برلين | تغييرات كبيرة بدأنا نلحظها في «مهرجان برلين
السينمائي» بدورته السبعين التي تنطلق اليوم وتستمر حتى الأوّل من آذار
(مارس) المقبل. تغييرات كان لا بد منها: إدارة جديدة تضفي روحاً منعشة على
أقدم مهرجان للسينما في ألمانيا، وأكثر المهرجانات شعبية في أوروبا. بوستر
حديث، لا يشبه شيئاً قديماً، أقسام وبرامج جديدة. كان «برلين» وما زال
مهرجان العامة. هو يختلف عن مهرجان «كان» الذي نرى فيه النخبة السينمائية،
حيث يتنافس كبار المخرجين على أهم جائزة سينمائية، بينما يقتصر الحضور على
الدعوات والعاملين في القطاع السينمائي. ويختلف أيضاً عن «البندقية» الذي
يكون عادة المدخل الأساسي لأفلام جوائز «الاوسكار»، والذي، رغم أنه يستقبل
عروضاً للعامة، لا يستقدم الكثير من الناس. أما «برلين»، فهو المهرجان الذي
يحتضن الجمهور. الجميع يستطيع أن يشاهد الأفلام، وكثيرون يأتون من جميع
المناطق الألمانية لحضور الأعمال التي تنفد بطاقاتها تقريباً قبل بداية
المهرجان، خصوصاً بسبب أسعارها المقبولة التي تراوح بين 5 و16 يورو للعرض
بحسب الفئات، مع حسومات خاصة للطلاب والعاملين في القطاع السينمائي.
خلال السنوات السابقة، كانت جودة الأفلام المعروضة في
المهرجان لا ترتقي إلى أهميته. رغم ذلك، لا يمكن التنبّؤ بمهرجان برلين،
فهو مهرجان المفاجآت السلبية والإيجابية. مخرجون جدد، أفلام غير تقليدية،
والكثير من الفعاليات. رغم أن المسابقة الرسمية هي التي يلقى الضوء عليها
في الأعوام السابقة، إلا أن مسابقات «المنتدى» و«البانوراما» كانت تقدم
أفلاماً تثير اهتماماً أكبر وتحفّز أكثر من الخيارات التي كانت تعرض في
المسابقة الرسمية. هذه السنة تقريباً تغيّرت الأمور قليلاً، فلننتظر ولنرَ
ما يحمل لنا برلين هذه السنة.
إدارة المهرجان
سيكون للـ«برلينالي» في دورته السبعين إدارة جديدة. ظلّ
الألماني ديتر كوسليك مديراً للمهرجان ما يقرب من عقدين من الزمن (2001 –
2019). على مدى سنوات طويلة في تولّيه رأس الإدارة، تطوّر «برلين» ليصبح
أحد أهم المهرجانات السينمائية العالمية، وواحداً من الثلاثة الكبيرة إضافة
إلى «كان» و«البندقية». مع الدورة الجديدة لعام 2020، سوف يكون للمهرجان
قبّة تنفيذية مزدوجة، تشكّل سابقة في تاريخ المهرجانات السينمائية الكبيرة.
سيتولى السينيفيلي والناقد الإيطالي كارلو شاتريان، المدير
الفني السابق لمهرجان «لوكارنو» السينمائي (سويسرا)، الإدارة نفسها في
الـ«برلينالي»، بينما ستتولى الهولندية مارييت ريسينبيك التي عملت في
«الأفلام الألمانية» (المنظمة الوطنية للترويج الدولي للسينما الألمانية)
الإدارة التنفيذية. سيتقاسم كلاهما المهمات لإعادة المهرجان إلى رونقه
السابق، بعد الإخفاقات والنقد التي تعرّض له خلال السنوات الأخيرة.
