*
المسابقة العربية الأكثر تضررا بسبب كورونا.. وفخور بوصول
الدعم المقدم من ملتقى القاهرة السينمائى إلى ٢٦٠ ألف دولار
*
سعيد بتطور أفلام سينما الغد.. وحصول فيلم «ستاشر» على
السعفة الذهبية من مهرجان كان حدثا استثنائيا لا يمكن تجاهله
*
استهدفنا مشاركة ٨٠ فيلما منذ اللحظة الأولى.. ومشاركة ١٠
أفلام مصرية بالدورة 42 يؤكد قدرتنا على الوجود رغم الظروف الصعبة
*
أحمد شوقى خسارة كبيرة واضطر لتقديم استقالته لرفع الحرج عن
المهرجان.. والحديث عن مغادرتى بعد هذه الدورة سابق لأوانه
*
الاحتفاء بفيللينى تكريم للسينما الإيطالية.. وغياب دولة
الشرف ظرف استثنائى
*
إقامة مهرجان الجونة فى هذه الظرف الاستثنائى كان تحديا
كبيرا وشجاعة.. وهذا نجاح فى حد ذاته
*
تكريم وحيد حامد وكريستوفر هامبتون انحياز لكتَّاب
السيناريو.. لكنه ليس قرارا شخصيا
أيام قليلة تفصلنا عن انطلاقة الدورة 42 لمهرجان القاهرة
السينمائى الدولى، والتى واجهت العديد من التحديات فى ظل الظروف
الاستثنائية التى فرضتها جائحة كورونا على العالم.
«الشروق»
التقت محمد حفظى ــ رئيس المهرجان للحديث عن ملامح الدورة المرتقبة وكيف
استعد لمواجهة تلك التحديات للعبور بالدورة إلى بر الأمان.
يقول حفظى إنه لم يفقد الأمل منذ اللحظة الأولى فى إقامة
المهرجان هذا العام بصورته الكاملة الطبيعية المعتادة، موضحا فى الوقت نفسه
أنه لم يكن من البداية مع فكرة إقامة الدورة افتراضيا بالكامل خاصة فى عروض
الأفلام، لأن ذلك لا يناسب طبيعة المهرجانات فى مصر، لكن هذا لا ينفى أن
جانبا من فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما سيقام «أون لاين» مثل
الندوات والـ«ماستر كلاسيز» وبعض الورش فقط، أما الأفلام وباقى الفعاليات
فستعرض بشكل طبيعى مع الالتزام الكامل بالإجراءات الاحترازية التى تعلنها
وزارة الصحة المصرية ومنظمة الصحة العالمية.
·
كيف كانت رحلة الوصول إلى الدورة 42؟
ــ بعد العودة من مهرجان برلين فى فبراير الماضى أدركنا أن
العالم أصبح مهددا بفيروس كورونا، كنت اتوقع أن يظل تأثير ذلك سلبا لعدة
أشهر لكن لم أتوقع أن يتم إلغاء مهرجانات كبرى مثل كان، لكننا بالرغم من
ذلك بدأنا فى وضع خطة لإقامة المهرجان فى إطار لا يشكل أى خطر على الناس،
حتى نكون على أتم استعداد فى حالة إقامة الدورة، وكان لدينا إصرار على
العمل حتى انتهينا من برمجة الأفلام ومشروعات الملتقى، ثم قمنا بالتواصل مع
الرعاة بعد أن جاءت موافقة رئاسة الوزراء على إقامة المهرجانات فى مصر
سبتمبر الماضى.
لكن التحديات كانت كبيرة بالفعل فيما يتعلق بالموجة الثانية
وغلق أوروبا وصعوبة السفر وتواصلنا مع وزارة الصحة بجانب الشريك الطبى الذى
يقدم عددا من الخدمات مثل
Pcr
والذى يتم تحت إشراف وزارة الصحة للتأكد من صحة الإجراءات المتبعة، وأيضا
كان هناك تحد كبير خاص بالبرمجة؛ لأن عدد الأفلام أقل بكثير من كل عام خاصة
مع تأجيل عدد من الأفلام إلى العام القادم حتى يتسنى لها العرض فى
المهرجانات الكبرى، لكننا استطعنا الحصول على قدر مرضٍ من الأفلام الجيدة
المتاحة فى ظل هذه الظروف التى تمر بها صناعة السينما فى العالم.
