نعى أدباء ومؤسسات ثقافية خليجية ثقافية الروائي
والسيناريست البحريني الكبير فريد رمضان، الذي توفي عن عمر ناهز الـ59
عاماً أول من أمس الجمعة، بعد صراع مع المرض.
وأبدى عدد كبير من الأدباء صدمتهم لرحيل فريد رمضان الذي
أثرى الساحة الثقافية بعدد من الإصدارات، كان آخرها روايته «المحيط
الإنكليزي» التي صدرت عن دار«سؤال» اللبنانية.
الكاتب والناقد البحريني د. نادر كاظم قال: «كأن الزمان
انفصل عن المكان! هذا بالضبط ما يشعر به أهل فريد وأصدقاؤه الذين فجعوا
برحيله المباغت». وللذين لا يعرفون فريد أو للذين لا يعرفونه عن قرب، قال
د. نادر «دعوني أبسّط لكم حجم خسارتنا التي لا تعوض: تخيلوا طيبة أهل
البحرين ونبلهم ونقاءهم، وتخيلوا أن كل هذه الطيبة وهذا النبل وكل هذا
النقاء قد اجتمع في شخص، هذا الشخص النبيل في طيبته البحرينية النقية
والاستثنائية هو فريد رمضان».
وأردف د. كاظم: لا أبكي فريد الكاتب والروائي والسيناريست،
لأن كل هذا سيبقى معنا ما بقيت نصوص فريد ورواياته، أنا أبكيه هو، أبكي
فريد الذي لا يُعوض، أبكي الفريد في طيبته ونبله وشهامته وابتسامته ونقائه
الذي لا مثيل له. والآن كل منا يبكي خسارته: خسارتكم أنكم لم تعرفوه،
وخسارتنا المؤلمة أننا عرفناه وفقدناه!
من جهته عبّر الشاعر والناقد السينمائي العماني عبدالله
حبيب عن فجيعة رحيل صديقه قائلاً: «أشهد الليلة، يا فريد رمضان، أنك
كابدتَ، فعشتَ، وانتصرتَ، ومتَّ (وهذا يكفي) وأشهد أني أحبك، أحبك، أحبك،
وأني سأفتقدك دوماً» فيما اكتفى الشاعر السعودي أحمد الملا بجملة واحدة
تعبيراً عن غصة الفراق قائلا:«وداعا فريد رمضان.. موجع غيابك، وسنفتقدك».
أما الشاعر البحريني علي الستراوي فقال: «دون موعد مع
الموت.. يرحل عنا الصديق الروائي والسينمائي فريد رمضان، للدموع وقفة في
منتصف الحجر تحفر نهراً من الألم» فيما قال الشاعر السعودي محمد الدميني:
«الرحمة لروح فريد رمضان، الكاتب والسينمائي الذي تعرفت عليه في نادي
الحالة البحريني قبل ثلاثة عقود، واحتفظت لتجربته الكتابية وشخصيته الدافئة
بكثير من الحب، حتى التقيت به أخيراً في مشروع طباعي في أرامكو السعودية..
شعرت أنني أودعه بعد أن عرفت منه تاريخه المرضي».
روائي الهويات
وفي الوقت ذاته وصف الشاعر البحريني جعفر الجمري صديقه
الراحل بأنه«روائي الهويات بحيادية بالغة، يقدمها كما هي في معترك المكان،
فريد رمضان متعدد المذاهب في بحثه وتشريحه والتقاطه لنماذج البشر بقدرته
على تقديمها من دون رتوش. للعبة الروائية أدواتها، ولا يصح أن نضع تلك
الأدوات في مقام ومنزلة الرتوش».
وألقى الجمري الضوء على تجربة رمضان قائلاً: «ثمة مخزون ثري
يتكئ عليه رمضان، مخزون ثقافي ومعرفي متعدد، أتاح له قدرة لافتة في انتقاله
بين أكثر من شكل ولون إبداعي، من النص المفتوح، إلى القصة والرواية
والسيناريو، يتمركز اشتغاله ضمن الفضاءات تلك حول موضوعات لا تنأى عن
الإنسان، الإنسان وهو رهن الموت انشغالاً بالحياة، الاغتراب داخل الهوية
الواحدة؛ سواء كانت هوية ذات صلة بالمكان أو طارئة».
ينعون صديقهم الطيّب
وتعبيراً عن حالة الفقد، قال الروائي الكويتي عبدالله
البصيص: «وداعاً فريد رمضان، طيب القلب؛ لم يكن بيننا سوى: (سلّم على
عبدالله البصيص) قلتها لمحمد النبهان ووصلت بكل طيبة قلبه. هكذا هم محبو
الخير للناس، يدخلون القلب بالسلام. رحمك الله وغفر لك».
واعتبرت القاصة الكويتية استبرق أحمد غياب رمضان خسارة
فادحة على الصعيد الإبداعي والإنساني، فيما ودّعه الناقد السعودي محمد
العباس بالقول إن «فريد رمضان، في المكان الذي لا يعود منه أحد.. الوداع يا
فريد». فيما قالت القاصة الكويتية أفراح الهندال: «في اللقاءات هادئ متأمل
قليل الكلام، وفي الروايات ترك الموت يستفحل بالتفاصيل، كأنه كان يجمعنا
لهذا الوداع الحزين».
وعلى طريقتها ودعت الشاعرة البحرينية وضحى المسجن الروائي
الراحل بالقول: «وداعاً فريد رمضان.. وداعاً أيها الجميل، لم يمت أحدٌ
تماماً تلك أرواحٌ تغير شكلها ومقامها». بدورها، تساءلت الشاعرة البحرينية
فاطمة محسن بحزن: «كيف سنكون بعدك أيها الفريد؟ وأنت الذي كنت تنثر عطر
قلبك على كل ما نكتب، بصوتك الحنون تطبطب على قلوبنا كلما باغتنا يأس أو
عانقنا إحباط، تأخذ بيدنا وأنت ترافق هدوءك، تزرع أملاً ما في قلوبنا،
وتنتظر لتأتيك أصواتنا مفعمة بالحب والأمل، فتبتسم، وما أجملها من ابتسامة.
وتابعت فاطمة التعبير عن ألمها: «ثمة قلوب هنا باغتها فقدك،
تستجدي الصبر، وهو لاهٍ عنها في غرور. الآن حق لك أيها الفقد أن تسخر منا.
الآن حق لك أيها الجسور بعد أن أصبتنا في قلوبنا، وأنصت جيداً لعويلنا،
الآن حق لك أن تبتهل، وأنت ترى نصلك مغروزاً في أوردتنا».
وكانت مؤسسات ثقافية وإعلامية نعت فقيد الثقافة البحرينية،
منها مؤسسة سلطان العويس الثقافية في الإمارات، وهيئة البحرين للثقافة
والآثار، ونادي البحرين السينمائي، ومهرجان أفلام السعودية، وجمعية
الصحافيين البحرينية، وغيرها. |