فكرة عابرة راودت مخيلة المفكر الكبير كمال الملاخ، حولها
بعزم وجهد وعمل شاق لحقيقة فى فترة من أحلك الفترات التى مرت فى تاريخ
البلد، ليصبح مهرجان القاهرة السينمائى الدولى أول مشعل يحمل وهج الفن
والثقافة فى مصر والوطن العربى، خرج للنور فى وقت صعب يشهد تعافى
«المحروسة» من آثار حرب ظلت سنوات تحصد الأرواح وتأكل الأخضر واليابس،
وأقيمت دورته الأولى عام 1976، ومنذ وقتها لعب دوراً مهماً فى تشكيل الوعى
الفنى للمشاهد المصرى والعربى، وقدم خلال 40 دورة الكثير لمحبى السينما
وصناعها، ونجح فى حفر اسمه بين الكبار عالمياً، واحتل مرتبة متقدمة فى صفوف
المهرجات الفنية الدولية.
ورغم إقامة 39 دورة من المهرجان، بعضها حصد الكثير من
الإشادات، يظل كمال الملاخ بمثابة الأب الروحى لمهرجان القاهرة السينمائى،
الذى يحتفى بعامه الـ40 الليلة، إذ إنه من وضع اللبنة الأساسية للحدث الفنى
الضخم، وترأس سبع دورات ناجحة شهدت استضافة مجموعة من أبرز الفنانين
العالميين، من بينهم كلوديا كاردينالى، راج كومار، إليزابيث تايلور، وكيرك
دوجلاس، وساهم فى إرساء قواعد «نجومية» وشهرة المهرجان المصرى العالمى،
ليرحل عن «وليده» عام 1983 تاركاً كنزاً ثميناً نجحت وزارة الثقافة فى
استغلاله لاحقاً.
«جميل»: «شاهين» تظاهر داخل القاعة.. وتكريم «سالم» على
كرسى متحرك
خلف الملاخ فى رئاسة المهرجان المخرج كمال الشيخ عام 1984،
لكن ما لبث أن شكلت وزارة الثقافة لجنة مشتركة ضمت أعضاء الجمعية واتحاد
نقابات الفنانين للإشراف على الحدث العالمى عام 1985، لتبدأ الفترة الذهبية
لـ«القاهرة السينمائى»، إذ تولى رئاسته الكاتب سعد الدين وهبة، ونجح فى
إعلاء اسمه وقيمته ليتوج ثانى أفضل مهرجانات للعواصم عام 1990، من أصل
ثلاثة، وفقاً للاتحاد الدولى لجمعيات المنتجين السينمائيين، واستمر النجاح
على مدار الدورات اللاحقة.
واحتفاء بالدورة الـ40، أطلقت إدارة المهرجان كتاباً يوثق
تاريخ الحدث فى 39 دورة أقيمت على مدار 42 عاماً، ويؤرخه الكاتب محب جميل
فى كتاب بعنوان «40 سنة مهرجان»، يجمع أهم البيانات الرئيسية التى تروى قصة
مهرجان يرتبط تاريخه بتاريخ السينما، ووفقاً لمؤرخ الحدث، ينقسم الكتاب إلى
3 أجزاء، يضم الأول أبرز اللقطات التى حدثت فى كل الدورات السابقة فيما
يتعلق بالأفلام والدول المشاركة، وأسماء أعضاء لجان التحكيم، والثانى جدول
للجوائز الرسمية التى منحت على مدار تاريخ المهرجان من الجهات أو اللجان
المختصة، موضحاً: «هناك سنوات لم تذكر فى الجدول، وهى التى لم يكن بها
مسابقة دولية فى المهرجان، واقتصرت وقتها الأفلام على المشاركات الشرفية،
ولم يكن هناك مسابقات أو جوائز رسمية فى الفترة من الدورة الرابعة وحتى
الدورة الـ15».
«نانسى»: نستعرض «الكنوز المدفونة» بشكل معاصر.. ومقاطع
فيديو من الدورات الأولى
«لم يغفل الكتاب ذكر المكرمين فى المهرجان سواء كانوا
السينمائيين العالميين أو العرب»، حسب جميل، مشيراً إلى تطرق العمل إلى
أبرز ضيوف الشرف بالدورات السابقة، إضافة إلى المطبوعات والكتب التذكارية
الخاصة بتكريمات النجوم أو الحلقات النقاشية والبحثية المقامة ضمن
فعالياته، التى انطلقت بداية من عام 1991، إذ لم يصدر «القاهرة السينمائى»
مطبوعات قبل هذا التاريخ، وتطرق الكاتب إلى احتفال المهرجان بـ«اليوبيل
الفضى» عام 2001، وإصداره كتاباً تذكارياً عن الحدث العالمى، موضحاً أنه
أدرج فى الكتاب باعتباره مطبوعاً رسمياً.
وفيما يتعلق بالكواليس، قال محب لـ«الوطن»: «لم يستغرق
العمل على الكتاب مدة طويلة، إذ بدأت فى شهر مايو الماضى، وحتى فترة قريبة
كنت أراجع مع الناقد أحمد شوقى الكتاب تحريرياً ليخرج بالشكل الاحتفائى
والتذكارى الذى ترغب فيه إدارة المهرجان، وكنت حريصاً ألا يكون عبارة عن
مادة جافة للمتخصصين، بل كتاب سيرة عن الحدث يضم مواقف وحكايات طريفة تهم
الجمهور العادى ويرغب فى التعرف عليها، إضافة إلى مجموعة من الصور تغطى
معظم الفعاليات والشخصيات المهمة التى كرمت، واعتمدت على أرشيف المركز
الصحفى للمهرجان فى التوثيق بجانب أرشيف دار الكتب، لأن هناك عدداً من
الدورات المفقودة كان علىّ جمع معلومات عنها، فضلاً عن بعض النشرات
ومناقشات مع بعض النقاد».
