يُصارع صُنّاع مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الزمن من
أجل إنهاء جميع المتعلقات الخاصة بالدورة التاسعة، التى من المقرر انطلاقها
من يوم 6 إلى 12 من شهر مارس المقبل.
اختيار سمير سيف وياسمين عبدالعزيز لتكريمهما
وقابلت «الوطن» صُنّاع ورجال المهرجان المجهولين الذين
يسهمون بمجهودهم فى تقديم دورة ناجحة للقارة السمراء، وتحدثوا عن أبرز
مشاكلهم والأزمات التى يواجهونها بشكل دائم، والمتعلقة بضعف الميزانية
وغياب الجمهور، وكشفوا عن نقاط اختيار المكرمين فى دورة هذا العام، ومن
بينهم الفنانة ياسمين عبدالعزيز، والمخرج الراحل سمير سيف، والفنان المالى
«ستيجيه كواياتى»، والفنانة الراحلة عقيلة راتب، وأوضحوا أسباب اختيار
السينما الكينية لكى تكون ضيف شرف المهرجان، بالإضافة إلى إهداء الدورة
لروح الفنان الراحل فريد شوقى الذى نحتفل خلال العام بمرور 100 عام على
مولده.
سيد فؤاد: ضعف الميزانية أكبر مشاكلنا.. ونصرف 70% منها
"طيران وإقامة"
تحدّث سيد فؤاد رئيس، مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، عن
أهمية إقامة المهرجان قائلاً: «مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية هو أول من
فتح باب التعاون الثقافى والفنى والشبابى مع القارة السمراء، بعد توقف دام
قرابة 30 عاماً، وبالتحديد منذ أن تعرّض الرئيس السابق محمد حسنى مبارك
لمحاولة اغتيال فى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ومنذ ذلك الوقت أصبح
التعاون الثقافى والفنى بين مصر والدول الأفريقية معدوماً، فالمسئولون
كانوا يخشون من توطيد العلاقات مع الأفارقة خشية غضب الرئيس السابق، فأتذكر
أننى فى ثانى زيارة لى لدولة موريتانيا اصطحبت وزير الثقافة، وكان حينها
الدكتور محمد صابر عرب، وكانت تلك الزيارة هى الأولى من نوعها لوزير مصرى
لدولة موريتانيا منذ حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، أى إن هناك ثلاثة
عقود من الشباب الأفريقى لم تتعامل مع مصر على المستوى الفنى والثقافى».
أهداف "الأقصر للسينما" لا تقتصر على الفن والثقافة بل لها
دور سياسى واقتصادى.. ومصر الدولة الوحيدة التى لا تزال تدعم المهرجانات
وأضاف «فؤاد» قائلاً: «حينما أطلقنا فكرة مهرجان الأقصر،
كان هدفنا هو تنمية العلاقات مع الشباب والأجيال الأفريقية، وبالفعل نجحنا
فى ذلك الأمر، فلو نظرنا لضيوف المهرجان خلال الدورات الثمانية الماضية
سنجد أن 70% منهم شباب وأصحاب أعمال فنية عرض أول أو ثانى على أقصى تقدير،
وسنظل خلال الدورة التاسعة والدورات المقبلة نضع الشباب الأفريقى نصب
أعيننا حتى نحقق هدفنا». أما عن أبرز السلبيات التى عمل على إيجاد حل لها
قبل انطلاق الدورة التاسعة فى شهر مارس المقبل، فقال «فؤاد»: «الدورة
الثامنة التى أقيمت فى عام 2019 هى أكثر دورات المهرجان نجاحاً، ربما لم
نحقق 100% من طموحاتنا، ولكن نسبة النجاح وصلت إلى 80%، فنحن عملنا فى تلك
الدورة تحت ضغط ونجحنا وقدمنا جدول عرض أفلام منتظم للغاية، وخرجنا من
المهرجان من محافظة الأقصر إلى المحافظات المجاورة لها فى الصعيد».
