"سينما
نادية لطفي" في عيون النقاد: حالة استثنائية وتاريخ مشرف
رامي عبدالرازق: اعتمدت على موهبة التشخيص والتمثيل أكثر من
جمالها
كتب:
ضحى محمد
ملامحها الأوروبية وكفاءة موهبتها مهدا لها الطريق لتكون
نجمة الستينات والسبعينات، عملة نادرة لن تتكرر مرة أخرى فى تاريخ السينما
المصرية، استطاع المخرجون توظيف إمكانياتها في أعمال سينمائية متنوعة، ما
بين دور"لويزا" قائدة سلاح الهوسبتاليين في "الناصر صلاح الدين"، وتغيير
ملامحها وأدائها الفني لتظهر بدورالكيمائية في فيلم "للرجال فقط"، وتجسيدها
لشخصية "مادي" الفتاة الارستقراطية التي تعيش بلا هدف في الحياة خلال
"النضارة السوداء"
.
ورغم جمالها لم تتردد في تقديم دور "بسمة" بائعة البرتقال
في "الأقمر"، ودور العاهرة الشعبية في "السمان والخريف"، و"سهير الراقصة"
في "أبي فوق الشجرة" وتجسيد معاناة الزوجة الخائنة في فيلم "الخائنة"،
وحضورها المهيب بدورها الصامت في "المومياء"، كل تلك الأدوار تراها في
سينما نادية
لطفي،
سيدة البحث عن التفاصيل، التى قدمت مايقرب من 70 عملاً فنياً، وصنعت
بأسلوبها مكانة خاصة حفرت من خلالها اسمها ضمن قائمة النجوم العالميين.
رامي عبدالرازق عن نادية لطفي: "النضارة السوداء" من أعظم
أدوارها
"جمعت
بين الجمال والموهبة" هكذا تحدث الناقد رامي عبدالرازق عن موهبة الفنانة
نادية لطفي قائلاً "كان لديها تحد كبير منذ ظهورها على الشاشة باعتبارها
حسنة الملامح، فمن السهل أن تمتلك الفنانة وجه جميل ولكن من الصعب أن تجتمع
الموهبة مع الجمال، فضلاً عن أنها لم تكتف بتقديم الميلودراما فقط، بل
استطاعت التنوع بين الأدوار والانتقال بينهم بحرفية شديدة، مما أهلها
للوصول إلى النجومية فى وقت أقصر من فتيات جيلها بفترة الخمسينات والستينات".
وأضاف "عبدالرازق"، لـ"الوطن": "نادية لطفي تعتبر حالة
استثنائية فقد استطاعت أن تتنوع بين الأدوار التي قدمتها، واتضح ذلك من
خلال دورها فب فيلم "النضارة السوداء" واستطاعت المزج بين الجمال
والشهوانية من خلال الجزء الأول بالفيلم حتى انتقلت إلى الهدوء والعنف
والتماسك، بالاضافة إلى اختيار المخرج يوسف شاهين لها بدور (لويزا) في فيلم
الناصر صلاح الدين وتمكّنها من الأداء بفضل ملامحها الأوروبية التي دعمت
دورها بشكل كبير، وحرفية أدائها في فيلم "للرجال فقط" مع سعاد حسني، فقد
صنع الثنائي حالة من الكوميديا على الشاشة، إضافة إلى اختيار المخرج شادي
عبدالسلام لها خلال "المومياء" واقتصار تمثيلها على عينيها فقط ومدى صعوبة
الدور بالنسبة لها
.
وتابع: "ستظل نادية لطفي حاضرة في ذاكرة ملايين الجماهير
بأعمالها، فالغياب الجسدي لن يؤثر على مكانتها، ولكنها نموذج يحتذي به في
الوقت الحالي، باعتبارها من الفنانات اللئي نجحنّ ي توظيف إمكانياتها عبر
عدة أدوار متنوعة، إضافة إلى ذكائها في اختيار الأدوار التى تبرز موهبتها،
فضلاً عن اعتمادها على موهبة التشخيص والتمثيل أكثر من جمالها".
ماجدة موريس: عملت مع كبار المخرجين.. و"المومياء" أحد أهم
الأفلام في تاريخ السينما
أشادت الناقدة ماجدة موريس كذلك بأدوار الفنانة الراحلة
خلال مشوارها الفني قبل فترة اعتزالها الفن قائلة: "نادية لطفي لقبها
الجمهور (برنسيسة السينما) نظراً لملامحها وشكلها وأدائها الفني، فقد قدمت
على مدار مشوارها الفني أعظم الأعمال الفنية، منها فيلم "المومياء" الذى
يعتبر مُصنف في الاتحاد الدولي للسينما كواحد من أهم الأفلام في تاريخ
السينما، والتي استطاعت أنَّ تؤديه بدرجة كبيرة من التمكن جعلت مشاهدها
عالقة في أذهان الجمهور، رغم من ظهورها كضيفة شرف، إضافة إلى دورها في فيلم
"الخطايا" عندما قدمت دور طالبة فى جامعة القاهرة، واستطاع الفيلم أن يصف
حال الجامعة في تلك الفترة.