ورصد كاتب «40 سنة مهرجان» أبرز اللقطات التى تميزت بها
الدورات السابقة، حسب جميل، موضحاً: «هناك عدد من المواقف الطريفة التى
حدثت ويضمها الكتاب، منها تنظيم المخرج الراحل يوسف شاهين ومجموعة من
السينمائيين مظاهرة داخل المهرجان؛ احتجاجاً على قرار لوزير الثقافة آنذاك،
فضلاً عن حضور المخرج عاطف سالم، الذى كان قعيداً فى آخر أيامه، تكريمه على
كرسى متحرك، كما حرصت إدارة المهرجان فى دورات كثيرة على تكريم نجوم رغم
غيابهم، منهم الفنانة إيمان التى ابتعدت عن السينما منذ عام 1962 وسافرت
إلى النمسا، وكانت سعيدة للغاية بتذكرها وتكريمها بعد سنوات من الغياب،
إضافة إلى الفنانة سعاد حسنى التى كرمها المهرجان خلال رحلة علاجها ولم
تستطع الحضور، وسجلت رسالة صوتية أذيعت خلال حفل الافتتاح تشكرهم فيها على
التكريم والاحتفاء بها، وقدمت الناقدة ماجدة موريس كتاباً تذكارياً مهماً
عنها».
ولا يقتصر احتفاء إدارة «القاهرة السينمائى» بالدورة
الأربعين على الكتاب التذكارى فقط، إذ يقام معرض تنظمه خبيرة الأرشيف نانسى
على، ومن المقرر أن يفتح أبوابه للجمهور يوم 21 نوفمبر فى الهناجر، وهو
بمثابة معرض لـ«الكنوز المدفونة» للمهرجان، منها المخاطبات والمراسلات
الأولى الخاصة بتأسيسه، أى إنه يوثق مسار الحدث عبر سنواته، ووفقاً
لـ«نانسى»، لا يضم المعرض صوراً تذكارية أو بوسترات الدورات السابقة فقط،
بل يضم مواد سمعية وبصرية تقدم معلومات للزوار عن المهرجان بشكل تفاعلى
معاصر، موضحة لـ«الوطن»: «بدأت العمل على المعرض منذ شهر يونيو الماضى،
ويضم عدداً من مقاطع الفيديو لافتتاح الدورات الأولى من المهرجان، إذ نسعى
للاحتفاء بالحدث وإعادة سنواته الذهبية لأذهان الجمهور، ومن المهم أرشفة
تاريخ المهرجان وغيره من المؤسسات حفاظاً على التراث السينمائى فى مصر».
####
فيلم قصير يرصد رعب الحرب في سوريا بـ"القاهرة السينمائي"
كتب: أحمد
حسين صوان
يُشارك فيلم "سكان الأرض اليباب"، في مسابقة سينما الغد
للأفلام القصيرة، أحد البرامج الموازية لمهرجان القاهرة السينمائي، في
دورته الأربعين، برئاسة المنتج والسيناريست محمد حفظي، والمقرر انطلاقه
غدًا الثلاثاء.
"سكان الأرض اليباب"، هو فيلم وثائقي قصير، مدته 22 دقيقة
تقريبًا، تم تصويره بواسطة كاميرا "GO
PRO"
المحمولة، ويعرض صراعات المقاتلين السوريين في الخطوط
الأمامية، في شكلٍ أقرب إلى ألعاب الفيديو، ومن المُقرر عرضه يوم الجمعة
المُقبل، في سينما الهناجر، في تمام الساعة السادسة والنصف مساءً.
الفيلم من إخراج هبة خالد، وهو إنتاج ألماني سوري، وعُرض
لأول مرة عالميًا، في مهرجان "سالونيك للفيلم الوثائقي"، في اليونان.
العمل يسلط الضوء على مفهوم الحرب، ويقدم لقطات تصويرية
جُمعت من خلال كاميرا مثبتة على رأس مُقاتلين سوريين في منطقة العدو، فضلًا
عن رصد حجم العنف والرعب الذي تحمله الحرب، وكذلك تأثير الحروب على البشرية
وليست سوريا فحسب.
مخرجة الفيلم، من مواليد العاصمة السورية ، عام 1986، وعملت
مذيعة راديو في عدد من المحطات المختلفة كمُعلقة إذاعية، ومحررة في مؤسسات
مختلفة، منها "سي إن إن" و"العربية" و"رويترز" في دمشق وبيروت منذ عام
2011 ولمدة عامين.
####
«القاهرة السينمائى» يضىء مشاعله بعد «زوبعة خلافات»
كتب: الوطن
دورة استثنائية لمهرجان القاهرة السينمائى الدولى تنطلق
الليلة من المسرح الكبير بدار الأوبرا المصرية وسط حضور ما يقرب من 1200
شخص من الشخصيات العامة ونجوم الفن والإعلام من مصر والعالم، وبمشاركة 59
دولة تقدم 160 فيلماً فى أقسام المهرجان المختلفة. الدورة التى تحمل رقم 40
من عمر المهرجان شهدت، خلال الأسابيع الماضية، قبل بدايتها، بعض المشاكل
التى لم تتوقف عند تحفظات البعض على تولى سيناريست ومنتج شاب مثل محمد حفظى
مسئولية رئاسة المهرجان، بل امتدت لعاصفة هجوم بسبب تكريم المخرج الفرنسى
كلود ليلوش اضطرت معها إدارة المهرجان إلى إلغاء التكريم، وأعلن رئيسه أن
المخرج الفرنسى اعتذر! إلى جانب أزمة تتعلق باعتراض المخرج والمصمم أحمد
مناويشى على تغييرات أُجريت على تصميمه لأفيش المهرجان. حفل الافتتاح
الليلة سيتم نقله عبر شبكة قنوات
dmc
باستخدام أحدث تقنيات وأجهزة النقل التليفزيونى لإبراز التجهيزات التى
أعدتها إدارة المهرجان فى حفل الافتتاح ليظهر بشكل مبهر يليق بقيمة
المهرجان، كما سيشهد تكريم الفنان القدير حسن حسنى والمخرج والكاتب
البريطانى بيتر جريناواى اللذين سيتم منحهما جائزة فاتن حمامة التقديرية،
والموسيقار هشام نزيه ومنحه جائزة فاتن حمامة للتميز، والمخرج الروسى بافيل
لونجين الذى سيحظى بتكريم خاص بمناسبة الاحتفاء بالسينما الروسية المعاصرة.
