سلوى في «بنات اليوم»، آمال في «بين إيديك»، نعمت في «العمر
لحظة»، وفاء في «من أجل حبى»، جميلة بوحيرد، هدى في «الظلم حرام»، علية في
«أين عمرى»، فتحية في «النداهة»، وجوه عديدة قدمتها على مدى مشوارها
الفنانة الراحلة ماجدة، التي ولدت في طنطا، واسمها الحقيقى عفاف على كامل
الصباحى، حصلت على شهادة البكالوريا الفرنسية، وكان أبوها موظفا في وزارة
المواصلات، بدأت حياتها الفنية وعمرها 15 سنة دون عِلم أهلها وغيرت اسمها
إلى «ماجدة» حتى لا تكتشف أسرتها عملها بالفن، وكانت بدايتها الحقيقية عام
1949 في فيلم «الناصح» إخراج سيف الدين شوكت مع إسماعيل يس دخلت مجال
الإنتاج وكونت شركة «أفلام ماجدة لإنتاج الأفلام».
من أفلامها التي أنتجتها ماجدة: «جميلة»، «هجرة الرسول» وقد
مثلت مصر في معظم المهرجانات العالمية وأسابيع الأفلام الدولية واختيرت
كعضو لجنة السينما بالمجالس القومية المتخصصة، وحصلت على العديد من الجوائز
من مهرجانات دمشق الدولى وبرلين وفينيسيا الدولى، كما حصلت على جائزة وزارة
الثقافة والإرشاد، وكرمت قبل رحيلها بعامين من غرفة صناعة السينما تقديرا
لعطائها ومشوارها الحافل. تزوجت عام 1963 من الفنان إيهاب نافع الذي أنجبت
منه ابنتها الوحيدة «غادة»، والذى قالت عنه «كان هادئا وجذابا، ولم أعشق
غيره»، وبعد طلاقها لم تتزوج مرة ثانية وتفرغت لابنتها، وأيضا لتقم بدور
بارز في جمعية السينمائيات، وتعتبر «ماجدة» من أبرز الممثلات في السينما
العربية، وتميزت بأدوارها كفتاة مراهقة ورقيقة في أفلام «أين عمرى»
و«المراهقات» و«بنات اليوم»، واستطاعت أن تمثل بنت عصرها بصوتها الناعم
وأدائها المفعم بالأنوثة، لتظل طريقتها في أداء بعض الجمل الحوارية خلال
أفلامها شاهدا على أدائها المميز بين نجمات جيلها، ومنها «عمو عزيز» وهى
تردد هذه الجملة للفنان زكى رستم الذي يرغب في الزواج منها رغم أنه يفوقها
عمرا في فيلم «أين عمرى»، أيضا «جدو» الكلمة التي رددتها في فيلم
«المراهقات» للفنان حسين رياض، الذي جسد دور جدها، بينما استعرضت خلال
الفيلم المشاكل الاجتماعية والنفسية لطالبات المدارس الثانوية في مرحلة
المراهقة.
حققت «ماجدة» نقلة نوعية في أعمالها حين قدمت أفلاما ذات
بعد وطنى وقومى عربى، مثل تجسيدها شخصية المناضلة الجزائرية خلال الاستعمار
الفرنسى للجزائر جميلة بوحيرد، فيلم حمل اسم «جميلة» وأنتج عام 1958،
وأخرجه يوسف شاهين. كما قدمت فيلم «النداهة» أمام شكرى سرحان وإيهاب نافع،
في دور القروية التي تأتى بصحبة زوجها حارس العقار إلى العاصمة لتأخذها
أضواء وبريق القاهرة.
وحين سطعت الأفلام التليفزيونية قدمت «ماجدة» العديد منها
«ونسيت إنى امرأة» و«عندما يتكلم الصمت»، وحققت نجاحا فنيا وقتها.
واعتزلت ماجدة عام 1994 عندما وجدت أن العمل الفنى لم يعد
جذابا كما كان لها، لكنها ظلت أيقونة للعصر الذهبى لنجمات السينما.
