المخرجات يخطفن الأضواء في مهرجان برلين السينمائي
المصدر:
برلين - د.ب.أ
يعتقد ديتر كوسليك، مدير مهرجان برلين السينمائي، أن
المهرجان يعتبر في الصدارة، فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين في الترشيحات.
وفي الوقت الذي واجهت فيه مهرجانات سينمائية أخرى، وبصورة
خاصة كان وفينيسيا، غضبا لقلة التمثيل النسائي في منافساتها، نجد أن تقريبا
نصف الأفلام التي سوف تتنافس على أبرز جوائز مهرجان برلين الشهر القادم من
إخراج مخرجات.
وقال كوسليك، الذي يتنحى هذا العام عن منصبه الذي تولاه منذ
18 عاما" فيما يتعلق بالمرأة؛ نحن في المقدمة".
ومن بين 17 فيلما تتنافس في المسابقة الرسمية بالمهرجان،
هناك سبعة أفلام من إخراج مخرجات، ومنها فيلم الافتتاح" ذا كايندنس اوف
سترينجرز" للمخرجة الدنماركية لوني سشيرفيج.
وأضاف كوسليك للمراسلين الأجانب في برلين" هذا أكثر من ذي
قبل".
وكان النقاد قد اتهموا في أغسطس الماضي مهرجان فينيسيا
السينمائي بـــ"الذكورية السامة" عقب أن اختار للعام الثاني على التوالي
مخرجة واحدة فقط لتدخل المنافسة بين 21 فيلما على الأسد الذهبي، أبرز جوائز
المهرجان.
وبدا أن الانتقادات مماثلة للجدل الذي أثير حول مهرجان كان
في الأعوام الأخيرة، حيث يتعرض المهرجان بصورة متكررة للانتقاد لكونه نادي"
الرجال".
وتعرض منظمو كان بصورة خاصة للانتقادات لاختيارهم عددا
صغيرا نسبيا من المخرجات في السباق على جائزة السعفة الذهبية، إحدى أبرز
الجوائز في عالم السينما.
وجاءت حركة "مي تو" (أنا أيضا)، التي تبعت الغضب الناجم عن
الكشف عن أعمال التحرش الجنسي في عالم الترفيه، لتزيد الضغط الذي تتعرض له
أبرز المهرجانات السينمائية في العالم.
وحاول مهرجان كان التغلب على الاتهامات بالتمييز والتحرش
الجنسي في قطاع السينما من خلال تدشين خط ساخن لاستقبال مكالمات كل من يريد
الإبلاغ عن أي سلوك مشين.
كما أنه قام باستضافة مسيرة لـ82 من أبرز الشخصيات
السينمائية على السجادة الحمراء التي يشتهر بها المهرجان لإبراز أهمية
النساء في القطاع السينمائي، وخلال العامين الماضيين، ضمت قائمة الأفلام
الـ21 التي تتنافس على جائزة السعفة الذهبية أفلاما لثلات مخرجات.
ويبدو أن العادات القديمة تختفي بصعوبة في مدينة كان
الفرنسية الواقعة على البحر المتوسط.
وخلال عام 2015، اندلعت الفضيحة التي أطلق عليها "شو جيت"
عندما تم منع مجموعة من النساء من دخول العرض الأول للفيلم الأمريكي الذي
يحكي قصة سيدتين سحاقيتين"كارول" وذلك لعدم إرتدائهن أحذية بكعوب مرتفعة،
والتي تعد جزءا من الملابس التي يجب أن ترتديها النساء لدى حضور العروض
الأولى لأفلام في المهرجان.
وفي رد فعل احتجاجي على ما حدث، قامت كل من جوليا روبرتس،
وكريستين ستيوارت، وسوزان ساراندون، في العام التالي بالتمرد على قاعدة
ارتداء أحذية بكعوب مرتفعة بالسير على السجادة الحمراء حافيات القدمين.
يشار إلى أن مخرجة واحدة وهى جين كامبيون فازت بجائزة
السعفة الذهبية في مهرجان كان طوال تاريخه الممتد منذ أكثر من 70 عاما.
وفازت المخرجة النيوزيلدنية بالجائزة عام 1993 عن فيلم "ذا
بيانو"، وتشاركت في الجائزة مع المخرج الصيني تشين كايجي عن فيلم"فاير ويل
ماي كونكوبي".
وعلى النقيض، فازت المخرجات كلاوديا للوسا من بيرو، والديكو
انيدي من المجر، وادينا بينتيلي من رومانيا، بجائزة الدب الذهبي، في مهرجان
برلين، خلال العقد الماضي، اثنان منهما في آخر عامين، وفازت أربع مخرجات
بجائزة الأسد الذهبي في مهرجان فينيسيا منذ عام 1949.
وجاءت الهجمات حول المساواة بين الجنسين في ظل منافسة شرسة
بين المهرجانات للحفاظ على هيبتها كمهرجانات سينمائية كبيرة.
ويحاول مهرجان فينيسيا الاستفادة من حقيقة أنه يقام بعد حفل
الأوسكار، حيث يبذل جهدا لتنحية كان عن قمة المهرجانات.
وتمر المهرجانات الكبرى بعملية إعادة تشكيل سريعة للسينما،
في ظل صعود منصة عرض الأفلام، وخاصة نيتفلكس.
وبالإضافة لذلك، اضطر كل من مهرجان فينيسيا، وكان للانضمام
للمهرجانات الأخرى في أنحاء العالم، والتي تشمل مهرجان برلين، للمطالبة
بالمساواة بين الجنسين.
وعلى الرغم من أن الطلب لا يشمل تخصيص حصة للسيدات خلال
عملية اختبار أفلام المهرجان، إلا أنه يشمل طلب المزيد من الشفافية.
وانضم كوسليك لنظرائه في كان وفينيسيا بالإضافة لعدد من
المخرجات والممثلات في التحذير من تعمد اختيار مخرجات في مسابقات
المهرجانات الرئيسية.
وقال كوسليك "إنه أمر خطير" مضيفا، "ليس من المنطق وضع
برنامج لاختيار أفلام النساء، هكذا تنهي مسيرتك". |