<
ميزانيتنا 10% من ميزانية «القاهرة» و«الجونة»
<
سياسة القنوات تغيرت.. ولم يعد هناك دعم للمهرجانات
<
تنازلنا عن حقوقنا فى دعم «ستموت فى العشرين« لصالح
الفيلم.. وعرض الافلام داخل المعبد أمر شديد التعقيد والتكلفة
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاق الدورة التاسعة لمهرجان الاقصر
للسينما الأفريقية تحت رئاسة السيناريست سيد فؤاد، والذى يواجه كل عام مع
فريقه تحديا جديدا للحفاظ على اسم مصر عاليا وسط القارة الأفريقية، خاصة
بعد أن أصبح المهرجان وجهة أساسية لمتابعى الفن فى القارة السمراء على مدار
8 سنوات مضت.
التقت «الوفد» سيد فؤاد وتحدثت معه عن تفاصيل الدورة
الجديدة التى يحمل اسمها وحش الشاشة فريد شوقى، واهم الأزمات التى قابلها،
واسباب تكريمه لمجموعة كبيرة من شباب السينمائيين، وغيرها من الامور التى
تناولها اللقاء.
·
فى البداية كيف يمكن لمهرجان الاقصر الاستفادة من اهتمام
مصر بالملف الأفريقي؟
ـ للأسف نحن كمهرجان الاقصر لا نعرف الاستفادة، لأننا
مصنفون كمجتمع مدنى، نأخذ دعما 40% من الدولة، بعد أن كان يحصل المهرجان
على 80% من ميزانيته، فى ظل أن وزارة الخارجية ترى أهمية المهرجان وترى أنه
أصبح امنا وطنيا وقوميا لمصر داخل أفريقيا، وكيف يؤثر على أرض الواقع.
·
ما الاستفادة التى عادت على مصر من المهرجان؟
ـ أصبح هناك اهتمام بالفيلم المصرى فى أفريقيا، ونحصل على
جوائز بعد أن كان خارج حسابات المهرجانات الأفريقية، كما أصبح هناك إنتاج
مشترك بين مصر والدول الأفريقية، من بينها فيلمان تم دعمهما من قبل
المهرجان فى روندا، وحصلا على جوائز من اماكن كثيرة، وكذلك فيلم «ستموت فى
العشرين» السودانى، فأصبحت مصر تساهم فى إنتاج الأعمال السينمائية
الأفريقية، والذى ينقصنا الآن ونعمل عليه هو تسويق الفيلم المصرى تجاريا
داخل أفريقيا، ونطالب الدولة بالوقوف بجانبنا فيه، لأن به بعدا ثقافيا
واقتصاديا كبيرا.
·
هل الافلام التى يقوم المهرجان بدعمها تعود بربح على
المهرجان؟
ـ لا يعود بعائد، الأمر له علاقة بالتعاون الدولى ودعم
الحركة السينمائية الأفريقية، فنحن نركز
على تقديم دورنا، وهو ما سوف يحقق العائد بعد ذلك، فعندما
نمنح فيلما دعما لا نطلب منه ارجاع ثمنه.
·
لكن فى الدورة الأخيرة حدثت مشكلة بين مهرجانى الاقصر
والجونة بسبب فيلم «ستموت فى العشرين»؟
ـ إحنا كمهرجان الاقصر تنازلنا عن كافة حقوقنا لصالح الفيلم
السودانى، لأنه لم يكن من الممكن أن ادخل فيلما قمت بدعمه وتحمست له إلى
ساحات المحاكم، خاصة ان إدارة مهرجان الجونة استغلوا الوضع المالى لصناع
الفيلم، وخالفوا شروط الدعم بعرض الفيلم فى مهرجان الجونة، لم نكن نريد
تعريض الفيلم لأمر لا يستحقه، بمعنى أن الفيلم السودانى كان يستحق منا كل
الدعم لأنه الأول منذ 26 عاما، لم تقدم خلالها السينما السودانية افلام،
والسابع على مستوى تاريخ السودان، واكتفينا بعرض الفيلم فى نادى السينما
الأفريقية فى القاهرة.
·
دعنا نتحدث عن الدورة التاسعة من مهرجان الاقصر هذا العام؟
ـ الدورة الجديدة تحمل اسم الفنان الكبير فريد شوقى احتفالا
بمئويته، سوف يتم إصدار كتاب عنه تأليف أمل الجمل، وعرض فيلم «الغول» لأنه
له طابع خاص، حيث إن مخرجه هو المخرج الراحل سمير سيف الذى نحتفى به أيضاً
هذا العام، وتم دعوة أسرة فريد شوقى لحضور الفعاليات، كما سوف يتم تكريم
الفنانة المصرية زينه، مصطفى شعبان.
