التحرير تكشف قصة فرقة محمود الجندي وحلمه الذي
توقف
تحرير:البحيرة - محمود عبدالصبور
لم ينسَ الفنان الراحل محمود الجندي بلده أبو المطامير، فكان
دائمًا يرعى مواهبها، وقرر أن يساهم في بناء قصر ثقافة بها، وإنشاء
فرقة مسرحية، «التحرير» سافر ليعرف مصيرهم.
نفسي أفرح أهلي.. هذه كانت آخر كلمات رددها الفنان محمود الجندي
قبل ساعات من وفاته، وهو في العناية المركزة بالمستشفى عندما طلب
رؤية فرقتة المسرحية، وكان حلمًا له أن يري قصر ثقافة أبو المطامير
الذي حارب من أجل بنائه. وانتقلت «التحرير» لمقر قصر ثقافة أبو
المطامير الذي شيد على طراز أوبرا دمنهور، وسعى الفنان الراحل
محمود الجندي لبناء هذا المبنى، واستطاع تخصيص الأرض بمساحة 1200
متر من مجلس الوزراء، والحصول على الاعتمادات المالية للمرحلة
الأولى له، وهو حاليًا في طور الإنشاء.
يتكون المبنى من 3 أدوار، ويضم مسرحًا وفندقًا وحجرات إدارية،
ومكانًا لأجهزة السينما، ومدرجات للجمهور، وتعرفنا أيضا على حقيقة
فرقته المسرحية التي تكونت من 53 موهبة من أهل أبو المطامير، وكان
ينتج المسرحيات على نفقته الخاصة لخدمة أهل مدينته التي عشقها منذ
الصغر.
ولد الجندي عام 1945 في مركز أبو المطامير بالبحيرة، والتحق بمدرسة
الصنايع قسم النسيج، لكن شغفه بالفن دفعه لدخول المعهد العالي
للسينما، بدأ مشواره بأدوار صغيرة في عدد من المسلسلات والمسرحيات،
إلى أن وقف في 1979 أمام فؤاد المهندس في مسرحية إنها حقًّا عائلة
محترمة، وبعدها ثبت أقدامه في عالم الفن بمسلسل دموع في عيون وقحة
عام 1980 أمام عادل إمام، وفي عام 1983 انطلق الجندي مع مسلسل
الشهد والدموع تأليف أسامة أنور عكاشة وإخراج إسماعيل عبد الحافظ،
والذي قدم فيه الجندي دوري الأب والابن، واشتهر الجندي أيضا بصوته
العذب وغناء المواويل؛ الأمر الذي شجعه على تقديم ألبوم غنائي باسم
فنان فقير عام 1990، لكنه لم يستثمر في موهبته الغنائية.
أحمد أبو عوف مخرج فرقة الجندي المسرحية ذكر أن الفرقة بدأت عملها
عام 2004 ضمن مشروع محمود الجندي الذي كان بعنوان «العودة إلى
الجذور» والذي كان يهدف لعودة كافة الشخصيات ذات التأثير العلمي أو
الثقافي لمسقط رأسها، وخدمة أهلها. وأكد أن الجندي كان يأتي
أسبوعيًّا ليتواجد بين الفريق المسرحي الذي أسسه؛ حيث كان يعقد
معهم ورشًا فنية لتدريبهم، وأن الفرقة تتكون من 53 فردًا تتراوح
أعمارهم ما بين (15- 59) عامًا، ويقومون بعرض مسرحي كل عام؛ حيث
كانت تنفذ كافة العروض على نفقة الجندي الخاصة، وأنه في الآونة
الأخيرة قام بالبدء في إجراءات اعتماد الفرقة لدى وزارة الثقافة،
وبالفعل تم هيكلة الفرقة رسميًّا؛ حيث تكون تابعة لقصور الثقافة من
6 أشهر فقط، وتم اعتمادها باسم فرقة الجندي المسرحية.
كما أعلن أبو عوف أن مواصفات قصر ثقافة أبو المطامير نفس تصميم
مسرح الأوبرا، بالإضافة إلى وجود مكان فندقي غير موجود في تصميم
الأوبرا، مضيفا أنه تم بناء هذا السرح في ستة أشهر، ثم توقف العمل
به منذ عام، ويأمل أن يستكمل هذا العمل تكريمًا للفنان الراحل
محمود الجندي، وأفاد بأنه تم تخصيص قطعة أرض من قبل محافظة البحيرة
مساحتها 1200 متر، ثم تابع إجراءاته من قبل وزارة الثقافة؛ للحصول
على الاعتماد المالي لبناء هذا الصرح الفني، حيث أضاف أن المسرح
يتسع لـ455 فردًا.
ومن جانبه أفاد إبراهيم حسين بدوي أن سبب انضمامه لفرقة الجندي هو
حبه للعمل المسرحي، وأن من أهم نصائح الجندي له ألا يسعى للشهرة،
وإنما يعمل فنًّا أصيلا، كما ذكر دور الجندي معهم وتكبده العناء من
أجل تدريبهم في الورش الفنية التي كان ينفذها معهم؛ حيث استطاع أن
يزرع بداخلهم حب الفن والقيمة الفنية دون النظر إلى المقابل
المادي، وأضاف أنه انضم إلى العمل الفني بعد عرض الفنان محمود
الجندي لمسرحية "ولاد اللذينة".
هذا، وقد ذكر إبراهيم سالم أحد أعضاء فرقة الجندي المسرحية أنه
تلقى دروسًا من الجندي غرست بداخله عددًا من المبادئ التي كان
أهمها أن الدور بالكيف، وليس بمساحته وأنه يستطيع بإتقانه لدوره أن
يترك بصمة في حياة المشاهدين حتى ولو لم يكن دوره كبيرا، مضيفا أن
الجندي ضرب أروع الأمثال في التحدي والإصرار على تحقيق هدفه الذي
يتمثل في فرقته المسرحية التي سعى من أجل استمرارها
.
وطالبت فرقته من الدكتورة إيناس عبدالدايم وزيرة الثقافة أن يسمى
قصر الثقافة في أبو المطامير باسمه تخليدًا لما فعله في أبو
المطامير من خدمات للفرقة والثقافة بشكل عام. |