تكريم فريدة عرمان رائدة صناعة الأفلام الوثائقية
بـ«الإسماعيلية السينمائي»
الشروق
قدمت للتلفزيون المصري أكثر من 400 فيلم تسجيلي وصوّرت أغلب
الأغاني الوطنية على شريط سينما،
يكرم مهرجان الاسماعيلية للأفلام التسجيلية والقصيرة، في
دورته الحادية العشرين المخرجة فريدة عرمان "١٩٣٨- ٢٠١٨"، التى تعد إحدى
رموز السينما في مصر والوطن العربي في مجال صناعة السينما التسجيلية وإحدى
مؤسِساتِ التليفزيون المصري في مطلعِ الستينياتِ، ورائدةً من روَّادِ
صناعةِ الأفلامِ الوثائقيةِ والأغاني الوطنية، حيث قدمت للتلفزيون المصري
أكثر من 400 فيلم تسجيلي وصوّرت أغلب الأغاني الوطنية على شريط سينما.
وفريدة عرمان واحدة من بين ثلاث صحفيات تخرجن في الدفعة
الأولى من قسم الصحافة بكلية الآداب ١٩٥٨ (سناء البيسي وسناء فتح الله
وحسنية عبد الجواد وايناس السلانكلي).
بدأت حياتها المهنية في مجلةِ الجيل، ثم التحقتْ بصحيفةِ
أخبار اليوم، ثم بالعملِ في التليفزيون في مارس ١٩٥٩، قبلَ بِدءِ الإرسالِ
بأربعةِ أشهر. وعيّنتْ مع أولِ دفعةٍ في ١ مارس ١٩٦٠.
عملتْ بالإعدادِ، ثم تقديم البرامج مع الدفعةِ الأولى من
مقدمات البرامج، مثل أماني ناشد وهند أبو السعود. ثم انتقلت للعمل كمساعد
مخرج مع مخرجي التليفزيونِ الأوائل الذين تم الاستعانة بهم من السينما مثل
محمود شريف وحسين كمال.
وعرمان أول مخرجة تسجيلية في التليفزيون المصري، بفيلم
"أفريقيا حبيبتي" 1973، وقد سبقه تجربتها لإنتاجِ فيلمٍ تسجيلي عام 1967
على ١٦ مللي وهو
" the telephonist
فتاة التليفون". كما أنها أولُ مخرجةِ أفلامٍ روائيةٍ سينمائيةٍ طويلةٍ من
إنتاجِ التليفزيون، وصاحبةُ أولِ تجربةٍ لتحويلِ نصٍ شعري إلى فيلمٍ
سينمائي ١٩٨١.
في ١٩٧٧ حصلتْ على درجةِ الماجستير في الإعلامِ عن "الفيلم
السينمائي في التليفزيون.. مشكلاته ومستقبله"، ثمَ حصلتْ على الدكتوراه في
تطويرِ التليفزيونِ المصري مقارنةً بالتليفزيون البريطاني عام ١٩٨٦.
ودرَّست في كلياتِ الإعلامِ بجامعةِ القاهرة، وبعض الجامعاتِ الخاصةِ. وفي
١٩٩٩ عينتْ رئيسةً لمجلسِ إدارةِ مجلة الإذاعةِ والتليفزيون.
قدمتْ فريدة عرمان نحوَ ٦٠٠ فيلم كمساعد مخرجٍ أو منتجٍ
منفذٍ أو مخرج. وتنوَّعتْ أعمالُها، فصوّرَتْ أغلبِ الأغنياتِ الوطنيةِ على
شريطِ سينما، وقدَّمَتْ للتليفزيونِ المصري أكثرَ من ٤٠٠ فيلمٍ تسجيلي.
وقدَّمَتْ برنامجيَ "معلومات وحقائق" و"عائد إلى الوطن"، ثم اتَّجهتْ
للعملِ في برامجِ المرأةِ، وعملتْ مخرجًا منفذًا على الهواء. وهي صاحبةَ
أولَ أغنيةٍ فيديو كليب بالمعنى الحديث؛ إذ قامتْ بتصويرِ أغنيةِ سيد درويش
"أنا هويت وانتهيت"، مستعينة بالفنانِ التشكيليِ سيف وانلي، وهو يرسمُ
لوحاتَه عن الباليه.
استثمرتْ خبراتَها في تأسيسِ أولِ قناةٍ خاصةٍ متخصصةٍ في
شئونِ السياحةِ في ٢٠٠١، وهي "قناةِ مصرَ السياحية
MTC"
وهي من أولى القنواتِ الخاصةِ في مصرَ مع قناتي دريم والمحور.