ومن المقرر أن يُختتم حفل الافتتاح بعرض الفيلم الأمريكى «كتاب أخضر»
الفائز بجائزة اختيار الجمهور فى . السينمائى الدولى لعام 2018، من إخراج
بيتر فاريلى.
####
مصر تنافس بـ«ليل خارجى»
فى مواجهة 15 فيلماً و«The
Tower»
يرصد معاناة طفلة فلسطينية
كتب: نورهان
نصرالله
تنطلق المسابقة الدولية لمهرجان القاهرة السينمائى مستندة
لعشرات الحبكات والقصص الإنسانية من مختلف دول العالم، والتى تمثل رؤى
ومدارس إخراجية مختلفة، إذ تعرض 16 فيلماً روائياً طويلاً خلال المسابقة
تتنافس على جائزة «الهرم الذهبى» لأفضل فيلم، إضافة إلى جوائز الإخراج
والسيناريو والتمثيل.
7 مخرجات يشتبكن مع قضايا المرأة.. و3 أفلام مرشحة
لـ«الأوسكار».. والصراعات المسلحة حاضرة بقوة
وبعد غياب العام الماضى، عادت السينما المصرية للمشاركة
بفيلم «ليل خارجى» للمخرج أحمد عبدالله السيد، بعد مشاركته فى مهرجانى
تورنتو وستوكهولم السينمائى، محققاً ردود فعل وإشادات نقدية من الجمهور
والنقاد، ويُعتبر الفيلم المصرى والعربى الوحيد أمام غياب الأفلام العربية
فى المسابقة الدولية، التى يترأس لجنة تحكيمها المخرج الدنماركى بيل أوجست.
وتسيطر الحكايات الإنسانية وواقعها الاجتماعى على موضوعات
الأفلام المشاركة فى المسابقة، والتى تغوص داخل النفس البشرية وتكشف
تعقيداتها باختلاف جنسياتها ولغاتها. ويُعتبر فيلم
Donbass
للمخرج سيرجى لوزنيتسا، من أبرز الأفلام المشاركة فى الدورة الـ40
بـ«القاهرة السينمائى»، والذى عُرض فى افتتاح قسم «نظرة ما» بالدورة الـ71
من مهرجان «كان» السينمائى، وحصد عدداً من الجوائز، منها أفضل مخرج
بالمسابقة، وأفضل فيلم بجوائز نقاد السينما الأوكرانية، ورُشح لتمثيل
أوكرانيا فى أوسكار 91 ضمن فئة أفضل فيلم ناطق بغير الإنجليزية، وتدور
أحداثه فى منطقة «دونباس» التى تشهد صراعاً مسلحاً بجانب أعمال القتل
والسرقة التى يرتكبها بعض الأفراد، ويركز على قدرة الحرب على تغيير
المفاهيم حين تتحول إلى سلام، والكراهية إلى حب، والفيلم يعكس حالة للوضع
الذى خلفته الحرب فى تلك المنطقة.
ولم يكن هذا العمل الوحيد الذى استمد خلفية أحداثه من
الواقع، فهناك أيضاً فيلم
A
Twelve-Year Night
للمخرج ألفارو بريخنر، الذى عُرض للمرة الأولى فى الدورة الـ75 من مهرجان
فينيسيا السينمائى، واختارته الأوروجواى ليمثلها فى فئة أفضل فيلم بلغة
أجنبية فى حفل النسخة الـ91 من جوائز الأوسكار، والعمل انبثق عن أحداث
حقيقية عام 1973 عندما كانت أورجواى تحت حكم الديكتاتورية العسكرية، يحكى
عن 3 سجناء سياسيين عُزلوا فى زنزانات صغيرة ضمن مهمة عسكرية، ويقضون معظم
الوقت فيها بأغطية فوق رؤوسهم، من بينهم بيبى موخيكا الذى أصبح لاحقاً
رئيساً للأورجواى.
بينما يوثق الفيلم الكولومبى
Birds
of Passage
إخراج كريستينا جاييجو وتشيرو جيرا، تناحر عائلات الـ«واييون» فى أواخر
الستينات والسبعينات للسيطرة على تجارة المخدرات فى كولومبيا، التى تؤدى
إلى تدمير حياتهم وثقافتهم، وافتتح الفيلم النسخة 50 من قسم نصف شهر
المخرجين فى الدورة السابقة من مهرجان كان السينمائى، واختارته كولومبيا
لتمثيلها فى أوسكار 91 فى فئة أفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية.
مشاكل السيدات كان لها وجود واضح فى أفلام الدورة الـ40،
قدمها الفيلم المجرى
One
Day
إخرج صوفيا سيلاجى، الذى عُرض للمرة الأولى فى أسبوع النقاد الـ57 على هامش
فعاليات مهرجان كان السينمائى، وفاز بجائزة «فيبريسى»، وتدور أحداثه فى يوم
واحد من حياة «آنا» المدرسة البالغة من العمر 40 عاماً، ولديها أسرة مكونة
من زوج و3 أطفال، ليكشف واقع حياتها اليومية الضاغط بين عملها ومنزلها
وأولادها ومحاولاتها الحفاظ على زواجها، بينما يتحدث فيلم «Pause»
إخراج تونيا ميسيالى، فى تجربتها الروائية الطويلة الأولى،
عن سيدة فى منتصف العمر تعانى من حياة مملة وزواج بائس مع رجل لا يهتم
بمشاعرها، لكن يتغير الوضع عندما يوظف رسام شاب ليرسم المبنى الذى تعيش
فيه، لتبدأ فى مواجهة مشاعرها.
أما فيلم
The
Gentle Indifference of the World،
إخراج أديلخان يرزانوف، والذى عُرض فى قسم «نظرة ما» بالدورة السابقة من
مهرجان كان السينمائى، فتدور أحداثه حول فتاة قروية بسيطة تحاول تسديد
الديون المتراكمة على عائلتها بعد وفاة والدها، ليكون الأمل الوحيد أمامها
هو العريس المحتمل الذى رشحه عمها، ويعود الفيلم الفيتنامى
The
Third Wife،
تأليف وإخراج آش مايفير، إلى القرن التاسع عندما تصبح فتاة فى الرابعة عشرة
من عمرها الزوجة الثالثة لرجل ثرى يملك أغلبية الأراضى، وتجد أن الفرصة
الوحيدة للحصول على مكانة حقيقية هى إنجاب طفل ذكر.
