكانة أكبر، وأتمنى أن يكون هناك تحسن ملموس ويشعر الجمهور
والمتابعون بفروق إيجابية، وأعتقد بعد 3 سنوات سيكون مهرجان
القاهرة فى مكانة مختلفة جدًا.
■ هل سيكون لمهرجان القاهرة جناح فى الدورة المقبلة
لـ«كان السينمائى»؟
- هذا الجناح كان مدعومًا من وزارة السياحة، وفى
الحقيقة نحن فى حاجة لعقد اجتماع عاجل مع وزيرة السياحة، وهيئة
تنشيط السياحة، لكن نحن لم نتول المسؤولية سوى منذ أسبوع واحد فقط،
ولم يسعفنا الوقت لإجراء أى اتصالات، لكننا نضع هذه النقطة على قمة
أولوياتنا، ولابد من عودة العلاقة بين وزارة السياحة والمهرجان من
جديد بعد توقفها منذ عام 2016، لأن هذه العلاقة مفيدة للطرفين، ومن
الصعب أن يكون لنا جناح إلا إذا تحركنا بشكل عاجل مع وزارة
السياحة.
■ هل سيتغير اسم الجناح كما تردد؟
- أعتقد أنه من الأفضل أن يحمل الجناح اسم مصر وليس
اسم المهرجان، ويكون اسمه جناح المركز القومى للسينما المصرية،
يكون هدفه الترويج للسينما المصرية ولمصر بشكل عام، وسنجد أن كل
الأجنحة الموجودة تابعة للمراكز الوطنية للدول المشاركة، وعدد قليل
جدًا من الأجنحة يحمل اسم المهرجانات نفسها، ويجب أن يحصل المركز
القومى للسينما على دعم ليتواجد فى مثل هذه الفعاليات الهامة ويكون
هناك ترويج للمنتجين وللأفلام وللسوق السينمائية المصرية بشكل عام.
■ ما رأيك فى رعاية قنوات «دى إم سى» للدورة
الماضية، وهل تعتقد أن الرعاية كانت لصالح المهرجان أم ضده؟
- أنا من أكبر المؤيدين للشراكة مع أى طرف قوى،
سواء قناة أو جهة إعلامية مثل «دى إم سى»، وما حدث العام الماضى
سببه ضيق الوقت والشراكة لم تتم إلا قبل انعقاد الدورة بشهر واحد
فقط، وبالتالى كانت هناك حلقات مفقودة ولم يكن هناك تخطيط مسبق،
وأرى أنه من الضرورى البحث عن طريقة لشراكة تفيد الطرفين، خاصة فى
ظل المبالغ التى أنفقت الدورة الماضية، وأرى أنه كان من الممكن صرف
مبالغ أقل أو صرفها فى اتجاه يفيد المهرجان والصناعة بشكل أكبر.
ولكن نظرًا لضيق الوقت، فإن «دى إم سى» قررت تملك
زمام الأمور بشكل كامل سواء حفل الافتتاح والختام والترويج
للمهرجان والضيوف الأجانب والتغطية الإعلامية حتى السوشيال ميديا،
كان من الممكن أن يتم التعاون بشكل أفضل فقط لو سمح الوقت بذلك،
والحمدلله هناك متسع من الوقت يفصلنا عن الدورة المقبلة، وسبق
وتحدثت هاتفيًا مع هشام سليمان، رئيس القنوات، وسنجتمع قريبًا لوضع
الخطوط العريضة وتجديد البروتوكول لكن بشكل مختلف. وأتمنى أن يحدث
وفاق واتفاق على الاتجاه الجديد ليستفيد الجميع.
■ كيف ستتغلب على مديونيات الدورة الماضية؟
- هناك مبلغ موجود للمهرجان لدى وزارة الثقافة فى
حدود 3 ملايين جنيه على حد علمى، هذا المبلغ من المفترض أن يتم
تحويله لميزانية المهرجان لهدفين، الأول تغطية ديون الدورة
السابقة، والثانى لاستغلاله بشكل مؤقت فى تعاقداتنا وتحركاتنا حتى
تبدأ السنة المالية الجديدة فى شهر يوليو المقبل، لنسرع بتحركاتنا
مع ضخ الأموال.
■ باعتبارك رئيس مهرجان القاهرة هل من الممكن أن
تشارك بفيلم من إنتاجك أو تأليفك فى الدورة المقبلة أم ستفضل «دبى»
أو «الجونة»؟
- لا أستطيع المشاركة بأفلامى فى مهرجان القاهرة،
لأنه تضارب مصالح واضح وصريح، لذلك لست مضطرًا للإجابة عن هذا
السؤال.