تعرضت ماجدة لجدل كبير حين نشرت مذكراتها، والتى تم نشرها
عن «دار الأهرام للنشر» عام 2014 وجاء بها خطبتها للفنان فريد الأطرش قبل
زواجها من الفنان إيهاب نافع، وأيضا علاقة «نافع» بأحد القيادات
الإسرائيلية وهو ما نفته ابنتهما الفنانة غادة نافع عدة مرات.
وتميزت «ماجدة» بعلاقات طيبة مع نجمات العصر الذهبى للسينما
وهو ما قالت عنه في حوار سابق مع «المصرى اليوم» قبل عامين: «كنا جميعا في
حالة حب لبعضنا، لم تشغلنا المنافسة، كل واحدة من نجمات هذا الجيل كان لها
طعم ولون ومختلفة عن الأخرى.
«جميلة» رمز
سينمائى لكفاح الجزائر
يعد فيلم «جميلة» الذي جسدت خلاله «ماجدة» شخصية «جميلة
بوحيرد» من أشهر أعمالها الوطنية، الفيلم من إخراج يوسف شاهين وتأليف
عبدالرحمن الشرقاوى، وعلى الزرقانى ونجيب محفوظ، ولم يحك قصة «جميلة»
المناضلة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسى فقط بل عرض نضال شعب الجزائر ضد
الاحتلال الفرنسى.
وكانت «ماجدة» قد قالت في أحد لقاءاتها التليفزيونية إن
فيلم «جميلة» من أهم أعمالها، وصنع لها شعبية كبيرة، لافتة إلى أنه ساعد
على انتشار الأفلام المصرية في معظم البلاد العربية. وأضافت خلال لقائها:
«فيلم جميلة بوحيرد ساهم في تحرير الجزائر من الاحتلال الفرنسى، والفدائيون
والفدائيات في الجزائر عندما شاهدوا الفيلم كانوا يضحون بأنفسهم عن حب،
خاصةً أنى سجلت في الفيلم الأحداث التي تدور في الجزائر بالصوت والصورة».
ولفتت ماجدة الصباحى إلى أنها عندما ذهبت إلى الجزائر رأت هناك نسخا كثيرة
من جميلة بوحيرد، مشيرة إلى أنها كانت رمزا لكفاح بلدٍ بأسره من أجل
الاستقلال والحصول على الحرية.
ورغم مرور السنوات على عرض الفيلم، إلا أنه يحظى بتفضيل
الجزائريين، فأحد المتابعين لحساب على يوتيوب عرض الفيلم مؤخرا كتب «بوعدكم
أنا عمرى ما زرت أم الدنيا وأول ما أحط قدمى على ترابها الطاهر سأزور قبر
كل نجوم هذا الفيلم، وأقرأ الفاتحة لهم، وأقدم علم الجزائر فدائًا لمصر
والجزائر».
6 أفلام
دينية ووطنية.. قدمتها للتاريخ وللفن
قدمت الفنانة الراحلة ماجدة عددا من الأفلام الدينية
والوطنية ذات القيمة الكبيرة على المستوى الفنى، وأنتجت 6 منها، ولم تكتف
بالتمثيل فيها ومنها «انتصار الإسلام» 1952 و«بلال مؤذن الرسول» 1953،
و«جميلة» 1958 و«هجرة الرسول» 1964 و«مِن عظماء الإسلام» 1970، و«العمر
لحظة» 1978، كما قدمت فيلم «ثورة اليمن» 1966، وعن إنتاجها للأفلام خاصة
ذات الطابع الوطنى والدينى قالت «ماجدة» في حوار سابق لها «كنت أهدف لأن
يكون هناك بقاء وتاريخ وقيمة من هذه الأعمال، وتقديم أيضا أفلام قومية لها
دور في المجتمع، لكن الأفلام الدينية والتاريخية على المستوى المادى لم
أكسب منها شيئا، رغم أنها مكلفة جدا وليس لها عائد، ليست تجارة، لكنها
للتاريخ وللوطن وللفن، وتحمل جملا مؤثرة، دمعت عيناها وهى تتذكر الجملة
الأخيرة في فيلم «العمر لحظة» الذي كان عملا وطنيا، كان به جملة «علشان مصر
تعيش لازم أغلى الناس بتموت» وتابعت خلال حوار سابق مع «المصرى اليوم»:
«قلتها على لسانى خلال الفيلم».