لجنة التحكيم، المسابقات والجوائز
عندما أعلنت إدارة المهرجان أن جيريمي أيرونز سوف يكون رئيس
لجنة تحكيم المسابقة الرسمية، علت الصيحات (كالعادة). أثار الاختيار
انتقادات بعض الصحافيين ووسائل الاعلام و#مي_تو بسبب تعليقات قديمة مثيرة
للجدل تعود إلى أعوام 2011 و2013 حول التحرش الجنسي والزواج المثلي. يرأس
أيرونز لجنة مؤلفة من ستة أعضاء ستكون مسؤولة عن تقديم أهم جائزة في
المهرجان، أي «الدب الذهبي»، إضافة الى الجوائز الأخرى مثل «الدب الفضي»
لجائزة لجنة التحكيم الكبرى، وأفضل ممثل وممثلة ومخرج وأفضل سيناريو، إضافة
إلى «الدب الفضي» لأفضل مساهمة فنية متميّزة في فئات الكاميرا أو التحرير
أو الموسيقى، أو الأزياء. تتألّف لجنة التحكيم من الممثلة الأرجنتينية
بيرنيس بيجو، والمنتجة الألمانية بيتينا بروكمبر، والمخرجة الفلسطينية آن
ماري جاسر، والمخرج الأميركي كينيث لونيرغان، والممثل الإيطالي لوكا
مارينيللي، والمخرج البرازيلي كليمبر فيلهو.
خلال المهرجان، سيتم عرض 400 فيلم من 71 دولة. وسيتنافس في
المسابقة الرسمية 18 فيلماً من 18 دولة على جائزة الدب الذهبي. ومن بين
المستجدات في النسخة السبعين مسابقة جديدة باسم
Encounters
المكرّسة لسينما أكثر راديكالية وتجريبية، تهدف إلى تعزيز الاعمال الجريئة
وإعطاء مساحة أكبر لأشكال سردية ووثائقية متنوعة. ستقدم لجنة تحكيم مؤلفة
من ثلاثة أشخاص جوائز هذه المسابقة وهي أفضل فيلم وأفضل إخراج وجائزة خاصة
من بين 15 فيلماً تم اختيارها لهذه الفئة.
يتنافس في المسابقة الرسمية 18 فيلماً من مختلف أنحاء
العالم بأساليب ومواضيع متنوّعة
وكما في الأعوام السابقة، سيستضيف المهرجان عدداً كبيراً من
الفئات والمسابقات الأخرى التي تشكل كل منها مهرجاناً صغيراً خاصاً. بداية،
يعدّ
Berlinale Special
أحد أكثر برامج المهرجان تنوّعاً، إذ يقدم أفلاماً عن موضوعات حالية، عفوية
ومحدثة، وأشكالاً سردية غير عادية وشخصيات أفلام استثنائية. أما
Berlinale Short
فيشكّل مساحة واسعة لجميع الأساليب والموضوعات، أي إنها سينما جديدة قصيرة،
تفتح مجالات لصناع أفلام جدد لبدء مشوارهم السينمائي في عرض عالمي أول.
مسابقة
Panorama
مخصّصة لسينما مستقلة ومتنوعة، سينما غير عادية ولها جمهور خاص، وتقدم
جائزة باسمها. «مثيرة»، «منفعلة»، «جريئة»، هكذا يصف المهرجان هذه
المسابقة، فهي غير تقليدية، نسوية، سياسية، اجتماعية. تبحث دائماً عمّا هو
جديد وجريء وغير تقليدي. منتدى
Forum & Forum Expanded
يمثّل الخط الرفيع بين الحياة والسينما والفن بشكل عام، إذ يضيء على
العلاقة بين الشاشة الكبيرة والحياة، وانعكاس الوسيط السينمائي على الخطاب
الاجتماعي. يهدف المنتدى الى توسيع نطاق فهم ماهية السينما، وفتح آفاق
جديدة لفهم ارتباطها بالعالم بطرق جديدة. قسم
Perspective on German Cinema
مخصّص لاكتشافات جديدة في المشهد السينمائي الألماني من منظور السينما
الألمانية إنه أشبه ببوّابة عبور إلى مستقبل صناعة الأفلام لمخرجين ومنتجين
وغيرهم من المتخصصين الألمان. يتوجّه قسم
Generation
إلى الشباب. يقدّم سينما لهذه الفئة من الجمهور بلغة سينمائية خاصة تأخذ
الشباب والصغار بجدية. قصص يجري سردها من خلال عيون أبطالها من الشباب. أما
فئة
Retrospective, Berlinale Classics & Homage
فلا تحتاج إلى دليل. إنها احتفاء بكلاسيكيات السينما المعاد تجديدها،
كطريقة لإعادة اكتشافها مرة أخرى. إنها الأفلام التي لا تموت والتي يحتفل
فيها مدى الحياة. إضافة الى تكريم شخصيات سينمائية عالمية وتقديم جائزة «دب
ذهبي» فخري لإنجازاتهم السينمائية طوال فترة حياتهم، هذه السنة، سيكرّم
المهرجان الممثلة الأميركية هيلين ميرين، فيما ستذهب كاميرا الـ«برلينالي»
إلى المخرجة والمصوّرة الألمانية اورلايك اوتينغر.