وأوضح قائلاً: «المشكلتان الرئيسيتان اللتان تواجهاننا
دوماً هما الميزانية وغياب الجماهير، نحن نعانى دوماً من ضعف الميزانية،
فلك أن تقيس ميزانية مهرجان الأقصر مقارنة بمهرجان القاهرة السينمائى الذى
تصل ميزانيته إلى 70 مليون جنيه ومهرجان الجونة الذى تصل ميزانيته لـ100
مليون جنيه، فنحن ميزانيتنا لو قارناها بالقاهرة والجونة ربما تصل إلى 10%
فقط، أما المشكلة الثانية والتى مازلنا نعانى منها فهى غياب أهالى محافظة
الأقصر عن مشاهدة الأفلام، ورغم ذلك حاولنا فى الدورة الثامنة أن نتغلب على
الغياب بعمل ورش لأهالى المحافظة والإكثار من الدعاية للمهرجان فى الجامعات
وقصور الثقافة، ولكن ثقافة جمهور الأقصر الفنية والسينمائية ضعيفة لأنهم
كانوا على مدار 30 عاماً محرومين من دور السينما، فلم تولد مع ثقافتهم فكرة
مشاهدة الأفلام فى دور عرض، كما بذلنا جهوداً مع المجتمع المدنى بالأقصر
ووزارات الثقافة والشباب والتضامن ومكتبة الأقصر للعمل على توعية الجماهير
بأهمية المهرجان».
وعن سبب ضعف ميزانية المهرجان رغم دوره الكبير فى القارة
السمراء، قال: «المهرجان تنظمه جمعية تُدعى شباب الفنانين المستقلين للدعم
والتنمية، وهى جمعية مدنية غير ربحية تتبع وزارة التضامن الاجتماعى، وللعلم
كافة المهرجانات الكبرى فى العالم تتبع المجتمع المدنى وليس الحكومات، ولكن
النمط الإنتاجى فى مصر لم يتغير منذ زمن الرئيس الراحل جمال عبدالناصر،
فنحن فى مصر نفرق بين المهرجانات التى تنظمها الحكومة مثل مهرجان القاهرة
السينمائى ومهرجان الإسماعيلية للأفلام القصيرة والمهرجان القومى للسينما،
بالتالى أصبحت مهرجانات المجتمع المدنى لا يتم دعمها مثلما يحدث مع
المهرجانات الحكومية، فأنا يتم دعمى من الدولة بـ40% فقط من ميزانيتى وعلىّ
أن أجلب 60% من الرعاة والقطاعات الخاصة، رغم أننا فى البداية، وقبل قرار
رئاسة الوزراء الأخير، كان يتم دعمنا بـ70% فى حين أجلب رعاة فى حدود 30%».
وأضاف: «مهرجان الأقصر له أبعاد كبرى، فهو لا يقتصر فقط على
الثقافة والفن، ولكن لديه بُعد سياسى واقتصادى، فهناك توجهات حكومية
ورئاسية بأهمية الوجود داخل القارة السمراء، بل إن الرئيس عبدالفتاح السيسى
هو رئيس الاتحاد الأفريقى، لا بد أن يعلم الجميع أن المهرجان يخدم الثقافة
والوعى المصرى، فالمجتمع المدنى وصنّاع الثقافة هم الرئة الثانية لمصر».
مضيفاً: «لك أن تتخيل أن ميزانية المهرجان ضعيفة والدولة لا
تساعدنا إلا بـ40%، فى حين أن 70% من ميزانية المهرجان يتم صرفها على بندين
فقط من بنود المهرجان وهما الطيران والإقامة، وهناك عشرات البنود الأخرى من
أجور وانتقالات داخلية وطباعة وترجمة ودعاية وإعلان يتم الصرف عليها بـ30%،
فنحن حتى الآن نجد صعوبات بالغة فى تدبير مصادر دعم المهرجان، نحن مازلنا
مهرجاناً صغيراً عمره 8 سنوات غير قادر على تحقيق عائد مادى كبير مثل
القاهرة الذى لديه تاريخه الطويل الممتد لأكثر من 50 عاماً، بالإضافة
لإقامته فى العاصمة القاهرة».
وتابع «فؤاد» قائلاً: «وزيرة الثقافة الدكتورة إيناس
عبدالدايم كانت قد تقدمت بطلب كمرحلة أولى بزيادة الدعم الحكومى للمهرجان
لـ60%، ونشكرها على ذلك، كما نشكر أيضاً وزارة الخارجية التى تساعدنا دوماً
فى الاتفاق مع الجهات الأفريقية والتأكيد فى خطاباتها على أن المهرجان يدعم
مصر والثقافة المصرية».
