مع ترميم وعرض أفلامه على الشاشة الكبيرة
"مهرجان
البحر الأحمر" يكرّم السينمائي خيري بشارة
أحمد العياد
"إيلاف"
من الرياض: أعلن
مهرجان البحر الأحمر السینمائي الدولي أن برامج العروض
الإستعادیة/الرتروسپیكتیف في نسخته الأولى ستكون مخصصة لأعمال المخرج
المصري خیري بشارة، أحد رواد سینما الواقعیة الجدیدة في مصر والعالم العربي
في الثمانینات المیلادیة، وصانع موجة سینما الشباب وأفلام الفانتازیا
الشعبیة في مطلع التسعینات.
وإضافة إلى تكریمه في حفل الإفتتاح المزمع إقامته على ساحل
جدة التاریخیة في 12 مارس 2020، ستُعرض أفلامه جماهیریاً على الشاشة
الكبیرة طیلة أیام المهرجان، بحضوره الشخصي وعدد من أبطال وبطلات أفلامه.
وكانت مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السینمائي قد عملت في
الأشهر الماضیة بترمیم تسعة أفلام لـ"بشارة"، عبر معالجة النسخ الفیلمیة
الأصلیة وترقیتها تقنیا — كإسهام من المؤسسة للعنایة بالتراث السینمائي
العربي والعالمي. ومن الأفلام التي تم ترمیمها و اختیارها للعرض ضمن
البرنامج: "العوامة 70”، ”الطوق والأسورة”، ”یوم مر ویوم حلو”، ”كابوریا“،
”آیس كریم في جلیم“، ”حرب الفراولة“ و”إشارة مرور” . علماً أنها تُعد من
علامات السینما المصریة والعربیة.
محمود صبّاغ: خيري بشارة أيقونة سينمائية مصرية عربية
وصرّح مدیر المهرجان محمود صباغ ”أن خیري بشارة یُعتبر أحد
أیقونات السینما المصریة والعربیة لكونه ملهماً بأعماله وتجاربه للعدید من
مخرجي ومخرجات الأجیال الجدیدة لما تضمنته من معانٍ إنسانیة عمیقة، وأسالیب
فنیة جریئة وأصیلة“.
ويضيف: ”نرید بهذا التكریم تقدیم العرفان لخیري بشارة على
مجمل تجربته الحیّة. ويحمل هذا التكريم في أصله أیضاً تقدیراً للسینما
المصریة وریاداتها المتعاقبة.
وحول عرض أعماله على الشاشة الكبیرة للجمهور، یقول: "نرید
استنباط النمط الریادي وحسّ التجدید الأصیل لیكون حافزاً وملهماً ويشكِّل
موضوعاً للحوار أمام التجارب الصاعدة، كما أننا نتیح فرصة أمام الجمهور
المحلّي لمشاهدة الأفلام التي كانت جزءاً من ذاكرته في نسخ مرممة حدیثة على
شاشات سینما مجهزة، تمنحهم كامل التجربة السینمائیة التي ربما تعذّر علیهم
معایشتها في الماضي
"
خيري بشارة: مسيرةٌ إخراجية خلاّقة ومختلفة
تخرّج خیري بشارة من معهد السینما العالي في عام 1967، حیث
درس تحت إشراف مخرجین كبار كصلاح أبوسیف ویوسف شاهین وتوفیق صالح، قبل أن
یدشن مسیرته السینمائیة بإخراج فیلمه التسجیلي ”صائد الدبابات“1974. الذي
أعقبه بأكثر من عشرة أفلام بین تسجیلیة وروائیة قصیرة حتى نال لقب ”نجم
السینما التسجیلیة في السبعینات".
وبحلول الثمانینات، أخرج بشارة فیلمه الروائي ”العوامة رقم
70” سنة 1982 الذي يعتبر التأسیس الحقیقي لما یسمى بـ”تیار الواقعیة
الجدیدة في مصر“. ثم أتَبعه بعدة أفلام تعاون فیها مع كتاب معروفین مثل
عبدالرحمن الأبنودي في ”الطوق والأسورة” سنة 1986 و فایز غالي في ”یوم مر
ویوم حلو 1988، وشاركه فیها ممثلین كبار مثل أحمد زكي، وشریهان، وفاتن
حمامة. ومع بدایة التسعینات، دشن بشارة موجة أفلام الفانتازیا الشعبیة
بإخراج أفلام مثل كابوريا سنة 1990
. "
يشير الناقد ناجى فوزي إلى أن المخرج "خيري بشارة" يمثِّل
حالة خاصة بذاتها، فهو يستمر في محاولاته الدؤوب للمحافظة على نوع من
الاتزان الموضوعي من خلال التلامس مع القضايا ذات الطابع الاجتماعي غالبًا
كابوريا 90، أيس كريم في جليم 93، أمريكا شيكا بيكا 94، حرب الفراولة 95،
إشارة مرور 96، وفي الوقت نفسه يعمل على المحافظة على فكرة التوازن
الإنتاجي، بتحقيق قدر مناسب من إيرادات أفلامه، من خلال تضمينها عناصر ذات
طابع جماهيري، مع محاولة المحافظة على المستوى الحرفي ذاته.
وإضافة إلى السينما عمل خيري كذلك في الدراما فأخرج عدداً
من المسلسلات التلفزيونية نذكر منها (مسألة مبدأ)، (ملح الأرض)، (الفريسة
والصياد)، (قلب حبيبة)، (ريش نعام)، (الطوفان).
يذكر أنه إضافة إلى برنامج الترمیم، ینشر المهرجان كتاباً
یضم سیرةً خاصة لخیري بشارة، معززاً بصور أرشیفیة لم یسبق نشرها، من تحریر
الناقد السینمائي محمد سیّد عبدالرحیم. |