حصلتْ فريدة عرمان على الكثيرِ من الجوائزَ والتكريماتِ في
مصرَ؛ من المهرجانِ العربي الأول للسينما ١٩٨٥، ومهرجانِ القاهرةِ
للتليفزيون ١٩٩٥، والمهرجانِ القومي العاشر للأفلامِ التسجيليةِ القصيرة
١٩٨٠، ومهرجانِ الأفلامِ المصريةِ التسجيليةِ القصيرةِ في ١٩٧٥، وغيرها.
عالميًّا حصلتْ على جائزةِ مهرجانِ رادوجا بموسكو عن فيلمها
"أفراح مصرية"، وجائزةِ
URTNA
عام ١٩٧٩ من مهرجانِ داكار بالسنغال عن فيلمِها "أفراح مصرية"، مدة الفيلم
٦٠ ق، ٣٥ مللي، وهو أولُ ظهورٍ للفنان يحي الفخراني، مع الأطفالِ بسام
إسماعيل وجميلة إسماعيل، وإنتاج أفلام التليفزيون ١٩٧٦، وهو سجِّلٌ لعاداتِ
وطقوسِ الأفراحِ في كل محافظاتِ مصر.
وجائزةِ مهرجانِ "قوس قزح" للأفلام الشعبية من اتحاد
السينمائيين السوفييت عام ١٩٨٣، وليبزج بألمانيا عن فيلم "رمسيس يريد
السلام"، مدة الفيلم ٤٠ ق، وهو من تأليفِها وإخراجها؛ ويسردُ قصةَ حياةِ
رمسيس الثاني، من خلالِ رحلته من القاهرة إلى متحفِ اللوفر في باريس،
وخطوات تعبئته وتغليف قطعه وشحنها. بالإضافة إلى جوائزَ من العديدِ من
المهرجانات الدولية في مصر وخارجها.
وشاركتْ في عددٍ من لجانِ التحكيم في مهرجاناتٍ داخلَ مصر
وخارجها، كمهرجان شيراز لأفلامِ الشباب عام ١٩٧٥، ومسابقة أفلام التليفزيون
في مهرجان القاهرة العربي في دورتيه 13 و15.
من أعمالِها التسجيليةِ المتميزةِ "مذكرات ورسائل شامبليون" و"رقصات مصرية"
و"عشش الترجمان" وسلسلة "المساجد المصرية" و "العرب الرحل" وسلسة "اسواق
مصرية" وسلسلة "مصر هبة النيل" وسلسة "موانئ مصرية" وسلسلة "حرف وفنون
مصرية" و"فروع وأشجار"، و"قنا.. الإنسان والمكان"، و"المرأة الريفية"،
و"الشواطئ المصرية"، و"ست الدار الفرعونية".
من أهمِ أفلامها المصوَّرةِ خارجَ مصر "رحلة في الربيع
السوفييتي"، و"رحلة إلى السنغال"، و"رمسيس في باريس". كما أخرجتْ أعمالاً
موسيقيةً وطنيةً َمثل "النشيد الوطني "بلادي بلادي"، و"أحبها" و"أنشودة
السلام" و"على باب مصر" و"مصر تتحدث عن نفسها" و"شمس الأصيل" و"النهر
الخالد"، و"البندقية اتكلمت"، و "بالسلام" و"طوف وشوف" وغيرها. من أعمالها
الروائية الطويلة "مجنون ليلي" بطولة هناء ثروت وأحمد مظهر ووجدي العربي،
و"المفقود" بطولة زيزي البدراوي وعلا رامي.
في ١٨ ديسمبر ٢٠١٨ رحلتْ د. فريدة عرمان. لكن تراثَها ما
يزال مُلهمًا لأجيالٍ من المخرجين والمخرجات. فقد عملتْ حتى آخرَ أنفاسِها.
وتحلَّتْ بالشجاعةِ والكرمِ والابتكارِ لمواصلةِ أحلامِها، فكانت ملهمةً
لصانعاتِ الأفلامِ؛ ولذلكَ نَبعَت فكرةُ مؤسسةٍ تخلِّدُ اسمَها وأعمالَها
وتكمِّلُ مسيرتَها.
مؤسسةُ فريدة عرمان، تحت التأسيس، مؤسسةٌ فنيةٌ ثقافيةٌ
معنيةٌ بحفظِ تراثِ وأعمالِ الإعلاميةِ القديرةِ وفاءً لدورِها في الإعلامِ
المصري، واستكمالًا لدورٍ بدأتْ في رسمِه منذ ستينَ عامًا، ليكونَ طريقًا
ممهدًا لأجيالٍ من المخرجاتِ الشابات. |