مهرجان الجونة السينمائي يطلق دورة
"الإنسان والحلم"
إنجي سمير
الدورة الرابعة من المهرجان تستضيف أهم صناع السينما وأبرز
الأفلام العالمية.
استطاع مهرجان الجونة السينمائي خلال فترة وجيزة أن يحقق
نجاحا على مستوى الفعاليات الفنية في منطقة الشرق الأوسط، وحظي خلال دوراته
الماضية باهتمام الجمهور والنقاد والفنانين بعرض مجموعة من الأعمال المهمة
وجذب عدد كبير من نجوم السينما العالمية، ويأتي المهرجان هذا العام في دورة
استثنائية.
تنطلق الجمعة (23 أكتوبر) الدورة الرابعة لمهرجان الجونة
السينمائي وتستمر حتى نهاية الشهر الجاري، متحدية الظروف الصحية التي فرضها
انتشار فايروس كورونا، وهو ما انعكس على حجم الدعوات الموجهة إلى الضيوف،
حيث تقلصت عن الأعوام الماضية، فيما فرضت إدارة المهرجان إجراءات صارمة
لضمان سلامة المشاركين في مدينة الجونة المصرية، المطلة على البحر الأحمر.
ويؤكد مدير المهرجان انتشال التميمي، لـ”العرب”، أن الدورة
الرابعة جرى تحضيرها في ظروف صعبة للغاية، تسببت في وقف معظم المهرجانات في
العالم، وشكلت هذه الظروف مادة خصبة للأفلام المعروضة بالمهرجان.
وأضاف أن الوصول بالفعالية إلى بر الأمان مع وضع الأمان
الشخصي والسلامة لضيوف المهرجان والمشاركين، يأتي على قمة الأولويات، لذلك
اختارت إدارة المهرجان شعار “الإنسان والحلم” ليكون بمثابة عنوان عريض يلخص
فكرة القدرة على تحقيق الأحلام بالإصرار والتحدي مهما كانت الصعوبات.
وأوضح، أن اختيار الشعار لا ينفصل عن تحقيق حلم إدارة منتجع
الجونة السياحي بإقامة مركز عالمي للمؤتمرات، وقد تحقق جزء كبير منه بالفعل
على أرض الواقع.
انتشال التميمي: استقطاب
الضيوف من الداخل والخارج هو التحدي الأكبر للمهرجان
تشكيلة فنية متنوعة
بحسب العديد من النقاد فإن نجاح القائمين على مهرجان الجونة
في تنظيمه من دون مشكلات إجرائية يفتح الطريق أمام عودة المهرجانات
السينمائية المصرية مرة أخرى بعد فترة توقف دامت أكثر من ستة أشهر، منذ
إقامة مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية في شهر مارس الماضي.
يضم فريق عمل مهرجان الجونة السينمائي، مؤسّس المهرجان رجل
الأعمال المصري نجيب ساويرس، ومؤسّس مدينة الجونة شقيقه سميح ساويرس، علاوة
على الرئيس التنفيذي والمؤسّس المشارك لمهرجان الجونة السينمائي عمرو منسي،
ورئيس العمليات والمؤسّس المشارك الفنانة بشرى عبدالله رزة، ورئيس القطاع
المالي والمؤسّس المشارك كمال زاده، ومدير المهرجان انتشال التميمي،
والمدير الفني أمير رمسيس، والمنسق العام أمل المصري.
وكان من المقرر أن ينطلق المهرجان في سبتمبر الماضي، غير أن
إدارة المهرجان قررت الإرجاء لمدة شهر، فيما ظلت مسألة انعقاده من عدمه محل
شك قبل أيام قليلة من انطلاق دورته الجديدة نتيجة المخاوف الصحية، وأبدت
إدارة المهرجان رغبة قوية في تأكيد قدرتها على تنظيمه مع توفير الإجراءات
الاحترازية.
ويشير التميمي إلى أن قرار عقد المهرجان في هذا التوقيت جاء
بعد دراسة متأنية للتوقيت المناسب عقب الاتجاه العام نحو الانفتاح مرة أخرى
في شهر يونيو الماضي، إضافة إلى طبيعة وموقع إقامة المهرجان الذي يعتمد على
عروضه المسائية ويكون حفل الافتتاح والختام في القاعات المفتوحة، واستقر
الرأي على افتتاحه في نهاية أكتوبر لتأمين السلامة والأمان لضيوف المهرجان
والمشاركين فيه.