وأضافت "ماجدة"، لـ"الوطن"، أنَّها عملت مع معظم المخرجين
منهم يوسف شاهين، حسن الإمام ، شادي عبدالسلام...وغيرهم، كما عملت مع عدد
من النجوم منهم الفنان رشدي أباظة من خلال فيلم "الباحثة عن الحب"، و"وراء
الشمس"، و"أبدا لن أعود"، و"الباحثة عن الحب"، كما قدمت مع الفنان نور
الشريف 7 أعمال فنية من أهمها "قصر الشوق"، و"الإخوة الأعداء" و"رحلة داخل
إمرأة"، كما قدمت مع الفنان محمود مرسي 3 أفلام وهي: "الخائنة"، "السمان
والخريف"، "الليالي الطويلة".
وأوضحت الناقدة، خلال حديثها: "كانت نادية لطفي أول سيدة
تدخل قشلاقات الجيش المصري بمنطقة العباسية لتتعلم فنون الفروسية خلال فترة
التحضير لدورها في فيلم "صلاح الدين الأيوبي"، كما أنَّ لها قدرة على
التغيير في نبرة صوتها ومظهرها الخارجي بحرفية شديدة وظهرت من خلال فيلم
"للرجال فقط" مع الفنانة سعاد حسني، وأحدث الفيلم ضجة سينمائية وقت عرضه.
محمود قاسم: تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا والسياسية..
وصنعت ثنائي متميز مع عبدالحليم حافظ في "أبي فوق الشجرة"
بينما وصف الناقد محمود قاسم مشوار الفنانة نادية لطفي
بـ"المميز" قائلًا: "استطاعت أن تنتقل بين الأدوار الكوميديا والتراجيديا
والسياسية والوطنية، وهذا أهم ما يميز مشوار الفنانة لأنَّها استطاعت أن
توظف إمكانياتها في موضعها الصحيح، حيث كانت البداية عندما وقفت في سن
العاشرة على مسرح المدرسة لمواجهة الجمهور للمرة الأولى، إلى أن اكتشفها
المخرج رمسيس نجيب وقدمها للسينما، كما اختار لها الاسم الفني "نادية
لطفي"، حتى استطاعت أن تقدم مشوار فني سينمائي طويب.
وتابع: "استطاعت أن تصنع ثنائي قوي بينها وبين الفنان عبد
الحليم حافظ من خلال فيلمين هما "الخطايا" و"أبي فوق الشجرة"، وتميزت
بأدائها القوي من خلال فيلم "قصر الشوق" مع الفنان يحيى شاهين، إلا أن كان
لها حضورًا خاصًا بظهورها مع الفنان فريد شوقي من خلال فيلم "سلطان"، ثم
شاركته بعد ذلك في عدد من الأعمال السينمائية منها "غراميات مجنون"،
و"سكرتير ماما"، و"سنوات الإنتقام
".
ولفتت إلى مشاركة الفنانة الراحلة في عدد من الأعمال منها
"السبع بنات"، "من غير ميعاد"، و"للرجال فقط"، كما شاركت الفنان شكري سرحان
في عدد من الأعمال السينمائية منها "عودي يا أمي"، و"رحلة داخل إمرأة"،
و"الأب الشرعي"، إضافة إلى تعاونها مع الفنان أحمد مظهر "فقد كان أدائهما
متميز وحضورهما طاغٍ".
واستطرد: "سيظل الجمهور متذكرا نادية لطفي بأعمالها
السينمائية التي تعرض على الشاشات باستمرار، فقد استطاعت أن تجبر جمهورها
على تذكرها باستمرار من خلال تفوقها على ذاتها، إضافة إلى الجانب الإنساني
في حياتها، فهي من أوائل الفنانات اللائي ساندنّ الجنود أوقات الحرب إلى
جانب مشاركتها في الفعاليات الوطنية".
ورحلت الفنانة نادية لطفي، عن عالمنا، صباح اليوم الثلاثاء،
عن عمر ناهز 83 عامًا، بعد صراع مع المرض.
وكانت الحالة الصحية للفنانة القديرة نادية لطفي، شهدت
تدهورًا ملحوظًا خلال الأيام الماضية، عقب إدخالها غرفة العناية المركزة
بأحد المستشفيات بالمعادي للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، حيث شعرت بحالة
إعياء شديدة إثر نزلة شعبية حادة، استدعت وضعها على جهاز التنفس الصناعي،
ليقرر الأطباء المعالجون منع الزيارة عنها وحجزها بغرفة العناية المركزة،
وذلك لحين استقرار حالتها الصحية. |