■ حتى لو بأفلام تشارك فى إنتاجها أو تقوم بتوزيعها
فقط؟
- ليس من المفترض أن أعرض أفلامى فى مهرجان
القاهرة، سأشعر بحرج كبير بالطبع من وجود فيلم من إنتاجى، لكن قد
أوافق على عرضه خارج المسابقة الرسمية، فى قسم «السينما المصرية
الجديدة» مثلًا، لكن لا يمكن عرضه فى المسابقات العربية أو الدولية
أو حتى أسبوع النقاد، لا يمكن طبعًا.
■ لكنها حدثت من قبل وعرض بالفعل الفنان حسين فهمى
فيلما يشارك فى بطولته عندما كان رئيسًا للمهرجان وكان فيلم
«اختفاء جعفر المصرى»، ومثل مصر فى المسابقة الرسمية؟
- لا يوجد مشكلة عندما يعرض لرئيس المهرجان فيلم
إذا كان ممثلًا، الإحراج يبدأ عندما يكون رئيس المهرجان منتجًا،
لأن الممثل ليس صاحب الفيلم، لكن المنتج صاحب الفيلم وسيستفيد بشكل
مباشر من عرضه حتى لو لم يحصل على جائزة، لأن عرض الفيلم فى أى
مهرجان يساعد على بيعه وتوزيعه نظرًا للدعاية المصاحبة لعرضه، أما
الممثل فيستفيد بشكل غير مباشر فقط.
■ كيف ستتغلب على الجدل الذى يثار دائمًا حول
اختيار أعضاء لجان التحكيم؟
- رئيس المهرجان لا يتدخل فى كل تفصيلة بنفسه، صحيح
قد أدلى برأيى، لكن هناك إدارة فنية مختصة ولجنة استشارية، دورهما
اختيار أعضاء لجان التحكيم، خاصة أن هذا الجدل مرتبط أيضًا بأسماء
المكرمين، عمومًا كل هذه الأمور ستكون بالمشورة مع اللجنة
الاستشارية العليا للمهرجان، أى أنها ستكون برؤية يوسف شريف رزق
الله، والفريق المعاون، لأننى على اقتناع بأننا فى عمل جماعى ولكل
منا دور محدد، وهذه رسالة أوجهها للجميع، هذا المهرجان لن ينجح إلا
بالعمل الجماعى وليس الفردى، وهناك هيكل إدارى واستراتيجية واضحة
لن نحيد عنهما، لا يوجد شخص أعلى من شخص، وكل شخص فى الفريق الكبير
له دور مهم بداية من العامل حتى رئيس المهرجان، يجب أن يكون هدفنا
جميعًا نجاح المهرجان.
■ هل ستستمر جائزة فاتن حمامة؟
- استمرار الجائزة شرف كبير وإضافة للمهرجان، ويجب
أن نحافظ على استمرار هذه الجائزة، وبالمناسبة الجوائز الأخرى
ستحتفظ باسمها أيضًا، الهرم الذهبى والفضى والبرونزى، وكل هذا
سيعرض على اللجنة الاستشارية للمناقشة، وأعتقد أنهم سيؤيدون هذا
القرار، أما أقسام المهرجان فسيطولها بعض التغيرات البسيطة، مع
تغيير آخر فى اللائحة وسنعلن كل هذه التفاصيل خلال مؤتمر صحفى
عندما يكتمل التصور.
■ وهل سيتم استحداث أى جوائز؟
- كما ذكرت ستكون هناك جائزة للجمهور، وهناك جائزة
أخرى مالية تم إقرارها فى اللائحة لن أعلن عنها حاليًا، الآن أبحث
عن جهات تدعم الجوائز، والجوائز المالية ستكون خارج المسابقة
الرسمية ستكون جوائز موازية أضيفت إلى اللائحة للتشجيع.
■ ما الحد الأدنى للميزانية التى ترى ضرورة توفيرها
للمهرجان؟
- أعتقد أن المهرجان يحتاج إلى 30 مليون جنيه حتى
يخرج بشكل جيد، وهو رقم ليس ضخمًا بالمناسبة، لكن الميزانية
الحالية حتى مع الدعم الإضافى لا تكفى للمهرجان.
