إفريقيا وفرنسا وبولندا ضيوف «مهرجان الإسماعيلية»..
زيادة عدد الأفلام.. واتساع قاعدته الجماهيرية فى محافظات
القناة
شريف نادى
يشهد مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة الذى
تنطلق دورته الـ 21 بعد غد الأربعاء العديد من البرامج السينمائية فى
مقدمتها برنامج خاص للسينما الإفريقية والتى تأتى بالتزامن مع رئاسة مصر
للاتحاد الإفريقي، وتنظيم مصر لكأس الأمم الإفريقية،
كما سيتم تكريم المخرج الإفريقى موازيه نجانجورا، وندوة عن
السينما الإفريقية، إضافة إلى برنامج آخر للأفلام الفرنسية بمناسبة العام
المصرى ـ الفرنسي، وآخر للأفلام البولندية، ولم يغب عن المهرجان أن يكمل ما
بدأه العام الماضى من تأريخ النقد السينمائى فى مصر؛ حيث من المقرر أن
يتناول هذه الدورة النقد السينمائى خلال فترة السبعينيات.
كما يشهد المهرجان أيضًا زيادة ملحوظة فى عدد الأفلام، وهو
ما دفع إدارة المهرجان إلى الاستعانة بلجنتى تحكيم نظرًا لضيق الوقت وزيادة
عدد الأفلام فى المسابقات المختلفة.
من جانبه، أكد د.خالد عبد الجليل مستشار وزير الثقافة
للسينما، رئيس المركز القومى خلال المؤتمر الصحفى الذى عقد أمس، للإعلان عن
تفاصيل الدورة 21 من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، أنه
نجح فى ترسيخ فكرة أن يكون لمهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة
هيكل تنظيمى مستقل على مدار ثلاث سنوات متتالية، متمنيا ألا يقوم أى رئيس
للمركز القومى للسينما بعد بتولى رئاسة المهرجان أيضا، خاصة أنه عمل على
انفصال الكيانين، مطالبا الجميع بالتمسك بهذا الانفصال لكى يكون للمهرجان
كيان واضح ومستقل، موجها الشكر لوزيرة الثقافة د.إيناس عبد الدايم على ما
قدمته للمهرجان من دعم مالى ولوجستي، وكذلك نقيب المهن السينمائية مسعد
فودة، والمنتج هشام عبد الخالق.
وأضاف أن أغلب صناع السينما والنقاد يرتبطون بذكريات مع
مهرجان الإسماعيلية السينمائي؛ حيث كان فرصة لشباب السينمائيين والنقاد
للقاء أساتذة كبار مثل على أبو شادي، صلاح مرعي، محمد كامل القليوبي،
وماجدة موريس.
وأشار عصام زكريا رئيس المهرجان إلى أن النجاح الكبير الذى
حققه المهرجان فى دورته الماضية، بقدر ما أسعدنا لكنه فى الوقت نفسه حمّلنا
عبئا كبيرًا لتقديم الأفضل، مؤكدا أن د.خالد عبد الجليل يبذل مجهودًا
كبيرًا على كل الجوانب المالية واللوجستيه، وهى أصعب بكثير من الجوانب
الفنية التى لا تتطلب قدر المجهود والأعصاب التى تتطلبها الأخرى، إضافة إلى
أن سقف طموحه يتجاوزنا بكثير؛ حيث يرغب فى أن يكون «الإسماعيلية السينمائيس
من بين أبرز وأهم المهرجانات ليس فقط على الخريطة السينمائية المصرية أو
العربية لكن على خريطة السينما العالمية، ورغم أن هذا أمر يصعب تحقيقه
ويستلزم مجهودا كبيرا، إلا أنه لديه قناعة أنها ستتحقق، حتى عندما نواجه
تعثرات إلا أنه يطمئننا بأننا سنتجاوزها.
وأوضح أن عدد الأفلام القصيرة والتحريك والتسجيلى تتضاعف
بشكل ملحوظ منذ العام الماضي، ويرجع ذلك إلى زيادة عدد صناعها، بالإضافة
إلى أماكن العروض التى أصبحت متوافرة، وبات لهذه الأفلام شعبية كبيرة بدليل
أن كل المهرجانات تقريبا لديها قسم يخص هذا الشأن، وبالتالى كان ضروريا أن
يستوعب المهرجان عددًا أكبر من الأفلام، ولذلك قررنا هذا العام أن يكون
بالمهرجان لجنتا تحكيم، نظرا لأن وجود لجنة واحدة يتسبب فى ضغط شديد عليها،
ويشكل عبئًا كبيرًا على المهرجان الذى كان يحد من اختياراته، لأنهم فعليا
لديهم مدة محددة لا تتجاوز 4 أيام فقط مطلوب منهم مشاهدة وتحكيم الأفلام،
لذا كان من المهم هذا العام وجود لجنتى تحكيم. وأشار إلى وجود قسم
البانوراما والذى يشارك به أكثر من برنامج منهم برنامج الأفلام الإفريقية
والتى تأتى بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الإفريقي، وكأس الأمم الإفريقية،
وهو ما يشير إلى أن مصر أدركت أهمية البعد الإفريقى وبدورنا نسهم من خلال
هذا البرنامج، إلى جانبأن المشاركة الإفريقية ستمتد إلىكل فعاليات المهرجان
فى لجنة التحكيم، وتكريم لمخرج إفريقي، وندوة عن السينما الإفريقية.