ورأت «ماجدة» أن الأفلام الدينية والتاريخية والوطنية
تراجعت في إنتاجها خلال السنوات الأخيرة، لأن المنتجين تعاملوا معها بمنطق
الربح والخسارة، وأنها لا تعوض ما يدفعونه فيها، فلم ينتجها أحد بعد جيلها.
وحول التواجد النسائى كمنتجات وكممثلات للأجيال الجديدة من
الفنانات قالت: «المرأة أصبحت مكملة بعد جيلنا، والرجل هو الأساس في أي
فيلم».
مقتطفات
■ «انتى
أدوارك تستطيع أن تدخل كل بيت وكل أسرة ويتقبلها الجميع، بينما أدوار بطلات
روايتى لا يتقبلها الجميع، يا ماجدة رواياتى لا تناسبك».. كان رد أديب نوبل
نجيب محفوظ لها عقب رغبتها في إنتاج إحدى رواياته، وحكت «رحب بى بمجرد أن
شاهدنى فكان رجلا شهما وطيبا دمث الخلق كريم الطباع إلى أبعد مدى وعندما
علم ما أريد رفض إعطاءها لى».
■ ٤ مسلسلات
إذاعية قدمتها ماجدة خلال مشوارها هي: «الكلمة الأخيرة»، و«العمر لحظة»،
و«أعلنت عليك الحب»، و«فى سبيل الحرية»، وتمثيلية «الحياة قصيرة قصيرة».
■ بسبب
تأخر الفنان الراحل رشدى أباظة عن تصوير أحد أفلامها، حملت ماجدة «شُومة»
واختبأت وراء الباب الخاص بالاستديو وكانت متغاظة منه بحسب روايتها، فقررت
أن تفاجئه وتبرز له غضبها، وتابعت: «فجأة قلب الموقف إلى هزار وضحك، كنت
قصيرة وضئيلة الحجم بالنسبة له وهو مفتول العضلات».
■ شعرت
«ماجدة» بالحب لأول مرة مع الفنان رشدى أباظة، الذي تقدم لخطبتها سريعا،
ولكن أسرتها رفضت ذلك، كما أشيع خطبتها للفنان فريد الأطرش وحب الفنان يحيى
شاهين لها، قبل شهرتها، إلى أن تزوجت الفنان إيهاب نافع.
■ واجهت
«ثورة عارمة» من أسرتى، وضربنى شقيقى الأكبر، وصمم والدى على قتلى، حين علم
بعملى بالتمثيل إلا أن والدتى أقنعتهما أن موتى ليس حلا، وهو ما شكَّل
السبب الرئيسى في انفصال والديها، ورفع والدها دعوى قضائية على الفيلم
ومنتجه، اتهمهما باستغلال فتاة قاصر دون الرجوع له.
فنانون في رثائها
أعمالها إلهام فنى
«من
أجمل فنانات الزمن الجميل، لقبوها في صغرها بـ«عذراء الشاشة»، قدمت العديد
من الأعمال الفنية التي تعد إلهامًا فنيًا لكل عشاق الفن الجميل والهادف.
سمير صبرى
وداعا الجميلة
صاحبة فيلم «جميلة بوحيرد» أحد أفضل الأفلام الوطنية في
تاريخ السينما المصرية الذي قامت ببطولته الفنانة الراحلة ماجدة، وداعا
الجميلة.
إسعاد يونس
أسهمت في صناعة السينما
فنانة ومنتجة وإنسانة أسهمت في حراك صناعة السينما على مدى
سنوات، وأحبها الجمهور لصدقها وعفويتها.
إلهام شاهين
رائدة الفن الراقى
رائدة من رواد السينما المصرية التي أعطت الكثير والكثير من
أجل فنها الراقى وإنتاجها المتميز حتى ترقى بصناعة السينما.
رانيا محمود يس |