■ هل هذا يعنى أن الدعم المالى أكبر عائق يواجه
المهرجان؟
- الأموال ليست المشكلة الوحيدة، وهناك أفكار كثيرة
للهروب من هذه الأزمة، يمكن مثلًا الاستعانة بأفراد متطوعين
والاتفاق مع شركات وأفراد تدعم الدورة، لكننا نتحدث عن الدعم
المالى حتى نستطيع الخروج بمهرجان جيد، لذلك تناقشت مع «رزق الله»،
فى تخفيض عدد الأفلام المعروضة إلى 150 فيلمًا بدلًا من 190 لتخفيض
ميزانية الضيوف، وبدلًا من دعوة 270 ضيفًا من أصحاب الأفلام
والممثلين نستطيع دعوة 200 فقط مثلًا، وما سنوفره من الميزانية
سيوجه إلى الجزء الخاص بالصناعة، الفكرة تكمن فى إعادة توزيع
الميزانية بشكل مختلف لتحقيق أمر جيد دون هدر أموال.
وليس من الضرورى أن تكون ميزانيتنا موازية لمهرجان
دبى أو الجونة لنخرج بمهرجان جيد، نستطيع بإمكانيات أقل تنفيذ
أفكار تجعلنا من أكبر المهرجانات بعد سنوات، قد يكون تفكيرى مختلفا
لكن هذا رأيى، وللتأكيد، حديثى لا يعنى أبدًا إلقاء اللوم على
الإدارات السابقة، وكما ذكرت كانت هناك نقاط إيجابية كثيرة تستحق
توجيه الشكر لهم.
■ هل هناك أى أفكار لإعادة التواصل مع رجل الأعمال
نجيب ساويرس، باعتباره أهم داعمى المهرجان؟
- التقيت بالمهندس نجيب مصادفة فى مناسبة اجتماعية
قريبًا، وهنأنى على تولى رئاسة المهرجان، لكننا لم نتحدث فى أى
تفاصيل، ودون شك المهندس نجيب ساويرس، رجل وطنى يحب مصر ويعمل
لصالح البلد، وأنتهز هذه الفرصة لأوجه له الشكر على تأسيسه لمهرجان
الجونة وإنفاقه مبالغ ضخمة لخروج المهرجان بهذا الشكل المبهر،
والأهم نجاحه فى إنفاق الأموال بشكل صحيح من خلال الاستعانة بفريق
عمل محترف.
■ هل يحوله مهرجان الجونة عن دعمه للقاهرة
السينمائى؟
- أعتقد أن مهرجان الجونة، يمثل عبئا كبير جدًا له،
سواء ماديًا أو لمتابعته لكل تفاصيل الحدث، ولا أعلم هل ستكون لديه
النية لدعم مهرجان القاهرة أم لا، لكن بالطبع سيكون شىء عظيم جدًا
لو دعم القاهرة السينمائى، ونحن سنكون مهتمين بدورنا لدعمه
للمهرجان، سواء معه أو مع أى رجل أعمال مهتم بالثقافة والفنون
ولديه نزعة وطنية، نحن نرحب بالتعاون مع الجميع، وبشكل عام لا
أستبعد أن يكون هناك تعاون يجمع مهرجانى الجونة والقاهرة حتى لو
على مستوى السوق، وسنتناقش فى هذه النقطة بالتفصيل مع إدارة الجونة
قريبًا.
■ ما رأيك فى مهرجان «مراكش» السينمائى.. وهل يدخل
فى منافسة مع القاهرة ودبى؟
- أرى أن «مراكش للفيلم» يقام كنوع من الـ«برستيج»
أى أنه مجرد مهرجان دعائى لجذب النجوم والإعلام أكثر من كونه
مهرجانا لصناعة السينما، والمهرجان كما نعلم جميعًا يحظى برعاية
الملك شخصيًا، وبالتالى يوافق كبار نجوم العالم على حضور فعالياته،
لأن معاملة الضيوف تكون 5 نجوم، لكن عندما نتحدث عن الصناعة نجد أن
المهتم يتجه إلى «دبى».