ويوضح لـ”العرب”، أن وزارة الصحة المصرية تُشرف على
الإجراءات الطبية عبر توفير أطقم مدربة خلال فترة إقامة المهرجان، وتجهيز
مستشفى الجونة لاستقبال حالات كورونا، إذا ظهرت في وقت إقامة الدورة
وعلاجها.
ويضيف أن إدارة المهرجان وفرت فندقا للعزل، إلى جانب وضع
اشتراطات صحية للضيوف والمشاركين، أهمها عدم خروجهم من منتجع الجونة
وعودتهم إليه مرة أخرى طيلة فترة المهرجان، مع إتاحة خروج أي من المشاركين
بالمهرجان خارج المدينة واشتراط عدم عودته إليها إلى حين نهايته.
يعتبر التميمي أن استقطاب الضيوف من الداخل والخارج هو
التحدي الأكبر لإدارة المهرجان، في ظل استمرار إجراءات العزل الصحي في
العديد من الدول، إضافة إلى عقبات قيود السفر من وإلى الكثير من دول العالم
التي ستؤثر على المشاركين بالمهرجان، مؤكدا أن المؤشرات حتى الآن تقول إن
ضيوف المهرجان الذين وجهنا لهم الدعوة رحبوا بالمشاركة.
ويعرض المهرجان 65 فيلما، من أهم وأحدث الأعمال العربية
والدولية المنتجة، ويتكون برنامج المهرجان من ثلاث مسابقات رسمية، وهي:
مسابقة الأفلام الروائية الطويلة، ومسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة،
ومسابقة الأفلام القصيرة، علاوة على البرنامج الرسمي خارج المسابقة، كذلك
البرنامج الخاص.
نجاح القائمين على مهرجان الجونة في تنظيمه من دون مشكلات
إجرائية يفتح الطريق أمام عودة المهرجانات السينمائية
تصل قيمة الجوائز المقدمة إلى 224 ألف دولار أميركي، ويمكن
للأفلام الطويلة ذات الطابع الإنساني أن تحصل على جائزة الجمهور، فيما يقدم
المهرجان منصة الجونة السينمائية، وهي فعالية موجهة لصناعة السينما بغرض
دعم وتمكين صناع الأفلام العرب، ومساعدتهم على إيجاد الدعم المالي، والفني
من خبراء الصناعة العرب والدوليين.
وتهدف منصة الجونة السينمائية إلى خلق مساحة إبداعية
للأفراد والأسواق السينمائية، وتعدّ جزءا لا يتجزأ من مهرجان الجونة
السينمائي، وهي بالأساس فعالية موجهة لصناعة السينما بهدف تطوير وتمكين
صناع الأفلام العرب، ومساعدتهم على إيجاد الدعم الفني والمالي اللازم، كما
تقدم المنصة مبادرتين هما منطلق الجونة السينمائي وجسر الجونة السينمائي،
اللذين يقدمان الفرص للتعلم والمشاركة.
كما يضم المهرجان حلقات نقاشية، وهي: تمكين النساء في صناعة
السينما، ووسائل الإعلام الرقمية في ضوء جائحة عالمية، وحلقة نقاش افتراضية
عن دور المهرجانات السينمائية في زمن كوفيد – 19، وحلقة نقاش افتراضية عن
رحلة صانع الأفلام من مختبرات تطوير الأفلام وحتى منصات العرض الرقمي.
تجاوب فني وشخصي
تعد أبرز الأعمال المشاركة في مسابقة الأفلام الروائية
الطوية: الفيلم الفلسطيني “متر200″، و”احتضار” من إنتاج أذربيجان، المكسيك،
الولايات المتحدة، و”استمع” من المملكة المتحدة، البرتغال، و”إلى أين
تذهبين يا عايدة؟” من البوسنة والهرسك، النمسا، رومانيا، هولندا، ألمانيا،
بولندا، فرنسا، النرويج، والفرنسي “تحت نجوم باريس”، والاسترالي “حارس
الذهب”، و”حكايات سيئة” من إيطاليا، سويسرا.
إضافة إلى فيلم الافتتاح “الرجل الذي باع ظهره” إخراج كوثر
بن هنية، وهو من إنتاج تونس، فرنسا، بلجيكا، السويد، ألمانيا، السعودية،
والإيطالي “الروابط”، والياباني “زوجة جاسوس”، و”صبي الحوت” من روسيا،
بولندا، بلجيكا، و”عام الغضب” من أوروغواي، إسبانيا، و”لن تثلج مجددا” من
بولندا، ألمانيا، و”مكان عادي” من إيطاليا، رومانيا، المملكة المتحدة،
و”ميكا” من المغرب، فرنسا، بلجيكا، و”واحة” من صربيا، هولندا، سلوفينيا،
البوسنة.