·
تقول أن «القاهرة السينمائى» لن يعرض «بواقى» أفلام
المهرجانات.. هل هذا يعنى أنك حريص على جذب أكبر عدد من الأفلام فى عرضها
الأول؟
ــ «القاهرة السينمائى» من مهرجانات الفئة (أ) طبقا للاتحاد
الدولى للمنتجين وهذا يعنى أن دوره هو عرض أفلام جديدة على الأقل فى منطقة
الشرق الاوسط وشمال افريقيا بجانب نسبة من الافلام الجديدة فى العالم،
وربما هذا لم يكن يحدث فى فترة ما، لكننا نسعى كل عام لأن يعرض المهرجان
أفلاما من اكتشاف فريق البرمجة وهو العدد الذى وصل إلى 20 فيلما فى عروضها
العالمية والدولية الأولى، لكننا لا نكتفى بكون الفيلم عرضا أول، ونهتم
بجودته الفنية حتى يليق بالمشاركة فى المسابقة أو خارجها، لذا أستطيع أن
نقول بأن كل فيلم تم اختياره فى الدورة 42 شعرنا بالإعجاب به حتى لو اختلف
عليه البعض لكن فى النهاية قادرين على الدفاع عنه، كما سعينا لأن يكون هناك
تنوع كبير فى برنامج الأفلام مثل عروض منتصف الليل بها افلام مختلفة عن
افلام المسابقة أو آفاق السينما العربية، وسعيد أيضا بتطور أفلام سينما
الغد عام بعد عام، أما مسابقة آفاق السينما العربية فكانت الأكثر تأثرا هذا
العام بسبب الأزمة؛ حيث قرر عدد من صناع الأفلام العربية تأجيلها إلى العام
القادم.
·
يشارك 10 أفلام مصرية جديدة بالدورة 42.. هل نستطيع أن نقول
بأن أزمة البحث عن فيلم مصرى فى مهرجان القاهرة انتهت؟
ــ بالفعل 10 افلام هو رقم كبير للغاية بالمقارنة بالسنوات
الماضية، منها 3 أفلام فى المسابقة الدولية وقصدنا بذلك التأكيد على قدرة
السينما المصرية على التواجد رغم الظروف، والتى استطاعت أن تتواجد أيضا
بأشكال مختلفة فهناك الفيلم الوثائقى والقصير والروائى المستقل، وفيلم آخر
لديه ميزانية كبيرة ونجوم، ولكنها ربما تكون مصادفة وربما يزيد عدد الأفلام
التى تصلح للمشاركة فى المهرجان أو تقل العام القادم.
·
وماذا عن قرار تقليل عدد الأفلام إلى 84 فيلما؟
ــ منذ البداية كنا نهدف لمشاركة 80 فيلما فقط هذا العام،
وأرى من وجهة نظرى أنه مع عودة المهرجان بشكل طبيعى سيكون الأفضل أن يتراوح
عدد الأفلام المشاركة بين 100 أو 120 فيلما على الأكثر، لأننا لاحظنا أن
العدد الكبير من الأفلام تسبب فى وجود عروض بلا جمهور وأعمال لا يشعر بها
أحد وتظلم فى المشاهدة.
·
وماذا عن عرض فيلم «ستاشر» خارج المسابقة؟
ــ حصول فيلم «ستاشر» على السعفة الذهبية فى مهرجان كان حدث
تاريخى للسينما المصرية لا يمكن تجاهله، ويستحق أن يكون له استثناء،
بالإضافة إلى أن عرضه لا يخالف اللائحة لأنه ليس فى المسابقة، وهذه المرة
سيتواجد مخرجه فى القاهرة والذى نسعد بمشاركته حتى يكون لجمهور القاهرة
فرصة لمشاهدة الفيلم ومناقشة صناعه.
·
إلى أى مدى أربكت استقالة المدير الفنى أحمد شوقى أثناء
التحضير لهذه الدورة حسابات المهرجان؟
ــ كنت أتوقع أن يكمل شوقى لسنوات طويلة فى مهرجان القاهرة،
لكن الظروف لم تكن فى صفّه ودخل فى حرب ليس لها علاقة بالسينما، لذلك اضطر
لتقديم استقالته حتى يرفع الحرج عن المهرجان، هو بالتأكيد خسارة كبيرة
بالنسبة للمهرجان لكن فى نفس الوقت الحياة لا تتوقف عند شخص واحد، واستطعنا
هيكلة المكتب الفنى للعمل بطريقة تناسب الظروف، وكنت فكرت فى البداية فى
اختيار مدير فنى آخر، وحاولنا اقتراح أسماء جديدة لكن بعد فترة قصيرة من
التفكير قررنا أن نعمل كمكتب فنى اتعاون فيه معهم لوضع برنامج جيد وهو ما
تم بشهادة الكثيرين بعد إعلان الأفلام المشاركة فى المؤتمر الصحفى، وجدنا
حماسا كبيرا له.