■ أين يقع مهرجان القاهرة بين المهرجانات الـ3 من
وجهة نظرك خاصة أنها الأكبر فى العالم العربى؟
- للأسف، العالم أجمع يتعامل مع مهرجان «دبى»،
باعتباره المهرجان العربى للسينما، وهو الوحيد المعروف فى العالم،
لذلك على مهرجان القاهرة العودة للمنافسة، وهذا ليس سهلًا بالطبع،
ولن يحدث بين عام والآخر، ليس من السهل أن أقول هذا وأنا رئيس
مهرجان القاهرة لكنها الحقيقة، وللأسف ترديدنا الدائم بأننا الدولة
الوحيدة فى المنطقة التى تصنع سينما ولديها مواهب وفنانون وأنها
الدولة الوحيدة التى تمتلك ثقافة وفنونا أضرنا كثيرًا، ولو لم
نتعامل على أرض الواقع سنكتشف فجأة أن البساط سحب من تحت أيدينا،
وهنا أتحدث عن كل أنواع الثقافة والفنون، سواء سينما موسيقى أو
نشر، يجب أن نعترف بوجود دول بدأت تنافسنا بإنتاج ثقافى، ويجب أن
نعمل على هذا الأساس.
■ ما حقيقة ما يتردد حول سحب إسرائيل الصفة الدولية
من مهرجان القاهرة؟
- هذا كلام ليس له أساس وعار عن الصحة، والحديث
يدور دائمًا حول مهرجان «القدس» تحديدًا، الذى تعتبره إسرائيل
مهرجانها الأهم، والاتحاد الدولى نفسه ليس فى حاجة لسحب الصفة
الدولية من مهرجان القاهرة لمنحها لأى مهرجان آخر لعدم وجود حد
معين للمهرجانات الدولية، بدليل أنها كانت 12 مهرجانًا فقط لعدة
سنوات ووصلت الآن إلى 15 مهرجانًا، الأهم أن يحافظ مهرجان القاهرة
على الشروط التى تضمن له البقاء فى تصنيف «أ» ويعرض أفلامًا بخصائص
معينة، وهناك لائحة يرسلها الاتحاد بها كل الشروط، التى تساعد على
التصنيف «أ» يسير عليها مهرجان القاهرة منذ سنوات طويلة، هناك
اشتراك يتم دفعه بشكل دورى للاتحاد الدولى، لكن يجب أن نعلم أن
الاتحاد يتابع تفاصيل كل مهرجان، وأعتقد أنه يشعر بتراجع مهرجان
القاهرة منذ فترة، لا أريد رسم صورة متشائمة، خاصة فى ظل دورات
ناجحة جدًا السنوات الماضية مثل دورة الراحل سمير فريد، رغم مشاكل
حفل الافتتاح، لكن الفعاليات واختيار الأفلام والضيوف كانت ممتازة،
وفى النهاية علينا علاج كل ما قد يضر بالمهرجان حتى لا نعرضه لأى
مشاكل.
■ هل رئاستك للمهرجان ستمنعك من عملك كسيناريست
ومنتج؟
- بالطبع، سأجد صعوبة كبيرة خاصة خلال الـ6 أشهر،
التى تلى شهر رمضان، فى الاهتمام بأى شىء، قد أشارك منتجين آخرين،
لكن إدارة المهرجان ستكون لها الأولوية.
■ بعيدًا عن المهرجان.. هل سيخرج فيلم عمرو دياب،
إلى النور بعد انتهائك من كتابته؟
- أشك، لكننى انتهيت من الكتابة، وحصلت على أجرى،
لكن لا أظن أن عمرو، اتخذ القرار حتى الآن، وبالطبع المنتج تامر
مرسى، مشارك فى القرار، وأعتقد أن عمرو لديه حالة قلق من فكرة
السيناريو الأمثل الذى يعود به إلى الجمهور، وهو ما يجعله مترددًا
ويغير مخرجًا تارة، ومؤلفًا تارة أخرة، لكن أتمنى أن يعود إلى
السينما لأنه سيحقق نجاحًا غير مسبوق.
■ لماذا تصر على إنتاج أفلام مستقلة رغم نجاح
أفلامك التجارية؟
- أرى أن هناك بعض الأعمال تستحق الدعم، وهناك فيلم
شاركت فى إنتاجه بعد مشاهدة النسخة الأولى منه وشعرت بأنه يستحق
الدعم ليصل الفيلم إلى مهرجانات.
■ لكنك دائمًا تنتج أفلامًا عكس توجهات كتاباتك
فأنتجت «تيتو» مثلا تجاريًا ثم أنتجت «أخضر يابس» دون أى ممثل
معروف؟
- كما ذكرت السبب يعود لشعورى بالحماس تجاه فكرة أو
مخرج، وبعيدًا عن ذلك فإن المكسب المادى من أفلامى المستقلة أكبر
من الأفلام التجارية، كنسبة وتناسب بين ما تم صرفه وما تم حصده. |