ومن المقرر تكريم الفنان خالد الصاوي، ومصمم المناظر الفنان
أنسي أبوسيف، لكونهما من المساهمين المؤثرين في صناعة السينما المصرية
والعربية، وتكريم الممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو، والممثل المغربي –
الفرنسي سعيد تغماوي، إلى جانب تأبين مجموعة من الفنانين المصريين الذين
رحلوا خلال هذا العام، منهم: محمود ياسين، ومحمود رضا، ورجاء الجداوي.
ويضيف العراقي انتشال التميمي، لـ”العرب”، أن المهرجان يحرص
على تكريم الفنانين الذين يملكون مشوارا فنيا طويلا ومحترما، وكان من
المتفق عليه أن يكون على أساس فني واضح وألا يكون الاختيار لشخص بعينه،
فهناك مئات الممثلين يستحقون التكريم، واختيار خالد الصاوي يعود لتاريخه
الفني وتأثيره في الجمهور.
وضمت قائمة لجان تحكيم الدورة الرابعة مجموعة من الأسماء
الفنية وعددا من المخرجين العالميين والعرب، وبعض النقاد وخبراء الصناعة،
لاختيار الأفلام الفائزة في مسابقات المهرجان الرئيسية الثلاث، التي تشهد
مشاركة كبيرة لأفلام المخرجين الشباب الواعدين والموهوبين من ذوي الخبرة،
وهو ما يعني أن مهمة لجان التحكيم لاختيار الأفلام، والفائزين بالجوائز
ستكون صعبة.
المهرجان يعرض 65 فيلما، من أهم وأحدث الأعمال العربية
والدولية المنتجة، ويتكون برنامجه من ثلاث مسابقات رسمية
وتضم لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة: الممثل
والمنتج المصري آسر ياسين، والمخرج وكاتب السيناريو السوداني أمجد
أبوالعلاء، وفاز فيلمه الروائي الطويل “ستموت في العشرين” بجائزة أسد
المستقبل من مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الـ76، ونجمة الجونة
الذهبية للفيلم الروائي في الدورة الثالثة للمهرجان العام الماضي.
كما يشارك رودريغو سيبوليدا الذي جرى اختيار أحدث أعماله
“ماتادوري المذعور” (2020) في الدورة الـ77 لمهرجان فينيسيا السينمائي
الدولي، وعرضه في الدورة الرابعة من مهرجان الجونة السينمائي في قسم
الاختيار الرسمي خارج المسابقة، فيما يرأس لجنة الأفلام الروائية الطويلة
المخرج والمنتج بيتر ويبر، الذي أخرج مؤخرا مسلسل “ممالك النار” التلفزيوني
الشهير.
وتتكون لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة من
المخرجة المصرية الشهيرة ماريان خوري، والمخرج سيمون الهبر، وينضم إلى
اللجنة المنتج والمبرمج السويدي فريدي أولسون، وبرنارد كارل المبرمج
والمدير الفني لمهرجان “حول العالم في 14 فيلم”، وتترأس اللجنة المنتجة
ماري بيير ماسيا، التي أدارت سابقا قسم نصف شهر المخرجين في مهرجان كان
السينمائي.
تترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة المخرجة التونسية
رجاء عماري، التي تم الإعلان عن قبولها عضوا بأكاديمية فنون وعلوم الصور
المتحركة، وتم تعيينها رئيسة للجنة التحكيم في مؤسسة جان للسينما في فرنسا.
وتشارك عدة شخصيات سينمائية عربية وعالمية في لجنة تحكيم
مسابقة الأفلام القصيرة، منهم الممثل الهندي الشهير علي فازال، وكاتب
السيناريو والمنتج الفرنسي جيوم دي ساي إضافة إلى الممثلة السورية كندة،
وتشارك في اللجنة مريم نداي، الممثلة السنغالية البارعة التي ظهرت في فيلم
“مامان” المتوج بأكثر من 60 جائزة.
وأكد التميمي لـ”العرب”، أن إدارة المهرجان لم تواجه صعوبات
هذا العام في الوصول إلى الداعمين لمشروعات الأفلام ضمن منصة الجونة، في ظل
توقعات بتقلص الدعم جراء الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي فرضها فايروس
كورونا، لكن الذي حدث هو العكس بعد أن وصل الدعم هذا العام إلى 240 ألف
دولار وهو نفس قيمة الدعم الذي تلقاه المهرجان في العام الماضي.
كاتبة مصرية |