وأضاف زكريا أن المهرجان سيشهد أيضا برنامجًا آخر للأفلام
الفرنسية بمناسبة العام المصرى الفرنسي، وآخر للأفلام البولندية وذلك بسبب
إقبال عدد كبير من الأفلام البولندية وهو ما دفعنا لتقديم برنامج كامل بهذه
الدورة، كما سنسعى لاستكمال ما بدأناه العام الماضى من تأريخ النقد
السينمائى فى مصر؛ حيث سنتناول هذه الدورة النقد السينمائى خلال فترة
السبعينيات.
ولفت د.خالد عبد الجليل إلى أن فكرة وجود برنامج للسينما
الإفريقية أو الفرنسية هو استثناء هذا العام ولن ندخل فى منافسة مع مهرجان
الأقصر للسينما الإفريقية، أو مهرجان الإسكندرية لدول البحر المتوسط، وفى
رأيى أنه من الضرورى الاهتمام بإفريقيا خاصة أننا أضعنا سنوات طويلة من عدم
التواصل معها لأنهم ظهيرنا السياسى والثقافى، وإذا رجعنا لأجندة وزارة
الثقافة سنجد أنه على مدار 12 شهرًا هناك فعالية أو اثنتان، حيث كنا فى
رواندا وموريتانيا، وسنسافر إلى مالى حيث نجرى أنشطة داخل القارة الإفريقية.
واستكمل عصام ما قاله عبد الجليل قائلًا: إن ما يفعله
مهرجان الإسماعيلية هذه الدورة من الاستعانة ببرامج إفريقية أو فرنسية
تتماشى مع ما تقوم به الدولة، وهذا أمر ليس بجديد حيث فعله من قبل مهرجان
القاهرة السينمائى والإسكندرية، حيث يتم التقاط خيط حول توجه الدولة فى هذا
العام ليعلن عن برامج ثقافية فى دورتهم، وكذلك الأمر بالنسبة لمهرجانات
خارج مصر، لتكون بمثابة رسالة تعاون وتبادل ثقافى وهو الهدف الأساسى لأى
مهرجان أن يكون هناك تبادل ثقافى وإنساني، مشيرا إلى أن المهرجان بشكل عام
لا يحظر أى دولة باستثناء إسرائيل، لأننا مهرجان دولى وعندنا كل البلاد ومن
الممكن العام المقبل تكون لدينا قارة أخرى لأننا مدركون أن الثقافة شيء
والسياسة شيء آخر والمواقف السياسية تتغير ولكن علاقات الشعوب هى الباقية.
وأعلن خالد عبد الجليل خلال المؤتمر عن الاستعداد بدءا من العام المقبل لأن
المهرجان يقام فى محافظات القناة، وألا يكون قاصرا على الإسماعيلية فقط،
مشيرا إلى أن ضعف الإقبال الجماهيرى يرجع إلى أن صناعة المهرجانات تحتاج
إلى تسويق مادى وإعلامى وأن يتحول المهرجان إلى حدث يهم المدينة وليس من
خلال بعض البانرات التى يقوم عمال المركز القومى بتعليقها فى شوارع
المحافظة، وبالتالى فلن تصل للجمهور بالشكل الكافى، إضافة إلى أن المهرجان
ينفذ منذ عشر سنوات بنفس الميزانية رغم زيادة الأسعار فى السنوات الثلاث
الأخيرة.
وأضاف عصام زكريا أن سوق السينما التجارية فى مصر فى انخفاض
وبعض دور العرض تغلق أبوابها حتى فى محافظة الإسماعيلية كان بها سينما
قاعتان وأغلقت، وبالتالى لابد من النظر إلى نوعية الجمهور الذى يوجه له
المهرجان، وهى خطوة بدأها المهرجان العام الماضى فى أن تكون هناك قاعدة من
الشباب مهتمة بهذه النوعية من المهرجانات، كما أضفنا هذا العام عروضا فى
الجامعة.
وأوضح أنه نجح فى إضافة بند فى لائحة المهرجان للحصول على
حق عرض الأفلام، وهو أمر لم يكن موجودا عند إدارة المركز، ليصبح موجودا
اليوم بشكل رسمي. |