55
عاماً من العطاء و300 عمل فني.. رحل محمود ياسين والرصاصة
لاتزال فى جيبه
كتبت ـ دينا دياب
نجوم
الفن فى وداع فتى الشاشة الأول
جنازة مهيبة وعزاء يليق بقيمة ومكانة النجم الكبير
جنازة مهيبة مليئة بالحب والحزن، فى وداع فتى الشاشة الأول
الفنان محمود ياسين، الذى شيعت جنازته، ظهر امس، من مسجد الشرطة بمدينة
الشيخ زايد بأكتوبر، ودفن جثمانه بمقابر الأسرة بطريق الفيوم.
جنازة شعبية مهيبة، رغم الاجراءات الاحترازية بسبب انتشار
فيروس كورونا، الا ان النجومية والمحبة التى تركها النجم الراحل بجسده
والباقى بفنه محمود ياسين فى قلوب جمهوره ومحبيه وابنائه من الفنانين الذين
تتلمذوا على يده، وزملائه من ابناء الوسط الفنى الذين ربطتهم معه صداقات
وكواليس كانت عنوان مشهد تشييعه الى مثواه الأخير.
اكثر من 300 عمل فني، قدمها النجم الراحل شارك فيها كل
الاجيال المختلفة فى مجال الفن منذ الستينات وحتى 2015، خلقت فى قلوبهم
جميعا محبة وتقديرا لدوره الرائد فى مجال الفن، ودوره الرائد ايضا فى
الوطنية، فرحل فى شهر اكتوبر، الذى اعتبره احلى شهر فى حياته، فهو جندى
السينما وجندى معركة اكتوبر وجندى احتفالات اكتوبر، ليرحل وتظل اعماله
الوطنية باقية، ويرحل جندى الاعمال الوطنية فى شهر الانتصارات.
كان فى وداعه الفنانون محمود حميدة، وخالد النبوى، وهانى
سلامة، وبشرى، وإيهاب فهمى، ودلال عبدالعزيز، ومحمد محمود عبدالعزيز، وعماد
رشاد، السيناريست عمرو سمير عاطف، والسيناريست والشاعر أيمن بهجت قمر،
ومنير مكرم، والمنتج محسن علم الدين، ورجاء حسين، ودنيا عبدالعزيز، ولقاء
سويدان، وبوسى شلبى ،أحمد السقا، وحسين فهمى، سوزان نجم الدين، عزت
العلايلى، أشرف زكى، أشرف عبدالغفور، نادية الجندى، المنتج محمد مختار،
رشوان توفيق، لبلبة، منة بدر تيسير والمخرج مصطفى فكرى والفنان عبدالله
مشرف، ويسرا والهام شاهين وامير شاهين.
وأسرته عمرو محمود ياسين وشهيرة التى حضرت منهارة فى البكاء
وظلت تدعو له ويردد خلفها الحضور، ورانيا محمود ياسين وزوجها الفنان محمد
رياض ونجلها وعدد كبير جدا من اقاربه.
فى مقدمة الحضور الفنانة نادية الجندى والتى حضرت برفقة
المنتج محمد مختار ، و التى رافقت الراحل فى مشواره الفنى، وقدما معا
العديد من الأفلام، الجندى دخلت فى نوبة بكاء شديدة فور رؤيتها للجثمان
وتذكرت مشوارها الطويل معه.
الجندى اكدت أن الفنان الراحل لن يتكرر، فهو طاقة فنية
وانسانية ليس لها مثيل فى الوسط الفنى، وأضافت ان ما يربطها بياسين عشرة
سنين طويلة، فهو رفيق كفاح ونجاح
.
وأضافت: محمود ياسين عنوان للرقى ونموذج للفنان المثقف،
صاحب رؤية واضحة فى حياته الانسانية والفنية، فهو فنان تعلم منه كل من
زامله فى مهنة الفن، وقدمت معه انجح افلامى وافضلها، وجمعتنى به كواليس لا
يمكن ان تنسى واتذكره وقت تصوير فيلم الباطنية، فهو فنان يعرف كيف يتلون،
ويذاكر ويجبر كل من امامه على المذاكرة، كيف يتحول من انسان ارستقراطى الى
ابن بلد، فهو بحق طاقة فنية وابداعية لن تتكرر.
الفنانة سميرة أحمد رافقت محمود ياسين مشوار عمرها، وكانت
تربطها به وبأسرته علاقة خاصة، عبرت عن حزنها الشديد لرحيله وقالت: محمود
ياسين « الأستاذ» الذى تتلمذ على يديه كل الاجيال، فهو فنان يعى تماما كيف
يقدم الفنانين امامه، فهو نجم كل الاجيال لأنه يتيح الفرصة لاى فنان امامه
كبيرا كان او صغيرا ان يظهر مواهبه، شاركته فى مسلسل «غدا تتفتح الزهور،
وقدمنى لأول مرة على شاشة التليفزيون، وجعلنى اغنى لأول مرة، ساعدنى كيف
اكون جريئة امام الكاميرا وبعد 20 عاما، وجدته يطلب منى ان اشاركه مسلسل
«ماما فى القسم» قدمنا نفس الدراما الاجتماعية بأسلوب متحضر، وتعلمت منه
كيف يكون الممثل معبرا عن واقعه ومجتمعه فى الفترة التى يعمل فيها،
والتقيته سينمائيا فى اعمال اعتبرها انجح افلامى «ليل وقضبان» و«امرأة
مطلقة».
الفنان محمد رياض - زوج ابنته - قال، فقدنا نجما عظيما اثرى
الحياة الفنية فى الوطن العربى، فهو كان خير مثال للنجم المصرى وخير مثال
للأب والجد والزوج، فهو كبير العائلة الفنية والانسانية، كان يفضل المشاركة
فى اى مناسبة وطنية، جسد كل افلام اكتوبر، وكان الحاضر الغائب فى كل
مناسبات اكتوبر، هو نجم وأب وصديق واسطورة لن تتكرر.