ويُعد فيلما
Mamang
للمخرجة الفلبينية دينيس أوهارا فى تجربتها الإخراجية الأولى، وCrystal
Swan
للمخرجة داريا زوك، آخر الأعمال التى أعلن انضمامها إلى المسابقة، الأول
شارك فى مهرجان سينماليا للفيلم المستقل فى الفلبين، وحصل كاتشب أوزيبيو
على جائزة أفضل ممثل مساعد عن دوره فى الفيلم، وتدور أحداثه حول سيدة تحارب
الشيخوخة والخرف حتى تتمكن من عيش حياتها مع ابنها الوحيد، والثانى رُشح
لتمثيل بيلاروسيا فى النسخة الـ91 من مسابقة أوسكار أفضل فيلم غير ناطق
بالإنجليزية، ويلقى الضوء على حياة فتاة تسعى بشتى الطرق للسفر إلى أمريكا
وتحقيق حلمها بالعمل منسق أغانى «DJ»،
لكن الظروف تحمل لها خطة أخرى.
وتشمل المسابقة مجموعة من الأفلام منها
Obey
إخراج جيمى جونز، وManta
Ray
إخراج بوتيفونج أرونفينج، الذى شارك فى مسابقة
Orizzonti
بالدورة السابقة من مهرجان فينيسيا السينمائى، وحصد جائزة أفضل فيلم، وEuphoria
للمخرجة فاليريا جولينو، الذى عُرض فى قسم «نظرة ما» بالدورة السابقة من
مهرجان كان السينمائى، وI
Act،
I Am
إخراج ميروسلاف مانديتش، إضافة إلى
Amin
إخراج فيليب فوكون، الذى عُرض فى نصف شهر المخرجين بالدورة الـ71 مهرجان
كان السينمائى.
ولا تقتصر قائمة أفلام المسابقة الدولية على الأفلام
الروائية، إذ تضم فيلم التحريك
The
Tower
للمخرج ماتس جرود، وتدور أحداثه فى 74 دقيقة حول طفلة فلسطينية تعيش فى
مخيم للاجئين بلبنان، وتتعرف على تاريخ عائلتها من خلال القصص التى رواها
ثلاثة أجيال سابقة من اللاجئين. وتطرّق المخرج من خلال العمل إلى كيف أدى
إنشاء إسرائيل فى عام 1948 إلى تهجير ربع مليون فلسطينى قسرياً، معظمهم لم
يعودوا أبداً إلى وطنهم.
####
المأساة حاضرة فى «أسبوع النقاد» بـ7 أعمال أبرزها «لا أحد
هناك»
كتب: ضحى
محمد
بانوراما مصغرة لأحوال السينما الشابة والمغايرة فى العالم
أساس النسخة الخامسة من مسابقة «أسبوع النقاد» بمهرجان القاهرة السينمائى
الدولى، التى يديرها الناقد أسامة عبدالفتاح، وتشمل 7 أفلام تتنافس على
جائزتى «شادى عبدالسلام» لأحسن فيلم وتُمنح للمخرج، و«فتحى فرج» لأحسن
إسهام فنى، وتضم لجنة تحكيم المسابقة فى عضويتها المخرج والسيناريست محمد
حماد، والكاتبة الناقدة إيمى نيكلسون، وأحمد الحسنى، مدير مهرجان المغرب.
«عبدالفتاح»: روح التجديد أساس الاختيار.. وتنوع الأعمار
يميز التحكيم
وفى مقدمة الأعمال المشاركة، التى تسيطر عليها التراجيديا
والقصص المأساوية، فيلم «لا أحد هناك» ويرصد حالة الاكتئاب التى يتعرض لها
الشباب فى أعمار مختلفة، ويعد التجربة الأولى للمخرج المصرى أحمد مجدى،
و«آجا» للمخرج ميلكو لازاروف، إذ يعيش بطلاه «نانوك» و«سدنا» وحدهما وفق
عادات وتقاليد أجدادهما، ويصبح الصيد صعباً مع نفوق الحيوانات لأسباب
مجهولة. ويعرض الفيلم الروائى «امرأة فى حرب» الصراع الذى تخوضه البطلة
«هالا» وحدها ضد صناعة الألومنيوم التى تهدد المرتفعات الأيسلندية البكر
التى تعشقها، وتغامر من أجل تحقيق هدفها حتى ظهور طفلة يتيمة فى حياتها
فتتغير الأحداث، وأيضاً سيطرت التراجيديا على أحداث فيلم «شفقة» من
اليونان، الذى يدور حول قصة رجل يدمن الحزن، وفى حاجة دائمة للشفقة، ويحب
استجداء العطف.
وبعد مشاركته فى مسابقة «نظرة ما» بالدورة 71 من مهرجان
«كان» السينمائى، وحصده جائزة أحسن عمل أول ضمن فعاليات مهرجان أيام قرطاج
السينمائية فى دورته الـ29، تعرض المخرجة المغربية مريم بن مبارك فيلمها
الروائى الطويل الأول «صوفيا» ضمن «أسبوع النقاد» بمهرجان القاهرة، وتدور
أحداثه حول فتاة فى العشرين تعيش مع أهلها فى الدار البيضاء، تلد طفلاً
خارج مؤسسة الزواج فيعتبرها المجتمع خارجة عن القانون. أما الفيلم اللبنانى
«رحلة الصعود إلى المرئى»، فقدمه مخرجه غسان حلوانى بأسلوب يحمل نوعاً من
التشويق والإثارة، وتدور أحداثه قبل 35 عاماً حول شخص شاهد على اختطاف رجل
يعرفه، فيما تدور أحدث فيلم «النشال»، إخراج أجوستين توسكانو، حول البطل
«ميجل» الذى يمتهن السرقة باستخدام الدراجة النارية، حتى يواجه موقفاً يقلب
حياته رأساً على عقب. «جودة الفيلم وروح التجديد أساس اختيار الأعمال»، حسب
أسامة عبدالفتاح، مدير مسابقة «أسبوع النقاد»، موضحاً: «التنوع فى المسابقة
قائم على مستويات عدة، فاخترنا 7 أفلام من 4 قارات تنوعت بين الوثائقى
والروائى والتجريبى، والانتقاء استند إلى اعتبارات فنية بحتة، من ضمنها
مستوى الفيلم وجودته، أى سرد أحداثه بطرق غير تقليدية».