·
ما المعايير التى يتم على أساسها اختيار المكرمين؟
ـ يتم اختيار المكرمين على محورين: الأول أن يكون صاحب
مشوار فنى طويل، وليس معناه هنا عدد سنوات بل نتحدث عن التميز، فتجد اننا
قمنا بتكريم اسر ياسين ونيللى كريم ومنة شلبي.
·
لماذا تستعين بالمكرمين فى لجان التحكيم العام الذى يليه؟
ـ أحياناً نفعل ذلك بالفعل، وأصبحنا نفعل امرا آخر وهو أن
نقوم بتكريمك ووضعك فى عضوية لجان التحكيم، ليس بغرض التواجد، ولكن لأننا
نحاول تقليل الميزانية، حيث إن ميزانية مهرجان الاقصر 10% من ميزانية
الجونة والقاهرة، فنحن مهرجان له اسم داخل اوروبا وأفريقيا، ويقال إنه «كان
السينما الأفريقية».
·
هل يواجه مهرجان الاقصر أزمة مادية هذا العام بعد خفض
الميزانية؟
ـ أنا فى أزمة حقيقية هذا العام، لأنه كان لدى حتى الآن أمل
فى بقاء قناة
DMC
كراع للمهرجان، ولكن مع تغير الإدارة، والتوجه الفكرى داخل القناة جعل
الموضوع منتهيا، فالمنتج هشام سليمان أثناء توليه رئاسة القناة كان يلعب
دورا كبيرا فى دعم المهرجان، واعتقد أن التوجه الفكرى للقنوات تغير تماما
فلم يعد هناك دعم لأى مهرجان وليس الاقصر فقط، فقيل لى اننا لن نقدم رعاية
للمهرجانات، والاهتمام أصبح بالمنتج الاعلامي.
·
كيف يمكنك تخطى تلك الأزمة؟
ـ نعمل بشكل موسع فى عدة اتجاهات، فيوجد لدينا نائب وزير
الخارجية للشئون الأفريقية، ووزيرة الثقافة ايناس عبدالدايم، ولكنها للأسف
محكومان بالنسبة التى اقرها مجلس الوزراء فى الدعم، لذلك يوجد محاولات
للاتفاق مع كيانات خاصة للمساعدة لعلمهم بأهمية المهرجان، وكذلك وزارة
الشباب والرياضة، حيث التقى الفنان محمود حميدة الرئيس الشرفى للمهرجان
بالوزير وبحث معه سبل التعاون.
·
لماذا قمت بالتجديد للفنان محمود حميدة كرئيس شرفى
للمهرجان؟
ـ لأنه الأفضل فى مصر لقيادة تلك الجزئية من المهرجان، فهو
واجهة حقيقية كداعم وشريك أساسى للمهرجان، فوجود محمود حميدة خلال الدورات
الثماني ليس تكرارا للوجوه، فهو رمز فنى نشرف بوجوده، ورئاسته ليست شرفية
بشكل كبير لانه يقوم بتقديم الكثير من الخدمات ودعم المهرجان بالأفكار، وهو
نفسه طلب منى أن اختار شخصا آخر مكانه، فقلت له إنه لا يوجد من يستطيع أن
يحل محله.
·
ما عدد الحضور فى مهرجان الاقصر؟
ـ ليس لدى تعداد لانى ليس لدى تذكرة دخول، لكنى استطيع
القول إن الجمهور زاد بنسبة 20% عن الدورة السابعة، فالجمهور ليس لديه
ثقافة حضور افلام منذ 30 عاما، وهذا ما نحاول تغييره بالمهرجان.
·
لماذا لا يتم عرض افلام وسط المعابد؟
ـ من أجل تحقيق ذلك سوف يكون امرا مكلفا جدا، وشديد التعقيد
فى تصاريحه ومعداته، ومع ذلك سبق وان قمنا به بعرض فيلم «جمهورية الأطفال»
فى افتتاح الدورة السادسة داخل معبد الاقصر بحضور دانى جلوفر بطل الفيلم
موجود، وقال لى حينها هذه اسعد لحظة من عمرى فى عرض فيلمى السينمائى فى
مكان عمره 7000 سنة، فلا يوجد لدى احلام اخرى يمكن أن احققها بعد ذلك. |