"النهار"
في منزل النجم العالمي رامي مالك... ابن عمّه: "اليقين ملأ قلوبنا بفوزه"
المنيا-مصر- أحمد علم الدين
المصدر: "النهار"
"يلاّ
بسرعة الاحتفال هيبدأ، محدش يعمل صوت، الأطفال ما تتكلمش. أملنا في ربنا
كبير".
بتلك العبارات بدأت عائلة النجم العالمي رامي سعيد مخالي
عبدالمالك فلتاؤوس، الشهير برامي مالك ابن عزبة فالتاؤوس التابعة لمجلس
قروي الطيبة الكائنة بمركز سمالوط، شمالي محافظة المنيا بصعيد مصر، تنتظر
لحظات تتويجه بجائزة #الأوسكار كـ"أفضل
ممثّل" عن فيلم
"Bohemian Rhapsody".
اصطفّ أطفال العائلة الذين لم يحالفهم الحظ بمقابلة رامي،
حول التلفاز، وبتوجيهات من كبير العائلة عصام مالك ابن عم رامي، صمت الجميع
عن الكلام مترقّبين لحظات تتويج فخر مصر #رامي_مالك.
وفور إعلان النتيجة بفوز مالك بجائزة الأوسكار، أطلقت بنات
ونساء عمومته الزغاريد، وبدأ الأطفال بإطلاق الشماريخ والألعاب النارية
التي كادت تخفي سماء قرية فلتاؤوس، خصوصاً أن مالك أول مصري يحصل على أكبر
جائزة عالمية.
17800
نسمة هو تعداد سكان عزبة فلتاؤوس، تلك العزبة البسيطة التي غاب عنها
التطوير لسنوات عدة. فعندما تطأ قدماك أعتابها، تخطف أنظارك منازلها
البسيطة المشيدة بالطوب اللبن، ومنها من أكرمه الله فأنعم عليه بالبناء
بالطوب الأحمر. كما تلاحظ قلة الفئة الشبابية في القرية نظراً لهجرتهم خارج
البلاد، بسبب الظروف الاقتصادية التي يمرون بها.
هنا تربّى وترعرع سلسال عائلة "أفضل ممثل"، والحاصل على
الأوسكار.
"النهار"،
وفي لقاء مع عصام مالك ابن عم الممثل العالمي، روى لنا كيف استقبلت عائلة
مالك لحظات تتويجه بجائزة الأوسكار، قائلاً: "علمنا بموعد الاحتفال من طريق
شبكات التواصل الاجتماعي (فايسبوك وتويتر) واستعدينا لهذا الاحتفال. بدأ كل
منا يبلّغ أفراد العائلة بموعد بدء الاحتفال لنتجمّع في منزل العائلة.
بالفعل الجميع التزم، كباراً وشباباً وصغاراً، الذين لم يشاهدوا رامي في
الحقيقة، والغريب في الأمر أنّ أطفال وشباب العائلة كانوا يحملون في أيديهم
الألعاب النارية وكأن اليقين يملأ قلوبهم بأن رامي هو من سيتوّج بتلك
الجائزة".
"بدأ
الاحتفال على شاشات التلفاز، وأهالي القرية كل منهم بدأ يشاهد ويتابع
أحداثه، وفور إعلان النتيجة، أطلق أهالي القرية الزغاريد قبل أن نبدأ نحن
كعائلته، هذا كان شعوراً طيباً من أهالي القرية تجاه رامي".
ولفت ابن عمه: "كان سعيد مخالي عبدالمالك فلتاؤوس والد
رامي، من بين عدد كبير من الشباب الذين تركوا العزبة الهادئة، واستقر به
المقام في الولايات المتحدة الأميركية، بعدما عاش فترة طويلة من حياته داخل
شوارعها وأزقتها الصغيرة التي سميت على اسم جده عبدالمالك فلتاؤوس. كما أن
رامي زار مسقط رأسه مرة وحيدة في 1994، وفي 2004 زار رامي مصر، لكنه لم يأت
إلى العزبة".
واستكمل مالك قائلاً: "تخرّج عمي سعيد في كلية التجارة،
واتجه إلى العمل في السياحة، وتزوج في الثمانينات من نيللي عبدالمالك،
وأكرمهما الله بابنتهما چاسمين، ثم هاجروا إلى أميركا، وهناك أكرمه الله
بنجليه رامي وسامي، في مدينة لوس أنجلس".
أنهى ابن عم رامي حديثه قائلاً: "بدأ والد رامي يستشعر
تفوّق رامي عندما قرر أن يلتحق بجامعة إيفانسفيل، تلك الجامعة الواقعة
بولاية إنديانا في أميركا الشمالية، ولكن طموحات والده كانت غير ذلك، حيث
كان يأمل أن يرى نجله طبيبًا، إلا أنه لم يضغط عليه وترك له الحرية في
تحديد مستقبله والاختيار ما بين الطب والتمثيل، في الوقت الذي سلك توأمه
سامي طريق التدريس".
التقت "النهار" بعض أهالي القرية، فقال عبدالراضي مخيون:
"رغم أننا لم نرَ رامي مالك إلا مرة واحدة فقط منذ 14 عاماً، إلا أننا كنّا
في غاية السعادة. الريف بالنسبة لرامي كان شيئاً غريباً للغاية، فكان
حريصاً دائماً على أخذ لقطات تذكارية لقريته، وتصوير الأراضي الزراعية
المملوكة لعائلته وغيرها، كما كان حريصاً على أخذ صور تذكارية مع أطفال
القرية. لم نشعر بأنه غريب عنا، أو لا ينتمي إلينا، الفارق بيننا كأهالي
القرية ورامي هو اللغة، فكان ضليعاً جداً في اللغة الأجنبية، وضعيفاً جداً
في العربية نسبة لتربيته وإقامته في أميركا".
ولفت مخيون إلى أن "رامي رفع رأسنا جميعاً وليس عائلته فقط،
على الأقل قريتنا لم تكن معروفة والآن أصبحت حديث الناس"، مضيفاً: "سنظل
ندعمه إلى ما لا نهاية، وسيظل هو فخر الشباب مثل محمد صلاح اللاعب المصري
العالمي، هما قدوة لتحقيق أحلام شبابنا وأبنائنا في مصر والوطن العربي". |