وقال عبدالفتاح، لـ«الوطن»، إن اختيار «لا أحد هناك» جاء
نظراً لحرفية وجودة العمل، مضيفاً: «طلبنا من الشركة المنتجة ألا ترسله إلى
مهرجانات أخرى، وصناعه رحبوا بذلك، وسعداء لأنه يعرض ضمن مسابقة رسمية
بمهرجان القاهرة، كما أنه يعد الفيلم المصرى الوحيد فى مسابقتنا».
وعن اختيار لجنة التحكيم من الشباب، أوضح: «تحمل تنوعاً على
مستويات عدة، فلدينا عضو مصرى محمد حماد يمثل فئة الشباب، والناقدة
الأمريكية إيمى نيكلسون تمثل الجيل الوسط، والخبرة متمثلة فى أحمد الحسنى
رئيس مهرجان تطوان للسينما»، مشيراً إلى طلب محمد حفظى رئيس المهرجان،
تمثيل الشباب فى لجان التحكيم.
####
بروفايل| حسن حسنى.. «الجوكر»
كتب: نورهان
نصرالله
صوت مميز وتقاسيم وجه طيعة يجيد صاحبها التحكم بها، بمجرد
أن تراه على الشاشة تدرك أنك فى حضرة كوميديان عبقرى، يمتلك ميزاناً حساساً
جعله يتربع على عرش قلوب الجمهور على مدار سنوات طويلة، ليكون أشبه بالخلطة
السرية الذى تمنح الأعمال نكهة سحرية ومذاقاً خاصاً، ليستحق الفنان حسن
حسنى عن جدارة جائزة «فاتن حمامة» التقديرية، لتكريم مشواره السينمائى
الطويل الذى رسم فيه الابتسامة على وجوه الملايين.
كالفنانين العظام يخرج إبداعهم من رحم المعاناة، كان
الفقدان هو المحرك الأول فى حياة الطفل المولود فى حى القلعة، عندما فقد
والدته وهو لم يتجاوز السادسة من عمره، وتركت مسحة حزن غائرة فى عينيه لم
يمحها الزمن، وجه طاقته إلى التمثيل الذى عرفه وتملكه منذ نعومة أظافره ما
بين مسارح المدارس فى السنوات التعليمية المتتالية حصد لقب الأفضل وتوج
بكأس التفوق فى المدرسة الخديوية بعد ما أدى دور «أنطونيو» فى إحدى
المسرحيات، وحتى مع التخرج ظل «حسنى» مرتبطاً بالمسرح، حيث انضم إلى المسرح
العسكرى ثم خاض بعده مجموعة من التجارب، حتى بدأ العمل الاحترافى على
المسرح القومى فى عرض بعنوان «كلام فارغ» للمخرج سمير العصفورى.
لم يستمر فى العمل المسرحى طويلاً، حيث كان يبحث عن باب
أوسع ليطل على الجمهور، فكانت التجربة الأولى فى فيلم «الباب المفتوح»
للمخرج هنرى بركات عام 1963، فى ظهور بسيط بالفيلم، وتلاه مجموعة من
التجارب التى بدأت تمنحه ثقلاً وظهوراً أكبر خاصة فى التعاون مع مخرجين
مميزين، منها «الكرنك» للمخرج على بدرخان، «البرىء» و«الهروب» و«دماء على
الأسفلت» للمخرج عاطف الطيب، «سارق الفرح» للمخرج داود عبدالسيد، حتى أصبح
يخطو خطوات أكثر نضجاً فى مشواره الفنى، ورهانه على الموهبة ظل رابحاً،
خاصة مع حصوله على جائزة أحسن ممثل فى مهرجان الإسكندرية السينمائى عن فيلم
«فارس المدينة» للمخرج محمد خان، التى باركت أداءه التمثيلى الاستثنائى.
ما يجاوز الـ400 عمل فنى قدمها الفنان حسن حسنى على مدار
رحلة بدأت من 55 عاماً وما زالت مستمرة، لم يكتف فيها بصنع مجده الشخصى
والمهنى كفنان، بل لعب دوراً مهماً كداعم أساسى للفنانين الشباب فى أعمالهم
الأولى، نادراً ما تجد فيلماً سينمائياً أو نجماً جديداً لم يشارك حسن حسنى
فى أول أفلامه، محمد هنيدى، علاء ولى الدين، أحمد حلمى، أحمد مكى، هانى
رمزى ومحمد سعد.
####
يوسف شريف رزق الله:
اختيار «حفظى» لعلاقاته بالداخل
والخارج.. و40 مليون جنيه ميزانيتنا
كتب: نورهان
نصرالله
رهان جديد يفرضه محبو وصناع السينما على الدورة الـ40 من
مهرجان القاهرة السينمائى، الذى تتولى إدارته مجموعة جديدة يقودها منتج
شاب، فى انتظار أن يطل الحدث الأبرز بالمنطقة العربية فى ثوب جديد
واستراتيجية مختلفة تعيده للأضواء وساحة المهرجانات العالمية مرة أخرى، لذا
حاورت «الوطن» الناقد يوسف شريف رزق الله، المدير الفنى للمهرجان، للتعرف
على رؤية القائمين على الدورة التى تنطلق فعالياتها الليلة، وكواليس
الإعداد، والميزانية، فضلاً عن الأفكار المستحدثة هذا العام، وعودة
المشاركة المصرية بعدد مناسب من الأفلام، وإلى نص الحوار:
·
يتصادف حلول الدورة الأربعين للمهرجان مع ترؤس منتج شاب
للفعاليات، هل تراه تحدياً لـ«القاهرة السينمائى»؟
- بالطبع، مبدئياً المنتج محمد حفظى تولى رئاسة الدورة
الأربعين ولم يسع لذلك، وأرى أن اختيار الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة
الثقافة له موفق، إذ إنها وضعته فى المكان المناسب؛ لما له من اتصالات
وعلاقات داخلية وخارجية متعددة ساعدت على جذب عدد من الجهات لرعاية
المهرجان مالياً، وهذا ما كنا فى حاجة إليه كون ميزانية المهرجان محدودة،
وحفظى لديه طموح كبير فيما يتعلق بالأنشطة المختلفة للمهرجان.