أفلام المسابقة الرسمية
يتنافس في المسابقة الرسمية 18 فيلماً حول مواضيع متنوعة من
جميع أنحاء العالم، ولا يشبه بعضها بعضاً تقريباً. نستعرض هنا الأفلام
المتنافسة، قبل أن نعود إليها بالتفصيل لاحقاً بعد مشاهدتها من خلال «رسائل
برلين»
«ميدان
ألكسندر في برلين» للأفغاني الألماني برهان قرباني: بعد «الشهادة» (2010)
و«نحن شباب، نحن أقوياء» (2014)، يقدّم قرباني فيلمه الجديد، وهو عبارة عن
اقتباس معاصر لإحدى أعظم روايات القرن العشرين «ميدان ألكسندر في برلين»
(1929) للروائي الألماني ألفرد دوبلن. يحكي الفيلم قصة فرانسيس الذي هرب من
أفريقيا ليجد نفسه على شاطئ في جنوب أوروبا، وينتهي به المطاف في برلين.
يقرّر أنه يريد أن يعيش حياة كريمة ومنتظمة من الآن فصاعداً، ولكن بؤس
حياته وعدم مبالاة المجتمع القاسي الذي يحيط به يدفعانه إلى قرارات لا
يريدها. إنها قصة رجل في المجتمع الحديث يبحث عن الفداء الذي لن يأتي
أبداً. الجدير بالذكر أن رواية دوبلن قدمت في السينما مرتين من قبل، إحداها
للمخرج الألماني الكبير راينر فيرنر فاسبيندر الذي قدم الرواية على شكل
مسلسل قصير (15 ساعة ونصف) عام 1980.
DAU. Natasha
للروسي إليا خيرهانوفسكي وجيكاترينا اورتيل: تدور أحداث الفيلم الروسي في
معهد أبحاث سوفياتي سرّي حيث تعمل ناتاشا وأولغا كنادلتين في المطعم. تبدأ
ناتاشا بعلاقة غرامية مع ضيف أجنبي في المعهد، ولكن الجهاز السري يعرف
ويتدخل. قصة عن الحب والتطرّف البشري والسلطة والشمولية. غالباً ما تدور
أحداث أعمال إليا في معاهد سرية أو في أمكنة غير مألوفة، كما يمزج الواقع
والخيال بأحاديث طويلة يشرب فيها الكثير من الكحول مثل أفلام
DAU (2019)
و 4 (2004). سوف نعود إلى هذا الفيلم بالتحديد بعد مشاهدته، للحديث أكثر عن
مشروع
DAU
السينمائي، خصوصاً أن هناك فيلماً وثائقياً ثانياً سيعرض ضمن العروض الخاصة
عن المشروع.
Domangchin Yeoja («المرأة
التي هربت») للكوري الجنوبي هونغ سانغ سو: يعدّ هونغ سانغ سو ضيفاً دائماً
على المهرجانات. هو الذي ربح جائزة «الفهد الذهبي» في «مهرجان لوكارنو»
(2015) عن فيلمه
Right now, Wrong then،
وشارك في «مهرجان برلين» (2017) بفيلم
On the Beach at Night Alone.
سينما سانغ سو نموذجية وواقعية جداً، مشاهده طويلة وعادة ما تشبه طريقة
بداية أفلامه نهايتها. في شريطه الجديد يقدم قصة كام هي، المرأة المتزوجة
التي تلتقي صدفة بثلاثة من أصدقائها عندما كان زوجها في رحلة عمل.