أما عن اختيار دولة «كينيا» ضيف شرف النسخة التاسعة من
المهرجان، فقال: «يوجد فى دولة كينيا حالياً أجيال من الشباب تحب وتدعم
السينما، وحققوا نتائج مبهرة خلال السنوات الماضية، لا أقول إنها محاولات
جماعية من الدولة الكينية، ولكنها محاولات شبابية، ولو عدنا للدورتين
الأولى والثانية من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، فسنجد أن أول فيلم
أفريقى فاز بجائزة أفضل فيلم روائى طويل كان فيلماً من كينيا بعنوان
«Soul Boy»
للمخرجة الكينية هوا عثمان، وفى الدورة الثانية كان النجاح أيضاً لفيلم
«Nairobi Half Life»
للمخرج ديفيد جيتونجا، ولذلك فضّلنا أن نشجع هؤلاء الشباب والفتيان من
كينيا فى الدورة التاسعة من المهرجان وندعوهم لكى يكونوا ضيوف شرف الدورة».
وعن اختيار الفنان الراحل فريد شوقى ليكون شخصية الدورة
التاسعة وعما سيقدمه المهرجان لتكريمه، قال رئيس المهرجان: «نحتفل فى عام
2020 بمئوية مولد فريد شوقى، الذى يُعد واحداً من أهم الفنانين المصريين
والأفارقة على مدار التاريخ، ولذلك كان لا بد من الاحتفاء بهذا الفنان
العظيم الذى أثرى الفن المصرى والأفريقى بمئات الأعمال فى السينما والمسرح
والتليفزيون، ولذلك سيكون له فى الدورة التاسعة تكريم خاص فى الافتتاح وآخر
فى ندوته، بالإضافة لإصدار كتاب نسرد فيه قصته وتاريخه الفنى للكاتبة أمل
الجمل، وسيتم خلال المهرجان عرض فيلم «الغول» من بطولته لكونه يتضمن أكثر
من عنصر متداخل فى المهرجان من بينها المخرج الراحل سمير سيف الذى سيكرم
أيضاً فى المهرجان، وسنعمل على الاتصال ببطل من أبطال العمل لكى يأتى
لتقديم الفيلم، كما نأمل أن تخرج ندوة تكريمه مثلما حدث من سنوات سابقة فى
ندوة تكريم الفنان الكبير عمر الشريف التى حضرها الفنان العالمى دانى جلوفر
والفنان محمود حميدة».
نكرّم عقيلة راتب من جيل الرواد لكونها أول سندريلا عرفتها
السينما وسنعرض فيلم "الغول" لجمعه فريد شوقى وسمير سيف
وعن اختيار المكرمين فى الدورة التاسعة من المهرجان، قال:
«فى الدورة التاسعة هناك أكثر من تكريم سيتم خلال الفعاليات، سيأتى على رأس
المكرمين الفنان المالى الراحل ستيجيه كواياتى لكونه رمزاً من رموز الفن فى
القارة الأفريقية، وكان أول من اقتحم العالمية من القارة الأفريقية كما
شارك فى أعمال فرنسية وإنجليزية، وتتلمذ على يده أجيال عديدة، بالإضافة
للمنتج التونسى أحمد بهاء الدين، الذى يُعتبر من الرعيل الأول للسينما
التونسية، وأحدث طفرة فنية رائعة بتونس وهو أول من وضع لها قدماً نحو
الانطلاقة الفنية، كما أن هناك اسماً أفريقياً آخر سيتم الإعلان عنه خلال
الأسابيع المقبلة، ومن أبرز المكرمين أيضاً، حيث نحب دوماً أن نكرم جيل
الرواد فى السينما المصرية، فسنكرم فى الدورة اسم الفنانة الراحلة عقيلة
راتب التى تُعد أول سندريلا فى السينما المصرية، ربما الجميع يعلم أن
سندريلا السينما المصرية هى سعاد حسنى فقط، ولكن عقيلة هى أول سندريلا
قدمتها السينما المصرية، فهى أول من غنى ومثل، وبرعت فى تقديم الشخصيات
التراجيدية والكوميدية فى آن واحد».
وعن تكريم الراحل سمير سيف، قال: «تم اختيار المخرج الراحل
سمير سيف للتكريم قبل وفاته بعدة أشهر، ولكنه توفى قبل التكريم فى شهر
مارس، فسمير سيف يُعتبر واحداً من أهم المخرجين فى تاريخ مصر، حيث يُعد
أفضل من قدّم التسلية والأكشن الجماهيرية بحرفية فائقة الجودة، كما أنه بذل
مجهوداً كبيراً للغاية فى التدريس بشكل أكاديمى، فضلاً عن دوره الرائع فى
المهرجان القومى للسينما، أما عن دوره فى مهرجان الأقصر فيُعتبر «سيف» أول
من وضع بذرة النجاح فى ورشة صناعة الأفلام القصيرة بالمهرجان، فهو لم
يتركنا فى المهرجان منذ لحظة انطلاقه عام 2012، وفى الدورة الأخيرة كان ضمن
لجان التحكيم، بالتحديد لجنة الحريات التى تتضمن أفلاماً من كافة قارات
العالم».