المدير الفنى: سجادة حمراء وعرض خاص لكل فيلم متميز
·
إذاً قدم حفظى اقتراحات جديدة تنفذ هذه الدورة للمرة
الأولى؟
- بالفعل، فهو صاحب فكرة تخصيص عرض خاص وسجادة حمراء لفيلم
من الأفلام المتميزة كل ليلة، منها أعمال تعرض بحضور صناعها وضيوفها
الأجانب، فضلاً عن عروض منتصف الليل فى سينما الزمالك ومركز الإبداع،
لأفلام موجودة فى بعض المهرجانات بالخارج، بجانب كل الأنشطة الأخرى مثل
«ماستر كلاس»، واللقاءات مع ضيوف المهرجان الذين ينقلون خبراتهم للحضور،
ومنهم المخرج الفلبينى بريانت مندوزا، ورئيس لجنة التحكيم المخرج الدنماركى
بيل أوجست.
·
هل توافقت الميزانية مع حجم الطموحات لدى إدارة المهرجان
هذا العام؟
- الأفكار والطموحات التى أردنا تطبيقها فى الدورة الجديدة
تطلبت ميزانية تتجاوز المعتادة للمهرجان، وتبرع المهندس سميح ساويرس، رئيس
مجلس إدارة شركة «أوراسكوم للتنمية»، بمليونى جنيه، كما تبرع غيره من
الرعاة ووزارة السياحة، وإجمالاً وصلت الميزانية نحو 40 مليون جنيه
تقريباً، ويرجع ذلك إلى براعة المنتج محمد حفظى ومجهوده فى الحصول على مبلغ
يساعدنا على تقديم دورة جيدة.
«كريم» أنسب من «أوديون» لاستضافة جمهور باحث عن الإبداع..
وانفتحنا على جمهور «كايرو فستيفال سيتى» و«مول العرب»
·
للمرة الأولى يشارك فى المهرجان أكثر من 14 فيلماً تعرض
عالمياً للمرة الأولى، حدثنا عن ذلك؟
- اتفق المهرجان مع بعض المراسلين فى الخارج، منهم المسئولة
عن بانوراما السينما الروسية، التى وفرت لنا نحو 10 أفلام من جهات مختلفة،
إضافة إلى مجموعة من الضيوف يشاركون فى ندوة عن السينما الروسية حالياً،
وأيضاً اتفقنا مع عدد من الصحفيين لحضور فعاليات المهرجان والكتابة عنه فى
الصحف والمطبوعات العالمية، فضلاً عن مراسل مسئول عن منطقة أمريكا
اللاتينية، وأرى أن كل هذه الأمور لم تكن تسمح بها ميزانية المهرجان فى
الدورات السابقة.
·
هناك مشكلة سابقة مع وزارة السياحة لعدم سدادها مبلغاً
خصصته لدعم المهرجان العام الماضى، هل سوى الأمر؟
- من حسن حظنا أنه جرى تغيير وزير السياحة هذا العام، ففى
الدورة الـ38 حضر رئيس هيئة تنشيط السياحة ممثلاً عن الوزارة للحديث عن
الدعم المقدم للمهرجان، وبعد ذلك «فص ملح وداب»، ورغم المراسلات المستمرة
من رئيس الدورة الدكتورة ماجدة واصف للوزارة فإنها لم تسفر عن شىء، كما أن
الوزارة لم تستفد من وجود النجوم العالميين للدعاية والترويج لمصر بشكل
لائق، وفى المجمل ما حدث أمر مخجل.
·
هل الوضع مختلف فى هذه الدورة؟
- بالتأكيد، الآن لدينا وزيرة نشطة على دراية بقيمة
السياحة، كما أجرى المنتج محمد حفظى جلسات مع رئيس هيئة تنشيط السياحة
الجديد؛ لتحديد أوجه الرعاية، إذ تبلغ قيمة الدعم 5 ملايين جنيه مقدمة فى
شكل إقامة الضيوف بالفنادق وتذاكر الطيران.
·
العام الماضى لم تشارك أفلام مصرية فى المسابقة الدولية، هل
تغير الوضع هذا العام؟
- نعم، لدينا فيلما «ليل خارجى» للمخرج المتميز أحمد
عبدالله السيد فى المسابقة الدولية، و«جريمة الإيموبيليا» للمخرج خالد الحر
خارج المسابقة الرسمية، إضافة إلى أخرى تشارك بأقسام المسابقات الثلاثة
«آفاق السينما العربية»، و«أسبوع النقاد» و«سينما الغد»، ما ينبئ بحالة من
النشاط فى الإنتاج السينمائى، خاصة ما يتعلق بأفلام السينما المستقلة، وأرى
أن عرض المهرجان هذا العدد من الأفلام مهم.
·
لماذا؟
- يتيح فرصة للضيوف الأجانب لمشاهدة أحدث إنتاجات السينما
المصرية، ويمنح الأعمال فرصاً للعرض والمشاركة فى فعاليات خارج البلاد،
وأرى أن هذا أحد أدوار المهرجان المهمة، إلقاء الضوء على المنتج الفنى
المحلى، إذ إن الحدث ليس جهة إنتاج، هو فقط يسعى لعرض أفلام مصرية ضمن
برامجه سواء كانت مستقلة أو أنتجت بمقاييس السوق التجارية، ومن حسن حظ
«القاهرة السينمائى» هذا العام أن هناك عدداً من الأفلام المصرية المتميزة،
ما وفر لنا تمثيلاً مصرياً فى كل مسابقات المهرجان.