Effacer L’historique («حذف
التاريخ») للفرنسيين بينوا دوليبين وغوستاف كورفين: المخرجان الكوميديان
الساخران اللذان لا يفترقان تقريباً، يوجدان دائماً في مهرجانات مثل «برلين
وكان». في فيلمها الجديد يقدمان قصة ثلاثة جيران مع العواقب الجديدة لوسائل
التواصل الاجتماعي. مسرحية هزلية عن واقعنا في القرن الحادي والعشرين،
بطريقة سينمائية كوميدية عميقة، كما عوّدنا المخرجان الفرنسيان.
El Profugo («المتطفل»)
للأرجنتينية ناتاليا ميتا: في مشاركتها الأولى في المهرجان، تقدّم ناتاليا
فيلمها الجديد التي تصفه بأنه فيلم نفسي جنسي خيالي مثير. إنها قصة أينس
الشابة التي بدأت تخلط الواقع بالخيال، وتطاردها الكوابيس والأرق بعد حادثة
مؤلمة خلال عطلة.
Favolacce («حكايات
سيئة») للإيطاليين داميانو وفابيو دينوسنزو: عام 2018، ، شارك المخرجان في
مهرجان« برلين» ضمن مسابقة «البارونام» بفيلمهما الدرامي «الأولاد يبكون».
والآن يعودان بشريطهما الجديد عن قصة خيالية مظلمة تحدث في ضاحية في جنوب
روما، حيث تعيش مجموعة من العائلات مع أطفالهم المراهقين.
First Cow («البقرة
الأولى») للأميركية كيلي ريتشارد: تعتبر كيلي ريتشارد أحد وجوه السينما
الأميركية الجديدة المستقلة. تدور أحداث فيلمها في الشمال الغربي لأميركا
خلال القرن التاسع عشر، حول قصة عمل وصداقة بين طباخ ومهاجر صيني. دائماً
ما تحدث أفلام كيلي بعيداً عن المدن الكبرى، وشخصياتها تكون على هوامش
المجتمع، وتأخذ مصيرها بأيديها.
Irradiés («المشع»):
للكمبودي ريثي بان: في شريطه الوثائقي الجديد، يصوّر بان الناس الذين نجوا
من شعاع جسدي ونفسي نتيجة حرب.
Le Sel Des Larmes («ملح
الدموع») للفرنسي فيليب غاريل: إنه دائماً خلف الكاميرا، حيث يقدم فيلماً
جديداً كل سنتين تقريباً. وجوده في المهرجانات الكبيرة ليس بمفاجئ، فهو
دائماً ما يحصد جوائزها. بالأبيض والأسود يقدّم غارين عمله الجديد، عن
علاقة حب قاسية، من خلال شاب يسافر إلى فرنسا لتقديم امتحان دخول، لكنه
يصادف شابة، لتبدأ علاقة قصيرة المدى.
Never rarely sometimes always («ابداً
نادراً في بعض الأحيان دائماً») للأميركية إليزا هيتمان: إنه ثالث أفلام
هيتمان، الذي يبدأ عرضه الدولي في «مهرجان برلين». في الشريط قصّة مؤلمة عن
مراهقة تسافر مع صديقتها من ريف بنسلفانيا إلى مدينة نيويورك من أجل
الإجهاض.
Rizi («أيام»)
للتايواني تساي مينغ ليانغ: يعدّ المخرج أحد أعمدة الموجة السينمائية
التايوانية الثانية، وهو موجود دائماً بين مهرجاني برلين والبندقية حيث
يحصد جوائزهما. في فيلمه الجديد يقدّم بصمت (فيلم من دون حوارات) علاقة
رجلين وحيدين يلتقيان وينسيان الواقع المظلم لليلة واحدة، يتقرّبان كثيراً
قبل العودة إلى حياتهما اليومية.
The Roads Not Taken («الطرق
التي لم تؤخذ») للبريطانية سالي بوتر: تعود المخرجة إلى برلين بفيلم عن يوم
في حياة ليو وابنته مولي وهي تصارع تحديات عقل والدها الفوضوي. رحلة أب
وابنته عبر مدينة نيويورك مع هلوسة ليو وتفكير مولي في مستقبلها. يجمع
الفيلم خافيير بارديم وإيل فاننيغ وسلمى حايك.