وحول اختيار الفنانة ياسمين عبدالعزيز للتكريم، أوضح فؤاد:
«نحن فى مهرجان الأقصر نبحث دائماً عما هو عكس الاتجاه، فدوماً ما يتم
تكريم أبطال التراجيديا والدراما، ولكن نحن بحثنا عن تكريم أبطال الكوميديا
من الشباب، كما أننا نحب أن نكرم جيل الشباب، فيجب ألا يصل الفنان لعمر 80
عاماً لكى يتم تكريمه، فخلال الدورات السابقة كرمنا منة شلبى ونيللى كريم
وآسر ياسين، وفى 2020 نكرم ياسمين عبدالعزيز لكونها واحدة من أهم فنانات
جيلها وتُعتبر الكوميديانة الوحيدة التى تحمل اسم عمل سينمائى بمفردها، فلا
توجد فنانة قادرة على حمل اسم فيلم بمفردها من الجيل الحالى سواها».
فاروق عبدالخالق: الفيلم الأفريقى يواجه صعوبات بالغة
ونيجيريا رائدة فى السينما
أوضح فاروق عبدالخالق، رئيس مجلس إدارة مؤسسة شباب الفنانين
المستقلين، سكرتير عام المهرجان، أن القارة الأفريقية تعانى دوماً من عدم
وجود صناعة سينما حقيقية فى كل أرجائها، باستثناء عدد محدود من الدول، مثل
نيجيريا والسنغال والكاميرون. وقال «عبدالخالق»: «الفيلم الأفريقى يُعانى
كثيراً من الصعوبات فى أفريقيا، ولذلك لا بد أن يكون هناك تضامن أفريقى من
أجل إحياء تلك الصناعة فى دول القارة السمراء، ومهرجان الأقصر للسينما
الأفريقية يأتى على رأس تلك المهرجانات، حيث يحاول دائماً أن يساعد فى
صناعة الفيلم الأفريقى، فالأفارقة يعانون من عدم وجود دور عرض، ويعتمدون فى
إنتاج أعمالهم على الدعم من فرنسا وإنجلترا وبلجيكا».
وأشار سكرتير عام المهرجان إلى أن هناك مقترحاً يجب تنفيذه
من أجل الارتقاء بتلك الصناعة، وهو أن تقوم كل دولة فى الاتحاد الأفريقى
بتخصيص دور عرض واحدة لعرض الأفلام الأفريقية لمدة عام، أى أن 54 دولة
أفريقية تعرض لمدة 52 أسبوعاً وإيرادات ساعات العرض هذه تكون لصالح تحسين
المنتج السينمائى الأفريقى.
هالة الماوى: المهرجان يمنح الأعمال الأفريقية تأشيره
الاعتراف بها
كشفت هالة الماوى، مدير الفعاليات الدولية بمهرجان الأقصر
للسينما الأفريقية، أن سبب نجاح المهرجان طيلة السنوات الماضية يعود للحب
والتعاون بين أعضائه والعاملين كافة، مؤكدةً أن كل من يعمل بالمهرجان لا
يسعى لتحقيق أى ربح، بينما يعمل بسبب حبه للسينما وللقارة السمراء.
وقالت «هالة» إن المهرجان نجح فى الدورات الماضية فى اختيار
أهم الكتب السينمائية التى تحدثت عن صناعة الأفلام داخل القارة السمراء،
ومنها كتاب «50 عاماً سينما أفريقية»، مُشيرة إلى أن الدورة الجديدة سيكون
بها ترجمة للكتاب، خصوصاً أبرز السينمائيين الأفارقة المهاجرين، وذلك لكى
نقدم أفضل استفادة لجميع الحاضرين من ضيوف ودارسين. وأوضحت مديرة العلاقات
العامة أن المهرجان نجح فى إثبات نفسه فى القارة السمراء، كما أن الغرب لا
يعترفون بأى عمل فنى أو صانع أفلام بدون أن يكون قد مر على مهرجان «كان»،
فالأفارقة الآن أصبحوا يرون أن «مهرجان الأقصر» بالنسبة لهم عبارة عن
تأشيرة الاعتراف بأعمالهم الفنية.