·
لماذا ألغيت عروض المهرجان فى سينما «أوديون» هذا العام؟
- اُستبدلت بسينما «كريم» فى وسط البلد، رأينا أنها أنسب
لعروض الأفلام المشاركة بعد تجديدها والإقبال الجماهيرى عليها، وهذا يفيد
المهرجان، إضافة إلى سينما الزمالك التى تعتبر مميزة من ناحية الموقع
والشكل والإدارة، وللمرة الأولى تعرض أفلام «القاهرة السينمائى» فى دور عرض
«كايرو فستيفال سيتى» و«مول العرب»، رغبة فى الانفتاح على أحياء مختلفة
بالقاهرة.
·
هناك اتجاه واضح لدى إدارة المهرجان لاستضافة رموز صناعة
السينما بدلاً من النجوم، لماذا؟
- فعلاً، قررنا أن تكون نسبة من الضيوف من صناع السينما،
ورأى المنتج محمد حفظى ضرورة توجيه جزء من الميزانية لاستضافة مجموعة من
الأسماء اللامعة فى صناعة السينما بأيام القاهرة السينمائى، الذى يشارك فيه
أصحاب المشاريع بمرحلتى التطوير أو ما بعد الإنتاج، ويكونون فى حاجة إلى
دعم، إذ يقيّم كبار الصناع الأعمال المعروضة ويمنحون الجوائز، وقد يتحمس
بعضهم لمشروع ما ويسهم فى إنتاجه، وعلى الجانب الآخر لم نغفل استضافة
النجوم، ومن المقرر تكريم الممثل الإنجليزى ريف فاينز، وعرض أحدث أفلامه
وإدارة نقاش حوله.
####
بروفايل| محمد حفظى.. «الرئيس»
كتب: نورهان
نصرالله
يتحسس موضع جلوسه على المكتب الكبير الذى سبقه إليه أسماء
مهمة ما زالت بصماتهم حاضرة، فى الغرفة المزينة بـ«أفيشات» تحمل تواريخ
تعود لسنوات طويلة مضت، تمتلئ جوانبها الصغيرة بمجسمات صغيرة لمبدعين
راحلين، وأخرى لحضارة هى الأهم فى التاريخ الإنسانى، تمتد أنامله تتفحص
الأوراق التى ابتلعت المساحة الصغيرة المتبقية أمامه، ويهدئ من روع هاتفه
المحمول الذى لا يتوقف عن الطنين، وبالرغم من الشعيرات البيضاء التى غزت
رأسه لتضفى مزيداً من الوقار فإن سنواته الـ43 تجعله الأصغر سناً فى شغل
ذلك المنصب المهم، ليكون ذلك سلاحاً ذا حدين فى مواجهة المنتج محمد حفظى فى
مهمته الجديدة.
لا يعرف أحد بالضبط أين البداية الحقيقية، هل هى من سن
الطفولة عندما شاهد فيلماً فى قاعة السينما للمرة الأولى، أم عندما كان
مراهقاً خط قصة على ورقة بيضاء ترجم فيها مشاعره وأحاسيسه، أم بعد ذلك
وواجه رفضاً من العائلة، البداية الوحيدة التى يعرفها الجميع عندما قرر
الشاب الذى درس الهندسة فى جامعة برونِل أن يضرب بدراسته عرض الحائط ويدخل
إلى مجال التأليف للمرة الأولى فى فيلم «السلم والتعبان» للمخرج طارق
العريان عام 2001، ولم يكن يتجاوز وقتها الـ26 عاماً، تلاه عدد كبير من
الأفلام منها «تيتو» و«ملاكى إسكندرية»، ولم تمر سوى سنوات ضئيلة ليصبح
«حفظى» من أبرز كتاب السيناريو فى مصر.
«فيلم كلينك» لم يكن سوى كلمة البداية فى مشوار سينمائى مهم
قطعه المنتج الشاب فى سنوات معدودة، سمعته كسيناريست ساعدته على بدء كيان
يهتم بتقديم ورش فى كتابة السيناريو، قبل أن تتحول فى 2006 إلى شركة
للإنتاج السينمائى، روح المغامرة تملكته ليدخل فى مجال الإنتاج من خلال
الشركة الوليدة، وقدم للسينما مجموعة من الأفلام التى جمعت بين التجارى
والفنى ومثلت مصر فى عدد من المهرجانات السينمائية المهمة، من بينها
«اشتباك» للمخرج محمد دياب، و«يوم الدين» للمخرج أبوبكر شوقى، اللذان أعادا
مشاركة مصر فى مهرجان كان السينمائى، وغيرهما من الأعمال التى تحتل قوائم
النقاد فى الأفلام الأفضل خلال العام.
خبرة كبيرة كونها المنتج الشاب أهلته للوجود فى المنصب
الحالى، حيث يعتبر وجهاً مميزاً فى المهرجانات العالمية، بعد ما خاض عدداً
من التجارب منها عضوية لجنة تحكيم مهرجان القاهرة فى 2010، بالإضافة إلى
لجنة تحكيم فى مهرجان أبوظبى السينمائى، وأدار مهرجان الإسماعيلية للأفلام
التسجيلية والروائية القصيرة، ومستشار لملتقى القاهرة السينمائى التابع
للمهرجان.
####
«مناويشى» ليس الأول.. أزمات وانتقادات طالت «أفيشات» سنوات
سابقة
كتب: نورهان
نصرالله
لم يكن الخلاف على «بوستر» الدورة الـ40 من مهرجان القاهرة
السينمائى «زوبعة فى فنجان» تأخذ وقتها ثم تمر مرور الكرام، على الأقل
بالنسبة لمصممه الفنان أحمد مناويشى، الذى أعلن رفضه الشكل النهائى للملصق
بعد الكشف عنه خلال مؤتمر إعلان تفاصيل الدورة الحالية، ووصفه بـ«منتهى
البلادة»، وأيضاً «عمل لا يرقى لمستوى التصميم الأصلى»، إذ أدخلت إدارة
المهرجان تعديلات على تصميم «مناويشى» دون الرجوع إليه، فضلاً عن تجاهل
القائمين على الحدث العاصفة التى شنها مصمم «الأفيش» الأصلى. واكتفى المنتج
محمد حفظى رئيس المهرجان، فى تصريح خاص لـ«الوطن»، بالقول إنه «ليس هناك
أزمة بالنسبة للبوستر من جانبنا».