Schwesterlein («أختي
الصغيرة») للسويسريتان ستيفاني شوات وفيرونيك ريموند: تقدّم المخرجتان قصة
أخوية عن كاتبة مسرحية لم تعد تكتب، تعيش مع أسرتها في سويسرا، ولكن قلبها
يبقى في برلين الى جانب شقيقها التوأم، الممثل المسرحي الشهير الذي يعاني
من مرض مزمن.
Sheytan vojud nadarad («لا
يوجد شر») للإيراني محمد راسولوف: دائماً ما يوجد راسولوف في مهرجان «كان»
حيث حصد جوائز عديدة هناك، لكنه هذه المرّة يقدّم فيلمه الجديد في برلين.
يخلق المخرج الإيراني في شريطه حلقة سردية تتألف من أربع قصص مترابطة بشكل
مأساوي. حشمت هو زوج وأب مثالي، يستيقظ كل يوم باكراً. ولكن إلى أين يذهب؟
لا يمكن لبويا أن يتخيل قتل رجل آخر، ولكن قيل له إن عليه فعله. لا يعرف
جافاد أن تقدّمه لطلب زواج حبيبة لن يكون المفاجأة الوحيدة في عيد ميلادها.
بهرام طبيب غير قادر على ممارسة الطب، وقرر أن يشرح لابنة أخيه سبب حياته
كمنبوذ.
Siberia («سيبيريا»)
للأميركي أبل فيرارا: المخرج العظيم الاستفزازي والمثير للجدل، يقدم في
برلين فيلمه الجديد مع الممثل الذي يحب أن يتعامل معه ويليم دافو. يروي
العمل قصة الرجل المهزوم والمكسور كلينت الذي يعيش وحيداً في قلب تندرا
المتجمدة. ولكن رغم عزلته، فإنه يعجز عن الهرب من العالم أو إيجاد السلام.
في إحدى الليالي، يشرع في رحلة يسافر خلالها عبر أحلامه وذكرياته وخياله،
محاولاً شق طريقه من الظلام الى النور.
Todos os mortos («جميع
الموتى») للبرازيليين سيتانو غورتاردو و ماركو دوترا: يقدّم المخرجان
فيلماً تاريخياً عن البرازيل في بداية القرن العشرين، في الوقت الذي كانت
فيه ساو باولو تنمو بسرعة بعد إلغاء العبودية. ثلاث نساء مالكات لأراض،
وعبيد يكافحون للتكيّف مع التغييرات الجديدة في البرازيل. واحدة من
العائلات التي عاشت العبودية، تواجه مكاناً لا مساحة فيه للناس السود
المفرج عنهم أخيراً. بين حاضر البرازيل وماضيها، يقاتل الجميع من أجل
البقاء في العالم الحديث.
Undine («انداين»)
للألماني كريستان بيتزولد: ليس بيتزولد غريباً عن «مهرجان برلين»، هو الذي
قدّم أفلاماً كثيرة هنا، حاصداً عنها جوائز مهمة. إنه أحد أهم المخرجين
الألمان الذي يمزج الواقعية والسينما السياسية في أفلامه. يحمل الفيلم اسم
حورية الماء التي تغوي الرجال في عدد كبير من القصص الأسطورية. أنداين تعمل
دليلة في أحد المتاحف الألمانية في يومنا هذا، بعد أن هجرها شريكها ليذهب
إلى امرأة أخرى، يتم لعنها وإجبارها على قتل الرجل الذي خانها والعودة الى
المياه التي استُدعيت منها ذات يوم. ولكن على عكس الشخصية الأسطورية، في
الفيلم تحاول انداين تحدي مصيرها. يعيد بيتزولد صياغة الأسطورة كقصة خيالية
في عالم حديث ومحبط.
Volevo nasconderni («بعيد
عن الأنظار») للإيطالي جورجيو ديريتي: يقدّم الفيلم سيرة ذاتية للرسام
أنطونيو ليغابو الذي يعدّ أحد أهم الفنانين الفطريين. إنه شخص ثوري في الفن
الحديث، عاش حياة سيئة السمعة، وعانى من مشاكل جسدية وعقلية، ولكنه لم
يتخلَّ عن شغفه بالرسم. |