·
وهل ما زالت طموحاتك للمهرجان تصطدم بحجم الميزانية؟
ــ فى الحقيقة مهما كان حجم الميزانية أو دعم الرعاة يظل
لدينا مشكلات لها علاقة بالفلوس لأن الطموح دائما اكبر من امكانيات أى
مهرجان، فدائما نسعى للتطور ودعوة عدد أكبر من الضيوف، ودعم المشاريع
وصناعة السينما، والذى استطعنا هذا العام أن يصل لـ 260 ألف دولار مقدمة من
الرعاة وهو شىء يسعدنى ويجعلنى أشعر بالفخر.
·
هذا يعنى أن المهرجان أصبح له دور فى دعم صناعة السينما؟
ــ فكرت منذ تولى المنصب فى وجود أيام القاهرة لصناعة
السينما، نظرا لضرورة وجود برنامج قوى يكون نقطة لقاء للمحترفين والصناع
الذين لديهم مشروعات ويحتاجون فرصا لدعمهم فى الانتاج والتوزيع والعرض فى
المهرجانات، وبالفعل نجحنا فى الملتقى وأصبح الاهم فى المنطقة العربية خاصة
بعد توقف مهرجان دبى السينمائى منذ عدة سنوات، وبالمناسبة كنا نفكر فى
إقامة الملتقى هذا العام بشكل افتراضى فى حال إلغاء الدورة، إيمانا منا
بأهمية دور المهرجان فى دعم صناعة السينما.
·
إلى أى مدى ظهور حالات كورونا بعد إقامة مهرجان الجونة كان
مقلقا لكم.. وما هى الإجراءات التى يتخذها المهرجان لتفادى تكرار ذلك؟
ــ مما لا شك فيه إن إقامة مهرجان الجونة فى هذه الظرف كان
تحديا كبيرا وشجاعة من القائمين عليه وهو ما اعتبره نجاحا فى حد ذاته،
وتابعنا عن قرب التجربة والتى كانت ملهمة لنا بشكل كبير فعلاقتنا بالجونة
علاقة تعاون ومودة، لكن فى الوقت ذاته نشعر أن توقيت القاهرة السينمائى
أكثر صعوبة خاصة مع إغلاق دول اوروبا منذ بداية نوفمبر ومن المرجح أن يظل
الإغلاق حتى أعياد الكريسماس، لذا نتوقع اعتذارات من بعض الضيوف لكن فى نفس
الوقت يسعدنا أن هناك ضيوفا لديهم الإصرار على الحضور.
أما عن الإجراءات الوقائية فنحن ملتزمون بالاجراءات التى
اقرتها وزارة الصحة وتعليمات رئاسة الوزراء لتأمين الضيوف ونتواصل بشكل
مستمر مع وزارة الصحة لمتابعة الاجراءات والاشراف عليها بالشراكة مع الراعى
الطبى الخاص الذى سيقدم خدمات طبية للحضور والضيوف.
·
اثنان من كتَّاب السيناريو ضمن المكرمين هذا العام فهل ذلك
انحياز منك للمهنة؟
ــ بالفعل من الممكن أن نسميه انحيازا، لكنه فى النهاية ليس
قرارى الشخصى، فاختيار الكاتب الكبير وحيد حامد كان قرارا بالإجماع من
اللجنة الاستشارية العليا، أما السيناريست البريطانى كريستوفر هامبتون كان
بترشيح منى واللجنة مشكورة وافقت عليه لأنه بالفعل شخصية سينمائية ثرية جدا
ليس فقط لأنه فاز بجائزة الأوسكار لكن لأنه قدم أعمالا عظيمة فى السينما
والمسرح.
·
فقدنا عددا من النجوم هذا العام فما هى خطة المهرجان
للاحتفاء بهم؟
ــ تعودنا أن نشير كل عام إلى القامات السينمائية التى
فقدناها، ونحاول ألا نتجاهله فهم فى أذهاننا، لكن التركيز فى حفلى الافتتاح
والختام يكون على المكرمين والجوائز ولجان التحكيم والأفلام.
·
وما سبب غياب دولة ضيف الشرف هذا العام؟
ــ هو أمر استثنائى هذا العام نظرا لقلة عدد الأفلام
المشاركة، لكننا فى الوقت نفسه نعتبر احتفاء المهرجان بمئوية فيللينى
احتفالا بالسينما الإيطالية.
·
أخيرا.. هل بالفعل تفكر فى مغادرة رئاسة المهرجان بعد
الانتهاء من هذه الدورة؟
ــ الكلام فى هذا الموضوع سابق لأوانه، اركز حاليا على
إقامة دورة ناجحة فى ظل الظروف الاستثنائية. |