وهذه ليست الأزمة الأولى التى تثار حول «بوستر» مهرجان
القاهرة، إذ شهدت الدورات السابقة وقائع مشابهة، ففى عام 2000، أثناء ترؤس
الفنان حسين فهمى الدورة الـ24، أثار التشكيلى يوسف فرنسيس، أزمة بعد تراجع
إدارة المهرجان عن الاتفاق الذى أبرمته معه بشأن رسم «بوستر» زيتى، إذ إنه
بعد إنهاء العمل المطلوب فوجئ باستبدال اللوحة بأفيش مختلف مزدحم ومختلف
تماماً عن الرؤية التى ناقشها مع رئيس المهرجان وقتها، بحيث تظهر فى الصورة
فتاة مغمضة العينين وممسكة برأسها، وفى الأسفل شريط سينمائى يحمل صور بعض
النجوم.
أيضاً طالت الاعتراضات «بوستر» الدورة الـ35، الذى صممه
رسام الكاريكاتير الراحل مصطفى حسين بعد ثورة 25 يناير، نظراً لسيطرة اللون
الأسود عليه، ووصفه البعض بأنه «يفتقر إلى الخيال ولا يتناسب مع أول دورة
بعد الثورة»، وهذه الانتقادات قريبة من تلك التى وُجهت لملصق الدورة الـ37،
الذى كان يحمل صورة الفنانة الراحلة فاتن حمامة، إذ سيطر عليه اللون
الأزرق، وتم وصفه بـ«الفقير فنياً والخالى من الإبداع»، إضافة إلى اختيار
صورة متواضعة للراحلة رغم توافر صور كثيرة لها تصلح لتصدُّر «أفيش».
####
إحسان عبدالقدوس حاضر بـ4 أعمال وكتاب فى مئويته
كتب: ضحى
محمد
فى لفتة مميزة، تحتفى إدارة مهرجان القاهرة السينمائى
الدولى بمئوية ميلاد الكاتب الكبير الراحل إحسان عبدالقدوس، التى توافق
الأول من يناير 2019، بعرض أربع نسخ رُممت حديثاً لأهم الأفلام المأخوذة عن
رواياته، وإصدار كتاب عن سينما إحسان عبدالقدوس، أعده الناقد سامح فتحى.
أول الأفلام المرممة «الطريق المسدود» إخراج صلاح أبوسيف، وإنتاج 1958،
بطولة فاتن حمامة، أحمد مظهر، وشكرى سرحان، مأخوذ عن رواية تحمل الاسم
نفسه، حوّلها للسينما الكاتب الكبير نجيب محفوظ، وثانيها «فى بيتنا رجل»
إخراج هنرى بركات، وإنتاج 1961، مأخوذ عن رواية تحمل الاسم نفسه، بطولة
زبيدة ثروت، رشدى أباظة، وعمر الشريف، وهو واحد من أفضل 100 فيلم فى تاريخ
السينما المصرية. وتضم الأفلام المرممة «النظارة السوداء» إخراج حسام الدين
مصطفى، إنتاج 1963، مأخوذ عن رواية بالاسم نفسه، بطولة نادية لطفى، أحمد
مظهر، وأحمد رمزى، وأخيراً «إمبراطورية ميم»، إخراج حسين كمال، إنتاج 1972،
مأخوذ عن رواية أعدها للسينما نجيب محفوظ، بطولة فاتن حمامة وأحمد مظهر.
«فتحى»: «روتانا» رممت تراثه السينمائى.. ونجله: لفتة مميزة
من «الإدارة»
وأوضح الناقد سامح فتحى السبب وراء اختيار 4 أفلام فقط
للعرض خلال الفعاليات، قائلاً: «اقترحت على إدارة المهرجان عرض أكثر من
فيلم للكاتب الكبير إحسان عبدالقدوس بمناسبة مئوية ميلاده، لكنها اختارت 4
أعمال فقط رممت نسخها شركة (روتانا)». وأضاف «فتحى»، لـ«الوطن»: «كان
ضرورياً عرض فيلم (فى بيتنا رجل) نظراً للعب الفنان الكبير عمر الشريف دور
البطولة، خاصة فى مهرجان دولى يضم عدداً كبيراً من النجوم الأجانب وجمهوراً
مختلف الثقافات، فضلاً عن (الطريق المسدود) لأن الجمهور يشاهد النسخة
الكاملة من العمل لأول مرة، فالمعروض خلال السنوات الماضية حذف منه نحو نصف
ساعة، وعندما رممته (روتانا) أضافت المحذوف».
وعن إعداده كتاباً عن سينما إحسان عبدالقدوس، قال: «بدأت
العمل على هذا الكتاب منذ أكثر من سنتين، واقترحت طرحه ضمن فعاليات
المهرجان على يوسف شريف رزق الله المدير الفنى للمهرجان، والمنتج محمد حفظى
رئيس المهرجان، ويشمل كل الأعمال الأدبية للراحل التى حولت لأفلام وعددها
نحو 40 عملاً، مع عرض كل منها يصاحبه نقد فنى، وتعمدت إبراز الاختلاف بين
العمل الأدبى والسينمائى، وعرض أفيش وصور جديدة من كل فيلم».
فيما أثنى الكاتب الصحفى محمد عبدالقدوس، نجل الراحل، على
عرض أفلام لوالده ضمن الفعاليات، قائلاً: «لفتة مميزة من إدارة مهرجان
القاهرة للاحتفال بمئوية إحسان عبدالقدوس»، مضيفاً: «معظم أفلامه تعتمد على
الحبكة وقوة القصة التى لها تأثير كبير، وهذا لم يعد موجوداً حالياً فى
الأفلام المعروضة».
وتابع لـ«الوطن»: «أتمنى أن تقام ضمن فعاليات المهرجان ندوة
عن تأثير الأدب على السينما، إذ وظفها إحسان عبدالقدوس بصورة ملموسة ضمن
أفلامه التى قدمها خلال مشواره الفنى». |