محمد جلال: 15 نادياً للسينما فى المحافظات للتعريف بعادات
القارة السمراء
قال محمد جلال، مدير عام مكتب مهرجان الأقصر، إن المهرجان
الأفريقى وُلد كبيراً من نشأته، إذ استطاع خلال السنوات الماضية أن يحفر
اسمه بقوة لدى كل محبى السينما الأفريقية.
وأوضح «جلال» أن المهرجان حالياً يضم فى مكتبته ما يقرب من
5 آلاف فيلم أفريقى من أرجاء القارة السمراء كافة، وأصبح يتم الاستعانة
بتلك الأفلام والكتب والكتالوجات الخاصة بالمهرجان فى أبحاث ومشاريع
المخرجين وطلاب السينما: «هذا العام جاءت لنا طالبة فى إحدى المدارس
السينمائية، وطلبت كل كتب ومطبوعات المهرجان، لأنها تُنفّذ مشروع تخرجها عن
مهرجان الأقصر، لدوره الكبير فى نشر الوعى والثقافة الفنية فى أفريقيا».
وأشار إلى أن مهرجان الأقصر لا يقتصر دوره على عرض أفلام
لمدة أسبوع فى المحافظة، لكنه ينفّذ شعاره، وهو مهرجان طوال العام، حيث إن
المهرجان أنشأ نادياً للسينما فى 15 محافظة، من أجل إعلاء وعى الشباب
وتعريفهم بعادات وتقاليد القارة السمراء.
أحمد حلبة: "الدياسبورا" تُحدث انتعاشة فنية ونجحنا فى
تغطية دول أفريقيا
تحدث أحمد حلبة، منسق عام المهرجان، أن الدورة التاسعة
ستشهد تطورات جديدة، فى اختيار الأفلام والمشاركين فى الفعاليات عكس
الدورات الماضية، قائلاً: «طيلة الدورات الماضية كنا نختار الأعمال الفنية
التى يكون مخرجها أفريقياً، ويكون موضوع العمل نابعاً عن القارة السمراء،
وهو أمر كان يُحدث محدودية فى الاختيار».
وأضاف: «فى هذه الدورة سيكون هناك توسع بعد تنفيذ فكرة
الفنان محمود حميدة، الرئيس الشرفى للمهرجان، من خلال قبول الأعمال الفنية
من الأفارقة المُهاجرين إلى أرجاء العالم كافة، وسنُقيم مسابقة جديدة
بعنوان «الدياسبورا»، ما يُسهم فى إحداث حالة رواج كبيرة لفعاليات المهرجان».
وأشار «حلبة» إلى أن المهرجان نجح فى تغطية دول القارة
كافة، فى الدورة التاسعة، التى يبلغ عددها نحو 50 دولة: «حتى الدول التى لا
يوجد بها صناعة سينما، نعمل على إشراك فرد منها فى ورش المهرجان المختلفة،
حتى نصل للجميع».
جمال عبدالناصر: نقدم جيلاً جديداً من النقاد السينمائيين
فى النشرة اليومية
قال جمال عبدالناصر، مدير إدارة الإعلام بمهرجان الأقصر
للسينما الأفريقية، إن هذا المهرجان يُعد أحد أهم المهرجانات المصرية، إذ
إن هدفه الرئيسى منذ تأسيسه فى عام 2012، هو الاهتمام بالقارة الأفريقية
بجميع أبعادها، سواء فنية وثقافية وسياحية وسياسية واقتصادية: «المهرجان لم
ينحنى يوماً عن هذا المسار».
وأشار «عبدالناصر» إلى أن مهرجان الأقصر للسينما، أصبح
ينافس بالتوازى أكبر المهرجانات السينمائية، التى تهتم بالشأن الأفريقى،
مثل «أيام قرطاج التونسى»، موضحاً أن المشاركين وضيوف المهرجان التونسى
أصبحوا يتواصلون معه من أجل معرفة كيفية حضور فعاليات المهرجان المصرى.
وأوضح «عبدالناصر» أن الاهتمام فى الدورة الجديدة والدورات المقبلة سيكون
نحو الإعلام الغربى، وتوصيل رسائل له بأهمية ومكانة المهرجان، خاصة أنه
يُقام فى محافظة الأقصر التى تضم ثلثى آثار العالم. وكشف مدير إدارة
الإعلام أن نشرة المهرجان هذا العام ستُقدم جيلاً جديداً من النقاد
السينمائيين لأول مرة، تحت إشراف الناقد رامى عبدالرازق، حيث سيتم منح عدد
من النقاد الواعدين الذين لا يتجاوز عمرهم 25 عاماً فرصة فى النقد والكتابة
عن الأفلام المشاركة. |