ابنه عمرو محمود ياسين علق على الحضور المهيب فى الجنازة
قائلا: لم اتوقع اقل من ذلك، ولولا اجراءات الكورونا لزاد العدد، والدى ترك
لنا فخرا سنظل طوال العمر نحمله ونتذكره، فهو انسان وفنان وموهبة حقيقية
رفعت اسمنا واسم مصر عاليا.
نهال عنبر ، دخلت فى نوبة بكاء واصرت ان تركب السيارة مع
الجثمان لتراه وتودعه فى مثواه الأخير، وعبرت عن حزنها الشديد لرحيلة قائله
شاركته فى اغلب مسلسلاته ، وكان الحاضر الغائب فى كل مشهد فى اى عمل فنى
يشارك فيه ، علمنا كيف نتحدث وكيف نقف امام الكاميرا ، وعلمنا كيف نحترم
الجمهور ونراعيه فى كل مانقدمه ولذلك سيظل باقيا بفنه واعماله
.
الفنانه لبلبة قالت ان مايربطها بالفنان محمود ياسين عشرة
عمر ، وصداقة سنين قائله :اعزى نفسى بصديق عمرى ، فنان عظيم وانسان شديد
التميز فى صوته وافلامه ، وهو اسطوره لانه الفنان الوحيد الذى قدم 250 فيلم
، كلها حققت نجاح واثببت للجمهور العربى والمصرى ان النجم يظل باقيا
بمستواه الفنى الراقى، يشعر من يشاركه اعماله انه جاره وقريبه ، بالاضافه
لاصراره وطموحه وموهبته التى لن تتكرر.
اشرف عبدالغفور كان فى مقدمة الحضور، قائلا ان سنة الحياة
هى الفقدان، ولكن يظل وجوده بفنه، فهو فنان وطنى قدم لفنه اعمالاً خالدة،
رحل بجسده لكن اعماله ستظل شاهدة على روعة ابداعه وخدم بلده بشكل كبير.
دلال عبدالعزيز بحزن شديد ودعت الفنان القدير قائلة: نجم
خلوق وقدم الكثير للفن المصرى افتقدناه قيمة وقامة فنية، تعلمنا منه
الأصول، وهو دائما يعتز باللغة العربية فهو دائما يعدل الحوار للغة العربية
بهدف تعليم الاولاد والاحفاد، فكان فنانا معجونا بالفن، وكان فخرا لنا ان
يكون لدينا فنان فى موهبته، وهو من اكثر النجوم الذين شجعوا الشباب، فقدم
دنيا سمير غانم فى عزبة ادم، وانا تربيت على يده لغويا، لتظل نجوميته هى
الباقية بالفن.
الهام شاهين: فنان كبير وصديق غالٍ، وانسان لن يتكرر قدمت
معه الكثير من الاعمال الفنية وستظل اعماله فى ذاكرة المشاهد الوطنى وهو
ارتاح من مرضه لكن ستظل اعماله باقية.
عزت العلايلى: اب واخ وصديق عمر، فنان لن نرى مثله، اعماله
اثرت الفن المصرى والعربى، وظلت الصداقة بيننا لعمر طويل.
حسين فهمى الذى حضر وظهر عليه الاجهاد الشديد قائلا: كانت
بيننا منافسة شريفة، دائما كنا نفرح مع بعض، ودعانى للوقوف معه فى مسرحية
اهلا يا بكوات كانت المنافسة معه يسيطر عليها السمو والتميز والرقى، فنان
لن يتكرر.
ورحل الفنان الكبير محمود ياسين عن عمر ناهز 79 عاماً بعد
صراع مع المرض، الذى أبعده عن الحياة الفنية طوال السبع سنوات الماضية التى
شهدت انتشار شائعات وفاته بشكل متتالٍ، ودائما ما كانت تتصدى أسرته بقوة
لهذه الشائعات إلى أن فارق الحياة اليوم ولم يعد هناك مجال للشائعات مرة
أخرى.
قدم محمود ياسين فى السينما أدوارا صغيرة فى نهاية حقبة
الستينيات إلى أن جاءت فرصته الكبيرة فى فيلم (نحن لا نزرع الشوك) مع شادية
عام 1970 وتوالت الأفلام بعد ذلك فكان من بينها (الخيط الرفيع) أمام فاتن
حمامة و(أنف وثلاث عيون) أمام ماجدة الصباحى و(قاع المدينة) أمام نادية
لطفى و(مولد يا دنيا) أمام المطربة عفاف راضى و(اذكريني) أمام نجلاء فتحى
و(الباطنية) أمام نادية الجندى و(الجلسة سرية) أمام يسرا و(الحرافيش) أمام
صفية العمري.
وفى
التليفزيون قدم عشرات المسلسلات منها (الدوامة) و(غدا تتفتح الزهور)
و(مذكرات زوج) و(اللقاء الثاني) و(أخو البنات) و(اليقين) و(العصيان) و(سوق
العصر) و(وعد ومش مكتوب) و(ضد التيار) و(رياح الشرق) و(أبو حنيفة النعمان)،
و(ماما فى القسم).
منحه التقدم فى العمر مساحة أكبر للعب أدوار مميزة فى
السينما وقف فيها بجانب الأجيال التالية من النجوم فشارك فى (الجزيرة) مع
أحمد السقا و(الوعد) مع آسر ياسين و(عزبة آدم) مع أحمد عزمى وماجد الكدوانى
و(جدو حبيبي) مع بشرى وأحمد فهمى وإخراج على ادريس. |